رواية قلب حبيبتي الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم ماما سيمي
الجزء التاسع والعشرون
داخل مشفى الدكتور عبدالمجيد زهران جلست صفية ومازن في مكتب الدكتور زهران كما اعتادوا منتظرين قدوم الطبيب النفسي الذي كلفه دكتور زهران بتقييم حالة يامن بعد فترة دخل الدكتور زهران ومعه الطبيب النفسي
عبدالمجيد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صفية ومازن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عبدالمجيد: ده الدكتور أيمن طاهر الدكتور النفسي اللي كشف علي يامن وقيم حالته
وهو هيشرح لينا دلوقتي تقييمه بعد أول جلسة مع المريض
صفية بقلق: قبل أي حاجه يامن عامل ايه
أيمن: متقلقيش حضرتك أنا أديته مهدئ بسيط مناسب لحالته وهو حالياً نايم
مازن: أتفضل يا دكتور أيمن قول لينا حالته أيه
أيمن وهو يلتقط نفساً طويلاً: من تقييمي لحالة يامن أقدر أقولك هو مش مريض نفسي بالمعنى المفهوم هو عنده عقده بسيطه جدا
مازن: عقدة أزاي ياريت توضح لينا أكتر
أيمن: عقدة نقص
مازن مستغرباً: نقص ..... أزاي ويامن مشاء الله مش ناقصه حاجه
أيمن: عقدة النقص يا باشمهندس مش في الفلوس ولا التعليم ولا المكانة الاجتماعية بس لأ ممكن تكون نقص حب نقص أهتمام نقص أن حد مثلاً يقولك كلام حلو أن حد مثلاً يفضل يقارن بينك وبين حد تاني وأن هو ناجح وماشي في شغله وانت مثلا لأ حاجات كتير قوي بتؤدي لعقدة النقص دي
صفية مستفسره: وعقدة النقص عند يامن سببها أيه من اللي قولته يا دكتور
أيمن: للأسف العقدة اللي عنده من باشمهندس مازن والسبب في تكوين العقدة دي هو والد يامن نفسه
مازن : خالي مش معقول الله يرحمه كان حنين جدا على الكل وأولهم يامن أزاي عمل عنده عقدة النقص دي
أيمن مسترسلاً حديثه: للأسف خالك وبدون ما يقصد كان كل فعل يامن يعمله يفضل يقارن بينه فعله وبين لو أنت عملت نفس الفعل ده وده مش مرة ولا أتنين ده كتير
صفية بأسى: بس إسماعيل أخويا استحاله يكون قاصد يكرهو في مازن يمكن بس هو كان بيقوله كدا عشان يبقى زي مازن لأنه طول عمره ملتزم وناجح في شغله وده اللي كان مخلي خاله ديما يمدح فيه وحطه في مكانه عاليه جدا وكان ديما يقولي الله يرحمه نفسي يا صفية اشوف يامن زي مازن ربنا يباركلك فيه ،
ثم اجهشت صفية في بكاء مرير ، ربت مازن على يدها حتي تهدأ
مازن: خلاص يا حبيبتي أهدي وأن شاء الله يامن هيبقى كويس أنا مش هسيبه غير ما يتعالج خالي وصاني عليه قبل ما يموت وأنا لازم اعمل بوصية خالي مهما حصل
أيمن مطمئنا لهما: متقلقوش يا جماعة الحكاية مش عويصه لدرجادي وأن شاء الله علاجها سهل
مازن: أنا مستعد لأي علاج حضرتك تطلبه
أيمن: مواجهة
مازن: أيه مواجهة مع مين
أيمن: معاك أنت........ مواجهة ما بينك وبين يامن تكشفوا النقاب زي ما بيقولوا عن كل حاجة زعلانين من بعض فيها
عبدالمجيد: مش بدري شويه يا دكتور أيمن على المواجهة دي
أيمن مؤكداً وجهة نظرة: أنا بفضل ديما أقصر الطرق للعلاج والطريقة دي هتجيب من الأخر مازن بثبات : مع أني مش زعلان منه في حاجة بس أنا موافق على المواجهة دي
صفية بخوف: بس أنا خايفة لحد فيهم يأذي التاني يامن مش في حالته الطبيعية ومازن ممكن يتعصب عليه زي ما حصل من شوية
أيمن مطمئنا لها: متخافيش حضرتك أحنا هنكون مراقبين كل حاجة ولو لزم الأمر هندخل بسرعة قبل ما حد فيهم يتأذي
عبدالمجيد: المواجهة هتبقى أمتي يا دكتور أيمن
أيمن: أن شاء الله هتبقى بكرة لان يامن واخد مهدئ حاليا ونايم ويكون بكرة أهدى من النهاردة
مازن وهو ينهض واقفاً: بأذن الله هكون هنا من بدري عشان اكون مستعد في أي وقت
مازن لولدته: يلا يا ماما عشان نروح
صفية: أنا عاوزه أشوف يامن قبل ما أمشي
أيمن: أتفضلي حضرتك وأنا هخليكي تشوفيه
وقفت صفية ومازن أمام فراش يامن ينظران له وهو نائم بوادعة وبعض خصلات شعره الكستنائي تغطي جبينه بكت صفية وهي ترجع تلك الخصلات بعيداً عن جبينه المتعرق ومسحت له وجهه بمنشفة ورقيه وربتت علي وجنته ثم قبلت جبينه بعاطفة جياشه
مازن متأثراً: متعيطيش يا ماما أن شاء هيبقي كويس مش هسيبه غير ما يكون أحسن من الأول
ربتت صفية علي يد مازن المحاوطه لكتفها: ربنا يخليك ليا يا حبيبي طول عمرك حنين وجدع معلشي أصل يامن صعب عليا قوي
مازن: وصعبان عليا أنا كمان وبعدين خالي اسماعيل عمره ما سبنا في اي مشكلة حصلت لينا انا مش ناسي لما نزل من كندا مخصوص لما بابا الله يرحمه تعب فجأة ومسبناش فضل معانا ولما بابا مات وأنا في ثانوي وقف حنبي ودعمني نفسيا وانا النهاردة هقف جنب يامن وادعمه لغاية ما يرجع لحالته الطبيعية ده واجب خالي عليا
صفية: ربنا يخليك يا حبيبي ويجعلك سباق بالخير والله يرحم ابوك وخالك وعمك وجدك كلهم كانوا طيبين ومسامحين
مازن: اللهم أمين يلى يا حبيبتي قعدتنا هنا ملهاش لازمة
صفية: يلا يا حبيبي عشان عايزاك توديني لمريم اطمن عليها أصلها تعبانه من أمبارح خايفه لتولد وهى لسه في السابع ربنا يستر
مازن: طيب يلا نروح ليها أنتي كدا قلقتيني عليها قوي ربنا يعديها على خير
في منزل تالا
جلست تالا على فراشها شارده فيما حدث فأخر شئ توقعته أن تكون هى وسيلة أنتقام من مازن لكن لما أختارها يامن دون عن أي أحد أخر ما الذي دفعه لاختيارها بالذات هل يعقل أن يكون صرح مازن بحبها له أو لأي أحد منهم لكنها أنكرت ذلك واقنعت نفسها مجددا للمرة المليون
تالا لنفسها: لأ مبيحبنبش لو حبني فعلاً مكنش رفضني وسابني أبقي لغيره
دخل آسر عليها وهى تحدث نفسها شعر بذنب كبير تجاهها تنحنح لكي تشعر تالا بوجوده ، التفت إليه تالا ثم نظرت أمامها مرة أخرى
آسر : مالك يا تالا بتكلمي نفسك ليه
تالا بضيق : اعتبرني أتجننت
آسر وهو يجلس بجوارها: بعد الشر عنك من الجنان يا حبيبتي دا أنتي ست العاقلين
تالا بتنهيده حاره: ويفيد بأيه العقل وأنا حظي وحش
آسر : مين قال أن حظك وحش بالعكس أنتي محظوظة جداً أنتي أتكتبلك عمر جديد بعد ما كنا فقدنا الأمل في أنك تعيشي
تالا وعينيها تلمع بالبكاء: اتكتبلي عمر جديد عشان أعيش في عذاب اللي أحبه مش بيحبني ويوم ما أتخطب لواحد علي اساس بيحبني يطلع واخدني وسيلة أنتقام
آسر: بردو قولي الحمدلله أنك أكتشفتي الحقيقة بدري أحسن ما كنتي أكتشفتيها بعد الجواز وساعتها الوضع هيبقى متعقد أكتر
تالا: وهو الوضع كدا مش متعقد أنت ناسي أننا مكتوب كتابنا ومن الصعب أنه يطلقني
آسر: متخافيش زي ما أنا حطيتك في الموقف ده أنا اللي هخرجك منه بدون ما تشعري متشليش هم ماشي
تالا بأبتسامة بسيطة وهى تومئ برأسها: ماشي
قبل آسر جبهتها وخرج من غرفتها بعد أن بثها الأمان الذي تحتاج إليه ، ورجعت لشرودها مرة أخرى مع ذكرى جديدة بثها قلبها لها كي يزيد من حبها لمازن وكأنه يوثق قلبها بحبه
في منزل مروان العزيزي
جلست مريم بغرفة نومها تتلوى بفراشها من الألم الذي يجتاحها منذو أمس وبرغم كمية المثبتات التي وصفتها لها الطبيبة لكي تثبت من وضع الجنين حتى لا تلد في الشهر السابع لكنها لم تأتي بالنتيجة المرغوبة ،دخل مروان عليها وهي تجاهد لكي تتخطي مرحلة الألم
(الطلق) المصاحب لها اسرع يجلس بجوارها ويمسك بيدها حتى أنتهت نوبة الالم تسارعت أنفاس مريم وتصببت عرقاً
مروان وهو يمسح جبينها: يلا يا حبيبتي لازم نروح المستشفى دلوقتي حالا أنا كلمت الدكتورة بتاعتك وقالتلي لازم نروح شكلك هتولدي في السابع وامرنا لله
مريم بخوف: أنا خايفة قوي يا مروان عايزه ماما هاتلي ماما
مروان: ماما ومازن دقايق ويكونوا هنا قومي يلا البسك يكونوا هما جم ونروح المستشفى علي طول عشان منتأخرش أنا خايف عليكي يا حبيبتي وعايز الدكتورة تشوفك بسرعة
استجابت مريم لرغبته ونهضت من الفراش بمساعدة مروان وهى تمسك بطنها بيد وتستند بالأخرى علي مروان حتي نهضت ، اسرع مروان في إبدال ملابسها لها بأخري تناسب الخروج ، وفي دقائق كان يهبط الدرج وهو يحملها بين يديه ويحمل على كتفه الحقيبة التي أعدتها مريم مسبقا بناء على طلب الطبيبة لها ، وصل مروان بها إلى السيارة وانزلها لكي يجلسها بالسيارة بجانبه أماماً ، ليجد سيارة مازن تتخطى محيط البوابة بعد أن فتحها الحارس له ، لتنزل منها صفية وهي تهرول مسرعة ناحيتهما
صفية وهي تحتضن مريم بشدة: قلب ماما أيه يا حبيبتي مالك
مريم وهي تبكي بحضن والدتها: تعبانه يا ماما قوي وخايفه جداً
صفية وهي تمسح دموعها وتربيت علي وجنتها بحنو: متخافيش يا قلب ماما أن شاء الله تولدي بالسلامة وتقومي انتي وأبنك بالف خير
مازن مازحا : ايه يا رومي طلعتي خرعه قوي كدا ليه عاوزك تجمدي عشان ولي العهد يشرف بالسلامة
مريم وهي تحتضن مازن بعد أن حاوطها بذراعه: انا كنت جامدة قوي بس الولادة دي طلعت صعبة جداً
مروان: متقلقيش أن شاء الله تقومي بالسلامه
هاجمت مريم نوبة الم جديدة جعلتها تتمسك بسترة مازن وهو يحتضنها بشدة وهي تأن بألم خفق قلب مازن بألم علي حال شقيقته
صفية: يلا بينا بسرعة مريم شكلها قربت لازم نروح المستشفى للدكتوره
مروان: أركبي مع مازن وانا هجيب مريم وأجي وراكم
صفية باعتراض: لأ طبعا أنا هركب معاكم ورا وهاخد مريم في حضني يلا بسرعة
اسرعت صفية وجلست في الخلف ساعد مروان مريم على الصعود اخذتها صفية في حضنها وركب مروان السارة وقادها خلف سيارة مازن
وصلت السيارتان الى المشفى وجدوا الدكتور زهران وطبيبة التوليد باستقبالهم ، سرعان ما تم تجهيز مريم وادخالها إلى غرفة العمليات ومروان معها لم يتخلى عنها لحظه واحدة ،
وقفت صفية ومازن في رواق المشفى والقلق ينهشهما ظلت صفية تدعو الله أن ينجي فلذة كبدها هى وحفيدها ، بعد فترة وجيزة استمعا الى صوت صراخ الطفل ، ابتسمت صفية بسعادة غامرة وهي تحمد الله على سلامة أبنتها
مازن بسعادة: الحمدلله يا ماما مريم ولدت
صفية: الحمدلله يا حبيبي الحمدلله على استجابة دعائنا ليها
خرج مروان بسعادة بالغة وهو يحمل علي يديه طفله وتوجه ناحيتهما
مروان بفرح: الحمدلله مريم بخير وولي العهد شرف بالسلامة مازن مروان العزيزي
صفية بفرحة وهي تحمله: حمدالله على سلامته هو ومامته انتوا سمتوه مازن
مروان: أه طبعا انا ومريم متفقين على مازن لو جه ولد
مازن وهو يربت علي ذراع مروان: ربنا يخليهولك ويتربي في عزك انت ومامته
مروان وهو يحتضن مازن: وعزك أنت كمان وعقبالك يا خويا
مازن وهو يشدد من احتضان مروان: أن شاء الله قريب يا مروان
مروان بسعادة: بجد يا مازن
مازن وهو يومئ برأسه: كفايا كدا يا مروان كفايا عذاب
صفية بفرحة وهي تعطي الطفل لمازن: فعلا كفايا عليك عذاب كده يا حبيبي عقبال ما اشيل خلفك يارب
مازن وهو يحمل الطفل ويقبله : في حياتك يا ماما
جاء طبيب الأطفال إليهم ليأخذ الطفل
الدكتور: لو سمحتم عاوزين الطفل عشان نعمله الفحوصات اللازمة ونشوف لو محتاج حضانة
اخذ الطبيب الطفل وذهب به الي غرفة الفحص وذهب مازن ومروان معه للأطمئنان عليه .