رواية قلب حبيبتي الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم ماما سيمي
الجزء الثامن والعشرون
عدة أسابيع مضت ومازن يحاول عدم التواجد في الشركة بشكل مستمر حتي يبتعد عن تالا بأكبر قدر ممكن كي لا يزيد تعلقاً بها ولكنه كلما أبتعد خطوة يزيد شوقه لها أضعاف مضاعفة ألمه قلبه كثيراً لم يعد يحتمل بعده عنها اكثر من ذلك الحياة بدونها مجرد لونين ابيض واسود لا يرى بها أي الوان تبهج حياته جلس في في أحد الفنادق ينتظر لقاء عميل مهم دعاه مازن لتناول طعام الغذاء سويا بعيداً عن الشركة فهذه أصبحت عادته مؤخراً لكي يتم الاتفاق معه علي توريد معدات بناء جديدة ، فوجئ مازن بدخول يامن ومعه تالا الي مطعم الفندق وجلسا علي طاولة بالقرب منه فنفذ صبره وأكتمل احتراق داخله كما رغب يامن واكثر أغمض عينيه يستغفر ربه فالقدر يعانده وكأنه يلقي بالكثير من الملح علي جروحه لكي تزيد من تألمه ، هم بالرحيل من المكان كله ، ليجد العميل يدخل عليه معتذراً بشدة علي تأخرة بسبب عطل سيارته في طريق القدوم تقبل مازن اعتذاره ، وجلسا لكي يتناولا الطعام ثم يتحدثان عن أبرام الصفقة وتحديد وقت أمضاء العقود
جابت تالا بعينيها المكان بضيق فهي أرغمت علي الخروج مع يامن بعد أن ظل آسر وقت كبير يقنعها بضرورة الخروج معه لكي تحاول أن تعتاد عليه في وقت قصير فا موعد زفافهم أقترب وهي مازالت تخشى قربه ، وقعت عينيها علي مازن الذي يجلس بالقرب منهما فخفق قلبها بشدة بعد أن تلاقت أعينهما سويا وأرسلت نظرتهما رسائل حب واشتياق لبعضهما اخفضت تالا نظرها بخجل
يامن مقاطعا صمتهما: تحبي تاكلي ايه يا حبيبتي
تالا بحنق: أنا قولتلك مش عاوزه أكل أنا هاخد عصير بس
يامن: بس أنا جعان وهكل وأنتي لازم تاكلي معايا مينفعش أكل لوحدي
تالا بضيق: يامن لو سمحت أنت متفرضش عليا حاجه مش عوزاها عايز تاكل كل أنت أنا مليش نفس
يامن باستفزاز وهو ينظر بطرف عينه ناحية مازن: مينفعش أنتي عايزه الناس تقول علينا أيه خارجه معايا غصب عنك
تالا بشك: يامن أنت كنت عارف أن مازن بيتغدي هنا صح
يامن: بتسألي ليه
تالا: بصراحة ومن غير لف ودوران انا بحس أنك خطبتني بس عشان تغيظ مازن تنتقم منه لأنك مبتكلمنيش ولا تهتم بيا غير لما يكون مازن موجود غير كدا ولا أكنك تعرفني أصلاً
يامن ببرود وهو يشير للنادل أن يأتي: أوهام كل ده أوهام في دماغك يا حبيبتي
يامن للنادل: لو سمحت هات لينا ٢ ميكس جريل و٢ سلطة خضره و٢ سلطة طحينة وبطاطس محمرة صوابع
النادل وهو يومئ ب ايه: حاضر يا فندم
أنصرف النادل وتوجه يامن بنظره لتالا
يامن ببرود: كنتي بتقولي أيه يا حبيبتي
تالا بغضب: أنا مش حبيبتك ومتقولش الكلمة دي تاني فاهم وأنا مبتوهمش حاجة أنت فعلا خطبتني عشان وتنتقم من مازن بس أحب اقولك حاجة أنت ناسيها مازن عمره ما هيغير عليا ولا أنا هفرق معاه اصلا في حاجة سامعني أنت كدا بتنتقم مني أنا مازن عمره ما حبني ولا هيحبني مازن محبش غير تولين ياريت تفهم ده كويس سامعني
يامن بغضب : مازن محبش تولين أنا بس اللي حبيتها وهو خطفها مني مازن خطفها مني وسلمها للموت وأنا مش هسكت غير لما أحرق قلبه علي كل حاجه عايزها وبيحبها زي ما حرق قلبي على تولين
جحظت عين تالا بخوف مرعب: أنت مجنون أنت مش أكتر من مجنون بينتقم من وهم في دماغه ياريت تروح تتعالج قبل ما الاوهام دي تقتلك
وقفت تالا بغضب وغادرت المكان واسرعت حتي تخرج فهى تشعر أن كل شئ يطبق على أنفاسها وجدت تالا وهي تعبر درجات الفندق الخارجية صوت مازن يناديها
مازن: تالا......... تالا
التفتت له تالا وهي تمسح عبراتها: نعم
مازن: مالك يا تالا في ايه بتعيطي ليه يامن عملك حاجة
يامن بصوت جهوري: مش عارف بتعيط ليه ما هو أكيد أنت اللي عمال تكرها فيا
مازن بعدم استيعاب: اكرها فيك ليه
يامن: عشان تاخدها مني زي ما اخدت تولين قبل كدا مني وضيعتها
مازن : ايه الكلام اللي بتقوله ده أنت مجنون وأيه خدت تولين منك ليه هي تولين كانت بتحبك وأنا معرفش ولا ايه
يامن: اه كانت بتحبني أنا وأنت ضحكت عليها بكلامك وخدتها مني زي ما أنت دلوقتي عايز تضحك علي تالا وتخدها مني بس أنا مش هسمحلك تاخد تالا مني فاهم
مازن: حقيقي أنت مش طبيعي أنت أخر مرة شوفت تولين كان عندها خمس سنين ولما شوفتها تاني مره كان مكتوب كتابنا يبقي حبيتها أمتي وهي حبيتك أمتى فوق يا يامن قبل ضيع نفسك وضيع تالا معاك
يامن بجنون وصوته يجأر: ملكش دعوة بتالا تالا مراتي أنا فاهم مش هتاخدها مني وابعد عننا خالص
لاحظ مازن وقوف تالا وهي تبكي وترتجف من أفعال يامن الجنونية وتجمع المارة من حولهم وبدأوا في التهامز فيما بينهم
مازن محولا السيطرة على يامن: تعالى يا يامن نروح نكمل كلامنا في البيت
نفض يامن ذراع مازن وجأر بصوته: قولتلك ملكش دعوة بيا أنت أيه مبتفهمش كل اللي في دماغك تاخد مراتي مني وتكرها فيا
تالا بصراخ: بس بقى كفايا فضايح أنت أيه مش في واعيك فضحتنا في الشارع
رفع يامن ذراعه محاولا صفع تالا ليجد يد مازن تمسك ذراعه بقوة
مازن بنظرات ملتهبه: أوعي تفكر تمد أيدك عليها فاهم
هجم يامن علي مازن محاولا لكمه تفادى مازن اللكمة ثم وجه له لكمه أفقدت يامن وعيه وسقط أرضا سابحا في غيبوبة مؤقته
التقط مازن أنفاسه محاولا تمالك أعصابه ، تجمع حوله حرسه الشخصي وقاموا بفض المارة من حولهم ، أنحنى مازن على يامن صافعاً له برفق على وجنته كي يفيق دون فائدة ، أمر مازن حرسه بحمل يامن ووضعه بالسيارة في الخلف لكي يذهب به إلى مشفى ليرى ما به
مازن لتالا: اتفضلي يا أنسة تالا أركبي عشان أوصلك
تالا ببكاء: لأ روح أنت وديه مستشفى شوفوا ماله وانا هاخد تاكسي وأروح بيه
مازن بحدة: قولت أركبي هنوديه مستشفى وبعدين أوصلك أتفضلي
صعدت تالا بجوار مازن في الأمام بعد أن صعد مازن خلف عجلة القيادة وقاد السيارة إلى مشفى الطبيب عبدالمجيد زهران ، وبعد فترة قصيرة توقف مازن بالسيارة أمام المشفى واستدعى أحد حراسه ويدعى عادل
مازن: عادل تعالى نادي على حد من التمريض يجوا يخدوا يامن لجوه بسرعة
اسرع عادل في طلب المساعدة وسرعان ما كان يرقد يامن علي الترولي المتحرك الى داخل المشفى ، نزل مازن ودعى تالا للنزول
مازن: تعالي يا انسة تالا نطمن على يامن وبعدين أروحك
أرتجفت تالا وقد ضربت رأسها ذكرى إقامتها في تلك المشفي والعملية التي أجريت لها وخشيت أيضا أن تقابل أحد يعرفها هنا فيكشف سرها الدفين ، فهزت رأسها بخوف
تالا: لأ أنا مش هدخل جوه أنا مبحبش المستشفيات
لاحظ مازن أرتجافها وشدة خوفها لم يشئ أن يضغط عليها فتنهار أيضا
مازن متفهما حالتها: طيب خلاص خليكي هنا وأنا هدخل أطمن علي يامن وأجي أوصلك
تالا وهي تومئ برأسها: حاضر
اسرع مازن الى داخل المشفى قابل في طريقه الدكتور عبدالمجيد زهران
عبدالمجيد: خير يا مازن يا بني في حاجه في حد تعبان من أهلك
مازن: أه يا عمي يامن أبن خالي معرفش ايه اللي جراله أنا هحكيلك على كل اللي حصل
استمع عبدالمجيد الي حديث مازن جيداً
عبدالمجيد بتفكير: الموضوع ده مش سهل يا مازن أبن خالك شكله معقد نفسيا من حاجة تانية وجمع كله مع بعض وحملك أنت ذنب كل حاجة
مازن مستفهما: قصدك ايه
عبدالمجيد: يامن لازم يتعرض علي دكتور نفسي وهو يقرر حالته أيه
مازن: أنا كمان شكيت في كدا لأني مجرد ما لكمته وقع منهار وبعدين أنا مضربتوش الضرب اللي يخليه يفقد الوعي بالطريقة دي
عبدالمجيد: تقريبا يامن عنده إنهيار عصبي
مازن: ممكن حضرتك تكلم احسن وافضل دكتور نفسي في البلد يجي يتابع حالته وأنا متكفل بكل المصاريف وكل حاجة
عبدالمجيد : أحنا عندنا هنا أفضل دكاتره نفسيين في مصر هخلي واحد منهم يقيم حالته
...... قلب حبيبتي... بقلم ماما سيمي
مازن ناظراً في ساعة يده: أنا هروح مشوار ساعة بالكتير وهجيب ماما معايا عشان تطمن على يامن
عبدالمجيد: أتفضل أنت وأحنا هنعمل اللازم
خرج مازن لكي يوصل تالا الى منزلها لكنه لم يجدها أغمض عينيه متمتما بضيق
مازن: ليه كدا يا تالا كنتي فضلتي لما أوصلك كدا تقلقيني عليكي وتمشي وأنتي بالحالة دي
أخرج مازن هاتفه ودق على هاتف والدته وأنتظر حتى أجابته
مازن: الوه ايوه يا ماما اجهزي لغاية لما أجيلك
مازن: متخافيش يا حبيبتي خير لأ الموضوع ملوش دعوة بمريم أنا لما أجي هقولك سلام دلوقتي
ثم أغلق الهاتف ووضعه بجيبه و توجه إلى سيارته وقادها متجها الي منزله لجلب والدته لكي تبقى بجوار يامن في محنته
رجعت تالا وهي منهارة الى منزلها ، هلع حسين وآسر عندما رأها بذلك المنظر ، أرتمت بحضن والدها تشهق بالبكاء
حسين بذعر: مالك يا تالا طب أهدي يا بنتي أهدي يا حبيبتي قوليلي مالك في أيه
ظلت تالا تشهق بالبكاء ولم تستطيع الكلام
آسر وهو يمسح على ذراعها كي تهدأ: خدي نفسك يا حبيبتي وأهدي وعرفينا مالك حاسه بأيه يامن عملك حاجه
شهقت تالا على ذكر إسمه ثم حاولت تمالك نفسها كى تستطيع الكلام
تالا : خطبني عشان ينتقم من مازن مش عشان بيحبني
ثم أجهشت في بكاء مرير
حسين بضيق: أيه وعرفتي أزاي
تالا ببكاء: هو اللي قالي كدا
كنت عارف حسيت بده يوم ما كنا عندهم أخر مرة أحكيلي أيه اللي حصل
تالا: اعترفلي أنه خطبني عشان ياخدني من مازن زي مازن ما خطف منه تولين
آسر بأنفعال: ياريت تحكيلي اللي حصل كله عشان هيكون حسابه عسير معايا دا قالي أنه بيحبك وعدني أنه يخليكي اسعد واحدة في الدنيا
أغمضت تالا عينيها تستجمع نفسها وانفاسها حتي تهدأ وبالفعل قصت عليهما ما حدث كله
آسر قابضا يده وكورها بعصبية : بالله لخليه عبرة لكل واحد يفكر أنه يتلاعب ببنت
حسين: آسر من غير عصبية ومش عاوزين فضايح أحنا ننهي الخطوبة ونخليه يطلقها بكل هدوء وكل واحد يروح لحاله
آسر : أحنا مبقاش لينا مكان تاني في شركة العزيزي أن شاء الله هأسس شركتي في أقرب وقت أنا خلاص استكفيت من العيلة دي .
حسين مربتا على كتف آسر: عين العقل يا آسر وأن شاء الله أي فلوس تحتاجها هتلاقيها جاهزه
آسر: أن شاء الله هبدأ وقريب قوي .
