رواية قلب حبيبتي الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم ماما سيمي
الجزء الرابع والعشرون
في شركة العزيزي بمكتب مروان العزيزي
تلقي مروان أتصالا هاتفيا من كبير مهندسي الشركة المشرف علي بناء القرية بمرسي مطروح يخبره بضرورة ذهابه هو أو مازن لاعتماد ميزانية مالية جديدة لوجود عجز في الخامات وستقف عمليات البناء إن لم يتواجد أحداً منهما استدعي مروان آسر لكي يترك له إدارة الشركة لحين رجوعه من مرسي مطروح
آسر بعد أن طرق الباب ودلف: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مروان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آسر: خير يا مروان في حاجه
مروان: باشمهندس عبدالله اتصل بيا ولازم اسافر لمرسي مطروح دلوقتي الخامات خلصت وهيوقفوا البني في القرية وهروح أفتح لهم أعتماد جديد وأشرف علي المواصفات القياسية للمباني
آسر بضيق: هتغيب كتير هناك
مروان: مش عارف يا آسر أختفاء مازن لخبطلي الدنيا خالص مش عارف أدور عليه ولا اشوف شغل الشركة
آسر: هيكون راح فين هتلاقيه هو متعمد يختفي يريح أعصابه
مروان: مش مازن يا آسر وأنا تعرف مازن أكتر مني مازن مبيلاقيش راحته غير في الشغل
آسر: هيكون راح فين يعني وتبرر سبب غيابه ده بأيه
مروان: أكيد حاجه غصب عنه هي اللي منعاه وحاجه كبيره جدا
آسر وهو يزفر بقوة: ربنا يستر ويكون بخير
مروان: يارب يكون بخير يا آسر أنا حاسس أنه بيعاني أنا همشي بقي مش هوصيك علي الشركة
آسر: سافر يا مروان شركة العزيزي شركتي قبل ما تبقي شركتكم مش محتاج توصيني عليها
مروان وهو يربت علي كتف آسر: ده عشمي فيك يا آسر طول عمرك أخ يعتمد عليه محتاج مني حاجه قبل ما أمشي
آسر: لأ روح أنت يلا عشان متتأخرش
مروان وهو يغادر: لو احتاجت أي حاجه للشغل كلمني علي الموبايل مع السلامة
آسر: ماشي مع السلامة
في منزل تالا
جلست تالا مع والدها يتناولان الأفطار لاحظ حسين شرود تالا معظم الوقت
حسين: مالك يا تالا سرحانه في أيه
تالا: مفيش يا بابا عادي
حسين: أنا عارف أن آسر ضغط عليكي وغصبك علي خطوبتك وكتب كتابك من يامن بس صدقيني أنا واقف معاكي ولو حسيتي أنك مش متقبلاه أنا هفضل ورى آسر لغاية ما يوافق أنه ينهي الحكاية دي أنا مردتش أقف قصاده لأن أحنا غلطنا لما خبينا عليه من الأول وعذرته في رد فعله لكن لما يوصل الامر لسعادتك وحياتك لأ أنا هقف له ولأي حد متخافيش يا حبيبتي أنا ضهرك وسندك وامانك بعد ربنا
تالا وهي تربت علي يد أبيها: تسلميلي يا حبيبي وربنا يخليك ليا متحملش همي أنا هعرف أقلم نفسي علي وضعي الجديد يمكن أنا كنت غلط لما مشيت ورى قلبي من الأول وربنا عمل كدا عشان ارجع لعقلي وعن الطريق اللي كنت ماشية فيه وأنا مش عرفه له نهاية صدقني يا بابا أنا راضية باللي ربنا كتبه ليا وفي الآخر منملكش غير أننا نقول لعله خير وندعي ربنا أنه يهيئ لينا من أمرنا رشداً
حسين بأبتسامة حانية: ربنا يسعدك يا حبيبتي ويكتبلك كل اللي بتتمنية
تالا: ربنا يخليك ليا يا نور حياتي كلها
في مرسى مطروح
وصل مروان من المطار رئسا لموقع أنشاء القرية اشرف علي الأبنيه التي شيدت واطمئن علي تطبيقهم للمواصفات القياسية في عمليات الانشاء وجلس مع المهندس المسؤل عن بناء القرية
مروان: ممتاز جداً يا باشمهندس عبدالله الخراسانات وبني الطوب زي المطلوب وأفضل حقيقي حاجه تشرف وترفع الراس باشمهندس مازن مغلطش لما أختارك أنت بالذات لأنك قد المسؤولية وعندك ضمير في شغلك
عبدالله: ربنا يحفظك يا باشمهندس وحقيقي سعيد في ثقتكم فيا وأن شاء الله نبارك لما القرية تخلص وتحوز علي رضا كل الشركاء
مروان: أن شاء الله أنا فتحت ليك إعتماد جديد وزودت المبلغ كمان عشان لو جدت أي ظروف ومقدرتش أجي قريب
عبدالله: ماشي يا باشمهندس كدا أحسن عشان الشغل ميعطلش زي المرة دي
مروان: هو أنتم مشفتوش باشمهندس مازن أنت أو أي حد من اللي شغالين هنا
عبدالله: لأ يا باشمهندس أحنا لو شوفناه كنت أتصلت بحضرتك نطلب فلوس كنا هنطلب منه طبعا دا حتي تليفونه مقفول بس حضرتك بتسأل ليه هو باشمهندس مازن راح فين
مروان:مشغول شوية في شوية مشاكل في الشغل بيحاول يحلها بعد أذنك هروح الفندق أرتاح شوية لسه عاوزين مني حاجه هنا
عبدالله مستغربا: لا شكرا يا باشمهندس مع السلامه
مروان وهو يغادر : الله يسلمك
ذهب مروان للفندف وصعدا غرفته ودخل فراشه بعد أن أخذ حماما دافئاً عله يزيل عنه قليلاً عبئ العمل والحياة سرعان ما غطى في نوم عميق
في منزل العزيزي
جلست صفية مريضة طريحة فراشها بعد معاناتها في غياب مازن دلفت أليها مريم وهي تحمل في يدها صنية بها طبق حساء الخضار علها تفلح في جعلها تتناول أي شئ يقيم صلبها فهي ممتنعه عن تناول الطعام من فرط حزنها علي ما تسببت به لمازن من حزن وألم دون قصدها
مريم: يلا بقي يا ست الكل عملت ليكي طبق شوربة خضار تحفة عشان تدوقيه
صفية ببكاء: مش وأكله ولا شاربه غير لما اطمن علي أبني الأول أنا حاسه با أبني تعبان قلبي واكلني عليه قوي
مريم بتمني: أن شاء الله مازن كويس صدقيني هو بس حابب ينفرد بنفس ممكن يكون بيراجع نفسه ويراجع حساباته ويعرف أن اللي أنتي كنتي ناويه تعمليه عشانه من كتر حبك وخوفك عليه مش اكتر
صفية : واللهي فعلا كنت خايفه عليه بس خلاص مش هدخل في حياته تاني وهسيبه برحته بس أشوفه قدامي حلو مفيهوش حاجة
مريم: أن شاء الله قريب جدا هتشوفيه كويس وزي الفل بس كلي عشان لما يجي يلاقيكي حلوه عشان ميزعلش من نفسه عشانك
صفية ببكاء وهي تبعد طبق الطعام: مش قادره أكل مليش نفس
مريم برجاء: عشان خاطري أنا يا ماما حرام عليكي نفسك ضغطك وسكرك عالي أنتي كدا بتنتحري بالبطيئ
صفية: أنا عايزه أموت من عذاب الضمير اللي أنا فيه خلاص مش قادرة أنا اللي اسببت في ضياع مازن وتالا
زادت صفية في البكاء عجزت مريم عن تهدئتها شعرت صفية بخفقان قلبها ببطئ وشعرت بدوار عظيم وكأن الغرفة قلبت رأساً على عقب ثم غلفها الظلام من كل جانب صرخت مريم وهي تحاول أفاقتها جاء يامن مسرعا علي صوت صراخ مريم وجد صفية غائبه عن الوعي بوجهاً مصفرا اسرع يهاتف الطبيب يستدعيه من أجل اسعافها وبعد وقت قليل جاء الطبيب وفحصها وجلس بجوارها يدعمها بالمحاليل الغذائية مضاف إليها عدة أنواع من الأدوية التي تعمل على تخفيض مستوى السكر والضغط
يامن بقلق: خير يا دكتور عمتي مالها
الدكتور بغير رضا: دي تاني مرة أجي ليها في اسبوع المرة اللي فاتت قولت ليكم تبعدوها عن الزعل والعصبية وتهتموا بالدوا بتاعها لكن واضح أنكم أهملتوها واهملتوا أكلها السكر عالي جدا معدي ٤٠٠ والضغط كمان ١٨٠/١٢٠ لو فضلت علي الحال ده أسف ممكن يحصل جلطة ياريت تشوفوا هي زعلانه ليه وتحاولوا تحلوا المشكلة دي
يامن بحزن: حاضر يا دكتور أن شاء الله هناخد بالنا منها ونحاول نخليها تخرج من حزنها ده في أقرب وقت أن شاء الله
الطبيب: بتمني ذلك عشان حالتها متسؤش أكتر من كدا
يامن بشرود : أن شاء الله
في مرسي مطروح
وقف مروان ينهي أقامته بالفندق بعد يومان قضاهما في متابعة العمل بالقرية أعطى بطاقتة الائتمانية لعامل الاستقبال ووقف ينتظره سمع صوت بجانبه يناديه
مدير الفندق: مروان بيه العزيزي
مروان ملتفتاً له: أيوه أنا خير
مدير الفندق: حضرتك مش فاكرني أنا محي ابو النجا مدير الفندق
مروان متذكرا اياه: أه افتكرتك أسف مخدتش بالي في الاول
محي: ولا يهمك يا باشا أنا كنت بس عايز اقولك أن مازن بيه هنا بقاله أكتر من عشرة أيام
مروان وهو يمسكه من يده بقوة: بتقول ايه مازن هنا......هنا فين أتكلم
محي وهو يشير للمصعد: أتفضل وأنا هطلعك ليه دا كانت حالته وحشة خالص كان عنده حمي وحالته النفسيه وحشه جدا بس أنا مسبتوش جبتله أحسن دكتور هنا في مطروح وممرضة الحمدلله بقي احسن كتير لسه يدوب فايق أمبارح العصر والعربية بتاعته أنا ركنتها في جراش تبع الفندق
مروان وهو يغادر المصعد: أنا مش عارف أشكرك أزاي بجد أنت عملت فيا معروف أنك وقفت جانب مازن وأن شاء الله ليك عندي هدية قيمة جداً نظير وقفتك معاه في تعبه
محي بفرحة: ولا شكر ولا حاجه أنا معملتش غير الواجب اللي يحتمه عليا ضميري
مروان: ياريت كل الناس زي حضرتك أنت أنسان خلوق ومحترم
محي: ربنا يخليك ده من أصل حضرتك أتفضل من هنا
طرق محي الباب ودلف الي داخل الغرفة ومروان خلفه ليجد مازن يرقد بالفراشه يستند بظهره الي ظهر التخت وهو ينظر أمامه بشرود خلع قلب مروان علي هيئة مازن وجهه شاحب كثيرا ونمت لحيته بشكل كبير وهالات سوداء تحيط عيناه وشعره مشعث
جري مروان عليه جلس بجانبه يحاوطه بذراعيه ويدفن وجهه في كتف مازن
مروان بحزن: مالك يا مازن أيه يا حبيبي اللي جابك هنا بس وعامل في نفسك كدا ليه
مازن: ___________________
مروان: أنت لسه زعلان مني بس خلاص أطمن الموضوع أتحل خلاص وانت مش ملزم بحاجه
مازن: ___________________
مروان لمحي: لو سمحت يا أستاذ محي ممكن تشوف ليا حلاق بس يكون شغله ممتاز ماشي
محي: حاضر نص ساعة ويكون هنا بعد أذنكم هروح أشوفه واجيبه معايا
مروان: ماشي بس ياريت متتأخرش
التفت مروان لمازن: قوم يا مازن عشان تاخد حمام قبل الحلاق ما يجي
مازن: أنت جيت أمتي وعرفت أني هنا أزاي
مروان :أنا هنا من يومين جيت عشان باشمهندس عبدالله طلب اعتماد مالي جديد للقرية وانا كنت بنهي حسابي هنا عشان راجع القاهرة المدير قابلني وقالي أنك موجود من عشرة أيام
مازن: الشغل ماشي أزاي في الشركة وهنا
مروان مطمئنا أياه: كله تمام هنا أنا ظبطت كل حاجة وهناك آسر مظبط كله متقلقش
مازن وهو يحاول النهوض من الفراش لكن ألم عضلاته المتيبسه ودوار رأسه وقفا حائلا بينه وبين نهوضه من نومته لاحظ مروان ذلك فا مدا له يده نظر مازن له وشجعه مروان بنظراته تمسك مازن بيد مروان محاولا النهوض مرة أخري أنزل قدماه وحاول الوقوف ترنح جسده بضعف وكاد أن يسقط لكن ذراع مروان لحقت به حتي اعتدل مجددا وسار ناحية المرحاض بمساعدة مروان ودلف داخله تمالك نفسه ونزع ملابسه ووقف تحت المياه علها تزيح ذلك الوهن المتملك منه خرج بعد فتره مرتديا برنس الحمام وجد مروان يقف له أمام باب المرحاض مد مروان له يده يستند عليها لكن مازن تجاهله وسارا حتي جلس علي الأريكة بتعب مريحا رأسه علي ظهرها لحظات ودق الباب ودلف المدير ومعه الحلاق
محي : أنا جبت ليكم احسن حلاق في مطروح عم مرزوق أنا بحلق عنده علي طول
مروان: شكراً ليك جدا يا أستاذ محي أتفضل يا عم مرزوق عاوزك تحلق ليا لباشمهندس مازن كدا وتظبطه
مرزوق وهو يتوجه ناحية مازن: حاضر يا بني وانت يا باشمهندس اتفضل علي الكرسي هنا عشان أعرف أحلقلك براحتي
أومئ له مازن ناهضا من مكانه جالسا علي المقعد بألم وبدأ العم مرزوق عمله في تهذيب شعره ولحيته
وقف مروان مع محي جانبا : أستاذ محي ممكن تبعتلي طبق شوربة خضار بالفراخ وتوست اسمر لو سمحت
محي: حاضر ثواني هيكونوا عندك حاجه تانيه
مروان : لأ شكرا جدا لحضرتك على تعبك معانا
بعد قليل انتهي عن مرزوق من عمله بناء علي توجيهات مازن وغادر الغرفة بعد أن أكرمه مروان بمبلغ مالي كبير وجاء عامل الفندق بالطعام رفض مازن تناوله لكن تحت إصرار مروان تناول بعض منه ثم قام الي المرحاض مرة أخري وخرج منه وهو يرتدي كامل ثيابه وتوجه الي الكمود بجانب الفراش مخرجا هاتفه وحافظة نقوده وسلسال مفاتيحه ونظارته مرتديا أياها
مازن: يلا بينا عشان منتأخرش لسه الطريق قدامنا طويل
في طريق العودة إلي القاهرة دق جرس هاتف مروان برقم مريم أجابها مروان مسرعا فهو نسي مهاتفتها منذو صباح أمس لانشغالها في أعمال القرية
مروان: حبيبتي أسف جدا أنشغلت عليكي متزعليش مني
أتاه صوت مريم الباكي مما زاد قلقه عليها
مروان : أهدي يا حبيبتي وفهميني بتقولي أيه
مريم ببكاء: ماما تعبانه قوي يا مروان اغمى عليها دلوقتي والدكتور بيقول ضغطها وسكرها عاليين جداً أتصرف يا مروان وشوف مازن فين ماما مش هتخف غير لما تشوف مازن قدامها
تناول مازن الهاتف من مروان بعد أن استمع الى حديث مريم
مازن: أهدي يا مريم أنا مازن ماما مالها قوليلي الحقيقة
مريم وقد زاد بكائها: مازن حبيبي أنت فين وحشتنا قوي أرجوك يا مازن تعالى بسرعة ماما تعبانه قوي ومحتاجاك عشان خاطري
مازن: حاضر يا حبيبتي أنا ومروان جايين في الطريق خالي بالك من ماما صفية وعرفيها أني جاي ليها كام ساعة واكون عندكم أن شاء الله
مريم بسعادة وهي تمسح دموعها : يارب تيجوا بالسلامة يا حبايبي
انهت مريم الاتصال مع مازن والتفتت مريم الي صفية وجدتها قد بدأت تستعيد وعيها فابتسمت وهي تجلس بجوارها وتدلك لها ذراعها
مريم: ماما حبيبتي سمعاني
صفية وهي تهمهم : مازن هاتولي مازن
مريم بسعادة: مازن جاي في الطريق من مطروح مع مروان لسه مكلمني وقالي طمني ماما وقولي ليها كلها كام ساعة وتلاقيه قدامك
صفية بأعياء: بجد يا مريم مازن بخير وهيجي اشوفه تاني
مريم وهي تتمدد بجانب والدتها تحتضنها بشدة: بجد واللهي يا ماما مازن كان في مرسي مطروح وجاي عشان خاطري فوقي بقي عشان ميزعلش لما يلاقيكي بالشكل ده
صفية بأجهاد: حاضر يا حبيبتي بس الصداع ده يروح مني وهبقي حلوه عشان مازن ميزعلش ربنا يخليكم ليا يااااارب.