رواية عقاب ابن البادية الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم ريناد يوسف
.عقاب ابن الباديه الفصل الثاني والعشرون.
مكاسب :خير ياعمتي دذيتيلي
عوالي :انتي اللي بيدك اتقولي خير وللا شر يابنت خوي،انتي عارفه زين ليش دذيتلك وعارفه ايش اللي انا اريده منك لكن دايرة عليا الحولة
مكاسب:بتعجب انا دايرة عليك الحوله ياعمتي لا عشت ولا كنت
وان كان تقصدي موال معزوزة الرأي فيه لعمي منصور وبوها انا مالي شور
عوالي :بعرف مالك شور الا بهلال وطاعة قصير العميه سوا في حق ولا ظلم ،بس صدقيني مو من صالحك طاعته في زواج معزوزة من محراب .صالحك في زواجها من رابح ،رابح وحيد بوه وامه وعمرة ماهيبعد عنهم ،لكن محراب ماشاء الله خوته واجدين وهو كبيرهم معناه بعد يتزوج هياخد زوجته ويسافر ليبيا يراعي مصالح واشغال بوه ونسيبه قصير وهادا يحتم سفر ابنك معاه، تمت شراكه ونسب ووليدك وحيدك يلحق عما قياتي ويتزوج حرمه ليبيه وخلاص ينسي القبيله والصحرا وينساك حتى انتي
لكن بزواجها من رابح هيقعد خو لوليدك وزوج اخته وما راح يفارقك ويقعد قبال عيونك
مكاسب :ياحرقه قلبي واااك علي والله ننكلب لو هادا صار دبريني ياعمتي وانا طوعك بس وليدي مايفارقني
عوالي معناها توقفي مع بنيتك وتراعي هي ايش اتريد وما تخافي من قصير هو ماراح يديرلك شي انتي ام اوليده الوحيد ولابد تكون لك كلمة،وبالاخير قصير ماله كلمة مع كلمة الشيخ منصور،غير بس الشيخ منصور مايريد يصغره
تم يام عقل خارب
مكاسب :تم ياعمتي
يامايزه دذي جيبيلي رابح ومعزوزه بس قولي لرابح ايتخفى وما يخلي حد يوعى له وهو جاي وخاصة محراب.
ذهبت مايزه وعادت بمعزوزه وبعد قليل تبعها رابح، فاجلستهم عوالي امامها ونظرت اليهم وسالتهم: ايد اعرف
- قد ايش كل واحد فيكم رايد التاني وشاريه؟
رابح:
- قد السما والوطا وما بينهم من رمل ومي وحصا ، وقد كل قلب ينبض ما بين الحشا، اناعاشق بت عمي وشاريهاياعمتي.
تبسمت عوالي ثم نظرت لمعزوزه منتطرة منها الجواب فنظرت معزوزه لرابح واردفت:
-بقدر كل نبضه نبضتها القلوب اللي خلقت على الارض من أول بونا آدم وامنا حوا لليوم ياعمتي.
تبسم رابح وهو ينظر لها وهمس:
- ويلومون العاشق اذا عشقه ذهب عقله، والله ان العقل بكلمه من الحبيب يغيب وبكلمه يرد.ويطيب
عوالي:
- مادامكم متنيلين ومرمركم العشق اسمعوني.. كم من الوقت تقدر تنتظر معزوزه يارابح؟
- العمر وعمر بعد العمر ياعمتي.
وانت يامعزوزه:
- لنهاية الأجل انتظر ابن عمي.
عوالي:
- زين اسمعوني،، الشيخ منصور هيدذ عليكي يامعزوزه قدام بوكي ويخيرك بين الاتنين، فتحدثت معزوزه سريعاً:
- بختار رابح من غير كلام.
عوالي:
-صكري فمك يابهيمة واسمعيني، انتي لا هتختاري رابح ولا محراب، انتي هتقولي انك متريديش تتجوزي من اصله، هتقولي انك مش هتتجوزي الا لما رجوه تكبر وتصير تعتمد علي روحها بكل شي، لان امها رمتها وانتي اللي شايله همها، انا اتفقت مع الشيخ منصور مايغصبك ولا يخلي بوك يغصبك، ووقتها يتعلق الامر في انتظار كلمه منك، ومحراب الا مايجي يوم ويمل، بس انا ودي منك اذا حاول يحكي معاكِ لا تصدية ولا تعشميه عدينه عابر سبيل الرد على قد السؤال، فهمتيني
معزوزة:اي فهمت يعني تصير معاملتي معه عادي كيفه كيف اي حدا من اولاد عمومتي.
رابح:
- اذا حكى معاها ولا لفلف حولها بكسر راسه.ونقلع عيونه
عوالي:
-هيعند يافالح ويتمسك بيها اكتر، انت تبعد عنها لاتخليه يحس انك مراقبها وحارسها حتي لا يعند معك، واذا شفته يحاكيها فوت من جنبهم ولا كانك ريتهم.
رابح بعصبيه:
- ويش تقولي ياعمتي
عوالي:
- اقعد ولا تتجحشن علي.. انا انقولك اللي فيه صالحك، سمعت كسبت عاندت تخسر.
معزوزه:
- اسمع كلام عمتك يارابح وماتخاف انا ماراح انعاطيه الفرصه.
صمت رابح وهو ينظر لمعزوزه ويفكر في انه من الان سيتعامل معها على انها غريبة عنه، لا ينظر لها كما يحلوا له ولا يحادثها وقتما شاء، وكم كره الإمر من مجرد التخيل، فنهض وغادر الخيمة وهو يضرب الارض باقدامه، وكأنه يريد أن يجعلها تنشق وتبلع محراب وتريحه منه للابد
طرقات على الباب واذن يحيي للطارق بالدخول، فإذ به مدير الحسابات يحمل جميع الدفاتر التي طلبها منه يحيي ويدخل بها، فجلس امام يحيي وسأله وهو يضع الملفات على المكتب :
وادي الحسابات بتاعة ال٣ سنين اللي فاتوا، مقولتليش يايحيي بيه عايزهَا فأيه؟.
يحي:
- الحسابات دي والميزانيات والكشوفات فيه منها نسخ تانيه؟
فأجابه الموظف:
- لا يابيه مفيش نسخ، حضرتك عايز منهم حاجه معينه اطلعهالك، انا حافظ كل الحسابات باليوم والساعه والتاريخ.
يحيي:
- لا انا عايزك تسيبهملي وتمشي.
الموظف:
- ازاي يافندم دي...
فاشار له يحيي بإصبعه السبابة امام فمه بمعنى اصمت، فصمت الموظف يزدرد لعابه ونهض كي يغادر، ولكنه توقف ليسأل يحيي:
- هو محمود بيه هيرجع الشركه امتا؟
- مش هيرجع.
-نعم؟
-مش هيرجع دلوقتي مسافر.
- اه فهمت.. وخرج الموظف وهو يضرب اخماساً واسداساً على الملفات والميزانيه وكشف الحسابات التي لو حدث فيهم اي تلاعب سيكون هو المتهم الوحيد بما انهم في عهدته
وبدون ان يفكر ذهب للمهندس المسئول عن جميع شغل المصنع وقال له ماحدث من يحيي، وقال له امام جميع العاملين حتى يكونو شهودا على على الواقعه اذا ماحدث حدث اي شي.
المهندس:
-الظاهر إن يحيي بيعمل حاجه من ورا اخوه، والمشكله ان محمود بيه اختفي وانا مش قادر ولا عارف اوصله بأي شكل من الاشكال، سفر إيه اللي سافره فجأة دا ومن غير مايقول لحد، وسايب حاجات كتير وراه متعطله انا مش عارف.
مدير الحسابات:
- بصراحه انا قلبي متوغوش علي محمود بيه.
المهندس:
- وانا مش مطمن، انا هروحله القصر واسأل مراته عليه واستفسر منها علي كل حاجه.
-خدني معاك لو رحت عشان اقولها علي دفاتر الحسابات، وانا هحاول اسجل كل حاجه في الدفاتر بشكل مختصر في اجنده واديهالها انا عارف المبالغ الاجماليه كلها.
-تمام جهز نفسك بعد الشغل هنروح القصر.
اما عند يحيى..
اخذ كل الدفاتر وخبأها اسفل مكتبه قبل عودة مديحه من دورية المرور التي تقوم بها عالشركه، ورجع يشتغل وينهي امر جميع الصفقات التي تمت وما تبقى غير إستلام باقي المبالغ الماليه.. وقام بحصرهم في كشف حساب واتصل على جميع العملاء يستعجلهم الدفع حتي قبل الميعاد المحدد في الاتفاق نظير تنازل عن مبلغ بسيط من النقود،
وبالتأكيد العملاء انتهزوا الفرصة، فالتاجر صائد فرص، وجمعوا المبالغ وقاموا بإرسالها علي الحساب الذي اعطاه لهم يحيى، وبهذا جمع يحيى مبلغاً لا بأس به، ولم يتبقى امامه سوى امر واحد لجمع باقي السيوله، وهي السفر للبلدة ورهن الأرض.
عادت مديحه ودلفت إلى المكتب، ونظرت ليحيي بنظرات ناريه وهي تسأله:
- فين دفاتر الحسابات مدير الحسابات بيقول انك اخدتهم منه.
- مفيش دفاتر معايا يامديحه، واللي فات مات من الحسابات وانا اتخلصت من دفاترها لان فلوسها كلها راحت في حساب محمود، ومن النهارده هنبتدي بحسابات جديده خاصه بينا، ولا حضرتك فاكره إنك هتقدري تاخدي حاجه من حساب محمود في البنك؟
صمتت مديحه ولم تجبه، فهي متأكدة ان يحيي قد اخذ كل شيئ طالته يده، وهي الآن لن تتحصل سوى على ماتنتزعه بمخالبها، فالحرب ضارية والفوز للأذكى.
انتهت مواعيد الشركة الرسميه، وعاد يحيي ومعه مديحه للقصر، وبعد دخولهم بدقائق تفاجأ يحيي بمهندس المصنع والمدير المالي قد اتوا للسؤال على زوجة محمود، فخرج لهما واخبرهم بحدة بإن زوجة محمود قد سافرت معه، وأن الشركة كلها اصبحت تحت قيادته، وطلب منهم إخباره بالسبب الذى اتوا لأجله والذي يعرفه جيداً.. فقالا له انهم اتوا للسؤال عن محمود بيه والإطمئنان عن صحته ليس إلا، ثم انصرفا، وفور إنصرافهم قرر يحيي أن هاذين الاثنين ليس لهما عيش في الشركة من بعد اليوم، فمن يأتي وجع الرأس من ناحيته سيتخلص منه دون تفكير.
أما فى البادية
معزوزه جالسه امام الموقد تطبخ وتغنى وهى شاردة وغير منتبهة لمن حولها، وتتمايل مع كلمات الأغنية بخفة وبحركة غير ملحوظة إلا من شخص يقتنصها بعينيه كرابح الذي كان جالس عند البير وعينه عليها، فقام بكل غضبه ورغم تحذيرات عوالي وذهب إليها ووقف خلفها وقال لها وهو يصك على اسنانه:
،ويش رايك اذا بحط راسك بالموقد هادا ونكمل بيها طياب الوكل بدال الحطب..انا مش منبه عليكي الف مره انك ماتتسهوكي ولا تتمايلي بره خيمتك يامعزوزه، ليش ودك تقهري قلبي وقت اشوف الناس تتطلع عليكي وتشوفك تتغنجي وهادا وهاداك يتمناكي؟
- حقك علي والله نسيت، الله يخليك ماتزعلش مني يارابح زعلك عزيز علي.وعلى قلبي
- لو زعلي عزيز عليكي ويهمك امري ماتكسري كلمتي وتخالفيها.
- السماح منك وتوبه وماتنعاد.. بس لا تزعل مني، عليم الله وقت تزعل مني شمسي تغيب ويخيم الليل على روحي ومايعاودلها الضي الا وقت تعاود ضحكتك الحلوه.
رابح:
- من قلبك تحكين هالحكي؟ يعني عنجد انا غالي عندك يامعزوزه؟
- معقول مازال تسأل وماعرفت انت ايش عند معزوزه يارابح،، انت حبيبي وانت غلا سيطر على وجداني انت اللي قلبي بلاك يعاني
وانت حليلي غايتي تبقالي
ياروحي ويانبض قلبي وضي عيني ونظرها
نظرة منك تساوي شمس هالدنيا وقمرها.. انريدك دوم معاي
ياسعد قلبي وهناي
أحمر وجه رابح ورفع يده يرجع خصلات شعره للخلف في حركة هوجاء منه للتخلص من هذا الشعور المهلك، أو لتخبئة تأثيره على الأقل، وتلعثم وهو يحاول إخراج الكلمات من فمه ولأول مرة لا يعرف ماذا يقول، فبقلبه الكثير و لكن لسانه لا يستطيع مجارات هذه الضليعة في عبارات الغزل، والتي تجعل حلقه يجف فى كل مرة يحاول اتخاذ موقف حاسم معها وتغلبه هى بعباراتها المنتقاة بعناية
مايزه بحده:
- والله انتوا ماراح تجيبوها لبر ، تو الشيخه تقول تور تيجوا انتو ودكم تحلبوه، والله اقول وااااك عليكم الحقي ياشيخه وتعالي شوفي علامك وكلامك كيف قاعد يطيح بالارض.
رابح:
- هدي يامايزه انا جيت نسألها على الوكل اذا استوى ولا مازال.
- دذ عليها اي وليد يسالها وبلا حجايج كذابة ، وتو غادر ياربح وامشي ورا كلام الشيخه اذا تريد معزوزه دوم، اما اذا عاندت انت وياها ماتلومون الا روحكم.
رابح:
- غاير رابح، غاير من الباديه كلها وتاركها، الله ياخد رابح. وتتريحي يامايزة انتي وكل القبيلة
معزوزه:
- اسم الله عليك يابعد روحي لا تدعى عليا ياكل حالي، ليش هكي يارابح، يعني ماتعرف اذا يصيبك الضيم يصيبني قبل منك؟
نظر اليها رابح بحسرة وغادر قبل ان يختطفها ويفر بها هارباً من البادية والقبيلة ومن محراب والقوانين والعادات ومن الدنيا بأسرها، ويبني لها عالماً خاصاً لا يسكنه غيره وغيرها.
اما هي فاخذت تتلقى التوبيخ من مايزه اشكالاً وألواناً، وظلت صامتة وتحملت، فهي تعلم أن هذا لأجل مصلحتها.
❈-❈-❈
فريال:
- كارمن بتعملي ايه عندك؟
- داخله اوضة طنط عايده يامامي اقعد فيها شويه اصلها وحشتني اوي، هي هترجع امتا بقى هي وعمو محمود؟
- هيطولوا مش راجعين دلوقتي.
مدحت:
- بس ياماما هما لما كانو ماشيين قالوا إنهم هيغيبوا بس كام يوم هما طولوا كده ليه؟
ردت فريال بديق من اسئلتهم المتكرره عن عمهم وزوجته فسرخت بهم:
- عمكم ومراته مش هيرجعوا تاني، سافروا ومش راجعين، ويمكن هما وراجعين يعملوا حادثه ويموتوا، اعتبروهم ماتوا من دلوقتي، واللي هيجيب سيرتهم قدامي مره تانيه انا هعرف شغلي معاه..والإوضه دي محدش فيكم يجي ناحيتها ابداً لغاية مااجيب حد يفضيها من كل اللي فيها، ودلوقتي اتفضلوا على اوضكم.
انهت كلماتها بصراخ جعل كارمن تصرخ فزعاً، فاحتضنها اخيها ونظر لأمه بغضب، ثم تحرك بها نحوا غرفتها.
اما فريال فوقفت تراقبهم وهي تضع يديها على خصرها وتأففت بضيق من محبة اولادها الغير طبيعية لعايده ومحمود، والتي تشعر بأنهم لا يحملون لها ولو نصف هذه المحبة، وكأنهم أولاد عايده وليسوا اولادها!
تحركت على صوت رنين الهاتف، فذهبت اليه واجابت المتصل، وكانت اختها:
- التركيبه جاهزه يافريال هتاخديها ازاي؟
- هبعتلك حد يجيبها.
- وهتبعتيلي معاه كام؟
- عايزه كام انتي قولي واخلصي عشان نوفر وقت.
- انا مش عايزه فلوس المرادي.
-أمال؟
-عايزه اوضتين ليا ولأولادي عندك في القصر، انا نويت اني اسيب البلد واجي افتح عياده عندك في القاهرة، ومش منطقي إن اختي يكون عندها القصر دا كله وادورلي علي مكان اسكن فيه، واسيب ولادي مع ناس معرفهمش او اسيبهم لوحدهم.
لم تعرف فريال بم تجيبها، فهي تضعها امام ورطة، وتعلم جيداً مدى جشع اختها وصلافتها، وانها إن اتت الى القصر كزائرة فسينتهي بها الأمر صاحبة القصر، هذه اختها وهي اكثر الناس معرفة بها.
-
هاه بتفكري فأيه، علي فكره انا توقعت رد فعل مختلف عن دا خالص منك.. اخص عليكي يافريال داحنااا دافنينه سوااا.. قصدي سامينه سوا.
وأهو عالأقل لما ابقى جنبك اعملك كل اللي انتي محتاجاه من غير ماتتعبي فى المراسيل.
انهت حديثها الودود وقالت بنبرة مهددة:
- هاه يافريال قولتي إيه؟
فردت عليها فريال وهي مرغمة على الموافقة:
- ومالوا ياحبيبتي تشرفي وتنوري بيت اختك، واهو تبقى فرصه الولاد يقعدوا مع بعض شويه لغاية ماتظبطي امورك وتشوفيلك شقه خاصه وتكون تليق بمستواكي يادكتوره، ولا اقولك سيبي موضوع الشقه دا عليا انا.
لحظات من الصمت عند الطرفين قطعتها مديحه وهي تردف بصوت جعل فريال تنتبه من شرودها:
- ايه هي المكالمه دي مش هتنتهي ولا ايه، عايزه التليفون ياست فريال ولا اخدتيه لحسابك!
انهت فريال المكالمة مع اختها، وتركت الهاتف لمديحه وغادرت المكتن وهي تفكر في البلاء الجديد الذي سيحل عليها بحلول اختها لها.
أما مديحه فأخذت الهاتف لغرفتها وشرعت في المحاولة التي لا تعلم عددها لعل وعسى، وفور أن فُتح الخط شعرت بأن ابواب الحياة تفتحت لها بعد أن دفنت حية، فاتاها الرد الذي اعادها للموت مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانت الموتتة التي لا حياة بعدها:
- الووو.. مين معايا.. الوووو.
- انتي مين؟
- انتي اللي مين انتي اللي بتتصلي!
- مش دا رقم شريف؟
- ايوه دا رقم شريف ودا بيته وانا مراته، أي خدمه، حضرتك مين طيب الأول؟
ابعدت مديحه سماعة الهاتف عن اذنها ونظرت اليها ثم نظرت للفراغ قبل ان تسقط منها السماعة وتنزل على ركبتيها وهي تشعر بأن العالم كله بدأ ينهار فوق رأسها، فسعادتها المؤجلة إلى حين قد سُرقت منها وهي غافلة مطمئنة ونست أن دوام الحال من المحال.