اخر الروايات

رواية زوجة اخي الفصل الثامن عشر 18 بقلم سهام صادق

رواية زوجة اخي الفصل الثامن عشر 18 بقلم سهام صادق 

الفصل الثــامــن عــشـــر
******************

جلس شارداً علي كرسيه يتحرك يميناً ويساراً وهو ينقر بأصبعه علي سطح المكتب..يُفكر فيها وفي رغبته ان تبدأ علاقتهما كأي زوج وزوجه .. وتذكر هروبها منه صباحاً ببعض الحجج ...فنهض من علي كرسيه ليقف أمام شرفة مكتبه مُتأملا تلك المساحه الخضراء التي أمامه ويشرد في بدايه علاقته بها عندما خطبها ليثبت لعائلته بأنه حقاً قد نسي الماضي وان عزوبيته ليست بسبب صدمته في حبه الاول ولكن الحب والزواج كانوا ليسوا هدفه الان فطموحه أصبح أكبر .. لتأتي هي وتغير كل شئ
فجاء بذهنه نصيحه صديق والده الذي كان يحبه كأبيه .. عندما أخبره بخطبته لزهره وأحساسه بظلمه لها بما يفعله معها ... فكانت نصيحته
ساعات يا شريف يابني بنفتكر ان القلب مبيدقش غير مره واحده .. وان لو دق تاني فبيكون وهم .. بس الحقيقه ان القلب بيدق في أي ميعاد مدام لقي الروح اللي هتونسه ... ادي نفسك فرصه أنك تشوف الانسانه اللي قررت تحط مصيرك معاها بهدف انك عايز تكون علاقه صح ..
وابتسم عندما تذكر ما أخباره به عن صفات زهره
ليضحك ذلك العجوز قائلا :وبتقول قلبك متحركش للبنت ديه وانك خطبتها تحصيل حاصل.. منه انك تخلص من زن والدتك ومنه انك تأسس ليك أسره .. انت بتضحك عليا ولا علي نفسك ياشريف
نظره عينيك اللي قدامي وانت بتحكيلي عنها ، خلتني اتأكد ان عاصفة الحب جايه ..
فأفاق شريف من كل شروده هذا وهو يُتمتم بخفوت : اه منك يازهره ..
...................................................................
وقفت فرحه بخجل تُطالعه وهو مُندمج في بعض الرسومات
فخرج صوتها بصعوبه لتخبره بوجودها هنا
فرحه : بشمهندس حازم
ليرفع حازم وجهه اليها ببشاشه ، مُتأملا وجهها الشاحب وملابسها الغامقه ،وابتسم قائلا : يومين عشان تقرري تيجي ،لعلمك يابشمهندسه مافيش اجازات تاني
فأبتسمت فرحه لحديثه الذي شعرت فيه بمرح غير مُعتاده عليه منه هو
وهمست قائله بخجل : انا اسفه علي اللي حصل اخر مره ، ارجوك متخليش الموقف ده يخليك تكون فكره سيئه عني
فطالعها حازم بأشفاق وعاد الي مزاحه الذي أفتقده قائلا : هو انتي عملتي ايه صحيح اخر مره
وعندما شعر بخجلها .. تابع حديثه : اصل انا مش فاكر غير ضربه الشمس اللي يومها أخدتها
فتأملته فرحه ببتسامه صافيه .. وهي تري فيه صورة لشخص اخر قد اشتقات اليه
...................................................................
ظلت زهره شارده طوال اليوم في تدريبها.. فنظرت الي التصميمات التي أعطاها لها عمران كي تري فيهم ماتستطيع تقليده ولكن بصوره أرقي .. فنظرت الي ساعتها لتري هل وقت ميعاد راحتها قد أتي ام لا
وبعد دقائق معدوده نهضت من علي مقعدها لتذهب اليه كما اعتادت منذ ان جاءت الي هنا .. فقد أشتاقت لتدليله وحبه لها
ورغم خوفها من ردود افعاله كما فعل امس وصباحاً
ولكن أشتياقها اليه جعلها تركض كالمجنونه نحوه
وعندما أطرقت الباب لتدخل اليه .. وجدت جيداء تقف بالقرب منه تريه بعض الأشياء ..
فنظرت الي وضعهم بصدمه ، لتُطالعها جيداء بحقد
ليرفع شريف وجهه عن ماكانت تريه له
ناظراً الي زهره بجديه قائلا : معلش يازهره .. انا مش فاضي دلوقتي
ورغم انه قالها لها بضيق مصطنع الا انه اراد ان يُعلمها درسً ..
فهو أراد ان يجعلها تدافع عن حبها مهما كان وتتعلم كيف تعطي حبها دون خجل مدام حقها
فنظرت اليه زهره دون تصديق .. فهو يُخبرها بعدم ارادته بأن يراها وامام من .. امام جيداء تلك الافعه التي وقفت تثطالعها بنظرات سعيده
لتشعر زهره بالغيره تنهش قلبها ، فأمسكت مقبض الباب وأغلقت الباب بقوه .. فيرفع شريف وجهه ثانية عن الاوراق التي أمامه .. وهو يبتسم لما حققه معها ..
وأنصرفت هي راكضه تحت نظرات اميلا المُتفحصه لردت فعلها
واخذت تُتمتم بغيره : كده ياشريف ، كده تعمل معايا كده وقدام جيداء
وأدرفت الي احد الحمامات ، لتتأمل وجهها وهي تتذكر نظرات جيداء لها وقربها من زوجها بملابسها القصيره الضيقه
وتذكرت صديقتها التي دوماً تريحها في الحديث .. فأمسكت هاتفها لتُهاتفها بوجه مُحتقن من الغيره
لترد عليها ريم بلهفه قائله : اهلا بالناس الحلوه
فتنهدت زهره قائله بوجع : ريم أنا تعبانه اوي
وأخذت تقص عليها أحداث هذان اليومان ..حتي وجدت ريم تضحك قائله : والله انتي غبيه ، في واحده تسيب جوزها مع واحده عارفه ان عينيها عليه لاء وكمان زعلانه من ردة فعله .. ماانتي تستاهلي ياغبيه
لتشعر زهره بالغضب من توبيخ صديقتها اليها ..قائله بغيره : بقولك كنت عنده وقالي انه مش فاضي وهي كانت معاه
فهتفت بها ريم ضاحكه : جوزك بيعرف يلعبها صح .. ديه رساله منه ياماما ، عايز يعرفك ازاي يقدر يخليكي تموتي من القهر .. بس والله تستاهلي ماانتي اللي بتحكيه عن الراجل بصراحه يستاهل انك تلزئي فيه زي الدبانه بس نقول ايه هابله
يابنتي جوزك ده مافيش منه نسخ كتير .. ماتسلفهوني يازهره
ليحتقن وجه زهره بالغل من صديقتها .. فهتفت قائله : انتي بتعكسي جوزي قدامي
فتنهدت ريم بحنان قائله : مدام انتي بتحبيه وبتموتي فيه كده .. وهتموتي من الغيره عليه ليه بتتخلي عن حبك بالهروب يازهره ..
فدمعت عين زهره مُتذكره امر هشام قائله : انتي ناسيه هشام ياريم ، شريف لو عارف مش هيسامحني رغم انه ماضي
انا عايزه اقوله الحقيقه ياريم واخلص من الذنب ده اللي مخليني مش عارفه اعيش الحب اللي اتمنيته .. لو كنت اعرف ان المستقبل هيكون حلو كده مكنتش غلطت وحبيت هشام وعملت الغلط ..
فشعرت بها صديقتها قائله بدفئ : زهره انسي حكاية هشام .. هشام كان درس واتعلمتي منه .. ومحدش مبيغلطش
حبي جوزك يازهره وعيشي حياتك وانبسطي .. انتي تستاهلي انك تحبي وتتحبي .. واوعاكي تقولي لشريف الحقيقه
وطمئنتها قائله : هشام ميقدرش يجرح اخوه ، وتابعت بحديثها : ومدام مقلهوش حاجه لحد دلوقتي يبقي أطمني
لانه في الاول والاخر هو الغلطان .. وهو اللي ضحك عليكي واستغل طيبتك ياحببتي
فتنهدت زهره براحه وهي تري بأن كلام صديقتها حقيقي .. لتجد صديقتها تُمازحها بمرح قائله : اعقلي واتهدي بقي
فضحكت زهره بسعاده علي مزاح صديقتها الذي يفصلها دوما عن احزانها
...................................................................
بعدما انهت جيداء كل الاوراق التي كانت تُريده بأن يطلع عليها .. نظرت اليه قائله بخبث: زهره زعلت منك ياشريف ،ليه تحرجها كده
وعبثت بخصلات شعرها ، وهي تجلس علي سطح مكتبه تنظر اليه بشغف :ريحتك بتطير عقلي
فتنهد شريف بضيق وهو ينهض من علي مقعده قائلا بحزم : جيداء شغلك خلص خلاص ، اتفضلي علي مكتبك لو سامحتي
لتتأمله جيداء بهدوء .. وترفع تنورتها القصيره لأعلي
قائله بعمليه : امتا هنزل صور المشروع السكني الجديد ونعلن عنه
فيُطالع شريف ساعته بجمود .. ونظر الي مافعلته بأشمئزاز وترك الغرفه لها بأكملها وانصرف
فتأملت فعلته بغضب وهي لا تُصدق بأنه يرفضها ويرفض حبها وجمالها
...................................................................
جلست جميله علي فراشها تُفكر في علاقتها مع حازم وبكلام منه صديقتها ..لتجد نفسها كالتائهه .. ونظرت الي هاتفها
فوجدت العديد من مُكالمات حازم اليها ولكنها لم تكترث في مُهاتفته فألقت بالهاتف بعيداً .. لتتذكر وجه هشام
وهي تُحاول ان تتذكر أين رأته .. وارادت ان تذهب لبيت حمات أختها ثانية لعلها تراه
لتردف اليها والدتها في تلك اللحظه قائله بضيق : قومي فزي حازم بره ،واقتربت منها لتمسكها من شعرها وهي تُتابع بحديثها : مبترديش ليه علي أتصالت خطيبك ، ومطنشاه .. ايه ياختي الحب اللي بينكم خلاص مات وادفن
والله ياجميله لو متعدلتي لاقول لابوكي علي عمايلك وهو يتصرف .. هقوله بنتك البشمهندسه اللي بتفتخر بيها بتتنطط علينا وعلي ابن خالتها
لتسحب جميله شعرها من يد والدتها بصعوبه قائله بغضب : هو البيه اشتكالك مني ، ومقلكيش ان شوفته في الموقع مع واحده وعايش حياته ..
لتنصدم والدتها من تلك المعلومه فهي تعرف حب ابن اختها لابنتها .. فتنهدت قائله : اكيد شوفتي غلط ، حازم عمره مايعمل كده
وخرجت من غرفه ابنتها لتنفرد بالحديث قليلا مع ابن اختها ..وهتفت قبل ان تغلق الباب خلفها : قومي ألبسي هدومك وحصليني
لتنهض جميله من علي فراشها بغضب وهي تُتمتم : ماشي ياحازم ، بتقوم ماما عليا
...................................................................
وقفت زهره تتأمل هيئتها في المرئه بخجل وهي تري نفسها ترتدي احد الثياب التي قد جلبها لها .. فقد كانت عباره عن تنوره قصيره للغايه فوقها بلوزه بيضاء عارية الاكتاف مُلتصقه ... ورغم انها تعلم بأنها لن تستطيع أن تصل لمستوي جيداء بملابسها الفاضحه وجسدها .. لكنها قررت ان تصبح انثي له .. تستمتع بحبه وتغنيه عن جميعهن
فتنفست بقوه وهي تُتمتم امام المرئه : خليكي قد قرارك يازهره ، هتفضلي عبيطه لحد امتا .. وكمان انتي مش لابسه الهدوم ديه لشريف انتي لبساها لنفسك .. ولا كان عجبك منظرك ببجاماتك الواسعه والعبايات اللي كنتي بتلبسيها ليه
ياشيخه في حد لسا بيقعد بعبايات ده انتي طلعتي هابله اووي علي رأي ريم
واستجمعت قواها أخيرا .. واتجهت نحو باب غرفتها لكي تخرج
الا انها عادت ثانيه تقف امام المرئه مره اخري .. كي تضع بعض مساحيق التجميل وقبل ان تمتد يدها نحو علبة المكياج هتفت قائله : لاء مش لازم مكياج
واستجمعت شجاعتها ، وكادت ان تخرج الا انها تركت مقبض الباب لتقف حائرة .. تنظر الي هيئتها بعدم تصديق
مُتذكره انها لم ترتدي قط ملابس مثل هذه حتي عندما كانت في بيت اهلها .. فكانت دئماَ مُتحفظه في ملابسها غير أختها جميله ..
وهمست بخجل لنفسها : اعمل ايه دلوقتي ياربي
فلمعت في ذهنها فكره لتبرق عيناها ، واتجهت نحو التصميم الذي عملت فيه صباحاً .. فأخذت اوراقها واقلامها
وفتحت الباب اخيراً لتخرج بوجه محمر .. لتجده يخرج من المطبخ يحمل كوب قهوته ويُحادث احدهم في الهاتف وهو يضع سماعات الأذن في اذنيه
لتقف امامه بأرتباك ، فطالعها بنظرات مُتفحصه .. ثم اشاح وجهه عنها غير مبالي بها
ليجلس علي الاريكه كي يُكمل مُحادثته التي لم تفهم منها شيئا بسبب جهلها لتلك اللغه التي عرفتها بكلمه واحده فقد كانت الايطاليه
ونظرت نحوه لتجده يجلس بثبات قد اعتادت عليه منذ خطوبته بها ، وشعرت بالأسي بأنه لا يُعيرها أي اهتمام .. حتي انها لم تجد في عينيه اي نظرات نحو ملابسها
فحادثت نفسها بضيق قائله : ماهو بقي متعود علي الهدوم ديه واكتر كمان، اومال انتي فاكره ايه
وألتف اليها بعدما انهي حديثه قائلا : مالك واقفه كده ليه
فأقتربت منه زهره بسعاده .. واخبرت نفسها بهمس قائله : قربي منه يمكن مش واخد باله منك ياهابله
ليضحك شريف داخله وهو ينظر الي حاسوبه علي سذاجتها وعقلها الذي لا يري فيه سوا عقل خام لم يلوثه شئ حتي الاعيب النساء لا يخبر صاحبته بها .. فزوجته مازالت تحمل صفات الفتايات اللاتي اوشكوا علي الانقراض
وشعر بأقترابها .. فلم يرفع نظره عليها ورغم انه كان يرغب في مُعانقتها وتقبليها بشده الا انه قرر ان يجعلها تنضج بمفردها وتتعلم كيف تُنشئ حياة خاصه بها وتُحارب من اجلها
فجلست زهره علي الاريكه الاخري وهي حانقه من ملامحه البارده وعدم اهتمامه او حتي مُجاملته لها
فألتف اليها شريف اخيرا، وهو يرفع احد حاجبيه
وقرر أن يلعب بها قليلا قائلا : بس غريبه اتخليتي عن بيجاماتك اللي شبه بيجامات الشويش ..وقررتي تتعاطفي وتلبسي الهدوم اللي رمياها في الدولاب
فأرتبكت زهره وجف حلقها من كلماته .. ليُكمل مُشاكسته قائلا وهو يتأمل هيئتها : مالك حاضنه الورق كده ليه ، ولا خايفه يتسرق منك ..
وضحك وهو يُتابع حديثه : ولا خايفه من حاجه تانيه
لتخفض زهره رأسها نحو الاوراق التي تحتضنها .. وابعدتها عنها سريعا قائله بأرتباك : اه
فنظر اليها بخبث قائلا : اه ايه
فهتفت زهره به بأرتباك : اه خايفه ليتسرقوا
وعندما أدركت ما تفوهت به ورأت أبتسامته الماكره وضعت اوراق الرسم جانبا ونهضت قائله بتعلثم : قهوتك بردت هروح اعملك غيرها
فطالعها شريف ضاحكا ، ونظر الي كوب قهوته قائلا : اهربي ، اهربي
فأسرعت زهره بخطاها .. كي تترك له المكان وتتجه الي المطبخ هاربه من نظراته والاعيبه .. فشهقت فزعاً عندما وجدته يجذبها من احد ذراعيها يُجلسها علي قدميه ونظراته تلتهمها.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close