رواية غدر الزين الفصل الثامن عشر 18 بقلم مروة محمد
الفصل الثامن عشر
تهادلت خلود في نزلتها علي الدرج متباهيه بنفسها رافعه راسها بشموخ ...تنظر الي زين بكبرياء ...ابتسمت لها ياسمين بسعاده حيث توقعت عدم نزلها ...ولكنها فاجئتها وفاجئت الجميع بحضورها الطاغي ...وصلت خلود الي شهيرة وتفيده ورحبت بهم ...اخذتها تفيده بين احضانها وقالت
=بسم الله ما شاء الله ...زى ما شهيرة بنتي قالتلي عليكي ...قمر .
ابتسمت لها خلود بحب وقالت
=تسلمي ياطنط ...شهيرة ونهي القمرات ...ازيك يا شهيرة ...نورتينا.
مدت لها شهيرة يدها وسلمت عليها قائله بتوتر
=الحمد لله.
جلست خلود بجوار ياسمين وخليفه وتجنبت الجلوس بجانب زين ...مما جعله يستشيط غضبا فجلس بجوار شهيرة ليتعمد اغاظتها
نظرت ياسمين لخلود بطرف عينيها ومالت عليها وقالت
=ايه اللي انتي عملتيه ده ...مش المفروض تقعد جنبه؟
ردت خلود من بين اسنانها
=يعني مستقبلنيش اول ما نزلت ...واروح اتلزق فيه ...ابدا ده في احلامه.
زفرت ياسمين وقالت
=خلاص انتي حرة ...استحملي بقي قعدته جمب ست الحسن والجمال
انتبهت خلود لزين وشهيرة وهم يتهامسون ...كانهم مناسبين لبعضهم البعض ...وتأكلت نار الغيرة بداخلها ...ودت ان تحضر شهيرة من شعرها وتسحقها ارضا ...انتبه زين علي نظرات خلود له ولشهيرة ...فاراد ان يثير غيرتها اكثر ...كان في الحفل موسيقي رومانسيه
نظر زين لخلود وابتسم لها ووقف يقفل ازار جاكت بدلته ....قطبت خلود جبينها علي تحوله ...وايقنت انه سياخذها لساحه الرقص ليرقصوا معا ولكن بهتت ملامحها عندما قال
=تسمحيلي يا بيرنسيس شهيرة بالرقصه دي؟
سخطت خلود علي طلبه ...وتفاجئت شهيرة من طلبه واصابها الحرج عندما لم يسمح لها بالاعتراض ...حيث سحبها الي ساحه الرقص تحت انظار الجميع المتفاجئين من فعلته...اغمضت خلود عينها بمرارة ...وجزت ياسمين علي اسنانها وقالت لخلود
=شفتي ...كلامي طلع كله صح.
ابتسمت خلود بمرارة وقالت
=خلاص براحته ...خليه يشبع بيها.
اضطرب خليفه من الموقف واراد تخفيفه فقام بحركه مرحه واخفض راسه وقال
=نحمد ربنا ونشكره ان زين مش هيرقص معاكي ...واداني فرصتي ارقص مع جميله الحلوين خلووود ...تسمحيلي يا خوخه بالرقصه دي
خجلت خلود من طلبه وقالت
=ازاي يا خليفه ...ارقص مع نهي ...كل واحد بيرقص مع وليفه
فهم خليفه ما ترمي له خلود فقال بنبرة مرحه
=لا والله ...عايزاني ارقص مع نهي هيا والكورة الكفر بتاعتها ...ده مش بعيد الواد اللي في بطنها يمد ايده ويخبطني في بطني من اللي بعمله في امه كل يوم.
وضعت نهي يدها علي فمها من الحرج وقالت
=خليفه ....ايه اللي انت بتقوله ده ...عييييب
خبطته تفيده علي يده وقالت
=اللي يجازيك يا خليفه...ديما كده كاسف نهي
رد خليفه قائلا
=اومال ايه ...مش لازم اشيد ببطولاتي ولا ايه يا مرات عمي.
ابتسمت خلود بسعاده وقالت
=انتو عرفتوا انه ولد؟
ردت نهي
=اه ...عقبال انتي كمان يا خلود
ابتسمت خلود بمرارة ونظرت الي الزين وهو يرقص مع شهيرة وقالت
=شكرا.
رد خليفه وقال
=ايه شكرا ...لازم اتكأفا انا علشان هجيب ولد ...مع اني كنت متاكد ...ده هيبقي راجل من ضهر راجل
عارضته نهي وقالت
=لا انا عايزاه زى زين قوى .
رد خليفه وقال
=يجي زى ما يجي ...المهم هرقص يعني هرقص ...قومي يا شيخه يقي.
نهضت خلود ورقصت مع خليفه والذي بين الحين والاخرى يطلق لها نكاته المرحه لتنطلق ضحكاتها ...مما اثار غضب زين...انتبهت شهيرة علي حالة زين وقالت
=زين ...في موضوعين عايزة اكلمك فيهم ...بس مش عايزة حد يسمعنا.
رد زين وهو ينظر لخلود
=تمام تعالي بكره المكتب واحنا نتكلم
لوت شهيرة شفتيها وقالت
=زين المواضيع متنفعش تتاجل ...لو ينفع دلوقتي ياريت.
لمعت براس زين فكرة خبيثه فسحب شهيرة الي مكتبه واغلق الباب وهوينظر الي خلود ليكيدها...تركت خلود الرقص واعتذرت لخليفه وذهبت لتجلس بمفردها بعيدا عن اي احد لتتذكر مجئ شهيرة من فترة في وقت متاخر ...رقص زين معاها ...ادخالها الي مكتبه امام انظار الجميع ...كلامه الدائم عن شهيرة واحترامها وادبها واخلاقها...كل هذا ظل يعصف براسها ...ودت ان تدخل عليهم المكتب وتكسره وتفضحهم ...ولكنها عرفت انها بالاخر سوف تخسر كل شئ.
ادخل زين شهيرة مكتبه وجلس سويا وقال لها
=خير يا شهيرة؟
ردت شهيرة بتوتر وقالت
=ليه شايفاك بتعامل خلود وحش ...انت وصلك حاجه تانيه؟
قطب زين جبينه وقال
=حاجه تانيه ازاي يعني...وبعدين انا اعاملها زى ما انا عايز ...مبحبش حد يعلق عليا
هزت شهيرة راسها بالنفي وقالت
=مش قصدي اعدل عليك ...بس انا لاحظت انها اتضايقت لما رقصنا سوا ...الحاجه التانيه بقي ...جاتلي انا.
استغرب زين وقال
=حاجه تانيه ايه ...وضحي كلامك
=بيجيلي مسجات علي موبايلي ...ان خلود لسه علي علاقه لحازم.
اتسعت حدقه عيني زين وانتفض من مكانه وقال
=وطبعا سيادتك جايه تقوليلي كده ...علشان ابعدها عن حبيب القلب
=هزت شهيرة راسها بالرفض وقالت
=اطلاقا ...انا واثقه في خلود انها لايمكن تعمل كده ...خلود بتحبك لدرجه انها بتتغاضي عن قسوتك وجبروتك
=انا لما حبيبت اقولك ...حبيت علشان اوضحلك حاجتين
=الحاجه الاولي ...ان اللي بيبعتلي الرسايل هدفه يفضح خلود
=الحاجه التانيه...ان اللي عمل حوار الصور والرسايل ده مش بابا...بابا من يوم ما واجهته ...صحته في النازل ...واقسم لماما انه معملش كده
=زين ...انت عارف بابا كويس ...لو كان عمل الموضوع ...كان ساعات ما واجهته كان قال ...اه انا وان كان عجبكوا ...لكن بابا اتصدم
ربع زين ذراعيها وقال
=والمطلوب مني ايه حضرتك ...هستفاد ايه من اللي بتقوليه ده
قالت له شهيرة
=المطلوب تدور تشوف ...مين بيكرهك وبيكره خلود لدرجه انه عايز يهدم سعادتك بالشكل ده.
مسح زين علي وجهه بغيظ وقال
=ماشي يا شهيرة سيبني لوحدي دلوقتي
اعترضت شهيرة وقالت
=لا ...مش هسيبك الا لما اقولك علي الموضوع التاني واعاتبك عليه
زفر زين حانقا وقال
=اوووف ...قولي.
تحدثت شهيرة بلوم وقالت
=ليه معملتش الصفقه الجديده معانا وروحت عملتها مع كامل.
ابتسم زين بسخريه وقال
=اعمل معاكم صفقه تاني ...ما كفايه اللي حصل قبل كده ...وبعدين خلاص اتبسطي يا ستي انا لغيتها مع كامل كمان
استغربت شهيرة وقالت
=لغيتها ليه ...مش المفروض الاحتفال النهارده بيها؟
تنهد زين وقال
=ظروف
تنهدت شهيرة براحه وقالت
=الحمد لله ...تعرف انا كنت خايفه عليك انت وخلود من الصفقه دي ...مرة كامل عمل معانا شراكه ...وكان حازم هيقتله بسببي.
جحظت عين الزين وقال لها
=يقتله بسببك ...ليه ان شاء الله؟
اغمضت شهيرة عينها وقالت
=ما هو ده اللي خلاني اقولك خلي الشراكه بينا احسن ...كامل ده راجل سمعته زباله ...ده غير انه بيتحرش باي واحده بيقابلها.
جن جنون زين ووضع كفه علي سطح المكتب واخفض راسه واخذ صدره يعلو ويهبط وقال لشهيرة
=ارجوك يا شهيرة ...لو كنت خلصت كلامي ..اخرجي وانا هجي وراكي.
اضطربت شهيرة من منظره وتوترت خائفه مما يحدث ...وتوقعت انه حدث شئ بين خلود وكامل ,,,وهو الذي ادي بزبن الي هذه الحاله
خرجت شهيرة ووجدت الجميع ينظرون اليها بعتاب ...الا خلود كان واضعا ساق علي ساق تنظر لها باشمئزاز وكبرياء ...
بعد خروجها اطاح زين بكل شئ علي المكتب وكور يده واخذ يضرب به علي سطح المكتب نادما علي كل ما فعله بخلود ...كان يود ان ياخذها بين احضانه يطلب منها السماح علي افعاله ...ولكنه يعرف جيدا مدي حزنها منه وانها لن ترضي بمسامحته ...
قصت شهيرة علي خليفه ما دار بالمكتب فلامها علي مافعلته واملي عليها ان توضح الامر لخلود ...كادت شهيرة ان تذهب لخلود لشرح لها الموقف ولكنها وجدت زين يخرج من الحجرة وينظر لها يمنعها من التحدث بعيونه ...نظر زين الي خلود وجدها تعاتبه بعيونها الناعسه ...اما عن عيون الزين فقد كانت مليئه بالندم تجاه خلود حبيبته. ..
لقد خذلها و بشده ...تفيد بايه يا ندم
انتهت الحفله وقام زين باخذ خلود من يديها لتوديع شهيرة وتفيده ...استغربت خلود لمسكه يده ليدها والتي حاولت نزعهاولكنه ظل متمسكا ليدها بتملك ...بعد انصراف شهيرة وتفيده حاولت خلود سحب يدها ولكنه ضغط عليها بشده ونظر الي عينها وقال
=ممكن متسيبيش ايدي ...وتسمعيني ...ارجوكي علشان خاطرى
خلود بعناد
=لا ...وسيب ايدي ...انا يستحيل اسمعك
تنهد زين وترك يدها باستسلام فركضت الي غرفتها وصفعتها بقوة وهبطت علي الفراش تبكي بشده ...زفر زين حانقاوصعد الي جناحه و قلبه مملوء بالندم الشديد ندم لانه فَطر قلبها مرارا و تكرارا ، ندم لانه لم يعطيها فرصة الدفاع عن نفسها ، ندم لتسرعه في الحكم عليها...جناحه اصبح كئيبا بدون خلود ...جلس علي فراشه يستعيد ما كان يحدث بينهم
اخذت خلود حماما هادئه وارتدت ملابس النوم وهي عبارة عن كنزة طويله تصل الي اسفل الركبه من اللون الابيض بحمالات رفيعه وفتحه صدر واسعه ...جلست علي الفراش ...ظلت تفكر فيما يريدها الزين ...ماذا يريد ان يسمعها ...الم يكفيه اتهامات ...ام انه يريد اخبارها انه سوف يتزوج عليها من شهيرة ...ظلت الافكار تعصف بها عصفا ...
هل تستطيع النظر في عينيه و الصمود امام توسلاته بعدم تركها له ، هل تستطيع ان تنام هانئة البال
رات خلود كتاب علي الكوميود فتحته لترى عبارة كانها رساله اليها
..نحنُ لا نقع فى حُب أحد ما . نحنُ فقط نعشق إنطباعنا عن ذلِك الشخص . مفهومنا الخاص عنهُ ، وذلِك هو ما نُحبه حقاً...! -- فرناندو بيسوا من كتاب اللاطمأنينة
رمت خلود الكتاب علي الفراش ونهضت وربعت يدها وزفرت حانقا وقررت الذهاب اليه لتسمع منه وليكن ما يكن حتي لو كان ما تسمعه هو تركه لها ...ارتدت خلود روب طويل لتستر مفاتنها حتي لا يراها احد في الممر ...وتوجهت اليه ...دخلت خلود الجناح وجدته كالعاده مظلم ...لوت شفتيها وحدثت نفسها قائله
=اه ما انا لو كنت نايمه فيه مكنش هيبقي ضلمه كده ...بني ادم كئيب ...يالا كويس انه نايم ...همشي انا بقي وابقا اعرف منه هو عايز مني ايه الصبح
فجاه فتحت الانوار مرة واحده فشهقت خلود جاحظه بعينها لتراه يتقدم منها ويسحبها الي احضانه كانه يدفنها بين ضلوعه...اضطربت خلود وقالت
= ... مكنتش اعرف انك نمت ...قصدي صاحي ..ان جيت علشان
زين بصوت هامس
=هششششش .... مش عايز اعرف انتي جيتي ليه ...اهم حاجه عندي انك جيتي ونورتي جناحك من جديد.
فرجت خلود شفتيها وقالت
=جناحك ...من امتي وده جناحي ...احنا من يوم ما اتجوزنا وكل حاجه ملكك انت لوحدك.
اخرجها من بين احضانه قليلا ونظر لعينها وقال
=انا فعلا كل حاجه ملكي ...حتي انتي ...ملكي انا وبس مش مسموح لحد يبصلك غيرك.
حاولت خلود الخروج من الموقف حتي لا تفقد اعصابها فقالت ببرود
=كنت عايز تقولي ايه ...حبيت اعرف قبل ما انام ..ليكون عندك قرار وعايز تنفذه الصبح وانا كده بخسرك كتير.ما انت من يوم ما عرفتي وانت بتخسر.
نظر لها زين بحزن وقال
=الحاجه الوحيده اللي حسيت بجد اني هخسرها فهو انتي ...انا بعترفلك يا خلود ان قسوتي وكبريائي عليكي ...هما السبب في فشل علاقتنا
لوت خلود شفتيها وقالت
=لا يا زين ...قله الثقه ...علي طول بتشك فيا.
هز زين راسه وقال
=عندك حق ...لذلك انتي لو تعبتي معايا بجد ...انا مش هجبرك تستحمليني اكتر من كده
فتحت خلود عينها بقوة وقالت
=تقصد ايه؟
تنهد زين وقال
=لو حابه نطلق ...انا تحت امرك ...مع ان القرارده هيكون سبب تعاستي العمر كله.
ظنت خلود انه يريد اقصائها عنه حتي يخلو له الزواج من شهيرة فقالت بغضب
=ما تقول كده من الاول ...عمال تلف وتدور ...خليك واضح وقول اللي في قلبك
اندهش زين علي كلامها وقال
=الف وادور ...الف وادور ازاي ...مش فاهم
اقتربت منه ونظرت لداخل عينيه وقالت
=شهيرة ...انت عايز تتجوز شهيرة ...ولما هي رفضت تدخل علي ضرة عايز تطلقني.
شدها زين من خلف راسها وقال بهدوء
=انا لو عايز اطلقك...كنت طلقت من زمان ...افهمي بقهي...انا لو بلف وادور عليكي فبلف وادور علشان متسيبنيش
ترقرقت الدموع من عينيها وقالت
=نفسي اصدق ...او اصدق احساسي ...ان انت بتحبني ...بس خايفه وهفضل خايفه لامتي مش عارفه.
همس زين في اذنيها وقال
=عارفه الخوف ده هيروح امتي ...لما اكون ليكي وتكوني ليا ...وانا خايف اقرب منك ترجعي تندمي انك ربطتي نفسك بيا
ابتلعت خلود ريقها وقالت
=صدقني يا زين ...مش هقدر ...عن اذنك
ذهبت خلود الي اخر الجناح ووضعت يدها علي مقبض الباب لتفتحه ولكنها فقدت السيطرة علي شعور يجرها اليه ويحبسها داخل ضلوعه ...نظرت ورائها وجدته يسحبها بعيونه ...تركت خلود مقبض الباب ورجعت اليه راكضه تختبئ بين ضلوعه كانها طفله تختبئ في حضن ابيها....رفع زينه وجهها وقبل جبينها ووضعه علي جبينه قائلا
=عمرى ما كنت سعيد قد اللحظه دي.
مرر شفتيه علي انفها وفمها ...بدا بطبع قبلات رقيقه علي زاويتي فمها ومن ثم قبلها في شفتيها قبله احرقت شفتيها من شده اشتياقه لها ...وضع يد خلف راسها واليد الاخرى تداعب وجنتيها ...قبل وجنتيها قبلات ناعمه ومتفرقه مرورا برقبتها ...ممسكا بخصرها ...وقام بفك حزام الروب الخاص بها وتحريكه لينزل اسفل قدمها ...ابعدها قليلا لينظر الي كنزتها التي تظهر مفاتنها الخلابه وعودها الساحر ...حمد ربه انها كانت واضعه الروب عليها ...يقسم انه لو جاءته بهذا الشكل لفقد اعصابه قبل كلمات الاعتذار لها...نظرت خلود الي نفسها وعضت علي شفتيها من الخجل وكادت ان تهبط لاجلاب الروب ولكن منعها زين قائلا
=ملوش لزوم ...
لم يمهلها فرصه للتحدث فوضع يده اسفل قدمها واليد الاخرى خلف عنقها واودعها في الفراش وفرد لها شعرها واخذ يغمس وجهه في شعرها قائلا لها
=كنت هبقي زعلان اوى لو كنتي فردت شعرك قدامهم النهارده
كادت ان تتحدث فاقبل علي شفتيها قابضا لها بتملك لياخذها الي عالم جميل لاول مرة بحياتها تتعرف عليه الا وهو عالم الزين...
كانت ليله جميله ومكتمله بالنسبه لهم...بعد مرور الوقت اخذها زين بين احضانه وظل يعبث بخصلات شعرها مقبلا لجبينها قائلا
=ياااه ...السعاده بتبقي قريبه من البني ادم ...بس للاسف بيرفصها برجليها وبيدور علي التعاسه
انتظر منها الرد كثيرا فنظر اليها وجدها استغرقت في نومها ...هيا لم تنم وانما تصنعت النوم ...حتي تعيد ترتيب افكارها ...انتظمت انفاس زين ووجدته استغرق في النوم ...تحررت من ذراعيه ونامت علي الجانب الاخر تبكي وهي تكتم انفاسها ...ندما علي انها سلمت حالها له ...تشك انه الان سوف يعيد الكرة ويقلب حياتها لجحيم ...وخصوصا ان هذه المرة ليس لديها شئ تقدمه له فقدسلبها عقلها وقلبها وكل شئ ...نهضت خلود من مكانها وارتدت روبها وقررت الخروج من الجناح لكي تعلمه انها اذا اعطت شيئا تعطيه برغبه فقط وانها لم تكن واقعه تحت تاثيره...خرجت خلود من الجناح بدموعها لمحتها ياسمين في الممر فشدتها الي غرفتها واجلستها
قالت ياسمين
=انتي بتعيطي ليه ...وايه اللي مخرجك من عند زين ...مش كنتي نايمه في اوضتك؟
ارتمت خلود في احضان ياسمين وقالت من بين شهقاتها
=الحقيني يا طنط ياسمين ...انا سلمت نفسي لزين.
قطبت ياسمين جبينها وقالت
=تقصدي ايه ...مش انتو متجوزين ..ولا الماذون مكنش ماذون؟
مسحت خلود دموعها وقالت
=احنا جوازنا كان علي الورق ...لحد النهارده.
تضايقت ياسمين وقالت
=ولسه بتفتكروا تتنيلوا دلوقتي ؟
ترددت خلود في سردها للحقيقه فقالت
=ارجوكي يا طنط ياسمين ...متقوليش له ان انا قلتلك ...ده ممكن يطلقني.
ردت ياسمين وقالت
=تعرفي يا خلود ان انتي هبله وهتضيعي زين من بين ايدكي.
هزت خلود راسها بالنفي وقالت
=زين مبيحبنيش ...هو عايز يسيبني من زمان ...بس حب ياخد اللي هو عاوزه في الاول
ردت ياسمين ببرود
=يبقي لسه متعرفيش زين ابني ...زين لو مش عايزك ...كان سابك زى ما انتي ...لانه متعودش ياكل حاجه ملوش نفس ليها.
ردت خلود
=يعني ايه؟
تنهدت ياسمين بقله صبر وقالت
=يعني بطلي هبل ...زين جوزك وبيحبك ...واديكي شفتي بنفسك النهارده غيرك هيموت عليه.
خلود بحيرة
=بس هو قالي انه مفيش بينه وبينها اي حاجه.
ابتسمت ياسمين بسخريه وقالت
=يعني تصدقيه في دي ومتصدقيهوش لما يقولك انه ميقدرش يبعد عنك
=اسمعيني خلود لازم تؤمني بحاجه اكون اولا اكون ...انتي بتقولي انك اديتله الحاجه اللي بتملكيها ...تمام ...مش بقولك بعدها اركعي تحت رجليه ...خليكي قويه زى ما انتي ...مش تسيبله الدنيا وترجع الجحر بتاعك تاني ...تقدرى تقوليلي لوصحي الوقتيودور عليكي وعرف انك رجعتي اوضتك هيفسر ده بايه ...هيفسر انك انتي اللي اندمتي ...واعتقد انتي عارفه انا قصدي ندمتي علي ايه
=قدامك حل من الاتنين يا ترجعي الجناح وانتي الكسبانه ...يا ترجعي الاوضه وهتخسرى حاجات كتير ...منهم انك عمرك ما تخطي عتبه جناحه تاني
=الباب مفتوح قدامك ...اقفلي الباب وراكي خليني انام ...وشوفي انتي راحه فين.
خرجت خلود واغلقت باب غرفه ياسمين ووقفت بين نارين ...اغمضت عينها وتوجهت الي جناح زين وصعدت الي الفراش بجواره واغمضت عينها ونامت غافله عن عين الصقر التي راقبتها منذ خروجها ...انتظر استغراقها في النوم واخذها ليدسها بين احضانه يتساءل عن سر خروجها وسر رجوعها ...الا ان جفاه سلطان النوم
استيقظ زين ولم يجدها بجواره فزفر حانقا وتوقع انها رجعت لحجرتها مرة اخرى ..تحير كثيرا لامرها ...خرج من حيرته اثناء خروجها من الحمام مرتديه هوت شورت احمر نارى جعله يقفز من السعاده ...نظرت له وابتسمت نصف ابتسامه...جذب ساقه ولبسها وهبط من الفراش ليجذبها اليه قائلا
=صبحيه مباركه
ردت باقتضاب
=الله يبارك فيك
تحسس وجها وقبلها قائلا
=الهورت شورت ده معناه اننا اجازة النهارده من الشغل علشان النهارده صباحيتنا صح؟
ردت خلود ببرود قائله
=لا انا بس اللي مش هروح الشغل ...انت لو حابب روح.
احس زين بندم خلود علي ليلتهم الماضيه فقال بصوت اجش
=خلود انا حابب ومصر اني افضل معاكي النهارده.
ردت ببرود قائله
=براحتك
احاطها زين بذراعيه قائلا بحنان
=وانا راحتي في حضنك.
اغمضت خلود عيونها بالم متمنيه ان يكون صادقا معاها وقالت
=ودي كمان راحتي
أنت لا تقترن بالشخص الذي تستطيع العيش معه ، بل الشخص الذي لا تستطيع العيش بدونه ،
افاق من احضانها علي صوت رنين هاتفه ليجد اسر يستفهم عن تاخيره للعمل ...رد زين علي اسر وهو مازال محتضنا خلود بذراعيه فقال
=ايوه يا اسر.
استفهم اسر علي تاخير زين فقال
=انت اتاخرت ليه ...تعبان ولا حاجه .
رد زين وهويداعب خلود بيديه
=لا انا كويس ...بس السهرة بتاعت امبارح طولت اوى ...فقلت انا وخلود ناخد اجازة النهارده
اغتاظ اسر من ذكره لخلود وحاول ان يذكره بشئ ليقلب عليها فقال
=كامل اتصل بيا وحابب يعتذرلك ...ونرجع نشاركه تاني ...هو بس اللي سمعه عن خل...
تركها زين وقاطع اسر قائلا
=اسر الشراكه دي انتهت من قبل ما تبدي .
فهمت خلود من حواره ان اسر يعيد ليفتح موضوع كامل من جديد ...توجهت الي الحمام ولكن زين امسكها من يدها وقبلها برقه وهو يستمع لاسر الذي قال
=طب ايه رايك نخليها شراكه من غير اجتماعات؟
رفض زين رفضا قطعيا لهذا الاقتراح وقال
=لا يعني لا يا اسر ...انا مش هتعامل مع كامل عمرى.
زفر اسر حانقا وقال
=بس يا زين احنا محتاجين شريك في العمليه الجديده.
رد زين وقال
=انا اتسرعت لما شاركت كامل ...ورفضت عرض شهيرة ...لكن خلاص انا بكره هبلغ شهيرة وحازم يجولي ونعمل الشراكه.
صعق اسر من شراكه حازم وزين ورد قائلا
=تاني يا زين ...هتشارك حازم تاني ...بعد اللي عملوا الدور اللي فات..
رد زين ببرود
=حازم معملش حاجه ...ميجرؤش اساسا يعمل حاجه .
قبض اسر علي يده بغيظ وقال
=وايه اللي خليك متاكد كده ...مش يمكن تكون شهيرة بتلعب لصالحه؟
تنهد زين وقال
=اسر انا مش صغير ...علشان حد يقولي ايه الصح وايه الغلط ...انا عارف انا بعمل ايه كويس.
انتهت المكالمه بتصميم زين علي الشراكه مع حازم ...اخذ اسر يزيح ما علي سطح المكتب بقوه وعصبيه قائلا
=مستحيل كل اللي بنيته يتهد ...انا لازم اخلص منهم كلهم ...وللابد.
بعد انتهاء مكالمه زين لاسر وجد زين خلود شارده فقال لها
=الجميل بتاعي سرحان في ايه
افاقت من شرودها وقالت
=فيك ...علي اساس اننا لازم نبعد عن اي مشاكل ...وسيادتك بكل بساطه بترجع حازم الشركه علشان تحطلي المشاكل علي طبق من دهب.
هز زين راسه بالنفي وقال
=ابدا يا خلود ...انتي المفروض تفرحي ...ده اكبر دليل علي ثقتي فيكي .
ابتسمت خلود بسخريه وقالت
=ثقتك فيا ...وليه متقولش ان ده طلب الهانم شهيرة عشان تتاكد من حب حازم ليها.
قبض علي معصمها بقوة قائلا
=خلووود ...انا مش صغير علشان ادخل الشغل في لعب العيال ده ...شهيرة واثقه في حازم ...دي حاجه مفروغ منها
رد ت خلود بجمود
=تمام ...ده شغلك ...انا بقي منسحبه .
امسكها زين من خصرها ومال عليها قائلا
=واهون عليكي تسيبني...انا اتعودت عليكي هنا وفي المكتب ...خلاص بقيتي ادمان
توترت خلود من هذا الوضع وقالت
=ارجوك يا زين مش كل حاجه تقلبها هزار ...انا معنديش استعداد اتذل واتجرح تاني منك لو حد بعتلك صور ولا قال عليا كلام مش كويس
مسح وجهه بوجهها قائلا بنعومه
=وتفتكرى بعد اللي حصل بينا امبارح ...انا هسمح لاي حاجه تبوظ اللي ما بينا تاني ...انا مصدقت تكوني ليا واكون ليكي
تأوهت خلود من ملاطفته ومداعبته وقالت
=انا خايفه.
شدد علي احتضانها وقالت
=نسيت اقولك كلمه من يوم ما اتجوزنا
=ان اللي يدخل عرش الزين عمره ما يخاف ابدا.
استمر زين في ملاطفتها ومداعبتها وهي تحاول ان تتملص منه لكي لا تكرر ليله امس مرة اخرى ...فهي ما زالت تظن انه يريدها لهذا السبب فقط ...افاق زين من نشوته علي صوت هاتف خلود فانتفضت من بين احضانه فزفر حانقا وقال
= ده ايه الحظ النحس ده...انا هقفل الموبايلات دي ...هما مش هيسيبوا الواحد في حاله ...دي صبحيتي يا ناس
لوت خلود شفتيها وقالت
=ما هما ميعرفوش ...هما مفكرينها من زمان ...ابقي عرفهم انها لسه النهارده
رفع لها حاجبه ...اجابت خلود علي الهاتف وكانت هلا....وهو مازال يداعبها ويقبلها ليجعلها تترك الهاتف ...حتي صرخت وقالت
=اييييه ...بتقولي ايه ...الامتحانات كمان اسبوع ...طب ازاي ...انا مفتحتش كتاب.
ثم افاقت من صدمتها علي فكرة خبيثه وهي انها فرصه كبيرة لابعاد زين عنها بحجه المذاكرة
ردت عليها هلا
=خلود يا خلود ...روحتي فين يا بنتي ؟
بعد عنها زين بسبب هذا الخبر ونظر الي الفراغ بجمود فقامت خلود من جانبه وعلي وجهها ابتسامه انتصار وقالت لهلا
=طيب كويس ...يعني كده نص المنهج ملغي ...متقلقيش انا هلحق اذاكر ...هاتيلي بس انت المحاضرات ...وتعالي ذاكرلي وفهميني.
فرجت هلا شفتيها ونظرت الي هاتفها بتعجب وقالت
=نص المنهج ايه ...خلود هو زين جمبك ...يا بنتي اتهدي ...اللف والدوران ده هيوديكي في داهيه.
هزت خلود راسها وقالت
=تمام تمام تمام ...هستناكي كل يوم بعد الشغل نتغدي ونذاكر ...انا لازم انجح بدل ما انا فاشله في كل حاجه.
مسحت هلا علي وجهها وقالت
=انا اللي فشلت ي خلود ...اني اخليكي عاقله ....عليه العوض ومنه العوض
كتمت خلود ضحكاتها وانهت اتصالها مع هلا واستدارت له قائله
= الظاهر ملناش نصيب نقعد مع بعض وننبسط يا حبيبي
=معلش تتعوض ...اذاكر كده وانجح واشرفك ...واعوضك عن الفتر ة دي لحظه لحظه
اعتدل زين في جلسته ووضع يده الي الخلف متكأ علي الاريكه وبكل ببرود قال
=علي فكرة يا خلود انتي مش هتدخلي الامتحانات الترم ده
شهقت خلود ووضعت يدها علي فمها وقالت
=اييييه ...بتقول اييييه.
=انا كنت عارفه انك غدار وملكش امان
=وانا اللي صدقتك
تهادلت خلود في نزلتها علي الدرج متباهيه بنفسها رافعه راسها بشموخ ...تنظر الي زين بكبرياء ...ابتسمت لها ياسمين بسعاده حيث توقعت عدم نزلها ...ولكنها فاجئتها وفاجئت الجميع بحضورها الطاغي ...وصلت خلود الي شهيرة وتفيده ورحبت بهم ...اخذتها تفيده بين احضانها وقالت
=بسم الله ما شاء الله ...زى ما شهيرة بنتي قالتلي عليكي ...قمر .
ابتسمت لها خلود بحب وقالت
=تسلمي ياطنط ...شهيرة ونهي القمرات ...ازيك يا شهيرة ...نورتينا.
مدت لها شهيرة يدها وسلمت عليها قائله بتوتر
=الحمد لله.
جلست خلود بجوار ياسمين وخليفه وتجنبت الجلوس بجانب زين ...مما جعله يستشيط غضبا فجلس بجوار شهيرة ليتعمد اغاظتها
نظرت ياسمين لخلود بطرف عينيها ومالت عليها وقالت
=ايه اللي انتي عملتيه ده ...مش المفروض تقعد جنبه؟
ردت خلود من بين اسنانها
=يعني مستقبلنيش اول ما نزلت ...واروح اتلزق فيه ...ابدا ده في احلامه.
زفرت ياسمين وقالت
=خلاص انتي حرة ...استحملي بقي قعدته جمب ست الحسن والجمال
انتبهت خلود لزين وشهيرة وهم يتهامسون ...كانهم مناسبين لبعضهم البعض ...وتأكلت نار الغيرة بداخلها ...ودت ان تحضر شهيرة من شعرها وتسحقها ارضا ...انتبه زين علي نظرات خلود له ولشهيرة ...فاراد ان يثير غيرتها اكثر ...كان في الحفل موسيقي رومانسيه
نظر زين لخلود وابتسم لها ووقف يقفل ازار جاكت بدلته ....قطبت خلود جبينها علي تحوله ...وايقنت انه سياخذها لساحه الرقص ليرقصوا معا ولكن بهتت ملامحها عندما قال
=تسمحيلي يا بيرنسيس شهيرة بالرقصه دي؟
سخطت خلود علي طلبه ...وتفاجئت شهيرة من طلبه واصابها الحرج عندما لم يسمح لها بالاعتراض ...حيث سحبها الي ساحه الرقص تحت انظار الجميع المتفاجئين من فعلته...اغمضت خلود عينها بمرارة ...وجزت ياسمين علي اسنانها وقالت لخلود
=شفتي ...كلامي طلع كله صح.
ابتسمت خلود بمرارة وقالت
=خلاص براحته ...خليه يشبع بيها.
اضطرب خليفه من الموقف واراد تخفيفه فقام بحركه مرحه واخفض راسه وقال
=نحمد ربنا ونشكره ان زين مش هيرقص معاكي ...واداني فرصتي ارقص مع جميله الحلوين خلووود ...تسمحيلي يا خوخه بالرقصه دي
خجلت خلود من طلبه وقالت
=ازاي يا خليفه ...ارقص مع نهي ...كل واحد بيرقص مع وليفه
فهم خليفه ما ترمي له خلود فقال بنبرة مرحه
=لا والله ...عايزاني ارقص مع نهي هيا والكورة الكفر بتاعتها ...ده مش بعيد الواد اللي في بطنها يمد ايده ويخبطني في بطني من اللي بعمله في امه كل يوم.
وضعت نهي يدها علي فمها من الحرج وقالت
=خليفه ....ايه اللي انت بتقوله ده ...عييييب
خبطته تفيده علي يده وقالت
=اللي يجازيك يا خليفه...ديما كده كاسف نهي
رد خليفه قائلا
=اومال ايه ...مش لازم اشيد ببطولاتي ولا ايه يا مرات عمي.
ابتسمت خلود بسعاده وقالت
=انتو عرفتوا انه ولد؟
ردت نهي
=اه ...عقبال انتي كمان يا خلود
ابتسمت خلود بمرارة ونظرت الي الزين وهو يرقص مع شهيرة وقالت
=شكرا.
رد خليفه وقال
=ايه شكرا ...لازم اتكأفا انا علشان هجيب ولد ...مع اني كنت متاكد ...ده هيبقي راجل من ضهر راجل
عارضته نهي وقالت
=لا انا عايزاه زى زين قوى .
رد خليفه وقال
=يجي زى ما يجي ...المهم هرقص يعني هرقص ...قومي يا شيخه يقي.
نهضت خلود ورقصت مع خليفه والذي بين الحين والاخرى يطلق لها نكاته المرحه لتنطلق ضحكاتها ...مما اثار غضب زين...انتبهت شهيرة علي حالة زين وقالت
=زين ...في موضوعين عايزة اكلمك فيهم ...بس مش عايزة حد يسمعنا.
رد زين وهو ينظر لخلود
=تمام تعالي بكره المكتب واحنا نتكلم
لوت شهيرة شفتيها وقالت
=زين المواضيع متنفعش تتاجل ...لو ينفع دلوقتي ياريت.
لمعت براس زين فكرة خبيثه فسحب شهيرة الي مكتبه واغلق الباب وهوينظر الي خلود ليكيدها...تركت خلود الرقص واعتذرت لخليفه وذهبت لتجلس بمفردها بعيدا عن اي احد لتتذكر مجئ شهيرة من فترة في وقت متاخر ...رقص زين معاها ...ادخالها الي مكتبه امام انظار الجميع ...كلامه الدائم عن شهيرة واحترامها وادبها واخلاقها...كل هذا ظل يعصف براسها ...ودت ان تدخل عليهم المكتب وتكسره وتفضحهم ...ولكنها عرفت انها بالاخر سوف تخسر كل شئ.
ادخل زين شهيرة مكتبه وجلس سويا وقال لها
=خير يا شهيرة؟
ردت شهيرة بتوتر وقالت
=ليه شايفاك بتعامل خلود وحش ...انت وصلك حاجه تانيه؟
قطب زين جبينه وقال
=حاجه تانيه ازاي يعني...وبعدين انا اعاملها زى ما انا عايز ...مبحبش حد يعلق عليا
هزت شهيرة راسها بالنفي وقالت
=مش قصدي اعدل عليك ...بس انا لاحظت انها اتضايقت لما رقصنا سوا ...الحاجه التانيه بقي ...جاتلي انا.
استغرب زين وقال
=حاجه تانيه ايه ...وضحي كلامك
=بيجيلي مسجات علي موبايلي ...ان خلود لسه علي علاقه لحازم.
اتسعت حدقه عيني زين وانتفض من مكانه وقال
=وطبعا سيادتك جايه تقوليلي كده ...علشان ابعدها عن حبيب القلب
=هزت شهيرة راسها بالرفض وقالت
=اطلاقا ...انا واثقه في خلود انها لايمكن تعمل كده ...خلود بتحبك لدرجه انها بتتغاضي عن قسوتك وجبروتك
=انا لما حبيبت اقولك ...حبيت علشان اوضحلك حاجتين
=الحاجه الاولي ...ان اللي بيبعتلي الرسايل هدفه يفضح خلود
=الحاجه التانيه...ان اللي عمل حوار الصور والرسايل ده مش بابا...بابا من يوم ما واجهته ...صحته في النازل ...واقسم لماما انه معملش كده
=زين ...انت عارف بابا كويس ...لو كان عمل الموضوع ...كان ساعات ما واجهته كان قال ...اه انا وان كان عجبكوا ...لكن بابا اتصدم
ربع زين ذراعيها وقال
=والمطلوب مني ايه حضرتك ...هستفاد ايه من اللي بتقوليه ده
قالت له شهيرة
=المطلوب تدور تشوف ...مين بيكرهك وبيكره خلود لدرجه انه عايز يهدم سعادتك بالشكل ده.
مسح زين علي وجهه بغيظ وقال
=ماشي يا شهيرة سيبني لوحدي دلوقتي
اعترضت شهيرة وقالت
=لا ...مش هسيبك الا لما اقولك علي الموضوع التاني واعاتبك عليه
زفر زين حانقا وقال
=اوووف ...قولي.
تحدثت شهيرة بلوم وقالت
=ليه معملتش الصفقه الجديده معانا وروحت عملتها مع كامل.
ابتسم زين بسخريه وقال
=اعمل معاكم صفقه تاني ...ما كفايه اللي حصل قبل كده ...وبعدين خلاص اتبسطي يا ستي انا لغيتها مع كامل كمان
استغربت شهيرة وقالت
=لغيتها ليه ...مش المفروض الاحتفال النهارده بيها؟
تنهد زين وقال
=ظروف
تنهدت شهيرة براحه وقالت
=الحمد لله ...تعرف انا كنت خايفه عليك انت وخلود من الصفقه دي ...مرة كامل عمل معانا شراكه ...وكان حازم هيقتله بسببي.
جحظت عين الزين وقال لها
=يقتله بسببك ...ليه ان شاء الله؟
اغمضت شهيرة عينها وقالت
=ما هو ده اللي خلاني اقولك خلي الشراكه بينا احسن ...كامل ده راجل سمعته زباله ...ده غير انه بيتحرش باي واحده بيقابلها.
جن جنون زين ووضع كفه علي سطح المكتب واخفض راسه واخذ صدره يعلو ويهبط وقال لشهيرة
=ارجوك يا شهيرة ...لو كنت خلصت كلامي ..اخرجي وانا هجي وراكي.
اضطربت شهيرة من منظره وتوترت خائفه مما يحدث ...وتوقعت انه حدث شئ بين خلود وكامل ,,,وهو الذي ادي بزبن الي هذه الحاله
خرجت شهيرة ووجدت الجميع ينظرون اليها بعتاب ...الا خلود كان واضعا ساق علي ساق تنظر لها باشمئزاز وكبرياء ...
بعد خروجها اطاح زين بكل شئ علي المكتب وكور يده واخذ يضرب به علي سطح المكتب نادما علي كل ما فعله بخلود ...كان يود ان ياخذها بين احضانه يطلب منها السماح علي افعاله ...ولكنه يعرف جيدا مدي حزنها منه وانها لن ترضي بمسامحته ...
قصت شهيرة علي خليفه ما دار بالمكتب فلامها علي مافعلته واملي عليها ان توضح الامر لخلود ...كادت شهيرة ان تذهب لخلود لشرح لها الموقف ولكنها وجدت زين يخرج من الحجرة وينظر لها يمنعها من التحدث بعيونه ...نظر زين الي خلود وجدها تعاتبه بعيونها الناعسه ...اما عن عيون الزين فقد كانت مليئه بالندم تجاه خلود حبيبته. ..
لقد خذلها و بشده ...تفيد بايه يا ندم
انتهت الحفله وقام زين باخذ خلود من يديها لتوديع شهيرة وتفيده ...استغربت خلود لمسكه يده ليدها والتي حاولت نزعهاولكنه ظل متمسكا ليدها بتملك ...بعد انصراف شهيرة وتفيده حاولت خلود سحب يدها ولكنه ضغط عليها بشده ونظر الي عينها وقال
=ممكن متسيبيش ايدي ...وتسمعيني ...ارجوكي علشان خاطرى
خلود بعناد
=لا ...وسيب ايدي ...انا يستحيل اسمعك
تنهد زين وترك يدها باستسلام فركضت الي غرفتها وصفعتها بقوة وهبطت علي الفراش تبكي بشده ...زفر زين حانقاوصعد الي جناحه و قلبه مملوء بالندم الشديد ندم لانه فَطر قلبها مرارا و تكرارا ، ندم لانه لم يعطيها فرصة الدفاع عن نفسها ، ندم لتسرعه في الحكم عليها...جناحه اصبح كئيبا بدون خلود ...جلس علي فراشه يستعيد ما كان يحدث بينهم
اخذت خلود حماما هادئه وارتدت ملابس النوم وهي عبارة عن كنزة طويله تصل الي اسفل الركبه من اللون الابيض بحمالات رفيعه وفتحه صدر واسعه ...جلست علي الفراش ...ظلت تفكر فيما يريدها الزين ...ماذا يريد ان يسمعها ...الم يكفيه اتهامات ...ام انه يريد اخبارها انه سوف يتزوج عليها من شهيرة ...ظلت الافكار تعصف بها عصفا ...
هل تستطيع النظر في عينيه و الصمود امام توسلاته بعدم تركها له ، هل تستطيع ان تنام هانئة البال
رات خلود كتاب علي الكوميود فتحته لترى عبارة كانها رساله اليها
..نحنُ لا نقع فى حُب أحد ما . نحنُ فقط نعشق إنطباعنا عن ذلِك الشخص . مفهومنا الخاص عنهُ ، وذلِك هو ما نُحبه حقاً...! -- فرناندو بيسوا من كتاب اللاطمأنينة
رمت خلود الكتاب علي الفراش ونهضت وربعت يدها وزفرت حانقا وقررت الذهاب اليه لتسمع منه وليكن ما يكن حتي لو كان ما تسمعه هو تركه لها ...ارتدت خلود روب طويل لتستر مفاتنها حتي لا يراها احد في الممر ...وتوجهت اليه ...دخلت خلود الجناح وجدته كالعاده مظلم ...لوت شفتيها وحدثت نفسها قائله
=اه ما انا لو كنت نايمه فيه مكنش هيبقي ضلمه كده ...بني ادم كئيب ...يالا كويس انه نايم ...همشي انا بقي وابقا اعرف منه هو عايز مني ايه الصبح
فجاه فتحت الانوار مرة واحده فشهقت خلود جاحظه بعينها لتراه يتقدم منها ويسحبها الي احضانه كانه يدفنها بين ضلوعه...اضطربت خلود وقالت
= ... مكنتش اعرف انك نمت ...قصدي صاحي ..ان جيت علشان
زين بصوت هامس
=هششششش .... مش عايز اعرف انتي جيتي ليه ...اهم حاجه عندي انك جيتي ونورتي جناحك من جديد.
فرجت خلود شفتيها وقالت
=جناحك ...من امتي وده جناحي ...احنا من يوم ما اتجوزنا وكل حاجه ملكك انت لوحدك.
اخرجها من بين احضانه قليلا ونظر لعينها وقال
=انا فعلا كل حاجه ملكي ...حتي انتي ...ملكي انا وبس مش مسموح لحد يبصلك غيرك.
حاولت خلود الخروج من الموقف حتي لا تفقد اعصابها فقالت ببرود
=كنت عايز تقولي ايه ...حبيت اعرف قبل ما انام ..ليكون عندك قرار وعايز تنفذه الصبح وانا كده بخسرك كتير.ما انت من يوم ما عرفتي وانت بتخسر.
نظر لها زين بحزن وقال
=الحاجه الوحيده اللي حسيت بجد اني هخسرها فهو انتي ...انا بعترفلك يا خلود ان قسوتي وكبريائي عليكي ...هما السبب في فشل علاقتنا
لوت خلود شفتيها وقالت
=لا يا زين ...قله الثقه ...علي طول بتشك فيا.
هز زين راسه وقال
=عندك حق ...لذلك انتي لو تعبتي معايا بجد ...انا مش هجبرك تستحمليني اكتر من كده
فتحت خلود عينها بقوة وقالت
=تقصد ايه؟
تنهد زين وقال
=لو حابه نطلق ...انا تحت امرك ...مع ان القرارده هيكون سبب تعاستي العمر كله.
ظنت خلود انه يريد اقصائها عنه حتي يخلو له الزواج من شهيرة فقالت بغضب
=ما تقول كده من الاول ...عمال تلف وتدور ...خليك واضح وقول اللي في قلبك
اندهش زين علي كلامها وقال
=الف وادور ...الف وادور ازاي ...مش فاهم
اقتربت منه ونظرت لداخل عينيه وقالت
=شهيرة ...انت عايز تتجوز شهيرة ...ولما هي رفضت تدخل علي ضرة عايز تطلقني.
شدها زين من خلف راسها وقال بهدوء
=انا لو عايز اطلقك...كنت طلقت من زمان ...افهمي بقهي...انا لو بلف وادور عليكي فبلف وادور علشان متسيبنيش
ترقرقت الدموع من عينيها وقالت
=نفسي اصدق ...او اصدق احساسي ...ان انت بتحبني ...بس خايفه وهفضل خايفه لامتي مش عارفه.
همس زين في اذنيها وقال
=عارفه الخوف ده هيروح امتي ...لما اكون ليكي وتكوني ليا ...وانا خايف اقرب منك ترجعي تندمي انك ربطتي نفسك بيا
ابتلعت خلود ريقها وقالت
=صدقني يا زين ...مش هقدر ...عن اذنك
ذهبت خلود الي اخر الجناح ووضعت يدها علي مقبض الباب لتفتحه ولكنها فقدت السيطرة علي شعور يجرها اليه ويحبسها داخل ضلوعه ...نظرت ورائها وجدته يسحبها بعيونه ...تركت خلود مقبض الباب ورجعت اليه راكضه تختبئ بين ضلوعه كانها طفله تختبئ في حضن ابيها....رفع زينه وجهها وقبل جبينها ووضعه علي جبينه قائلا
=عمرى ما كنت سعيد قد اللحظه دي.
مرر شفتيه علي انفها وفمها ...بدا بطبع قبلات رقيقه علي زاويتي فمها ومن ثم قبلها في شفتيها قبله احرقت شفتيها من شده اشتياقه لها ...وضع يد خلف راسها واليد الاخرى تداعب وجنتيها ...قبل وجنتيها قبلات ناعمه ومتفرقه مرورا برقبتها ...ممسكا بخصرها ...وقام بفك حزام الروب الخاص بها وتحريكه لينزل اسفل قدمها ...ابعدها قليلا لينظر الي كنزتها التي تظهر مفاتنها الخلابه وعودها الساحر ...حمد ربه انها كانت واضعه الروب عليها ...يقسم انه لو جاءته بهذا الشكل لفقد اعصابه قبل كلمات الاعتذار لها...نظرت خلود الي نفسها وعضت علي شفتيها من الخجل وكادت ان تهبط لاجلاب الروب ولكن منعها زين قائلا
=ملوش لزوم ...
لم يمهلها فرصه للتحدث فوضع يده اسفل قدمها واليد الاخرى خلف عنقها واودعها في الفراش وفرد لها شعرها واخذ يغمس وجهه في شعرها قائلا لها
=كنت هبقي زعلان اوى لو كنتي فردت شعرك قدامهم النهارده
كادت ان تتحدث فاقبل علي شفتيها قابضا لها بتملك لياخذها الي عالم جميل لاول مرة بحياتها تتعرف عليه الا وهو عالم الزين...
كانت ليله جميله ومكتمله بالنسبه لهم...بعد مرور الوقت اخذها زين بين احضانه وظل يعبث بخصلات شعرها مقبلا لجبينها قائلا
=ياااه ...السعاده بتبقي قريبه من البني ادم ...بس للاسف بيرفصها برجليها وبيدور علي التعاسه
انتظر منها الرد كثيرا فنظر اليها وجدها استغرقت في نومها ...هيا لم تنم وانما تصنعت النوم ...حتي تعيد ترتيب افكارها ...انتظمت انفاس زين ووجدته استغرق في النوم ...تحررت من ذراعيه ونامت علي الجانب الاخر تبكي وهي تكتم انفاسها ...ندما علي انها سلمت حالها له ...تشك انه الان سوف يعيد الكرة ويقلب حياتها لجحيم ...وخصوصا ان هذه المرة ليس لديها شئ تقدمه له فقدسلبها عقلها وقلبها وكل شئ ...نهضت خلود من مكانها وارتدت روبها وقررت الخروج من الجناح لكي تعلمه انها اذا اعطت شيئا تعطيه برغبه فقط وانها لم تكن واقعه تحت تاثيره...خرجت خلود من الجناح بدموعها لمحتها ياسمين في الممر فشدتها الي غرفتها واجلستها
قالت ياسمين
=انتي بتعيطي ليه ...وايه اللي مخرجك من عند زين ...مش كنتي نايمه في اوضتك؟
ارتمت خلود في احضان ياسمين وقالت من بين شهقاتها
=الحقيني يا طنط ياسمين ...انا سلمت نفسي لزين.
قطبت ياسمين جبينها وقالت
=تقصدي ايه ...مش انتو متجوزين ..ولا الماذون مكنش ماذون؟
مسحت خلود دموعها وقالت
=احنا جوازنا كان علي الورق ...لحد النهارده.
تضايقت ياسمين وقالت
=ولسه بتفتكروا تتنيلوا دلوقتي ؟
ترددت خلود في سردها للحقيقه فقالت
=ارجوكي يا طنط ياسمين ...متقوليش له ان انا قلتلك ...ده ممكن يطلقني.
ردت ياسمين وقالت
=تعرفي يا خلود ان انتي هبله وهتضيعي زين من بين ايدكي.
هزت خلود راسها بالنفي وقالت
=زين مبيحبنيش ...هو عايز يسيبني من زمان ...بس حب ياخد اللي هو عاوزه في الاول
ردت ياسمين ببرود
=يبقي لسه متعرفيش زين ابني ...زين لو مش عايزك ...كان سابك زى ما انتي ...لانه متعودش ياكل حاجه ملوش نفس ليها.
ردت خلود
=يعني ايه؟
تنهدت ياسمين بقله صبر وقالت
=يعني بطلي هبل ...زين جوزك وبيحبك ...واديكي شفتي بنفسك النهارده غيرك هيموت عليه.
خلود بحيرة
=بس هو قالي انه مفيش بينه وبينها اي حاجه.
ابتسمت ياسمين بسخريه وقالت
=يعني تصدقيه في دي ومتصدقيهوش لما يقولك انه ميقدرش يبعد عنك
=اسمعيني خلود لازم تؤمني بحاجه اكون اولا اكون ...انتي بتقولي انك اديتله الحاجه اللي بتملكيها ...تمام ...مش بقولك بعدها اركعي تحت رجليه ...خليكي قويه زى ما انتي ...مش تسيبله الدنيا وترجع الجحر بتاعك تاني ...تقدرى تقوليلي لوصحي الوقتيودور عليكي وعرف انك رجعتي اوضتك هيفسر ده بايه ...هيفسر انك انتي اللي اندمتي ...واعتقد انتي عارفه انا قصدي ندمتي علي ايه
=قدامك حل من الاتنين يا ترجعي الجناح وانتي الكسبانه ...يا ترجعي الاوضه وهتخسرى حاجات كتير ...منهم انك عمرك ما تخطي عتبه جناحه تاني
=الباب مفتوح قدامك ...اقفلي الباب وراكي خليني انام ...وشوفي انتي راحه فين.
خرجت خلود واغلقت باب غرفه ياسمين ووقفت بين نارين ...اغمضت عينها وتوجهت الي جناح زين وصعدت الي الفراش بجواره واغمضت عينها ونامت غافله عن عين الصقر التي راقبتها منذ خروجها ...انتظر استغراقها في النوم واخذها ليدسها بين احضانه يتساءل عن سر خروجها وسر رجوعها ...الا ان جفاه سلطان النوم
استيقظ زين ولم يجدها بجواره فزفر حانقا وتوقع انها رجعت لحجرتها مرة اخرى ..تحير كثيرا لامرها ...خرج من حيرته اثناء خروجها من الحمام مرتديه هوت شورت احمر نارى جعله يقفز من السعاده ...نظرت له وابتسمت نصف ابتسامه...جذب ساقه ولبسها وهبط من الفراش ليجذبها اليه قائلا
=صبحيه مباركه
ردت باقتضاب
=الله يبارك فيك
تحسس وجها وقبلها قائلا
=الهورت شورت ده معناه اننا اجازة النهارده من الشغل علشان النهارده صباحيتنا صح؟
ردت خلود ببرود قائله
=لا انا بس اللي مش هروح الشغل ...انت لو حابب روح.
احس زين بندم خلود علي ليلتهم الماضيه فقال بصوت اجش
=خلود انا حابب ومصر اني افضل معاكي النهارده.
ردت ببرود قائله
=براحتك
احاطها زين بذراعيه قائلا بحنان
=وانا راحتي في حضنك.
اغمضت خلود عيونها بالم متمنيه ان يكون صادقا معاها وقالت
=ودي كمان راحتي
أنت لا تقترن بالشخص الذي تستطيع العيش معه ، بل الشخص الذي لا تستطيع العيش بدونه ،
افاق من احضانها علي صوت رنين هاتفه ليجد اسر يستفهم عن تاخيره للعمل ...رد زين علي اسر وهو مازال محتضنا خلود بذراعيه فقال
=ايوه يا اسر.
استفهم اسر علي تاخير زين فقال
=انت اتاخرت ليه ...تعبان ولا حاجه .
رد زين وهويداعب خلود بيديه
=لا انا كويس ...بس السهرة بتاعت امبارح طولت اوى ...فقلت انا وخلود ناخد اجازة النهارده
اغتاظ اسر من ذكره لخلود وحاول ان يذكره بشئ ليقلب عليها فقال
=كامل اتصل بيا وحابب يعتذرلك ...ونرجع نشاركه تاني ...هو بس اللي سمعه عن خل...
تركها زين وقاطع اسر قائلا
=اسر الشراكه دي انتهت من قبل ما تبدي .
فهمت خلود من حواره ان اسر يعيد ليفتح موضوع كامل من جديد ...توجهت الي الحمام ولكن زين امسكها من يدها وقبلها برقه وهو يستمع لاسر الذي قال
=طب ايه رايك نخليها شراكه من غير اجتماعات؟
رفض زين رفضا قطعيا لهذا الاقتراح وقال
=لا يعني لا يا اسر ...انا مش هتعامل مع كامل عمرى.
زفر اسر حانقا وقال
=بس يا زين احنا محتاجين شريك في العمليه الجديده.
رد زين وقال
=انا اتسرعت لما شاركت كامل ...ورفضت عرض شهيرة ...لكن خلاص انا بكره هبلغ شهيرة وحازم يجولي ونعمل الشراكه.
صعق اسر من شراكه حازم وزين ورد قائلا
=تاني يا زين ...هتشارك حازم تاني ...بعد اللي عملوا الدور اللي فات..
رد زين ببرود
=حازم معملش حاجه ...ميجرؤش اساسا يعمل حاجه .
قبض اسر علي يده بغيظ وقال
=وايه اللي خليك متاكد كده ...مش يمكن تكون شهيرة بتلعب لصالحه؟
تنهد زين وقال
=اسر انا مش صغير ...علشان حد يقولي ايه الصح وايه الغلط ...انا عارف انا بعمل ايه كويس.
انتهت المكالمه بتصميم زين علي الشراكه مع حازم ...اخذ اسر يزيح ما علي سطح المكتب بقوه وعصبيه قائلا
=مستحيل كل اللي بنيته يتهد ...انا لازم اخلص منهم كلهم ...وللابد.
بعد انتهاء مكالمه زين لاسر وجد زين خلود شارده فقال لها
=الجميل بتاعي سرحان في ايه
افاقت من شرودها وقالت
=فيك ...علي اساس اننا لازم نبعد عن اي مشاكل ...وسيادتك بكل بساطه بترجع حازم الشركه علشان تحطلي المشاكل علي طبق من دهب.
هز زين راسه بالنفي وقال
=ابدا يا خلود ...انتي المفروض تفرحي ...ده اكبر دليل علي ثقتي فيكي .
ابتسمت خلود بسخريه وقالت
=ثقتك فيا ...وليه متقولش ان ده طلب الهانم شهيرة عشان تتاكد من حب حازم ليها.
قبض علي معصمها بقوة قائلا
=خلووود ...انا مش صغير علشان ادخل الشغل في لعب العيال ده ...شهيرة واثقه في حازم ...دي حاجه مفروغ منها
رد ت خلود بجمود
=تمام ...ده شغلك ...انا بقي منسحبه .
امسكها زين من خصرها ومال عليها قائلا
=واهون عليكي تسيبني...انا اتعودت عليكي هنا وفي المكتب ...خلاص بقيتي ادمان
توترت خلود من هذا الوضع وقالت
=ارجوك يا زين مش كل حاجه تقلبها هزار ...انا معنديش استعداد اتذل واتجرح تاني منك لو حد بعتلك صور ولا قال عليا كلام مش كويس
مسح وجهه بوجهها قائلا بنعومه
=وتفتكرى بعد اللي حصل بينا امبارح ...انا هسمح لاي حاجه تبوظ اللي ما بينا تاني ...انا مصدقت تكوني ليا واكون ليكي
تأوهت خلود من ملاطفته ومداعبته وقالت
=انا خايفه.
شدد علي احتضانها وقالت
=نسيت اقولك كلمه من يوم ما اتجوزنا
=ان اللي يدخل عرش الزين عمره ما يخاف ابدا.
استمر زين في ملاطفتها ومداعبتها وهي تحاول ان تتملص منه لكي لا تكرر ليله امس مرة اخرى ...فهي ما زالت تظن انه يريدها لهذا السبب فقط ...افاق زين من نشوته علي صوت هاتف خلود فانتفضت من بين احضانه فزفر حانقا وقال
= ده ايه الحظ النحس ده...انا هقفل الموبايلات دي ...هما مش هيسيبوا الواحد في حاله ...دي صبحيتي يا ناس
لوت خلود شفتيها وقالت
=ما هما ميعرفوش ...هما مفكرينها من زمان ...ابقي عرفهم انها لسه النهارده
رفع لها حاجبه ...اجابت خلود علي الهاتف وكانت هلا....وهو مازال يداعبها ويقبلها ليجعلها تترك الهاتف ...حتي صرخت وقالت
=اييييه ...بتقولي ايه ...الامتحانات كمان اسبوع ...طب ازاي ...انا مفتحتش كتاب.
ثم افاقت من صدمتها علي فكرة خبيثه وهي انها فرصه كبيرة لابعاد زين عنها بحجه المذاكرة
ردت عليها هلا
=خلود يا خلود ...روحتي فين يا بنتي ؟
بعد عنها زين بسبب هذا الخبر ونظر الي الفراغ بجمود فقامت خلود من جانبه وعلي وجهها ابتسامه انتصار وقالت لهلا
=طيب كويس ...يعني كده نص المنهج ملغي ...متقلقيش انا هلحق اذاكر ...هاتيلي بس انت المحاضرات ...وتعالي ذاكرلي وفهميني.
فرجت هلا شفتيها ونظرت الي هاتفها بتعجب وقالت
=نص المنهج ايه ...خلود هو زين جمبك ...يا بنتي اتهدي ...اللف والدوران ده هيوديكي في داهيه.
هزت خلود راسها وقالت
=تمام تمام تمام ...هستناكي كل يوم بعد الشغل نتغدي ونذاكر ...انا لازم انجح بدل ما انا فاشله في كل حاجه.
مسحت هلا علي وجهها وقالت
=انا اللي فشلت ي خلود ...اني اخليكي عاقله ....عليه العوض ومنه العوض
كتمت خلود ضحكاتها وانهت اتصالها مع هلا واستدارت له قائله
= الظاهر ملناش نصيب نقعد مع بعض وننبسط يا حبيبي
=معلش تتعوض ...اذاكر كده وانجح واشرفك ...واعوضك عن الفتر ة دي لحظه لحظه
اعتدل زين في جلسته ووضع يده الي الخلف متكأ علي الاريكه وبكل ببرود قال
=علي فكرة يا خلود انتي مش هتدخلي الامتحانات الترم ده
شهقت خلود ووضعت يدها علي فمها وقالت
=اييييه ...بتقول اييييه.
=انا كنت عارفه انك غدار وملكش امان
=وانا اللي صدقتك