اخر الروايات

رواية معدن فضة الفصل السابع عشر 17 بقلم لولي سامي

رواية معدن فضة الفصل السابع عشر 17 بقلم لولي سامي 

الشخص الملوث داخليا لا يستوعب وجود بشر انقياء.
توجه محمد وأبيه لقهوة يستريحا معا عليها ليستأذن محمد من والده لإجراء اتصال فانزوى جانبا وقام بالاتصال على ماسة التي فتحت فور اتصاله بها لمعرفتها بميعاد استشارة الطبيب قائلة بتسرع وفضول :
_ كنت خايفة تنساني زي المرة اللي فاتت.
ليرد محمد عليها مصححا بصوت دافئ :
_ انا عمري ما نسيتك ،
ومقدرش انساكي اصلا ،
بس تقدري تقولي المرة اللي فاتت كانت الصدمة مخلياني مش عارف افكر .
تسارعت دقات قلبها لتزم شفتيها محاولة التماسك من فرط مشاعرها وقد تناست سبب اتصاله لتسأله عن سبب الاختلاف بين الحدثين فتحدثت بصوت هامس لتخفي نبرة الخجل قائلة _طب والمرة دي!؟
ابتسم محمد لشعوره أنه يراها ويرى وجهها المحتقن بدماء الخجل قائلا بعد أن أطلق تنهيدة راحة /
_ المرة دي الحمد لله من كتر الفرحه معرفتش افرح لوحدي وقولت لازم اقولك على اللي الدكتور قاله.
استعادت ماسه وعيها سريعا وتذكرت سبب المحادثة لتقول منبهه حالها متسائلة بفضول/
_ اه صحيح الدكتور قال ايه طمني؟
ضحك محمد عاليا ليداعب خجلها قليلا قائلا / هو للدرجة دي صوتي نساكي سبب المكالمة؟؟
قضمت ماسة شفتها السفلية قائلة /
_ محمد بس بقي.
أطلق محمد تنهيده تعبيرا عما يجوب بداخله من مشاعر ثم قال/ عيون محمد.
ثم أخذ يسرد لها موجز ما أخبرهم به الطبيب ليرتاح قلبها على صديقة عمرها وتفرح لفرحة حبيب قلبها.
.....................................
استيقظ حسن بالساعة العاشرة صباحا على رنين هاتفه ليفرك عينيه وينظر لشاشة هاتفه فيتعجب مما يراه لينتفض معتدلا وهو متحير هل يجيب على الاتصال ام لا؟؟
ولكن مع إعادة الاتصال اضطر أن يجيب ففتح الخط وبصوت ناعس قال/
_ صباح الخير يا حج توفيق.
تعجب توفيق من نبرة صوته فالمفترض أنه يكون الان بعمله ولكن صوته يدل على النعاس فتعجب قليلا ولكنه توقع أن يكون به شئ سئ أو حدث لخاله أمر ما فسأله حتى يطمأن قلبه بعد أن رد التحية /
_ انت مروحتش الشغل ولا ايه يا ابني؟؟
في حاجة كفالله الشر؟؟؟
اضطرب حسن وازدرأ ريقه ثم تحمحم قائلا /
_ لا ابدا يا حج بس كنت تعبان شوية انت عارف بروح الشغل وارجع على خالي فقولت اريح جسمي النهارده ،
المهم انتوا عاملين ايه واخبار ميار ايه طمني؟
زفر توفيق أنفاسه معاتبا له كمحاولة لجس نبضه عن ما يعلمه عن ابنته فقال له /
_ انا زعلان منك يا حسن ،
انا افتكرت انك هتتصل كل شوية وتطمن علي بنتي والمفروض كنت تيجي معانا عند الدكتور امبارح ولا ايه!؟
ابتلع حسن لعابه ثم قال باضطراب واضح/
_ حقك يا حج طبعا .......
ااااه وانا فعلا مقصر بس غصب عني والله..........
محدش مع خالي بيخدمه غيري وانت عارف انا مليش في الخدمة والحاجات دى فانشغلت شوية ...........
وكمان علشان مطمن علي ميار أنها مع اهلها يعني مش هيقصروا معاها .
حاول التحدث سريعا حتى لا يعطيه فرصة للتحدث أو التفكير فاردف مكملا/
_ بس الاول طمني يا حج الدكتور قال ايه؟
رفع توفيق حاجبيه دليلا على عدم اقتناعه بحديث حسن ولكنه لم يعره اهتمامه فقال ببرود/
_ الحمد لله الدكتور طمنا أن اللي عندها مش مرض اساسا وان الدكتور الاولاني فهم التحليل غلط اصلا .
هلل حسن وكأنه سعد بالخبر برغم بهوت نبرة صوته فقال مهللا /
_ الف الف مبروووك يا حاج ،
فرحتني والله ،
انا قولت برضه ميار كانت زي الفل لا يمكن تكون تعبانة كدة ،
ده كانت شمعة منورة والله.
استغل توفيق حديث حسن ليباغته بسؤاله قائلا/
_ واللي زي الفل وشمعة منورة تنضرب وتتهان بالشكل ده يا حسن برضه؟
فوجئ حسن بسؤال توفيق بعد أن توقع أنه نسيى أو ضلل تفكيره فأخذت عيونه تدور يمينا ويسارا لم يجد اجابه على سؤاله ليستغل توفيق صمته ويقول/
_ على العموم الكلام في التليفون مش هينفع لازم اقابلك،
وانت بتقول مروحتش الشغل النهارده ياريت تشرفني انت والحاج والدك علشان يا ابني نحط النقط على الحروف ولو مش عايز بنتي تكمل معاك يبقي زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف ولا ايه يا حسن.
توتر حسن وازدادت ضربات قلبه وأصبح مثل الطفل الصغير لا يعرف كيف يتصرف بمثل هذه المواقف بل وتمني وجود والدته معه ولكن كل ما توصل له من الحوار أن معنى أنه لم يريد ابنته أنه من سيخسر القايمة وسيكون ملزم بمصاريف النفقة والمؤخر وهلم جر.
فحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه فقال بتلعثم واضح /
_ اييييييه.....
كلام ايه ده يا حج......
انت .......انت فاهم الموضوع غلط.......
ده خلافات عادية بتحصل بين أي زوجين.......
انا برضه مش عايز ميار !؟...
ده كلام يا حج.......
طب دانا مصدقت اتجوزتها.....
ضيق توفيق عينيه محاولا استشعار صدق حديثه ولكنه قال له/
_ واللي مصدق يتجوزها يبهدلها ويهنها بالشكل ده!؟
علي العموم الكلام في التليفون مش هينفع مستنينك النهارده ولو مجتش هعتبر أن ده تأكيد منك انك مش عايز بنتي ،يالا سلام عليكم.
اغلق توفيق الهاتف ليستدير لعزة زوجته التي قالت /
_ عفارم عليك يا حج ادتهمله بصحيح بالرغم أن مكنتش عايزالها راجعة تاني ،
بس علشان نبقي عملنا اللي علينا ومحدش يغلطنا.
اومأ توفيق وكله اقتناع أنه فعل الصواب ليؤكد على كلام زوجته قائلا/
_ مينفعش أطلق بنتي من اول غضبه كدة اه كل البيوت فيها مشاكل وهو تطاول اه بس احنا برضه هنديله فرصه ونعرفه أن ده مينفعش مع بنتنا علشان لو كررها تاني يبقي ناخد الإجراء اللي يعجبنا وساعتها محدش يلومنا.
ثم صمت لبرهه ليقول مقنعا ذاته/
_ ويمكن ربنا عمل كدة علشان ليهم لسه نصيب مع بعض.
ثم زفر أنفاسه قائلا/
_ ربنا يهديهم ويهدي سرهم.
علي الطرف الآخر بعد أن أغلق حسن الهاتف بعد مكالمة توفيق له اجري اتصالا اخر بوالدته التي بدى على صوتها النعاس فقال حسن محاولا شد انتباهها/
_ لا والنبي يا اما اصحي كدة وفوقيلي علشان انا في مصيبة.
اعتدلت انوار في جلستها قائلة/
_ في ايه يا حسن مصيبة ايه كفالله الشر.
حسن بصوت حائر/
_ ابو ميار عايزنا النهارده نروح انا وابويا علشان يتكلم في اللي حصل وباين من لهجته أنه منسيش ولا هيعديها على خير.
انوار بلامبالاه/
_ لا وانتش صادق ده الظاهر أن ميار اللي بنقول عليها هبلة وعبيطة طلعت عقربة زي اختها بس احنا اللي انخدعنا فيها ،
يالا محدش بيتعلم بالساهل.
مصمصت شفتاها واستطردت قائلة/
_ خلاص كبر دماغك انت ومتروحش ونقولهم اي سبب والسلام.
حرك حسن رأسه أسفا/
_ عندك حق يا اما كنا فاكرنها سهلة المهم أن ابوها قال لو مروحتش النهارده يبقي كدة احنا اللي بايعين وهيطلقها مننا وناس زي ده شكلهم مبيسبوش حقهم هيطلب كل مستحقاتها على أساس احنا اللي سايبنها عند اهلها قدام الناس، وانا مش حمل اخسر عفش ومؤخر ودهب وحاجات تانيه كتير.
استوحشت نظرة انوار لتقول له/
_ لا كدة الموضوع مش هينفع فيه ابوك ،
احنا نروح لهم انا وانت ومتقلقش ،
تعالي بس علشان نرتب مع بعض هنعمل ايه وهنقول ايه.
اومأ حسن برأسه واغلق الهاتف واستقام يستعد للعودة لمنزله
......................................
داخل حجرة محمد الذي أخذ يزرع الأرض ذهابا وإيابا وكاد ان يشتغل غضبا ، جلس على الفراش ممسكا برأسه ضاغطا عليها ربما اسكتها عن كل الأفكار التي تجوب برأسه ولكن لم يجد طريقة لاخراسها فزفر أنفاسه وأمسك بهاتفه وطلب ماسه الذي كانت تجلس مع ميار يتحدثون عما جري فنظرت لها ماسه قائلة وهي ترفع شاشة هاتفها أمام نظر ميار قائلة/
_ اخوكي!؟
أغلقت ميار عيونها ثم فتحتهم واطلقت تنهيدة ثم قالت/
_ ردي عليه يا ماسه زمانه علي آخره ،
وحاولي تهديه علشان خاطري ،
محمد طيب اوي ويستاهل كل خير.
اومأت ماسه برأسها وامسكت الهاتف لتجيب على محمد الذي لم يقل سوى كلمتين فقط ثم اغلق الهاتف فاتسعت عيون ماسه ونظرت لميار التي سألتها مستفسرة/
_ في ايه مالك مبرقة كدة قالك ايه؟
قالت ماسه بنبرة ساخره/
طيب عاااااا !!!
يا اختي قولي مجنون، قال طيب قال !؟
تشدقت بفمها ثم استطردت قائلة/
_ الاستاذ قالي استنيني بعد الشغل ،
لوحدك وقفل السكة في وشي.
ابتسمت ميار بحزن على حالها وحال أخيها ثم قالت/ معلش استحمليه علشان خاطري.
وضعت ماسة هاتفها أمامها علي المنضدة واقتربت بجذعها ثم قالت/
_ قوليلي في ايه علشان اعرف اهديه ازاي؟
ده إذا عرفت أهديه اصلا!!
اومأت ميار برأسها ثم اخذت نفسا عميقا وبدأت تسرد لها كل ما تم صباحا.
Flashback
أعدت عزة مائدة الإفطار بالصباح الباكر بسبب دلوف جميع ابنائها لأعمالهم وجامعتهم فاليوم ستعود ميار للعمل بعد انتهاء الإجازة .
تجمعوا جميعهم مرتدين ملابسهم استعدادا للرحيل لتجلس ماجدة قائلة بعتاب/
_ اه طبعا ماهو علشان ست ميار هتنزل الشغل بدري لازم نعمل فطار ملوكي وبدري برضه ،لكن ماجدة رايحة الجامعة تبقي تاكل اي حاجه او متكلش اصلا.
شعرت ماجدة بطرقة على رأسها لتطلق صرخه وتتلتفت يسارها تجاه أخيها محمد ليقول لها بابتسامة صفراء /
_ كلي وانتي ساكته .
زغرت ماجدة بعيونها ثم أطلقت زفرة منها وقالت/
_ ماشي يا محمد كذا مرة قولتلك متضربنيش على دماغي.
محمد بنفس ابتسامته السمجة/
_ مانتي لو تسكتي انا هبطل ،
انا قدامك اهو ولا حد بيعبرني نطقت ؟
ابدا باكل وانا ساكت .
ابتسمت كلا من عزة وتوفيق لينظروا تجاه ميار الشاردة فقالت عزة/
_؛ شايفة اخواتك بيحقدوا عليكي ازاي يا حبيبتي.
انتبهت ميار أن والدتها تحدثها فقالت /
_ اسفة يا ماما مخدتش بالي بتقولي ايه؟؟
أغمضت ماجدة عيونها تأثرا على حال اختها ليقترب محمد من أذنها هامسا لها/
_ مالها ميرو؟
لتجيب عليه ماجدة بصوت هامس/
_هقولك بعدين.
اومأ برأسه لينتبهوا على حديث أبيهم وهو يتحدث لميار قائلا/
_ انا النهارده يا بنتي هكلم حسن واطلب منه يجي علشان اعرفه غلطه واكد عليه لو اللي عمله ده اتكرر تاني هيكون في تصرف تاني مننا.......
ليقطع محمد حديثه بنبرة جادة معتذرا اسف يا بابا لقطع كلامك ،
بس انت ليه مصر ترجع ميار لحسن انا رافض واختها وماما وهي نفسها مش قبلاه هترجعها تعيش مع واحد بالعافية.
اغروقت عيون ميار بالدموع فاغلقت اهدابها محاولة أن تسجن دموعها من أن تنساب ولكن خدعتها دموعها وأخذت تجري على سفح وجنتيها بينما توفيق يحاول إقناع ولده وربما ابنته قائلا/
_ ماحنا مش هنرجعها الا إذا تعهد ميعملش كدة تاني والا هناخد إجراء تاني ،
مينفعش نخرب بيت اختك من اول غلطة للراجل ومنعرفش يمكن وراها سبب.
اعترض محمد علي حديث والده وقال متذمرا /
_ معلش يا بابا اولا ده مش اول غلطة له ولو مش عارف خلي ميار تحكيلك، هي بس اللي مكنتش عايزة تكبر المواضيع ،لكن مادام الموضوع كبر يبقي نقف بقي مش نقول لو كررها تاني ،افرض كررها تاني وبنتنا اتأذت هفرح انا بالاجراء اللي هتاخده حضرتك بعد ما تتأذي!!
وكمان هو مش عيل صغير علشان نضربه على أيده وتقوله كخ يا حبيبي متعملش كدة تاني!!
أكد توفيق علي حديثه قائلا/
_ يا محمد يا ابني ...........
هبت ميار واقفة متخذة قرارها ونظرت تجاه محمد لتقول بكل ثبات /
_ بعد اذنك يا محمد ..
ثم التفتت تجاه والدها وما زالت دموعها تجري على وجنتيها فقالت بعد أن ابتلعت غصة حلقها /
_ انا موافقة يا بابا ارجع لحسن وموافقة انك تكلمه النهارده ،عن اذنكم علشان لازم اروح الشغل.
اسرعت في ارتداء حقيبتها وحملت هاتفها وانطلقت لخارج المنزل تاركه خلفها عيون متسعة من زهول كلماتها فقالت عزة لماجدة محاولة اللحاق بابنتها /
_ قومي وراء اختك يا ماجدة الحقيها يا بنتي متسيبهاش تمشي كدة لوحدها بالشارع.
أنتبهت ماجدة واسرعت بلملمة اشيائها وتوجهت مسرعة خلف اختها، بينما محمد انتفض من مقعده ودلفا الي حجرته وهو يستشيط غضبا فكان على وشك إقناع والده وانتهاء هذا الكابوس لما فعلت هذا ؟ لما؟؟؟
Comeback
ماسة بحيرة شديدة( طب ليه كدة يا ميار ؟ كنتي خلصتي من الهم اللي انتي فيه!؟
حركت ميار رأسها رفضا ثم قالت بنبرة حزينة / بيتهيالك يا ماسة ،تفتكري لما واحدة زيي تطلق بعد ٣ شهور جواز هيتقال عليها ايه؟
وتهتمي ليه بكلام الناس !!!؟
نطقت بها ماسه لتوضح لها ميار قائلة/ علشان احنا مش عايشين لوحدنا علشان هو ده المقياس اللي هيجيلي عريس علي أساسه بعد كدة ،وحتي لو انا متجوزتش برضه هيكون ده المقياس لأختي يبقي ساعتها كل اللي عملته اني اذيت نفسي والناس اللي بحبهم.
طب وچواد ليه محطتهوش في حسابك ،ده اول ما يعرف......
قطعت ميار استرسال حديث ماسه بسؤالها/ ومين هيقوله ؟؟ ولا هنقوله ايه ؟؟ تفتكري هعرض نفسي عليه؟ ولا هقوله وقف خطوبتك وحياتك واستناني يمكن أطلق وخد واحدة مطلقة وسمعتها وحشه كمان ،ده لو حسن قبل يطلقني ومامته مطلعتش عليا سمعة سيئة .
اسكتي يا ماسه ده اسلم حل وافضل للكل.
قضبت ماسة حاجبيها وقالت بتعجب/ هو چواد خطب امتى؟؟
اخفضت ميار عيونها واطلقت تنهيدة يأس قائلة بنبرة مهلكة/ امبارح.
فهمت ماسة سبب حزن وتفكير ميار بهذا الشكل فقد انتهى بالنسبة لها الامل الوحيد فقالت محاولة توجيه تفكيرها لطريق اخر/ بس مش افضل ليكي يا ميار !!
نطقت بها ماسة بصوت حزين على حال صديقتها لتطلق ميار ابتسامة هازئة قائلة بنبرة تهكمية/ ومين قالك؟؟
ما يمكن افضل ليا ،
يمكن ربنا سدد كل الطرق علشان ده نصيبي ،
أو علشان اللي جاي اوحش ،
ماهو برضه لو حد جالي بعد كدة على السمعة اللي هكتسبها مش هيكون احسن من حسن يعني فعلي ايه اديني اتعودت على حسن وعرفت طبعه وخلاص.
حركت ماسة رأسها برفض لحديث صديقتها معلقة/ مش عارفه اقولك ايه يا ميار كلامك يبان منطقي بس احساسي بيقولي المواضيع ده مبتتحسبش كدة.
ابتسمت ميار بسخرية قائلة/ للاسف المواضيع ده....... مبتتحسبش غير كدة.
.......................................
انطلق چواد الي عمله وأخذ يهاتف صديقه الطبيب حتى يطمئن بنفسه فاطمئن منه على حال ميار وحمد ربه أنها بخير كما عرف الموقف الذي تم بالعيادة عندما أخبرهم الطبيب بمعرفته بچواد ففهم چواد سبب حديث ماجدة معه بهذه الطريقة وسبب شك أهل ميار بها فأخذ يؤكد علي الطبيب عدم إبلاغ أحد باتصاله ثم اغلق وهو يؤكد بداخله أن ما فعله هو الصحيح ليحاول أن يجري اتصالا بأهل هايدي ولكنه وجد نفسه لم يسجل اي رقم خاص بهم فهاتف والدته وأكد عليها الاتصال بهم وتحديد موعد لقراءة الفاتحة اليوم وشراء الشبكة ثم دلف من المحل دون النطق بكلمة غير تحية الإسلام ودلف مباشرة الي مكتبة تحت أنظار وتعجب يزيد ويزن .
فنكز يزيد أخيه وأشار له برأسه حتى يذهب خلف جواد وبالفعل توجه يزن خلف چواد ودلف مكتبه بصياحه المعتاد قائلا/ أيوة بقي يا عم ،حقك طبعا هتلاقي العريس كان سهران مع عروسته للصبح.
ابتسم چواد ابتسامة ساخرة متجاهلا ما نطق به يزن فقال / صحيح النهارده أن شاء قراءة الفاتحة وهنشتري الدهب فهمشي بدري.
يزن بمرح / حقك يا عم والف مبروك يا صاحبي ولو عايز اي حاجه قول متتكسفش .
تسلم يا يزن ،الحمد لله يا صاحبي مسطورة زي ما بيقولوها المصريين.
نطق بها چواد بلامبلاه متناهية ليشعر به يزن فاقترب قائلا/ عيش اللحظة يا صاحبي ومتفكرش في اللي فات علشان تعرف تستمتع باللي جاي.
اومأ چواد برأسه ثم قال يزن/ هستاذنك انا بقي ساعة كدة وقبل ما تسألني هروح فين ،فانا هقولك اني رايح لنضال الجامعة علشان كنت عايز منه خدمة ،ومتخافش هرجع قبل ما تمشي .
ثم اقترب برأسه منه قائلا بهمس/ بس غطي عليا قدام يزيد ورحمة ابوك واستر صاحبك ربنا يسترك.
ابتسم چواد وحرك رأسه يمينا ويسارا دليل على عدم الفائدة ثم قال/ ماشي يا يزن بس متتاخرش.
يزن بلهجته السورية/ سيد راسي بالله.
وانطلق والجا من مكتبه رأسا الي باب المحال.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close