رواية زوجة اخي الفصل السادس عشر 16 بقلم سهام صادق
الفــصــل الـــســـادس عـــشـــر
**********************
كانت كالتائهه تتامل نظرته التي أفقدتها روحها وجعلتها تشعر بأن هذا الرجل لن يجعلها تحبه فقط بل سيجعلها عاشقه مُدمنة لحبه .. فأزاحت بوجهها عنها كي تستطيع أن تأخذ انفاسها التي سلبها منها بسبب ذلك القرب ..
وهمست بخجل : تفتكر مستر عمران هيجعبه رسمي ياشريف
فتأمل شريف أرتباكها .. ونظر الي ساعته كي يري هل يوجد وقت لمشاغتها ويستمتع معها قليلا .. ولكن وجد ان الوقت لن يستعب مُغامراته التي يعشقها معها
فأبتسم قائلا: متخافيش يازهره هتعجبه .. انتي سهرتي وتعبتي فيها فأكيد هتلاقي تمن مجهودك
فبادلته بنفس الابتسامه وألتفت نحو حقيبتها كي تحملها من أجل المُغادره .. ووقفت أمامه قائله بجديه مصطنعه طب يلا علي الشغل عشان منتأخرش
فضحك لجديتها التي لا تليق بها .. وامسك أحد شرائح الخبز ووضع عليها القليل من العسل قائلا : مش هنخرج الا لما تاكلي ديه
فعبثت زهره .. فأعترض قائلا : انتي مكملتيش فطارك
ونظر الي جسدها ليقول بجديه : انتي مش ملاحظه انك من ساعه ماجينا وانتي فقدتي وزنك
وعندما وجدها تُطالع جسدها .. ضحك قائلا : انتي اصلا كنتي فقداه .. وقربتي تبقي شبه العصايه
فرأي عبوث وجهها ، فأقترب منها ليحتضن خصرها وهو يُقرب منها شريحة الخبز قائلا : أفتحي بؤك
فنظرت اليه زهره بأعتراض وحاولت تحرير جسدها منه ، الا انه امسكها باحكام قائلا : زهره يلا أفتحي بؤك
فطالعته زهره بتذمر قائله : خلاص ياشريف ، سبني وانا هاكله
فأستجاب لأعتراضها وهو يري رغبتها في الابتعاد عنه ..
فتناولت شريحه الخبز سريعا .. ليضحك هو علي مظهرها هذا .. وينظر الي فمها ليجد نقطه من العسل علي فمها
فرأت زهره نظراته لها الغير واضحه وأرتبكت .. الي ان وجدته ينحني نحوها ليلتقط منها قبله رقيقه
وعندما ابتعد عنها غمز لها بأحد أعينه قائلا : الله ده العسل طلع طعمه جميل اووي
لتسقطها كلماته في بحور عشقه اكثر واكثر
...................................................................
جلست جميله تُخبر أحدي صداقتها عن مافعله حازم .. لتنظر اليها صديقتها بحقد خفي قائله : انتي لازم يبقي ليكي موقف ياجميله
فنظرت جميله الي صديقتها التي تعتبرها الأقرب اليها ولا تعلم بأن الكرهه يأتي أحيانا ممن تعتبرهم أحبائك
لتمسك جميله كوب العصير المثلج أمامها وترتشف منه قائله : انا عايزه أسيب حازم يامنه .. انا وحازم خلاص مننفعش لبعض
فتنظر اليها منه بسعاده حقيقيه وقد بدأت سمومها تفعل بالنتيجه قائله بهدوء: بس ياجميله انتوا كاتبين كتابكم ، وكده هتبقي مطلقه
ثم تابعت حديثها بلؤم قائله : لاء ياجميله ياحببتي لازم تفكري كويس ، القرار ده صعب ..ماتحاولي تصلحي علاقتك بحازم واقنعيه تسافروا عند جوز أختك
فتأملتها جميله بهدوء وشعرت بأن حديث منه صحيح .. هتنهدت قائله : عند حق يامنه ، انا لازم افكر كويس لاخسر كل حاجه
فتجمدت ملامح منه ، فهي قد ظنت بأن كلامها سيجعل صديقتها تثق بها فقط ولا تشعر بشئ نحوها ولكن قد جاء بنتيجه عكسيه .. فجميله قد قررت أن تترك نفسها لعقلها ومن الممكن ان تعود لرشدها .. وعندما وصلت منه لهذه النقطه هتفت قائله : ايوه كده خليكي عاقله .. وتابعت حديثها بخبث قائله : مع ان حازم ده ميستهلكيش .. بس هنقول ايه لازم تفكري كويس عشان الحب اللي بينكم مع ان الحب مبيأكلش عيش في الزمن ده
...................................................................
نظرت زهره حولها تتأمل شريكته الفخمه بديكوراتها العصريه .. ونظرت الي حركه الموظفين وكأنهم ألات تعمل
بهيأت منمقه .. وبدأت تحملق بعينيها الواسعه في هيئه النساء من ملابس قصيره والمساحيق التي يضعوها رغم انهم حتي لو لم يضعوا فهم جميلات .. وأقتربت تُطالع جسدهم الممشوق كالعارضات وهم يسيرون بأحذيه عاليه .. فهمست بصوت منخفض قائله : يالهووي شريف طول اليوم معاه الستات ديه .. وعايش معايا انا
وتذكرت حبه وتدليله لها لتُتابع حديثها بصوت هامس لنفسها : ده الراجل طلع مظلوم معايا
فأقترب منها احدهم يسألها عن وجودها هنا.. فلم تفهم مُحادثته ونظرت اليه قائله بحيره : انا مش فاهمه حاجه منك .. فوقفت تنظر اليه .. الي ان قررت تُحادثه بالانجليزيه فبالتأكيد عمله هنا سيجعله يتقن أكثر من لغه فمكانة الشركه تدل بأنها ذات وضع .. وبعد أن سألته عن مكتب شريف
وجدته يخبرها بأحترام بأن مكاتب المُدراء تكون في الطابق الاعلي
...................................................................
نظر الي الملفات التي وضعتها امامه ، ثم رفع بوجهه نحوها قائلا بجديه : في عشاء عمل ، ولازم تكوني موجوده
فحدقت به مريم بجديه قائله : هو ينفع اعتذر
فترك حاتم الاوراق أمامه بغضب قائلا : هو انا بعزمك علي خروجه يامدام ..
فطالعته مريم بنظرات بارده وهي تُفكر في طفلها .. حتي قالت بتنهد : تمام
ليرمقها حاتم بنظرات خاليه ، وامسك بقلمه الذهبي كي يمضي علي بعض الاوراق قائلا وهو لا ينظر اليها : وابقي غيري لبسك الكئيب ده لو سامحتي ، ياريت تلبسي اي حاجه فاتحه احنا مش هنروح عزا
ومدّ اليها الاوراق كي تأخذها فوجدها تُطالعه بنظرات غاضبه وهي تضغط علي شفتيها .. من اوامره المُتسلطه
وتذكرت بعض نصائح طبيبها النفسي عندما اخبرته بشخصيه مديرها .. فأقتربت تأخذ منه الاوراق لتتخيله في صوره كوميديه مُضحكه .. فوجدت نفسها تبتسم لا اراديا
وهي لا تُصدق بأنها قد جاء في ذهنها علي شكل توم القط
وخرجت من امامه لتتركه يُطالعها بغضب وهو يهتف : بتضحك علي ايه ديه !
..................................................................
اقترب منها رامز بترحيب بعد ان كان يُحادث احدهم .. قائلا : ازيك يازهره ، نورتي الشركه
لتنظر اليه زهره ببشاشه : الحمدلله
فطالعها رامز قائلا : صحيح نسيت اباركلك علي الشغل ، مبرووك
فأبتسمت زهره قائله : لا الشغل لسا بدري عليه ، ده تدريب
فضحك رامز لتلقائيتها المُحببه للنفس قائلا بتشجيع : بكره ياستي تبقي المديره
واخفض صوته قائلا بدعابه : اوعي تقولي لعمران ان رامز قال كده
فضحكت زهره وهي تشعر نحوه براحه حتي قالت : هو فين شريف
فأبتسم اليها رامز قائلا وهو يُشير بأصبعه نحو غرفته : اهي .. روحي بقي عطليه شويه وخليه يرحمنا من الشغل والاوامر
وبعد ان انهي رامز جملته .. غادر وتركها تسير نحو غرفته لتجد سكرتيره فائقة الجمال تجلس علي مكتبها تُتابع بعض الاعمال علي حاسوبها الشخصي .. فطالعتها زهره قليلا
لترفع السكرتيره بوجهها نحو زهره قائله بالعربيه :اهلين
فأستغربت زهره للهجه تلك السكرتيره ونظرت اليها بغرابه .. حتي ضحكت السكرتيره قائله : ملامحك عربيه مثلي
ففهمت زهره سبب حديثها بالعربيه .. وعندما اخبرتها بهويتها افسحت لها المجال للدخول
فطرقت زهره الباب لعده طرقات وعندما سمعت صوته أردفت اليه لتجده منكب علي بعض الاوراق يُطالعها
ودون ان يرفع وجهه قال : سيبي ورق الصفقه الجديده يا اميلا وروحي شوفي شغلك
فأقتربت زهره من مكتبه وضحكت قائله : بس انا مش اميلا
فرفع شريف وجهه عن الاوراق .. لترتسم ابتسامه بسيطه علي محياه وهو يراها تقف امامه واعينها تلمع بسعاده
قائلا بمشاكسه : شكل التصميم عجب عمران
فحركت زهره رأسها برضي وهي تخبره : وقولتله كمان علي افكارك وعجبته اووي ...
فنهض شريف من علي مقعده وقد شعر بأنه بحاجه الي الاستمتاع بقربها قليلا من عبئ العمل ومد احد ذراعيه ليجذبها نحوه قائلا بدعابه : اممم طلعتي حرمية افكار
فهتفت زهره بوداعه قائله : لاء انا قولتله انها افكار شريف
فلم يُصدق بأنها بمثل تلك العفويه حتي في العمل .. فأبتسم بدفئ قائلا بمشاكسه وهو يرفع احد حاجبيه : سواء قولتيله انها فكرة شريف او لاء فبرضوا هاخد المُقابل
فطالعته زهره قائله : مُقابل ايه ده اللي هتاخده
وعندما وجدت المكر في عينيه .. فهمت مقصده قائله بخجل : شريف احنا في الشغل ..
وقبل ان تُكمل باقي عباراتها كان يُقبلها.. وابعدها عنه قائلا وهو يغمز اليها ضاحكا: انا مبأجلش حقي
فأطرقت زهره برأسها أرضا وهي تستمع لصوت ضحكاته ...حتي وجدته يضمها اليه : تعبتيني يازهره
لتستكين هي في حضنه الذي أصبح يحتويها ولكن سريعا ماتذكرت شيئا لتبتعد عنه قائله : انت بتشوف الستات اللي مشغلهم دول ازاي ، ده انا ك ست مقدرتش ابعد عيني عنهم
وبعد ان كان يحتويها بسكون .. وجد نفسه يضحك بقوه لم يضحكه من قبل قائلا : انتي مش كنتي مكثوفه من شويه ، وانا اللي قولت انك مكثوفه اتاريكي كنتي بتفكري هتستجوبيني ازاي
ورغم انها فعلت ذلك تلقائيا بسبب خجلها وارتباكها منه .. الا ان هذا السؤال كان يشغل بالها .. فزوجها وسط كم من الجمال ويوم ان تزوج تزوج بفتاه عادية مثلها
ليتنهد هو قائلا كي يُريح فكرها ويُكمل مُشاغبته معها :
وجودهم بالنسبه ليا عادي يازهره ، ميستهلش انبهارك ده
وتابع حديثه بدعابه : اول مره اشوف ست تعاكس ست زيها ومتغرش منها
...................................................................
جلس حازم يرتشف فنجان قهوته مع صديقته وهم يتحدثون عن مشروعهم القادم .. الي ان قرر حازم السؤال أخيرا عنها قائلا : هي فين فرحه يافارس ، مبقتش تيجي الشغل
وتذكر حازم اخر لقاء بينهم .. وركضها أمام عينيه وهي تبكي ورغم غضبه منها في البدايه الا انه شعر بشئ فضولي نحو تصرفها هذا
ليتنهد فارس قائلا : تعبانه شويه ياحازم
فتنهد حازم بعدما علم ان اختفائها ليس بسبب الافكار التي وضعها بداخله عقله قائلا: لاء الف سلامه عليها
ليتطلع اليه فارس بألم علي اخت زوجته التي يحبها كأخته قائلا بأسي : ياريتها كانت مريضه جسديا ..
وتابع حديثه ليقص علي حازم قصتها قائلا : فرحه ديه حكايتها حكايه ياسيدي .. كانت مخطوبه لأخوا زميلتها في الجامعه شافها صدفه فحبوا بعض واتخطبوا وكان انسان فوق الوصف .. مكانتش تقعد في قاعده غير مصطفي مصطفي بس للاسف الحياه مش كامله .. كان ضابط وكان طالع مأموريه قبل فرحهم بأسبوع .. اتقتل ومن ساعتها وهي فاقده الحياه .. وتنهد بتعب قائلا وهو يري نظرات حازم المشفقه : جبتها تشتغل هنا معانا..قولت يمكن تقدر ترجع للحياه تاني بس اظاهر انها هتفضل حابسه نفسها في الماضي
ليُطالعه حازم بأسف وهو يشعر بتأنيب الضمير لما فعله معها
...................................................................
جلست جميله بجانب والدتها بأرهاق قائله: شكلك مبسوطه ياماما
ونظرت الي الهاتف الذي بيد والدتها وتابعت حديثها : انتي كنتي بتكلمي مين
لتُطالعها والدتها بسعاده : كنت بكلم زهره أختك
وظلت تقص عليها كل مااخبرته به زهره من مايفعله شريف من اجلها وتشيجعه لها
لتشعر جميله بأن قلبها يحترق مما تسمع فنهضت سريعا من امام والدتها قبل ان يتضح امرها وتتهمها بالغيره والحقد من اختها
وأردفت داخل حجرتها لتدور بها بنار الحقد وهي لا تُصدق بأن أختها تعيش كل هذا .. وتذكرت كلمات زهره عندما كانت تُشاهدها مع حازم وهي تُخبرها بتمني وبأعين لامعه: ياريت الاقي انسان يحبني زيك كده ياجميله
لتُخبرها هي بأنها ساذجه لا تستطيع أن تجذب احد اليها .. فينتهي حديثهم بنظرات زهره الدامعه .. وتشعر جميله بالرضي بأنها دوما مميزه
فتفيق جميله من شرودها وهي تلعن حظها قائله : لقيتي الانسان اللي يحبك يازهره ، لاء وكمان معيشك احسن عيشه
...................................................................
نظرت مني الي زوجة ابنها بدفئ قائله : عامل ايه في الحمل يابنتي ، هانت خلاص
وتأملت طفل نسرين الذي وضعته منذ بضعة ايام قائله بحنان : عقبال ما اشيل بنتكم
فأبتسمت نهي بسعاده لتلك المشاعر الجميله ونظرت الي هشام الجالس بجوار اخته علي الفراش يُداعبها بكلماته المرحه
ونطقت قائله : ربنا يخليكي لينا ياماما
ثم همست بخجل : ممكن اشيل البيبي
فناولته مني لها بحنان .. ليري هشام زوجته تحمل ابن اخته قائلا وهو يُداعب اخته : عريس بنتي انتي سمعه يابت يانسرين
فضحكت نسرين قائله وهي تري نهي تحمل طفلها : موفقه بس نهي تجيب بنوته شهبها مش شبهك ياخويا
فمدّ هشام بيده نحو خدودها ليقرصهم : تقصدي ايه يابت انتي .. سامعه ياماما بنتك
فضحكت كل مني ونهي علي مزاحهم الطفولي ..
حتي قالت نهي : لاء انا عايزاها تطلع شبه هشام يانسرين
فطالعتها نسرين ضاحكه وهي تغمز لاخيه: ياسيدي ياسيدي علي الحب
ليرن هاتف مني فتنظر للمتصل قائله بلهفه : ده شريف حبيبي بيتصل
وردت عليه بحنان : عامل ايه ياحبيبي ،وحشتني اوي ياشريف .. طمني عليك انت وزهره
ليأتيها صوت شريف قائلا : نسرين والمفعوص بتاعها عاملين ايه .. كبر ولا لسا صغير
فضحكت والدته قائله : هو لحق يكبر يابني في الكام يوم دول ..وتابعت بحديثها : اخوك ومراته هنا
ليشعر شريف بالحنين الي عائلته .. ويخرج من غرفته بعد ان أبدل ملابسه .. فيجد زهره جالسه علي طاولة الطعام تنتظره
وابتسمت وهي تسمعه يُمازح اخته التي تخبره بأن زوجته افضل منه فهي تتصل بها يوميا
وسحب احد الكراسي ليجلس ، وظلت تنظر اليه بسعاده حتي وجدته ينطق بأسم هشام وهو يسأله عن أحاوله
لتتجمد الدماء في عروقها وتبتلع ريقها بصعوبه .. فقررت ان تفر الان من أمامه حتي لا يلاحظ شحوبها
وكادت ان تقف الا انها شعرت ببعض الدوار فجلست ثانية علي مقعدها ليُطالعها شريف بقلق وهو يستمع الي والدته بعدما اعطاها هشام الهاتف
قائلا: مالك يازهره
لتسأله والدته بقلق : مالها مراتك يابني
فحركت زهره رأسها بأنها بخير .. ليتنهد هو قائلا : داخت بس شويه ياامي ماتقلقيش
لتبتسم مني بفرحه وتُطالع كل من حولها بسعاده قائله : هي مراتك حامل ولا ايه ياشريف
فنظر هشام لوالدته بصدمه وهو غير مُصدق بأن زهره أصبحت تحمل طفلا من اخيه
**********************
كانت كالتائهه تتامل نظرته التي أفقدتها روحها وجعلتها تشعر بأن هذا الرجل لن يجعلها تحبه فقط بل سيجعلها عاشقه مُدمنة لحبه .. فأزاحت بوجهها عنها كي تستطيع أن تأخذ انفاسها التي سلبها منها بسبب ذلك القرب ..
وهمست بخجل : تفتكر مستر عمران هيجعبه رسمي ياشريف
فتأمل شريف أرتباكها .. ونظر الي ساعته كي يري هل يوجد وقت لمشاغتها ويستمتع معها قليلا .. ولكن وجد ان الوقت لن يستعب مُغامراته التي يعشقها معها
فأبتسم قائلا: متخافيش يازهره هتعجبه .. انتي سهرتي وتعبتي فيها فأكيد هتلاقي تمن مجهودك
فبادلته بنفس الابتسامه وألتفت نحو حقيبتها كي تحملها من أجل المُغادره .. ووقفت أمامه قائله بجديه مصطنعه طب يلا علي الشغل عشان منتأخرش
فضحك لجديتها التي لا تليق بها .. وامسك أحد شرائح الخبز ووضع عليها القليل من العسل قائلا : مش هنخرج الا لما تاكلي ديه
فعبثت زهره .. فأعترض قائلا : انتي مكملتيش فطارك
ونظر الي جسدها ليقول بجديه : انتي مش ملاحظه انك من ساعه ماجينا وانتي فقدتي وزنك
وعندما وجدها تُطالع جسدها .. ضحك قائلا : انتي اصلا كنتي فقداه .. وقربتي تبقي شبه العصايه
فرأي عبوث وجهها ، فأقترب منها ليحتضن خصرها وهو يُقرب منها شريحة الخبز قائلا : أفتحي بؤك
فنظرت اليه زهره بأعتراض وحاولت تحرير جسدها منه ، الا انه امسكها باحكام قائلا : زهره يلا أفتحي بؤك
فطالعته زهره بتذمر قائله : خلاص ياشريف ، سبني وانا هاكله
فأستجاب لأعتراضها وهو يري رغبتها في الابتعاد عنه ..
فتناولت شريحه الخبز سريعا .. ليضحك هو علي مظهرها هذا .. وينظر الي فمها ليجد نقطه من العسل علي فمها
فرأت زهره نظراته لها الغير واضحه وأرتبكت .. الي ان وجدته ينحني نحوها ليلتقط منها قبله رقيقه
وعندما ابتعد عنها غمز لها بأحد أعينه قائلا : الله ده العسل طلع طعمه جميل اووي
لتسقطها كلماته في بحور عشقه اكثر واكثر
...................................................................
جلست جميله تُخبر أحدي صداقتها عن مافعله حازم .. لتنظر اليها صديقتها بحقد خفي قائله : انتي لازم يبقي ليكي موقف ياجميله
فنظرت جميله الي صديقتها التي تعتبرها الأقرب اليها ولا تعلم بأن الكرهه يأتي أحيانا ممن تعتبرهم أحبائك
لتمسك جميله كوب العصير المثلج أمامها وترتشف منه قائله : انا عايزه أسيب حازم يامنه .. انا وحازم خلاص مننفعش لبعض
فتنظر اليها منه بسعاده حقيقيه وقد بدأت سمومها تفعل بالنتيجه قائله بهدوء: بس ياجميله انتوا كاتبين كتابكم ، وكده هتبقي مطلقه
ثم تابعت حديثها بلؤم قائله : لاء ياجميله ياحببتي لازم تفكري كويس ، القرار ده صعب ..ماتحاولي تصلحي علاقتك بحازم واقنعيه تسافروا عند جوز أختك
فتأملتها جميله بهدوء وشعرت بأن حديث منه صحيح .. هتنهدت قائله : عند حق يامنه ، انا لازم افكر كويس لاخسر كل حاجه
فتجمدت ملامح منه ، فهي قد ظنت بأن كلامها سيجعل صديقتها تثق بها فقط ولا تشعر بشئ نحوها ولكن قد جاء بنتيجه عكسيه .. فجميله قد قررت أن تترك نفسها لعقلها ومن الممكن ان تعود لرشدها .. وعندما وصلت منه لهذه النقطه هتفت قائله : ايوه كده خليكي عاقله .. وتابعت حديثها بخبث قائله : مع ان حازم ده ميستهلكيش .. بس هنقول ايه لازم تفكري كويس عشان الحب اللي بينكم مع ان الحب مبيأكلش عيش في الزمن ده
...................................................................
نظرت زهره حولها تتأمل شريكته الفخمه بديكوراتها العصريه .. ونظرت الي حركه الموظفين وكأنهم ألات تعمل
بهيأت منمقه .. وبدأت تحملق بعينيها الواسعه في هيئه النساء من ملابس قصيره والمساحيق التي يضعوها رغم انهم حتي لو لم يضعوا فهم جميلات .. وأقتربت تُطالع جسدهم الممشوق كالعارضات وهم يسيرون بأحذيه عاليه .. فهمست بصوت منخفض قائله : يالهووي شريف طول اليوم معاه الستات ديه .. وعايش معايا انا
وتذكرت حبه وتدليله لها لتُتابع حديثها بصوت هامس لنفسها : ده الراجل طلع مظلوم معايا
فأقترب منها احدهم يسألها عن وجودها هنا.. فلم تفهم مُحادثته ونظرت اليه قائله بحيره : انا مش فاهمه حاجه منك .. فوقفت تنظر اليه .. الي ان قررت تُحادثه بالانجليزيه فبالتأكيد عمله هنا سيجعله يتقن أكثر من لغه فمكانة الشركه تدل بأنها ذات وضع .. وبعد أن سألته عن مكتب شريف
وجدته يخبرها بأحترام بأن مكاتب المُدراء تكون في الطابق الاعلي
...................................................................
نظر الي الملفات التي وضعتها امامه ، ثم رفع بوجهه نحوها قائلا بجديه : في عشاء عمل ، ولازم تكوني موجوده
فحدقت به مريم بجديه قائله : هو ينفع اعتذر
فترك حاتم الاوراق أمامه بغضب قائلا : هو انا بعزمك علي خروجه يامدام ..
فطالعته مريم بنظرات بارده وهي تُفكر في طفلها .. حتي قالت بتنهد : تمام
ليرمقها حاتم بنظرات خاليه ، وامسك بقلمه الذهبي كي يمضي علي بعض الاوراق قائلا وهو لا ينظر اليها : وابقي غيري لبسك الكئيب ده لو سامحتي ، ياريت تلبسي اي حاجه فاتحه احنا مش هنروح عزا
ومدّ اليها الاوراق كي تأخذها فوجدها تُطالعه بنظرات غاضبه وهي تضغط علي شفتيها .. من اوامره المُتسلطه
وتذكرت بعض نصائح طبيبها النفسي عندما اخبرته بشخصيه مديرها .. فأقتربت تأخذ منه الاوراق لتتخيله في صوره كوميديه مُضحكه .. فوجدت نفسها تبتسم لا اراديا
وهي لا تُصدق بأنها قد جاء في ذهنها علي شكل توم القط
وخرجت من امامه لتتركه يُطالعها بغضب وهو يهتف : بتضحك علي ايه ديه !
..................................................................
اقترب منها رامز بترحيب بعد ان كان يُحادث احدهم .. قائلا : ازيك يازهره ، نورتي الشركه
لتنظر اليه زهره ببشاشه : الحمدلله
فطالعها رامز قائلا : صحيح نسيت اباركلك علي الشغل ، مبرووك
فأبتسمت زهره قائله : لا الشغل لسا بدري عليه ، ده تدريب
فضحك رامز لتلقائيتها المُحببه للنفس قائلا بتشجيع : بكره ياستي تبقي المديره
واخفض صوته قائلا بدعابه : اوعي تقولي لعمران ان رامز قال كده
فضحكت زهره وهي تشعر نحوه براحه حتي قالت : هو فين شريف
فأبتسم اليها رامز قائلا وهو يُشير بأصبعه نحو غرفته : اهي .. روحي بقي عطليه شويه وخليه يرحمنا من الشغل والاوامر
وبعد ان انهي رامز جملته .. غادر وتركها تسير نحو غرفته لتجد سكرتيره فائقة الجمال تجلس علي مكتبها تُتابع بعض الاعمال علي حاسوبها الشخصي .. فطالعتها زهره قليلا
لترفع السكرتيره بوجهها نحو زهره قائله بالعربيه :اهلين
فأستغربت زهره للهجه تلك السكرتيره ونظرت اليها بغرابه .. حتي ضحكت السكرتيره قائله : ملامحك عربيه مثلي
ففهمت زهره سبب حديثها بالعربيه .. وعندما اخبرتها بهويتها افسحت لها المجال للدخول
فطرقت زهره الباب لعده طرقات وعندما سمعت صوته أردفت اليه لتجده منكب علي بعض الاوراق يُطالعها
ودون ان يرفع وجهه قال : سيبي ورق الصفقه الجديده يا اميلا وروحي شوفي شغلك
فأقتربت زهره من مكتبه وضحكت قائله : بس انا مش اميلا
فرفع شريف وجهه عن الاوراق .. لترتسم ابتسامه بسيطه علي محياه وهو يراها تقف امامه واعينها تلمع بسعاده
قائلا بمشاكسه : شكل التصميم عجب عمران
فحركت زهره رأسها برضي وهي تخبره : وقولتله كمان علي افكارك وعجبته اووي ...
فنهض شريف من علي مقعده وقد شعر بأنه بحاجه الي الاستمتاع بقربها قليلا من عبئ العمل ومد احد ذراعيه ليجذبها نحوه قائلا بدعابه : اممم طلعتي حرمية افكار
فهتفت زهره بوداعه قائله : لاء انا قولتله انها افكار شريف
فلم يُصدق بأنها بمثل تلك العفويه حتي في العمل .. فأبتسم بدفئ قائلا بمشاكسه وهو يرفع احد حاجبيه : سواء قولتيله انها فكرة شريف او لاء فبرضوا هاخد المُقابل
فطالعته زهره قائله : مُقابل ايه ده اللي هتاخده
وعندما وجدت المكر في عينيه .. فهمت مقصده قائله بخجل : شريف احنا في الشغل ..
وقبل ان تُكمل باقي عباراتها كان يُقبلها.. وابعدها عنه قائلا وهو يغمز اليها ضاحكا: انا مبأجلش حقي
فأطرقت زهره برأسها أرضا وهي تستمع لصوت ضحكاته ...حتي وجدته يضمها اليه : تعبتيني يازهره
لتستكين هي في حضنه الذي أصبح يحتويها ولكن سريعا ماتذكرت شيئا لتبتعد عنه قائله : انت بتشوف الستات اللي مشغلهم دول ازاي ، ده انا ك ست مقدرتش ابعد عيني عنهم
وبعد ان كان يحتويها بسكون .. وجد نفسه يضحك بقوه لم يضحكه من قبل قائلا : انتي مش كنتي مكثوفه من شويه ، وانا اللي قولت انك مكثوفه اتاريكي كنتي بتفكري هتستجوبيني ازاي
ورغم انها فعلت ذلك تلقائيا بسبب خجلها وارتباكها منه .. الا ان هذا السؤال كان يشغل بالها .. فزوجها وسط كم من الجمال ويوم ان تزوج تزوج بفتاه عادية مثلها
ليتنهد هو قائلا كي يُريح فكرها ويُكمل مُشاغبته معها :
وجودهم بالنسبه ليا عادي يازهره ، ميستهلش انبهارك ده
وتابع حديثه بدعابه : اول مره اشوف ست تعاكس ست زيها ومتغرش منها
...................................................................
جلس حازم يرتشف فنجان قهوته مع صديقته وهم يتحدثون عن مشروعهم القادم .. الي ان قرر حازم السؤال أخيرا عنها قائلا : هي فين فرحه يافارس ، مبقتش تيجي الشغل
وتذكر حازم اخر لقاء بينهم .. وركضها أمام عينيه وهي تبكي ورغم غضبه منها في البدايه الا انه شعر بشئ فضولي نحو تصرفها هذا
ليتنهد فارس قائلا : تعبانه شويه ياحازم
فتنهد حازم بعدما علم ان اختفائها ليس بسبب الافكار التي وضعها بداخله عقله قائلا: لاء الف سلامه عليها
ليتطلع اليه فارس بألم علي اخت زوجته التي يحبها كأخته قائلا بأسي : ياريتها كانت مريضه جسديا ..
وتابع حديثه ليقص علي حازم قصتها قائلا : فرحه ديه حكايتها حكايه ياسيدي .. كانت مخطوبه لأخوا زميلتها في الجامعه شافها صدفه فحبوا بعض واتخطبوا وكان انسان فوق الوصف .. مكانتش تقعد في قاعده غير مصطفي مصطفي بس للاسف الحياه مش كامله .. كان ضابط وكان طالع مأموريه قبل فرحهم بأسبوع .. اتقتل ومن ساعتها وهي فاقده الحياه .. وتنهد بتعب قائلا وهو يري نظرات حازم المشفقه : جبتها تشتغل هنا معانا..قولت يمكن تقدر ترجع للحياه تاني بس اظاهر انها هتفضل حابسه نفسها في الماضي
ليُطالعه حازم بأسف وهو يشعر بتأنيب الضمير لما فعله معها
...................................................................
جلست جميله بجانب والدتها بأرهاق قائله: شكلك مبسوطه ياماما
ونظرت الي الهاتف الذي بيد والدتها وتابعت حديثها : انتي كنتي بتكلمي مين
لتُطالعها والدتها بسعاده : كنت بكلم زهره أختك
وظلت تقص عليها كل مااخبرته به زهره من مايفعله شريف من اجلها وتشيجعه لها
لتشعر جميله بأن قلبها يحترق مما تسمع فنهضت سريعا من امام والدتها قبل ان يتضح امرها وتتهمها بالغيره والحقد من اختها
وأردفت داخل حجرتها لتدور بها بنار الحقد وهي لا تُصدق بأن أختها تعيش كل هذا .. وتذكرت كلمات زهره عندما كانت تُشاهدها مع حازم وهي تُخبرها بتمني وبأعين لامعه: ياريت الاقي انسان يحبني زيك كده ياجميله
لتُخبرها هي بأنها ساذجه لا تستطيع أن تجذب احد اليها .. فينتهي حديثهم بنظرات زهره الدامعه .. وتشعر جميله بالرضي بأنها دوما مميزه
فتفيق جميله من شرودها وهي تلعن حظها قائله : لقيتي الانسان اللي يحبك يازهره ، لاء وكمان معيشك احسن عيشه
...................................................................
نظرت مني الي زوجة ابنها بدفئ قائله : عامل ايه في الحمل يابنتي ، هانت خلاص
وتأملت طفل نسرين الذي وضعته منذ بضعة ايام قائله بحنان : عقبال ما اشيل بنتكم
فأبتسمت نهي بسعاده لتلك المشاعر الجميله ونظرت الي هشام الجالس بجوار اخته علي الفراش يُداعبها بكلماته المرحه
ونطقت قائله : ربنا يخليكي لينا ياماما
ثم همست بخجل : ممكن اشيل البيبي
فناولته مني لها بحنان .. ليري هشام زوجته تحمل ابن اخته قائلا وهو يُداعب اخته : عريس بنتي انتي سمعه يابت يانسرين
فضحكت نسرين قائله وهي تري نهي تحمل طفلها : موفقه بس نهي تجيب بنوته شهبها مش شبهك ياخويا
فمدّ هشام بيده نحو خدودها ليقرصهم : تقصدي ايه يابت انتي .. سامعه ياماما بنتك
فضحكت كل مني ونهي علي مزاحهم الطفولي ..
حتي قالت نهي : لاء انا عايزاها تطلع شبه هشام يانسرين
فطالعتها نسرين ضاحكه وهي تغمز لاخيه: ياسيدي ياسيدي علي الحب
ليرن هاتف مني فتنظر للمتصل قائله بلهفه : ده شريف حبيبي بيتصل
وردت عليه بحنان : عامل ايه ياحبيبي ،وحشتني اوي ياشريف .. طمني عليك انت وزهره
ليأتيها صوت شريف قائلا : نسرين والمفعوص بتاعها عاملين ايه .. كبر ولا لسا صغير
فضحكت والدته قائله : هو لحق يكبر يابني في الكام يوم دول ..وتابعت بحديثها : اخوك ومراته هنا
ليشعر شريف بالحنين الي عائلته .. ويخرج من غرفته بعد ان أبدل ملابسه .. فيجد زهره جالسه علي طاولة الطعام تنتظره
وابتسمت وهي تسمعه يُمازح اخته التي تخبره بأن زوجته افضل منه فهي تتصل بها يوميا
وسحب احد الكراسي ليجلس ، وظلت تنظر اليه بسعاده حتي وجدته ينطق بأسم هشام وهو يسأله عن أحاوله
لتتجمد الدماء في عروقها وتبتلع ريقها بصعوبه .. فقررت ان تفر الان من أمامه حتي لا يلاحظ شحوبها
وكادت ان تقف الا انها شعرت ببعض الدوار فجلست ثانية علي مقعدها ليُطالعها شريف بقلق وهو يستمع الي والدته بعدما اعطاها هشام الهاتف
قائلا: مالك يازهره
لتسأله والدته بقلق : مالها مراتك يابني
فحركت زهره رأسها بأنها بخير .. ليتنهد هو قائلا : داخت بس شويه ياامي ماتقلقيش
لتبتسم مني بفرحه وتُطالع كل من حولها بسعاده قائله : هي مراتك حامل ولا ايه ياشريف
فنظر هشام لوالدته بصدمه وهو غير مُصدق بأن زهره أصبحت تحمل طفلا من اخيه