رواية هويت رجل الصعيد الفصل الخامس عشر 15 بقلم نور زيزو
الفصل الخامس عشر (15)
___بعنـوان "مكر رجال"___
كانت “حورية” في غرفتها تجمع ملابسها من الدولاب بعد أن طردهم “نوح” من الطابق العلوى للمنزل وتشتعل غضبًا من قراره فتمتمت بضيق شديد:-
-ماشي يا نوح لسه الأيام جاية بينا
ألقت الملابس في الحقيبة بأنفعال شديد ثم جلست على الفراش تشابك أصابعها في بعضهم البعض ففتح الباب وولجت “أسماء” لتقول بضيق:-
-أخرتها يرمينا في أوضتين
ضحكت “حورية” بسخرية من هذه الفتاة العاشقة ونالت منه مقابل الحب سخرية وإذلال ثم قالت:-
-طبعًا خايف على الهانم بتاعته بس ورحمة أخويا لأجهر جلبه عليها سبونى بس أخطط أنا وأفكر كيف أعملها
كان الغضب يمليء قلوبهما من نفره منهم وكرهه له لكن “نوح” كان الغضب يمليء قلبه أيضًا وهو لا يعلم كيف يخبر والده بما علمه وأن “حمدى” عمه وحاملًا لدمه هو نفسه قاتل أخاه، أتصل “نوح” بـ “عطيه” ليخبره بأنه خارج البلد فتنهد بتعب شديد لأنه أراد أن ينفث عن غضبه بالحديث مع صديقه فعاد أدراجًا إلى المنزل بعد أن ترك الأرض وجلسته تحت الشجرة فوق العشب، صعد إلى غرفته وكانت الساعة الواحدة صباحًا فوقف أمام باب الغرفة وتنهد بهدوء ثم فتح مقبض الباب ودلف وكانت الغرفة مُظلمة ليفتح الضوء ورأى ملابس مُغلفة مُعلقة في مقبض الباب الداخلى ومعها ورقة وعندما فتحها كان محتواها (ألبس وأستن) تعجب “نوح” من رسالتها وإلى أين تريد الذهاب في منتصف الليل لكنه أرضي رغبتها وبدل ملابسه وعندما خرج من غرفة الملابس رأى زوجته الجميلة ترتدي الفستان الأحمر الذي أعجبه كثيرًا منذ يومين عندما كانت في حيرة بين الملابس وترفع شعرها للأعلى بأحد دبابيس الشعر ومساحيق التجميل زادتها جمالًا، تطلعت “عهد” بزوجها وهو يرتدي بدلة رمادية وقميص أسود وشعره مرفوع للأعلى فسارت إليه بخطوات ثابتة وصوت طقطقت كعبها العالى تخترق أذنيه لتصل إليه فتطلع بها بهدوء ثم قال:-
-أنا مُتأكد أنى جولت مفيش خروج بالفستان دا برا الأوضة
تبسمت “عهد” بعفوية وهى تضغط على زر تشغيل الموسيقى في الريموت الألكترونى الخاص بالنجفة ثم وضعت الريموت في جيب سترته وهى تقول:-
-وأنا مُتأكدة أنى سمعتك بتقول ألأبسه براحتى هنا .. ممكن ترقص معايا
قالتها وهى تمد يدها إليه لينظر إلى هذه الزوجة المُدللة ثم أخذ يدها في قبضته لترفع يدها الأخرى وتضعها على صدره وتحدثت وهى ترقص معه:-
-أنا أسفة
نظر إليه ويده تحط خصرها ليقول:-
-أعتجد انك بتعتذرى على جنانك ومسكك للمسدس
أومأت له بالإيجاب ثم قالت بنبرة هادئة:-
-مش هكررها تانى ومش هقولك تعمل أيه ومتعملش ايه بس ممكن تحطنى في جزء من تفكيرك
كان يتحرك بها بخطوات ثابتة وعينيه تحدق بعينيها بحُب شديد ووجهه يزداد خجلًا وأحمرارًا من لمس يده ظهرها العارى وهو يحيط خصرها ووضعت رأسها على كتفه تستكين بين ذراعيه ثم تمتمت بلطف:-
-أنا ماليش غيرك يا نوح وحتى أختى شبه خدت العزاء فيا ..
توقف عن الرقص فجأة وأبعدها عنه بقوة وحد من نظرت وجهه ليقول بغضب:-
-بعد الشر عنك يا حبيبة قلبى متجوليش أكدة تانى
عانقت عينيه بعينيها وقالت بضعف:-
-متسبنيش يا نوح وكل ما شيطانك يوسوس لك أفتكر طلبى دا
قربها “نوح” إليه ليضع قبلة على جبينها بدلال فأغمضت عينيها مُستسلمة إلى شعور الحُب الذي يغمرها وضربات قلبها التي تتسارع أكثر وأكثر، أبتعد “نوح” عنها ثم أخذ ذقنها بأنامله وقربها إليه ثم وضع قبلة على وجنتها اليُمنى ليدق باب الغرفة يقطعه فأبتعد عنها عندما سمع صرخ “أسماء” من الخارج فكز على أسنانه لتغضب “عهد” هكذا وهو يبتعد عنها ثم فتح الباب وقال بجدية:-
-نعم
حدقت “أسماء” به وبملابسه مُتعجبة فصرخ بها قائلًا:-
-عايز أيه
تحدثت “أسماء” بضيق منه قائلة:-
-عمى تعبان تحت
هرع “نوح” للخارج لتخرج “عهد” إليها فرمقتها “أسماء” بدهشة من ملابسها وزينتها ثم قالت:-
-راحت عليكى الليلة والحفلة اللى عاملاها يا نن عينى
أشتاطت “عهد” غيظًا من هذه الفتاة ثم تبسمت بسمة مُصطنعة لكى تثير غضبها أكثر وقالت:-
-عملتيها يا أسماء
تبسمت “أسماء” بمكر مُنتصرة في تخريب ليلتهما وتجهيزات “عهد” ثم قالت:-
-وحياة شدة ابويا يا عهد ما هتتهنى يوم واحد في الدار دى
قهقهت “عهد” ضاحكة على هذا الحديث ثم دفعتها بعيدًا عن الطريق وتخرج خلف زوجها قائلة:-
-أنا متهنية أربع وعشرين قيراط لأن ربنا مدينى راجل سيد الرجالة كلها
وضعت عبائته على أكتافها فوق فستانها ثم ترجلت خلف “نوح” لتراه قادم من غرفة المكتب ويسند والده فقالت بقلق:-
-سلامتك يا بابا
أجابها “على” بنبرة خافتة:-
-الله يسلمك يا بنتى، دا شوية سكر مفيش داعى للتعب دا
تبسمت بخفوت بينما أخذه “نوح” إلى غرفته وظل معه طيلة الليل وقد نجحت “أسماء” فيما ترغب به ..
____________________
وقفت “ليلى” في شرفة منزلها تفكر فيما حدث وكيف رفضته لتتصل بـ “عهد” وقصت لها ما حدث لتقول “عهد” بأختناق شديد:-
-ممكن يا ليلى تفهمنى سبب رفضك
أجابتها “ليلى” بضيق شديد قائلة:-
-أنا معرفش أعيش في الصعيد ومع رجل صعيدى وعاداتهم وتقاليدهم يا عهد صعبة
أجابها “عهد” بجدية:-
-مش صعبة يا ليلى بل عاداتهم وتقاليدهم بتصون وتحمى وتغلى الواحدة، أيه الصعب هنا مش عاجبك .. أصعب حاجة هنا أنك تعيشي مع راجل مبحترمش الست ولا بيقدرها وميتفاهمش معاكى ومع شغلك يا ليلى لكن عطيه حسب كلامك مش كدة ومش معارض فكرة شغلك ولا بيقلل منك بل بالعكس أول ما قولتى أنا رايحة القاهرة عشان شغل وصلك بنفسه وفى إعجاب بينكم يبقى أيه اللى هيتعب أو هيصعب الموضوع معاك
تحدث “ليلى” بقلق شديد قائلة:-
-وأعيش حياتى كلها هناك لا وأتجوز راجل بيلبس جلابية
تنهدت “عهد” بتذمر من عناد صديقتها لتقول:-
-يا بنتى أنتِ حافظة مش فاهمة مالها الجلابية يا ليلى وهو مقياس الراجل عندك الجلابية ولا البدلة ما تشلنيش معاكى وبعدين يا ليلى ما انتِ غصب عنك هتعيشي هنا عشان شغلك معايا ولا تحبى ادور على مديرة اعمال غيرك
صمتت “ليلى” دون ان تُعقب على حديثها لتتابع “عهد”. قائلة:-
-فكرى كويس يا ليلى قبل ما عطيه يضع من أيدك
أومأت لها بنعم بتذمر وهى لا تقبل فكرة الذهاب إلى الصعيد أو الزواج من رجل يرتدى عباءات وعمة ثم أغلقت الهاتف مُعتقدة بأن “عهد” تتحدث هكذا لأنها مُتزوجة من رجل صعيدى...
__________________
كانت “عليا” تقف في ملاهى الأطفال تراقب “عمر” وهو يلعب مع “يونس” ثم تركه مع المربية وذهب إليها ثم جلس بجوارها وقال:-
-ها قررتى هنأكل فين؟
تبسمت “عليا” وهى تنظر إليه ثم قالت:-
-أي مكان مش هتفرق
ألتف “عمر” إليها وحدق بملامح وجهها ثم قال:-
-أنتِ مش كان عندك اخت ليه على طول لوحدك
نظرت “عليا” للأمام ببرود ووجه عابس بعد ان ذكر أختها لينتبه “عمر” إلى ضيقها من سؤاله لتقول “عليا”:-
-أتجوزت وسافرت!!
تبسم “عمر” بعفوية وهو يأخذ يد “عليا في يده وقال:-
-عقبالنا
نظرت “عليا” على يده المتشابكة بيدها ثم رفعت نظرها إلى “عمر” وقالت:-
-أنت عاوز تتجوزنى يا عمر
أومأ لها بنعم ثم قال بلطف:-
-أمال بتعرف عليكى عشان أمشي معاكى شوية أعتقد كبرنا على الكلام دا
تبسمت “عليا” بلطف ثم قالت بجدية تجمع شجاعتها:-
-طب أنا عاوزة أحكيلك حاجة
-أوعى تقولى انك خايفة من أهل جوزك ليأخده يونس منك
هزت رأسها بلا ثم قصت إليه ما حدث معى “عهد” و”نوح” ليتعجب “عمر” من افعالها ثم سألها بحيرة:-
-أنتِ جوزتيه اختك وهربتى
تمتمت “عليا” بهدوء وهىتتحاشي النظر إليه قائلة:-
-خوفت على مستقبلى وعلى يونس أنا أم يا عمر والأم بتعمل المستحيل عشان عيالها
جذب “عمر” يده من يدها وقال:-
-بس أنتِ قولتى مستقبلك قبل ابنك وابنك عمره ما كان هيتأذي وخصوصًا أنه حفيدهما ومن دمهم لكن أختك وكمان زعلتى عشان جوزها طلب تتبرعى لمراته اللى هي اخته طب كنتي أعتبريه رد جميل ليها بعد ما جوزتيها هناك ورميك ليها لكن تقاطعيها
دمعت عينى “عليا” بضعف ثم قالت:-
-بس فعلًا تعبت من شيل مسئوليتها أنا بنى ادمة برضو وليا طاقة
-مسئوليتها!! بعد ما كبرت وأستقلت في شقة لوحدها وأشتغلت وشالت نفسها دى حجة يا عليا مش أكتر... يلا نروح نأكل
ذهبا معًا إلى مطعم بيتزا وتناولا الطعام معًا و”عليا” تراقبه خلسًا ووجهه عابس وصامتًا لكنها لم تسأله عن شيء ثم أخذها إلى المنزل ورحل
_____________________
كانت “عهد” جالسة على المكتب وتكتب سطور كتابها الجديدبتركيز وبجانبها كوب من مشروب الشيكولاته الساخنة ليدق باب الغرفة وتدخل “حُسنة” ببعض الصناديق الكرتونية فسألت “عهد” بتعجب:-
-أيه دا؟
أجابتها “حُسنة” بتعب وهى تضع الصناديق أرضًا قائلة:-
-وصلوا للبيه وجالى أطلعهم أهنا
أومأت “عهد” لها بنعم ثم غادرت “حُسنة” فظلت “عهد” تنظر إلى الصناديق بفضول لتفتحهم وكان بداخلهم الكثير من الكتب وديكورات للمكتب والمكتبة لتغمرها السعادة بسبب زوجها الذي يسعى دومًا إلى إسعادها فهرعت للخارج كى تنزل للأسفل لتجده كم أخبرتها “حُسنة” أنه بالمنزل لكنها لم تجده فأستدارت لكى تصعد مُجددًا فأصطدمت بـ “حورية” تخرج من المطبخ وأنسكب منها كوب الشاي فتحدثت “عهد” بقلق:-
-أنا أسفة
لكن “حورية” لم تقبل الأعتذار بل أخذت هذا سبب للشجار مع هذه الفتاة وألقت الكوب بعيدًا لينكسر دون أن تكترث له وقالت:-
-أسفة أيه وزفت أيه على دماغك على الصبح
تحدثت “عهد” بضيق شديد قائلة:-
-أنتِ عايزة تتخانقى وخلاص
صاحت “حورية” بانفعال شديد قائلة:-
-أنتِ لسه شوفتى خناج يا مرت الكبير
أنقضت عليها تجذبها من شعرها أرضًا لتسقطها ثم جلست عليها وبدأت تضرب بقوة صفعات متتالية لتدفعها “عهد” بعيدًا وهى تصرخ بألم ثم زحفت على ركبتيها نحو الدرج لكى تقف هاربة من هذا المرأة الشرسة لتجذبها “حورية” من قدمها بقوة ليرتطم وجه “عهد” بالدرجات وهى تزحفها للخلف ليسيل الدم من فمها وجلست “حورية” عليها مُجددًا بغضب وهى تنفث غضبها كاملًا بـ “عهد” وكان ضعفها يساعد “حورية” في إفراغ الغضب بعنف شديد فجاءت “أسماء” لتراها هكذا فأسرعت إلى أختها وأبعدتها عن “عهد” ونظرت إليها لتُصدم عندما وجدتها فاقدة للوعى
غمغمت “أسماء” بهلع تقول:-
-أنتِ جنتى؟ البت شكلها ماتت
أقتربت “أسماء” تضع يدها قرب أنف “عهد” لتتنفس الصعداء بأرتياح ثم قالت:-
-الحمد لله لسه عايشة أنتِ مخك طار منك يا حورية المرة دى هيطردنا برا الدار كلتها دفعتها “حورية” بعيدًا وأقتربت من “عهد” وهى على الأرض ثم بدأت تركلها في بطنها بقوة وهى تمتم قائلة:-
-هملنى في الحالي البت دى مينفعش تحمل وتولد جبل ما نأخد حجنا من نوح ولا عاوزنى اسيبها أكدة لحدة ما تولد وتورث
أبعدتها “أسماء” بخوف شديد من غضب “نوح” وما سيفعله بهماعندما يعةد وقالت بصراخ شديد:-
-حمل أيه وعيال أيه وهم لسه كيف الأخوات بكفايكى ضرب في البت
أبتعدت “حورية” عنها بأغتياظ شديد ثم قالت:-
-أحسن
دلفت “سلمى” بصحبة “”على” وهو يتكأ عليها من الخارج لتقول:-
-سلامتك يا حج، نهتم بالأكل والعلاج بجى كيف ما الدكتور جال
أتسعت أعينهما عندما رأوا “عهد” على الأرض فاقدة للوعى وحدها بعد أن اختبأت “حورية” وأسماء” قبل أن يروهما فهرعت “سلمى” إليها بخوف مُعتقدة بأنها سقطت عن الدرج...
___________________
وصلت “ليلى” للصعيد في سيارة أجرة مأجورة وكانت تنظر في الهاتف بشرود في متابعة تفاعلات القناة والمشاهدات لكن السيارة توقفت فجأة ليسقط الهاتف منها وترتطم رأسها في المقعد الأمامى فنظرت للأمام بغيظ لكنها رأت سيارة سوداء رباعية الدفع تقف بعرض الطريق وهناك ثلاث رجال مسلحين يقفوا أمامها ثم فتح باب السيارة الخلفى وترجل رجل لتُصدم عندما رأت “خالد” يترجل من السيارة مُرتدى عباءة كحلى ويلف عمامته فأتسعت عيني “ليلى” على مصراعيها من رؤية رجل متوفي أمامها حي ويمشي على قدمه يصبو إليها وظلت مصدومة حتى فتح باب السيارة وأخذها من يدها بقوة ووجه عابس غليظ ونظرات ترعبها لكنها صرخت بخوف منه وتضربه على صرده ليتركها لكنه حملها بذراعه على كتفه وسار بعيدًا ليترجل سائق السيارة بخوف على هذه الفتاة التي بعمر أبنته وقال:-
-أنت واخدها على فين
أوقفه “خالد” بالمسدس في وجهه وقال بغضب سافر:-
-مالكش صالح وهم أمشي من أهنا جبل ما تخسر عمرك
أزدرد الرجل لعابه بخوف من هؤلاء الرجال المُسلحين ليلقى “خالد” بها في السيارة وينطلق بعيدًا بعد أن اختطفها وهى تصرخ بهلع وترتجف رعبًا...
____________________
كانت “فاتن” تجلس مع “حمدى” في غرفة الضابط وقالت بهمس:-
-يعنى هتجضي بجية عمرك أهنا؟
أقترب منها ونظر حوله يتأكد بألا يسمع أحد حديثهما وهمس إليها قائلًا:-
-لا أنا هبعتلك مع حد من العساكر حبيبى هجولك على معاد الترحيل وتكلمى خالد على الرجم اللى اديتهولك وهو هيتصرف
نظرت له بقلق ثم قالت:-
-أنا معاوزش ولدى ينزل من الجبل ويتأذي أنا ما صدجت ان ربنا رحمه ومماتش
مسكها من ذراعها بغضب سافر وهى تكاد تضحى به لأجل أبنها ثم قال:-
-ولدك دا أنا اللى انجدته من الموت ولولا اللى عملته مكنش زمانه عايش دلوجت
أومأت له بنعم ثم غادرت القسم لتعود إلى المنزل وعندما دخلت هرعت “أسماء” إليها وأخبرتها بما فعلته “حورية” بزوجة “نوح” وأنه على وشك العودة من العمل لتفزع بهلع شديد وتركض إلى غرفتها وكانت “حورية” تقف ثابتة دون خوف مما فعلته لتُصدم بصفعة قوية من والدتها على وجهها ثم قالت:-
-أنا مش جولتلك متهوبش من عهد ومتخططيش لحالك
تحدثت “حورية” بأنفعال شديد تقول:-
-من غيظى مجدرتش أمسك حالى عليها
صاحت “فاتن” بضيق شديد وهى تقول:-
-تجومى تضربيها وتعلمى على خلجتها بيدك طب وجعيها من على السلم هنجول وجعت لحالها لكن تضربيها ما هو الضرب واضح أنه ضرب
صمتت “حورية” بإغتياظ شديد مما يحدث وضرب أمها لها فغادرت الغرفة وشرارة غضبها تنشب بداخلها...
وصل “نوح” للمنزل وصعد على غرفته لكنه لم يجد زوجته فخرج يبحث عنها ولم يجدها فسأل “سلمى”:-
-عهد فين يا أمى؟
أبتلعت “سلمى”ريقها بخوف من “نوح” عندما يرى زوجته بهذه الحالة وما أصابها ليشعر بالغرابة من صمت والدته وأرتباكها فقال:-
-في أيه، عهد فين؟
نظرت “سلمى” على باب غرفتها بقلق وقبل أن تتحدث هرع “نوح” نحو الغرفة لتسرع “سلمى” وتقف أمام الباب تمنعه من الدخول وقالت:-
-هي نايمة هبابة يا نوح
أبعد والدته عن الطريق وفتح الباب ثم دخل كالعاصفة البركانية عاضبًا والفضول يقتله ليُصدم عندما رأى زوجته فوقفت “عهد” بخوف منه ونزلت عن الفراش لتسير بضعف نحوه فمسك فك وجهها بلطف وهو يشعر بوخزات قلبه ألمًا لرؤية ما حدث بها في منزله، رفع رأسه إليها يتطلع بجرح ذقنها وشفتيها من أرتطامها بالدرج ووجهها مليءبالكدمات غير عينيها اليسرى المغلقة تمامًا من الورم فسأل بغضب كامن:-
-مين اللى عمل فيكى أكدة
تمتمت “عهد” بضعف وخوف مما سيفعله قائلة:-
-نوح..
قطعها “نوح” بأنفعال شديد وهو يصرخ بها قائلًا:-
-بجولك مين اللى عملها
-حورية
قالتها بسرعة مرتعبة من صراخه عليها فتركها وغادر الغرفة لتفزع “سلمى” و “عهد” ويخرجوا خلفه .....
يتبــــع ......
___بعنـوان "مكر رجال"___
كانت “حورية” في غرفتها تجمع ملابسها من الدولاب بعد أن طردهم “نوح” من الطابق العلوى للمنزل وتشتعل غضبًا من قراره فتمتمت بضيق شديد:-
-ماشي يا نوح لسه الأيام جاية بينا
ألقت الملابس في الحقيبة بأنفعال شديد ثم جلست على الفراش تشابك أصابعها في بعضهم البعض ففتح الباب وولجت “أسماء” لتقول بضيق:-
-أخرتها يرمينا في أوضتين
ضحكت “حورية” بسخرية من هذه الفتاة العاشقة ونالت منه مقابل الحب سخرية وإذلال ثم قالت:-
-طبعًا خايف على الهانم بتاعته بس ورحمة أخويا لأجهر جلبه عليها سبونى بس أخطط أنا وأفكر كيف أعملها
كان الغضب يمليء قلوبهما من نفره منهم وكرهه له لكن “نوح” كان الغضب يمليء قلبه أيضًا وهو لا يعلم كيف يخبر والده بما علمه وأن “حمدى” عمه وحاملًا لدمه هو نفسه قاتل أخاه، أتصل “نوح” بـ “عطيه” ليخبره بأنه خارج البلد فتنهد بتعب شديد لأنه أراد أن ينفث عن غضبه بالحديث مع صديقه فعاد أدراجًا إلى المنزل بعد أن ترك الأرض وجلسته تحت الشجرة فوق العشب، صعد إلى غرفته وكانت الساعة الواحدة صباحًا فوقف أمام باب الغرفة وتنهد بهدوء ثم فتح مقبض الباب ودلف وكانت الغرفة مُظلمة ليفتح الضوء ورأى ملابس مُغلفة مُعلقة في مقبض الباب الداخلى ومعها ورقة وعندما فتحها كان محتواها (ألبس وأستن) تعجب “نوح” من رسالتها وإلى أين تريد الذهاب في منتصف الليل لكنه أرضي رغبتها وبدل ملابسه وعندما خرج من غرفة الملابس رأى زوجته الجميلة ترتدي الفستان الأحمر الذي أعجبه كثيرًا منذ يومين عندما كانت في حيرة بين الملابس وترفع شعرها للأعلى بأحد دبابيس الشعر ومساحيق التجميل زادتها جمالًا، تطلعت “عهد” بزوجها وهو يرتدي بدلة رمادية وقميص أسود وشعره مرفوع للأعلى فسارت إليه بخطوات ثابتة وصوت طقطقت كعبها العالى تخترق أذنيه لتصل إليه فتطلع بها بهدوء ثم قال:-
-أنا مُتأكد أنى جولت مفيش خروج بالفستان دا برا الأوضة
تبسمت “عهد” بعفوية وهى تضغط على زر تشغيل الموسيقى في الريموت الألكترونى الخاص بالنجفة ثم وضعت الريموت في جيب سترته وهى تقول:-
-وأنا مُتأكدة أنى سمعتك بتقول ألأبسه براحتى هنا .. ممكن ترقص معايا
قالتها وهى تمد يدها إليه لينظر إلى هذه الزوجة المُدللة ثم أخذ يدها في قبضته لترفع يدها الأخرى وتضعها على صدره وتحدثت وهى ترقص معه:-
-أنا أسفة
نظر إليه ويده تحط خصرها ليقول:-
-أعتجد انك بتعتذرى على جنانك ومسكك للمسدس
أومأت له بالإيجاب ثم قالت بنبرة هادئة:-
-مش هكررها تانى ومش هقولك تعمل أيه ومتعملش ايه بس ممكن تحطنى في جزء من تفكيرك
كان يتحرك بها بخطوات ثابتة وعينيه تحدق بعينيها بحُب شديد ووجهه يزداد خجلًا وأحمرارًا من لمس يده ظهرها العارى وهو يحيط خصرها ووضعت رأسها على كتفه تستكين بين ذراعيه ثم تمتمت بلطف:-
-أنا ماليش غيرك يا نوح وحتى أختى شبه خدت العزاء فيا ..
توقف عن الرقص فجأة وأبعدها عنه بقوة وحد من نظرت وجهه ليقول بغضب:-
-بعد الشر عنك يا حبيبة قلبى متجوليش أكدة تانى
عانقت عينيه بعينيها وقالت بضعف:-
-متسبنيش يا نوح وكل ما شيطانك يوسوس لك أفتكر طلبى دا
قربها “نوح” إليه ليضع قبلة على جبينها بدلال فأغمضت عينيها مُستسلمة إلى شعور الحُب الذي يغمرها وضربات قلبها التي تتسارع أكثر وأكثر، أبتعد “نوح” عنها ثم أخذ ذقنها بأنامله وقربها إليه ثم وضع قبلة على وجنتها اليُمنى ليدق باب الغرفة يقطعه فأبتعد عنها عندما سمع صرخ “أسماء” من الخارج فكز على أسنانه لتغضب “عهد” هكذا وهو يبتعد عنها ثم فتح الباب وقال بجدية:-
-نعم
حدقت “أسماء” به وبملابسه مُتعجبة فصرخ بها قائلًا:-
-عايز أيه
تحدثت “أسماء” بضيق منه قائلة:-
-عمى تعبان تحت
هرع “نوح” للخارج لتخرج “عهد” إليها فرمقتها “أسماء” بدهشة من ملابسها وزينتها ثم قالت:-
-راحت عليكى الليلة والحفلة اللى عاملاها يا نن عينى
أشتاطت “عهد” غيظًا من هذه الفتاة ثم تبسمت بسمة مُصطنعة لكى تثير غضبها أكثر وقالت:-
-عملتيها يا أسماء
تبسمت “أسماء” بمكر مُنتصرة في تخريب ليلتهما وتجهيزات “عهد” ثم قالت:-
-وحياة شدة ابويا يا عهد ما هتتهنى يوم واحد في الدار دى
قهقهت “عهد” ضاحكة على هذا الحديث ثم دفعتها بعيدًا عن الطريق وتخرج خلف زوجها قائلة:-
-أنا متهنية أربع وعشرين قيراط لأن ربنا مدينى راجل سيد الرجالة كلها
وضعت عبائته على أكتافها فوق فستانها ثم ترجلت خلف “نوح” لتراه قادم من غرفة المكتب ويسند والده فقالت بقلق:-
-سلامتك يا بابا
أجابها “على” بنبرة خافتة:-
-الله يسلمك يا بنتى، دا شوية سكر مفيش داعى للتعب دا
تبسمت بخفوت بينما أخذه “نوح” إلى غرفته وظل معه طيلة الليل وقد نجحت “أسماء” فيما ترغب به ..
____________________
وقفت “ليلى” في شرفة منزلها تفكر فيما حدث وكيف رفضته لتتصل بـ “عهد” وقصت لها ما حدث لتقول “عهد” بأختناق شديد:-
-ممكن يا ليلى تفهمنى سبب رفضك
أجابتها “ليلى” بضيق شديد قائلة:-
-أنا معرفش أعيش في الصعيد ومع رجل صعيدى وعاداتهم وتقاليدهم يا عهد صعبة
أجابها “عهد” بجدية:-
-مش صعبة يا ليلى بل عاداتهم وتقاليدهم بتصون وتحمى وتغلى الواحدة، أيه الصعب هنا مش عاجبك .. أصعب حاجة هنا أنك تعيشي مع راجل مبحترمش الست ولا بيقدرها وميتفاهمش معاكى ومع شغلك يا ليلى لكن عطيه حسب كلامك مش كدة ومش معارض فكرة شغلك ولا بيقلل منك بل بالعكس أول ما قولتى أنا رايحة القاهرة عشان شغل وصلك بنفسه وفى إعجاب بينكم يبقى أيه اللى هيتعب أو هيصعب الموضوع معاك
تحدث “ليلى” بقلق شديد قائلة:-
-وأعيش حياتى كلها هناك لا وأتجوز راجل بيلبس جلابية
تنهدت “عهد” بتذمر من عناد صديقتها لتقول:-
-يا بنتى أنتِ حافظة مش فاهمة مالها الجلابية يا ليلى وهو مقياس الراجل عندك الجلابية ولا البدلة ما تشلنيش معاكى وبعدين يا ليلى ما انتِ غصب عنك هتعيشي هنا عشان شغلك معايا ولا تحبى ادور على مديرة اعمال غيرك
صمتت “ليلى” دون ان تُعقب على حديثها لتتابع “عهد”. قائلة:-
-فكرى كويس يا ليلى قبل ما عطيه يضع من أيدك
أومأت لها بنعم بتذمر وهى لا تقبل فكرة الذهاب إلى الصعيد أو الزواج من رجل يرتدى عباءات وعمة ثم أغلقت الهاتف مُعتقدة بأن “عهد” تتحدث هكذا لأنها مُتزوجة من رجل صعيدى...
__________________
كانت “عليا” تقف في ملاهى الأطفال تراقب “عمر” وهو يلعب مع “يونس” ثم تركه مع المربية وذهب إليها ثم جلس بجوارها وقال:-
-ها قررتى هنأكل فين؟
تبسمت “عليا” وهى تنظر إليه ثم قالت:-
-أي مكان مش هتفرق
ألتف “عمر” إليها وحدق بملامح وجهها ثم قال:-
-أنتِ مش كان عندك اخت ليه على طول لوحدك
نظرت “عليا” للأمام ببرود ووجه عابس بعد ان ذكر أختها لينتبه “عمر” إلى ضيقها من سؤاله لتقول “عليا”:-
-أتجوزت وسافرت!!
تبسم “عمر” بعفوية وهو يأخذ يد “عليا في يده وقال:-
-عقبالنا
نظرت “عليا” على يده المتشابكة بيدها ثم رفعت نظرها إلى “عمر” وقالت:-
-أنت عاوز تتجوزنى يا عمر
أومأ لها بنعم ثم قال بلطف:-
-أمال بتعرف عليكى عشان أمشي معاكى شوية أعتقد كبرنا على الكلام دا
تبسمت “عليا” بلطف ثم قالت بجدية تجمع شجاعتها:-
-طب أنا عاوزة أحكيلك حاجة
-أوعى تقولى انك خايفة من أهل جوزك ليأخده يونس منك
هزت رأسها بلا ثم قصت إليه ما حدث معى “عهد” و”نوح” ليتعجب “عمر” من افعالها ثم سألها بحيرة:-
-أنتِ جوزتيه اختك وهربتى
تمتمت “عليا” بهدوء وهىتتحاشي النظر إليه قائلة:-
-خوفت على مستقبلى وعلى يونس أنا أم يا عمر والأم بتعمل المستحيل عشان عيالها
جذب “عمر” يده من يدها وقال:-
-بس أنتِ قولتى مستقبلك قبل ابنك وابنك عمره ما كان هيتأذي وخصوصًا أنه حفيدهما ومن دمهم لكن أختك وكمان زعلتى عشان جوزها طلب تتبرعى لمراته اللى هي اخته طب كنتي أعتبريه رد جميل ليها بعد ما جوزتيها هناك ورميك ليها لكن تقاطعيها
دمعت عينى “عليا” بضعف ثم قالت:-
-بس فعلًا تعبت من شيل مسئوليتها أنا بنى ادمة برضو وليا طاقة
-مسئوليتها!! بعد ما كبرت وأستقلت في شقة لوحدها وأشتغلت وشالت نفسها دى حجة يا عليا مش أكتر... يلا نروح نأكل
ذهبا معًا إلى مطعم بيتزا وتناولا الطعام معًا و”عليا” تراقبه خلسًا ووجهه عابس وصامتًا لكنها لم تسأله عن شيء ثم أخذها إلى المنزل ورحل
_____________________
كانت “عهد” جالسة على المكتب وتكتب سطور كتابها الجديدبتركيز وبجانبها كوب من مشروب الشيكولاته الساخنة ليدق باب الغرفة وتدخل “حُسنة” ببعض الصناديق الكرتونية فسألت “عهد” بتعجب:-
-أيه دا؟
أجابتها “حُسنة” بتعب وهى تضع الصناديق أرضًا قائلة:-
-وصلوا للبيه وجالى أطلعهم أهنا
أومأت “عهد” لها بنعم ثم غادرت “حُسنة” فظلت “عهد” تنظر إلى الصناديق بفضول لتفتحهم وكان بداخلهم الكثير من الكتب وديكورات للمكتب والمكتبة لتغمرها السعادة بسبب زوجها الذي يسعى دومًا إلى إسعادها فهرعت للخارج كى تنزل للأسفل لتجده كم أخبرتها “حُسنة” أنه بالمنزل لكنها لم تجده فأستدارت لكى تصعد مُجددًا فأصطدمت بـ “حورية” تخرج من المطبخ وأنسكب منها كوب الشاي فتحدثت “عهد” بقلق:-
-أنا أسفة
لكن “حورية” لم تقبل الأعتذار بل أخذت هذا سبب للشجار مع هذه الفتاة وألقت الكوب بعيدًا لينكسر دون أن تكترث له وقالت:-
-أسفة أيه وزفت أيه على دماغك على الصبح
تحدثت “عهد” بضيق شديد قائلة:-
-أنتِ عايزة تتخانقى وخلاص
صاحت “حورية” بانفعال شديد قائلة:-
-أنتِ لسه شوفتى خناج يا مرت الكبير
أنقضت عليها تجذبها من شعرها أرضًا لتسقطها ثم جلست عليها وبدأت تضرب بقوة صفعات متتالية لتدفعها “عهد” بعيدًا وهى تصرخ بألم ثم زحفت على ركبتيها نحو الدرج لكى تقف هاربة من هذا المرأة الشرسة لتجذبها “حورية” من قدمها بقوة ليرتطم وجه “عهد” بالدرجات وهى تزحفها للخلف ليسيل الدم من فمها وجلست “حورية” عليها مُجددًا بغضب وهى تنفث غضبها كاملًا بـ “عهد” وكان ضعفها يساعد “حورية” في إفراغ الغضب بعنف شديد فجاءت “أسماء” لتراها هكذا فأسرعت إلى أختها وأبعدتها عن “عهد” ونظرت إليها لتُصدم عندما وجدتها فاقدة للوعى
غمغمت “أسماء” بهلع تقول:-
-أنتِ جنتى؟ البت شكلها ماتت
أقتربت “أسماء” تضع يدها قرب أنف “عهد” لتتنفس الصعداء بأرتياح ثم قالت:-
-الحمد لله لسه عايشة أنتِ مخك طار منك يا حورية المرة دى هيطردنا برا الدار كلتها دفعتها “حورية” بعيدًا وأقتربت من “عهد” وهى على الأرض ثم بدأت تركلها في بطنها بقوة وهى تمتم قائلة:-
-هملنى في الحالي البت دى مينفعش تحمل وتولد جبل ما نأخد حجنا من نوح ولا عاوزنى اسيبها أكدة لحدة ما تولد وتورث
أبعدتها “أسماء” بخوف شديد من غضب “نوح” وما سيفعله بهماعندما يعةد وقالت بصراخ شديد:-
-حمل أيه وعيال أيه وهم لسه كيف الأخوات بكفايكى ضرب في البت
أبتعدت “حورية” عنها بأغتياظ شديد ثم قالت:-
-أحسن
دلفت “سلمى” بصحبة “”على” وهو يتكأ عليها من الخارج لتقول:-
-سلامتك يا حج، نهتم بالأكل والعلاج بجى كيف ما الدكتور جال
أتسعت أعينهما عندما رأوا “عهد” على الأرض فاقدة للوعى وحدها بعد أن اختبأت “حورية” وأسماء” قبل أن يروهما فهرعت “سلمى” إليها بخوف مُعتقدة بأنها سقطت عن الدرج...
___________________
وصلت “ليلى” للصعيد في سيارة أجرة مأجورة وكانت تنظر في الهاتف بشرود في متابعة تفاعلات القناة والمشاهدات لكن السيارة توقفت فجأة ليسقط الهاتف منها وترتطم رأسها في المقعد الأمامى فنظرت للأمام بغيظ لكنها رأت سيارة سوداء رباعية الدفع تقف بعرض الطريق وهناك ثلاث رجال مسلحين يقفوا أمامها ثم فتح باب السيارة الخلفى وترجل رجل لتُصدم عندما رأت “خالد” يترجل من السيارة مُرتدى عباءة كحلى ويلف عمامته فأتسعت عيني “ليلى” على مصراعيها من رؤية رجل متوفي أمامها حي ويمشي على قدمه يصبو إليها وظلت مصدومة حتى فتح باب السيارة وأخذها من يدها بقوة ووجه عابس غليظ ونظرات ترعبها لكنها صرخت بخوف منه وتضربه على صرده ليتركها لكنه حملها بذراعه على كتفه وسار بعيدًا ليترجل سائق السيارة بخوف على هذه الفتاة التي بعمر أبنته وقال:-
-أنت واخدها على فين
أوقفه “خالد” بالمسدس في وجهه وقال بغضب سافر:-
-مالكش صالح وهم أمشي من أهنا جبل ما تخسر عمرك
أزدرد الرجل لعابه بخوف من هؤلاء الرجال المُسلحين ليلقى “خالد” بها في السيارة وينطلق بعيدًا بعد أن اختطفها وهى تصرخ بهلع وترتجف رعبًا...
____________________
كانت “فاتن” تجلس مع “حمدى” في غرفة الضابط وقالت بهمس:-
-يعنى هتجضي بجية عمرك أهنا؟
أقترب منها ونظر حوله يتأكد بألا يسمع أحد حديثهما وهمس إليها قائلًا:-
-لا أنا هبعتلك مع حد من العساكر حبيبى هجولك على معاد الترحيل وتكلمى خالد على الرجم اللى اديتهولك وهو هيتصرف
نظرت له بقلق ثم قالت:-
-أنا معاوزش ولدى ينزل من الجبل ويتأذي أنا ما صدجت ان ربنا رحمه ومماتش
مسكها من ذراعها بغضب سافر وهى تكاد تضحى به لأجل أبنها ثم قال:-
-ولدك دا أنا اللى انجدته من الموت ولولا اللى عملته مكنش زمانه عايش دلوجت
أومأت له بنعم ثم غادرت القسم لتعود إلى المنزل وعندما دخلت هرعت “أسماء” إليها وأخبرتها بما فعلته “حورية” بزوجة “نوح” وأنه على وشك العودة من العمل لتفزع بهلع شديد وتركض إلى غرفتها وكانت “حورية” تقف ثابتة دون خوف مما فعلته لتُصدم بصفعة قوية من والدتها على وجهها ثم قالت:-
-أنا مش جولتلك متهوبش من عهد ومتخططيش لحالك
تحدثت “حورية” بأنفعال شديد تقول:-
-من غيظى مجدرتش أمسك حالى عليها
صاحت “فاتن” بضيق شديد وهى تقول:-
-تجومى تضربيها وتعلمى على خلجتها بيدك طب وجعيها من على السلم هنجول وجعت لحالها لكن تضربيها ما هو الضرب واضح أنه ضرب
صمتت “حورية” بإغتياظ شديد مما يحدث وضرب أمها لها فغادرت الغرفة وشرارة غضبها تنشب بداخلها...
وصل “نوح” للمنزل وصعد على غرفته لكنه لم يجد زوجته فخرج يبحث عنها ولم يجدها فسأل “سلمى”:-
-عهد فين يا أمى؟
أبتلعت “سلمى”ريقها بخوف من “نوح” عندما يرى زوجته بهذه الحالة وما أصابها ليشعر بالغرابة من صمت والدته وأرتباكها فقال:-
-في أيه، عهد فين؟
نظرت “سلمى” على باب غرفتها بقلق وقبل أن تتحدث هرع “نوح” نحو الغرفة لتسرع “سلمى” وتقف أمام الباب تمنعه من الدخول وقالت:-
-هي نايمة هبابة يا نوح
أبعد والدته عن الطريق وفتح الباب ثم دخل كالعاصفة البركانية عاضبًا والفضول يقتله ليُصدم عندما رأى زوجته فوقفت “عهد” بخوف منه ونزلت عن الفراش لتسير بضعف نحوه فمسك فك وجهها بلطف وهو يشعر بوخزات قلبه ألمًا لرؤية ما حدث بها في منزله، رفع رأسه إليها يتطلع بجرح ذقنها وشفتيها من أرتطامها بالدرج ووجهها مليءبالكدمات غير عينيها اليسرى المغلقة تمامًا من الورم فسأل بغضب كامن:-
-مين اللى عمل فيكى أكدة
تمتمت “عهد” بضعف وخوف مما سيفعله قائلة:-
-نوح..
قطعها “نوح” بأنفعال شديد وهو يصرخ بها قائلًا:-
-بجولك مين اللى عملها
-حورية
قالتها بسرعة مرتعبة من صراخه عليها فتركها وغادر الغرفة لتفزع “سلمى” و “عهد” ويخرجوا خلفه .....
يتبــــع ......