رواية الذئب القاسي الفصل الثالث عشر 13 بقلم فاطمة عمارة
الفصل الثالث عشر 
الذئب_القاسي
بقلمي فاطمه عماره
______________________
سيعوضك الله عن كل هذا العبء الذي حملته وحدك في هذا الطريق
سيعوضك عن كل تلك الاوجاع التي قاومتها دون ان تتكلم 
سيعوضك عن الذي في قلبك ولا يعرفونه 
ربنا يفرح قلبك ويبسطك دايما 
ويحققلك كل اللي نفسكـ فيه وبتتمناه
____________________
كلما اقترب من وجهته كلما ذادت دقات قلبه بعنف يفكر ما هي رده فعلهم ؟ وما رد فعل نفسه عندما يراهم لاول مره ؟ما شعور اخوته ؟ سعد بشده عندما علم ان لديه اشقاء ؟طالما عاش وحيدا بدون اخ او اخت تربي وترعرع ما من اتبنوه ولكنه يشهد انهم كانوا يعاملوه مثل ابنهم تماما ولو كان والده "حمدي" لم يعترف له بالحقيقه فما كان عرف شئ ؟ واخيرا وصل الي وجهته وهبط من سيارته لم تسعفه قدماه للسير بل ظل ساكنا
ظل ساكنا يتطلع الي المنزل ينظر في كل اتجاه دقات قلبه تذيد بعنف واخيرا حسم امره وسار الي الداخل ثم أخذ نفس عميق واطرق الباب وبعد لحظات فتح الباب ليطل منه والده عبد الحميد !!!
جاء عبد الحميد ليتحدث لكنه توقف ونظر في وجهه بتمعن شديد رأي لمعان عين الماثل امامه بشده كأن الدموع تترقرق بها مهلا !! ما هذا الشبه الكبير بينه وبين الماثل امامه !! يشبه كثيرا گأنه نسخه طبق الاصل منه عندما كان صغيراا !! معقول هذا !! يصدق قلبي !! ولكن يكذب عقلي بشده !!
عبد الحميد بصوت مرتجف بعد لحظات دامت من الصمت
"ايوه يا ابني عاوز مين"
ابني هذه الكلمه التي يسمعها من فم ابيه الحقيقي لاول مره منذ أكثر من ثلاثين عام !! لها مذاق مختلف دقات قلبه تقرع كالطبول فرحا وتوترا بهذا الموقف
بيجاد بصوت مختنق من كتمان الدموع
"عاوز ابويا ياخدني في حضنه بعد اكتر من تلاتين سنه بعاد"
صدمه هل ما شعر بيه حقيقه !! ام يتوقع !! ام انه يتمني فقط قول هذا !!
عبد الحميد بصوت مرتجف
"يعني اللي انا حاسس بيه صح مش كده اوعي تقولي لا"
لم يقدر علي كتمان دموعه اكثر فنزلت كالسيول علي وجنته وقال بدموع
"لا صح انا ابنك اللي اتحرم منك من يوم ما تولد"
يا الله لطفك وعونك يشعر بان قلبه يكاد ان يتوقف من شده الفرح !! ابنه الذي اختطف من المشفي من يوم ميلاده وظل يبحث عنه مررارا وتكرارا يقف امامه الان شاب قوي طويل عريض المنكبين والادهي من هذا يشبه الي حد كبير ولما لا فهو ابنه البكري !! اول من رأت عينه !!
رفع عبد الحميد يده وملس علي وجنته ببطئ كانه يتأكد انه واقف امامه وانه لا يتخيل وجوده ثم في بغته جذبه الي احضانه بشده كأنه يريد ان يدخله بداخل صدره ففراق دام اكثر من ثلاثون عام لم يراه وهو يكبر سنه وراء سنه لم يراه في ريعان شبابه لم يسمع صوته الطفولي وهو يضحك
ظل يبكيان بشده في احضان بعضهما حتي هتف عبد الحميد بصوت باكي يمزق القلوب وهو مازال يحتضنه بشده يأبي تركه كأنه سوف يتبخر من امامه ان تركه هتف ببكاء
" ابني...حبيبي...مش مصدق انك قدامي...انا اول ما شفتك قلبي دق بعنف...شبهي اووي انت الوحيد اللي شبهي وشبه عمك....قولي اني مبحلمش يا ابني قولي عشان خاطري ...قولي حاسس ان قلبي هيقف"
بيجاد وهو يخرج نفسه من احضانه وهو يبكي بشده ولاول مره يظهر دموعه بهذه الطريقه امام أحد هتف وهو يقبل جبينه ثم يداه بقوه كأنه يتأكد ايضا من وجوده
"لا مش بتحلم...انا واقف ادامك...انا كمان مش مصدق انك واقف ادامي مش مصدق اني شبهك..مش مصدق اني هيبقي ليا اب وام واخوات...والله مش مصدق"
احتضنه ابيه بقوه مره آخره مربتا علي ظهره بقوه وهتف ومازال يبكي
"آآآآه يا ابني ... رغم السنين دي كلها منستكش ولا امك نسيتك ... مش مصدق"
وفي لحظه كان ساجدا علي الارض يشكر الله ببكاء وصوت مسموع يشكره علي فضله لرجوع ابنه بين احضانه بعد مرور هذه السنوات
امسك بيجاد بكف ابيه يجذبه برفق يرفعه من الارض ثم لثم يدا بقوه ثم اردف بابتسامه الرائعه
"وحشني اوي يا ابويا"
بادله ابيه الابتسامه ومازالت دموعه تنزل لتغرق وجهه "ابويا ... يااااه حلوه اووي الكلمه دي " تعالي في حضن ابوك يا غالي .... ارتمي في احضانه مره اخري بقوه
ثم هتف عبد الحميد بلهفه "ادخل يا ابني انا من فرحتي مخدتش بالي احنا واقفين فين ادخل يا حبيبي ادخل عشان تشوف امك"
بيجاد بلهفه "هي فين نفسي اشوفها"
عبد الحميد "فوق في الاوضه بتاعتك امك مبتدخلش حد فيها نهائي وكل يوم اما انزل اراجع الشغل في المكتب زي دلوقتي هي بتقعد فيها تعيط"
بيجاد بابتسامه"عاوز اشوفها"
عبد الحميد بفرحه "تعالي نطلع يالا"
جذبه عبد الحميد من يده كأنه طفل صغير يخاف عليه من السقوط كم اسعد بيجاد بشده فهو لم يصدق حتي الان لحظات وكانوا يقفون علي اعتاب غرفته
عبد الحميد بفرح "انا هخش امهدلها لتروح مننا من الفرحه هههههه"
بيجاد بابتسامه "ماشي بس بسرعه"
قبله والده من جبينه بقوه وقال بسعاده بالغه
"حاضر يا غالي حاضر" ثم دخل الغرفه
وجدها جالسه علي فراشه الصغير في غرفته التي جهزتها هي وزوجها منذ اكثر من ثلاثون عام بفرحه شديده وحب فشغف الاباء لفرحه اول مولود تكون كبيره ... كبيره بشده
عبد الحميد بابتسامه تخفي الكثير من الفرحه
"فرح حبيبتي"
رفعت انظارها اليه وبادلته الابتسامه تعلم انه يعاني بسبب خزنها
"نعم يا حبيبي"
عبد الحميد بسعاده "عاملك مفأجاه مش ممكن تتوقعيها"
فرحه بابتسامه لسعادته "مفأجاه ايه"
كان يقف خلف الباب شغوفا بشده يريد رؤيتها يريد الارتماء في احضانها بشده يريد ان يشعر بحنانها حتي والدته التي تبنته توفت عندما كان صغيرا يفقد حنان الام ويقفد حنان الاب منذ سنوات ويقفد شعور ان يكون له اخوه
عبد الحميد وهو يتوجهه اليها ويمسك كف يدها بحنان بالغ وقال بابتسامه
"اي اكتر حاجه انتي بتتمنيها وبتدعي بيها كل يوم"
فرح بسرعه دون وعي وقد هبطت دموعها
"ابني ..ابني اللي اتحرمت منه ..معرفش هو فين ولا حصله اي..نفسي اشوفه"
ضمها عبد الحميد بين احضانه وهتف بنبره مختنقه من كتمان دموعه ولكنها فرحه وسعيده بشده
"هي دي المفأجاه"
خرجت من احضانه سريعا هتفت بتلهف
"هه !! انت بتقول اي !! انت بتضحك عليا "
"لا مبيضحكش عليكي يا امي"
كان هذا صوت بيجاد الباكي لم يحتمل ان ينتظر اكثر من هذا خارج الغرفه وهو يشعر بحزنها وتلفها علي ابنها الضائع منذ سنوات
لحظه وقف فيها الزمن !! لا توجد كلمات لوصف شعور فرح الان نظرت اليه حاحظه العينين مصدومه لا تتحرك ولا ترمش وبعد لحظات توجههت اليه ورفعت يدها المرتعشه بشده وتلمست وجنته ببطئ وهتفت باختناق وابتسامه ممزوجه بالالم فما زالت تشعر ان يكون حلما وستصحي منه ولكنها تتمني ان كان هذا حلم لا تريد الاستيقاظ منه ابدا
"ابني " ثم وضعت يدها علش شعره تتلمسه بحنان ونزلت يدها مره آخري علي وجنته تتلمسها ببطئ ثم احتضنته بقوه وانفجرت باكيه واردفت ببكاء مزق قلوب الاثنين الواقفين حولها
"ابني .. ابني بجد انت في حضني بجد ولا انا بحلم رد عليا رد عليا انت موجود صح وانا حضناك مش هصحي زي ايام كتير ويكون دا حلم طمني ابوس ايدك" ثم مالت علي يده لتقبلها
ولكنه سحبها بلهفه وامسك يدها وقبلها ثم قبل جبينها وهو يبكي متأثر بما يحدث ثم قبل كلا وجنتيها واحتضنها بقوه
"لا يا امي مش بتحلمي انا قدامك اهو ابنك اللي اتحرم منك"
فرح ببكاء "الف حمد وشكر ليك يارب الف حمد وشكر ليك يارب انك اتقبلت دعوتي ومخذلتنيش يارب الحمد لله"
ثم خرجت من احضانه ولكنها مازالت متمسكه به ثم امسكت كفه وجذبته برفق وهي تتكلم بحماس
"تعالي يا حبيبي افرجك علي اوضتك تعالي"
ابتسم بسعاده لرؤيتهم وهذا الاستقبال الرائع حق جعل قلبه يرفرف من السعاده الطاغيه
فرح بلهفه وبكاء "دا دا سريرك اللي انا وابوك عملناه ليك من تلاتين سنه وانت حتي منمتش عليه ودا دولابك تعالي اوريهولك" فتحت الدولاب لينصدم بشده ثم اكملت ببكاء
"ودي هدوك محدش لمسها حتي ملبستهاش لاخوك يا ابني دي هدومك اللي انا اشترتها وانت ملبستهاش ثم انهارت في البكاء ودا دا مكتبك الصغير اللي انا مشفتكش وانت قاعد عليه"
يكفي دموع وحزن فمزقت قلبهم اربا اربا اخذها بيجاد في احضانه بقوه وهي يبكي ايضا
"كفايه دموع يا امي انا في حضنك اهو كفايه عشان خاطري كفايه"
عبد الحميد بتأثرروهو يكتم دموعه
"كفايه يا فرح كفايه اهو رجعلك راجل ملو هدومه اهو ما شاء الله اطول مني"
ضحكت من وسط دموعها "ههههه طب شوف انا جياله لغايه صدره بس طلع اطول من اكرم هههه"
بيجاد بابتسامه وهو مازال داخل احضانها
"نفسي اشوفهم اووي انا شوفت نور يوم فرحها"
عبد الحميد وفرح معا "بجد''
بيجاد بابتسامه "ايوه انا صاحب أدهم اصلا .. ربنا محرمنيش اني اشوف اختي يوم فرحها"
فرح بسعاده طاغيه وهو ممسكه بيه
"تعالي اكلك اكيد جعان تعالي يالا"قالتها وهي تمسك يده وتجذبه برفق
عبد الحميد بضحك "هههههه ابنك راجل مش عيل صغير يا فرح"
بيجاد بضحك" لا يا امي انا مش جعان ههههه انا عاوز اشوف اخواتي بس"
فرح بحذم "لا هتاكل الاول وانا اللي هأكلك ومش عاوزه اسمع كلمه تانيه"
لا تريد الاقتناع بانه صار راجلا تعامله بانه طفلها الذي اتحرمت منه
بيجاد بابتسامه وفرحه طاغيه "اوعدك هاكل من ايدك بس اشوف اخواتي"
فرح بابتسامه وهي تحضنه مره آخري
"ماشي يا حبيبي علي راحتك اتصل باكرم يا عبد الحميد"
عبد الحميد بابتسامه وهو يخرج الهاتف من حيب بنطاله البيتي ليحدث اكرم وبعد لحظات اجاب الطرف الآخر
عبد الحميد بعد فتح مكبر الصوت "الو ايوه يا أكرم"
أكرم بمرحه المعتاد "ايوه يا حجوج لحقت اوحشك ولا اي"
عبد الحميد بمزاح "هههههه تعالي ياض انا مستنيك انا وامك وفي مفأجاه"
أكرم بخبث "اوعي تكون اجوزت يا عبده"
فرح بحده مصطنعه "انت بتقول اي يا واد"
أكرم بخوف مصطنع "مش تقول انك فاتح الاسبيكر يا حج اخس عليك هتلبسني"
عبد الحميد بغضب مصطنع "انا هوريك لما تيجي يا حيوان علي الكلام اللي بتقوله دا انجز قدامك اد اي"
اكرم بضحك "اهدي يا حج وبلاش تهور انا عريس برده قدامي دقيقتين بالظبط"
عبد الحميد بضحك "ههههه ماشي يا عريس تعالي واما تطلع اطلع علي اوضه اخوك علي طول"
أكرم بحزن "اخويا ياريت يكون موجود ثم اكمل باستغراب بس اطلع في اوضه اخويا دي امي كانت دبحتني وحطتني في اكياس سوده"
فرح بغيظ "بقي كده يا اكرم"
أكرم ببرائه "اكدب يعني علي العموم انا بركن اهو وطالع"
عبد الحميد "طيب مستنيك" ثم اغلق الخط
كل هذا وهو واقف مستمع للحديث وبداخله فرحه لا توصف
بيجاد بفرحه "هو اكرم اتجوز"
فرح بابتسامه "كتب كتابه يوم فرح نور"
بيجاد بزهول "الشاب اللي أدهم كان هيموت ويقتله دا"
عبد الحميد بضحك "هههههههه ايوه أكرم لاسع"
دقيقتين آخرين من المزاح والفرحه والاحتضان
للمرات التي لا تعد كان وصل أكرم ودق باب غرفه اخيه المفقود دخل بدون سابق انظار كأنه شرطي يرسد اقتحام منزل مجرم
اكرم بمزاح "هااا انا جيت نورت البيت طبعا شكراا شكر.....قطع حديثه وهو ينظر للماثل امامه بصدمه
أكرم بصدمه "انت اتجوزت علي امي يا عبده"
عبد الحميد بضحك"ليه بتقول كده"
أكرم ومازال علي صدمته "اومال دا اخوك"
فرح بضحك"هههههه انت بتقول اي يا اكرم احنا مش فاهمين منك حاجه"
عبد الحميد بضحك وفرحه "دا اخوك الكبير يا اكرم"
أكرم بعدم انتباه " اهلا تشرفنا"ثم اتصدم مره واحده نعم!! ماذا قال!!
أكرم بصدمه وهو جاحظ العينين ينظر الي الماثل امامه مبتسما ابتسامه عريضه 'اخويا انت بتقول اي"
تكلم هو هذه المره وهو مبتسم بابتساع "انا اخوك الكبير المخطوف يا اكرم هههه"
شعر انه آبله او سار غبيا لم يفهم شئ ولكنه توجهه اليه ونظر له وقال "انت حقيقي ولا جرافيك"
بيجاد بابتسامه "ادخل في حضني وانت تشوف"
لم ينتظر ثانيه فارتمي في حضن اخاه بقوه والاخر بادله الاحتضان بقوه أكبر اخوين محرومان من بعضهم البعض يا لها من فرحه يا له من شعور سعيد ..سعيد للغايه ..
أكرم ببكاء شديد "انا مش مصدق نفسي بجد"
بيجاد وهو يكتم دموعه تحدث وهو يرتب علي ظهره بشدن "بجد يا اكرم"
خرج من حضنه وهو ينظر اليه بعمق ''انت شبه بابا اووي اول ما شفتك اتخضييت"
بيجاد بضحك "هههههه انا موجود قدامك اهو"
أكرم بمزاحه الدائم "اخويا وعم عيالي هههههه"
شاركه بيجاد ووالديه الضحك فرحين بل مهللين بعوده الابن الاكبر لاحضان العائله
فرح بلهفه "هاا يا حبيبي احكيلنا كل حاجه عنك ثم اكملت وقد غلب عليها البكاء مره آخري دانا حتي معرفش اسمك ملحقناش نسميك ي روحي"
تمزق قلب عبد الحميد وأكرم وبيجاد علي حزنها ووجعها ولكن الاخير هتف بابتسامه
"اسمي بيجاد يا امي"
فرح بفرحه "حلو حلو يا حبيبي"
أكرم بابتسامه وهو يضع يده علي كتف أخيه
"متخرج من اي جسمك وعضلاتك دي بيقولوا شرطه حربيه اي حاجه من دي"
بيجاد بضحك "ههههههه صح انا مقدم شرطه"
ابتسم عبد الحميد بفخر "انا فخور بيك يا ابني"
فرح بلهفه "كمل يا ابني عوزه اعرف كل حاجه"
أكرم بمزاح "اي يا نبع الحنان الواد مرهق سبيه يرتاح وبكره يحكيلنا كل حاجه"
فرح بموافقه "ماشي يا حبيبي ارتاحوا بس انا هنام معاكوا انهارده"
عبد الحميد بغيره "نعم يا اختي تنامي مع مين دول اشحطه مش هيقعوا من ع السرير متخافيش"
مال أكرم علي اذن بيجاد يهمس بضحك
"ابوك بيغير علي امك مننا ههههه تامر وشرين"
عبد الحميد بضيق مصطنع "بتتوشوشوا تقولوا اي"
بيجاد بضحك "ههههههه ولا حاجه يا بابا"
ابتسم بسعاده لسماع كلمه "بابا"منه ثم قال
"ماشي يا اخويا منك ليه ثم نظر لفرح وانتي يا اختي قدامي قال انام معاهم قال"
.جاءت لتعترض قاطعها بجديه زائفه
"ولا كلمه قدامي بدل ما اشيلك وانتي عارفه"
نفخت خديها بغيظ منه وقالت بضيق "طيب"
ثم التفتت الي ابنائها واحتضنتهم معا وقبلت وجنتهما كأنهما اطفال
عبد الحميد بغيره "كفاايه احضان وبوس يا فرح وسيبهم يرتاحوا"
كتمت ضحكتها وقالت بطاعه "حاضر يا حبيبي"
ابتسم ثم قال وهو يجذبها برفق "تصبحوا علي خير يا ولاد"
بيجاد وأكرم "وانت من اهله يا بابا" خرجوا من الغرفه ومازال الاخوين ينظرون الي بعضهم بلهفه حتي قطع الصمت أكرم
"نور هتفرح اوي ياريتك كنت جيت يومين بدري كنت شفتها في فرحها"
ابتسم بيجاد وقال "شفتها وشفتك وانت بتكتب كتابك انا صاحب ادهم"
أكرم بفرحه "كويس الحمد لله انك متحرمتش من اللحظه دي ثم تابع بس علي فكره انت ليك اخوات مشفتهمش"
بيجاد "ازاي انا عارف انك ونور بس"
أكرم بضحك "ههههههه لا في آدم وعين ولاد عمك واخوتنا في الرضاعه"
شعر بسعاده طاغيه فله اسره مكونه من ام واب وثلاثه اخره غيره
بيجاد بابتسامه "هما فين عاوز اشوفهم هما كمان"
أكرم "هما عايشين في القاهره هبقي اخدك ونروح"
بيجاد بابتسامه "اوك"
أكرم"يالا ننام شويه عشان بكره مش هسيبك"
بيجاد "ههههه ماشي تصبح علي خير"
أكرم بابتسامه وهو يحتضنه بقوه "وانت من اهله يا اخويا"
خرج أكرم من الغرفه متوجها الي غرفته اما هو ظل ينظر الي غرفته بابتسامه ارتاح قلبه بشده لوجوده بجانب عائلته ثواني والباب كان يدق ودخل منه أكرم
أكرم بمرح "بيجامه عشان تنام بيها اكيد محبتش هدوم"
بيجاد وهو يتناولها منه بابتسامه "ههههه ناصح"
أكرم وهو يغمزه "عيب عليك" ضحكوا سويا ثم خرج مره آخري"
ابدل بيجاد ملابسه ثم تسطح علي الفراشي ومرت دقائق وذهب في نوم عميق
بعد عده ساعات شعر باحد يلمس علي وجنتها ويقبله من جبهته وتحدث بصوت خفيض
"الحلم لله يارب مش حلم" ثم خرجت بعدما دثرته جيدا
ابتسم ابتسامه واسعه وسرعان ما غفي مره آخري
_______________________________________
صباح يوم جديد
وقف بسيارته امام شركته وهبط منها بثقته وكبريائه المعهود منه دائما
دخل الشركه فوقف الموظفون له لكي يعبر كان ينظر لكل جزء ببرود دخل المصعد وفي خلال دقائق كان جالسا علي المقعد خلف مكتبه ويتحدث في الهاتف
ليل بجمود "صخر"
صخر "اؤمر يا باشا"
ليل بجمود "متغبش من قدامك يا صخر"
صخر "متقلقش يا باشا هي في كليتها دلوقتي"
ليل بعدم اهتمام "طيب خد بالك"
صخر "امرك"
اغلق ليل الخط وابتدي يعمل حتي قاطعه رائد بدخوله المكتب بدون اذن كالعاده
ليل بجمود "مش هتبطل عادتك دي يا زفت"
رائد بمرح "لا مش هبطل"
نظر له نظره ناريه فهتف الثاني سريعا
"اهدي ها اهدي انا جاي اقولك اني هاله جالها عريس وهي موافقه"
ليل بنبره عاديه "طيب مبروك"
رائد بسخريه "طب ابتسم حتي يا اخي"
ليل بجمود "رائد اتلم احسنلك"
رائد بخوف "اتلميت يا فوكس المهم هتكون معايت يوم الخميس مش هقابل الناس لوحدي"
ليل بتأكيد "من غير ما تقول اصلا"
ابتسم باتساع "رجوله يا فوكس رجوله"
ليل رافعا حاجبه"قوم شوف شغلك"
ابتسم بتوتر وقال "حاضر يا فوكس" ثم خرج سريعا ارتسم ابتسامه شيطانيه علي محياه مقررا فعل شئ ما وسيفعله ..... !!!
_______________________________________
في كليه الطب
نجدهم في محاضره ما تجلس شارده ولم تعي ولا رفهم كلمه واحده من الدكتور الماثل امامها فهي لم تنظر اليه ابداا فاقت من شرودها علي وكزه هاله لكي توفقها مما هي فيه
هاله بجديه "ركزي يا عين"
عين بشرود "طيب هركز"
انقضي ساعه كامله آخري في هذه المحاضره التي لم تستفاد منها اي شئ حتي ولو بسيط
هاله باستغراب لحال صديقتها
"مالك يا عين"
لم ترد عليها وكانها لم تسمعها فاعادت السؤال اليها مره آخري ولكن بصوت اعلي
"مالك يا عييين"
عين بانتباه "في اي يا هاله"
هاله بتعجب "اي يا هاله بقولك مالك سرحانه في اي"
عين بكذب "حسه اني تعبانه ومش مركزه"
لم يكون سبب طبيعي ابدا ولكنها فضلت الصمت حتي ولو قليلا
_______________________________________
كان ينظر اليها بشغف وعشق اخيراا اصبحت زوجته وما يسعد قلبه ويجعله يرفرف في السماء انها تبادله حبه وعشقه كان ينظر لها نائمه بهيان محب عاشق كان يحاوطها من خصرها كأنها ستهرب منه وتضع رأسها علي صدره مكان قلبه التي هي بنفسها حطمت دقاته انحني بوجهه ليقبل جبينها قبله مطوله عاشقه
بدأت ترفرف بعيناها ثم فتحتها لتجده ينظر لها ببسمته الجذابه التي تعشقها فابتسمت بخجل وقالت "صباح الخير"
ابتسم بتساع وقال "صباح الورد يا عروسه"
دفنت وجهها بصدره أكثر لتخفي وجهها الذي اشبه بالفرواله من خجلها
اما هو ضحك بخفه علي خجلها واردف
"هنقضيها هنا ولا اي يالا عشان ننزل نفطر ونخرج"
اعتدلت بحماس وقالت "بحد هتوديني فين"
خصلات شعرها المتناثره حولها وحمره وجهها آثر النوم شفاها المنتفخه من آثر قبلاته جعلوه لم يركز في كلماتها بل جذبها من عنقها وانقض علي شفاها بقبله عاشقه من عاشق ولهان لها ...لها فقط ابتعد عنها بعد فتره بانفاس متهدجه وقال
"قومي يا نور بسرعه البسي عشان والله لو فضلتي قدامي ما هنروح في مكان"
في غضون لخظات كانت اخذت ثيابها ودلفت ركضا الي المرحاض ... اما هو فابتسم علي من سرقت لبه
_______________________________________
"احلف قول ورحمه ابوك وافقت"
كان هذا صوت آدم السعيد عندما اخبره رائد بموافقه هاله
رائد بضحك "ههههههه ورحمه ابويا وامي وافقت"
آدم بسعاده"بحبك يا رائد بحبك اووي"
رائد "ولا انت الفرحه هبلتك ولا اي هههههه"
آدم "مش وقت سخافتك المهم يوم الخميس هاجي انا وابويا ومعايا الماذون"
رائد بصدمه "مأذون ...انت اهبل يالا هتكتب كتابك من اول قعده"
آدم بجديه "اقسم بالله هتبقي مراتي يوم الخميس كلمه كمان وهخليها فرح"
رغم سعادته بالحب الظاهر في نبرته لكنه اردف بمكر."عندي استعداد الغي الجواز علي فكره"
اردف هو بجديه ليس بها ذره مرح
"عشان كنت قتلتك"
رائد بضحك"والله مجنون يالا مش مشكله حله ولقت غطاها هههههههه"
آدم بغضب "اقفل يالا احسنلك"
رائد "هههههههه سلام" ثم اغلق الخط
اما هو يكاد ان يقوم يرقص فرحاا من سعادته بهذا الخبر الذي زلزل كيانه فاغمض عينه وعلي محياه ابتسامه سعيده وبقي شاردا حتي انه لم يسمع نداء صديقه
حمزه بصوت عالي "آآآآدم انت يا زفت"
آدم بانتباه "اي يا متخلف بتصوت ليه"
حمزه بضجر "عشان فيه حيوان قدامي بقالي ساعه بنادي ومش بيرد وعمال يبتسم بس انت سخن يا بني" قالها وهو يضع يده علي جبينه ثم هتف
"ما انت قرد اهو امال مالك"
آدم بضجر "فصلتني من اللحظه تك نيله كنت عاوز اي"
حمز بسخريه "في عمليه سيادتك"
آدم بتذكر "اها صحيح طب يالا بينا"
حمزه وهو يدفعه للامام بخفه "يالا يا اخويا"
_______________________________________
وصلت عين الي منزلها ثم سرعان نا اصطنعت ابتسامتها لرؤيه والدها
عين بابتسامه مصطنعه "ازيك يا بابا"
مجدي بحنان"الحمد لله يا حبيبتي حمد لله ع سلامتك"
عين بنفس الابتسامه "الله يسلمك يا حبيبي بس مالك شكلك مبسوط"
مجدي بابتسامه "اها عمك واكرم وامك فرحه جايين اول الاسبوع الجاي وبيقولوا جايبين مفجأه معاهم"
عين بفرحه حقيقيه "بجد الله البيت هيتملي علينا بس اي ممكن تكون المفجأه نور مثلا"
مجدي بضحك "هههههه لا طبعا نور مسافره مع جوزها ادينا هنشوف"
عين "ماشي يا خبيبي هدخل اغير واذاكر شويه"
مجدي بحنان "ادخلي يا حبيبتي" اسرعت في تقبيل والدها ثم دخلت غرفتها لتتلاشي ابتسامتها شئ فشئ
ابدلت ملابسها ثم جلست خلف مكتبها لتبدأ بمذكرتها الا ان فجأتها رساله سرعان ما امسكت الهاتف لتقرأها نص الرساله
"مبروك لاخوكي يا دكتوره عرفت انهو هيكتب كتابه يوم الخميس الجاي احب ابشرك ان كتب كتابك معاها واستعدي يا قطه للجاي"
هذه الرساله كانت كفيله دب الخوف والرعب بداخلها لم تقدر ان ترسم دور القوه والشجاعه حتي امام نفسها يكفيها ان تمثله امام الاخرين فبدأت في البكاء
"يارب خليك معايا يارب ... انا دلوقت مليش غيرك يارب ...مينفعش اقول لحد" قامت من مجلسها ثم خرجت لشرفه غرفها لعل الهواء العليل يهدئ من روعها ولكن هيهات
______________________________________
اما هو بعدما ارسل هذه الرساله ارتسمت الابتسامه المخيفه تلك علي محياه
ليل بشيطانيه وقسوه "كلها كام يوم بس وهطلع كل اللي عيشته عليكي انتي اللي عملتي في نفسك كدا دي فرصتي هكسرلك يا دكتوره وهندمك علي انتي عملتيه"
_______________________________________
..........الشحنه وصلت المينا يا باشا
..........تمام اووي كدا خليها مداريه اليومين دول لسه المخزن مجهزش
............تحت امرك يا باشا
..........بابتسامه شيطانيه ...هو دا الكلام
_______________________________________
"مبسوطه يا نور"
نور بسعاده "جدا مبسوطه اووي"
أدهم بابتسامه وهو يضمها اكثر"ربنا يسعدك ديما يا روحي"
نور بابتسامه"ربنا يخليك ليا"
أدهم"تعالي نمشي علي البحر شويه"
نور بسعاده"عاوزه انزل البحر يا ادهم"
أدهم وهو يوقفها امامه واردف بسخريه
"قولي كدا يا عين ادهم قولتي اي عشان مسمعتش"
نور ومازالت علي ابتسامتها"عاوزه انزل البحر"
أدهم بنرفزه"دنتي مصممه بقي بحر اي اللي عاوزه تنزليه انتي مجنونه"
استغربت بشده من عصبيته تلك ثم اردفت
"انت متعصب ليه يا ادهم"
أدهم بعصبيه "انتي بتسألي عاوزاني انزل مراتي البحر والناس تتفرج عليها انتي مجنونه ولا اي"
كبتت دموعها بصعوبه واردفت بحزن
"لا مش مجنونه وكان ممكن تقولي بهدوء من غير عصبيه ولا نرفزه"
اخذ يفرك وجهه بعنف ليهدأ نفسه لم يكن يقصد ان يحزنها ولكنه يغير وبشده اردف بهدوء
"انا آسف اني اتعصبت عليكي يا نور بس انا بغير عليكي وغصب عني"
نور بحزن "عاوزه اطلع الاوضه يا ادهم"
زفر بضيق بسبب حزنها "حاضر تعالي يا نور" حاوطها ثم انطلقوا للرجوع
يبدو انه سيعاني وبشده (احسن عشان تبقي تزعق
)
_______________________________________
مرت الايام سريعا ختي جاء اليوم الذي سيقلب خياه كلا منهم رأسا علي عقب كانوا مجتمعين في منزل رائد
مجدي بابتسامه "قلت اي يا ابني"
رائد باحترام لهذا الرجل الوقور واردف بابتسامه"انا موافق يا عمي مش هلاقي احسن من آدم واللي احسن منه حضرتك"
آدم بضحك "ههههههه بقي كده ماشي يا عم عاوز اجوز بقي"
ليل بابتسامه مصطنعه "انا اسف يا عمي لو هطلب الطلب دا هنا بس انا مصدقت بصراحه"
مجدي برفق "اطلب يا ابني"
ليل بغموض وابتسامه"بطلب من حضرتك ايد الدكتوره عين"
نال الطلب استغراب الجميع ولكن صدمه رائد ..ليل يريد الزواج ...كيف...انه يكره النساء...كيف ذلك
رائد في نفسه "هو انا سمعت صح ولا اطرشت"
آدم باستغراب "هو انت تعرفها "
ليل بثقه "ايوه شفتها كذا مره وشفتها في فرح أدهم كمان"
مجدي بهدوء "المهم رأيها يا بني"
ليل بثقه مخفيه "طبعا يا خج بس بعد اذنك لو وافقت نكتب الكتاب مع رائد علي طول عشان التعامل بينا يبقي حلال"
الذئب_القاسي
بقلمي فاطمه عماره
______________________
سيعوضك الله عن كل هذا العبء الذي حملته وحدك في هذا الطريق
____________________
كلما اقترب من وجهته كلما ذادت دقات قلبه بعنف يفكر ما هي رده فعلهم ؟ وما رد فعل نفسه عندما يراهم لاول مره ؟ما شعور اخوته ؟ سعد بشده عندما علم ان لديه اشقاء ؟طالما عاش وحيدا بدون اخ او اخت تربي وترعرع ما من اتبنوه ولكنه يشهد انهم كانوا يعاملوه مثل ابنهم تماما ولو كان والده "حمدي" لم يعترف له بالحقيقه فما كان عرف شئ ؟ واخيرا وصل الي وجهته وهبط من سيارته لم تسعفه قدماه للسير بل ظل ساكنا
ظل ساكنا يتطلع الي المنزل ينظر في كل اتجاه دقات قلبه تذيد بعنف واخيرا حسم امره وسار الي الداخل ثم أخذ نفس عميق واطرق الباب وبعد لحظات فتح الباب ليطل منه والده عبد الحميد !!!
جاء عبد الحميد ليتحدث لكنه توقف ونظر في وجهه بتمعن شديد رأي لمعان عين الماثل امامه بشده كأن الدموع تترقرق بها مهلا !! ما هذا الشبه الكبير بينه وبين الماثل امامه !! يشبه كثيرا گأنه نسخه طبق الاصل منه عندما كان صغيراا !! معقول هذا !! يصدق قلبي !! ولكن يكذب عقلي بشده !!
عبد الحميد بصوت مرتجف بعد لحظات دامت من الصمت
"ايوه يا ابني عاوز مين"
ابني هذه الكلمه التي يسمعها من فم ابيه الحقيقي لاول مره منذ أكثر من ثلاثين عام !! لها مذاق مختلف دقات قلبه تقرع كالطبول فرحا وتوترا بهذا الموقف
بيجاد بصوت مختنق من كتمان الدموع
"عاوز ابويا ياخدني في حضنه بعد اكتر من تلاتين سنه بعاد"
صدمه هل ما شعر بيه حقيقه !! ام يتوقع !! ام انه يتمني فقط قول هذا !!
عبد الحميد بصوت مرتجف
"يعني اللي انا حاسس بيه صح مش كده اوعي تقولي لا"
لم يقدر علي كتمان دموعه اكثر فنزلت كالسيول علي وجنته وقال بدموع
"لا صح انا ابنك اللي اتحرم منك من يوم ما تولد"
يا الله لطفك وعونك يشعر بان قلبه يكاد ان يتوقف من شده الفرح !! ابنه الذي اختطف من المشفي من يوم ميلاده وظل يبحث عنه مررارا وتكرارا يقف امامه الان شاب قوي طويل عريض المنكبين والادهي من هذا يشبه الي حد كبير ولما لا فهو ابنه البكري !! اول من رأت عينه !!
رفع عبد الحميد يده وملس علي وجنته ببطئ كانه يتأكد انه واقف امامه وانه لا يتخيل وجوده ثم في بغته جذبه الي احضانه بشده كأنه يريد ان يدخله بداخل صدره ففراق دام اكثر من ثلاثون عام لم يراه وهو يكبر سنه وراء سنه لم يراه في ريعان شبابه لم يسمع صوته الطفولي وهو يضحك
ظل يبكيان بشده في احضان بعضهما حتي هتف عبد الحميد بصوت باكي يمزق القلوب وهو مازال يحتضنه بشده يأبي تركه كأنه سوف يتبخر من امامه ان تركه هتف ببكاء
" ابني...حبيبي...مش مصدق انك قدامي...انا اول ما شفتك قلبي دق بعنف...شبهي اووي انت الوحيد اللي شبهي وشبه عمك....قولي اني مبحلمش يا ابني قولي عشان خاطري ...قولي حاسس ان قلبي هيقف"
بيجاد وهو يخرج نفسه من احضانه وهو يبكي بشده ولاول مره يظهر دموعه بهذه الطريقه امام أحد هتف وهو يقبل جبينه ثم يداه بقوه كأنه يتأكد ايضا من وجوده
"لا مش بتحلم...انا واقف ادامك...انا كمان مش مصدق انك واقف ادامي مش مصدق اني شبهك..مش مصدق اني هيبقي ليا اب وام واخوات...والله مش مصدق"
احتضنه ابيه بقوه مره آخره مربتا علي ظهره بقوه وهتف ومازال يبكي
"آآآآه يا ابني ... رغم السنين دي كلها منستكش ولا امك نسيتك ... مش مصدق"
وفي لحظه كان ساجدا علي الارض يشكر الله ببكاء وصوت مسموع يشكره علي فضله لرجوع ابنه بين احضانه بعد مرور هذه السنوات
امسك بيجاد بكف ابيه يجذبه برفق يرفعه من الارض ثم لثم يدا بقوه ثم اردف بابتسامه الرائعه
"وحشني اوي يا ابويا"
بادله ابيه الابتسامه ومازالت دموعه تنزل لتغرق وجهه "ابويا ... يااااه حلوه اووي الكلمه دي " تعالي في حضن ابوك يا غالي .... ارتمي في احضانه مره اخري بقوه
ثم هتف عبد الحميد بلهفه "ادخل يا ابني انا من فرحتي مخدتش بالي احنا واقفين فين ادخل يا حبيبي ادخل عشان تشوف امك"
بيجاد بلهفه "هي فين نفسي اشوفها"
عبد الحميد "فوق في الاوضه بتاعتك امك مبتدخلش حد فيها نهائي وكل يوم اما انزل اراجع الشغل في المكتب زي دلوقتي هي بتقعد فيها تعيط"
بيجاد بابتسامه"عاوز اشوفها"
عبد الحميد بفرحه "تعالي نطلع يالا"
جذبه عبد الحميد من يده كأنه طفل صغير يخاف عليه من السقوط كم اسعد بيجاد بشده فهو لم يصدق حتي الان لحظات وكانوا يقفون علي اعتاب غرفته
عبد الحميد بفرح "انا هخش امهدلها لتروح مننا من الفرحه هههههه"
بيجاد بابتسامه "ماشي بس بسرعه"
قبله والده من جبينه بقوه وقال بسعاده بالغه
"حاضر يا غالي حاضر" ثم دخل الغرفه
وجدها جالسه علي فراشه الصغير في غرفته التي جهزتها هي وزوجها منذ اكثر من ثلاثون عام بفرحه شديده وحب فشغف الاباء لفرحه اول مولود تكون كبيره ... كبيره بشده
عبد الحميد بابتسامه تخفي الكثير من الفرحه
"فرح حبيبتي"
رفعت انظارها اليه وبادلته الابتسامه تعلم انه يعاني بسبب خزنها
"نعم يا حبيبي"
عبد الحميد بسعاده "عاملك مفأجاه مش ممكن تتوقعيها"
فرحه بابتسامه لسعادته "مفأجاه ايه"
كان يقف خلف الباب شغوفا بشده يريد رؤيتها يريد الارتماء في احضانها بشده يريد ان يشعر بحنانها حتي والدته التي تبنته توفت عندما كان صغيرا يفقد حنان الام ويقفد حنان الاب منذ سنوات ويقفد شعور ان يكون له اخوه
عبد الحميد وهو يتوجهه اليها ويمسك كف يدها بحنان بالغ وقال بابتسامه
"اي اكتر حاجه انتي بتتمنيها وبتدعي بيها كل يوم"
فرح بسرعه دون وعي وقد هبطت دموعها
"ابني ..ابني اللي اتحرمت منه ..معرفش هو فين ولا حصله اي..نفسي اشوفه"
ضمها عبد الحميد بين احضانه وهتف بنبره مختنقه من كتمان دموعه ولكنها فرحه وسعيده بشده
"هي دي المفأجاه"
خرجت من احضانه سريعا هتفت بتلهف
"هه !! انت بتقول اي !! انت بتضحك عليا "
"لا مبيضحكش عليكي يا امي"
كان هذا صوت بيجاد الباكي لم يحتمل ان ينتظر اكثر من هذا خارج الغرفه وهو يشعر بحزنها وتلفها علي ابنها الضائع منذ سنوات
لحظه وقف فيها الزمن !! لا توجد كلمات لوصف شعور فرح الان نظرت اليه حاحظه العينين مصدومه لا تتحرك ولا ترمش وبعد لحظات توجههت اليه ورفعت يدها المرتعشه بشده وتلمست وجنته ببطئ وهتفت باختناق وابتسامه ممزوجه بالالم فما زالت تشعر ان يكون حلما وستصحي منه ولكنها تتمني ان كان هذا حلم لا تريد الاستيقاظ منه ابدا
"ابني " ثم وضعت يدها علش شعره تتلمسه بحنان ونزلت يدها مره آخري علي وجنته تتلمسها ببطئ ثم احتضنته بقوه وانفجرت باكيه واردفت ببكاء مزق قلوب الاثنين الواقفين حولها
"ابني .. ابني بجد انت في حضني بجد ولا انا بحلم رد عليا رد عليا انت موجود صح وانا حضناك مش هصحي زي ايام كتير ويكون دا حلم طمني ابوس ايدك" ثم مالت علي يده لتقبلها
ولكنه سحبها بلهفه وامسك يدها وقبلها ثم قبل جبينها وهو يبكي متأثر بما يحدث ثم قبل كلا وجنتيها واحتضنها بقوه
"لا يا امي مش بتحلمي انا قدامك اهو ابنك اللي اتحرم منك"
فرح ببكاء "الف حمد وشكر ليك يارب الف حمد وشكر ليك يارب انك اتقبلت دعوتي ومخذلتنيش يارب الحمد لله"
ثم خرجت من احضانه ولكنها مازالت متمسكه به ثم امسكت كفه وجذبته برفق وهي تتكلم بحماس
"تعالي يا حبيبي افرجك علي اوضتك تعالي"
ابتسم بسعاده لرؤيتهم وهذا الاستقبال الرائع حق جعل قلبه يرفرف من السعاده الطاغيه
فرح بلهفه وبكاء "دا دا سريرك اللي انا وابوك عملناه ليك من تلاتين سنه وانت حتي منمتش عليه ودا دولابك تعالي اوريهولك" فتحت الدولاب لينصدم بشده ثم اكملت ببكاء
"ودي هدوك محدش لمسها حتي ملبستهاش لاخوك يا ابني دي هدومك اللي انا اشترتها وانت ملبستهاش ثم انهارت في البكاء ودا دا مكتبك الصغير اللي انا مشفتكش وانت قاعد عليه"
يكفي دموع وحزن فمزقت قلبهم اربا اربا اخذها بيجاد في احضانه بقوه وهي يبكي ايضا
"كفايه دموع يا امي انا في حضنك اهو كفايه عشان خاطري كفايه"
عبد الحميد بتأثرروهو يكتم دموعه
"كفايه يا فرح كفايه اهو رجعلك راجل ملو هدومه اهو ما شاء الله اطول مني"
ضحكت من وسط دموعها "ههههه طب شوف انا جياله لغايه صدره بس طلع اطول من اكرم هههه"
بيجاد بابتسامه وهو مازال داخل احضانها
"نفسي اشوفهم اووي انا شوفت نور يوم فرحها"
عبد الحميد وفرح معا "بجد''
بيجاد بابتسامه "ايوه انا صاحب أدهم اصلا .. ربنا محرمنيش اني اشوف اختي يوم فرحها"
فرح بسعاده طاغيه وهو ممسكه بيه
"تعالي اكلك اكيد جعان تعالي يالا"قالتها وهي تمسك يده وتجذبه برفق
عبد الحميد بضحك "هههههه ابنك راجل مش عيل صغير يا فرح"
بيجاد بضحك" لا يا امي انا مش جعان ههههه انا عاوز اشوف اخواتي بس"
فرح بحذم "لا هتاكل الاول وانا اللي هأكلك ومش عاوزه اسمع كلمه تانيه"
لا تريد الاقتناع بانه صار راجلا تعامله بانه طفلها الذي اتحرمت منه
بيجاد بابتسامه وفرحه طاغيه "اوعدك هاكل من ايدك بس اشوف اخواتي"
فرح بابتسامه وهي تحضنه مره آخري
"ماشي يا حبيبي علي راحتك اتصل باكرم يا عبد الحميد"
عبد الحميد بابتسامه وهو يخرج الهاتف من حيب بنطاله البيتي ليحدث اكرم وبعد لحظات اجاب الطرف الآخر
عبد الحميد بعد فتح مكبر الصوت "الو ايوه يا أكرم"
أكرم بمرحه المعتاد "ايوه يا حجوج لحقت اوحشك ولا اي"
عبد الحميد بمزاح "هههههه تعالي ياض انا مستنيك انا وامك وفي مفأجاه"
أكرم بخبث "اوعي تكون اجوزت يا عبده"
فرح بحده مصطنعه "انت بتقول اي يا واد"
أكرم بخوف مصطنع "مش تقول انك فاتح الاسبيكر يا حج اخس عليك هتلبسني"
عبد الحميد بغضب مصطنع "انا هوريك لما تيجي يا حيوان علي الكلام اللي بتقوله دا انجز قدامك اد اي"
اكرم بضحك "اهدي يا حج وبلاش تهور انا عريس برده قدامي دقيقتين بالظبط"
عبد الحميد بضحك "ههههه ماشي يا عريس تعالي واما تطلع اطلع علي اوضه اخوك علي طول"
أكرم بحزن "اخويا ياريت يكون موجود ثم اكمل باستغراب بس اطلع في اوضه اخويا دي امي كانت دبحتني وحطتني في اكياس سوده"
فرح بغيظ "بقي كده يا اكرم"
أكرم ببرائه "اكدب يعني علي العموم انا بركن اهو وطالع"
عبد الحميد "طيب مستنيك" ثم اغلق الخط
كل هذا وهو واقف مستمع للحديث وبداخله فرحه لا توصف
بيجاد بفرحه "هو اكرم اتجوز"
فرح بابتسامه "كتب كتابه يوم فرح نور"
بيجاد بزهول "الشاب اللي أدهم كان هيموت ويقتله دا"
عبد الحميد بضحك "هههههههه ايوه أكرم لاسع"
دقيقتين آخرين من المزاح والفرحه والاحتضان
للمرات التي لا تعد كان وصل أكرم ودق باب غرفه اخيه المفقود دخل بدون سابق انظار كأنه شرطي يرسد اقتحام منزل مجرم
اكرم بمزاح "هااا انا جيت نورت البيت طبعا شكراا شكر.....قطع حديثه وهو ينظر للماثل امامه بصدمه
أكرم بصدمه "انت اتجوزت علي امي يا عبده"
عبد الحميد بضحك"ليه بتقول كده"
أكرم ومازال علي صدمته "اومال دا اخوك"
فرح بضحك"هههههه انت بتقول اي يا اكرم احنا مش فاهمين منك حاجه"
عبد الحميد بضحك وفرحه "دا اخوك الكبير يا اكرم"
أكرم بعدم انتباه " اهلا تشرفنا"ثم اتصدم مره واحده نعم!! ماذا قال!!
أكرم بصدمه وهو جاحظ العينين ينظر الي الماثل امامه مبتسما ابتسامه عريضه 'اخويا انت بتقول اي"
تكلم هو هذه المره وهو مبتسم بابتساع "انا اخوك الكبير المخطوف يا اكرم هههه"
شعر انه آبله او سار غبيا لم يفهم شئ ولكنه توجهه اليه ونظر له وقال "انت حقيقي ولا جرافيك"
بيجاد بابتسامه "ادخل في حضني وانت تشوف"
لم ينتظر ثانيه فارتمي في حضن اخاه بقوه والاخر بادله الاحتضان بقوه أكبر اخوين محرومان من بعضهم البعض يا لها من فرحه يا له من شعور سعيد ..سعيد للغايه ..
أكرم ببكاء شديد "انا مش مصدق نفسي بجد"
بيجاد وهو يكتم دموعه تحدث وهو يرتب علي ظهره بشدن "بجد يا اكرم"
خرج من حضنه وهو ينظر اليه بعمق ''انت شبه بابا اووي اول ما شفتك اتخضييت"
بيجاد بضحك "هههههه انا موجود قدامك اهو"
أكرم بمزاحه الدائم "اخويا وعم عيالي هههههه"
شاركه بيجاد ووالديه الضحك فرحين بل مهللين بعوده الابن الاكبر لاحضان العائله
فرح بلهفه "هاا يا حبيبي احكيلنا كل حاجه عنك ثم اكملت وقد غلب عليها البكاء مره آخري دانا حتي معرفش اسمك ملحقناش نسميك ي روحي"
تمزق قلب عبد الحميد وأكرم وبيجاد علي حزنها ووجعها ولكن الاخير هتف بابتسامه
"اسمي بيجاد يا امي"
فرح بفرحه "حلو حلو يا حبيبي"
أكرم بابتسامه وهو يضع يده علي كتف أخيه
"متخرج من اي جسمك وعضلاتك دي بيقولوا شرطه حربيه اي حاجه من دي"
بيجاد بضحك "ههههههه صح انا مقدم شرطه"
ابتسم عبد الحميد بفخر "انا فخور بيك يا ابني"
فرح بلهفه "كمل يا ابني عوزه اعرف كل حاجه"
أكرم بمزاح "اي يا نبع الحنان الواد مرهق سبيه يرتاح وبكره يحكيلنا كل حاجه"
فرح بموافقه "ماشي يا حبيبي ارتاحوا بس انا هنام معاكوا انهارده"
عبد الحميد بغيره "نعم يا اختي تنامي مع مين دول اشحطه مش هيقعوا من ع السرير متخافيش"
مال أكرم علي اذن بيجاد يهمس بضحك
"ابوك بيغير علي امك مننا ههههه تامر وشرين"
عبد الحميد بضيق مصطنع "بتتوشوشوا تقولوا اي"
بيجاد بضحك "ههههههه ولا حاجه يا بابا"
ابتسم بسعاده لسماع كلمه "بابا"منه ثم قال
"ماشي يا اخويا منك ليه ثم نظر لفرح وانتي يا اختي قدامي قال انام معاهم قال"
.جاءت لتعترض قاطعها بجديه زائفه
"ولا كلمه قدامي بدل ما اشيلك وانتي عارفه"
نفخت خديها بغيظ منه وقالت بضيق "طيب"
ثم التفتت الي ابنائها واحتضنتهم معا وقبلت وجنتهما كأنهما اطفال
عبد الحميد بغيره "كفاايه احضان وبوس يا فرح وسيبهم يرتاحوا"
كتمت ضحكتها وقالت بطاعه "حاضر يا حبيبي"
ابتسم ثم قال وهو يجذبها برفق "تصبحوا علي خير يا ولاد"
بيجاد وأكرم "وانت من اهله يا بابا" خرجوا من الغرفه ومازال الاخوين ينظرون الي بعضهم بلهفه حتي قطع الصمت أكرم
"نور هتفرح اوي ياريتك كنت جيت يومين بدري كنت شفتها في فرحها"
ابتسم بيجاد وقال "شفتها وشفتك وانت بتكتب كتابك انا صاحب ادهم"
أكرم بفرحه "كويس الحمد لله انك متحرمتش من اللحظه دي ثم تابع بس علي فكره انت ليك اخوات مشفتهمش"
بيجاد "ازاي انا عارف انك ونور بس"
أكرم بضحك "ههههههه لا في آدم وعين ولاد عمك واخوتنا في الرضاعه"
شعر بسعاده طاغيه فله اسره مكونه من ام واب وثلاثه اخره غيره
بيجاد بابتسامه "هما فين عاوز اشوفهم هما كمان"
أكرم "هما عايشين في القاهره هبقي اخدك ونروح"
بيجاد بابتسامه "اوك"
أكرم"يالا ننام شويه عشان بكره مش هسيبك"
بيجاد "ههههه ماشي تصبح علي خير"
أكرم بابتسامه وهو يحتضنه بقوه "وانت من اهله يا اخويا"
خرج أكرم من الغرفه متوجها الي غرفته اما هو ظل ينظر الي غرفته بابتسامه ارتاح قلبه بشده لوجوده بجانب عائلته ثواني والباب كان يدق ودخل منه أكرم
أكرم بمرح "بيجامه عشان تنام بيها اكيد محبتش هدوم"
بيجاد وهو يتناولها منه بابتسامه "ههههه ناصح"
أكرم وهو يغمزه "عيب عليك" ضحكوا سويا ثم خرج مره آخري"
ابدل بيجاد ملابسه ثم تسطح علي الفراشي ومرت دقائق وذهب في نوم عميق
بعد عده ساعات شعر باحد يلمس علي وجنتها ويقبله من جبهته وتحدث بصوت خفيض
"الحلم لله يارب مش حلم" ثم خرجت بعدما دثرته جيدا
ابتسم ابتسامه واسعه وسرعان ما غفي مره آخري
_______________________________________
صباح يوم جديد
وقف بسيارته امام شركته وهبط منها بثقته وكبريائه المعهود منه دائما
دخل الشركه فوقف الموظفون له لكي يعبر كان ينظر لكل جزء ببرود دخل المصعد وفي خلال دقائق كان جالسا علي المقعد خلف مكتبه ويتحدث في الهاتف
ليل بجمود "صخر"
صخر "اؤمر يا باشا"
ليل بجمود "متغبش من قدامك يا صخر"
صخر "متقلقش يا باشا هي في كليتها دلوقتي"
ليل بعدم اهتمام "طيب خد بالك"
صخر "امرك"
اغلق ليل الخط وابتدي يعمل حتي قاطعه رائد بدخوله المكتب بدون اذن كالعاده
ليل بجمود "مش هتبطل عادتك دي يا زفت"
رائد بمرح "لا مش هبطل"
نظر له نظره ناريه فهتف الثاني سريعا
"اهدي ها اهدي انا جاي اقولك اني هاله جالها عريس وهي موافقه"
ليل بنبره عاديه "طيب مبروك"
رائد بسخريه "طب ابتسم حتي يا اخي"
ليل بجمود "رائد اتلم احسنلك"
رائد بخوف "اتلميت يا فوكس المهم هتكون معايت يوم الخميس مش هقابل الناس لوحدي"
ليل بتأكيد "من غير ما تقول اصلا"
ابتسم باتساع "رجوله يا فوكس رجوله"
ليل رافعا حاجبه"قوم شوف شغلك"
ابتسم بتوتر وقال "حاضر يا فوكس" ثم خرج سريعا ارتسم ابتسامه شيطانيه علي محياه مقررا فعل شئ ما وسيفعله ..... !!!
_______________________________________
في كليه الطب
نجدهم في محاضره ما تجلس شارده ولم تعي ولا رفهم كلمه واحده من الدكتور الماثل امامها فهي لم تنظر اليه ابداا فاقت من شرودها علي وكزه هاله لكي توفقها مما هي فيه
هاله بجديه "ركزي يا عين"
عين بشرود "طيب هركز"
انقضي ساعه كامله آخري في هذه المحاضره التي لم تستفاد منها اي شئ حتي ولو بسيط
هاله باستغراب لحال صديقتها
"مالك يا عين"
لم ترد عليها وكانها لم تسمعها فاعادت السؤال اليها مره آخري ولكن بصوت اعلي
"مالك يا عييين"
عين بانتباه "في اي يا هاله"
هاله بتعجب "اي يا هاله بقولك مالك سرحانه في اي"
عين بكذب "حسه اني تعبانه ومش مركزه"
لم يكون سبب طبيعي ابدا ولكنها فضلت الصمت حتي ولو قليلا
_______________________________________
كان ينظر اليها بشغف وعشق اخيراا اصبحت زوجته وما يسعد قلبه ويجعله يرفرف في السماء انها تبادله حبه وعشقه كان ينظر لها نائمه بهيان محب عاشق كان يحاوطها من خصرها كأنها ستهرب منه وتضع رأسها علي صدره مكان قلبه التي هي بنفسها حطمت دقاته انحني بوجهه ليقبل جبينها قبله مطوله عاشقه
بدأت ترفرف بعيناها ثم فتحتها لتجده ينظر لها ببسمته الجذابه التي تعشقها فابتسمت بخجل وقالت "صباح الخير"
ابتسم بتساع وقال "صباح الورد يا عروسه"
دفنت وجهها بصدره أكثر لتخفي وجهها الذي اشبه بالفرواله من خجلها
اما هو ضحك بخفه علي خجلها واردف
"هنقضيها هنا ولا اي يالا عشان ننزل نفطر ونخرج"
اعتدلت بحماس وقالت "بحد هتوديني فين"
خصلات شعرها المتناثره حولها وحمره وجهها آثر النوم شفاها المنتفخه من آثر قبلاته جعلوه لم يركز في كلماتها بل جذبها من عنقها وانقض علي شفاها بقبله عاشقه من عاشق ولهان لها ...لها فقط ابتعد عنها بعد فتره بانفاس متهدجه وقال
"قومي يا نور بسرعه البسي عشان والله لو فضلتي قدامي ما هنروح في مكان"
في غضون لخظات كانت اخذت ثيابها ودلفت ركضا الي المرحاض ... اما هو فابتسم علي من سرقت لبه
_______________________________________
"احلف قول ورحمه ابوك وافقت"
كان هذا صوت آدم السعيد عندما اخبره رائد بموافقه هاله
رائد بضحك "ههههههه ورحمه ابويا وامي وافقت"
آدم بسعاده"بحبك يا رائد بحبك اووي"
رائد "ولا انت الفرحه هبلتك ولا اي هههههه"
آدم "مش وقت سخافتك المهم يوم الخميس هاجي انا وابويا ومعايا الماذون"
رائد بصدمه "مأذون ...انت اهبل يالا هتكتب كتابك من اول قعده"
آدم بجديه "اقسم بالله هتبقي مراتي يوم الخميس كلمه كمان وهخليها فرح"
رغم سعادته بالحب الظاهر في نبرته لكنه اردف بمكر."عندي استعداد الغي الجواز علي فكره"
اردف هو بجديه ليس بها ذره مرح
"عشان كنت قتلتك"
رائد بضحك"والله مجنون يالا مش مشكله حله ولقت غطاها هههههههه"
آدم بغضب "اقفل يالا احسنلك"
رائد "هههههههه سلام" ثم اغلق الخط
اما هو يكاد ان يقوم يرقص فرحاا من سعادته بهذا الخبر الذي زلزل كيانه فاغمض عينه وعلي محياه ابتسامه سعيده وبقي شاردا حتي انه لم يسمع نداء صديقه
حمزه بصوت عالي "آآآآدم انت يا زفت"
آدم بانتباه "اي يا متخلف بتصوت ليه"
حمزه بضجر "عشان فيه حيوان قدامي بقالي ساعه بنادي ومش بيرد وعمال يبتسم بس انت سخن يا بني" قالها وهو يضع يده علي جبينه ثم هتف
"ما انت قرد اهو امال مالك"
آدم بضجر "فصلتني من اللحظه تك نيله كنت عاوز اي"
حمز بسخريه "في عمليه سيادتك"
آدم بتذكر "اها صحيح طب يالا بينا"
حمزه وهو يدفعه للامام بخفه "يالا يا اخويا"
_______________________________________
وصلت عين الي منزلها ثم سرعان نا اصطنعت ابتسامتها لرؤيه والدها
عين بابتسامه مصطنعه "ازيك يا بابا"
مجدي بحنان"الحمد لله يا حبيبتي حمد لله ع سلامتك"
عين بنفس الابتسامه "الله يسلمك يا حبيبي بس مالك شكلك مبسوط"
مجدي بابتسامه "اها عمك واكرم وامك فرحه جايين اول الاسبوع الجاي وبيقولوا جايبين مفجأه معاهم"
عين بفرحه حقيقيه "بجد الله البيت هيتملي علينا بس اي ممكن تكون المفجأه نور مثلا"
مجدي بضحك "هههههه لا طبعا نور مسافره مع جوزها ادينا هنشوف"
عين "ماشي يا خبيبي هدخل اغير واذاكر شويه"
مجدي بحنان "ادخلي يا حبيبتي" اسرعت في تقبيل والدها ثم دخلت غرفتها لتتلاشي ابتسامتها شئ فشئ
ابدلت ملابسها ثم جلست خلف مكتبها لتبدأ بمذكرتها الا ان فجأتها رساله سرعان ما امسكت الهاتف لتقرأها نص الرساله
"مبروك لاخوكي يا دكتوره عرفت انهو هيكتب كتابه يوم الخميس الجاي احب ابشرك ان كتب كتابك معاها واستعدي يا قطه للجاي"
هذه الرساله كانت كفيله دب الخوف والرعب بداخلها لم تقدر ان ترسم دور القوه والشجاعه حتي امام نفسها يكفيها ان تمثله امام الاخرين فبدأت في البكاء
"يارب خليك معايا يارب ... انا دلوقت مليش غيرك يارب ...مينفعش اقول لحد" قامت من مجلسها ثم خرجت لشرفه غرفها لعل الهواء العليل يهدئ من روعها ولكن هيهات
______________________________________
اما هو بعدما ارسل هذه الرساله ارتسمت الابتسامه المخيفه تلك علي محياه
ليل بشيطانيه وقسوه "كلها كام يوم بس وهطلع كل اللي عيشته عليكي انتي اللي عملتي في نفسك كدا دي فرصتي هكسرلك يا دكتوره وهندمك علي انتي عملتيه"
_______________________________________
..........الشحنه وصلت المينا يا باشا
..........تمام اووي كدا خليها مداريه اليومين دول لسه المخزن مجهزش
............تحت امرك يا باشا
..........بابتسامه شيطانيه ...هو دا الكلام
_______________________________________
"مبسوطه يا نور"
نور بسعاده "جدا مبسوطه اووي"
أدهم بابتسامه وهو يضمها اكثر"ربنا يسعدك ديما يا روحي"
نور بابتسامه"ربنا يخليك ليا"
أدهم"تعالي نمشي علي البحر شويه"
نور بسعاده"عاوزه انزل البحر يا ادهم"
أدهم وهو يوقفها امامه واردف بسخريه
"قولي كدا يا عين ادهم قولتي اي عشان مسمعتش"
نور ومازالت علي ابتسامتها"عاوزه انزل البحر"
أدهم بنرفزه"دنتي مصممه بقي بحر اي اللي عاوزه تنزليه انتي مجنونه"
استغربت بشده من عصبيته تلك ثم اردفت
"انت متعصب ليه يا ادهم"
أدهم بعصبيه "انتي بتسألي عاوزاني انزل مراتي البحر والناس تتفرج عليها انتي مجنونه ولا اي"
كبتت دموعها بصعوبه واردفت بحزن
"لا مش مجنونه وكان ممكن تقولي بهدوء من غير عصبيه ولا نرفزه"
اخذ يفرك وجهه بعنف ليهدأ نفسه لم يكن يقصد ان يحزنها ولكنه يغير وبشده اردف بهدوء
"انا آسف اني اتعصبت عليكي يا نور بس انا بغير عليكي وغصب عني"
نور بحزن "عاوزه اطلع الاوضه يا ادهم"
زفر بضيق بسبب حزنها "حاضر تعالي يا نور" حاوطها ثم انطلقوا للرجوع
يبدو انه سيعاني وبشده (احسن عشان تبقي تزعق
_______________________________________
مرت الايام سريعا ختي جاء اليوم الذي سيقلب خياه كلا منهم رأسا علي عقب كانوا مجتمعين في منزل رائد
مجدي بابتسامه "قلت اي يا ابني"
رائد باحترام لهذا الرجل الوقور واردف بابتسامه"انا موافق يا عمي مش هلاقي احسن من آدم واللي احسن منه حضرتك"
آدم بضحك "ههههههه بقي كده ماشي يا عم عاوز اجوز بقي"
ليل بابتسامه مصطنعه "انا اسف يا عمي لو هطلب الطلب دا هنا بس انا مصدقت بصراحه"
مجدي برفق "اطلب يا ابني"
ليل بغموض وابتسامه"بطلب من حضرتك ايد الدكتوره عين"
نال الطلب استغراب الجميع ولكن صدمه رائد ..ليل يريد الزواج ...كيف...انه يكره النساء...كيف ذلك
رائد في نفسه "هو انا سمعت صح ولا اطرشت"
آدم باستغراب "هو انت تعرفها "
ليل بثقه "ايوه شفتها كذا مره وشفتها في فرح أدهم كمان"
مجدي بهدوء "المهم رأيها يا بني"
ليل بثقه مخفيه "طبعا يا خج بس بعد اذنك لو وافقت نكتب الكتاب مع رائد علي طول عشان التعامل بينا يبقي حلال"
