اخر الروايات

رواية ما بعد الجحيم الفصل الثالث عشر 13 بقلم زكية محمد

رواية ما بعد الجحيم الفصل الثالث عشر 13 بقلم زكية محمد 

الفصل الثالث عشر

كانت تصب إهتمامها على الفيلم المعروض أمامها وهى تأكل الكيك بإستمتاع شديد.
فجأة شعرت بإرتخاء جسد عمتها على كتفها وسقوط الطبق منها أرضا.
نهضت بقلق وأراحت رأسها للخلف على الأريكة قائلة بخوف ودموع وتوتر وهى تربت على وجنتيها برفق:-
عمتى إصحى فوقى. .مممالك ؟

ولكنها لا تستجيب . هرولت بسرعة إلى غرفة عمر وأخذت تطرق الباب بعنف.
كان بالداخل يدرس قضية مكلف بها حتى إنتفض من مكانه إثر الطرق العالى.
جز على أسنانه قائلا :- هى بقت كدة يا شبر ونص ماشى.

توجه لفتح الباب بملامح غاضبة ولكن سرعان ما إرتخت عندما فتح الباب بقوة ورأى دموعها تغرق وجنتيها فهتف بقلق :-
فيه إيه؟

أجابته بحروف ضائعة :- إاالحق عم عمتى مش بترد عليا .

أزاحها بعنف من أمامه متخطيا إياها وركض بالخارج حيث تركها وجدها تفترش الاريكة ثم لمح طبق الكيك فجز على أسنانه بعنف و حملها برفق ثم دلف بها إلى غرفتها ثم ممدها على الفراش ، خرج واحضر لها حقنة الأنسولين ثم دلف مجددا وأعطاها لها وبعد مرور فترة إستيقظت والدته فمسك يديها مقبلا إياها ثم هتف بقلق :- إنتي كويسة دلوقتى؟

ربتت على رأسه قائلة:- متقلقش يا إبنى أنا كويسة.

هتف بعتاب :- حرام عليكى يا أمى كام مرة أنا بقولك ما تكليش حلو علشان السكر.
ثم نظر إلى سجود بغيظ قائلا :-
لكن الحق مش عليكى الحق على الغبية اللى معاكى. ...

هتفت ببكاء :- أنا مش غبية لو سمحت متشتمش. أنا مكنتش أعرف إن عندها سكر لو أعرف اكيد مكنتش هخليها تأكل الكيك.
ثم نظرت لعمتها قائلة :-
أنا آسفة يا عمتى والله ما أقصد.

- خلاص يا بنتى إهدى أنا كويسة.

-كان فيكى تقوليلى إن عندك السكر وانا كنت هاخد بالى.

إبتسمت لها بود قائلة :- مكنتش حابة أكسفك بعد ما تعبتى نفسك.

جز على أسنانه بغيظ قائلا :- يعنى علشان تجامليها تخسرى نفسك يا أمى خلى بالك من نفسك علشان خاطرى.

- حاضر يا حبيبى يلا قوم شوف وراك إيه عاوزة اقعد مع سجود شوية.

هتف بمرح :- بتزحلقينى يعنى. ماشى يا ست الكل.
قال ذلك ثم خرج من الغرفة. ربتت على الفراش بجانبها وهى تقول :- تعالى إقعدى جنبى هنا.

جلست إلى جوارها كما طلبت منها ثم سألتها :- مالك بقى مبوزة ليه.

هتفت بتذمر :- إبنك اللى بيحدف بكلامه زى الطوب . أنا مش غبية هو اللى غبى ها.

ضحكت عاليا قائلة :- ماشى يا ستى غبى ولا تزعلى نفسك.

زمت شفتيها قائلة :- بتاخدينى على قد عقلى يا عمتى طيب مش هديه من الكيكة بتاعتى.

شهقت بتذكر فسألتها الأخرى بقلق :- مالك فى إيه؟
ضربت على صدرها قائلة :- نسيت الكيكة على البوتجاز هروح ألحقها لأحسن ياخد منها.

قالت ذلك ثم هرولت للخارج متجهة للمطبخ فأطلقت الأخرى ضحكاتها. ..
وصلت للمطبخ وما توقعته كان صحيحا فعمر كان يأكل منها بنهم وإستمتاع . إنتفض حينما سمع صراخ خلفه يقول :-
كيكتى.
أغمض عينيه في محاولة منه لإمتصاص غضبه ثم إلتف وقال بضجر :-
الله يخرببتك ويخرب بيت كيكتك قطعتيلى الخلف.

صاحت بغضب :- مش إنت بتقول عليا غبية بتاكل من كيكتى ليه؟

هتف بحزم :- بت انتى صوتك ما يعلاش إقعديلك في جنب وكلى عيش.

- طيب هات الكيكة بتاعتى. .

هتف بمبالاة :- مفيش كيك وأعلى ما في خيلك أركبيه.

قال ذلك ثم إلتف ليغادر بباقى الكيك، أما هى إغتاظت منه وبثوانى خلعت خفها وخرجت خلفه وقامت بضربه به ثم إبتسمت بإنتصار قائلة :- دة حق الكيك أصله مش ببلاش.

ثم هرولت إلى غرفة عمتها حينما رأت الغضب يرتسم على وجهه.
دلفت وأغلقت الباب ثم أخذت تلهث كمن كان يعدو في سباق.

اتاها صوت عمتها قائلا :- ايه مالك بتجرى كدة ليه؟

هتفت بصوت متقطع وهى تلهث :- إبنك إبنك هيضربنى.
- ليه بس؟

ردت بعدم إكتراث :- اصلى ضربته بالشبشب علشان خد الكيكة بتاعتى.

أخذت تضحك عاليا بكثرة حتى أحمر وجهها قائلة :-
لا دا إنتي شكلك مصيبة. مش ساهلة تعالى تعالى لأحسن يدخل ويضربك.

جرت بسرعة وتمددت إلى جوارها وعانقتها قائلة ببعض الخوف :-
يعنى هو ممكن يضربنى فعلا؟

أجابتها بإبتسامة :- متقلقيش أنا معاكى.

هتفت بسعادة :- حيث كدة بقى هنام جنبك النهاردة.

بالخارج كان يقف بذهول يحاول إستيعاب ما فعلته وسرعان ما أكفهر وجهه قائلا بوعيد :-
ماشى إنتي اللى جبتيه لنفسك.

قال ذلك ثم دلف إلى غرفته وأوصد الباب بعنف.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

صباحا توجه مراد باكرا لقسم الشرطة لمتابعة القضية وقابل هناك عمر

جلس بإهمال على الكرسى قائلا :-
المجرمين دول بيتحركوا من حد أكبر منهم واللعبة أكبر من كدة كمان.

هتف عمر بجدية :- فعلا إحنا لازم نكثف جهودنا الفترة دى . الناس دى مينفعش تبقى حرة اكتر من كدة.

جز على أسنانه بغيظ حينما تذكر عابدين قائلا :- الزفت اللى متلقح جوة دة امتى هيتعرض على النيابة. ؟

- بكرة. ثم هتف بمرح :- بعدين دة حماك بردو مش كده ؟ بقى يا راجل تدشدشه كدة دة مبقاش فيه حتة سليمة.

صاح بغضب :- عمر ياريت تسكت على الصبح لإنى مش ناقصك وتعال نروح نشوف اللواء علشان نعرف هنعمل إيه؟

بمكتب اللواء نجدت دلف كل من مراد وعمر وأدوا التحية العسكرية وجلسوا أمامه بعد سماحه لهم بالجلوس.

رمى بملف أمامهم قائلا :- الملف دة فيه قضية كبيرة ومهمة الإتجار بالأطفال في عملية هتم التلات الساعة. ..............

وبعد مدة من شرح القضية هتف قائلا :-
إعتمادنا على الله ثم عليكم يا رجالة.

وقفا يؤديان التحية العسكرية قائلين :-
تمام يا فندم.
أخذوا الملف معهم ثم غادروا المكتب. .......

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

فى فيلا حامد الداغر كانت ندى تجلس بحزن شديد وهى تراقب الطفل وهو يلهو إلى جوارها ولم تختلف حالة ورد الجاثية جوارها فالصمت كان المسيطر على الأجواء حتى قاطعه صوت ميس و هايدي اللتان هتفتا بتحية الصباح فإنتبهن لهن قائلات بغل دفين مما حدث البارحة :- صباح النور.

هتفت هايدي بمرح سمج :- ايه مالكم قاعدين زى المطلقات كدة. ؟

بلغ الغيظ من ندى منتهاه فوضعت سليم بين زراعى ورد و صرخت في وجهها قائلة :- وانتى مالك بنى آدمة رزلة صحيح.

هتفت بإبتسامة لإغاظتها :- ايه هو إنتي متعكنن عليكى على الصبح جاية تطلعيهم عليا؟ الحق عليا بسأل قلقانة عليكى.

ربعت يديها قائلة :- متشكرين لخدماتك هوينا مش عارفين نشم هوا نضيف.

شهقت الأخرى بإستنكار قائلة :- نعم تقصدى إيه بكلامك دة إن شاء الله؟

- أقصد إن وجودك مش مرحب بيه بينا بس البعيدة ما تحسش وما بتفهمش.

- أنا هقول لمصطفى يجى يشوفله صرفة معاكى.

- طظ إشبعى بيه.

إغتاظت الأخرى منها ورحلت من المكان على الفور أما ميس فنظرت لورد التى يظهر على وجهها معالم الحزن فإبتسمت بإنتصار وإلتفت هى الأخرى لتغادر.

إقتربت منها ورد بحذر قائلة :- خلاص إهدى مشيت خلاص.

صاحت بإنفعال :- أنا هادية جدآ واللى اتعمل المفروض يتعمل من زمان ومن النهاردة مش هسكت وهوريهم. .

إنفجر الصغير فى البكاء فقالت ورد :- طيب ماشي بس كفاية علشان سليم بيعيط.

أخذته منها وأخذت تهدهده حتى توقف عن البكاء .

هتفت الأخرى بنبرة مرحة :- بس إيه من أين لكى هذا؟ خليتى الدخان يطلع من ودانها.

هتفت بغيظ :- ولو قعدت شوية كنت ضربتها كمان.
صفقت بيديها بمرح قائلة :- الله عليكى يا ندوش هو دة الكلام إبقى علمينى شوية الله يرضى عنك.

نظرت لها قائلة :- هو من ناحية عاوزة تتعلمى فإنتى عاوزة تتعلمى كتير بدل ما إحنا خيبة كدة.
- الله عليكى يا ندوش شكلك كدة مش هتجيبيها البر.
هتفت بإصرار :- ولسة ما شفوش حاجة. المهم سيبك دلوقتى وتعالى نخرج نروح النادي إيه رأيك؟

زمت شفتيها بتفكير ثم هتفت :- ماشى كدة كدة أنا زهقانة.

- ماشى تمام روحى إجهزى على ما أجهز أنا وسليم.
صعدت ندى للأعلى و فتحت الباب فوجدت مصطفى مازال بملابسه البيتية وتسائلت لماذا لم يذهب لعمله بعد ولكنها نفضت تلك الأفكار عنها ووضعت سليم فى سريره وأحضرت له لعبة يلهو بها وإتجهت للدولاب وأخذت منه ملابس ثم دلفت للحمام كل ذلك ولم تعره أى إنتباه.
أما هو إغتاظ بشدة من برودها وجفائها . ولكنه عاد لهدوئه فعصبيته ستودى به كما إنها ليست حلا تماما الآن عليه باللين.
ذهب ناحية إبنه وحمله وأخذ يداعبه ولأول مرة فأخذت ضحكات الصغير تملئ الغرفة بنغماتها الرنانة.

خرجت ندى وهى مرتدية ثيابها ولم تلف حجابها بعد. فرغت فاهها بصدمة عندما رأته يحمل طفله ويلاعبه إبتسمت بداخلها وتظاهرت بالجمود وتوجهت لمرآة الزينة وتابعت لف حجابها.
طالعها مصطفى بنظرات طفل مذنب يتمنى الغفران. ثقلت الكلمات على لسانه وكأنه قطع .
بعد محاولات في إخراج كلماته :-
إحم. ..على فين بدري كدة؟

هتفت بإهمال :- رايحين النادى مع ورد.

جز على أسنانه بغيظ شديد وقد رمى بقراراته عرض الحائط قائلا :-
وبالنسبة للى واقف قدامك دة ؟ خلاص لغيتى وجوده.
نظرت له بتحدى وكانت قد إنتهت من لف حجابها قائلة :- أنا قلت لماما صفاء وكمان عمى. وادينى أهو قولتلك هات بقى سليم علشان اغيرله ونمشى.

سحبت سليم من بين زراعيه ببعض القوة وذهبت لتبدل ملابسه .
أما هو طالع إثرها بذهول فقطته الهادئة المسالمة قد أظهرت مخالبها وكان هو أول من تصيبه تلك المخالب فإبتسم قائلا بخفوت :-
ماشى يا نادو لما نشوف هتعملى فيا إيه تانى. أما ألحق أغير في الحمام التانى علشان اروح معاهم.

بعد فترة كانت قد تجهزت وذهبت لترى ورد التى كانت قد إنتهت بدورها فنزلتا للأسفل وخرجتا فوجئتا بوجود مصطفى فى المقعد الأمامي للسيارة التى ستقلهن للنادى.

سألته بجمود :- ممكن أعرف حضرتك قاعد هنا ليه؟ وفين عمى كارم ؟

إبتسم بسخرية قائلا :- معلش جنابك عم كارم تعبان النهاردة فهروح أنا اوصلكم.

سألته بسخرية :- وهتسيب شغلك؟

أجابها بعدم إكتراث:- عادى مفيش مشكلة.

فرغت فاهها بذهول وسرعان ما إنتبهت لوضعها فقالت بسخرية كسابقتها:-
غريبة بصراحة مصطفى بيه هيسيب شغله علشان يوصلنا يعنى.

جز على أسنانه بغيظ قائلا :-
إركبى يا ندى إركبى. ....

أما ورد كانت تشاهدهم بإستمتاع وهى تبتسم إنتبهت حينما هتف مصطفى قائلا :-
صباح الخير يا ورد أخبارك إيه النهاردة؟

هتفت بهدوء :- الحمد لله كويسة.

هتف بمرح :- طيب يلا إركبى وخدى المجنونة دى معاكى.

هتفت بشراسة :- أنا مش مجنونة.

هتف بنفاذ صبر :- ياالله منك يا ندى. خلاص يا ستى أنا الزفت اللى مجنون إرتحتى كدة.

هتفت بتشفى :- كويس عارف نفسك.

- يا بنت الناس إسكتى أنا ماسك نفسي عنك بالعافية لمى الدور وإخلصى.

تدخلت ورد وقامت بسحب ندى قائلة :- خلاص يا ندى يلا علشان منتأخرش.

أرضخت لطلبها وإستقلتا المقعد الخلفي وانطلق بهم مصطفى الذي ينفخ بغيظ من أفعالها وتحولها الذى سيصيبه بالجنون .

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

فى فيلا فريد المنشاوى كانت لمار تسير بوهن بعدما خرجت من الحمام بعد شعورها بالغثيان كالعادة. جلست على السرير برفق تزيح خصلات شعرها من على وجهها قائلة بتعب :-
ربنا يستر ومحدش يعرف على ما أعرف أهرب من هنا. بس هروح فين؟ أكيد محسن هيطلع روحى لو عتر فيا. .ولو قعدت هنا مش هقدر أقف قصادهم. ..يا رب حلها من عندك يارب.

إنتفضت في مكانها حينما دلفت زينة كالإعصار المدمر فجاهدت الأخرى أن تظهر طبيعية.
هتفت بصوت خافت :- زينة.

نظرت لها بتقييم حاقد قائلة :- أيوة يا روح طنط زينة. وتانى مرة متنطقيش إسمى من غير هانم.

زفرت لمار بضيق قائلة بخفوت :-
ياربى زى إبن عمها. ...لا لا مش زيه دى باردة بس هو قمر كدة. .....إيه اللى أنا بقوله دة. ..هوف. ..نسيتى نسيتى قوام يا لمار. .

إنتفضت على صراخ زينة :-
بت إنتى مش بكلمك أنا. ..

نظرت لها بجمود قائلة :- أيوة مستنياكى تخلصي باقى كلامك.

إغتاظت من برودها فسحبتها من شعرها على حين غرة فصرخت بألم وهى تجاهد في تحرير شعرها من بين يديها قائلة :-
سيبى شعرى حرام عليكى.

هتفت الأخرى بغل دفين قائلة :- أوعى تكوني فاكرة إنك مراته بحق وحقيقى دة هيطلقك ويرميكى في الشارع إنتى هنا مجرد وقت هينتهى وقريب اوى كمان.

رغم أن كلماتها اصابتها في الصميم إلا إنها تظاهرت بالجمود قائلة :-
عارفة ومستنية اليوم دة بفروغ الصبر أكتر منك كمان.

تركت خصلات شعرها قائلة بإنتصار :-
شاطرة أنا قلت أعرفك علشان متتصدميش. .

قالت ذلك ثم خرجت تاركة إياها تعانى بمفردها.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

عند سليم كان في مكتبه شاردا فى ورد
وتذكر هيئتها التى يراها لأول مرة فهو رأى الكثير من النساء ولكن لم تهتز له شعرة ولكن هى زلزلته وأطاحت به وعيناها ذلك العشب أو شجر الزيتون في خضرته........
ضرب المكتب بيده بقوة قائلا :-
إيه يا سليم هتخيب ولا إيه؟ فوق لشغلك دة الأهم. دى واحدة طماعة وميهمهاش غير الفلوس.
نظر للملف الموجود في يده ولكنه إنتبه لهاتفه الذى يضئ بإسم شقيقه.
مسك الهاتف وقام بالرد عليه قائلا بإستغراب :-
أيوة يا مصطفى بتتصل ليه؟ هو إنت مش فى الشركة؟

رد وهو يتابع القيادة :- أيوة مش جاى النهاردة لو فى شغل إعمله بدالى.

هتف بقلق :- ليه مالك إنت كويس؟

ضحك بخفوت قائلا :- لا متقلقش كويس بس هوصل ندى النادى هى و ورد.

شعر بقشعريرة تسرى في جسده على ذكر إسمها ولكنه سرعان ما نفض ذلك قائلا :-
آه ماشى تمام. خلاص متقلقش.

- تسلملى يا شق يلا سلام.

- سلام.

أغلق الهاتف وقال بسخرية غافلا عن ذلك النداء الذى بداخله الذي يخبره بإنها لا تستحق ذلك :-
ما صدقت ولقتها مادية حقيرة.

قال ذلك ثم عاد لمتابعة عمله. ..

********
فى النادى جلست ندى بضجر على أحد المقاعد وجاورها مصطفى وجلست ورد قبالتهم. ...
هتفت ندى بإمتعاض مزيف ودقات قلبها تتراقص فرحا بداخلها لوجوده إلى جوارها بفعل مخططها وصممت على إكماله فأرتدت قناع الجمود قائلة :-
ممكن أعرف ليه قاعد هنا؟ روح شغلك. ..

نظر لها بصدمة قائلا :- يعنى أروح الشغل مش عاجبك أقعد معاكى مش عاجبك أومال أعمل إيه يعجبك يا هانم؟

هتفت بعدم إكتراث :- ولا حاجة يا مصطفى. أنا مش عاوزة منك حاجة كل اللى عاوزاه منك إنك تطلقنى وبس وتسيبنى في حالى.

- دة عند أمك.

هتفت بحدة :- إنت بتقول إيه؟ إيه أمك دى؟

هتف بإمتعاض :- مش إنتى اللى بتنرفزينى وبترجعى تغلطينى أنا فى الآخر.
ثم هتف بخبث وهو يتطلع أمامه :-
وبعدين خلاص براحتك أروح أشوف البنات اللى هنا دول حلوين أوى.

قال ذلك ثم نهض من مكانه متوجها ناحيتهم
فرغت فاهها وهى تراه يتوجه لإحداهن ويتحدث معها وتبتسم له الأخرى.
هتفت بضيق :- شايفة يا ورد شايفة.؟

تحدثت بإبتسامة تزين ثغرها قائلة :-
طيب إيه هتسيبيها كدة؟

نظرت لهم بغل قائلة :- دة أنا هصور قتيل النهاردة.
قالت ذلك ثم أعطت سليم لورد وتوجهت إليهم بسرعة البرق وعلى حين غرة قامت بدفع الفتاة وبعدها مصطفى إلى المسبح قائلة :-
علشان تعرف ترمرم كويس يا بتاع الستات.
قالت ذلك ثم أعطته ظهرها وعادت إلى مكانها.

صاح بضحك من فعلتها قائلا :- يامجنونة إستنى رايحة فين؟

أخذت ضحكاته تعلو شيئا فشئ على غيرتها الشديدة تلك، توجه للفتاة قائلا :-
معلش ملحقناش نكمل باقى التمثيلية.

هتفت الأخرى بضحك قائلة :- لا لا والحمد لله إنها جات على قد كدة دة لو كملنا مش بعيد كانت قتلتنى.

- ههههههه ماشى شكرآ للمساعدة.

قال ذلك ثم خرج من المسبح وإلتقط منشفة يجفف بها شعره ثم رماها أرضا وتوجه لها بغضب وغيظ قائلا :-
ينفع كدة ها ينفع؟ هروح إزاى دلوقتى ؟

أخذت تضحك عليه بشدة حتى أدمعت عينيها فهتفت قائلة :- أحسن أحسن علشان تحرم تانى يا بتاع الستات.

جز على أسنانه بغيظ قائلا :- بقى أنا بتاع ستات ماشى يا ندى.

قال ذلك ثم حملها على حين غرة صرخت على إثرها فتعلقت برقبته فقال وهو يراقص حواجبه بتلاعب :-
إيه رأيك تجربى المياه.

صرخت بخجل قائلة :- لا يا مصطفى لا بالله عليك لا.

إلا انه لم يعيرها إهتمام وسار ناحية المسبح فأخذت تترجاه بدموع :-
حرام يا مصطفى الهدوم هتلزق فيا.

وكانت هذه الجملة التى كانت بمثابة الصفعة التى أعادته على أرض الواقع فهى محقة تمام الحق فهتف برفق :-
خلاص متخافيش أنا كنت بهوش بس.

ضربته على صدره قائلة :- يا رخم.

:- ها ها هرجع تانى.

هتفت بسرعة :- لا لا خلاص خلاص.
ثم نظرت حولها فوجدت الجميع يحدق بهما فأخفت وجهها فى صدره المبتل قائلة :-
عاجبك كدة الناس بتتفرج علينا.

- ههههههه وايه يعنى اللى ليه عندنا حاجة ياجى ياخدها.

سار بها ناحية ورد وأنزلها برفق قائلا :- أدينى أهو نزلتك خلاص.

هتفت بتذمر :- بعد إيه بعد ما بلتنى؟ أنا كنت عارفة إن مجيك معانا مش هيعمر أبدا.

طالعها بغيظ قائلا
- تصدقى أنا اللى غلطان وجبته لنفسى هروح أشوفلى صرفة في الهدوم دى وأبقى أجيلكم.

تركهم ودلف لداخل المبنى أما ندى جلست وهى تزفر بضيق وخجل قائلة :-
قليل الأدب خلى الناس كلها تبص عليا.

ثم نظرت لورد التى أحمر وجهها بشدة من كتم ضحكها فقالت بغيظ :-
إضحكى إضحكى يا أختى هى جات عليكى يعنى.

إنفجرت ورد ضاحكة عقب كلماتها وشاطرها الصغير في ذلك فقالت وهى تقبله بقوة في وجنته الممتلئة :-
بتضحك على أمك يا سليم يا خراشى عليك يا عمرى إنت.
ثم حدثت ندى قائلة بمرح :- بس بصراحة منظركم يفطس من الضحك. ..هههههه.

ثم قالت بجدية :- بس على فكرة هو بيحبك أوى.
هتفت بسعادة وعدم تصديق :- بجد؟

هتفت مؤكدة بمرارة متذكرة حبها المدفون الذى لم تسطر حروفه حتى الآن :- أيوا ومش لازم يقولها بلسانه بتحسيها فى تصرفاته وأفعاله وفى نظرة عينه ساعات العين بتقول اللى ما بيقدرش لسانا ينطقه.
ثم هتفت بمرح :- بس بردوا إستمرى حلو جو القط والفار دة.

هتفت بتأكيد :- أيوا دة أنا هطلع اللى كان بيعملوا فيا على جتته وهيشوف.

نظرت ورد للمكان بإختناق حينما لاحت أمامها تلك الذكرى فسرعان ما تجمعت الدموع في عينيها فهتفت ندى بقلق :-
حبيبتى مالك أنا قلت حاجة ضايقتك؟

مسحت دموعها التى غلبتها وسقطت على وجنتيها بكف يدها قائلة بإبتسامة باهتة :-
لا أبدا أنا كويسة. بس إفتكرت حاجة كدة أنا. ..أنا عاوزة أروح ممكن؟

هتفت بإصرار :- ماشى بس مش قبل ما تقوليلى إيه اللى غيرك فجأة كدة؟

إنفجرت في البكاء فقد خارت قواها لم تعد تتحمل جلست ندى إلى جوارها وتناولت منها الصغير وأخذت تربت على ظهرها قائلة :-
خلاص يا حبيبتى بس. ما كنتى كويسة دلوقتى. .يا ربى. .

لم تعرف ما عليها فعله فهى تحمل سليم والتى بمثابة أختها منهارة من البكاء.
زفرت براحة حينما لمحت مصطفى آتيا ناحيتهم بعدما أبدل ملابسه بعد أن إبتاعها.
ركضت بسرعة نحوه ومعها سليم وما إن توقفت أمامه قالت بسرعة :-
مصطفى خد سليم على ما أشوف ورد مالها.

حمل منها الصغير وقبل أن يسألها كانت قد إختفت من أمامه فتبعها بقلق ليرى ما الأمر.

إرتمت بين زراعيها وتتمسك بها بقوة قائلة ببكاء:-
وحشنى اوى يا ندى نفسى أشوفه رغم إنه مستحيل راح وسابنى لوحدى.
كان دايما بيجبنى معاه النادى اللى بيشتغل فيه ولما كان بيخلص كان بيلعبنى كل يوم لعبة شكل كان بيشلنى ويدخل البسين ونقعد نرش مياه على بعض و كنا بنلعب تنس وكورة وكان بيعديلى الجوال بتاعتى علشان ما أزعلش ويشيلنى على كتافه ويجرى بيا وانا بضحك كتير. .... ولما كنا بنروح كان بيجبلى آيس كريم وحجات حلوة أوى وحشنى قوى لإنه بعد ما راح مشفتش حد حنين زيه أنا مخنوقة مش عاوزة أقعد هنا تانى وأنا مش معاه عاوزة أروح عاوزة أمشى بالله عليكى. ...

أدمعت عيناها بإشفاق على تلك الطفلة التى عانت ومازالت تعانى، وتأثر مصطفى الذى كان يقف على مقربة منهم أيضا وقد فهم إنها تفتقد والدها وبشدة وذلك المكان يذكرها به.

هتفت ندى بتماسك :- حاضر يا حبيبتى يلا قومى علشان نروح بس بطلى عياط.

قالت ذلك ثم ناولتها بعض المناديل الورقية من الموجودة على الطاولة فمسحت الأخرى دموعها وبقت عيناها التى شكل اللون الأحمر خطوطا بها.

وقفت معها وسارتا نحو السيارة وتبعهم مصطفى والصغير.
صعدوا إلى السيارة جميعهم ثم إنطلقوا إلى الفيلا وسط جو يسوده الصمت إلا ببعض الشهقات التى كانت تصدر من ورد. .........

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

بعد الظهيرة فى شقة عمر بالزمالك كانت خديجة تجلس بشرود وهى تتطلع إلى صورة فى يدها. ملست عليها بيدها قائلة بحزن دفين :-
ربنا يرحمكم. وحشتونى أوى.

مسحت تلك الدمعة التى فرت من عينيها بسرعة حينما سمعت طرق الباب وما كان سوى سجود فأذنت لها بالدخول ..

هتفت بمرح :- إيه يا عمتو بتحبى ولا إيه قاعدة سرحانة كدة.

ضحكت بخفوت قائلة :- يجازى شيطانك يا سجود. .

لمحت صورة فى يدها فقالت :-
مين دة؟
أعطتها الصورة فصاحت قائلة :- دة شكله أبو عمر شبهه أوى والنونو دة أكيد عمر.

هتفت بحزن :- لا مش عمر دى بنتى جورى الله يرحمها.

هتفت بتأثر :- الله يرحمها هى أكيد في مكان أحسن دلوقتى.

نظرت أمامها بشرود قائلة بدموع:- دى كانت آخر مرة أشوفهم قبل ما يموتوا الله يرحمهم.

سألتها بفضول :- ليه هو إيه اللى حصل؟

إستجمعت قوتها قائلة :-
فى اليوم دة هى كانت تعبانة أوى وبالليل أخدها أبوها ونزل بيها جرى على المستشفى وفى الطريق كان سايق بسرعة من قلقه على جورى فمكانش شايف العربية اللى جاية من الناحية التانية فخبط فيها والعربية إتفحمت وهما فيها.
مش قادرة أنسى منظرهم أبدا. .

عانقتها سجود وربتت على ظهرها بحنان قائلة :- معلش يا عمتى كلنا هنموت ربنا يصبرك أنا بابا وحشنى بردو بس بدعيله في كل مرة وأستغفرله كتير إنتى كمان إدعيلهم.

إبتعدت عنها ومسحت دموعها قائلة :-
ونعم بالله يا حبيبتي.

هتفت بمرح لتخرجها من حالتها :-
تعالى بقى شوفى الأكل اللى عملته مش هندى منه لإبنك ماشى خليه يشوفله حتة تانية يتغدى فيها.

ضحكت الأخرى بخفوت قائلة :- نفسي أعرف مش قارشة ملحته ليه؟

حادت بنظرها بعيدا قائلة بتوتر :- ها لالا. ..أاابدا أنا مش قارشة ملحته ولا حاجة.

نظرت لها بتقييم قائلة :- إمممم ماشى يا لمضة.

ضحكت بصوت عالى قائلة :- مقبولة منك يا عمتى. ...

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

ليلا كانت لمار تسير بشرود بحديقة الفيلا تنظر يمينا ويسارا لعلها تجد مخرجا للهروب ولكنها لم تجد فرجال الأمن يحيطون بالفيلا من كل مكان والسور عال وكيف ستقفز وتعرض جنينها للخطر. ؟ زفرت بضيق
ثم جلست على إحدى المقاعد ووضعت يدها على بطنها تملس عليها برفق شديد إبتسمت بخفوت تتخيل حياتها مع جنينها فقالت بخفوت :-
مين عارف يمكن إنت الحاجة اللى هتخلينى أفرح من تانى.

ثم نظرت أمامها بشرود تفكر في تلك المعضلة المتواجدة فيها داعية الله أن تنتهي بسلام.
وان يخرجها هى وجنينها بسلام من هذه المشكلة.
أخذ النوم يزحف إليها شيئا فشئ حتى إستسلمت له فتكورت كالجنين على المقعد وخلدت للنوم. ...

***************
عاد من عمله متأخرا ثم دلف للداخل وجد الجميع نيام إلا والدته التى كانت تنتظره.

هتف معاتبا إياها :- يا أمى يا حبيبتى كام مرة وأنا أقولك روحى إرتاحى في أوضتك ما تسننيش.

ربتت على زراعه قائلة :- ملكش دعوة أنا كدة مرتاحة.

- طيب يلا على أوضتك تصبحى على خير.

- وانت من أهله.

إنتظر صعود أمه التى كانت تراقبه بخبث وهو يتوجه للغرفة التى بها لمار فضحكت بخفوت قائلة :-
كان عندى حق في كل كلمة يلا ربنا يسعدهم ويهنيهم ويشيل من دماغك يا مراد فكرة الإنتقام دى اللى هتخلص على البت.

قالت ذلك ثم دلفت إلى غرفتها بهدوء. أما هو عندما دلف ولم يجدها إنتابه القلق فأخذ يبحث عنها ولكنه لم يجدها فنزل إلى الأسفل وتوجه للمطبخ لعلها تكون بالداخل ولكنها غير موجودة أيضا.
خرج إلى الحديقة وقد برزت عروقه من الغضب قائلا :-
لو فكرت تهرب بس هساويها بالأسفلت.

لمحها من بعيد فتوجه إليها بغضب وإقترب منها وكان على وشك الصراخ فيها إلا إنه وجدها تغفو كالملائكة. ....

فأخذ يتأملها بهدوء وبدون وعى منه جلس على ركبتيه أمامها يمعن النظر فيها عن قرب.
لم يدرى كم بقى على حالته تلك فهو مسلوب الإرادة إلى جوارها وهذا ما كان يخشاه خفق قلبه بعنف حينما خطر على باله سؤال وهو هل أحببتها؟
نهره عقله قائلا إنها واحدة كباقي النساء وهو أبتعد عنهن بسبب عمله حتى أتت هى وملئت ذلك الفراغ وسترحل كغيرها ....
هز رأسه بعنف وأعتدل وكاد أن يصرخ فيها مجددا لتستيقظ ولكن شئ ما أوقفه عن ذلك.

مال بجزعه نحوها وحملها برفق شديد ودلف بها إلى الداخل.
تصلب جسده حينما لفت يديها حوله تدس نفسها أكثر فيه. وصل بها إلى غرفته ومددها برفق على الفراش وكاد أن ينهض ولكنه وجدها متشبثة بقميصه بقوة.
فإستسلم لذلك النداء بداخله وتمدد إلى جوارها بعد أن خلع حذائه وحذائها وقام بفك حجابها حتى تنام براحة.
لف زراعه حول خصرها كما إندست هى فيه أكثر وهى تشعر وكأنه أمانها الذى إفتقدته.

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

قبيل ذلك بساعات فى فيلا حامد الداغر كانت ورد تجلس بشرود حينما أتاها صوت عمها قائلا :- تعالى يا ورد ورايا المكتب عاوزك وانت كمان يا سليم .

وقفت بإحترام وهتفت :- حاضر يا عمى.

دلفوا إلى المكتب وجلسوا على الأريكة.
مد حامد بورق في يده لها قائلا :-
خدى ياورد.

مسكت منه الورق قائلة بتوتر :-
إيه دة يا عمى؟

نظر لها مراقبا إياها قائلا :- دة حقك في الورث زى ما قلتى.

هتفت ببراءة :- وهعمل بيه إيه؟

رفع حاجبه بدهشة قائلا :- مش إنتى اللى عاوزة كدة؟

تداركت نفسها قائلة :- اه اه أيوة أنا أنا كنت عاوزة كدة.

هتف بهدوء وهو يتأكد من صدق حدسه :-
أقدر أعرف هتعملى بيها إيه؟

تلعثمت في الكلام فهتفت قائلة :-
مش عارفة قصدي هخليها معايا. ...

- تمام يا بنتى أدى الورق معاكى اللى يثبت حقك تقدرى تخرجى دلوقتي لو حابة.

وقفت هاتفة :- ماشى يا عمى تصبح على خير.
ثم خرجت وذهبت لغرفتها بسرعة ثم أغلقت الباب ورمت بنفسها على السرير قائلة بحزن :- زمان سليم دلوقتى بيقول عليا طماعة وبتاعة فلوس بس والله غصب عنى أنا لازم أعمل كدة وإلا خالى هيعمل حجات مش كويسة.

قالت ذلك ثم نهضت لتبدل ملابسها.
********

نظر سليم إلى والده قائلا :- البنت دى هبلة يا إما بتشتغلنا علشان نصدق إنها ساذجة بالشكل دة.

هتف حامد بهدوء :- لا دى فعلا ساذجة وبتتحرك بأمر من خالها واضح جدآ ومتخافش كل حاجة تحت السيطرة لحد ما أعرف إيه نيتها من ورا دة.

وقف سليم قائلا :- ماشى يا بابا بكرة نشوف تصبح على خير.

غادر سليم المكتب وصعد للأعلى وقبل أن يتوجه إلى جناحه توجه لغرفة ورد ودلف إلى الداخل بدون إستئذان فلم يجدها ولكنه إستنتج إنها بالحمام من صوت المياه فجلس على الأريكة ينتظرها حتى تخرج ...........

بالداخل كانت قد أنهت حمامها ثم إرتدت برمودا رمادي وبلوزة قطنية زرقاء وفى طريقها للخروج تزحلقت قدمها دون أن تنتبه لبقعة المياة تلك فصرخت حينما وقعت أرضا على زراعها. ..

بالخارج كان ينتظر خروجها فجرى بسرعة عندما سمع صراخها وفتح الباب بدون إستئذان فوجدها متكومة أرضا تمسك زراعها تتأوه بألم وتتساقط دموعها بغزارة .
تفاجئت بوجوده أمامها فقالت بصدمة وخوف مما صدر منه البارحة :- إنت إنت بتعمل إيه هنا؟ إطلع برة.

نظر لها بغيظ قائلا :- سيادتك بتهزرى ورينى دراعك.

زحفت للخلف قائلة :- لا انا عاوزة ندى أو مرات عمى.

هتف بنفاذ صبر :- متبقيش غبية وورينى دراعك علشان أقيم نوع الإصابة.

إلا إنها هزت رأسها بعنف وهى تبعد يدها التى تؤلمها عن مرمى يده قائلة بدموع:- لا لا عاوزة ندى.

هتف بحدة :- يبقى إنتى اللى جبتيه لنفسك.

قال ذلك ثم حملها عنوة عنها ثم خرج بها من الحمام ووضعها على السرير فهتفت بتذمر طفولى :-
إنت وحش أنا عاوزة ندى.

عقد حاجبيه بضيق قائلا بسخرية :-
ماشى يا عيلة هجبلك ندى بس ورينى دراعك الأول.

هتفت بضيق طفولى :- انا مش عيلة إنت اللي. ......

نظر لها نظرة أخرستها ومسك زراعها برفق متفحصا إياه ويحركه ليتأكد ما ان كان هناك كسر أم لا .أخذت تتطلع اليه بحب شديد وشعرت بأن أنفاسها إنسحبت منها والأكسجين أختفى من الغرفة لشدة قربه منها وتمنت أن يظل هكذا للأبد ولكن هو أبعد من ذلك فهى لا يحق لها أن تنظر إليه فهى فى نظره شخصية محبة للمال والثراء فوق أى شئ آخر.
فاقت من شرودها على صوته قائلا بإطمئنان :-
الحمد لله كويس مفهوش لا شعر ولا كسر.
هروح أجبلك مرهم تدهنى بيه مكان الكدمة.

نظرت في أثره بصدمة وقبل أن تفيق كان قد عاد ومسك زراعها وأخذ يدلكه لها برفق غير معهود منه وبعد ان إنتهى نظر لعيناها التى تجذبه نحوها كما لو إنها مغناطيس ....وكاد أن يقترب منها إلا إنه تدارك نفسه فنهض مسرعا. أخذ يتنفس بسرعة يستعيد أنفاسه المسلوبة عندما يكون إلى جوارها . نهر نفسه بعنف متى كان بهذا الضعف والغباء؟ لا لن يسمح لتلك المشاعر الغبية أن تفرض سيطرتها عليه .
- حمدا لله على سلامتك وإبقى خدى بالك المرة الجاية.
وللمرة الثانية لعن نفسه كان سيعنفها وكأنها المسؤلة عما بدر منه وبدلا من ذلك أخبرها بأن تنتبه لنفسها المرات القادمة !!!
غادر من الغرفة مسرعا حتى لا يحدث منه ما لا يحمد عقباه.
أما هى إستغربته وبشدة فقد كان حنونا معها عن كل مرة هزت رأسها بعنف ربما تتخيل ذلك من شدة حبها له.
ألقت بنفسها على الفراش وهى تستعيد آخر لحظاتهم معا وعلى وجهها إبتسامة بلهاء. ....حتى غطت في نوم عميق.

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

كانت في الغرفة المخصصة لها منذما أتت عندهم. كانت تقرأ فى أحد الكتب التى وجدتها . وجدت النوم يزحف إلى عينيها فغلقت الكتاب وهى تتثائب قائلة :-
هروح أشرب وآجى بس هلبس الطرحة لحسن عمر يكون برة.
أحكمت حجابها على رأسها ثم خرجت بحذر دلفت للمطبخ فكان النور مغلق وبصيص من النور يأتى من الشباك فكانت الرؤية لا بأس بها.
تقدمت ناحية الثلاجة وفتحتها وتناولت زجاجة المياه ثم إرتشفت منها حتى إرتوت
وضعتها مكانها ثم أغلقتها وإلتفت لتغادر ولكنها لمحت جسما أبيض يذهب ويجئ بسرعة فى الظلام فى غرفة المعيشة فشهقت بخوف وتراجعت للخلف بذعر ثم توجهت لتشعل المصباح وما إن وضعت يدها على الزر وأنارته وجدت أصبعها ملطخ بالدماء مكان ضغطها فصرخت وأخذت تجرى ناحية غرفتها وما إن وصلت وجدت الغرفة فى ظلام تام فأثلجت أطرافها وما إن ظهر ذلك الجسم الأبيض فى الظلام يصدر أصوات مخيفة ويسير نحوها أظلمت الدنيا فى وجهها وسقطت أرضا في الحال. ...


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close