رواية عشق القلوب الفصل الحادي عشر 11 بقلم سهام صادق
الـــفـــــصـــــل الـــــحــــادي عــــــشــــــــر
وعندما تطلع الي خوفها الذي يكسو وجهها ، شعر بأن بمدي ذنبه اتجاهها .. فبدء قلبه يتألم بقوه لما حدث لها بسببه فلو كان منتبها للطريق جيدا قد كان استطاع ان يتفاداها ، فتأملها من علي مقربة دون وعي منها لوجده ...فقد كانت تقف امام شرفة حجرتها بقصره تتأمل سقوط حبات الجليد بعمق و بأعين ضائعه ..... ليتذكر هو حديث الطبيب وهو يقول له : للأسف مستر يوسف ، الحادثه أثرت علي جزء من الذاكره ، ومش هتفتكر حاجه غير مرحلة طفولتها الي قضتها مع والدها وبس ، لان تقريبا كان بالنسبه ليها شئ كبير ، ولما أتصدمت في كل الناس الي حوليها ، قبل الحادثه مباشرة مكانتش بتفتكر غير في ذكرياتها معاه ، وللأسف ده أدي ان العقل يشتغل علي الجزء ده وبس ، لانها رافض ذكرياتها التانيه ، حالة مريم حاله نادرة اوي ، بس مش صعبه ، هي بس متوقفه علي أنها ترجع تتقبل أن الطفله الي بتشعر بالأمان في حضن والدها خلاص كبرت ، ومبقتش طفله ، وده طبعا العقل مش متقبله ، بس لو العقل رجع يتقبل الفكره ديه هترجع لحالتها الطبيعيه وده متوقف علي احساسها بالأمان ، يعني كل تفكير مريم وذكرياتها مع والدها وبس دلوقتي، يعني عقل طفله بيتجسد في امرأه بالغه للاسف ... !!
فيفيق علي صوت ندائها قائلاً بألم : كنتي سرحانه في ايه بقي يامريم
لتتطلع اليه هي بأعين مغمضه بعدما ابتعدت عن تأملها لمنظر الجليد الذي يهطل: انا عايزه بابا يايوسف
فيبتسم لها ابتسامة حانيه وهو يقترب منها : ما أنا معاكي اه بدل بابا....
فتقترب هي منه بدموع : طيب هو فين ، ماما بتقول مات ، هي ماما كمان فين ، اوعي تقول ماتت
فيحتضنها بقوة بأعين دامعه ليقول : سامحيني يامريم ، انا أسف
فتبتعد عنه قائلة : اسامحك علي أيه أنت عاملتلي حاجه ، ثم نظرت له قائلة بتعجب : انت بتعيط ليه ، هو انت باباك كمان مات
فيتأملها بأسي ويلمس وجهها بحنان .. حتي أعلن هاتفه بالرنين ، لينظر الي المتصل وإليها ويخرج سريعاً من غرفتها قائلاً : ايوه يا أمجد ، انت وصلت
لتتابع خطواته هي فتخرج خلفه ، متأمله ذلك المكان الواسع الذي لا يشبه ذلك المشفي الكريهه برائحة أدويتها التي قضت فيه اكثر من أربعة اشهر فاقده للوعي من كل شئ حولها ، وأقتربت من احد الكرستالات اللامعه وظلت ناظرة لها ، فتابعها يوسف بأعين قد أستحوذ الألم جزء كبيراً منها قائلاً بحنان وهو ينده علي خادمته : خدي مريم يا كيندا لأوضتها
فتهز الخادمه رأسها بالايجاب ، لتتطلع اليه هي قائله : انا هروح معاها فين
فيبتسم قائلاً : اوضتك ياحببتي ، عشان في ضيوف جاين دلوقتي ، أسمعي بقي الكلام مش أنتي بنوته مطيعه
فتنظر اليه بأبتسامة بسيطه ، وتسير مع الخادمه وهي ناظرة له
وما من لحظات ، قد كان أمجد يردف فيها من باب القصر ، هو وعمها ، فوقف متأملا المكان بأعين كالصقر قائلاً : يوسف أدور ، أمبراطورية أدور العملاقه
فيمد يوسف بيده قائلاً : اهلا محسن باشا !
فيبتسم محسن أبتسامة زائفه ليقول : فين المحامي عشان نتمم عقد الزواج.. ثو نظر الي ساعته قليلاً : لازم بعد ساعتين اكون في المطار
وأقترب منه قائلاً : اوعي تنسي الصفقه الي بينا يايوسف باشا ، الصفقه ديه بجد مهمه اوي لشركتي ، انت عارف كويس الأزمه الماليه الي بمر بيها في أمريكا...
فيبتسم يوسف بسخرية علي ذلك العم ، الذي لم يفكر بأبنة أخيه للحظه ولا بحقها منه بسبب مافعله بها من حادث قد جعلها تقيم اربعة اشهر ضريحة الفراش في المشفي ، وبرغم من علمه بكل شئ حدث لها ، ولكن قد عمي المال عيناه قبل قلبه
وما كانت سوا لحظات قليله ينتظرون فيها كلمتها التي لم تدرك معناها سوا انها ستجعلها دائما معه ... مع من اعطاها الاهتمام طيلة مرضها وضياعها وكأنها طفلته الصغيره .. او كأنه فارسها كم يتخيل الاطفال بعدما نقص عليهم قصة سندريلا واميرها فهذا كله ماكان يدور بخلدها الذي اصبح كالأطفال لتقول أمام ذلك الرجل الذي بعثته السفاره كي يتم وثيقة زواجهما
مريم: مواقفه !
فيبتسم يوسف لها وهو يتذكر تلك اللحظه التي دخل عليها في غرفتها ووجدها تتطلع الي زرقه السما وكأنها تنتظر شيئاً منها ، ليقول لها عرضه بأن تقبل أن تتزوجه ، كي يُسعد والدها بذلك ويظل هو بالقرب منها ، لتقول له بدون وعي : انا وانت نتجوز أزاي ، وبابا هيفرح أزاي ؟ انت بتضحك عليا صح عشان أنا طفله
فأبتعدت عنه بأعين دامعه : انت وحش ، وخاطفني ، يوسف الي كان بيجيلي في المستشفي ويلعب معايا ويحكيلي قصص حلو
فيقترب منها بحنان قائلاً : طيب لو مريم قالت ، قدام الناس الي تحت أنها موافقه تتجوز يوسف ، مممممممم هنروح الملاهي انا وانتي وياسين فاكره ياسين يامريم
فتبتسم أبتسامة صافيه ، قد دق قلبه طبولاً من أجلها : موافقه
ويفيق من شروده ، عندما سمع صوت امجد يهنئه بعدما غادر الضيوف دون أن يشعر : مبروك يايوسف !
وتصبح لتلك الكلمة رنين في أذنيه ، فيغمض عينيه للحظه وهو يمسك ذلك العقد بيده ، ويتطلع الي أسماهما معاً
.................................................. ................
وعندما تجمعت الدموع في عينيه وهو يتذكر صوته ، اهتز جسده بقوه فيبكي فرحاً ، لتأتي أبنته اليه والبسمه علي وجهها ، دموع الفرحه ديه بقي ياسي بابا ، مممممم كل ده عشان يوسف
فيتطلع الي أبنته بحب قائلاً :انا كده لو مت ، هكون أطمنت عليكي أنتي وهو ، يوسف وخلاص بدء يحن ليا أمجد بيقولي انه بقي يسأل عني كتير وانتي وخلاص اه كلها اسبوعين وتتجوزي انتي وطارق واطمن عليكي يابنتي واه الحمدلله خفيت والدكتور طمنكم ،ومبقاش في داعي انك تأجلي جوازك عشاني اكتر من كده
فتبتسم نهال لفرحة والدها : كل ده عشان يوسف كلمك مره واحده بس
فيشرد عبدالله قليلا : اهي المكالمه ديه ادتني امل حتي ل كانت دقيقه واحده فيها كلمتين بس ... بس برضوه الامل بقي عندي ان في يوم اضمه لحضني
ثم تطلع الي أبنته بحزن قائلاً : بس احمد ، هو الي بقيت خايف عليه ، احمد أتغير اوي يابنتي حتي علاقته مع خطيبته اتغيرت مبقاش طيقها ولا حتي عايز يتجوزوا
فتتأمل نهال والدها قائله: ادعيله يابابا ربنا يصلحله حاله
ليتطلع اليها والدها قائلاً : ديما يجي البيت نص الليل صح ، وينظر الي تلك الأدويه التي بجانبه
فتتأمل نهال معالم وجه والدها الحزينه قائله : بالعكس ده بيسأل عنك كل يوم في التليفون ، ما انت عارف انه بقي مشغول في شركته ، وبقي عنده مسئوليات .. فتنظر الي والدها قائلة بمزاح : أبنك بقي مهم ياحاج عبدالله ، وكلها كام سنه ويبقي اصغر رجل اعمال في البلد كلها
فيتطلع اليها بألم قائلاً : هيبقي رجل أعمال بفلوس لسا لحد دلوقتي مش مصدق جبها أزاي
فتقترب كي تطبع قبلة حانيه علي يديه ، متأمله ذلك الحزن الذي داخل عيونه علي اشقائها !!
.................................................. .............
وعندما حملها برفق بعد أن نامت علي تلك الأريكه بتعب ، بسبب ذلك اليوم ، الذي قد انهكهم من اللعب ، وضعها بحنان علي الفراش وهو يتطلع اليها بحب ، فيزيل حجابها عنها بحب ، متأملاً خصلات شعرها بنية اللون ليظل يداعبهم ، حتي تنتفض من نومتها ، فيأخذها بين أحضانه قائلاً : متخافيش ياحببتي
فتنام بين ذراعيه قائله : شوفت ياسين هو وبيشوط الكوره ، وبيضربني بيها
فيبتسم اليها قائلا بعد أرتخت بين ذراعيه : وبنوتي الحلوه طبعاً مسكتتش ، فضلت تجري وراه لحد ما تعبوا هما الأتنين ،وانا كمان تعبت من شقوتهم
فتغمض هي عيناها قائله بتثاوب : هو ليه ياسين مش عايش معانا هنا ، خلي امجد يدهولك يايوسف
فيبتسم اليها يوسف بعدما أحاطها بذراعيه ودثرها بالغطاء : عشان ياسين أبن أمجد وسالي، أزاي بقي هيعيش معانا ومش هيعيش مع أمجد
فتبتعد هي عنه قائله : انا مش هكلمك تاني يايوسف ، عشان أنت بتضحك عليا ، انت قولت لو مريم طلبت مني أي حاجه أنا هجيبهالها ، انت ضحكت علي مريم
ليتنهد باسما : طيب ما أيه رئيك تجيبنا أنتي نونو صغير ، يبقي بتاعنا احنا وبس
فتلمع تلك الفكره في عينيها حتي تنهض من جانبه ، مقتربه من تلك العروسه الموضوعه علي الأريكه التي تضمها غرفتهما، لتأتي اليه ثانية قائله : خلاص النونو ده هيبقي بتاع مريم ويوسف ، بس هي مش بتتكلم ولا بتلعب زي ياسين
فتفر دمعة من عيناهه بدون قصد ، فهو من جعلها تصبح هكذا ليقول : في نونو تاني ممكن مريم تجيبه ، بس مريم تسمع كلام يوسف ، وتنام في حضنه
فتقفز علي الفراش ثانية بجانبه قائله : مريم هتكون شاطره وهتسمع كلام يوسف
فيقترب منه ليضمها بقوه قائلاً بهمس : مش قادر أستحمل اشوفك كده ..
فتتطلع الي وجهه الحزين قائله : انت زعلان ليه يايوسف ، هو أنا زعلتك
فيبتسم قائلا وهو يحتوي وجهها بكلتا كفيه : في حد يزعل من الملاك ده ، طب ازاي !
فتبتسم بعفويه ، قد جعلت قلبه يبتسم قبل شفتاه ، ويقترب منها حتي يقبلهاا علي كل أجزاء وجهها حتي اقترب من شفتيها ليلمسها بأصابعه اولاً ، ولكن دموع خوفها منه قد جعلتها يدرك ما سيفعله ، فأبتعد عنها قائله بخوف : خلاص يامريم أنا أسف ، متخافيش
فتبتعد عنه قائلة بدموع : انا مش هنام معاك تاني ، انت وحش يايوسف وحش ، وبتخوفني وتنهض كي تغادر الغرفه ببجامتها الطفوليه ، ليجذبها من ذراعيها قائلاً : ويوسف مش هيعمل حاجه تاني تزعل مريم ، وكمان كده تسيبي يوسف ينام لوحده ومتحكيش ليه حدوته
فتنسي كل شئ ، وتضع بيدها علي خصرها قائله : انت الي عليك الدور تحكي حدوته لمريم
فيحتضنها بحب ، حتي تقول : لو حكيت حدوته حلوه هفضل معاك ، ومش هسيبك في الضلمه لواحدك
فيبتسم قائلا بتفكير : ممممممممم ، وانا موافق ياستي
مريم بطفوله : ها ، أحكي
ليضحك هو قائلا : هنحكي واحنا وقفين كده ، تعالي ننام طيب
لتتذكر ما فعله فتقول بغضب : لاء مش هنام جنبك عشان أنت قليل الأدب
وبدون ان يشعر وجد نفسه يضحك بشده قائلاً بتنهد : انا قليل الادب يامريم
مريم بطفوله : ايوه ، عشان انت كنت عايز تبوسني هنا ، فتشير علي شفتيها ... ليتنهد وهو ناظراً لها بحب : طيب تعالي نقعد هنا ياستي
فتتطلع هي الي تلك الأريكه ، ناظرة أيضاً الي تلك الوسادات الملقاه علي الأرض لتعطي مظهراً للغرفه : لاء تعالي نقعد هنا احسن
فيجلس علي تلك الوساده .. فاتحاً لها ذراعيه ، لتنظر اليه هي بخوف ، حتي يطمئنها هو بنظرة من أعيونه التي باتت تفهمها
فتقترب منه ، ليحتضنها هو ويبدء في قص لها حكاية من حكاويه ، التي تدور عنها عندما تعرف عليها وقد اخبرها انه سائق لصاحب ذلك القصر هذا .. وعندما تذكر هذا ابتسم بحزن لعدم تذكرها لأي شئ قد مرت به او حتي تذكرها له حتي لو تذكرته كسائق ، فنتبه لشروده بعدما هزت احد كتفيه ليقص عليها حكاية بطلتها ميمي ليبدء هو في قص حكايته
وبعد لحظات قليله ... رفعت وجهها قائله بتثاوب : وميمي عملت ايه بقي في الفارس صاحب الحصان الأبيض
فيبتسم لها قائلا بحب وهو يزيل تلك الخصلات المتمرده : وطبعا عشان ميمي طباخه شاطره .. طلب منها الامير انها كل يوم تعمله كعكه بشكل مختلف
وينتبه لصوت هدوء تنفسها ، فيعلم بأنها قد غفت في أحضانه ، فيحملها برفق ، ويضعها علي الفرش ، ويظل ناظراً لها بألم قائلا : تفتكري هتقدري تسامحيني ياحببتي
ليتذكر حديث أمجد وهو يقول له : أنت كده بتظلمها يايوسف ، أنت أناني ، حبسها في سجنك الي فاكر انه بيحميها قولها هي مين وحياتها كانت ازاي ... انا عارف الفتره اللي فاتت انت عرفت حاجات كتير عنها بلاش تكذب عليها تاني ، فالأول انت كنت هتكذب عليها بهوية شخص مش انت بس ربنا حفظها وخلاها ترفض عرض شغلك وتبعد عنك وعن تمثليتك بس للاسف القدر حطاها تاني في طريق لاء وبقيت مراتك ... مع ان لسا لحد دلوقتي مش قادر اصدق انت ليه قررت تتجوزها عشان شعورك بالذنب ما انت كنت ممكن تديها فلوس وترجعها لأهلها ولا الأربع شهور اللي قضتهم معاها خلوك تتغير يايوسف وتحبها ...
ثم صمت امجد قليلا ليتابع حديثه :بس تحب انسانه بقي عقلها عقل طفله صغيره .. مش قادر استوعب يوسف يحب طفله مش أمرأه فيها كل مفاتن الانوثه والتمرد !!
يوسف مريم لازم تخرج وترجع تاني تتقبل الحياه ، بس بطريقتك ديه أنتي هتخليها تفضل كده ، بلاش تظلمها معاك ، مريم لازم تتعالج ، وده رقم دكتورمختص هيقدر يساعدها، بلاش انانيتك تخليها تفضل بتفكير طفله
فيغمض عيناه بألم بعدما مرت تلك الكلمات علي مسمعه ، فيجذبها بقوة الي أحضانه وكأنه يخشي فقدانها فنعم هو قد أحبها ....
.................................................. ................
وكلما احتضنها بقوه وكأنه يحتاجها ، كانت تتخيل نفسها بين ذراعيه هو ، لتتمتم ببعض كلمات العشق التي تريد ان تخبره هو بها وليس زوجها ، فيقترب منها امجد قائلا بشغف : وانا كمان بحبك اوي ياحببتي
فتحاوطه هي بذراعيها ، حتي لا تفصلهما سوا انفاسهم ، لينظر اليها امجد متطلعا الي جسدها بين ذراعيه فيقول ثانية : بحبك اوي ياسالي
فتدمع عيناها ، وهي تري صورته تتلاشي من امامها فتري نفسها بين ذراعي زوجها ، حتي تقول بصوت لا يسمعه سواها : انا بحبك انت يايوسف
ويصبح جسدها بين يدي احدهما ، وهي عاشقه لأخر .. وبين هذا وذاك تتجسد الخيانه !!
وعندما تطلع الي خوفها الذي يكسو وجهها ، شعر بأن بمدي ذنبه اتجاهها .. فبدء قلبه يتألم بقوه لما حدث لها بسببه فلو كان منتبها للطريق جيدا قد كان استطاع ان يتفاداها ، فتأملها من علي مقربة دون وعي منها لوجده ...فقد كانت تقف امام شرفة حجرتها بقصره تتأمل سقوط حبات الجليد بعمق و بأعين ضائعه ..... ليتذكر هو حديث الطبيب وهو يقول له : للأسف مستر يوسف ، الحادثه أثرت علي جزء من الذاكره ، ومش هتفتكر حاجه غير مرحلة طفولتها الي قضتها مع والدها وبس ، لان تقريبا كان بالنسبه ليها شئ كبير ، ولما أتصدمت في كل الناس الي حوليها ، قبل الحادثه مباشرة مكانتش بتفتكر غير في ذكرياتها معاه ، وللأسف ده أدي ان العقل يشتغل علي الجزء ده وبس ، لانها رافض ذكرياتها التانيه ، حالة مريم حاله نادرة اوي ، بس مش صعبه ، هي بس متوقفه علي أنها ترجع تتقبل أن الطفله الي بتشعر بالأمان في حضن والدها خلاص كبرت ، ومبقتش طفله ، وده طبعا العقل مش متقبله ، بس لو العقل رجع يتقبل الفكره ديه هترجع لحالتها الطبيعيه وده متوقف علي احساسها بالأمان ، يعني كل تفكير مريم وذكرياتها مع والدها وبس دلوقتي، يعني عقل طفله بيتجسد في امرأه بالغه للاسف ... !!
فيفيق علي صوت ندائها قائلاً بألم : كنتي سرحانه في ايه بقي يامريم
لتتطلع اليه هي بأعين مغمضه بعدما ابتعدت عن تأملها لمنظر الجليد الذي يهطل: انا عايزه بابا يايوسف
فيبتسم لها ابتسامة حانيه وهو يقترب منها : ما أنا معاكي اه بدل بابا....
فتقترب هي منه بدموع : طيب هو فين ، ماما بتقول مات ، هي ماما كمان فين ، اوعي تقول ماتت
فيحتضنها بقوة بأعين دامعه ليقول : سامحيني يامريم ، انا أسف
فتبتعد عنه قائلة : اسامحك علي أيه أنت عاملتلي حاجه ، ثم نظرت له قائلة بتعجب : انت بتعيط ليه ، هو انت باباك كمان مات
فيتأملها بأسي ويلمس وجهها بحنان .. حتي أعلن هاتفه بالرنين ، لينظر الي المتصل وإليها ويخرج سريعاً من غرفتها قائلاً : ايوه يا أمجد ، انت وصلت
لتتابع خطواته هي فتخرج خلفه ، متأمله ذلك المكان الواسع الذي لا يشبه ذلك المشفي الكريهه برائحة أدويتها التي قضت فيه اكثر من أربعة اشهر فاقده للوعي من كل شئ حولها ، وأقتربت من احد الكرستالات اللامعه وظلت ناظرة لها ، فتابعها يوسف بأعين قد أستحوذ الألم جزء كبيراً منها قائلاً بحنان وهو ينده علي خادمته : خدي مريم يا كيندا لأوضتها
فتهز الخادمه رأسها بالايجاب ، لتتطلع اليه هي قائله : انا هروح معاها فين
فيبتسم قائلاً : اوضتك ياحببتي ، عشان في ضيوف جاين دلوقتي ، أسمعي بقي الكلام مش أنتي بنوته مطيعه
فتنظر اليه بأبتسامة بسيطه ، وتسير مع الخادمه وهي ناظرة له
وما من لحظات ، قد كان أمجد يردف فيها من باب القصر ، هو وعمها ، فوقف متأملا المكان بأعين كالصقر قائلاً : يوسف أدور ، أمبراطورية أدور العملاقه
فيمد يوسف بيده قائلاً : اهلا محسن باشا !
فيبتسم محسن أبتسامة زائفه ليقول : فين المحامي عشان نتمم عقد الزواج.. ثو نظر الي ساعته قليلاً : لازم بعد ساعتين اكون في المطار
وأقترب منه قائلاً : اوعي تنسي الصفقه الي بينا يايوسف باشا ، الصفقه ديه بجد مهمه اوي لشركتي ، انت عارف كويس الأزمه الماليه الي بمر بيها في أمريكا...
فيبتسم يوسف بسخرية علي ذلك العم ، الذي لم يفكر بأبنة أخيه للحظه ولا بحقها منه بسبب مافعله بها من حادث قد جعلها تقيم اربعة اشهر ضريحة الفراش في المشفي ، وبرغم من علمه بكل شئ حدث لها ، ولكن قد عمي المال عيناه قبل قلبه
وما كانت سوا لحظات قليله ينتظرون فيها كلمتها التي لم تدرك معناها سوا انها ستجعلها دائما معه ... مع من اعطاها الاهتمام طيلة مرضها وضياعها وكأنها طفلته الصغيره .. او كأنه فارسها كم يتخيل الاطفال بعدما نقص عليهم قصة سندريلا واميرها فهذا كله ماكان يدور بخلدها الذي اصبح كالأطفال لتقول أمام ذلك الرجل الذي بعثته السفاره كي يتم وثيقة زواجهما
مريم: مواقفه !
فيبتسم يوسف لها وهو يتذكر تلك اللحظه التي دخل عليها في غرفتها ووجدها تتطلع الي زرقه السما وكأنها تنتظر شيئاً منها ، ليقول لها عرضه بأن تقبل أن تتزوجه ، كي يُسعد والدها بذلك ويظل هو بالقرب منها ، لتقول له بدون وعي : انا وانت نتجوز أزاي ، وبابا هيفرح أزاي ؟ انت بتضحك عليا صح عشان أنا طفله
فأبتعدت عنه بأعين دامعه : انت وحش ، وخاطفني ، يوسف الي كان بيجيلي في المستشفي ويلعب معايا ويحكيلي قصص حلو
فيقترب منها بحنان قائلاً : طيب لو مريم قالت ، قدام الناس الي تحت أنها موافقه تتجوز يوسف ، مممممممم هنروح الملاهي انا وانتي وياسين فاكره ياسين يامريم
فتبتسم أبتسامة صافيه ، قد دق قلبه طبولاً من أجلها : موافقه
ويفيق من شروده ، عندما سمع صوت امجد يهنئه بعدما غادر الضيوف دون أن يشعر : مبروك يايوسف !
وتصبح لتلك الكلمة رنين في أذنيه ، فيغمض عينيه للحظه وهو يمسك ذلك العقد بيده ، ويتطلع الي أسماهما معاً
.................................................. ................
وعندما تجمعت الدموع في عينيه وهو يتذكر صوته ، اهتز جسده بقوه فيبكي فرحاً ، لتأتي أبنته اليه والبسمه علي وجهها ، دموع الفرحه ديه بقي ياسي بابا ، مممممم كل ده عشان يوسف
فيتطلع الي أبنته بحب قائلاً :انا كده لو مت ، هكون أطمنت عليكي أنتي وهو ، يوسف وخلاص بدء يحن ليا أمجد بيقولي انه بقي يسأل عني كتير وانتي وخلاص اه كلها اسبوعين وتتجوزي انتي وطارق واطمن عليكي يابنتي واه الحمدلله خفيت والدكتور طمنكم ،ومبقاش في داعي انك تأجلي جوازك عشاني اكتر من كده
فتبتسم نهال لفرحة والدها : كل ده عشان يوسف كلمك مره واحده بس
فيشرد عبدالله قليلا : اهي المكالمه ديه ادتني امل حتي ل كانت دقيقه واحده فيها كلمتين بس ... بس برضوه الامل بقي عندي ان في يوم اضمه لحضني
ثم تطلع الي أبنته بحزن قائلاً : بس احمد ، هو الي بقيت خايف عليه ، احمد أتغير اوي يابنتي حتي علاقته مع خطيبته اتغيرت مبقاش طيقها ولا حتي عايز يتجوزوا
فتتأمل نهال والدها قائله: ادعيله يابابا ربنا يصلحله حاله
ليتطلع اليها والدها قائلاً : ديما يجي البيت نص الليل صح ، وينظر الي تلك الأدويه التي بجانبه
فتتأمل نهال معالم وجه والدها الحزينه قائله : بالعكس ده بيسأل عنك كل يوم في التليفون ، ما انت عارف انه بقي مشغول في شركته ، وبقي عنده مسئوليات .. فتنظر الي والدها قائلة بمزاح : أبنك بقي مهم ياحاج عبدالله ، وكلها كام سنه ويبقي اصغر رجل اعمال في البلد كلها
فيتطلع اليها بألم قائلاً : هيبقي رجل أعمال بفلوس لسا لحد دلوقتي مش مصدق جبها أزاي
فتقترب كي تطبع قبلة حانيه علي يديه ، متأمله ذلك الحزن الذي داخل عيونه علي اشقائها !!
.................................................. .............
وعندما حملها برفق بعد أن نامت علي تلك الأريكه بتعب ، بسبب ذلك اليوم ، الذي قد انهكهم من اللعب ، وضعها بحنان علي الفراش وهو يتطلع اليها بحب ، فيزيل حجابها عنها بحب ، متأملاً خصلات شعرها بنية اللون ليظل يداعبهم ، حتي تنتفض من نومتها ، فيأخذها بين أحضانه قائلاً : متخافيش ياحببتي
فتنام بين ذراعيه قائله : شوفت ياسين هو وبيشوط الكوره ، وبيضربني بيها
فيبتسم اليها قائلا بعد أرتخت بين ذراعيه : وبنوتي الحلوه طبعاً مسكتتش ، فضلت تجري وراه لحد ما تعبوا هما الأتنين ،وانا كمان تعبت من شقوتهم
فتغمض هي عيناها قائله بتثاوب : هو ليه ياسين مش عايش معانا هنا ، خلي امجد يدهولك يايوسف
فيبتسم اليها يوسف بعدما أحاطها بذراعيه ودثرها بالغطاء : عشان ياسين أبن أمجد وسالي، أزاي بقي هيعيش معانا ومش هيعيش مع أمجد
فتبتعد هي عنه قائله : انا مش هكلمك تاني يايوسف ، عشان أنت بتضحك عليا ، انت قولت لو مريم طلبت مني أي حاجه أنا هجيبهالها ، انت ضحكت علي مريم
ليتنهد باسما : طيب ما أيه رئيك تجيبنا أنتي نونو صغير ، يبقي بتاعنا احنا وبس
فتلمع تلك الفكره في عينيها حتي تنهض من جانبه ، مقتربه من تلك العروسه الموضوعه علي الأريكه التي تضمها غرفتهما، لتأتي اليه ثانية قائله : خلاص النونو ده هيبقي بتاع مريم ويوسف ، بس هي مش بتتكلم ولا بتلعب زي ياسين
فتفر دمعة من عيناهه بدون قصد ، فهو من جعلها تصبح هكذا ليقول : في نونو تاني ممكن مريم تجيبه ، بس مريم تسمع كلام يوسف ، وتنام في حضنه
فتقفز علي الفراش ثانية بجانبه قائله : مريم هتكون شاطره وهتسمع كلام يوسف
فيقترب منه ليضمها بقوه قائلاً بهمس : مش قادر أستحمل اشوفك كده ..
فتتطلع الي وجهه الحزين قائله : انت زعلان ليه يايوسف ، هو أنا زعلتك
فيبتسم قائلا وهو يحتوي وجهها بكلتا كفيه : في حد يزعل من الملاك ده ، طب ازاي !
فتبتسم بعفويه ، قد جعلت قلبه يبتسم قبل شفتاه ، ويقترب منها حتي يقبلهاا علي كل أجزاء وجهها حتي اقترب من شفتيها ليلمسها بأصابعه اولاً ، ولكن دموع خوفها منه قد جعلتها يدرك ما سيفعله ، فأبتعد عنها قائله بخوف : خلاص يامريم أنا أسف ، متخافيش
فتبتعد عنه قائلة بدموع : انا مش هنام معاك تاني ، انت وحش يايوسف وحش ، وبتخوفني وتنهض كي تغادر الغرفه ببجامتها الطفوليه ، ليجذبها من ذراعيها قائلاً : ويوسف مش هيعمل حاجه تاني تزعل مريم ، وكمان كده تسيبي يوسف ينام لوحده ومتحكيش ليه حدوته
فتنسي كل شئ ، وتضع بيدها علي خصرها قائله : انت الي عليك الدور تحكي حدوته لمريم
فيحتضنها بحب ، حتي تقول : لو حكيت حدوته حلوه هفضل معاك ، ومش هسيبك في الضلمه لواحدك
فيبتسم قائلا بتفكير : ممممممممم ، وانا موافق ياستي
مريم بطفوله : ها ، أحكي
ليضحك هو قائلا : هنحكي واحنا وقفين كده ، تعالي ننام طيب
لتتذكر ما فعله فتقول بغضب : لاء مش هنام جنبك عشان أنت قليل الأدب
وبدون ان يشعر وجد نفسه يضحك بشده قائلاً بتنهد : انا قليل الادب يامريم
مريم بطفوله : ايوه ، عشان انت كنت عايز تبوسني هنا ، فتشير علي شفتيها ... ليتنهد وهو ناظراً لها بحب : طيب تعالي نقعد هنا ياستي
فتتطلع هي الي تلك الأريكه ، ناظرة أيضاً الي تلك الوسادات الملقاه علي الأرض لتعطي مظهراً للغرفه : لاء تعالي نقعد هنا احسن
فيجلس علي تلك الوساده .. فاتحاً لها ذراعيه ، لتنظر اليه هي بخوف ، حتي يطمئنها هو بنظرة من أعيونه التي باتت تفهمها
فتقترب منه ، ليحتضنها هو ويبدء في قص لها حكاية من حكاويه ، التي تدور عنها عندما تعرف عليها وقد اخبرها انه سائق لصاحب ذلك القصر هذا .. وعندما تذكر هذا ابتسم بحزن لعدم تذكرها لأي شئ قد مرت به او حتي تذكرها له حتي لو تذكرته كسائق ، فنتبه لشروده بعدما هزت احد كتفيه ليقص عليها حكاية بطلتها ميمي ليبدء هو في قص حكايته
وبعد لحظات قليله ... رفعت وجهها قائله بتثاوب : وميمي عملت ايه بقي في الفارس صاحب الحصان الأبيض
فيبتسم لها قائلا بحب وهو يزيل تلك الخصلات المتمرده : وطبعا عشان ميمي طباخه شاطره .. طلب منها الامير انها كل يوم تعمله كعكه بشكل مختلف
وينتبه لصوت هدوء تنفسها ، فيعلم بأنها قد غفت في أحضانه ، فيحملها برفق ، ويضعها علي الفرش ، ويظل ناظراً لها بألم قائلا : تفتكري هتقدري تسامحيني ياحببتي
ليتذكر حديث أمجد وهو يقول له : أنت كده بتظلمها يايوسف ، أنت أناني ، حبسها في سجنك الي فاكر انه بيحميها قولها هي مين وحياتها كانت ازاي ... انا عارف الفتره اللي فاتت انت عرفت حاجات كتير عنها بلاش تكذب عليها تاني ، فالأول انت كنت هتكذب عليها بهوية شخص مش انت بس ربنا حفظها وخلاها ترفض عرض شغلك وتبعد عنك وعن تمثليتك بس للاسف القدر حطاها تاني في طريق لاء وبقيت مراتك ... مع ان لسا لحد دلوقتي مش قادر اصدق انت ليه قررت تتجوزها عشان شعورك بالذنب ما انت كنت ممكن تديها فلوس وترجعها لأهلها ولا الأربع شهور اللي قضتهم معاها خلوك تتغير يايوسف وتحبها ...
ثم صمت امجد قليلا ليتابع حديثه :بس تحب انسانه بقي عقلها عقل طفله صغيره .. مش قادر استوعب يوسف يحب طفله مش أمرأه فيها كل مفاتن الانوثه والتمرد !!
يوسف مريم لازم تخرج وترجع تاني تتقبل الحياه ، بس بطريقتك ديه أنتي هتخليها تفضل كده ، بلاش تظلمها معاك ، مريم لازم تتعالج ، وده رقم دكتورمختص هيقدر يساعدها، بلاش انانيتك تخليها تفضل بتفكير طفله
فيغمض عيناه بألم بعدما مرت تلك الكلمات علي مسمعه ، فيجذبها بقوة الي أحضانه وكأنه يخشي فقدانها فنعم هو قد أحبها ....
.................................................. ................
وكلما احتضنها بقوه وكأنه يحتاجها ، كانت تتخيل نفسها بين ذراعيه هو ، لتتمتم ببعض كلمات العشق التي تريد ان تخبره هو بها وليس زوجها ، فيقترب منها امجد قائلا بشغف : وانا كمان بحبك اوي ياحببتي
فتحاوطه هي بذراعيها ، حتي لا تفصلهما سوا انفاسهم ، لينظر اليها امجد متطلعا الي جسدها بين ذراعيه فيقول ثانية : بحبك اوي ياسالي
فتدمع عيناها ، وهي تري صورته تتلاشي من امامها فتري نفسها بين ذراعي زوجها ، حتي تقول بصوت لا يسمعه سواها : انا بحبك انت يايوسف
ويصبح جسدها بين يدي احدهما ، وهي عاشقه لأخر .. وبين هذا وذاك تتجسد الخيانه !!
