رواية جويرية حقي انا كامله وحصريه بقلم ريحانة الجنة
رواية جويرية حقي أنا للكاتبة ريحانة الجنة
القصة كالعادة ليها معني وهدف وفيها حكاية تتحكي ومشكلة او مشكلات هتتعرض ححاول على قد ما اقدر اكون منصفة في عرضها وكمان في حلها بس الاكيد فيها اللي هيعجبكم وتتفقوا معايا فيه وفيها اللي مش هيعجبكم وتختلفوا معايا فيه كالعادة وبردوا كالعادة هتحمل النقد وعدم الصبر بطولة بال وصدر رحب. واتمني اسمع رئيكم في كل فصل بس الحكم يكون اخر الرواية ويارب تكون كالعادة ممتعة ومفيدة.
ابطاااال الرواية هما حذيفة وچويرية حكايتهم ايه وهما مين هنعرف كل حاجة في وقتها.
- حذيفة: شاب خلوق ملتزم متدين جدااا بر بأهله لاقصي حد. وبجانب اخلاقه وتدينه الا انه وسيم عيون رمادي قاتمة وشعر مائل للبني اكتر من الاسود وجسم متناسق ورياضي لانه كمان مهتم بصحته ولياقته. شخصية قوية وحادة وحازمة جدااا مش بسهولة يتعود على حد ولا يرتاح لحد. دايما هو محط انظار كل اللي حاوليه الكل بيحبه وواثق فيه ثقة عمياء. وچويرية بالنسبة ليه هي ملكية خاصة حق مكتسب اخده غصب عن الايام ومش بسهولة يفرط فيه ولا يتخلي عنه.
- چويرية: فتاة جميلة رقيقة. بعيون عسلي وبشرة بيضاء وشعر بني. اتربت وكبرت مش شايفه رجالة غيره ولا في يوم اتمنت حد تاني.
بس القدر هيجمعهم ازاي؟!
وهل كل واحد هيقدر يبوح باللي في قلبه للتاني!؟ وازاي وامتي؟!
هيواجهه ايه وياتري هيتغلبوا عليه ولا هيغلبهم؟!
كل ده هيتعرف ويوضح خلال الرواية
في احدي المناطق المتوسطة في منزل الحاج بلال والد حذيفة.
حذيفة راجع من كليته مستعجل دخل البيت بسرعة وقابلته والدته الحاجة فريدة.
حذيفة دخل وباس فريدة من دماغها بسرعة.
حذيفة: السلام عليكم يا امي. معلش حضريلي هدومي بسرعة متأخر على الحاج.
فريدة: وعليكم السلام يا حبيبي. طيب حتى كلك لقمة هتنزل كدة من غير اكل.
حذيفة بيغير هدومه ومستعجل: لا يا امي انا النهاردة كان عندي محضرات كتيير واتأخرت كمان في الطريق والحاج لوحده في الورشة هو مش حمل القعدة دي كل الوقت ده. انا هدخل اخد حمام وبالله عليكي تجهزي الهدوم مش الاكل ماشي. علشان انا عارفك.
فريدة لوت شفايفها بغيظ: الحق عليا اني قلبي مش بيطاوعني اسيبك تنزل من غير اكل.
حذيفة ابتسم وقرب منها وباس ايديها: يا ست الكل عارف والله ان قلبك ده احن واطيب قلب. بس الحاج تعبان وانا بتأنب لما بتأخر عليه واروح الاقيه قاعد بيتألم من وجع ظهره ورجله. انا اتحمل الجوع ولا اتحمل اشوف حد منكم تعبان. ويا ستي هبقي اكل في الورشة مش مشكلة. ماشي.
فريدة اتنهدت: ماشي يا نور عيني. ربنا يا ابني يباركلنا فيك ولا يحرمنا منك.
حذيفة ابتسم: طيب ممكن تضحكي بقي و والله هاكل ما تقلقيش.
فريدة ابتسمت: طيب هجهزلك الهدوم والاكل علشان تاخده معاك ماشي.
حذيفة: ماشي يا امي. ياللا انا داخل الحمام.
دخل حذيفة اخد حمام وفريدة والدته جهزتله لبسه وكمان الاكل بتاعه. وهو خرج وبدأ يلبس هدومه. وهي دخلتله.
فريدة: حبيبي الاكل جهزته بس كنت عايزة اسألك على حاجة قبل ما تنزل.
حذيفة اتنهد بتعب هو عارف ايه اللي بيحصل ويتقال كل يوم والتاني.
خذيفة بنفاذ صبر: اتفضلي يا أمي تحت امرك.
فريدة بتأثر: عارف ام عفاف جارتنا جوزها الله يسامحه بقي رمي عليها يمين الطلاق قال ايه قالها لو روحتي عند امك تبقي طالق راجل ناقص صحيح عايز يقطع صلة الرحم. المهم بقي هي راحت لامها و عايزة تعرف كدة الطلاق وقع وبقت طالق ولا ايه.
حذيفة غمض عنيه بيأس واتنهد: طيب يا أمي انا مالي ودخلي ايه ان ام عفاف اتطلقت مش فاهم.
فريدة بثقة: الله! اومال مال مين الست عايزة تعرف اومال تعيش معاه في الحرام. اصل يا ابني دي كانت الطلقة 3 فلازم تعرف راسها من رجليها. ثم هنسال مين غيرك واحنا معانا الشيخ حذيفة.
حذيفة هينفجر من الغيظ: يا أمي يا ست الناس حرام عليكي انا مش شيخ والله ماشيخ. الشيخ ده لقب كبيير اوي ومش اي حد يستاهله. ثم انا كل اللي عملته اني التزمت واطلقت لحيتي لكن لسة بدري اوي علشان اتعلم و دراستي للعلوم الشرعية دي علشاني انا علشان اعبد ربي على علم بجانب دراستي العلمية. لكن مش معني كدة اني بقيت فقيه ومفتي وافتي للناس.
فريدة بتأفف: يوووو بقي. هو انت كدة غاوي تقلقل من نفسك. طيب ده مافيش حد مابيجيش يسألني على سؤال علشان ابلغك بيه وترد عليهم.
حذيفة بخوف من الفتنة اللي بتخبط على بابه والحمل الكبير اللي مش اي حد يقدر يشيله استغرب.
حذيفة بدهشة: ليه يا امي! كنت الشيخ ابن عثيمين. أمي الله يباركلك انتي بتفتحي عليا باب انا مش قده. انا زي ما قولتلك لو بدرس علم شرعي علشان نفسي واهلي مش علشان افتي للناس.
فريدة بضيق: طيب الخلاصة كدة ام عفاف تبقي طالق بالثلاثة ولا ايه!
حذيفة مسك راسه بعصبية: وانا مالي يا أمي تروح دار الافتاء وتسأل هناك. بس على فكرة مش الست اللي تتسأل عن يمين الطلاق. الراجل هو اللي يتسأل لان اليمين في يد الرجل مش المرأة وهو ادري حد بنيته. لو سألت ماحدش هيرد عليها لازم زوجها هو اللي يسأل.
ممكن بقي تسبيني انزل للحاج. اتأخرت عليه.
فريدة بقلة حيلة: خلاص اتفضل انزل وانا هبلغ الغلبانة دي تتصرف. وانت يارب تكون مبسوط وانت بتصغر امك كدة وسط الناس. الناس تتعشم فينا واحنا نصدهم.
حذيفة قرب من امه بهدوء: يا أمي الفتوي دي حمل تقيل مش سهل. و الفتوي بغير علم ده ذنب كبير يرضيكي علشان الناس افتي بغير علم واتحاسب انا واغضب ربنا علشان خاطر الناس!؟
فريدة بلهفة: حبيبي الف بعد الشر. لا ماتقولش كدة. انت طوى عمرك تعرف ربنا. وربنا ان شاء الله يكون راضي عنك.
حذيفة ابتسم: ربنا بيرضي عننا لما نمتثل لأوامره ونتجنب نواهيه ومعاصيه.
واتنهد بتعب. ممكن بقي انزل.
فريدة ابتسمت: بالسلامة يا نور عيني.
حذيفة كمل لبسه بسرعة وفتح الباب علشان ينزل.
فريدة بصوت عالي: يا ابني الاكل استني.
حذيفة رجع تاني بغيظ هو مستعجل بس مش عايز يزعلها.
مشي خطوتين وامه ندهت عليه تاني وهو بينزل على السلم.
فريدة بصوت عالي: حذيفة، حذيفة استني نست اقولك.
حذيفة كان نزل بسرعة عايز يهرب من اسالتها وبصوت عالي.
حذيفة: لما ارجع يا امي بالليل اتاخرت سلام.
فريدة لوت شفايفها بغيظ منه: ااااخ منك انت واد مناكف. بس والله كنت عايزة اقولك على السكان الجداد. بس ياللا ابوك يقولك.
دخلت فريدة شقتها وقفلت الباب.
في ورشة الحاج بلال.
حذيفة دخل الورشة لقي والده خارج من مكتبه ووراه الدكتور الصيدلي. حذيفة مسح وشه بغضب من نفسه وتأنيب بسبب شكل والده المجهد والتعب الواضح عليه وعلشان كدة كان بياخد حقنة المسكن.
الحاج بلال ابتسم بتعب وهو بيقعد على الكرسي: اهلا بشيخنا حمد لله على سلامتك حبيبي.
حذيفة اتنهد بضيق من نفسه وقرب منه وباسه من راسه باسف وقعد جنبه وباس ايده.
حذيفة: حقك عليا يا حاج والله كان عندي محاضرات كتيير واتاخرت في الطريق. انا السبب في تعبك ده.
انور الصيدلي: يا شيخنا الحاج زي الفل مافهوش حاجة. ده صحته احسن مني ومنك.
الحاج بلال ضحك بتعب: هههههههه. يا دكتور انور خلاص بقي ده كان زمان الصحة خلاص ولت.
حذيفة ضحك: ماتقولش كدة يا حاج الدكتور انور عنده حق انت لسة شباب.
الحاج بلال: يا ابني هو احنا هناخد زمنا وزمن غيرنا الحمد لله ربنا بس يديم عليا شوية الصحة دول لحد ما اموت مش عايز ابقي حمل عليك اكتر من كدة.
حذيفة بعصبية: حمل! حمل ايه يا حاج ده. انا اشيلك فوق راسي اوعي تقول كدة.
انور فضل يمشي ويسيبهم: احممم. طيب استأذن انا علشان علا لوحدها في الصيدلية وهي كمان عندها مذاكرة دي لسة بتقول يا هادي يادوب اولي صيدلة.
حذيفة اتنهد بضيق: ربنا يخليهالك يا دكتور اتفضل انت.
خرج انور وحذيفة قعد جنب ابوه: ينفع اللي بتقوله ده. طب دي للبنت اللي لسة ما طلعتش من البيضة بتساعد ابوها في الصيدلية اهو وبتروح جامعتها وتذاكر. يبقي لما تلمحلي بكلامك ده ابقي في عينك مش راجل ولا قد الحمل والمسؤلية.
الحاج بلال بنفي: لا لا لا يا ابني اقسم بالله ما اقصد. انا بس حاسس ان الحمل عليك تقيل جامعة ومذاكرة والورشة وشغلها وكمان دكاترة ومشاوير ليا ولامك. يعني وانت لسة شاب من حقك تعيش سنك. انا حاسس اني كبرتك قبل اوانك.
حذيفة ابتسم: يا حاج انت عملت معايا احسن معروف في حياتي ربتني اني ابقي راجل وقد المسؤلية اللي كتيير في سني ويمكن اكبر مايقدروش عليها. ثم شغلي في الورشة ده بيفدني في دراستي اكتر انت ناسي اني هندسة ميكانيكا ولا ايه يعني ده بالنسبة ليا العملي اللي بساعدني في الدراسة. اما بقي وانت وامي انا مش اتمشور علشانكم انا اموت نفسي علشانكم. يا حاج انا مش بس بحبكم علشان اللي عملتوه معايا من صغري وحبكم وحنيتكم لا انتم وصية ربنا ليا ربنا وصاني عليكم. عايزني اخالف وصية ربنا. يرضيك ابنك يدخل النار.
الحاج بلال حضنه: لا يا حبيبي ربنا يحرمها عليك وينعمك في جنته انت ونعم الابن وانا وامك راضين عليك من قلبنا ونشهد ربنا على كدة.
حذيفة ابتسم: طيب ممكن تريحني بقي وتطلع البيت ترتاح وتنام شوية. انا خلاص جيت.
الحاج بلال بتعب: لا لسة هقعد شوية علشان الاستاذ عماد جاي يستلم عربيته ومدام سحر كمان هتيجي.
حذيفة بيشمر اكمام قميصة ونفخ بضيق من سيرة سحر.
حذيفة: بصراحة يا حاج انا مش بطيق الست دي. انا نفسي اعرف فين اهلها ولا جوزها اللي يسبها تخرج متبرجة بالشكل ده. اعوذوا بالله. لا وتحسها عندها جراة كدة وتتكلم وهي عنيها في عنيك. يعني الواحد يغض بصره وهي ابدااا مبحلقة بببقي عايز ارزعها قلمين وارميها برا الورشة بس بعمل حسابك انت مش عايز ازعلك. ونفسي ما نخدش منها شغل تاني من اصله.
الحاج بلال: يا ابني احنا مالنا تلبس تقلع هي حرة. احنا اللي بينا وبينها الشغل. وبعد كدة بتروح لحال سبيلها وبعدين هي جيالي من طرف واحد غالي عندي مش عايز ازعله.
حذيفة بضيق: اللي تشوفه يا حاج هتمم على عربياتهم وبعد كدة هكمل شغل عايز مني حاجة.
الحاج بتذكر: اااااه. والله ابن حلال فكرتني كنت عايز اقولك اني اجرت الشقة اللي قصادنا.
حذيفة بغضب: ايه! ليييييه يا حاج بس. ما احنا متفقين الشقة دي بالاخص بلاش تتأجر دي جارحانا واحنا جارحنها وانا ما بحبش كدة ليييه بس كدة.
الحاج بلال: معلش يا ابني والله ما كان في نيتي بس اصل اللي حصل قدر وجه بسرعة.
حذيفة بعصبية: وايه اللي حصل بقي يخليك تأجرها.
الحاج بلال: طيب بس اقعد هفهمك.
حذيفة قعد بضيق: اتفضل يا حاج فهمني.
الحاج بلال: الصبح وانا قاعد كدة لقيت شاب ابن حلال زيك كدة معاه مراته بنت زي الورد بنت حلال وكمان حامل وشكلها كدة في شهورها الاخيرة. ماشي بيسأل عن شقق ايجار وكل مايسأل يلاقي الايجار عالي يمشي والبنت في ايده فرهدت من الحر والتعب كانت هيغمي عليها ندهت عليه وقعدتهم وجبتلهم ليمون والبنت يا دوب بدأت تاخد نفسها والكلام جاب بعضه وعرفت انه منقول من بور سعيد لهنا علشان شغله وبيدور على شقة تكون حنينة كدة ظروفه ما تسمحش.
بيني وبينك انا قلبي وجعني عليهم وخصوصا مراته تخيلتها بنتي كنت هسيبها كدة تتبهدل في اللف والدوران وهي حامل. فقولتله اني عندي شقة فاضية فوق في البيت اللي قصاد الورشة ومش هغلي عليه اللي يدفعه. وبعتهم للحاجة فوق واخدوا المفتاح. وهو ساب مراته فوق وراح يجيب باقي حاجاتهم.
حذيفة بضيق: يا حاج، يا حاج عايز تساعده ساعده بس مش على حسابنا ثم هو ايه اللي يخليه يلف ومعاه مراته ما ينزل هو لوحده وبعد كدة يجبها ليه يمرمتها معاه.
الحاج بلال: يا ابني هو بيقول البنت يتيمة ومالهاش حد غيره ومايقدرش يسيبها لوحدها. خلاص بقي نتحمل بعض ايه يا شيخنا فين الرحمة.
حذيفة اتنهد: يا حاج الرحمة موجودة. بس انا كنت شايف كدة افضل لينا بس اللي انت شايفه صح اعمله انت حر. بس يا حاج اتأكدت انهم متجوزين!؟
الحاج بلال بتاكيد: طبعااااا يا ابني ودي تفوتني وراني القسيمة وشوفت بطاقاتهم.
حذيفة قام يكمل شغله: طيب عن اذنك يا حاج هروح اشوف شغلي.
في شقة حذيفة.
والدته كانت بتفتح. الشباك وبصت قصادها لقت الشباك بتاع الشقة اللي قصادها الساكنة الجديدة قاعدة على الارض وهي اصلا اخدت بالها منها انها حامل وواضح انها في شهورها الاخيرة. صعبت عليها خصوصا انها بتتألم وكمان قاعدة على الارض الشقة مش مفروشة ومافيهاش اي حاجة. وبدون تردد قفلت الشباك وراحت خبطت عليها. والبنت اخدت وقت لحد ما قدرت تقوم علشان تفتح وفتحتلها.
فريدة: ازيك يا حبيبتي.
دنيا بتعب: اهلا بحضرتك. مش قادرة اقولك اتفضلي حضرتك شايفة لسة مافيش عفش.
فريدة بتأثر من شكلها المرهق: لا يا حبيبتي انتي اللي هتتفضلي معايا.
دنيا بإستفهام: اتفضل فين. وبخوف. ههوو ههو انتم رجعتم في كلامكم ومش هتأجرلنا الشقة، احنا زعلناكم في حاجة.
فريدة بنفي: لا يا حبيبتي مش ده قصدي، انا اقصدي انك تيجي تقعدي معايا لحد ما جوزك يجيب عفشكم ما ينفعش قعدتك على الارض دي كدة خصوصاا وانتي بحالتك دي. قوليلي انتي في الشهر الكام.
دنيا اتنهدت براحة كانت خايفة ترجع تتبهدل تاني علشان تلاقي شقة: انا في الشهر السابع.
فريدة ابتسمت: ماشاء الله ربنا يقومك بالف سلامة هو انتي اسمك ايه انا اصلي بنسي. السن بقي ليه حكم.
دنيا ضحكت: ههههههه. ماتقوليش كدة حضرتك ماشاء الله بدون حسد زي القمر ولسة صغيرة.
فريدة: هههههههههه. والله انتي اللي قمر هاه فكريني.
دنيا: دنيا. اسمي دنيا.
فريدة: ربنا يجعل دنيتك هنا وفرح تعالي بقي يا دنيا معايا انتي شكلك تعبان خالص.
دنيا بإحراج: بببس اااصل انا مش معايا فون اكلم اسامة ابلغه.
فريدة: يا ستي هو لما يعرف انك كنتي عندي وايه السبب مش هيقول حاجة هيقدر ويفهم. تعالي يا ضنايا ده انتي وشك زي الليمونة تعالي اعملك حاجة تشربيها.
دنيا ابتسمت من حنية فريدة وطيبتها قفلت باب شفتها ودخلت مع فريدة شقتها.
فريدة قعدتها ودخلت جهزتلها اكل وعصير وفضلت جنبها تأكلها اكنها بنتها وهي امها فريدة حبت دنيا بسرعة وجواها احساس بالعطف ناحيتها. يمكن لانها شايفاها لوحدها او لانها كان نفسها في بنت بس ربنا آراد ليها ترزق بحذيفة بس. مهما اختلفت الاسباب او كترت النتيجة هي ارتباط وراحة غريبة وسريعة حصلوا بين فريدة ودنيا.
دنيا كمان كانت مبسوطة ومرتاحة من حنية فريدة وطبيتها معاها اللي هي مفتقداهم من يوم وفاة والدتها و والدها. اول حد غير اسامة زوجها يكون بالحنية دي معاها ومن غير سبب ولا مصلحة.
دنيا بشبع بتترجا فريدة وتاخد نفسها: خلاص يا طنط ربنا يخليكي كفاية كدة شبعت.
فريدة بتصميم: لا لا كملي انتي لازم تاكلي كويس شكلك ضعيف كمان يا بنتي انتي حامل وانا متأكدة انك بتنسي تاكلي والغلبان اللي في بطنك ده متعذب معاكي.
دنيا ابتسمت: والله معاكي حق انا فعلا بنسي اكل مش بفتكر الاكل ولا اكل الا لما اسامة يكون موجود.
فريدة سابت الاكل وبتأنيب: يا نههار ابيض وده ينفع يا دنيا يا بنتي حراام عليكي واللي في بطنك ده ذنبه ايه تعذبيه معاكي.
دنيا بحزن: اللي في بطني بياخد اللي يكفيه مني حتى لو ما اكلتش. لو انا نسيته ربنا مش هينساه.
فريدة حاست ان دنيا حزينه وجواها هم كبيير. طبطبت عليها بحنية: بس يا حبيبتي لو انتي ما اكلتيش واهتميتي بنفسك هو هيجي عليه وقت ما يلاقيش عندك اللي يكفيه. وربنا امرنا ناخد بالاسباب ونتوكل عليه. عارفة انا طول عمري كنت نفسي ربنا يرزقني ببنت تبقي حبيبتي وبنتي وونسي واخاوي حذيفة بس ربنا ما أرادش بقي الحمد لله.
دنيا بتساؤل: هو حضرتك مش مخلفة غير ولد واحد.
فريدة ابتسمت: اه يا حبيبتي حذيفة، الشيخ حذيفة هو اللي ربنا رضاني بيه الحمد لله عقبال ماتشوفي النونو اللي بطنك ده زيه. ونعم الذرية ربنا يباركلنا فيه ويحميه. اصل انا بعد ما ولدته جاني نزيف وتعبت وكان لازم وقتها اشيل الرحم وشلته والحمد لله على كل حال.
دنيا دمعت: ااااانا. ااانا اسفة والله بب.
فريدة ابتسمت: اسفة على ايه بس. دي حاجة عدت عليها سنييين يجي 19 سنة وانا الحمد لله راضية وبصراحة بقي انا حبيتك ودخلتي قلبي واهو هعتبرك بنتي ولا ما ترضيش تبقي بنتي.
دنيا بدموع حضنتها: هتصدقيني ان انا كمان حبيتك من اول ما شوفتك حنيتك دي مش طبيعية. يمكن ربنا عاليم بيا واني محتجالك بجد.
فريدة ضمتها بحنية وقلق: قوليلي يا دنيا انتم مالكوش اهل هنا كلهم في بور سعيد.
دنيا اتنهدت وخرجت من حضنها وبمسح دموعها: انا واسامة مالناش حد هنا خالص احنا نزلنا القاهرة بعد جوازنا.
فريدة بتساؤل: انتي حزينة ليه كدة فضفضي يا حبيبتي مالك.
دنيا بتبكي: انا بابا وماما ماتوا وانا عندي 8 سنين بابا كان عنده محلات وفلوس خاصة بيه بعيد عن ورثه مع عمامي من جدي، لما بابا مات عمامي لقه انه كاتبلي كل المحلات ومعظم الفلوس ودايع بإسمي في البنك. وقتها اتجننوا و طلعوا غلبهم وغضبهم فيا. احنا وعمامي كنا كلنا ساكنين في عمارة واحدة، كل واحد منهم كان بياخدني عنده يومين...
ودنيا كملت بدموع وقهرة اكتر...
كانت مرات كل واحد بتعتملني اني الخدامة بتاعتها اليومين دول انضف واسادها في كل حاجة واخدم ولادها كانوا كمان عايزين يقعدوني من المدرسة بس خالي رفض. وطلب منهم يا خدني عنده واعيش معاه. طبعااا رفضوا خايفين على الورث، عمي كان بيقولهالي في وشي تتمي بس السن القانوني وانا هاخد كل حاجة وارميكي لخالك.
خالي كان حنين وطيب بس ظروفه على قده ومش قد عمامي وجبروتهم.
فريدة بدموع وحزن: وبعدين يا ضنايا كملي...
دنيا بتبكي: فضلت على الحال ده سنين لحد ما خلصت الثانوية العامة وعمامي رفضوا اني اكمل وخالي ما قدرش يساعدني. وكل ما يتقدملي عريس عمامي يرفضوه مش عايزين يجوزوني الا لما ياخدوا كل اللي مستنينه مع انهم بقالهم سنين مشغلين المحلات والفلوس السايلة للشغل و الشغل كبر والمحلات وبقت كل حاجة بتاعتهم هما وانا ما اعرفش عنها حاجة ولما كنت اطلب حاجة اكني بشحت منهم. فضلت كدة سنين لحد ما في يوم كنت بجيب حاجات وقابلت اسامة.
وهنا دنيا ابتسمت من بين دموعها. من اول ما عنيا جات في عنيه وانا حسيت ان ده طوق النجاه اللي ربنا.
بعتهولي. يومها شوفته جنب الشغل بتاعه كان نازل في وقت الراحة بتاعته يشرب قهوة وقابلته في كافيه جنب الشغل. وانا كنت داخلة اشرب حاجة سخنة كان يومها الجو برد وبتشتي برا. وانا كنت الاول ما بصدق اخرج اشتري حاجات علشان اروح المكان ده واقعد لوحدي بعيد عن البيت واللي فيه واللي بيجرالي هناك. بس لما شوفت اسامة يومها كل حاجة اتغيرت بقيت بروح علشانه علشان اشوفه. فضلنا فترة بينا نظرات بس. بس ما كنتش مجرد نظرات قلنا كلام كتيير اوي كنت بشكيله حالي وانا عنيا في عنيه.
واتنهدت دنيا براحة: لحد ماهو في يوم قرب مني وكلمني وكل واحد عرف التاني مين واسمه ايه. ومرة في مرة بقينا نحكي كل حاجة لبعض وبنتكلم في الفون كتيير تقريبا طول الليل. لحد ماحبينا بعض وبقي صعب نبعد عن بعض واسامة اتقدم لعمامي علشان يتجوزني. وطبعا رفضوا وقالوله. ان ابن عمي كان عايز يتجوزني واتفاجأت انهم محددين ومقررين كل حاجة. واسامة مشي وهو هيتجنن مش فاهم اني ماكنتش اعرف حاجة. وانا بعدها ولاول مرة اتكلم رفضت ابن عمي وصممت اتجوز اسامة. بس طبعاا كان نصيبي والرد عليا الضرب والاهانة. وقتها كنت خلاص تميت السن اللي يسمحلي امضي على التوكيل. وقتها عمي الكبير قالي لو عايزة تتجوزيه امضي على التوكيل وانا اجوزهولك. بقيت قصاد حلين امر من بعض اخسر كل ورثي من ابويا واتجوز اسامة ولا اتجوز ابن عمي وتفضل كل حاجة بإسمي وهما بيديروها، روحت لخالي وسألته. قالي اياكي تفرطي في حقك وتعب ابوكي. وانا هجوزك اسامة انا زمان ماكنتش عارف اعملك حاجة بس مش هقدر اشوفهم بيضيعوا حياتك كمان واقف اتفرج. وهربت منهم وسيبت البيت وخالي جوزني اسامة ونزلنا القاهرة واسامة نقل نفسه فرع الشركة هنا، وقعدنا في شقة ايجار جديد زي هنا كدة بس صاحبها لقالها بيعة وطلب مننا نسيبها قبل نهاية المدة. وجينا هنا. بس دي حكايتي.
فريدة اتنهدت: طب لما انتي معاكي ورث اهلك ليه شقة ايجار جديد. مش احسن تشوفوا حاجة احسن ودايمة بدل المرمطة دي؟
دنيا اتنهدت بتعب: اعمل ايه بس في اسامة عرضت عليه اننا نشوف محامي يخلصلي اجرائات ورثي وكمان اقدر اسحب فلوس من فلوسي. رفض قالي اولا انا مش عايز منك فلوس وانا مش هعيش على حساب مراتي واتجوزتك علشان بحبك مش علشان تصرفي عليا. كمان انا مش مستعد اجازف واعرفهم طريقك مش ضامن يعملوا ايه او يحاولوا ياخدوكي مني. وده مستحيل اقبله وهندخل في متاهة...
فريدة بتعجب: طب واهل اسامة وافقوا على بعد ابنهم كدة.
واهلك ماهم ممكن يعرفوا طريقوا عن طريقهم.
دنيا اتنهدت بحزن: اسامة زي حالاتي يتيم ومالوش غير جده من امه بس. وده عايش هنا في القاهرة اهلي مايعرفوش عنه حاجة.
فريدة ابتسمت: ربنا يا بنتي يسعدكم ويبعد عنكم شرهم. وان شاء الله اسامة ربنا هيوسعها عليه ويجبلك اللي نفسك فيه.
دنيا ابتسمت بسعادة: والله انتي ماتعرفيش انا بحبه ازاي وراضية بأي حاجة معاه واي وضع. هو عندي بالدنيا. كمان انا لو حتى اخدت ورثي. هو عمره ماهيخليني اصرف منه ولا اساعده. هو قالي مادمتي حبتيني ترضي بظروفي. وانا مش ممكن اجرحه واضايقه. بس كمان مش هتنازل عن حقي وورثي ماحدش عارف بكرة مخبي ايه.
فريدة بقلق: طب يا بنتي مش عمامك ممكن يعرفوا طريقك من خالك.؟
دنيا بتعب: لا ماتقلقيش هما مايعرفوش ان خالي جوزني سألوا وانكر واتفقنا انه ما يزورنيش خالص لحد ما يهدوا وينسوني خالص. كمان انا بتطمن عليه في الفون دايما واعرف اخباره.
فريدة بحنية: انا بصراحة مبسوطة انك وثقتي فيا وحكتيلي كل حاجة عنك وماتقلقيش ثقتك في محلها ماحدش هيعرف حاجة.
دنيا: انا متاكدة لاني حبيتك ودخلتي قلبي.
فريدة: طيب ينفع بقي ماتقوليش طنط دي و تبقي تقوليلي يا ماما.
دنيا ابتسمت: اكيد طبعااا ياريت يا ماما.
فريدة ابتسمت: طيب تعالي بقي نامي جوا شوية شكلك تعبان ولازم ترتاحي.
دنيا بإحراج: بلاش يا ماما اانا كدة مرتاحة.
فريدة: لا طبعااا انتي محتاجة ترتاحي ولا انتي مكسوفة. ياللا ياللا يقومي معايا. كمان دي اوضة فاضية لا بتاعتي انا والحاج ولا بتاعة حذيفة. تعالي حبيبتي.
وفعلا دنيا نامت عند فريدة ومن التعب ماحستش بالوقت اللي جري والليل جه. وفريدة سمعت صوت دوشة في شقة اسامة ودنيا عرفت انه وصل هو والعمال وفتحت لقته فعلا واقف بس متوتر والعمال بتطلع العفش. ندهت عليه.
فريدة: اسامة، اسامة تعالي يا حبيبي.
اسامة خرج من شقته وراح لقصاد شقة فريدة: نعم يا حاجة اؤمري.
فريدة: مالك شكلك متضايق خير.
اسامة بقلق وتوتر: دنيا مراتي سبتها وروحت الشقة القديمة جبت حاجتنا رجعت مش لاقيها ومش عارف راحت فين. ومش معاها فون اكلمها واعرف هي فين. هتجنن دي تعبانة وماتعرفش حد هنا.
فريدة ابتسمت: ماتخفش حبيبي. مراتك في عنيا نايمة عندي جوا. انا اللي خبطت عليها وطلبت منها تقعد عندي لحد ما انت ترجع انت شوفت الشقة فاضية وهي على الارض صعبت عليا.
اسامة اتنهد براحة واتطمن: الحمد لله كنت هموت من الخوف. ربنا يخليكي لينا يا حاجة. بس ياريت تخاليها عندك لحد ما افرش الشقة ممكن.
فريدة: يا سلام دي في عنيا خلص انت بس وماتشغلش بالك. وهعملكم شاي كمان ياللا حبيبي.
اسامة ابتسم ربنا عوضه ببلال وفريدة اكنهم ام واب ناس طيبة وحنينة. ومعاهم هو ودنيا حاسوا بالامان، وفعلا راح هو وكمل مع العمال.
في ورشة حذيفة.
حذيفة كان جوا الورشة بيصلح عربية ومشغول. ووصلت مدام سحر. وسلمت على الحاج بلال. وسلمها العربية بس هي كالعادة اتلككت بأي عيب علشان حذيفة يخرجلها، وفعلا والده نده عليه، وهو خرج وشافها اتعصب واتضايق.
حذيفة بضيق وهو بيغض نظره عنها: نعم يا حاج اؤمرني.
الحاج بلال: مدام سحر بتشتكي من حاجة في الصيانة تعالي شوفها قبل ما تستلم العربية...
حذيفة بغيظ منها بيجز على سنانه قرب من عربيتها وهي فتحاها وقف وبص على العربية وبزهق: خير مالها ماهي تمام انا بنفسي مجربها.
سحر قربت منه علشان والده مايشوفهاش والعربية حاجبهم عنه. : لا العربية مش تمام انت مش طايقها خالص مع انها والله لطيفة وانت. بتتعمد تصدها وهي بتحبك ومعجبة بيك بس انت اللي راسك ناشفة...
حذيفة بيحاول يمتلك اعصابه وغضبه منها ومن بجاحتها.
حذيفة بيجز على سنانه بغيظ: العربية دي عايزة تولع يمكن تنضف وتتعدل وقسما بربي لولا اني بخاف ربنا كنت كسرتها وولعت فيها وخلصت منها وريحت البشرية منها. بس هقول ايه لو كان ليها صاحب عارف يلمها ويغطيها كانت اتعدلت بس للأسف صاحبها زيها بجح وفاجر.
سحر بضيق: على فكرة انت فيه غيرك كتيير. بس انت بالنسبة ليا اكبر تحدي في حياتي. وانا وراك لحد ما تيجي راكع وهفكرك.
حذيفة بثبات وبثقة: ده انتي بتحلمي. انا مش بركع غير لربي وبس وانتي لو مابعدتيش عن طريقي والله ليكون ليكي نصيب في علقة موت تربيكي وتعرفك حدود ربك ودينك. علشان انا مش طايق اشوف وشك تاني ولو عربيتك جبيها هنا تاني انا هولعلك فيها فاهمة.
سحر ابتسمت بشر وتوعد: تمام وانا مصممة اثبتلك ان تدينك ده واللي انت فيه زيف ومش حقيقي واللي بتقنع بيه الناس ده كله على الفاضي. انت بس بتقاوح لكن مافيش شاب زيك مش بيتمني يعرف ست زي. وبكرة افكرك يا...
وكملت بسخربة، يا شيخ...
حذيفة بيستغفر ربه بيحاول يتماسك من عصبيته وغضبه هو عمره ما فكر فيها ولا هي قدرت تغريه بس هو عارف ان ده ابتلاء من ربنا بيختبر بيه دينه واخلاقة هيتماسك ولا لا...
سحر اخدت عربيتها ومشيت وحذيفة مخنوق وعصبي. والده لاحظ ده وندهله وقعده.
الحاج بلال: مالك يا شيخنا زعلان ليه كدة وقرفان. روق كدة واستهدي بالله.
حذيفة بضيق بيمسح وشه بنرفزة: مافيش يا حاج انا تمام.
الحاج بلال: لا مش تمام مالك قول لأبوك.
حذيفة اتنهد بغضب: هو يا حاج ازاي واحد يثق في واحدة ست وهي تخونه. ازاي ياتمنها على شرفه وعرضه وهي تبيحه للغريب، هي الستات دي ايه مافيش عندها دين ولا حياء ولا اخلاق، الواحد بقي عنده فقدان ثقة في كل الناس. وخصوصا البنات والستات. انا بشوف حاجات في الجامعة تشيب بنات بتيجي الجامعة بلبس وتغيره وتلبس غيره طول اايوم وترجع تلبس لبسها تاني وتفضل قصاد اهلها واللي حاوليها محترمة وهي بتعمل بلاوي طول اليوم. طب قولي انا اثق في واحدة ازاي وافكر اتجوزها، انا بجد قرفان وزهقان مش عارف زمن ايه ده اللي احنا فيه.
الحاج بلال فاهم انه متعصب من سحر ولبسها وطريقتها: يا ابني ماحدش معصوم هو انا اللي هفهمك برضوا. كمان كل واحد بيتحاسب عن نفسه مش عن غيره، اما بقي اللي بتشوفه ده والرعب اللي جواك من الستات والبنات وعدم الثقة دي مالكش حق فيه، البيوت الطيبة كتيير والبنات المتربية اكتر والملتزمة اكتر واكتر انت بس انوي كدة وتوكل على الله وانا اجوزك ست البنات كلها، وعلى ضمانتي.
حذيفة اتنهد بهدوء وسرح: عارف يا حاج انا نفسي في ايه؟
الحاج بلال ابتسم: قول يا حبيبي.
حذيفة ابتسم: نفسي في واحدة اربيها على ايدي انا اللي اعلمها وانا اللي افهمها. ابقي اول راجل تعرفه اول راجل تشوفه. اول راجل يلمس ايديها اول واحد ابص في عنيها، عايز زوجة تفصيل على مزاجي، وضحك بسخرية: ههههههههههه. عايز معجزة من الاخر عندك طلبي يا حاج،!
الحاج بلال اتنهد من جنون ابنه: لا اله الا الله، اجبلك طلبك ده منين يا ابني. ربنا يبعتلك معجزة يا سيدي...
حذيفة: ههههههههههه. يارب يا حاج. بقولك ايه انت كدة حلو عليك اوي بقي اطلع البيت وارتاح وانا ساعتين كدة واقفل واحصلك.
الحاج بلال قام بتعب: ااااه والله عندك حق انا خلاص مش قادر افرد ظهري. ياللا انا طالع بس ماتتأخرش علشان امك مش بتعشيني الا لما انت بتطلع فاهم.
حذيفة: ههههههههههه. فاهم بتغير مني انت انا عارف.
الحاج بلال: ههههههههههه. لا يا حبيب ابوك ده انت نور عنينا. وهي يعني لو ما دلعتش الشيخ بتاعنا هتدلع مين...
حذيفة اتنهد بيأس: يا حاج ابوس ايدك بلاش شيخ ده انا مش شيخ يا جماعة اغنيها...
الحاج بلال: ههههههه لا ما تغنيهاش الغنا حرام، بس هتفضل شيخنا برضوا. حد يكره ده كرم من ربك محبة الناس واحترامهم. ياللا متتأخرش. سلااام.
حذيفة ابتسم بقلة حيلة: سلاام يا حاج.
مشي والده وهو كمل شغله وجاله مصعب صاحبه...
مصعب: السلام عليكم يا شيخ.
حذيفة خرجله وهو بيضحك: حتى انت يا ابني ارحمني ابوس ايدك.
مصعب: ههههههههههه. ياعم احمد ربنا الناس بتقولك يا شيخ وبتحبك احسن ما يكرهوك. المهم عامل ايه واخبار الجامعة ايه معاك عايش انت في هندسة بنات هندسة حاجة تفرح. لكن عندنا في حقوق بقي قضاه ماشين عساكر امن مركزي مافيش اي دلع. حاجة غريبة...
حذيفة ضربه في كتفه بغيظ: انت ربنا مش هيتوب عليك من العته ده ما تغض بصرك يا فاسد انت هتتحاسب انت على كل نظرة من دول. ثم يعني بتوع هندسة شايفهم بالمايوهات. المحترمين هنا او هنا واحد واللي انت بتتكلم عنهم دول برضوا في كل حته. وبصراحة يا خويا انا مش ببص ولا اعرف حد واللي بيقع عليه نظري بالغلط بغضه على طول مش بطول زي حلاتك.
مصعب براءة: ياعم انت فاهم ايه والله انا كمان بغض بصري بس هي النظرة الاولي بس مش الاولي ليك يا شيخ.
حذيفة بيجز على سنانه: دي الاولي اللي بالغلط مش التتنيحة اللي بتنحها انت دي دي خمسين نظرة في نظرة، اتلم وتوب خالي ربنا يباركلك.
مصعب: يوووووه. ياعم انت محسسني اني منحرف والله انا تمام مش مقضيها يعني ما تقلقش، وعلى فكرة انا الحمد لله انتظمت في الصلاه افرح بقي...
حذيفة: ههههههههههه. مبارك عليك اخيرااااا. الحمد لله يا اخي ده انت طلعت روحي، عقبال بقي ما تقدم معايا وندرس العلوم الشرعية هتفرق معاك بجد...
مصعب: لا لا ياعم عندك، انا الحمد لله كدة، مش لدرجة علوم شرعية بقي وفقه وشريعة وكدة، كفاية الحاجات اللي بدرسها في ااكلية خاصة بالشريعة دي حاجات صعبة اوي وعايزة حد ليه دماغ ليها، انا كدة حلو اهم حاجة انتظمت في الصلاه دي كانت اكتر حاجة مضايقاني من نفسي. لكن زيادة عن كدة لا كفاية انت ابقي استفايك انت.
حذيفة هز راسه بيأس منه: مافيش فايدة فيك ربنا يهديك. بس لعلمك انا مابفتيش حد ما تعملش زي امي انا تعبت منكم والله...
مصعب: ههههههه انت خلاص لزقت فيك المشيخة. ارضي بالامر الواقع بقي واتعامل ماشي، قولي عندكم عشا. امي قالبة عليا ومش عايزة تعشيني. هاجي اتعشا معاكم.
حذيفة: ههههههههههه. والله امك دي ليها الجنة علشان متحملاك يا جدع. ياللا اقعد شوية معايا وهقفل كدة ونطلع نتعشي مع ابويا وامي.
مصعب قعد: تمام هستناك، وغمزه قولي صحيح ايه اخبار الدكتورة علا. لسة بتسبلك في الراحة والجاية وتنحلك لما تروح الصيدلية.
حذيفة بعصبية: ماتتلم يا بني آدم انت عيب كدة. دي اعراض بنات ما تتكلمش عنها كدة. دي بنت متربية.
مصعب: بيكتم ضحكته، اسف بس اصل انا شوفت بعيني ماحدش قالي. هو انا انسي لما كنا بنجيب لابوك الدواء وهو تعبان وبيفرفر وهي سايبة الروشته ومسبلة في عنيك...
حذيفة ابتسم غصب عنه: تعرف انك بايخ. ثم دي عيلة يعني وطايشة دي يا دوب اول سنة في صيدلة. بكرة تكبر وتعقل.
مصعب ضحك بقوة: ههههههههههه. يارب مرزق انا والله.
حذيفة عقد حاجبه: في ايه يا ابني انت مجنون.
مصعب غمزه وشاورله براسه برا الورشة: بص كدة مين جاي علينا...
حذيفة بص لقي علا معدية وبتبص لحذيفة وتبتسم. بص لمصعب لقاه بيكتم ضحكته: انت ربنا يهديك مش هتعقل ابدااا...
مصعب: الله وانا عملت ايه. هي اللي عدت وكانت بتسبل والله انا مالي، بقولك ايه يالاا انا جعااان اخلص بقي وقفل.
حذيفة: ههههههههههه. يارب صبرني عليه دونااا عن البشر يبقي ده صاحب عمري.
مصعب ابتسم بإستفزاز: ده انا اكبر هدية ربك بعتهالك. بكرة تعرف قيمتي...
مر تقريبا 3 شهور. حذيفة بدأ يتقبل وجود دنيا واسامة في بيتهم. وخصوصا اسامة لاقاه انسان محترم وخلوق وحبه وبقوا يتكلموا كتيير. وفي يوم حذيفة نازل يصلي الفجر. وهو خارج من شقته سمع صوت صريخ في شقة اسامة ودنيا. ولقي اسامة بيفتح باب شقته بسرعة وشكله خايف ومتوتر
حذيفة بقلق: خير يا اسامة مال مدام دنيا بتصرخ ليه؟
اسامة برغب وخوف: دنيا بتولد شكلها وانا مش عارف اعمل ايه كلمت الدكتورة قالتلي هاتهالي بسرعة هنزل اشوف تاكسي بسرعة واجي انزلها.
حذيفة بقلق: تاكسي ايه دلوقتي انا هنزل اجهز العربية بتاعتي وانت نزلها وهدخل اصحي الحاجة تيجي معانا.
اسامة بشكر: مش عارف اقولك ايه متشكر اوي.
حذيفة: يا اخي الله يرضي عليك روح هات مراتك دي هتصحي الشارع كله مش وقت شكر بسرعة.
وفعلا حذيفة دخل قال لولدته وكلهم راحوا بدنيا المستشفي علشان تولد، وبعد ما ولدت وفاقت حذيفة كان قاعد برا بيقرأ في مصحفه وهما في اوضة دنيا، اسامة خرجله وندهله...
اسامة: شيخ حذيفة تعالي.
حذيفة قام بهدوء: خير في حاجة.؟
اسامة ابتسم: لا ابدااا عايزك بس علشان تشوف الهانم اللي شرفت ووقعت قلبنا كلنا.
حذيفة ابتسم: ربنا يخليهالك بس بلاش علشان مدام دنيا تاخد راحتها انا مستني الحاجة هنا.
اسامة بتصميم: لا والله دنيا خلاص لبست حجابها وهي مصممة تشكرك. ثم احنا بقينا اهل. كفاية وقفتكم معانا من يوم ما جينا عندكم. تعالي بس.
حذيفة ابتسم ودخل معاه وسلم على دنيا وهو بيغض بصره عنها: مبارك عليكي يا مدام دنيا والف سلامة عليكي. ربنا يحفظهلكم.
دنيا ابتسمت بتعب: الله يبارك فيك يا شيخ حذيفة عقبالك يارب.
فريدة بتدعي بفرحة: يارب يسمع منك ربنا...
اسامة شال بنته وقربها من حذيفة يشيلها: اتفضل بقي الهانم المتعبة دي واختارلها اسم.
حذيفة شالها بحرص وابتسم اول ما بصلها وهو بيتعجب من جمالها: تبارك الله. اللهم بارك دي جميلة اوي. دي تتسمي ايه دي. لا انتم اولي سموها انتم.
اسامة بتصميم هو ودنيا: والله ابدااا احنا مصممين انت اللي لحقتها في الوقت المناسب وانت اللي هتسميها.
حذيفة بصلها بحنان وقلبه مالها بشكل غريب دي اول طفلة يحبها كدة اول ما يشيلها وابتسم بقوة: چويرية. هسميها چويرية، على اسم زوجة الرسول عليه الصلاة والسلام.
كلهم: عليه الصلاة والسلام.
اسامة: جميل الاسم. خلاص دي هتبقي جويرية...
دنيا: هو انتم مش ملاحظين حاجة الهانم دي كانت بتعيط بس اول مادخل الشيخ حذيفة وشالها وهي ساكته؟
كلهم ضحكوا وحذيفة باس جويرية: ههههههههههه. عجبك كدة هيحسدونا من دلوقتي، بس سيبك انتي انا وانتي شكلنا هنبقي صحاب. ايه رئيك ولا اقولك انا هتجوزك. ايه رئيك يا اسامة جوزهالي بقي واربيها على ايدي.
كلهم ضحكوا واسامة كمان: ههههههههههه. وانا موافق هات انت البامبرز بس واتوصي وانا موافق. اهو تشيل من عليا حمله...
دنيا: ههههههههههه. اه وياريت كام علبة لبن كمان ربنا يخليك احلي مهر ده صدقني.
حذيفة: ههههههههههه. كدة بتتريأوا. ماشي. وبص لچويرية. عجبك كدة. طب عندنا فيكم هتجوزها...
فريدة: ربنا يبعتك بنت الحلال وتتجوز وتفرح قلبي بقي.
حذيفة: اولا بقي بنت الحلال جات اهي جويرية حبيبتي. ثم انا مش هتجوز غير لما اخلص الكلية واظبط نفسي. ريحي نفسك يا حاجة.
اسامة: ربنا يفرحنا بيك. انت راجل مافيش زيك.
حذيفة: ياعم قول يارب انا كلي ذنوب ربنا يسترنا جميعااا. يللا بقي خد عروستي ونيمها وانا هاخد الحاجة واروح وهجيلك بالليل النهاردة علشان ارجعكم البيت واياك ترجع في تاكسي. انا بقولك.
اسامة ابتسم واخد منه جويرية: ربنا يخليك يا حذيفة. ماشي هستناك، تعبناكم.
اول ما اسامة اخدها من حذيفة بدأت تبكي بصوت عالي...
دنيا: شوفته مش قولتلكم دي بنت متعبة اول ما سابها عيطت.
حذيفة: ههههههههههه. لا كدة كتير هو انا هبقي الدادا بتاعتك يا هانم ولا ايه.
اسامة بيسكتها مش بتسكت فريدة كمان مش بتسكت معاها. حتى دنيا اخدتها فضلت تبكي لحد ما حذيفة شالها تاني سكتت.
حذيفة اخدها في حضنه وبصلها بحنان وهو مستغرب ليه اتعلق بيها كدة وهي اتعلقت بيه ولقاها غمضت عنيها وبتنام: لا بقي ده كدة حب من اول نظرة. حوش بنتك عني يا عم اسامة انا راجل بخاف ربنا وبنتك كدة بتغرر بيا وانا اخاف اضعف.
اسامة: ههههههههههه. عندك حق دي بترسم على تقيل من اولها كدة تنام في حضنك.
حذيفة اتنهد ونيمها في سريرها بهدوء وبص عليها بحنان: شكلك. هتتعبينا معاكي يا چويرية. بس اعملي حسابك انتي خلاص بقيتي بتاعتي حقي انا ومش هسيبك.
اسامة: بجد تعبناكم معانا
حذيفة اخد والدته علشان يمشوا وعنيه عليها حاسس انها بنته هو وهتوحشه: مافيش تعب خالي بالك بقي من عروستي ياللا سلام.
حذيفة راجع من كليته مستعجل دخل البيت بسرعة وقابلته والدته الحاجة فريدة.
حذيفة دخل وباس فريدة من دماغها بسرعة.
حذيفة: السلام عليكم يا امي. معلش حضريلي هدومي بسرعة متأخر على الحاج.
فريدة: وعليكم السلام يا حبيبي. طيب حتى كلك لقمة هتنزل كدة من غير اكل.
حذيفة بيغير هدومه ومستعجل: لا يا امي انا النهاردة كان عندي محضرات كتيير واتأخرت كمان في الطريق والحاج لوحده في الورشة هو مش حمل القعدة دي كل الوقت ده. انا هدخل اخد حمام وبالله عليكي تجهزي الهدوم مش الاكل ماشي. علشان انا عارفك.
فريدة لوت شفايفها بغيظ: الحق عليا اني قلبي مش بيطاوعني اسيبك تنزل من غير اكل.
حذيفة ابتسم وقرب منها وباس ايديها: يا ست الكل عارف والله ان قلبك ده احن واطيب قلب. بس الحاج تعبان وانا بتأنب لما بتأخر عليه واروح الاقيه قاعد بيتألم من وجع ظهره ورجله. انا اتحمل الجوع ولا اتحمل اشوف حد منكم تعبان. ويا ستي هبقي اكل في الورشة مش مشكلة. ماشي.
فريدة اتنهدت: ماشي يا نور عيني. ربنا يا ابني يباركلنا فيك ولا يحرمنا منك.
حذيفة ابتسم: طيب ممكن تضحكي بقي و والله هاكل ما تقلقيش.
فريدة ابتسمت: طيب هجهزلك الهدوم والاكل علشان تاخده معاك ماشي.
حذيفة: ماشي يا امي. ياللا انا داخل الحمام.
دخل حذيفة اخد حمام وفريدة والدته جهزتله لبسه وكمان الاكل بتاعه. وهو خرج وبدأ يلبس هدومه. وهي دخلتله.
فريدة: حبيبي الاكل جهزته بس كنت عايزة اسألك على حاجة قبل ما تنزل.
حذيفة اتنهد بتعب هو عارف ايه اللي بيحصل ويتقال كل يوم والتاني.
خذيفة بنفاذ صبر: اتفضلي يا أمي تحت امرك.
فريدة بتأثر: عارف ام عفاف جارتنا جوزها الله يسامحه بقي رمي عليها يمين الطلاق قال ايه قالها لو روحتي عند امك تبقي طالق راجل ناقص صحيح عايز يقطع صلة الرحم. المهم بقي هي راحت لامها و عايزة تعرف كدة الطلاق وقع وبقت طالق ولا ايه.
حذيفة غمض عنيه بيأس واتنهد: طيب يا أمي انا مالي ودخلي ايه ان ام عفاف اتطلقت مش فاهم.
فريدة بثقة: الله! اومال مال مين الست عايزة تعرف اومال تعيش معاه في الحرام. اصل يا ابني دي كانت الطلقة 3 فلازم تعرف راسها من رجليها. ثم هنسال مين غيرك واحنا معانا الشيخ حذيفة.
حذيفة هينفجر من الغيظ: يا أمي يا ست الناس حرام عليكي انا مش شيخ والله ماشيخ. الشيخ ده لقب كبيير اوي ومش اي حد يستاهله. ثم انا كل اللي عملته اني التزمت واطلقت لحيتي لكن لسة بدري اوي علشان اتعلم و دراستي للعلوم الشرعية دي علشاني انا علشان اعبد ربي على علم بجانب دراستي العلمية. لكن مش معني كدة اني بقيت فقيه ومفتي وافتي للناس.
فريدة بتأفف: يوووو بقي. هو انت كدة غاوي تقلقل من نفسك. طيب ده مافيش حد مابيجيش يسألني على سؤال علشان ابلغك بيه وترد عليهم.
حذيفة بخوف من الفتنة اللي بتخبط على بابه والحمل الكبير اللي مش اي حد يقدر يشيله استغرب.
حذيفة بدهشة: ليه يا امي! كنت الشيخ ابن عثيمين. أمي الله يباركلك انتي بتفتحي عليا باب انا مش قده. انا زي ما قولتلك لو بدرس علم شرعي علشان نفسي واهلي مش علشان افتي للناس.
فريدة بضيق: طيب الخلاصة كدة ام عفاف تبقي طالق بالثلاثة ولا ايه!
حذيفة مسك راسه بعصبية: وانا مالي يا أمي تروح دار الافتاء وتسأل هناك. بس على فكرة مش الست اللي تتسأل عن يمين الطلاق. الراجل هو اللي يتسأل لان اليمين في يد الرجل مش المرأة وهو ادري حد بنيته. لو سألت ماحدش هيرد عليها لازم زوجها هو اللي يسأل.
ممكن بقي تسبيني انزل للحاج. اتأخرت عليه.
فريدة بقلة حيلة: خلاص اتفضل انزل وانا هبلغ الغلبانة دي تتصرف. وانت يارب تكون مبسوط وانت بتصغر امك كدة وسط الناس. الناس تتعشم فينا واحنا نصدهم.
حذيفة قرب من امه بهدوء: يا أمي الفتوي دي حمل تقيل مش سهل. و الفتوي بغير علم ده ذنب كبير يرضيكي علشان الناس افتي بغير علم واتحاسب انا واغضب ربنا علشان خاطر الناس!؟
فريدة بلهفة: حبيبي الف بعد الشر. لا ماتقولش كدة. انت طوى عمرك تعرف ربنا. وربنا ان شاء الله يكون راضي عنك.
حذيفة ابتسم: ربنا بيرضي عننا لما نمتثل لأوامره ونتجنب نواهيه ومعاصيه.
واتنهد بتعب. ممكن بقي انزل.
فريدة ابتسمت: بالسلامة يا نور عيني.
حذيفة كمل لبسه بسرعة وفتح الباب علشان ينزل.
فريدة بصوت عالي: يا ابني الاكل استني.
حذيفة رجع تاني بغيظ هو مستعجل بس مش عايز يزعلها.
مشي خطوتين وامه ندهت عليه تاني وهو بينزل على السلم.
فريدة بصوت عالي: حذيفة، حذيفة استني نست اقولك.
حذيفة كان نزل بسرعة عايز يهرب من اسالتها وبصوت عالي.
حذيفة: لما ارجع يا امي بالليل اتاخرت سلام.
فريدة لوت شفايفها بغيظ منه: ااااخ منك انت واد مناكف. بس والله كنت عايزة اقولك على السكان الجداد. بس ياللا ابوك يقولك.
دخلت فريدة شقتها وقفلت الباب.
في ورشة الحاج بلال.
حذيفة دخل الورشة لقي والده خارج من مكتبه ووراه الدكتور الصيدلي. حذيفة مسح وشه بغضب من نفسه وتأنيب بسبب شكل والده المجهد والتعب الواضح عليه وعلشان كدة كان بياخد حقنة المسكن.
الحاج بلال ابتسم بتعب وهو بيقعد على الكرسي: اهلا بشيخنا حمد لله على سلامتك حبيبي.
حذيفة اتنهد بضيق من نفسه وقرب منه وباسه من راسه باسف وقعد جنبه وباس ايده.
حذيفة: حقك عليا يا حاج والله كان عندي محاضرات كتيير واتاخرت في الطريق. انا السبب في تعبك ده.
انور الصيدلي: يا شيخنا الحاج زي الفل مافهوش حاجة. ده صحته احسن مني ومنك.
الحاج بلال ضحك بتعب: هههههههه. يا دكتور انور خلاص بقي ده كان زمان الصحة خلاص ولت.
حذيفة ضحك: ماتقولش كدة يا حاج الدكتور انور عنده حق انت لسة شباب.
الحاج بلال: يا ابني هو احنا هناخد زمنا وزمن غيرنا الحمد لله ربنا بس يديم عليا شوية الصحة دول لحد ما اموت مش عايز ابقي حمل عليك اكتر من كدة.
حذيفة بعصبية: حمل! حمل ايه يا حاج ده. انا اشيلك فوق راسي اوعي تقول كدة.
انور فضل يمشي ويسيبهم: احممم. طيب استأذن انا علشان علا لوحدها في الصيدلية وهي كمان عندها مذاكرة دي لسة بتقول يا هادي يادوب اولي صيدلة.
حذيفة اتنهد بضيق: ربنا يخليهالك يا دكتور اتفضل انت.
خرج انور وحذيفة قعد جنب ابوه: ينفع اللي بتقوله ده. طب دي للبنت اللي لسة ما طلعتش من البيضة بتساعد ابوها في الصيدلية اهو وبتروح جامعتها وتذاكر. يبقي لما تلمحلي بكلامك ده ابقي في عينك مش راجل ولا قد الحمل والمسؤلية.
الحاج بلال بنفي: لا لا لا يا ابني اقسم بالله ما اقصد. انا بس حاسس ان الحمل عليك تقيل جامعة ومذاكرة والورشة وشغلها وكمان دكاترة ومشاوير ليا ولامك. يعني وانت لسة شاب من حقك تعيش سنك. انا حاسس اني كبرتك قبل اوانك.
حذيفة ابتسم: يا حاج انت عملت معايا احسن معروف في حياتي ربتني اني ابقي راجل وقد المسؤلية اللي كتيير في سني ويمكن اكبر مايقدروش عليها. ثم شغلي في الورشة ده بيفدني في دراستي اكتر انت ناسي اني هندسة ميكانيكا ولا ايه يعني ده بالنسبة ليا العملي اللي بساعدني في الدراسة. اما بقي وانت وامي انا مش اتمشور علشانكم انا اموت نفسي علشانكم. يا حاج انا مش بس بحبكم علشان اللي عملتوه معايا من صغري وحبكم وحنيتكم لا انتم وصية ربنا ليا ربنا وصاني عليكم. عايزني اخالف وصية ربنا. يرضيك ابنك يدخل النار.
الحاج بلال حضنه: لا يا حبيبي ربنا يحرمها عليك وينعمك في جنته انت ونعم الابن وانا وامك راضين عليك من قلبنا ونشهد ربنا على كدة.
حذيفة ابتسم: طيب ممكن تريحني بقي وتطلع البيت ترتاح وتنام شوية. انا خلاص جيت.
الحاج بلال بتعب: لا لسة هقعد شوية علشان الاستاذ عماد جاي يستلم عربيته ومدام سحر كمان هتيجي.
حذيفة بيشمر اكمام قميصة ونفخ بضيق من سيرة سحر.
حذيفة: بصراحة يا حاج انا مش بطيق الست دي. انا نفسي اعرف فين اهلها ولا جوزها اللي يسبها تخرج متبرجة بالشكل ده. اعوذوا بالله. لا وتحسها عندها جراة كدة وتتكلم وهي عنيها في عنيك. يعني الواحد يغض بصره وهي ابدااا مبحلقة بببقي عايز ارزعها قلمين وارميها برا الورشة بس بعمل حسابك انت مش عايز ازعلك. ونفسي ما نخدش منها شغل تاني من اصله.
الحاج بلال: يا ابني احنا مالنا تلبس تقلع هي حرة. احنا اللي بينا وبينها الشغل. وبعد كدة بتروح لحال سبيلها وبعدين هي جيالي من طرف واحد غالي عندي مش عايز ازعله.
حذيفة بضيق: اللي تشوفه يا حاج هتمم على عربياتهم وبعد كدة هكمل شغل عايز مني حاجة.
الحاج بتذكر: اااااه. والله ابن حلال فكرتني كنت عايز اقولك اني اجرت الشقة اللي قصادنا.
حذيفة بغضب: ايه! ليييييه يا حاج بس. ما احنا متفقين الشقة دي بالاخص بلاش تتأجر دي جارحانا واحنا جارحنها وانا ما بحبش كدة ليييه بس كدة.
الحاج بلال: معلش يا ابني والله ما كان في نيتي بس اصل اللي حصل قدر وجه بسرعة.
حذيفة بعصبية: وايه اللي حصل بقي يخليك تأجرها.
الحاج بلال: طيب بس اقعد هفهمك.
حذيفة قعد بضيق: اتفضل يا حاج فهمني.
الحاج بلال: الصبح وانا قاعد كدة لقيت شاب ابن حلال زيك كدة معاه مراته بنت زي الورد بنت حلال وكمان حامل وشكلها كدة في شهورها الاخيرة. ماشي بيسأل عن شقق ايجار وكل مايسأل يلاقي الايجار عالي يمشي والبنت في ايده فرهدت من الحر والتعب كانت هيغمي عليها ندهت عليه وقعدتهم وجبتلهم ليمون والبنت يا دوب بدأت تاخد نفسها والكلام جاب بعضه وعرفت انه منقول من بور سعيد لهنا علشان شغله وبيدور على شقة تكون حنينة كدة ظروفه ما تسمحش.
بيني وبينك انا قلبي وجعني عليهم وخصوصا مراته تخيلتها بنتي كنت هسيبها كدة تتبهدل في اللف والدوران وهي حامل. فقولتله اني عندي شقة فاضية فوق في البيت اللي قصاد الورشة ومش هغلي عليه اللي يدفعه. وبعتهم للحاجة فوق واخدوا المفتاح. وهو ساب مراته فوق وراح يجيب باقي حاجاتهم.
حذيفة بضيق: يا حاج، يا حاج عايز تساعده ساعده بس مش على حسابنا ثم هو ايه اللي يخليه يلف ومعاه مراته ما ينزل هو لوحده وبعد كدة يجبها ليه يمرمتها معاه.
الحاج بلال: يا ابني هو بيقول البنت يتيمة ومالهاش حد غيره ومايقدرش يسيبها لوحدها. خلاص بقي نتحمل بعض ايه يا شيخنا فين الرحمة.
حذيفة اتنهد: يا حاج الرحمة موجودة. بس انا كنت شايف كدة افضل لينا بس اللي انت شايفه صح اعمله انت حر. بس يا حاج اتأكدت انهم متجوزين!؟
الحاج بلال بتاكيد: طبعااااا يا ابني ودي تفوتني وراني القسيمة وشوفت بطاقاتهم.
حذيفة قام يكمل شغله: طيب عن اذنك يا حاج هروح اشوف شغلي.
في شقة حذيفة.
والدته كانت بتفتح. الشباك وبصت قصادها لقت الشباك بتاع الشقة اللي قصادها الساكنة الجديدة قاعدة على الارض وهي اصلا اخدت بالها منها انها حامل وواضح انها في شهورها الاخيرة. صعبت عليها خصوصا انها بتتألم وكمان قاعدة على الارض الشقة مش مفروشة ومافيهاش اي حاجة. وبدون تردد قفلت الشباك وراحت خبطت عليها. والبنت اخدت وقت لحد ما قدرت تقوم علشان تفتح وفتحتلها.
فريدة: ازيك يا حبيبتي.
دنيا بتعب: اهلا بحضرتك. مش قادرة اقولك اتفضلي حضرتك شايفة لسة مافيش عفش.
فريدة بتأثر من شكلها المرهق: لا يا حبيبتي انتي اللي هتتفضلي معايا.
دنيا بإستفهام: اتفضل فين. وبخوف. ههوو ههو انتم رجعتم في كلامكم ومش هتأجرلنا الشقة، احنا زعلناكم في حاجة.
فريدة بنفي: لا يا حبيبتي مش ده قصدي، انا اقصدي انك تيجي تقعدي معايا لحد ما جوزك يجيب عفشكم ما ينفعش قعدتك على الارض دي كدة خصوصاا وانتي بحالتك دي. قوليلي انتي في الشهر الكام.
دنيا اتنهدت براحة كانت خايفة ترجع تتبهدل تاني علشان تلاقي شقة: انا في الشهر السابع.
فريدة ابتسمت: ماشاء الله ربنا يقومك بالف سلامة هو انتي اسمك ايه انا اصلي بنسي. السن بقي ليه حكم.
دنيا ضحكت: ههههههه. ماتقوليش كدة حضرتك ماشاء الله بدون حسد زي القمر ولسة صغيرة.
فريدة: هههههههههه. والله انتي اللي قمر هاه فكريني.
دنيا: دنيا. اسمي دنيا.
فريدة: ربنا يجعل دنيتك هنا وفرح تعالي بقي يا دنيا معايا انتي شكلك تعبان خالص.
دنيا بإحراج: بببس اااصل انا مش معايا فون اكلم اسامة ابلغه.
فريدة: يا ستي هو لما يعرف انك كنتي عندي وايه السبب مش هيقول حاجة هيقدر ويفهم. تعالي يا ضنايا ده انتي وشك زي الليمونة تعالي اعملك حاجة تشربيها.
دنيا ابتسمت من حنية فريدة وطيبتها قفلت باب شفتها ودخلت مع فريدة شقتها.
فريدة قعدتها ودخلت جهزتلها اكل وعصير وفضلت جنبها تأكلها اكنها بنتها وهي امها فريدة حبت دنيا بسرعة وجواها احساس بالعطف ناحيتها. يمكن لانها شايفاها لوحدها او لانها كان نفسها في بنت بس ربنا آراد ليها ترزق بحذيفة بس. مهما اختلفت الاسباب او كترت النتيجة هي ارتباط وراحة غريبة وسريعة حصلوا بين فريدة ودنيا.
دنيا كمان كانت مبسوطة ومرتاحة من حنية فريدة وطبيتها معاها اللي هي مفتقداهم من يوم وفاة والدتها و والدها. اول حد غير اسامة زوجها يكون بالحنية دي معاها ومن غير سبب ولا مصلحة.
دنيا بشبع بتترجا فريدة وتاخد نفسها: خلاص يا طنط ربنا يخليكي كفاية كدة شبعت.
فريدة بتصميم: لا لا كملي انتي لازم تاكلي كويس شكلك ضعيف كمان يا بنتي انتي حامل وانا متأكدة انك بتنسي تاكلي والغلبان اللي في بطنك ده متعذب معاكي.
دنيا ابتسمت: والله معاكي حق انا فعلا بنسي اكل مش بفتكر الاكل ولا اكل الا لما اسامة يكون موجود.
فريدة سابت الاكل وبتأنيب: يا نههار ابيض وده ينفع يا دنيا يا بنتي حراام عليكي واللي في بطنك ده ذنبه ايه تعذبيه معاكي.
دنيا بحزن: اللي في بطني بياخد اللي يكفيه مني حتى لو ما اكلتش. لو انا نسيته ربنا مش هينساه.
فريدة حاست ان دنيا حزينه وجواها هم كبيير. طبطبت عليها بحنية: بس يا حبيبتي لو انتي ما اكلتيش واهتميتي بنفسك هو هيجي عليه وقت ما يلاقيش عندك اللي يكفيه. وربنا امرنا ناخد بالاسباب ونتوكل عليه. عارفة انا طول عمري كنت نفسي ربنا يرزقني ببنت تبقي حبيبتي وبنتي وونسي واخاوي حذيفة بس ربنا ما أرادش بقي الحمد لله.
دنيا بتساؤل: هو حضرتك مش مخلفة غير ولد واحد.
فريدة ابتسمت: اه يا حبيبتي حذيفة، الشيخ حذيفة هو اللي ربنا رضاني بيه الحمد لله عقبال ماتشوفي النونو اللي بطنك ده زيه. ونعم الذرية ربنا يباركلنا فيه ويحميه. اصل انا بعد ما ولدته جاني نزيف وتعبت وكان لازم وقتها اشيل الرحم وشلته والحمد لله على كل حال.
دنيا دمعت: ااااانا. ااانا اسفة والله بب.
فريدة ابتسمت: اسفة على ايه بس. دي حاجة عدت عليها سنييين يجي 19 سنة وانا الحمد لله راضية وبصراحة بقي انا حبيتك ودخلتي قلبي واهو هعتبرك بنتي ولا ما ترضيش تبقي بنتي.
دنيا بدموع حضنتها: هتصدقيني ان انا كمان حبيتك من اول ما شوفتك حنيتك دي مش طبيعية. يمكن ربنا عاليم بيا واني محتجالك بجد.
فريدة ضمتها بحنية وقلق: قوليلي يا دنيا انتم مالكوش اهل هنا كلهم في بور سعيد.
دنيا اتنهدت وخرجت من حضنها وبمسح دموعها: انا واسامة مالناش حد هنا خالص احنا نزلنا القاهرة بعد جوازنا.
فريدة بتساؤل: انتي حزينة ليه كدة فضفضي يا حبيبتي مالك.
دنيا بتبكي: انا بابا وماما ماتوا وانا عندي 8 سنين بابا كان عنده محلات وفلوس خاصة بيه بعيد عن ورثه مع عمامي من جدي، لما بابا مات عمامي لقه انه كاتبلي كل المحلات ومعظم الفلوس ودايع بإسمي في البنك. وقتها اتجننوا و طلعوا غلبهم وغضبهم فيا. احنا وعمامي كنا كلنا ساكنين في عمارة واحدة، كل واحد منهم كان بياخدني عنده يومين...
ودنيا كملت بدموع وقهرة اكتر...
كانت مرات كل واحد بتعتملني اني الخدامة بتاعتها اليومين دول انضف واسادها في كل حاجة واخدم ولادها كانوا كمان عايزين يقعدوني من المدرسة بس خالي رفض. وطلب منهم يا خدني عنده واعيش معاه. طبعااا رفضوا خايفين على الورث، عمي كان بيقولهالي في وشي تتمي بس السن القانوني وانا هاخد كل حاجة وارميكي لخالك.
خالي كان حنين وطيب بس ظروفه على قده ومش قد عمامي وجبروتهم.
فريدة بدموع وحزن: وبعدين يا ضنايا كملي...
دنيا بتبكي: فضلت على الحال ده سنين لحد ما خلصت الثانوية العامة وعمامي رفضوا اني اكمل وخالي ما قدرش يساعدني. وكل ما يتقدملي عريس عمامي يرفضوه مش عايزين يجوزوني الا لما ياخدوا كل اللي مستنينه مع انهم بقالهم سنين مشغلين المحلات والفلوس السايلة للشغل و الشغل كبر والمحلات وبقت كل حاجة بتاعتهم هما وانا ما اعرفش عنها حاجة ولما كنت اطلب حاجة اكني بشحت منهم. فضلت كدة سنين لحد ما في يوم كنت بجيب حاجات وقابلت اسامة.
وهنا دنيا ابتسمت من بين دموعها. من اول ما عنيا جات في عنيه وانا حسيت ان ده طوق النجاه اللي ربنا.
بعتهولي. يومها شوفته جنب الشغل بتاعه كان نازل في وقت الراحة بتاعته يشرب قهوة وقابلته في كافيه جنب الشغل. وانا كنت داخلة اشرب حاجة سخنة كان يومها الجو برد وبتشتي برا. وانا كنت الاول ما بصدق اخرج اشتري حاجات علشان اروح المكان ده واقعد لوحدي بعيد عن البيت واللي فيه واللي بيجرالي هناك. بس لما شوفت اسامة يومها كل حاجة اتغيرت بقيت بروح علشانه علشان اشوفه. فضلنا فترة بينا نظرات بس. بس ما كنتش مجرد نظرات قلنا كلام كتيير اوي كنت بشكيله حالي وانا عنيا في عنيه.
واتنهدت دنيا براحة: لحد ماهو في يوم قرب مني وكلمني وكل واحد عرف التاني مين واسمه ايه. ومرة في مرة بقينا نحكي كل حاجة لبعض وبنتكلم في الفون كتيير تقريبا طول الليل. لحد ماحبينا بعض وبقي صعب نبعد عن بعض واسامة اتقدم لعمامي علشان يتجوزني. وطبعا رفضوا وقالوله. ان ابن عمي كان عايز يتجوزني واتفاجأت انهم محددين ومقررين كل حاجة. واسامة مشي وهو هيتجنن مش فاهم اني ماكنتش اعرف حاجة. وانا بعدها ولاول مرة اتكلم رفضت ابن عمي وصممت اتجوز اسامة. بس طبعاا كان نصيبي والرد عليا الضرب والاهانة. وقتها كنت خلاص تميت السن اللي يسمحلي امضي على التوكيل. وقتها عمي الكبير قالي لو عايزة تتجوزيه امضي على التوكيل وانا اجوزهولك. بقيت قصاد حلين امر من بعض اخسر كل ورثي من ابويا واتجوز اسامة ولا اتجوز ابن عمي وتفضل كل حاجة بإسمي وهما بيديروها، روحت لخالي وسألته. قالي اياكي تفرطي في حقك وتعب ابوكي. وانا هجوزك اسامة انا زمان ماكنتش عارف اعملك حاجة بس مش هقدر اشوفهم بيضيعوا حياتك كمان واقف اتفرج. وهربت منهم وسيبت البيت وخالي جوزني اسامة ونزلنا القاهرة واسامة نقل نفسه فرع الشركة هنا، وقعدنا في شقة ايجار جديد زي هنا كدة بس صاحبها لقالها بيعة وطلب مننا نسيبها قبل نهاية المدة. وجينا هنا. بس دي حكايتي.
فريدة اتنهدت: طب لما انتي معاكي ورث اهلك ليه شقة ايجار جديد. مش احسن تشوفوا حاجة احسن ودايمة بدل المرمطة دي؟
دنيا اتنهدت بتعب: اعمل ايه بس في اسامة عرضت عليه اننا نشوف محامي يخلصلي اجرائات ورثي وكمان اقدر اسحب فلوس من فلوسي. رفض قالي اولا انا مش عايز منك فلوس وانا مش هعيش على حساب مراتي واتجوزتك علشان بحبك مش علشان تصرفي عليا. كمان انا مش مستعد اجازف واعرفهم طريقك مش ضامن يعملوا ايه او يحاولوا ياخدوكي مني. وده مستحيل اقبله وهندخل في متاهة...
فريدة بتعجب: طب واهل اسامة وافقوا على بعد ابنهم كدة.
واهلك ماهم ممكن يعرفوا طريقوا عن طريقهم.
دنيا اتنهدت بحزن: اسامة زي حالاتي يتيم ومالوش غير جده من امه بس. وده عايش هنا في القاهرة اهلي مايعرفوش عنه حاجة.
فريدة ابتسمت: ربنا يا بنتي يسعدكم ويبعد عنكم شرهم. وان شاء الله اسامة ربنا هيوسعها عليه ويجبلك اللي نفسك فيه.
دنيا ابتسمت بسعادة: والله انتي ماتعرفيش انا بحبه ازاي وراضية بأي حاجة معاه واي وضع. هو عندي بالدنيا. كمان انا لو حتى اخدت ورثي. هو عمره ماهيخليني اصرف منه ولا اساعده. هو قالي مادمتي حبتيني ترضي بظروفي. وانا مش ممكن اجرحه واضايقه. بس كمان مش هتنازل عن حقي وورثي ماحدش عارف بكرة مخبي ايه.
فريدة بقلق: طب يا بنتي مش عمامك ممكن يعرفوا طريقك من خالك.؟
دنيا بتعب: لا ماتقلقيش هما مايعرفوش ان خالي جوزني سألوا وانكر واتفقنا انه ما يزورنيش خالص لحد ما يهدوا وينسوني خالص. كمان انا بتطمن عليه في الفون دايما واعرف اخباره.
فريدة بحنية: انا بصراحة مبسوطة انك وثقتي فيا وحكتيلي كل حاجة عنك وماتقلقيش ثقتك في محلها ماحدش هيعرف حاجة.
دنيا: انا متاكدة لاني حبيتك ودخلتي قلبي.
فريدة: طيب ينفع بقي ماتقوليش طنط دي و تبقي تقوليلي يا ماما.
دنيا ابتسمت: اكيد طبعااا ياريت يا ماما.
فريدة ابتسمت: طيب تعالي بقي نامي جوا شوية شكلك تعبان ولازم ترتاحي.
دنيا بإحراج: بلاش يا ماما اانا كدة مرتاحة.
فريدة: لا طبعااا انتي محتاجة ترتاحي ولا انتي مكسوفة. ياللا ياللا يقومي معايا. كمان دي اوضة فاضية لا بتاعتي انا والحاج ولا بتاعة حذيفة. تعالي حبيبتي.
وفعلا دنيا نامت عند فريدة ومن التعب ماحستش بالوقت اللي جري والليل جه. وفريدة سمعت صوت دوشة في شقة اسامة ودنيا عرفت انه وصل هو والعمال وفتحت لقته فعلا واقف بس متوتر والعمال بتطلع العفش. ندهت عليه.
فريدة: اسامة، اسامة تعالي يا حبيبي.
اسامة خرج من شقته وراح لقصاد شقة فريدة: نعم يا حاجة اؤمري.
فريدة: مالك شكلك متضايق خير.
اسامة بقلق وتوتر: دنيا مراتي سبتها وروحت الشقة القديمة جبت حاجتنا رجعت مش لاقيها ومش عارف راحت فين. ومش معاها فون اكلمها واعرف هي فين. هتجنن دي تعبانة وماتعرفش حد هنا.
فريدة ابتسمت: ماتخفش حبيبي. مراتك في عنيا نايمة عندي جوا. انا اللي خبطت عليها وطلبت منها تقعد عندي لحد ما انت ترجع انت شوفت الشقة فاضية وهي على الارض صعبت عليا.
اسامة اتنهد براحة واتطمن: الحمد لله كنت هموت من الخوف. ربنا يخليكي لينا يا حاجة. بس ياريت تخاليها عندك لحد ما افرش الشقة ممكن.
فريدة: يا سلام دي في عنيا خلص انت بس وماتشغلش بالك. وهعملكم شاي كمان ياللا حبيبي.
اسامة ابتسم ربنا عوضه ببلال وفريدة اكنهم ام واب ناس طيبة وحنينة. ومعاهم هو ودنيا حاسوا بالامان، وفعلا راح هو وكمل مع العمال.
في ورشة حذيفة.
حذيفة كان جوا الورشة بيصلح عربية ومشغول. ووصلت مدام سحر. وسلمت على الحاج بلال. وسلمها العربية بس هي كالعادة اتلككت بأي عيب علشان حذيفة يخرجلها، وفعلا والده نده عليه، وهو خرج وشافها اتعصب واتضايق.
حذيفة بضيق وهو بيغض نظره عنها: نعم يا حاج اؤمرني.
الحاج بلال: مدام سحر بتشتكي من حاجة في الصيانة تعالي شوفها قبل ما تستلم العربية...
حذيفة بغيظ منها بيجز على سنانه قرب من عربيتها وهي فتحاها وقف وبص على العربية وبزهق: خير مالها ماهي تمام انا بنفسي مجربها.
سحر قربت منه علشان والده مايشوفهاش والعربية حاجبهم عنه. : لا العربية مش تمام انت مش طايقها خالص مع انها والله لطيفة وانت. بتتعمد تصدها وهي بتحبك ومعجبة بيك بس انت اللي راسك ناشفة...
حذيفة بيحاول يمتلك اعصابه وغضبه منها ومن بجاحتها.
حذيفة بيجز على سنانه بغيظ: العربية دي عايزة تولع يمكن تنضف وتتعدل وقسما بربي لولا اني بخاف ربنا كنت كسرتها وولعت فيها وخلصت منها وريحت البشرية منها. بس هقول ايه لو كان ليها صاحب عارف يلمها ويغطيها كانت اتعدلت بس للأسف صاحبها زيها بجح وفاجر.
سحر بضيق: على فكرة انت فيه غيرك كتيير. بس انت بالنسبة ليا اكبر تحدي في حياتي. وانا وراك لحد ما تيجي راكع وهفكرك.
حذيفة بثبات وبثقة: ده انتي بتحلمي. انا مش بركع غير لربي وبس وانتي لو مابعدتيش عن طريقي والله ليكون ليكي نصيب في علقة موت تربيكي وتعرفك حدود ربك ودينك. علشان انا مش طايق اشوف وشك تاني ولو عربيتك جبيها هنا تاني انا هولعلك فيها فاهمة.
سحر ابتسمت بشر وتوعد: تمام وانا مصممة اثبتلك ان تدينك ده واللي انت فيه زيف ومش حقيقي واللي بتقنع بيه الناس ده كله على الفاضي. انت بس بتقاوح لكن مافيش شاب زيك مش بيتمني يعرف ست زي. وبكرة افكرك يا...
وكملت بسخربة، يا شيخ...
حذيفة بيستغفر ربه بيحاول يتماسك من عصبيته وغضبه هو عمره ما فكر فيها ولا هي قدرت تغريه بس هو عارف ان ده ابتلاء من ربنا بيختبر بيه دينه واخلاقة هيتماسك ولا لا...
سحر اخدت عربيتها ومشيت وحذيفة مخنوق وعصبي. والده لاحظ ده وندهله وقعده.
الحاج بلال: مالك يا شيخنا زعلان ليه كدة وقرفان. روق كدة واستهدي بالله.
حذيفة بضيق بيمسح وشه بنرفزة: مافيش يا حاج انا تمام.
الحاج بلال: لا مش تمام مالك قول لأبوك.
حذيفة اتنهد بغضب: هو يا حاج ازاي واحد يثق في واحدة ست وهي تخونه. ازاي ياتمنها على شرفه وعرضه وهي تبيحه للغريب، هي الستات دي ايه مافيش عندها دين ولا حياء ولا اخلاق، الواحد بقي عنده فقدان ثقة في كل الناس. وخصوصا البنات والستات. انا بشوف حاجات في الجامعة تشيب بنات بتيجي الجامعة بلبس وتغيره وتلبس غيره طول اايوم وترجع تلبس لبسها تاني وتفضل قصاد اهلها واللي حاوليها محترمة وهي بتعمل بلاوي طول اليوم. طب قولي انا اثق في واحدة ازاي وافكر اتجوزها، انا بجد قرفان وزهقان مش عارف زمن ايه ده اللي احنا فيه.
الحاج بلال فاهم انه متعصب من سحر ولبسها وطريقتها: يا ابني ماحدش معصوم هو انا اللي هفهمك برضوا. كمان كل واحد بيتحاسب عن نفسه مش عن غيره، اما بقي اللي بتشوفه ده والرعب اللي جواك من الستات والبنات وعدم الثقة دي مالكش حق فيه، البيوت الطيبة كتيير والبنات المتربية اكتر والملتزمة اكتر واكتر انت بس انوي كدة وتوكل على الله وانا اجوزك ست البنات كلها، وعلى ضمانتي.
حذيفة اتنهد بهدوء وسرح: عارف يا حاج انا نفسي في ايه؟
الحاج بلال ابتسم: قول يا حبيبي.
حذيفة ابتسم: نفسي في واحدة اربيها على ايدي انا اللي اعلمها وانا اللي افهمها. ابقي اول راجل تعرفه اول راجل تشوفه. اول راجل يلمس ايديها اول واحد ابص في عنيها، عايز زوجة تفصيل على مزاجي، وضحك بسخرية: ههههههههههه. عايز معجزة من الاخر عندك طلبي يا حاج،!
الحاج بلال اتنهد من جنون ابنه: لا اله الا الله، اجبلك طلبك ده منين يا ابني. ربنا يبعتلك معجزة يا سيدي...
حذيفة: ههههههههههه. يارب يا حاج. بقولك ايه انت كدة حلو عليك اوي بقي اطلع البيت وارتاح وانا ساعتين كدة واقفل واحصلك.
الحاج بلال قام بتعب: ااااه والله عندك حق انا خلاص مش قادر افرد ظهري. ياللا انا طالع بس ماتتأخرش علشان امك مش بتعشيني الا لما انت بتطلع فاهم.
حذيفة: ههههههههههه. فاهم بتغير مني انت انا عارف.
الحاج بلال: ههههههههههه. لا يا حبيب ابوك ده انت نور عنينا. وهي يعني لو ما دلعتش الشيخ بتاعنا هتدلع مين...
حذيفة اتنهد بيأس: يا حاج ابوس ايدك بلاش شيخ ده انا مش شيخ يا جماعة اغنيها...
الحاج بلال: ههههههه لا ما تغنيهاش الغنا حرام، بس هتفضل شيخنا برضوا. حد يكره ده كرم من ربك محبة الناس واحترامهم. ياللا متتأخرش. سلااام.
حذيفة ابتسم بقلة حيلة: سلاام يا حاج.
مشي والده وهو كمل شغله وجاله مصعب صاحبه...
مصعب: السلام عليكم يا شيخ.
حذيفة خرجله وهو بيضحك: حتى انت يا ابني ارحمني ابوس ايدك.
مصعب: ههههههههههه. ياعم احمد ربنا الناس بتقولك يا شيخ وبتحبك احسن ما يكرهوك. المهم عامل ايه واخبار الجامعة ايه معاك عايش انت في هندسة بنات هندسة حاجة تفرح. لكن عندنا في حقوق بقي قضاه ماشين عساكر امن مركزي مافيش اي دلع. حاجة غريبة...
حذيفة ضربه في كتفه بغيظ: انت ربنا مش هيتوب عليك من العته ده ما تغض بصرك يا فاسد انت هتتحاسب انت على كل نظرة من دول. ثم يعني بتوع هندسة شايفهم بالمايوهات. المحترمين هنا او هنا واحد واللي انت بتتكلم عنهم دول برضوا في كل حته. وبصراحة يا خويا انا مش ببص ولا اعرف حد واللي بيقع عليه نظري بالغلط بغضه على طول مش بطول زي حلاتك.
مصعب براءة: ياعم انت فاهم ايه والله انا كمان بغض بصري بس هي النظرة الاولي بس مش الاولي ليك يا شيخ.
حذيفة بيجز على سنانه: دي الاولي اللي بالغلط مش التتنيحة اللي بتنحها انت دي دي خمسين نظرة في نظرة، اتلم وتوب خالي ربنا يباركلك.
مصعب: يوووووه. ياعم انت محسسني اني منحرف والله انا تمام مش مقضيها يعني ما تقلقش، وعلى فكرة انا الحمد لله انتظمت في الصلاه افرح بقي...
حذيفة: ههههههههههه. مبارك عليك اخيرااااا. الحمد لله يا اخي ده انت طلعت روحي، عقبال بقي ما تقدم معايا وندرس العلوم الشرعية هتفرق معاك بجد...
مصعب: لا لا ياعم عندك، انا الحمد لله كدة، مش لدرجة علوم شرعية بقي وفقه وشريعة وكدة، كفاية الحاجات اللي بدرسها في ااكلية خاصة بالشريعة دي حاجات صعبة اوي وعايزة حد ليه دماغ ليها، انا كدة حلو اهم حاجة انتظمت في الصلاه دي كانت اكتر حاجة مضايقاني من نفسي. لكن زيادة عن كدة لا كفاية انت ابقي استفايك انت.
حذيفة هز راسه بيأس منه: مافيش فايدة فيك ربنا يهديك. بس لعلمك انا مابفتيش حد ما تعملش زي امي انا تعبت منكم والله...
مصعب: ههههههه انت خلاص لزقت فيك المشيخة. ارضي بالامر الواقع بقي واتعامل ماشي، قولي عندكم عشا. امي قالبة عليا ومش عايزة تعشيني. هاجي اتعشا معاكم.
حذيفة: ههههههههههه. والله امك دي ليها الجنة علشان متحملاك يا جدع. ياللا اقعد شوية معايا وهقفل كدة ونطلع نتعشي مع ابويا وامي.
مصعب قعد: تمام هستناك، وغمزه قولي صحيح ايه اخبار الدكتورة علا. لسة بتسبلك في الراحة والجاية وتنحلك لما تروح الصيدلية.
حذيفة بعصبية: ماتتلم يا بني آدم انت عيب كدة. دي اعراض بنات ما تتكلمش عنها كدة. دي بنت متربية.
مصعب: بيكتم ضحكته، اسف بس اصل انا شوفت بعيني ماحدش قالي. هو انا انسي لما كنا بنجيب لابوك الدواء وهو تعبان وبيفرفر وهي سايبة الروشته ومسبلة في عنيك...
حذيفة ابتسم غصب عنه: تعرف انك بايخ. ثم دي عيلة يعني وطايشة دي يا دوب اول سنة في صيدلة. بكرة تكبر وتعقل.
مصعب ضحك بقوة: ههههههههههه. يارب مرزق انا والله.
حذيفة عقد حاجبه: في ايه يا ابني انت مجنون.
مصعب غمزه وشاورله براسه برا الورشة: بص كدة مين جاي علينا...
حذيفة بص لقي علا معدية وبتبص لحذيفة وتبتسم. بص لمصعب لقاه بيكتم ضحكته: انت ربنا يهديك مش هتعقل ابدااا...
مصعب: الله وانا عملت ايه. هي اللي عدت وكانت بتسبل والله انا مالي، بقولك ايه يالاا انا جعااان اخلص بقي وقفل.
حذيفة: ههههههههههه. يارب صبرني عليه دونااا عن البشر يبقي ده صاحب عمري.
مصعب ابتسم بإستفزاز: ده انا اكبر هدية ربك بعتهالك. بكرة تعرف قيمتي...
مر تقريبا 3 شهور. حذيفة بدأ يتقبل وجود دنيا واسامة في بيتهم. وخصوصا اسامة لاقاه انسان محترم وخلوق وحبه وبقوا يتكلموا كتيير. وفي يوم حذيفة نازل يصلي الفجر. وهو خارج من شقته سمع صوت صريخ في شقة اسامة ودنيا. ولقي اسامة بيفتح باب شقته بسرعة وشكله خايف ومتوتر
حذيفة بقلق: خير يا اسامة مال مدام دنيا بتصرخ ليه؟
اسامة برغب وخوف: دنيا بتولد شكلها وانا مش عارف اعمل ايه كلمت الدكتورة قالتلي هاتهالي بسرعة هنزل اشوف تاكسي بسرعة واجي انزلها.
حذيفة بقلق: تاكسي ايه دلوقتي انا هنزل اجهز العربية بتاعتي وانت نزلها وهدخل اصحي الحاجة تيجي معانا.
اسامة بشكر: مش عارف اقولك ايه متشكر اوي.
حذيفة: يا اخي الله يرضي عليك روح هات مراتك دي هتصحي الشارع كله مش وقت شكر بسرعة.
وفعلا حذيفة دخل قال لولدته وكلهم راحوا بدنيا المستشفي علشان تولد، وبعد ما ولدت وفاقت حذيفة كان قاعد برا بيقرأ في مصحفه وهما في اوضة دنيا، اسامة خرجله وندهله...
اسامة: شيخ حذيفة تعالي.
حذيفة قام بهدوء: خير في حاجة.؟
اسامة ابتسم: لا ابدااا عايزك بس علشان تشوف الهانم اللي شرفت ووقعت قلبنا كلنا.
حذيفة ابتسم: ربنا يخليهالك بس بلاش علشان مدام دنيا تاخد راحتها انا مستني الحاجة هنا.
اسامة بتصميم: لا والله دنيا خلاص لبست حجابها وهي مصممة تشكرك. ثم احنا بقينا اهل. كفاية وقفتكم معانا من يوم ما جينا عندكم. تعالي بس.
حذيفة ابتسم ودخل معاه وسلم على دنيا وهو بيغض بصره عنها: مبارك عليكي يا مدام دنيا والف سلامة عليكي. ربنا يحفظهلكم.
دنيا ابتسمت بتعب: الله يبارك فيك يا شيخ حذيفة عقبالك يارب.
فريدة بتدعي بفرحة: يارب يسمع منك ربنا...
اسامة شال بنته وقربها من حذيفة يشيلها: اتفضل بقي الهانم المتعبة دي واختارلها اسم.
حذيفة شالها بحرص وابتسم اول ما بصلها وهو بيتعجب من جمالها: تبارك الله. اللهم بارك دي جميلة اوي. دي تتسمي ايه دي. لا انتم اولي سموها انتم.
اسامة بتصميم هو ودنيا: والله ابدااا احنا مصممين انت اللي لحقتها في الوقت المناسب وانت اللي هتسميها.
حذيفة بصلها بحنان وقلبه مالها بشكل غريب دي اول طفلة يحبها كدة اول ما يشيلها وابتسم بقوة: چويرية. هسميها چويرية، على اسم زوجة الرسول عليه الصلاة والسلام.
كلهم: عليه الصلاة والسلام.
اسامة: جميل الاسم. خلاص دي هتبقي جويرية...
دنيا: هو انتم مش ملاحظين حاجة الهانم دي كانت بتعيط بس اول مادخل الشيخ حذيفة وشالها وهي ساكته؟
كلهم ضحكوا وحذيفة باس جويرية: ههههههههههه. عجبك كدة هيحسدونا من دلوقتي، بس سيبك انتي انا وانتي شكلنا هنبقي صحاب. ايه رئيك ولا اقولك انا هتجوزك. ايه رئيك يا اسامة جوزهالي بقي واربيها على ايدي.
كلهم ضحكوا واسامة كمان: ههههههههههه. وانا موافق هات انت البامبرز بس واتوصي وانا موافق. اهو تشيل من عليا حمله...
دنيا: ههههههههههه. اه وياريت كام علبة لبن كمان ربنا يخليك احلي مهر ده صدقني.
حذيفة: ههههههههههه. كدة بتتريأوا. ماشي. وبص لچويرية. عجبك كدة. طب عندنا فيكم هتجوزها...
فريدة: ربنا يبعتك بنت الحلال وتتجوز وتفرح قلبي بقي.
حذيفة: اولا بقي بنت الحلال جات اهي جويرية حبيبتي. ثم انا مش هتجوز غير لما اخلص الكلية واظبط نفسي. ريحي نفسك يا حاجة.
اسامة: ربنا يفرحنا بيك. انت راجل مافيش زيك.
حذيفة: ياعم قول يارب انا كلي ذنوب ربنا يسترنا جميعااا. يللا بقي خد عروستي ونيمها وانا هاخد الحاجة واروح وهجيلك بالليل النهاردة علشان ارجعكم البيت واياك ترجع في تاكسي. انا بقولك.
اسامة ابتسم واخد منه جويرية: ربنا يخليك يا حذيفة. ماشي هستناك، تعبناكم.
اول ما اسامة اخدها من حذيفة بدأت تبكي بصوت عالي...
دنيا: شوفته مش قولتلكم دي بنت متعبة اول ما سابها عيطت.
حذيفة: ههههههههههه. لا كدة كتير هو انا هبقي الدادا بتاعتك يا هانم ولا ايه.
اسامة بيسكتها مش بتسكت فريدة كمان مش بتسكت معاها. حتى دنيا اخدتها فضلت تبكي لحد ما حذيفة شالها تاني سكتت.
حذيفة اخدها في حضنه وبصلها بحنان وهو مستغرب ليه اتعلق بيها كدة وهي اتعلقت بيه ولقاها غمضت عنيها وبتنام: لا بقي ده كدة حب من اول نظرة. حوش بنتك عني يا عم اسامة انا راجل بخاف ربنا وبنتك كدة بتغرر بيا وانا اخاف اضعف.
اسامة: ههههههههههه. عندك حق دي بترسم على تقيل من اولها كدة تنام في حضنك.
حذيفة اتنهد ونيمها في سريرها بهدوء وبص عليها بحنان: شكلك. هتتعبينا معاكي يا چويرية. بس اعملي حسابك انتي خلاص بقيتي بتاعتي حقي انا ومش هسيبك.
اسامة: بجد تعبناكم معانا
حذيفة اخد والدته علشان يمشوا وعنيه عليها حاسس انها بنته هو وهتوحشه: مافيش تعب خالي بالك بقي من عروستي ياللا سلام.