اخر الروايات

رواية اكل الذئب زينب كاملة وحصرية بقلم امل نصر

رواية اكل الذئب زينب كاملة وحصرية بقلم امل نصر


اسفل مياه الأمطار التي كانت تهطل في هذا الوقت بغزارة، تتشربها التربة الصفراء ولا تؤثر فيها، نظرًا لشدة الجفاف بها، لطبيعتها الصحراوية القاحلة، لكنها تروي النباتات التي وهبها الله القدرة في التحمل، والانتظار حتى يأتيها الغيث، فتزهر وتنبت داخلها الحياة لتصبح ظلًا او طعامًا للبشر احيانا إن ضلوا الطريق، أو مرعى للحيوانات الأليفة،

كانت هذه الصغيرة، رافعة وجهها المستدير لأعلى، كي يتلقف المياه التي تهطل فوق بشرتها، فيبلل ضفيرتيها، وتلتصق غرتها الامامية بجبهتها، مستمتعة بالبرودة اللذيذة، تاركة أمر الغنم التي ترعاها تأكل في حشائش الأرض كيفما تشاء، حتى لا تفوت هذه الفرصة في المرح كعادتها، ومن ناحية أخرى تخاطبها شقيقتها الأصغر:

- ياللا بينا يا زينب أبوي جال لما تنطر تعالوا على طول.
استفاقت الأخيرة من متعتها لتلتف نحو شقيقتها المتخصرة ترد بسأم:

- ويعني شوفتينا هنبيت يا مريم، ما النطرة مسيرها تبطل والشمس تظهر من تاني، العصر مبجالوش ساعة مأدن، ولسة بدري جوي ع المغرب .

جادلتها بعدم رضا:
- وافرضي مظهرتش تاني الشمس والدنيا ليلت علينا، نجعد بجى لحد ما تطلع ديابة الجبل وتهجم علينا! أنا همشي بالبهايم وإنتي اجعدي مع نفسك.

قالتها مريم وتحركت على الفور، تهش بعصاها الرفيع على الاغنام ، كي تجعلهم بصف واحد يسبقونها نحو المنزل، لتضرب زينب بقدمها على الأرض بضجر مغمغمة:

- يا بوووي، طب حتى نصبر شوية، الدنيا مطرتش يا مريم .

سمعت منها لتلتف رأسها نحوها بتسلية ، تسرع بقيادة الغنم في الركض، لتضطر زينب لملاحقتهم بخطواتها السريعة مجبرة، خوفا من أن يصيبها شيء، فهي الأكبر والأجدر بحمل المسؤلية، حتى لو كان عمرها لم يتخطى السابعة بعد، ولا تفرق عن شقيقتها ذات الخمس سنوات سوى عامين.

وفي خضم غضبها وحنقها من فعل شقيقتها، وقعت عيناها على تلك التلة البعيدة عن مرعاهم الدائم، كلما نظرت إليها ينتابها الفضول في معرفة ما خلفها، والتحذيرات الدائمة من والديها، بألا تصعدها، مما زاد بداخلها الشغف عدة مرات لاستكشافها، ولكن كلما اقتربت منها دفعها الخوف إلى التراجع قبل ان تصل إليها ، ترى سوف سيأتي هذا اليوم الذي تغلب فيه ضعفها وتنفذ رغبتها؟

❈-❈-❈

واصلت الصغيرتان بدفع الغنم حتى اخترقا الشارع، الذي يوجد به منزلهما، وكانت المفاجأة انه تقريبا كان مغلقًا بأعداد البشر الضخمة والتي جاءت اليوم لتحضر ذبح الذبائح وتوزيعها من قبل زيدان الدهشوري، كبير البلدة وأغناها على الإطلاق، فهو الوحيد الذي يملك منزلا ضخما كالقصر، بفرق شاسع عن بقية سكان البلدة الصغيرة، فمعظم المباني بها مبنية بالطين ، وعدد قليل بالطوب الاحمر ولكنها لا تضاهي نصف منزل زيدان، الذي يملك معظم الأرض التي يعمل بها أفراد البلدة المتواضعة في الموارد.
لدى زيدان العديد من الأبناء، ولكن أفضلهم هم أبناء زوجته الأولي، حامد اليد اليمني لأبيه، وضاحي المدلل صاحب الحظ الأوفر عن جميع أقرانه، بما وهبه الله من وسامة، وبنية جسدية متناسقة في الطول والعرض، بشرة بيضاء تقارب أهل المدينة، نظرًا للرفاهية التي يتنعم بها، مهما حدثت منه أخطاء، ونال السخط على أفعاله، ينال الحظ الأوفر بأقل مجهود كما يحدث الآن، فهذا الاحتفال اليوم هو من أجله، بعدما نجح أخيرا، بعد سنوات من الرسوب ليدخل الجامعة، والمؤكد هو مساعدة أبيه وشقيقه الأكبر له.

- بعدوا يا اخوانا شوية، البهايم معدية
هتف بها احد الأشخاص، ليفسح الرجال لقطيع الاغنام تخترق الصفوف في طريقها الموجه نحو المنزل، وخلفهما الصغيرتان، يصيبهم الحرج الشديد وقد وجدوا أنفسهم محط أنظار الجميع .

بهدوء شديد واصلتا المرور حتى قُطعت نصف المسافة، وقبل الوصول الى المنزل، شهقت زينب بإجفال حينما وجدت نفسها رفعت لأعلى وأقدامها معلقة في الهواء، ، لتجده صاحب الإحتفال، يطوق خصرها الصغير بذراعه الكبيرة يردد بمرح للشباب من أصدقائه:

- وادي عروستي اها، ايه رأيكم بجى، بلا تعليم ، بلا كلام فارغ.
ضحك الشباب من أقرانه فصاحت به تنهره رغم فزعها من فعلته:
- نزلني يا ضاحي، عيب عليك أنا كبيرة مش صغيرة.
- إنتي إيه؟
ازدادت ضحكاته صخبًا لتذمرها، مرافقًا لتعليق أحد أصدقاءه:

- طب اختار البيضة الحلوة، مختار السمرة يا ضاحي!
قالها بإشارة نحو شقيقتها مريم التي سبقتها بالغنم نحو المنزل.

- البياض في الحيطان على رأي جدتي، أنا عجباني دي.
ختم يخطف قبلة من وجنتها، لتندفع الدماء برأسها، شاعرة بأنها أصبحت أضحوكة بينهم، فجاهدت بقوتها الواهيه، تطوح أقدامها في الهواء تهدر بغضب:.

- نزلني يا ضاحي، والله لو ما نزلتني لاجول لابويا ، عيب كدة عيب.
شدد ذراعه عليها يردف بسماجة:
- بجولك عروستي وهتجوزك يا بت، فينه العيب ده؟

كادت ان تبكي لولا تلك الصيحة القوية التي صدرت من الخلف:
- سيبها يا ضاحي بلاش غلاسة، ولا عايزها تجيبلك أبوها صح.
قال الأخيرة بلهجة مرحة، ضحك لها ضاحي بسخرية:
- ايوة صح واحنا مش كد زعل عم مطاوع الجفاص.

أنزلها على الأرض بعد ذلك تنفيذًا للأمر، فالتفت هي إلى الآخر، شقيقه الأكبر حامد، الرجل الثاني بعد أبيه، بهيبته الطاغية ، وشاربه ذو الخط المستقيم، بواجهة تصلح للقيادة والوجاهه الإجتماعية التي لطالما سمعت بها، رمقته بامتنان، قبل ان تطلق ساقيها للريح، وتطير إلى والديها ومنزلهم

❈-❈-❈

- هدومك كلها مبلولة يا جزينة، دي عمايل برضو يا بتي، عايزة تتزكمي ولا تاخديلك دور ينشفك وتموتي فيها يا زينب، إحنا فينا حيل إحنا للدكاترة ولا الكشوفات.

هتفت بها والدتها عزيزة تعاتبها بلوم، وهي تخلع عنها ملابسها وتجفف جسدها بمنشفة قطنيه، ثم تبدلها بأخرى جافة، وكالعادة جادلتها زينب:

- ياما ما أنا زينة جدامك اها، هي النطرة عمرها موتت حد .
صاحت عزيزة بضجر وهي ترفع الملابس المبتلة عن الأرض لتذهب بها؛
- موتت كتير يا مضروبة الدم، بطلي مجاوحة، انا دماغي مش حاملة اللت معاكي يا زينب..... سرحيلها شعرها يا عمة.

توجهت بالاخيرة نحو جدة زينب الجالسة بزاوية المنزل، رحبت المرأة على الفور بحفيدتها الغالية:

-،تعالى يا عين ستك وهاتي المشط من ع التسريحة في أوضة امك.

نفذت زينب لتأتي بطلبها، ثم جلست أمامها مستسلمة لاختراق المشط الخشبي شعر رأسها من الخلف ، والجدة الحنون كالعادة، تردف بكلمات الدلال لها:

- يا حلاوة يا حلاوة ع الشعر السبيب الناعم، حتى من غير دهين بيتسرح بسهولة،

حينما لم تعقب زينب استرسلت الجدة باستغراب تلكزها بخفة على كتفها :
- مالك يا بت مكشرة ليه؟
- مش مكشرة يا جدة.

قالتها بفتور وعيناها منصبة على مدخل المنزل والباب الخشبي الكبير، مفتوح على مصراعيه، يظهر في الخارج لها وبكل وضوح، والدها وشقيقتها بجوار الأقفاص والأشياء الأخرى التي يصنعها من فروع النخيل والسعف، حيث يقع منزلهم على مساحة شاسعة نصفها تم بناءه لسكنهم، وحظيرتان للغنم والبهائم والطيور، وما تبقى اصبح كفناء مفتوح لوضع الأقفاص والأشياء التي تصنع للزبائن، ثم بعض المزروعات والأشجار التي تم زراعتها على مدار السنوات.

كان في هذا الوقت متوقفًا عن العمل بين أدواته، مشغولا في الحديث مع مريم ومداعبتها، مما أثار الفضول داخل زينب لتسألها:

- هو ايويا بيحب مريم عشان احلى مني يا جدة؟
توقفت المرأة عما تفعل ، لتسألها باندهاش:
- مين يا بت اللي جالك الكلام ده؟

اعتدلت زينب لتواجهها ، تقول بعبوس طفولي:
- انا بسمعهم دايما بيجولوا عليا السمرة يا جدة ومريم البيضة، وابويا على طول يحب يهزر معاها .

تبسمت المرأة الحنون تمسكها من طرف ذقنها مداعبة، لتعقب على كل ما اردفت به:.
- يا عبيطة يا مخبلة افهمي، هي البيضة بس انتي برضو الاحلى، سمارك دا اللي فاكراه عيب اكتر حاجة حلوة فيكي، مفرودة وملامحك مسمسمة، عليكي مناخير منصوبة كيف القلم وضحكة تخطف جلب اللي يشوفها .

تبسمت زينب لوصف جدتها ، وقد أسعدها الغزل ، لتسترسل العجوز بإقناع:
- أما عن ابوكي، فهو من امتى فرق ما بينكم؟ لو كان بيجلع مريم زيادة عنك فدا عشان هي الصغيرة، نفس الأمر كان بيعمله معاكي ، ياما لف بيكي على كتفه، وبكره يجى عيل تاني ياخد الزهوة من مريم ، كل واحد بياخد دوره يا جدتي.

اومأت برأسها وقد هدأت سريرتها بكلمات العجوز المريحة، ثم ما لبثت تتذكر ما حدث معها اليوم:

- صح يا جدة البت دي حكتلك ع اللي عمله ضاحي النهاردة معايا؟
قطبت المرأة بريبة:
- عمل ايه يا بت معاكي؟
- شالني وانا جاية من المرعى بالبهايم يا جدة، وف وسط اصحابه اشتغل يقول دي عروستي.

- عروسة في عينه جليل الحيا، الشالح دا كمان مش ناوي يبطل مسخرته، سحبتها لتعاود تصفيف شعرها مردفة:
- انتي شدي حيلك عشان تطلعي أبلة، والجواز ياجي بعد كدة براحته.... المهم بس تبطلي شجاوة، عمايلك بتزعل ابوكي وامك منك .

دافعت عن نفسها ببرائة:
- وانا بعمل ايه بس يا جدة، دا هما اللي بيتعصبوا على اجل حاجة اعملها .
زامت من خلفها باستنكار:
- اممم يعني هما بيتبلوا عليكي، يا بت اسمعي الكلام من سكات ومن غير رط أنا جدتك وبجولك، مينفهش بجى تسمعي الكلام زي العيال الهادية المأدبة؟

رددت من خلفها بمرح:
- حاضر يا جدة هبجى مأدبة.

❈-❈-❈

في المساء كانت الليلة العامرة بمنزل زيدان الدهشوري، والنصب الضخم في استقبال المدعوين وغير المدعوين، يقف في استقبالهم جميع أبناءه الرجال ، وفي مقدمتهم حامد وضاحي، والذي كان يوزع جلسته ما بين أصدقائه، وصفوة الحاضرين الجالسين مع والده في ركن خاص به.

دلفت زينب وشقيقتها بملابسهم التي تم تفصيلها حديثًا، بصحبة عزيزة والدتهما، والجدة روحية والتي كانت لها الحفاوة بترحيب سيدة الدار الأولى، التي كانت جالسة في رأس المجلس مع السيدات، والدة زيدان دهشوري وجدة أحفاده، الحجة فضيلة، وصاحبة سلطة على قلوب الجميع .

كالعادة تتم التحية بين المرأتين، بعادة قديمة مازالت تصر عليها النساء العجائز، ان تُقبل كل واحدة ظهر كف الأخرى، ويتم ذلك عدة مرات، وكأن تقبيل الوجنتين شيء حديث لا يعترفن به في التحية ما بين بعضهن البعض.

- اجعدي جمبي يا غالية، وحشتني جعدتك وكلامك يا حبيبة.
تمتمت فضيلة بالكلمات لها وهي تجلسها بالفعل بجوارها، قبل ان تتجه وترحب بعزيزة والدة الصغيرات بمودة لا تخلو من عتب:
- وانت يا عزيزة، ياللي رجلك تجلت من الجية عندينا.
بررت الأخيرة ردًا لها:
- لا والله يا خالة ما تجلت، انا بس مطحونة في شغل البيت ومساعدة مطاوع ، ما انتي عارفاه اليوم كله شغال..

- يا ختي ربنا يعينك ويعينه
تمتمت بها فضيلة بادعاء الاقتناع، قبل ان تنتبه للصغيرات الملتصقات بجلباب الأم، لتسحبهم إليها وتمازحهم:

- لازجة في أمك كدة ليه يا بت انتي غريبة؟ سلمي عليا ووريني جرأتك.
استجابت زينب لها وكانت لها الاسبقية حينما رفعت كفها بحماس تصاحفها، فلحقت بها مريم.

- ازيك يا جدة
- اهلا يا عين جدتك .
- ازيك يا جدة.
- وانتي كمان! طب تعالوا بجى.
قالت الأخيرة لتقرب الاثنتين منها، ثم تقبلهم على وجنتيهما بصوت عالي، اخجل الفتيات، لتعقب هي بافتنان:
- يا حلاوتكم وانتوا بتتكسفوا وخدودكم تحمر، عزيزة... احجزي البتين دول انا هدخهم لاتنين من العيال، خلاص دول بجوا من أهل البيت رسمي

ضحكت عزيزة معلقة:
- وه يا حجة هتحجزيهم دلوك، طب استني حتى لما يكبروا ولا يتمو خمستاشر ولا ستاشر.

- مش محتاجين نستني يا ختي، البنتة بنتتنا ولا انتي ليكي رأي تأني، والنعمة ما اسمع انك ليكي غاية لحد من عيال خواتك، لاعلجك من رجليكي.

ضحكت عزيزة بسعادة لإطراء المرأة، عكس روحية التي جذبت الاثنتان بلطف تصرفهم، تكتم رفضها بالداخل:

- خلاص يا بنات، روحوا انتوا العبوا ولا اتفرجوا ع الزمارة ولا رجص الحصنة

سمعت الفتيات، ليركضن سريعًا نحو ما أتين من أجله مخصوص، لتقف زينب بجوار شقيقتها بفاه منفرج ببلاهة، يشاهدن بانبهار، تحكم الرجال بسرج الحصان والرقص به، وعليه أيضًا.

المتعة الشديدة في التركيز مع افعال الحصان المدرب وما يفعله الفارس في السيطرة عليه، كان ضاحي وشقيقه من اشد الناس تمكنًا ولكنهما اليوم ، في انشغال حتى عن المشاهدة، حامد يباشر على اخوته ويوزع اهتمامه على الجميع، أما ضاحي صاحب الليلة نفسه ف........

انتبهت زينب على رؤية المذكور واقفًا بمكان مظلم قريب من ساحة النساء ، وعيناه مباشرة نحو إحداهن..... من نظرة واحدة تبينت الى ما يرنو إليه، إنها حربية ابنة عظمة جارهم الأعمى، والملقبة بتفاحة نظرا لحمار بشرتها وجمالها الفاتن ، تبادله هي الأخرى الهمسات والابتسام بدلال دون حياء أو خجل برد فعل تتوقعه زينب من كل الفتيات حينما يجدوا من يشاغلهن هكذا وفي الظلام.

التوى ثغر الصغيرة بعدم رضا، ثم سرعان ما انصرفت عنهم ، مع انتباهها لوابل الأعيرة النارية التي اطلقت لتنير ظلمة السماء بالشرار المحترق

❈-❈-❈

بعد انتهاء الليلة ورجوع الأسرة للمنزل ، كانت الجلسة في هذا الوقت فوق السطح، متربعين على فراش النوم الذي تفرشه والدتها كل مساء، بغرض المبيت ولكن بعد مرور فترة من السمر والأحاديث في موضوعات شتى .
والكلام الآن كان متوقعًا:

- وه يا مضاريب، يعني الحجة فضيلة بنفسها حطت عينها عليكم.
قالها مطاوع بمرح نحو صغيراته بعد سماع زوجته والتي تابعت بحماس:
- البنتة عجبوها جوي يا مطاوع، مرة عشان حلوين، ومرة عشان مأدبين.

- يا حلاوتهم.
تمتم بها مطاوع يدغدغ مريم التي اصبحت تقهقه بصوت عالي، قبل ان تصدمه والدته بردها:

- ومالك فرحان جوي كدة يا خوي، انا بس ربنا يديني طولة العمر واحصلهم عرايس، والنعمة ما اجوزهم لاي حد منهم، ما بنتتهم كتير مالهم ببنتتنا.

تطلع إليها بصدمة يسألها امام الوجوم الذي حل على فتياته وزوجته:
- ليه ياما الكرهه دي، هو احنا نطول نناسب زيدان الدهشوري عين أعيان اليلد وكبيرها، ولا هو أساسا يرضى بينا اصلا؟ دا كلام واد عم حديت يا غالية.

- يا سيدي ولا احنا نرضى بيه، مش هما ناس عليوي ومالكين البلد باللي فيها، احنا بجى ناس على كدنا، نحب الغلابة اللي زينا، بلا دهشوري بلا بهبوري.

قالت الأخيرة بنبرة كوميدية أثارت ضحكات الجميع، ليتحول الحديث بعد ذلك الى مواضيع اخرى، قبل ان تذهب عزيزة بصحبة روحية، ويهبطن للأسفل، تاركين الفتيات الصغيرات بصحبة ابيهم الذي يضمهم اليه على الفراش للمبيت به، هروبًا من حر الصيف في المنزل المغلق، يسكرهم هواء الطبيعة، أسفل السماء ونجومها التي كانت تبهر الصغيرة، وتحفظ اماكنهم وتحركاتهم، حتى يغلبها سلطان النوم في حضن أبيها مع شقيقتها،

....يتبع


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close