رواية ذاتي اين كاملة وحصرية بقلم ولاء عمر
« الفصل الأول »
أنا مين؟ وإيه دوري في الحياة؟ وليه أنا مش عارفه أكون أنا ؟
- الدكتورة أية سيف الدين.
- أية تعالي علشان تتصوري معانا.
صوت داخلي طلع من جوايا قضى على التمرد اللي كان هيطلع مني، كان بيقولي أنساق معاهم مجاتش على المرة دي، أفرح بانجازي حتى لو مش عايزاه .
وقفت معاهم في صورة تجمعية لعيلة كلها دكاترة، والنهاردة حفلة التخرج بتاعة آخر العنقود واللي المفروض هتكمل مسيرة العائلة الطبية، دكتور حب دكتورة، جابوا إتنين دكاترة شباب، وأهو البنت كمان كملت المسيرة وبقينا العائلة الطبية.
" ذاكر علشان تكبر وتطلع دكتور."
"
إنتوا مينفعش تبقوا حاجة غير دكاترة"
.
" مفيش حاجة لايقة لكم ولا هتليق لكم غير الطب، ابن الدكتور لازم يبقى دكتور، الدكتور ميتجوزش غير دكتورة أو مهندسة، وكذلك الأمر الدكتورة."
" مفيش حاجة اسمها بحب الطبخ أكتر من الطب، عايزة تتعملي الطبخ يبقى لما تفضي له، أو الإجازة،لكن دلوقتي لاء."
" بتعاندي؟! بتنشفي دماغك؟!! دا اخواتك الولاد، محدش فيهم عمل كدا!! محدش فيهم استجرى يناقشني بس هو عايز يطلع إيه لما يكبر."
السيناريوهات القديمة اللي في دماغي مش عايزه تسكت ولا تهدي، حواليا دوشة لناس بتفرح وشايفة إنها حققت حلمها وصلت لحاجة كتير بيتمناها، وأنا على الجانب الآخر كنت الشخص اللي اتفرضت عليه الحاجة دي بالرغم من رفضه وعِناده..
- تعالي سلمي على Uncle, يا أية، الدكتور رؤوف العازمي، وابنه الدكتور نائل .
سلمت عليهم بالفعل وعلى معارف كتير لا تُعد ولا تُحصى لبابا وماما.
روحت بعد يوم متعب وشاق عليا وعلى قلبي، يوم تقيل، برسم فيه الضحكة بس هل وراها دموع؟! هاه لاء؛ ما أنا هسعى لحلمي برضوا.
- أية، تعالي بسرعة علشان هنعمل طاجن مكرونة.
نزلت جري ورا سليم وأنا كلي حماس علش هنطبخ.
- سليم و كريم،الدكاترة بتوعنا واقفين بنفسهم يطبخوا وناسيين إن بكرا يا حبة عيني وراهم شغل كتير.
- ما تسكتي يا بت.
- بذمتك في دكتور يقول بت؟! خسِئت يا دكتور سليم ؛ أفسدت تربية ماما وبابا في لحظة .
مابين تريقة وضحك وهزار يجمعني بيهم كنا واقفين إحنا التلاتة كل واحد بيجهز حاجة معينة في الطاجن،جو دافئ بينا إحنا التلاتة.
- قولنا بقى يا د سليم، مراتك وبنتك سايبهم كدا عادي ؟
- تلاقيهم في سابع نومة دلوقتي، دول ناس منظمين، بيناموا ويصحوا بمواعيد محددة.
- يا ابني بقى.
كنا واقفين مستنيين الطاجن يجهز، كنت ساكتة وبفكر في شخصية كل واحد فينا، سليم الهادي، هدوئه يشبه لهدوء ماقبل العاصفة، بيفكر بعقله وبيشغله عكسي أنا وكريم، تسرع، تمرد، عصبية، كل واحد مننا شخصيته بدأت تتشكل بشكل مختلف وتبعد عن تفكير العيلة لما كل واحد فينا دخل الجامعة، أنا أكتشفت ميولي وحبي للطبخ زي سليم، الفرق إن سليم بيحب مهنة الطب أكتر، أما كريم فهو بيحب الكورة من وهو صغير، حبي للطبخ كان موجود بس ظهر مع تجارب سليم في غياب ماما وبابا.
طلعت الطواجن من الفرن ومسك كل واحد الطاجن بتاعه وحطه على السفرة وقعدنا.
كريم:- معرفناش يا خريجة ناوية على إيه؟
إتكلمت بصوت واطي:- ناوية أفتح مطعم.
رد سليم بهدوء وبرود:- عادي وأنا هشارك معاكي .
رد كريم علينا إحنا الإتنين:- والدكتور والدكتورة يتبروا منكم.
كمل وهو بيمثل المشهد :- بقى أنا الدكتور سيف الدين اللي اسمي مسمع في المجال كله، ولادي... مش هعيالي هاه ولادي، يفتحوا مطعم؟!! ليه؟!
سمعنا صوت حد نازل من على السلم وإحنا قاعدين، كتمنا صوت ضحكتنا، كان بابا، دخل ولا أخفيكم سرًا عن شعوري بالخوف ساعتها، كبرنا وتخطينا العشرين ومازال لو بابا زعق بس؛ إحنا بنتنفض من مكاننا، بنخاف، بنتهته، الكلام بيطير مننا من التوتر.
بص لينا وهو حاطط إيديه ورا ضهره وقال:- إنتوا بتعملوا إيه ؟ صاحيين ليه لدلوقت ؟