اخر الروايات

رواية بين دروب قسوته الفصل التاسع 9 بقلم ندا حسن

رواية بين دروب قسوته الفصل التاسع 9 بقلم ندا حسن 


ابتعدت شفتيه عن بعضهما بنبرة حادة كالسيف لحظة تقدمه لقطع رقبة أحدهم:



-هو فين؟



لم تعد تستطيع التحكم بنفسها، خوفها منه يقتلها دون رحمة، وتعابيره لا تسعفها على التبرير أو المحاولة حتى في براءة نفسها:



-هو... هو مين؟



حرك لسانه داخل فمه في حركة يفعلها دائمًا، وأبعد عينه عنها إلى الفراغ المجاور لها، تابعته بعينيها ليس اعتقادًا منها أنه سيهدأ بل هي تعلم ما القادم..



برهة واحدة قد مرت وكان يتمسك بخصلات شعرها السوداء القصيرة من الخلف يجذبها معه إلى الداخل وهو في حالة اهتياج لم تراها من قبل، صاح بصراخ قائلًا:




-الوسـ* اللي أنتي معاه هنا.. هتعملي نفسك هبلة يا بت القصاص.. وديني ما أنا فايتكم 



سارت معه عنوة عن نفسها وخصلات شعرها بين يده يجذبها بقسوة وشراسة، خرجت الدموع من عينيها فقط لأنها وضعت نفسها في مثل ذلك الموقف أمامه:



-سيبني يا عامر اوعا أنت بتقول ايه 



دلف بها إلى صالة الشقة ولم يرى أي أحد غيرهم بها، نظر بعينيه الحادة إلى الأنحاء المتاحة له ولم يرى طيف أي شخص هنا.. دفعها بكل قوته على الأريكة فارتمت عليها بكامل جسدها جالسة.. منحنية على نفسها فوقها تستند بيدها الاثنين والدموع تخرج من عينيها قهرًا لما هو قادم عليها..



رفعت وجهها واعتدلت في جلستها لتنظر إليه فوجدته يتوجه إلى الداخل يبحث عن أحد!!.. يبحث عن "هشام" هذا مؤكد، رفعت خصلات شعرها إلى الوراء ومسحت على مقدمته للخلف..




حاولت أن تتوقف عن الارتجاف وتفكر في التصرف مع ذلك الهمجي المعروف بطبعه الغلاب، مسحت وجهها بقوة محاولة محو تلك الدموع المتساقطة لتبقى أمامه قوية.. ولكن أين تلك القوة لقد أخطأت.. أخطأت حقًا هذه المرة..



خرج يسير بخطوات واسعة ومظهره لا يروقها يتقدم منها بهمجيه واهتياج يؤثر على جميع بدنه، وداخله الآن كل عضو يغلي ويحترق...



وقف أمامها بعد أو وصل إليها وأمسك بمرفقها ليجذبها بقوة جعلتها تقف أمامه وصاح بغضب وقسوة:



-هو فين؟ 



أجابته بعينين دامعة تود البكاء:



-نزل والله العظيم مع إيناس أنا هنا لوحدي 



حرك عينيه الحادة عليها بقوة وتسائل بقسوة وغضب أكبر وهو يضغط على يدها ليجعلها تتألم:



-يعني كان موجود



أومأت برأسها إلى الأمام عدة مرات وتقدمت خصلاتها القصيرة معها وأكملت توضح له بانكسار وصوت يرتجف:



-أيوة بس والله إيناس كمان موجودة 



بيده الأخرى أمسك ذقنها بقسوة شديدة وضغط عليها بعنف يرفع رأسها إلى الأعلى ليجعلها تنظر إلى عينيه مباشرة وتسائل بحرقة:



-بتعملي ايه معاه في شقته؟



أجابته بنبرة تحاول أن تظهرها له بعد تلك المسكة ورفعت يدها الأخرى تتمسك بيده الذي يضغط بها على فكها:



-دي شقة إيناس مش شقته وجيت علشان أشوفها لأنها هتنقل فيها 



أخذ نفس عميق ولم يصدق ما تقوله، نظر إليها لبرهة بعد كلماتها الغير صادقة بالنسبة إليه وعاد السؤال مرة أخرى بحدة أكبر ضاغطًا على كل حرف يخرج من فمه:



-تاني.. بتعملي ايه معاه في شقته 



خرجت الدموع تتساقط من عينيها في صمت تام وأجابت بإلحاح مرة أخرى لتجعله يصدق:



-والله شقة إيناس



ضغطت يده على فكها يمسكه بقوة يقربها منه إلى أن تقلصت المسافة بينهم وصرخ بعنف أمام وجهها وهي تستنشق أنفاسه اللاهثة:



-وأنتي من امتى بتروحي شقق؟ من امتى



لقد أخطأت كما قال، هي اعترضت من البداية ولكن الخطأ قد حدث ولم تستمر على موقفها في الرفض، ابتلعت ما بحلقها وضغطت بيدها على يده الممسكة بها وتحدثت بجدية لتجعله يفلتها:



-عامر أنا عارفة إني غلطت المرة دي مش محتاجة إنك تعمل كده 



ضغط أكثر على فكها وفي الناحية الأخرى ذراعها وأقترب أكثر وأنفاسها تلفح وجهه ثم قال بشر وقهر يشعر به:



-هو أنتي لسه شوفتي حاجه



أبعدت عينيها الزيتوني عنه وترجته بقوة وعينيها تنزف الدموع النادمة على فعل كهذا:



-عامر أرجوك كفاية مش كده 



دفعها للخلف بقوة نافرًا منها تاركًا إياها وكأنها شيء متسخ لتقع على الأريكة خلفها واستمعت إلى صوته الجهوري:



-ده كده وأبو كده.. بقيتي زي الزبالة اللي تعرفيها فعلًا.. بقيتي زيها



رفعت عينيها إليه وتوسلته بخفوت:



-عامر كفاية 



عاد للخلف وسار يدب بقدمه على الأرضية في حركات هوجاء، جسده متشنج للغاية وداخله بركان لا يعرف أين بالضبط عليه أن يثور.. إن ثار عليها ستموت لا محال: 



-عمي مات خلاص.. مفكرة إنك هتدوري على حل شعرك.. لأ فوقي أنا هنا ومش هسيبك يا سلمى 



صرخت بعنف عندما وجدت الإتهامات تهطل عليها بكثرة منه، ويأتي على ذكر والدها الذي أحرقها فراقه:



-أنا معملتش حاجه 



أجابها يتهكم عليها وحديثه يقتله قبل أن يقتلها هي:



-واقفة في شقة واحد يا زبالة وتقوليلي معملتش.. اومال لو عملتي اجيبك منين؟ السرير 



صرخت بعنف قائلة اسمه نافرة من حديثه القذر، يتهمها بشيء بشع ويشير إليه بحديثه الغبي، يعتقد أنها مثله وتفعل ما يفعله هو!:



-عــامــر 



أقترب منها على حين غرة، ثني ركبته اليمنى على الأريكة والأخرى على الأرضية ينحني فوقها وهي جالسة أمامه، يتحدث أمامها بفحيح وشر مدفون داخله:



-اخرسي.. مش عايز اسمع صوتك فاهمة 



النيران تاكل داخله، وعقله لا يتركه ولا يستطيع أن يفهم ما الذي كانت تفعله معه هنا، يموت، والله داخله يموت والحرقة تزداد لحظة بعد لحظة وهو هكذا ضائع لا يعلم ما الذي تفعله:



-كنتي بتعملي ايه معاه انطقي 



قابلت عيناه التي تنظر إليها بعمق ينتظر منها إجابة ولكنها صرخت بقوة:



-أنت اتجننت.. قولتلك مكنتش معاه هو أفهم



بادلها النظرة ولكنه كان يحترق والنيران داخله لا تخمد بل كله لحظة تمر عليه تشتعل أكثر وأكثر ليثور هو وتتناثر حبيبات عقله المفكرة ما الذي كانت تفعله معه في منزل وحدهم!..



أردف بقوة ووضوح:



-أنتي خليتي فيها فهم.. وديني ما هرحمك وأيامك الجاية كلها سواد.. وأنا هعرف كل حاجه بطريقتي وهعرفك إزاي تحترمي نفسك.. قدامي 



أمسك ذراعها وأبتعد عن الأريكة يجذبها معه لتقف على قدميها فحاولت الإبتعاد:



-سيب 



طفح الكيل منها.. ألا يكفيها ما الذي يمر به الآن، ألا يكفيها أنه مُشتت ضائع لا يعلم حبيبته ماذا تفعل مع رجل آخر غيره هنا!.. أبصرها بعمق وهتف بنبرة واثقة حادة:



-اخرسي يا سلمى وأمشي معايا من سكات وإلا وديني هتأكد بنفسي من اللي كنتي بتعمليه هنا 



نظرت إلى عينيه للحظة واحدة ولم تفكر في حديثه، لم تفكر في كونه يستطيع فعله أو لأ، بل فكرت في كونه يشك بها، ويتخيلها بهذه البشاعة ولكنه ليس عليه حرج هي من وضعت نفسها في هذه المكانة منذ أن وافقت القدوم إلى هنا والذهاب إلى ملهى ليلي..



انخفضت وهو مازال متمسك بيدها وأخذت حقيبتها الصغيرة من على الطاولة والأخرى بقيت في سيارتها، جذبها ضاغطًا على ذراعها بقسوة مُتعمد من ذلك تسير خلفه بوجهٍ باهت وعينين حزينة..



لقد جعلته يتجرأ عليها ويجذبها من خصلاتها، جعلته يرفع يده ويتمسك بها بهذه الطريقة.. لن تلوم أحد سوى نفسها.. 



أخفضت وجهها إلى الأرضية وهي تسير خلفه بعد أن خرج من الشقة إلى أن وصلت إلى الخارج، وجدته يدفعها أمامه إلى سيارته ليجعلها تجلس جواره بعد أن فتح لها الباب..



وقفت أمام باب السيارة وأردفت قائلة:



-عربيتي ورا 



دفعها إلى الداخل بعنف وقوة وهو يهتف بحدة:



-اركبي وأنتي ساكتة 



التف حول السيارة وصعد هو الآخر يجلس أمام المقود، استدار بوجهه ينظر إليها بنفور تام وعينيه تحكي وتسرد لها كم الألم داخله.. تغاضى عن كل ذلك وأدار المقود وتحرك بالسيارة مُتوجهًا إلى الفيلا وما داخله ليس خير أبدًا..



نظرت إلى الأمام وابتعدت تلتصق بـ باب السيارة، عقلها لم يجعلها تفكر في أي شيء سوى أنه أخذها إلى لحظات حدثت قبل قليل.. تتذكر كل ما حدث وتراه أمام عينيها وتندب حظها العثر الذي جعلها توافق على كل ذلك من البداية لتقع بين مخالبه..



"بعد أن دلفوا الشقة بقليل ورأتها مع "إيناس" وباركت عليها جلست في الصالة على الأريكة وبجانبها "إيناس" يقابلهم "هشام" وفي المنتصف الطاولة بينهم أردفت قائلة تنظر إلى ابن عمها بجدية:



-أنا نسيت خالص إن الشقة فاضية تعالى يا هشام ننزل نجيب أي حاجه تسلينا



لو وقف ليحطم رأسها الآن لن يلومه أحد، يا لها من فتاة غبية لا تفهم أبدًا، أبصرها بعينيه ثم قال وهو يقف على قدميه:



-لأ خليكي وأنا هنزل 



وقفت هي الأخرى أمامه قائلة بهدوء:



-استنى بس أنا عايزة أجيب حاجه لنفسي كمان ومش هعرف أنزل تاني خدني معاك وسلمى تستنى هنا 



استنكر وجودها وحدها دونهم فتحدث باستفهام:



-هتقعد لوحدها يعني 



عقبت ابنة عمه تبادله الاستنكار ثم الجدية التامة:



-هي هتخاف الله.. دول عشر دقايق وهنرجع



كانت هي تتابعهم بعينيها وتستمع إلى الحديث الدائر بينهم فنظر إليها بعمق وتسائل بعينين دافئة وصوت حنون يخفي الكثير خلفه من الخبث والمكر: 



-هتعرفي تقعدي لوحدك لحد ما نرجع 



لوت شفتيها قائلة بجدية:



-مالوش لازمة تنزلوا أصلّا 



صاحت إيناس معترضة بقوة تشير بيدها بالرفض التام وأكملت من خلفها بجدية:



-لأ لأ أنا عايزة حاجه من تحت ضروري 



استغربت إلحاحها ولكنها أومأت إليها بالموافقة مردفة بهدوء:



-طيب ماشي بس متتأخروش ياريت 



-حاضر 



بدلت نظرها إلى ابن عمها وقالت بجدية وعينيها تلمع ببريق خبيث ماكر:



-لحظة يا هشام هجيب حاجه من جوه 



أومأ إليها فدلفت هي إلى الداخل، جلس مرة أخرى مقابل "سلمى" وتعمق بالنظر إليها مردفًا يتساءل باستغراب:



-مالك ساكتة ليه ومش على بعضك 



عادت للخلف تستند بظهرها إلى ظهر الأريكة وابتسمت بوجهه ابتسامة هادئة مُجيبة إياه:



-لأ عادي مافيش حاجه 



أقترب هو إلى الأمام تاركًا نصف مقعدة وجلس على الفراغ وغير تعابير وجهه إلى الحزن المخادع ونبرته إلى الضعف:



-بتبعدي عني ليه طيب 



اعترضت على ما قال وأجابت بقوة ناظرة إليه بثبات، وداخلها يعترض على حديثها من هنا إلى المنتهى:



-أنا مش ببعد يا هشام القصة كلها في إني مش عايزة حد يعرف حاجه غير لما اظبط وضعي 



تعمق أكثر في الحديث مُعترضًا هو الآخر ولم يظهر مدى الخبث داخله ناحيتها بل أظهر كل الحب:



-وهو إحنا معانا حد دلوقتي؟.. سلمى أنا بحبك وعايزك 



حركت عينيها على الفراغ ثم عادت إليه مرة أخرى، ترى أن الاستماع إلى هذه الكلمات من شخص غيره صعبة للغاية، وتصديقها أصعب بكثير: 



-وأنا مقولتش حاجه 



كرمش ملامحه وكأن الضيق قارب على الظهور بسبب حديثها المختل الذي لا يروقه في جميع الأوقات بل يزعجه وبقوة:



-وهتقولي امتى 



طلبت منه بمنتهى الهدوء والسلام بداخلها وملامحها تلح عليه وتستعطفه لأن يستمع إلى حديثها ويوافق عليه:



-ممكن بلاش كلام في الموضوع ده دلوقتي 



أشار بيده بانزعاج أصبح واضح أمامها وهو لم يستطع أن يخفيه أكثر، إنها تبعده عن مراده، هي وذلك الأبلة ابن عمها، وهو لن يتحمل أن يكون الفاشل للمرة الذي لا يعلم عددها أمام أبيه:



-هو كل مرة كده.. أنا حاسس إنك معلقاني 



ترجته بعينيها وبنبرة هادئة خافتة منها تظهر بحزن:



-أرجوك.. 



عاد للخلف واستند إلى الأريكة بظهره وتفوه بكلمة واحدة مقتضبة:



-طيب"



طال الصمت بينهم فنظرت إليه بطرف عينيها تبصر مظهره الذي كان كما هو حاد عنيف ملامحه مشدودة وعيناه على الطريق لم تتزحزح..



عقلها مُشوش للغاية تتذكر أنها كانت منذ دقائق ترتجف بين يده وهي غير معتادة على هذا الأمر، وضعت نفسها في محل ليس مناسب لها وكان عليها تحمل النتيجة. 



لقد كان هو الآخر أثناء تفكيرها يعود إلى الخلف قليلًا بعقله قبل أن يعرف أين هي..



"كان يرتدي ملابسه ليخرج مع أصدقائه يقضي في الخارج القليل من جو الحماس المسروق منه منذ زمن، والذي أيضًا يتباهى بوجوده الآن بحياته وهو من الأساس يسرقه كما الآخرين



وقف أمام المرآة يعدل مظهره يمد يده إلى الأخرى يغلق أزرار القميص، نظر إلى مظهره الوسيم برضاء واستدار يأخذ الجاكيت ليرتديه ولكنه أتاه إتصال على هاتفه فترك جاكيت بدلته على المقعد وتوجه إلى الكومود يأخذ من عليه الهاتف والذي كان ينير برقم غير معروف..



أجاب بنبرة عادية ووضعه على أذنه فأتى حديث الطرف الأخر بسخرية:



-أهلًا عامر باشا.. معذب قلوب العذارى ودنجوان زمانك 



لوى شفتيه ببرود وتحركت ملامح وجهه بضيق وانزعاج تام بعد فقط الاستماع إلى صوتها البغيض على قلبه:



-هو أنتي.. لو أعرف أن موبايلي هيتنجس بسماع صوتك مكنتش فتحت 



تهكمت بسخرية وأردفت باستهزاء:



-قال يعني أنت اللي طاهر وشريف تكونش شيخ جامع.. ولا حتى حبيبة القلب



تقدم "عامر" وهو يسير في الغرفة ووقف أمام الفراش يستمع حديثها ثم عندما انتهت عقب بصوت صلب حاد: 



-أنا اوسخ واحد ممكن تقابليه.. أما حبيبة القلب أشرف من مليون واحدة زيك



انطلقت ضحكات رنانة تصدر منها ازعجت أذنه ولكنه وجدها تحاول التوقف عن الضحك الساخر منه قائلة:



-بأمارة ايه أن شاء الله.. إنها سايباك دلدول وراها وبتحب في هشام ابن عمي؟ وفي أكتر كمان 



صرخ بها بعنف وقسوة:



-اخرسي 



تسائلت بابتسامة لم يراها ولكنه شعر بها تكمل بحقد وغيرة لم تمر على صديقتها من قبل:



-اخرس ليه ما تدافع عنها يلا وتقول فيها أبيات الشعر اللي كنت بتقوله زمان



ابتسم هو الآخر وحاول ألا يغضب من حديثها وتكون تفوقت عليه وأضاعت ما تبقى له في حبيبته فقال بمنتهى الهدوء والحب: 



-وهفضل أقوله لآخر يوم في عمري 



ضغطت على أسنانها بشدة غيظًا من حديثه وتفوهت بغل والحرقة داخلها تحتاج لمن يطفئها:



-طب ألحق بقى أحسن الشعر ولع بس بينها وبين هشام.. 



استردت مرة أخرى تكمل له ما بدأته وما أرادت قوله من البداية بحقد ومكر:



-يوه نسيت أقولك أصلها حاليًا معاه في شقته.. بيحاولوا يطفوا نار الشعر اللي والعه بينهم 



تقدم خطوة للأمام وضغط على الهاتف بيـ ـده وهو يصرخ بغضب بعد أن احرقته كلماتها من الداخل:



-بقولك اخرسي أنتي بتقولي ايه 



تشدقت ببرود وابتسامة تشمت به وبها هي الأخرى:



-اللي سمعته ولو تحب هبعتلك ياسيدي العنوان روح أتأكد بنفسك



هتف بتأكيد وقوة وجسده متشنج للغاية:



-أنتي كدابة وحيوانه.. سلمى عمرها ما كانت زيك يا زبـ ـالة 



أخرجت كل الحقد والكره الذي ذرع بقلبها تجاه صديقتها بفضله هو:



-سلمى ازبل مني بكتير بس أنت مش واخد بالك، ولو حتى هي نضيفه أنا بقى هخليها واحدة من إياهم وهحرق قلبك عليها 



رد بقوة يتسائل بجدية شديدة:



-أنتي عايزة توصلي لايه باللي بتعمليه ده؟ أنا هبعدها عنك للأبد



استمع إلى ضحكتها عبر الهاتف وقالت بتأكيد وسخرية لأنها تعلم أنه لن يستطيع التأثير على "سلمى" وجعلها تبتعد عنها:



-مش هتقدر أنا صاحبتها المخلصة مهما عملت مش هتبعد عني إلا لو جبت دليل ضدي لكن دلوقتي نو يا حبيبي نو 



صرخ بعصبية واهتياج وهو يسير في الغرفة قائلًا بقوة يهددها:



-مش هسيبك يا إيناس.. أنا لحد النهاردة عامل خاطر لسلمى فيكي ومقدر إنك يتيمة مالكيش حد لكن بعد كده وديني ما هسيبك 



أردفت ببرود ولا مبالاة تامة مُجيبة إياه:



-أعلى ما في خيلك اركبه... هبعتلك العنوان يارب تلحقهم قبل ما يطفوا النار اللي ولعت بينهم



أغلقت الهاتف من بعد هذه الكلمات، أخفضه من على أذنه وبقيٰ لدقائق ينظر له، عقله مشغول بما استمع إليه منها.. "سلمى" ابنة عمه ليست فتاة صغيرة كي يقودها ذلك الحيوان إلى منزله بهذه السهولة..



مؤكد أنه يعرفها، مهما حدث لن تذهب إلى بيته وهو لن يفعل مثلما قالت ولن يذهب إلى هناك إنه يثق بها أكثر من نفسه.. حقًا وبجدية تامة يثق في أخلاقها أكثر منه هو شخصيًا.. ولن يفعل.. لن يكون ذلك الهمجي الذي تريده "إيناس" لتخرب علاقته مع حبيبته أكثر من ذلك..



أرسلت له العنوان في في رسالة نصية، رفع الهاتف أمام وجهه ونظر إليها وداخله يرفض الخضوع إليها وبقوة ولكن تحدث عقله بـ ماذا إن كانت هناك عنوة عنها وهذا فخ من صديقتها الحقيرة!؟.."



أبتعدت بوجهها عن نافذة السيارة واستدارت ناظرة إليه بعينين حزينة مُرهقة إلى أبعد حد، لا تدري لما فعلت بنفسها وبه هكذا ووُضعت معه بهذا الموقف السخيف، يتكرر السؤال على عقلها كل لحظة والأخرى ولا تجد إلا أنه غبية للغاية لتوافق على فعل يعارض مبادئها هكذا..



يصوب نظرة على الطريق بملامح حادة قاسية، يده تشتد على المقود وعروقه بارزة للغاية، تعلم أنه على علم بنظراتها الحزينة إليه ولكنه يكابر النظر إليها بشفقة..



امتدت يدها لا إراديًا إلى مذياع السيارة وضغطت عليه بإصبع يدها ثم عادت إلى حيث ما كانت تستند على باب السيارة تنظر من النافذة على الطريق الذي يسير عليه مُستمعة بأذنها إلى صوت الموسيقى الحزينة التي اندلعت من المذياع بعد أن قامت بتشغيله.. ثم من خلفه صوت حزين رأته مُرهق مثلها وداخله الألم يزداد كلما أردف حرفًا آخر..



"أكتر حاجه توجع في لحظة الفراق حبيبك تلمحهُ ودموعه رافضه تطلع وكأنه حالُا فاق على ايد بتـ ـدبحهُ



وكأن ده عادي لأ وأقل كمان مـ العادي والوقت ده كله في عُمر الواحد راح عـ الفاضي 



ومابين لُقاء وفراق كأننا في سباق، ده بيبكي وهو مفارق وده فارق ومهُش فارق مين فينا وفى بوعدهُ ومخانش الإتفاق واتبقى في مطرحهُ"



كلمات الأغنية كانت مُرتسمه على حياتهم وكأنها بالفعل خصيصًا لهم، بعد قول هذه الكلمات الحزينة التي جرحت داخله مد يده هو هذه المرة وأطفئ صوته ليعود للصمت مرة أخرى، ألمه قلبه كثيرًا بعد الاستماع إلى هذه الكلمات، لقد تركته بالفعل وكأنها تتمسك بنصل حاد في يدها وتقوم بذبـ ـحه به، لقد فعلت هذا وهي تقوم بتركه ومفارقة روحه..



وظهر هذا بالفعل كما استمع منذ لحظات وكأنه شيء لا يُعنيها، وكأن الأمر لا يهمها من الأساس وسلبت منه عمره الذي أفناه لأجلها ولأجل أن تكون حلالًا له وحده..



لقد بكى وحده كثيرًا ونذف ألمًا ودماء من عينيه وهو يراها تفارقه مُبتعدة عنه دون التفكير فيما قد يحدث إليه.. دون التفكير حتى في كيف ستكون حياته من غيرها..



بينما هي انهمرت الدموع من عينيها بصمت تام وهي تنظر إلى الخارج وتعلم أن هذه الكلمات ألمته كما فعلت بها بالضبط، لقد جرحت قلبها أكثر مما هو عليه..



تذكرت يوم أن خان قلبها وعمرها الذي سلمته إياه، تذكرت كيف كانت تأبى خروج الدموع من عينيها وهو حارق قلبها وطاعنه بسكين حادة وهو ينظر إليها دون أدنى مبالاة والسكين داخل قلبها مُتمسكًا بها بيده..



تذكرت كيف أظهر تبجحه عليها وحاول اختراع التبريرات دون الإقتناع بها، وكيف كذب ووقف أمامها يهددها دون الخجل من نفسه قائلًا بأن ذلك أمر طبيعي كما قالت كلمات الأغنية..



كيف بكيت وهي تفارقه وعينيها عليه تنظر إلى حدته وغروره الذي جعلوه يفارقها دون التفكير بها وبما حدث إليها بسببه!..



لقد كانت كلمات الأغنية حارقة إلى الاثنين، كانت خناجر كثيرة كل كلمة بها تساوي خنجر يذبح بهم هم الاثنين وكل منهم يرى نفسه المظلوم المسلوب منه حبيبه عنوة عنه وبموافقة منه..



                                  ❈-❈-❈



فكر "تامر" في كيفية الوصول إلى "هدى" التي تكابر لأجل زوجها الذي أصبح مع الموتى منذ عامين، تدفن نفسها وهي على قيد الحياة لأجله، تريد أن تخلد ذكراه معها وتبقى زوجته إلى أن تذهب إليه ولكنه يرى نظرتها نحوه.. يشعر أن هناك إنجذاب بينهم.. يعتقد أنها تفكر به وتمنع نفسها عنه لتبقى على ذلك المبدأ..



سيحاول أن يتحدث مع والدها.. وها هو الآن هنا عنده في مكتبه داخل الفيلا بعد أن أخذ منه موعد وقد أتى الآن..



جلس على المقعد الأيمن مقابلًا لوالدها الذي يجلس خلف مكتبه على مقعده وكان يسير معه في منتصف الحديث قائلًا بجدية:



-من وقت موت ياسين وهدى جالها عرسان كتير أوي بس هي كل اللي على لسانها أنها رافضة الجواز وأنا مقدرش اغصب عليها 



تعمق بالنظر داخل عيناه المماثلة لعين ابنه، هتف بتأكيد وجدية وشيء من اللين:



-أنا عارف كل ده بس هدى مياله ليا بترفض غصب وبتضغط على نفسها وأنا بصراحة مش عايزها تضيع من أيـ ـدي أنا بحبها 



أشار والدها بيده الذي رفعها عن المكتب بقلة حيلة وهو يتساءل ثم أكمل بحنان وثقة:



-أنا الحقيقة مش عارف أقولك ايه.. أنا عن نفسي مش هلاقي حد أحسن منك لهدى لكن القرار بيقف عندها هي 



أردف "تامر" مُكملًا حديثه طالبًا منه بهدوء:



-كل اللي محتاجه منك إنك تكلمها في الموضوع وبكلمتين منك تمشي الليلة يمكن تفكر وتاخد قرار صح المرة دي 



أظهر والدها مدى حزنه على ابنته وللحظة قد مر أمامه شريط سريع يعرض كيف كانت عائلته قبل عامين:



-والله أنا أتمنى قبلك.. أنا مش فرحان بقعدتها دي أهو عدى على موت ياسين سنتين.. هدى كانت بتحبه لكن مش هتفضل كده طول العمر 



أكد على حديثه قائلًا:



-أنا قولتلها الكلام ده لكن هي بردو عاندت.. أنا عشمي فيك أنت



ابتسم إليه والدها وهتف بنبرة لينة هادئة:



-هحاول يا تامر.. أنت زي ابني وأنا بحبك ومقدر اللي أنت بتعمله 



بادلة الابتسامة وهو يشكره ناظرًا إليه باحترام:



-ربنا يخليك وبجد شكرًا



وقف على قدميه من بعد آخر جملة ألقاها ثم أكمل بجدية:



-عن إذن حضرتك بقى 



رفع "رؤوف" عينيه معه واقترح بجدية وهو يشير إليه بيده:



-خليك يابني لسه بدري رايح فين 



ابتسم الآخر أكثر وهو يردف مُجيبًا عليه:



-لأ دا يادوب أمشي بقى.. تصبح على خير



-وأنت من أهل الخير 



قدم إليه "تامر" يده وهو واقفٍ على قدميه يسلم عليه باحترام ثم استدار وأخذ يسير بهدوء وثبات يخرج من غرفة المكتب إلى الفيلا ومن بعدها خرج إلى الحديقة، تقدم من سيارته وصعد بها عائدًا إلى مكانه وقلبه بدأ ينير به بصيص من النور اللامع، المفرح والمبهج لقلبه وحياته القادمة معها..



                               ❈-❈-❈



وصل بالسيارة إلى الفيلا وصفها أمام البوابة الداخلية، مازالت ملامحه كما هي وكل ما به، جسده مهتاج وإن أردفت بكلمة واحدة لا تعجبه سيثور عليها ويجعلها ترى أسوأ ما مر عليها معه..



ما مر الآن لم يكن شيء إنه حاول بكل جهده أن يتمالك أعصابه ولا يفقدها عليها، أن يكون ذلك الهادئ الذي يعالج الأمور بعقلانية، ولكن رؤيته لها في منزل الحقير واتضاح أن حديث تلك الوقحة كان صحيح جعل الدماء تفور داخل عروقه وقلبه ينبض بسرعة ركض الفهد..



أن يكون قاسي معها وحديثه حاد، أن يكون عنيف شرس ويده تطول خصلاتها ليس مجرد نقطة واحدة في بحر غضبه العميق الثائر والذي يريد أن يهدأ بأي طريقة كانت..



جذب مفاتيح السيارة بعد أن صفها، استدار بوجهه ينظر إليها بعينين حادة غاضبة ثم صاح بصوت عالي نسبيًا: 



-انزلي 



تمسكت بحقيبتها ولم تنظر إليه، بل وضعت يدها المرتجفة على مقبض الباب وفتحته ومن ثم خرجت من السيارة وفي الناحية الأخرى فعلها هو الآخر وخرج متقدمًا منها عندما وجدها خرجت ووقفت كالتمثال..



جذبها من يدها للأمام فتقدمت عليه وقام بدفعها بخفة بكف يده على ظهرها صائحًا بصوت عالي ونبرة خشنة:



-ما تمشي ولا اتشليتي هنا 



سارت وهو خلفها بضيق شديد وانزعاج لا مثيل له، عقلها يريد أن يهتف بالصراخ عليه إلى أن يستمع الجيران والمنزل والكرة الأرضية جميعها ومن عليها: 



-براحة 



فتح باب الفيلا بمفتاحه ودفعها للداخل مرة أخرى كما السابقة بعد أن وقفت معه أمام البوابة وصرخ بغضب: 



-هو ايه ده اللي براحة ادخلي 



وقفت في المنتصف واستدارت إليه باهتياج وعصبية يكفي إلى هنا لقد طفح الكيل منه، صرخت بنبرة شرسة وملامح حادة:



-ما كفاية بقى هو أنت اشتريتني 



تقدم بخطوة واحدة واسعة ليقف أمامها مباشرة يستنشق أنفاسها الحادة المتناثرة أمام وجهه وأجاب هو الآخر بنبرة رجولية خشنة:



-آه اشتريتك ولسه اللي جاي أحلى 



صاحت أمامه بقوة ونفي معترضة على حديثه وعينيها مقابلة إياه:



-لأ محصلش ومش هيحصل 



رفع يده ودفعها بأصابعه أعلى كتفها المتناثر عليه خصلات شعرها السوداء القصيرة:



-أنتي ليك عين تتكلمي أصلًا 



ردت بعصبية تاركة خوفها منه في مكان بعيد عنها بعد أن بقيت في أمان داخل الفيلا:



-ومايكونش ليا عين ليه الله غلطت وأعترفت بغلطي لكن معملتش حاجه تستاهل كل ده 



صرخ أمام وجهها بصوت جهوري مرتفع: 



-لأ تستاهل.. وأنتي عارفه كده 



خرج والده من المكتب على أصواتهم العالية، تقدم بخطوات سريعة منهم وعينيه عليهم هم الاثنين يراهم يقفون أمام بعضهم مقتربين للغاية وكل منهم ملامحه تنم عن غضب عارم..



تسائل باستغراب بعد أن وقف قريب منهم:



-فيه ايه، صوتكم عالي ليه 



ابتعدت عنه قليلًا عندما تداركت وجود عمها معهم ثم صاحت بنبرة جدية ثابتة: 



-مافيش يا عمي 



أقترب هو الخطوة التي ابتعدتها وصاح عاليًا بعناد وعينيه عليها ومن داخله الحرقة تزداد أكثر وأكثر:



-لأ فيه 



تقدم خطوة أخرى من والده ليقف أمامه وصاح بسخرية مُتسائلًا باستنكار وضيق:



-رفضت جوازي منها مش كده؟ إسألها بقى أنا جايبها منين دلوقتي علشان تسيبها على راحتها أكتر بعد كده 



اعتقدت أنه يتحدث عن الماضي وأن والده كان أول المانعين لزواجهم، تركت ذلك وتحدثت بجدية وخوف من أن يقص ما حدث على عمها ويتفهم الأمر خطأ مثله:



-عامر كفاية



تراجع إليها وصرخ بعنف أمام وجهها كما جعلها تنظر إلى الأرضية، قلبه يحرقه والنيران داخله لا تخمد وعقله يفكر في ألف فكرة في الثانية الواحدة:



-كفاية لــيــه ها.. كفاية لــيــه مش هقول الحقيقة واللي حصل؟



أتت شقيقته على عجلة من أمرها تهبط من الأعلى بملامح ملهوفة قلقة بعد أن استمعت إلى أصواتهم العالية..



تسائلت وهي تهبط آخر درجة لتتقدم منهم:



-فيه ايه 



عاد للخلف ووقف ينظر إليهم واحدًا تلو الآخر واستمع إلى صوت والده الذي خرج بنفاذ صبر وضيق:



-هتتخانقوا كتير.. ما تقولوا فيه ايه 



نظر إليها بحدة وقسوة رآها تطلب منه الكتمان وألا يهتف بما حدث ولكن ذلك لن يكون في صالحه، حرك شفتيه الرفيعة قائلًا بجدية ونبرة بها الحرقة تتدلى أمامهم:



-فيه إني جايب الهانم المحترمة من شقة راجـ ـل.. جايب بنت القصاص من شقة هشام الصاوي



تحولت أعين عمها وابنته نحوها باندهاش وذهول تام، كيف لها أن تكون في منزل رجل غريب عنها معه وحدها، كيف لها أن تفعل ذلك وتتخلى عن مبادئها ومبادئ العائلة..



صرخت بصوتٍ عالٍ وهي تشير بيدها بهمجية قائلة:



-قولتلك مش شقته 



عادت بوجهها إلى عمها الذي وقف مصدومًا مما استمع إليه وجال بخاطره كثير من الأشياء يقول أنها لا تفعلها، أردفت بنبرة أصبحت باهتة:



-مش شقته يا عمي والله دي شقة إيناس صاحبتي وهو ابن عمها 



أردفت "هدى" هذه المرة بتساؤل تنظر إلى ابنة عمها باستغراب:



-عامر ليه بيقول كده طيب



أردفت بقلة حيلة وأصبحت الدموع متكومة بعينيها بعد التعرض لموقف أصعب من معرفة "عامر" ووقوع الإتهامات عليها من الأعين:



-معرفش



هتف بتأكيد وقوة ينظر إلى وجهها بقساوة:



-يمكن علشان كان معاكي 



التفت إليه بقوة صارخة به:



-قولتلك إيناس كانت معايا هي كمان 



هذه المرة وقبل أن يتحدث "عامر" تفوه والده بسؤال واضح لها وعينيه تجوب عليها وعلى ملامحها وحقًا يقف بينهم لا يتفهم ما الذي حدث من البداية:



-وأنتي ايه خلاكي تروحي شقة إيناس مع واحد متعرفيهوش 



ابتلعت ما وقف بحلقها بعد سماع سؤاله الجاد، رفعت عينيها عليه وأجابت بهدوء ونبرة خافتة:



-أعرفه، يبقى ابن عمها وأنا أعرفه



تسائل مرة أخرى بعينين حادة مُثبتة عليها:



-يعني اللي عملتيه ده صح؟



نظرت إلى الأرضية وهي تود الإنفجار في البكاء لقد وضعت نفسها في موقف لا تحسد عليه ولم تتعرض ليه بحياتها:



-لأ أنا غلطت لما روحت هناك ومعترفه بغلطي لكن هو مش عاجبه كلامي وعايز يكبر الموضوع



أشار إلى نفسه بإصبع يده اليمنى واستنكر حديثها:



-أنا عايز أكبر الموضوع ولا هو كبير لوحده يا محترمة 



استهزأ بها ونطق بآخر كلمة بهذه الطريقة ليجعلها تشعر بالخجل من نفسها وكأنه يقول أيضًا أنها على عكس هذه الكلمة، لم تجب عليه فلم ينتظر أن يتحدث أحد وقال هو بصوت واثق جاد:



-كفاية لف على حل شعرك، أنا سيبتك كتير وأخر كلام إني هتجوزك وفي أسرع وقت



خرجت من حالة الهدوء التي كانت بها منذ أن وقع سؤال عمها، وتركت الخجل من نفسها على جانب وحده وعند الاستماع إلى كلماته استحضرت الشراسة والعنف وصاحت بصوت عالي ورفض تام ناظرة إليه بقوة وعنفوان:



-على جثتي ولو حتى كنت أنت آخر راجل في الدنيا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close