رواية ندم لا يفيد الفصل التاسع 9 بقلم اماني السيد
وقفت مها توزع الشكولا على الجميع مره اخرى فى ذلك الوقت دلف دكتور عزيز
اقتربت منهُ مها وأعطته الشكولا اخذها عزيز بوجه خالى من التعبير
ـ بمناسبة ايه
ـ خطوبتي أصل انا كانت خطوبتي أمبارح وكنت مبسوطه اوى عشان كده جبت الشكولا عشان افرحكم معايا
ـ مبروك يا مها حقيقى تستحقوا بعض
ـ هو حضرتك عارف مين ؟
ـ مش محتاجه مفهوميه حجازى صح مش انتى برضو اللى بلغتيه بوجود رحيل فى المشفى
حاولت مها الحديث أو التبرير لكنها لم تجد أى مبرر
ابتسم عزيز ابتسامه جانبه ثم دلف لغرفته استدعى رحيل لتأتى لمكتبه بحجه مراجعة بعض الأوراق لكن من داخله فضول لمعرفة حالتها هل هى حزينه لزواج زوجها من أخرى
فمن الطبيعي أن تحزن أى زوجه إذا تزوج زوجها من أخرى
دلفت رحيل المكتب بوجه مبتسم مثل كل يوم أشار لها عزيز بالجلوس فجلست بالمقعد أمامه
واعطته كل الاوراق المطلوبة وتحدثوا سوياً بخصوص بعض القضايا التي أعطاها لها
لا يعلم لما اخذه فضوله لسؤالها عن زوجها
ـ صحيح يا رحيل انتى مش متضايقه
ـ على ايه
ـ عشان جوزك خطب وكده أى واحده طبعاً هتزعل من موقف زى ده
ـ بس حجازى مبقاش جوزى إحنا اطلقنا أصلا
ـ عايزه الصراحه
ـ اتفضل
ـ هو مكنش لايق عليكى من الأول
صدمت رحيل من حديثه ظنت أنه يحدثها بخصوص الشكل حاولت التماسك والرد عليه لكنها لم تستطع ، إلى أن استكمل هو حديثه .
ـ بصراحه يا رحيل انتى دماغك أكبر وطموحك أعلى واتنبئلك بمستقبل أقوى ، واحد زى حجازى ده هيوقف فى طريق نجاحك عمرهُ ماكان هيقبل إنك تكونى أفضل منه هيحاول دايما يقلل منك عشان يحس إنه الانجح والاعلى إوعى تزعلى انك انفصلتى عن شخص زى ده .
لم تشعر رحيل بدموع عينيها من الفرحة فقد تحول حزنها فى لحظه لفرحه
ـ مالك إنتى بتعيطى عليه ؟
ـ لأ أبدا أصل حضرتك كبير أوى وعظيم أوى أوى وعندك حق فى كل كلمه ، حضرتك فهمت كل حاجه من غير ماحد يقول حاجه انت إزاى كده .
ـ فى مهنتنا دي لازم نربط الاحداث ولو معملناش كده نبقى فاشلين ونشوف مهنه تانيه
ـ عندك حق يا دكتور استأذن انا بقى عشان أكمل شغل .
*****************
خرجت رحيل من الغرفه وجدت مها تتحدث عن حجازى مع إحدى زملائها .
ـ فى الفرح لازم كلكم تحضروا اكيد هو قالي إنه هيعملي فرح كبير عشان هو مبسوط بيا أوى انتِ مش متخيله بيحبنى إزاى وانا بصراحه بحاول أبسطهُ عشان يفضل يحبني كده ده وقف قصاد اهله والعالم كله عشاني
تحدثت زميلتها بعفوية
ـ ربنا يخيلكم لبعض بس نصيحه بلاش تقولي الكلام ده لأى حد عشان الحسد وكده .
نظرت مها لرحيل وعادت حديث زميلتها
ـ عندك حق ده احسن حل ، لحسن فعلاً العين فلقت الحجر ونظرت لرحيل بانتصار ظناً منها أنها انتصرت عليها واخذت منها شيئاً ذو قيمه لديها .
ابتسمت رحيل بداخلها على أفعال مها فهى لا تعلم أنها السبب فى موافقه عمها على ذلك الزواج.
حسناً يا مها أشعري بالانتصار إن غداً لناظرهِ لقريب وستعلم فى النهايه من الفائز ومن الخاسر ، حقاً تستحقيه .
تعمدت رحيل تجاهل حديثها والتظاهر بعدم سماع حديثها مع زميلتها
انتهى اليوم وذهبت رحيل للمنزل وقامت بتجهيز الاشياء التى ستأخذها معها غداً أثناء ذهابها لصديقتها فدوى .
طرق عمها الباب ودلف اليها ليتحدث معها
ـ رحيل أنا اسف على اللى خليتك تعيشيه انا كنت فاكر ابنى بنى أدم وهيصون الأمانة .
ـ لأ يا عمى اللى حصل ده مش ذنبك خالص بالعكس انت دايما فى ضهري وبتشجعني والسبب فى اللى انا بحاول اوصلهُ.
ـ طول عمرك عاقله وكنت بتمنى حجازى يبقى زيك كده بس يلا كل واحد بياخد نصيبه .
ـ ربنا يرزقك بابن الحلال اللى يعوضك يارب
ـ اللهم امين يا عمى ويديك الصحه وطوله العمر .
*****************
فى الجهه الاخرى عند عزيز كان يكثر الإتصال بهاديه متعمد ذلك حتى يضيق عليها الحصار شعرت هاديه بضجر من اهتمامهِ الزائد بها فمن يرى ذلك يعتقد إنه مغرم بها وهى من داخلها تعلم الحقيقة كانت هاديه تجلس في المنزل وتتابع أخبار الممثلين والترندات فهى لم تجد طريقة للهروب من حصاره .
***********
فى اليوم التالى ذهبت رحيل لصديقتها فى إحدى الفنادق وجلسوا يتحدثون عن اشياء مختلفه وكان معظم الحديث يدور عن عزيز إلى أن اتى الحديث عن زوجة عزيز .
ـ بس عارفه يا فدوى مرات عزيز دى شخصيه غريبه شويه .
ـ مرات مين ؟؟
ـ اسمها هاديه مرات دكتور عزيز انا مكنتش عارفه إنه متجوز أصلاً بصراحه يا بختها وهو زوقه حلو .
ـ بس دكتور عزيز منفصل مش متجوز .
ـ لأ هى كانت فى المكتب عندنا وعرفت عن نفسها
ـ طيب شكلها ايه
ـ بيضه وطويله وحلوه وبتتكلم بثقه كده
بحثت فدوى فى هاتفها على احدى الصور وأرتها لرحيل .
ـ هى دى
ـ أه هى بس فى الحقيقة متغيره شويه فى الحقيقة هى أحلى من الصورة بصراحه
ـ لأ فى الحقيقة هى عامله عمليه تجميل وده سبب انفصالها عن دكتور عزيز بس مش عارفه رجعوا لبعض أمته
ـ عارفه يا فدوى تحسى فى كلامها كده أنها بتحاول تثبت ملكيه عزيز ليها انا مش عارفه ليه .
ـ عملت ايه خليتك تحسى بكده
ـ قصت لها رحيل ما تم بالمكتب
ـ غريب تصرفها بصراحه عموما ربنا يهديها
ـ يارب
انتهت فدوى من تحضير نفسها هى ورحيل وقامت بالإتصال على إياد ليحضر اليها وكانت والده فدوى فى الأسفل مع والدها لتهتم بالمعازيم .
دلف عزيز برفقه هاديه وتوجهوا مباشره لأياد.
**************
دلف عزيز برفقه هاديه وتوجهوا مباشره لاياد
ضمه عزيز وبارك له على الزواج هو ، وهاديه كانت تقف بوجه متهجم من ذلك الفستان الذى اشتراه عزيز لها لترتديه فهى لا تفضل ذلك النوع من الثياب فهو متسع وهادئ كثيراً لا يناسب زوقها الصاخب .
تلقى إياد مكالمة من فدوى وابلغ الجميع بقدومها ليستعدوا صعد والد فدوى ليحضرها من غرفتها هو واخويها .
هبطت فدوى برفقت والدها وكان خلفها أخويها وبعض من اقاربها ومن ضمنهم رحيل .
ارتدت رحيل ذلك الفستان التى قامت بشراءهِ برفقه فدوى .
رأها عزيز وسرح معها ، فاليوم رأها بشكل مختلف فكان الفستان رحيل يشبهها كثيراً هادئ مثلها ذو موجات صغيره من اسفل كموجات غضبها الرقيق و مصنوع من الستان الناعم كنعومتها وعذوبتها فى الحديث .
وبه تطريز بسيط من الصدر يتلألأ كتلألؤها فى وسط الحضور .
آفاق من شروده على صوت هاديه
ـ انا رجلي وجعتني تعالى نقعد بقى شويه لحسن تعبت
اخذها وذهبوا للجلوس على إحدى الطاولات رأته رحيل من بعيد ورأت نظراته إليها ولكنها ظنت أن تلك النظرات لصديقه وزوجته الذين يقفون أمامها ذهب العروسين لرقصه السلو وبعدها ذهب الجميع للجلوس فى اماكنهم لم تكن تعرف رحيل أياً من الحضور سوى القليل من أقارب فدوى ولكن كان الجميع مشغول. ببعضه لاحظ عزيز جلوسها بمفردها وأستاذن من هاديه وذهب لها ، جلس عزيز على المقعد بجانبها وتفاجئت رحيل به .
ـ قاعده لواحدك ليه ؟
ـ اصلى معرفش حد من الموجودين وزمايلنا المقربين لسه مجوش
ـ طيب تقدرى تقعدى معايا أنا وهاديه لحد ما يجوا
ـ لأ معلش مش حابه أزعجك او أزعج المدام .
ـ مدام مين
ـ هاديه.
ـ لأ هاديه مش مراتى هى كانت مراتى ودلوقتي خطبتي
نظرت له رحيل نظرات عدم فهم واندهاش
ـ هو الناس بتتخطب وبعدين بتتجوز
ضحك عزيز بعلو صوته من ريأكشنات وجهه رحيل وهى مصدومه فهى محقه كيف لها أن تكون زوجته ثم تصبح خطيبته .
ـ بصى يا رحيل إحنا كنا متجوزين وانفصلنا وحاليا بندى بعضنا فرصه بس كده .
ـ أه فهمت
ـ طيب يلا بقى تعالى أقعدى معانا بدل ما إحنا نيجى نقعد معاكى
ذهبت رحيل معهُ على استحياء وجلست برفقته هو وهاديه نظرت لها هاديه بتكبر ملحوظ جعل رحيل تخجل وتندم على جلوسها برفقتهم لاحظ عزيز نظرات هاديه لرحيل ولكن تجاهل النظرات وتجاهل هاديه ايضا ووجه حديثه لرحيل
ـ انتى تعرفى فدوى من زمان
ـ أه اصدقاء من اولى جامعه
ـ واضح إنهم بيعزوكى أوى عشان كده اياد اتوسطلك عندى .
لاحظت هاديه اندماج عزيز مع رحيل فى الحديث وتحدثت بعصبيه
ـ عزيز يلا نمشى
ـ استنى شويه
ـ لأ انا عايزه اروح يلا انا زهقت وغير كده صحبك ملخوم فى عروسته ومش شايفك أصلا .
نظر عزيز لرحيل
ـ طيب انتى هتروحى ازاى
ـ انا هطلب عربيه
ـ لأ تعالى معانا نوصلك
ـ لأ حضرتك ممكن تروح انا هاخد اوبر
ـ يلا يا رحيل للوقت اتأخر انتى مهما كان تلمذتى ومش هينفع اسيبك لواحدك
لم تستطع هاديه تمالك نفسها.
ـ امال هى جت إزاى ماهى جت لواحدها سبها تروح زى ماجت
ـ عندك حق يا مدام هاديه
نظر لهم عزيز بصراحه واخذ اشياءه من على الطاوله
ـ يلا عشان اوصلك هى كلمه واحده ومش هعيدها اتفضلوا قدامى ومش عايز كلمه تانيه .
ذهبت رحيل برفقتهم بخجل
صعدت هاديه بجانب عزيز وقامت بالحديث معه في أشياء قديمه وتذكره بيوم زفافهم حتى تثبت لرحيل ملكيه عزيز لها أوصل عزيز رحيل للمنزل ثم ذهب، اثناء صعودها للمنزل وجدت أمامها حجازى الذى صُدم من هيئه رحيل فهو لأول مره يراها بهذا الشكل حتى يوم زفافهم لم تكن بهذا الشكل نظرا لظروف وفاه والدها.