رواية عشق بين نيران الزهار الفصل التاسع 9 بقلم سعاد محمد سلامة
الشُعله التاسعه
ـــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور ست ايام
لم يبقى سوى ثلاث ليال على الزفاف التى تتحدث عنه ليس فقط البلده، بل البلاد المجاوره لها، فها هو الأمير يكسر القاعده، وسيتزوج من إبنة السائس
…. …………..
صباحاً
بمنزل عضو مجلس الشعب.
إستقبلت إحدى الخادمات زينب، وأدخلتها الى أحد غُرف الضيوف.
جلست لدقيقه قبل أن يدخل عضو مجلس الشعب للغرفه، مادداً، يدهُ، يرحب بها بحفاوه، قائلاً:
أهلاً يا دكتوره، حضرتك مديرة الوحده الصحيه بتاع بلدنا أهلاً بيكى،للأسف كان لازم أكون فى إستقبالك،بنفسى،ده أول مره نتعرف،شرفتى بيتى المتواضع.
تبسمت زينب ومدت يدها تصافحهُ قائله:
أنا الدكتوره زينب السمراوى، إتشرفت بحضرتك.
أشار لها عضو مجلس الشعب بالجلوس.
قائلاً: تشربى أيه.
تنحنحت زينب قائله: متشكره مش عاوزه أشرب حاجه، بصراحه كده أنا جايه لحضرتك فى طلب خاص.
تبسم عضو مجلس الشعب قائلاً: أؤمرينى يا دكتوره.
ردت زينب، بمجامله: بصراحه أنا سمعت عن كرم وسخاء حضرتك مع أهل دايرتك، وده اللى شجعنى آجى لحضرتك النهارده وأطلب منك طلب.
تبسم النائب بزهو قائلاً: من عنيا طلبك دكتوره مع إن دول زى ما قولتى أهل دايرتى، يعنى أهلى وعزوتى، بس متقليش عنهم مَعَزه.
رسمت زينب بسمه، وبداخلها تقول: يالك من مُخادع، بمعسول الكلام الزائف، لكن لا يهم.
تحدثت زينب: حضرتك عارف إن فى مبنى جديد ملحق بالوحده الصحيه، وهو لسه تحت التشطيب وهيفتتح بعد شهر ونص تقريباً، وفيه بنك خاص، بالدم، وطبعاً حضرتك عارف المستشفيات والوحدات الحكوميه، بيكون دايما عندها نقص إمكانيات، فأنا بطلب منك مبلغ مالى كتبرع من حضرتك، ل بنك الدم ده نجهزه، بفصايل الدم المختلفه مساعده للناس الغلابه اللى متقدرش، تشترى أكياس الدم من بنوك المستشفيات الخاصه، وأنا عملت حسبه، وقولت مش لازم يكون عندنا بنك دم كبير، فى البدايه، ممكن مع الوقت نكبره، والمبلغ المطلوب مش كبير، هو سبعين ألف جنيه بس.
إزدرت ذالك النائب حلقهُ،وفكر قليلاً.
نظرت له زينب تعلم أنه ربما يفكر فى الرفض بطريقه محترمه،فقطعت عليه التفكير قائله:بنك الدم ده مش هيبقى محسور بس على أهل البلد متنساش أن الوحده بتخدم كذا قريه جنب الزهار،وأكيد يهمك راحة أهل دايرتك،وصحتهم،وأنهم ميقفوش فى طوابير علشان ياخدوا كيس دم مُدعم من الحكومه،علشان مش معاهم تمن يشتروه من مستشفى خاصه، شوف وقتها بقى مرضى قد أيه ممكن كيس دم ينقذ حياتها، وقتها هيدعوا لحضرتك، ويقولوا مش خساره فيه أصواتنا اللى إديناها له.
تبسم النائب وقال:موافق،يا دكتوره أى حاجه تخدم أهل دايرتى أنا خدام عندهم.
تبسمت زينب بظفر قائله:أكيد طبعاً،خدام أهل دايرتك واهل بلدك اللى عشت وسطهم،بالنسبه للمبلغ هتدفعه كاش ولا بشيك،علشان لو بشيك،أكيد مش هيطلع بأسمى،ممكن تحوله على إسم طارق التقى.
رد النائب:لأ مش هدفعه بشيك،بس من هنا لآخر النهار أكون دبرت ليكى المبلغ،وهبعته للحاج طارق،لو كنتى جيتى من ساعه كان المبلغ موجود،بس طلع لأهل الخير.
نهضت زينب واقفه ودت لو قالت له يا مُرائي،يا كذاب،لكن كل ما تريده هو إستفادة أهل البلده من أموال،ذالك المُرائى الكذاب
قالت بمجامله كاذبه: بشكر حضرتك عالوقت اللى قابلتينى فيه وكمان بشكر تعطفك على أهل دايرتك، هستنى تبعت المبلغ مع أستاذ طارق، هستأذن أنا.
نهض النائب قائلاً برياء: مأخدتيش واجبك يا دكتوره.
تبسمت بأصطناع قائله: مره تانيه، لازم الحق الدوام فى الوحده.
تبسم النائب قائلاً: شرفتينى، يا دكتوره، وأكيد مش المره الاخيره اللى تشرفى فيها بيتى المتواضع، وقبل آخر النهار إنشاء الله المبلغ هيكون عندك فى الوحده.
تبسمت زينب قائله:
مره تانيه بشكر إستقبالك ليا من غير ميعاد سابق وكمان كرمك الزايد.
…….
خرجت زينب من منزل النائب:تسير بالبلده تحدث نفسها قائله: راجل واطى، داهيه فى أمثالك، مفكر نفسه أهل كرم، ده بخيل جلده ونتن كمان،يارب يصدق ويبعت المبلغ اللى طلبته منه.
تفاجئت زينب، بتلك السياره التى تجنبت بالطريق تسير جوارها،ببطئ، لكن هى علمت من صاحب السياره بسهوله فهو ذالك الهمجى،بالتأكيد، أكملت سير تتحاشى النظر للسياره تلتزم جانب الطريق، لكن
فتح رفعت زجاج باب السياره، وتحدث: صباح الخير يا دكتوره، جايه من ناحية بيت النايب بتاعنا، بدرى كده ليه انتى مش من بلدنا، علشان يشترى صوتك.
نظرت له زينب بأستهزاء ولم ترد عليه وأكملت سيرها، لكن نزع رفعت نظارته الشمسيه و عاود الحديث: تعالى إركبى أوصلك للوحده، يا دكتوره، شكل لسه رِجلك بتوجعك، ماشيه تقزحى زى الكنجر.
توقفت ونظرت له بغيظ قائله: شكل المحضر المره دى هيبقى تحرش فى الطريق العام.
تبسم رفعت قائلاً:معايا دفتر الشيكات،وهدفع اللى تقولى عليه من غير ما تدورى مره على هاشم الزهار ومره على سيادة النايب ومش عاوز منك شُهره ولا مقابل زيهم.
نظرت له بغيظ قائله:واضح إن معاملة مع الحيوانات خلتك متفرقش عنهم،همجى.
قالت زينب هذا وعاودت السير،مره أخرى.
بينما تبسم رفعت قائلا:تعرفى إن التعامل مع الحيوانات أسهل بكتير من التعامل مع الدكاتره،بالذات لما تكون شرسه.
توقفت زينب عن السير ونظرت لرفعت قائله:
كويس إنك عارف إن مش سهل التعامل مع الدكاتره الشرسه،يبقى إبعد عن طريقى ومش عاوزه أشوف وشك تانى.
قالت زينب هذا وأشارت لذالك التوكتوك توقف لها ركبته وغادرت،بينما رفعت أطلق تنهيده مبتسماً،لا يعلم سبباً لحبهُ إثارة غضب تلك الطبيبه.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل العصر بقليل
بقرية الزهار.
بمنزل متواضع،لا بالكبير ولا بالصغير
فتح وسيم باب ذالك المنزل،ودخل الى تلك الحديقه الجرداء التى بمدخل المنزل،سابقاً تلك الحديقه كانت صغيره حقاً لكن كانت نباتتها خضراء يانعه،تذكر والداته حين كانت تسقى أوانى الزهور الفُخاريه المصطفه على جانبى الحديقه،وتقطف بعض أوراق النعناع الأخضر،تصنع لوالده كوب النعناع،كل صباح،يُنعشه،منذ أن توفيت والداته بعد عدة أشهر من وفاة والده،وهو بحوالى الحادية عشره من عمره،هجر هو الآخر ذالك المنزل،ها هو اليوم عاد له،مُدمى الفؤاد،من ذكريات الطفوله التى تطارد عقله،حين كان يختبئ من والداته،بين أشجار الحديقه،وحين كان يهرب منها ويذهب خلف أبيه الى ذالك الأستطبل بمزرعة جدهُ لأمه،كان يسعد كثيراً،حين يرى والده،وهو يعمل،بالمزرعه،كسائس،للأحصنه،يروضها،
ويُطعمها قطع السكر،حتى أنه كان أحياناً يشتهى قطع السكر،ويلتقم أحداها بفمه،إبتلع ريقه،شعر بطعم السكر،لكن ليس كطعمه الحلو السابق،هو أصبح علقم تجرعه منذ سنوات،حين أخبروه أن الفارس،سقط من على حصانه،وقتله،لديه إحساس أن هنالك شئ خفى خلف سقوط والدهُ،ذالك اليوم،فكيف لجواد يقتل مروضه،لكن تقبل الآمر،سابقاً،والآن عليه،هو أن يعود ليكون كأبيه،فارساً مروضاً،لكن بأسلوب،الحذر والحيطه،
فتح وسيم باب المنزل الداخلى،ودخل،وجد الظلام يعم المنزل من الداخل،أشعل الضوء،لحسن حظه انه أنار،فيبدوا أن خالته مهره كانت تدفع فواتير الكهرباء الخاصه بالمنزل
كل الاثاث مُغطى،بمفارش بيضاء عليها كمية غُبار،لا بأس بها،حتى الصور على الحائط مازالت مُعلقه بأماكنها،تبسم وهو ينظر لتلك الصوره،والده يحمله أمامه على جواد وهو عمره لم يتعدى بضع أشهر،يبكى خوفاً،وأخرى وهو أمام والداته على جواد آخر،وأخرى وهو ووالداته وإبيه ثلاثتهم على ظهر جواد واحد،يتحكم والده،باللجام وهو يمسك بيده الصغيره اللجام جوار يد والدهُ،ذكريات تعصف،بالقلب،دخل من غرفه لأخرى،يتجول،بالمنزل تعود ذكريات،لم تتلاشى بمُضي الوقت.
لكن أخرجه،من تلك الذكريات،صوت جرس المنزل.
تبسم وخرج،وفتح لمن يرن الجرس،
تبسم له الآخر،ومد يدهُ له بذالك الملف.
أخذه من يده،وشكره ثم دخل وجلس،على تلك الأريكه،القديمه بالحديقه،وقام بفتح الملف بدأ يقرأ ما هو مدون به،تأكد من شكوكه،أغلق الملف،وقام،بإتصال هاتفى،تحدث،بأختصار قائلا:
زى ما توقعت الخيول فى المزرعه بتتحقن بمنشطات مضاعفه للقوى،بس دى بتفضل لمده معينه وبعدها،قوة الخيول بتضعف،وبتبقى هزيله،محتاج مساعدتك.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار.
ببداية الليل
دخل رامى الى غرفته مُنهك،دخل مباشرةً الى الحمام ونزل أسفل المياه،تسيل على جسده،تمحو أثار اليوم المُرهق،
ظل أسفل المياه،لمده لا بأس بها،ثم لف خصره ببشكير قُطنى،وأخذ منشفه صغيره،يجفف بها وجهه و خُصلات شعره،ثم خرج من الحمام،وأغلق خلفه باب الحمام،لكن حين إستدار،تفاجئ بمن تجلس على الفراش،تلف يدها خلف ظهرها.
تحدث رامى بتفاجؤ:جدتي!
جدتى أيه اللى جابك لاوضتى،أنتى تعبانه ولا حاجه.
نهضت إنعام،تسير وإقتربت منه بدون سابق إنذار،كانت تجلده بذالك الكرباج الصغير الذى بيدها، ليس هذا فقط بل بدأت توبخهُ،بصوت عال قائله:
كنت فين يا صايع لحد دلوقتي،لأ متفكرش إنك كبرت عليا،دا أنا أربطك فى الجنينه وأجلدك،قدام العمال.
رغم تفاجؤ رامى،وآلمه من لسعات الكرباج،لكن تبسم قائلاً:إنتى قديمه قوى،يا جدتى،معدتش حد فى الزمن ده بيجلد بالكرباج،بقى فى إختراع إسمه،صاعق كهربائى،بيعذب أكتر من لسعات الكرباج.
زادت إنعام قوه فى ضرباتها له قائله: بتتريق كمان يا مشوه، خليك بقى ماسك البشكير، على وسطك كده، وإستحمل الضرب.
تبسم رامى يحاول الا يخرج صوت ضحكهُ يغيظ جدته أكثر، وقال: أنا ضايقتك أو عملت أيه يخليكي تضربينى،بالكرباج.
توقفت إنعام لدقيقه، تنظر للكرباج ثم له تُفكر ثم قالت: هو مزاحى كده، أنا هربيك من جديد يا صايع كنت فين ، لسه داخل السرايا من شويه.
تبسم رامى وقبل أن يرد، دخل رفعت ليس متفاجئاً من منظر ضرب جدته ل رامى،حاول التحكم فى نفسه الأيضحك هو الآخر لكن فلتت منه بسمه،قائلاً:
رامى عمل أيه يا جدتى،بتضربيه وهو عريان بالشكل ده.
نظرت إنعام ل رفعت وقالت له بسخط:أيه جدتى دى كمان صحيح همجى،بعد كده تقولى،يا تيتا،زى البسكوتايه الدكتوره زوزى.
لم تكتفى إنعام بهذا التهكم فقط،بل أعطت،لرفعت هو الآخر،حفنه من الضربات،ثم خرجت من الغرفه،صافعه الباب خلفها تقول:
حيوانات معاشره حيوانات.
ضحك الأثنان معاً بعض خروج جدتهم.
تحدث رامى لرفعت بسؤال:لابس كده ورايح فين،دلوقتي؟
تبسم عمار قائلاً:رايح فرح العامل والده جالى بنفسه دعانى،وأترجانى أحضر الزفاف،وكمان عندى ملل،هروح.
تبسم رامى قائلاً: هاشم الزهار لو حتى والد العريس وطى على إيده وباسها،علشان يحضر فرح إبنه مش هيروح.
تبسم رفعت قائلاً:بس أنا رفعت إبن رضوان الزهار،يلا أشوفك الصبح،روح إستر نفسك،كويس إن البشكير موقعش من على وسطك قدام جدتك.
تبسم رامى قائلاً:لأ ما أنا إتمسكت جامد بالبشكير،وسيبت جدتك تضربنى، الضرب هيوجع شويه ويروح، لكن البشكير، لو كان وقع هتقع معاه كرامتى، حفظت كرامتى قدامها،بس مين البسكوتايه زوزى اللى جدتك بتقول عليها،وأيه تيتا دى كمان،واضح الكام يوم اللى فاتوا،وانا كنت فى إسكندريه فاتنى كتير.
تبسم رفعت قائلاً:أبداً،هقولك بأختصار وبعدها همشى علشان متأخرش عالزفاف.
تبسم رامى قائلاً:إحكى يا شهريار.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم أن الزفاف كان لعامل يعمل عند رفعت هو ووالده، لكن حضور، رفعت الزهار، بين المدعوين كان له شَمخه كبيره عند العامل ووالدهُ
جلس بين الناس البسطاء، منهم بعض كبار السن والكهول، يتذكرون، بساطة والدهُ، يبدوا أن المثل الذى يقول:(هذا الشبل من ذالك الأسد) حقيقياً، قديماً والده كان بنفس التواضع والشده والذكاء، يبدوا أن نجلهُ الأكبر ورثهم عنه
إنتهى الزفاف بعد وقت ليس متأخر كعادة افراح البسطاء، غادر رفعت المكان، لكن لم يبتعد كثيراً، ذهب وجلس تحت إحدى تلك الشُجيرات المزروعه على جانبى، ذالك المجرى المائى الموجود خلف منزل العريس، جلس لوقت لا يعرف لما أصبح شعور الملل يرافقهُ، قطع فرع صغير من تلك الشجره، وبدأ بقطع أوراقه ورميها، بالمياه أمامه، لكن أثناء جلوسه، بالمكان، سمع صرخه أنثويه،
تبسم بفهم، فيبدوا، أنها زوجة ذالك العامل،وأول ليله لها،لكن عادت الصرخه وأقوى، نظر خلفه ونهض وكان سيغادر المكان، لكن رأى خروح ذالك العريس من منزله وهو يحمل عروسه بين يديه التى تكاد تكون غائبه عن الوعى ، وخلفهُ والدهُ ووالداته، تسب وتلعن فيه.
إقترب منهم قائلاً: فى أيه وشايل عروستك كده ليه،جرى لها أيه.
لم يرد العريس، رد عنه والده بخذو، يظهر إتعامل مع عروسته بشويه إندفاع ومتحملتش، هنخدها نوديها للوحده، يكشفوا عليها.
نظر رفعت للعامل، ورأى زيغ عينيه، أيقن أن هذا الحيوان تحت تأثير منشط، فقال:
عربيتى قريبه من هنا، تعالوا ورايا بسرعه
، وبالفعل ما هى الأ دقائق، وكان رفعت معهم بالوحدة الصحيه.
دخل ذالك العامل الى الوحده، ودخل الى غرفة الكشف مباشرة ً
قالت لهم إحدى الممرضات: معرفش الدكتوره زينب هنا ولا مشيت هروح أشوفها بمكتبها
بعد قليل عادت الممرضه ومعها زينب
والتى لسوء الحظ أنها مازالت ساهره بالوحده.
نظرت لوقوف، رفعت ومعه ذالك الرجل العجوز، وإمرأه وشاب آخر، لم تتحدث ودخلت فوراً، الى غرفة الكشف.
بينما رفعت سمع ذم والدة ذالك العامل له، وإخبرها أن ما حدث، لزوجته، بسبب تلك المواد المُنشطه الذى يتناولها
جُن عقل رفعت، ولم يدرى
وطبق فى طوق ملابس، ذالك العامل قائلاً:
بقى يا حيوان، تبقى شغال طول اليوم وطالع عينك، علشان آخر اليوم تضيع تعبك فى تمن حباية ترامادول، تنشط بها جسمك، خلتك إستقويت على مراتك.
صمت العامل بخذو،
قام رفعت بضربه بعض اللكمات، دافع عنه والده قائلاً: معليشى، يا رفعت بيه هو خلاص بعد الليله هيبطل الحبوب دى،بعد ما شاف نتيجتها،سامحه،يا رفعت بيه.
دفعه رفعت بعيد عنه قليلاً كاد العامل أن يقع أرضاً لولا سند بيدهُ على الحائط.
بينما رفعت وضع إحدى يديه،يمسح على وجهه،ينظر الى العامل،يحدث نفسه ويلومها:
على ماذا تلوم على ذالك العامل البسيط هو كان يتناول تلك المنشطات سابقاً كى تساعده على العمل دون الشعور بالأجهاد،والليله تناولها كى تُشجعه فى التعامل مع زوجته،كما إهتدى له عقلهُ،حقاً تلك المنشطات خطيره وتستنزف ماله وصحته، ولكن على ماذا يلوم العامل،أليس هو من يدفع آلاف الجنيهات لتلك العاهرات مقابل قضاء ليالى معهن،بالحرام المُقنن بنظره،بعقد عرفى،فالزواج العرفى بالنهايه،ليس حراماً كاملاً،فقديماً كانوا يتزوجون عرفياً قبل إختراع سجلات الحكومه،كما أنه لم يكن يجبرهن،كان بالتراضى بينه وبين من يقضى معها الليالى،فأساس الزواج القبول والآشهار،وهذا ما كان يحدث مع تلك العاهرات،هكذا فسر له عقله الذى يعلم أن تفكيرهُ مُخطئ،لكن يُنيم ضميره قليلاً
بعد وقت ليس بالقليل.
خرجت زينب من غرفة الكشف ونظرت أمامها دون مقدمات صفعت ذالك العريس بقوه قائله:
أنا هوديك فى داهيه البنت اللى جوه دى مش، دى عروسه،وليلة دخلتها، دى مغتصبه.
تدخل والدة العريس يهدأ الموقف قائلاً: معليشى يا ست الدكتوره عريس جديد وإندفع شويه.
ردت زينب بسخريه: كل ده وإندفع شويه، أمال لو كان إندفع بقوه كان أيه كان موتها.
أخرجت زينب، من جيب معطفها الابيض، حُقنه قائله: مد أيدك يا حيوان علشان آخد عينه من دمك الزفر، متأكده، إنك واخد نوع من المنشطات،ويمكن كمان مخدرات.
عاد العريس للخلف وكاد يتهجم على زينب، لكن نظر بأتجاه رفعت الواقف، وأخفض وجهه.
لاحظت زينب نظره، ل رفعت وقالت بتهجم:
مد إيدك خلينى أخد عينه من دمك الزفر، بدل ما أملى الحُقنه هوا وأغرسها فى قلبك أجيب آجلك.
إرتجف العريس ومد يدهُ التى ترتعش.
سحبت زينب عينه من دماء ذالك العريس قائله بسخريه: بترتعش دلوقتي ليه، مرتعشتش وإنت بتتهجم زى الحيوان على عروستك، غور فى داهيه إنت وأمثالك.
قالت زينب هذا وسارت خطوات، لتقف للحظه تنظر لرفعت الواقف يكبت ضحكته، على تهديد زينب، لذالك العريس،وخوفه منها، لكن هى تحدثت:
هنتظر أيه من نوعية الحلوف ده ، طالما بيشتغل عند الهمجى.
كاد رفعت أن يضحك، لكن مازال يتحكم فى نفسه لا يريد إستفزازها أكثر ، فيبدوا أنها مازالت مغتاظه من فعلته السابقه.
دخلت زينب الى مكتبها، وتناولت أحد قطع الحلوى، المُنكهه بالنعناع، بفمها، وخلعت عنها ذالك المعطف الأبيض، وعلقته على شماعة بالغرفه،ثم وضعت سماعتها الطبييه على المكتب،إستعداداً لمغادرة الوحده،لكن
دخل رفعت عليها الغرفه دون طرق للباب.
نظرت زينب،إليه قائله:أيه الهمجيه دى،إزاى تدخل عليا المكتب بدون ما تخبط عالباب،إتفضل إطلع بره،روح للحيوان الهمجى التانى اللى بيشتغل عندك،أكيد همجى بيشتغل عند همجى زيه.
نظر لها رفعت قائلاً بوقاحه:ممكن أكون همجى،بس لما بتعامل مع ست ببحسسها إنها ملكه،عالعموم أنا مش هنا علشان كده،أنا لما كنتى عندى بالسرايا وكشفتى على جدتى،نسيت أديكى الڤيزيتا.
نظرت زينب له بحنق قائله: ڤيزيتا، لأ خليهالك، أعتبر معاينتى لتيتا إنعام، كادوه منى، إتفضل إخرج من الأوضه، علشان أنا همشى من الوحده، ولازم أقفل الاوضه بنفسى قبل ما أمشى.
لكن قبل أن يرد رفعت، رن هاتف زينب.
نظرت الى الشاشه وتبسمت، ثم نظرت لرفعت قائله:
إتفضل إخرج من مكتبى،وبعد كده مش هسمحلك بهمجيتك دى،وهيكون ليا رد تانى عليها، وخلى الڤيزيتا علشانك، إديها للحيوان اللى بيشتغل عندك، خليه يجيب بها محامى يدافع عنه بعد محضر تعاطى الترمادول، أنا إحتفظت بالحقنه والصبح هبعتها للمعمل وأما النتيجه اللى أنا متأكده منها تتطلع هعمل محضر وأحوله التحقيق غير محضر عنف ضد مراته.
تبسم رفعت يقول: بس العامل مش محتاج لمحامى، لان مش هيبقى في محضر من أصله عارفه ليه يا دكتوره، لأنى متأكد مراته، مش هتتهمه بالعنف، وهتقول اللى حصل بينهم آمر طبيعى بين إتنين متجوزين، جديد، شوية إندفاع أول مره يقرب من ست، وهى متحملتوش علشان كانت أول مره لها،وأكيد إنتى فاهمه ولا أوضح أكتر.
نظرت زينب، لرفعت وقالت له بغيظ: بره إنت مش بس همجى وكمان وقح، غور عاوزه أرد عالتليفون.
تبسم رفعت، فيبدوا أن الطبيبه لديها بعض من الخجل، قال: ومين اللى بيرن عليكى دلوقتي.
ردت زينب بضيق قائله: وإنت مالك، إتفضل إطلع بره، وبلاش تطمن قوى كده، لان لو حتى مرات العامل شهدت فى حقه، فهتبعد عنه إزاى قضيه تعاطى الترمادول .
قالت زينب هذا، وذهبت بأتجاه الباب وفتحته قائله: إتفضل بره المكتب، وبعد كده بلاش همجيتك دى معايا متفكرش كل مره هتقدر تحل الأمر بفلوسك.
رغم غيظ رفعت من طردها،له لكن إنحنى بالقرب من أذنها قائلاً: ودى آخر مره هسمحلك تطولى لسانك عليا،يا دكتوره،كمان نصيحه منى،بلاش تثقى فى الناس بسهوله وتطلبى منهم فلوس،صحيح هى لفعل الخير،بس النوعيه دى قبل ما بتدى،بتبقى عارفه هى هتاخد أيه،وحاولى تحطى بينك وبين هاشم الزهار حد فاصل،لأنه وغد مُخادع.
إبتعدت زينب قائله:أنا بفهم كويس فى الناس،عضو مجلس الشعب،كل اللى عاوزه مقابل اللى دفعه هو أنه يظهر نفسه قدام ألأهالى أنه الأجدر أن يمثلهم قدام الحكومه ،إن كان هاشم وغد مُخادع،فأنت همجى،وبتمنى مشوفش وشك تانى، بس ياترى إنت كمان أيه هدفك من وراء المبلغ اللى دفعته.
نظر لها رفعت قائلاً: ليس كل ما يتمناه المرء يُدركه،وأنا ماليش أى هدف من وراء المبلغ اللى دفعته،لأن مش أنا اللى دافعه من جيبى،ده صدقه عن الشخص اللى كان يستحق،يبقى مكانى دلوقتي، عن إذنك يا دكتوره، ردى على تليفونك، لا اللى بيطلبك يزهق.
خرج رفعت من الغرفه، أغلقت خلفه زينب الباب، تزفر أنفاسها بضجر، ثم ردت على الهاتف، قائله: إزيك يا مجد.
تبسم مجد قائلاً: مالك شكل صوتك مضايقه، أيه مش عارفه تمارسى هوايتك فى التقليب.
تبسمت زينب قائله: مش مضايقه ولا حاجه، أنا بس مرهقه من الشغل، يادوب أهو لسه قالعه البالطو وكنت هروح للسكن إستريح، وبعدين أنا الدكتوره زينب السمراوى، محدش بيرفضلى طلب.
تبسم مجد قائلاً: مش عارف إزاى بتقدرى تأثرى عليهم ويعطوكى اللى عاوزاه، طب أنا أخوكى وقلبى طيب،وبقول شحاته، دول ليه بيسلموا بسرعه ويعطوكى الفلوس اللى طلبتيها منهم.
تبسمت زينب قائله: مفيش حد بيدى حاجه ببلاش يا حبيبي، كل واحد له هدف من وراء ده، وأنا فاهمه كل واحد كويس، وعارفه نيته، مفيش غير الهمجى اللى إسمه، رفعت الزهار، ده مش عارفه أوصل نيتهُ أيه.
تبسم مجد قائلاً: يمكن نيته الدكتوره زوزى نفسها.
ردت زينب، بلذاعه: كويس إنك بعيد عن إيدى كنت رديت عليك رد مناسب.
ضحك مجد قائلاً:ربنا يبعد شرك عنى،ها مش قبضتى مرتبك فين الالف الجنيه اللى كنت واخداهم سلف مش هترديهم بقى؟
ضحكت زينب قائله:السلف تلف والرد خساره يا عزيزى،واللى بيروح عند الحكومه مش بيرجع تانى.
رد مجد: شحاته وهتفضلى طول عمرك شحاته، يا زوزى، رغم إن عندك ملايين.
تبسمت زينب قائله: فين الملايين دى!
رد مجد: العماره والبيت اللى عمتو الله يرحمها كتبتهم، بأسمك.
تبسمت زينب قائله: البيت أهو فى الفيوم مقفول من يوم عمتو ما ماتت، والعماره، إيجار قديم، يعنى إيرادها ملاليم، وساكته بسبب وصية عمتو إن مطلعش منها سُكان، وأعتبر إيراد العماره دى صدقه على روحها.
تبسّم مجد قائلاً:ما علشان كده عمتو حرمتنى من الميراث، عارفه إنى معنديش ضمير، كنت طردت السكان وهديت العماره وشيدت برج سكنى مكانها، وأخدت الروڤ بتاعها، وإتجوزت فيه.
تبسمت زينب قائله: يلا ربنا يرحمها، وبعدين يا غبى، اللى محدش يعرفه غيرنا، إن العماره وبيت الفيوم مناصفه بينى أنا وأنت،عمتو كانت واهمه اللى حواليها إنها كتبتهم بأسمى لوحدى،علشان كانت تتطمع الغبى سميح اللى ظهر على حقيقته،يلا ربنا يسهلهُ.
تيسم مجد قائلاً:سميح غبى فعلاً،وأخد جزاء طمعهُ كفايه خسرك،إنتى كنتى هتبقى أكبر مكسب وصل له فى حياته،يلا مالوش فى الطيب نصيب.
تبسمت زينب قائله:بقولك أيه سيبك من سيرة سميح،سمعت كده أوشاعه بتقول إنك إشتريت الشقه اللى قصاد شقة بابا وماما.
تبسم مجد قائلاً: بالقسط والله،دفعت نص تمنها والباقى على الاقساط،قبل ما تفكرى إنى معايا تمنها،وماما هى اللى إتوسطت عن الست جارتنا،عاوزه مرات إبنها تبقى جنبها،وتعمل فيها فردوس محمد.
تبسمت زينب قائله:أهو كويس مراتك تبقى تغسل المواعين بدل بابا.
ضحك مجد قائلاً:فشر مراتى أنا هجيب لها غسالة أطباق،بس انا مش خايف على مراتى من ماما أنا خايف عليها منك تعملى عليها مرات أخ غلوله وعانس.
ضحكت زينب قائله:هجيبهالك من شعرها كل يوم.
تبسم مجد قائلاً:مش اما تبقى ترجعى للقاهره تانى،بسبب طول لسانك،مش عارف ليه حاسس إنك هتفضلى فى الشرقيه عندك،تقلبى فى أهلها،بس اللى عندى فضول ونفسى أشوفه،هو رفعت الزهار ده،الأجازه الجايه،هجيلك الشرقيه بنفسى،علشان أشوفه.
ردت زينب ساخره:شافتك العافيه،راجل زى بقية الرجاله وهمجى،هتعمل زى ماما،ما بتقول عليه،واضح أنه يليق عليه لقب (فارس)،هو اللى يليق بيه لقب همجى،
يلا خلاص أنا هنجت ومحتاجه أنام،أما تفضى تانى كلمني.
تبسم مجد قائلاً:تصبحى على خير،يازوزى، بتمنالك كوابيس سعيده مع الهمجى.
إغتاظت زينب وأغلقت الهاتف بوجه مجد
الذى تبسم.
…..
بينما بخارج مكتب زينب.
حين خرج رفعت وقف جوار الباب،يتنهد،لديه بداخلهُ شعور لا يعلم تفسير له،تلك الطبيبه ثتير بداخله مشاعر،لا يعلمها،ليست رغبة رجُل بأمرأه،أغمض عينه لثوانى،دخل الى فؤاده،رائحة فمها المُنعشه،بالنعناع،ود تقبيلها،ليس شهوةً منه،بل أمُنيه،يريد تحقيقها،تلك الطبيبه أصبحت تستحوذ على تفكيرهُ،
فتح عينيه سريعاً،ونهر نفسه قائلاً:
جرى أيه يا رفعت فيها أيه الدكتوره،زياده عن غيرها،دى حتى مفيهاش شئ يجذب أى راجل ليها،سواء كان لبسها اللى شبه لبس الشباب،بالبنطلون الجينز والقميص فوقها،دا لو مش لابسه حجاب مكنتش تفرق عن الشباب،وكمان لسانها وشراستها،فوق يا رفعت،كل ده بسبب هاشم الزهار،إنت عارف إنه رمى عينه عليها،بس لازم أحرق قلبه قبل ما يطولها.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهت تلك الليله وبدأ نهار جديد
بمنتصف النهار.
بمنزل صفوان
فتحت فاديه الباب، وتبسمت للواقف أمامها الذى قال:
مساء الخير، يا ست فاديه، أنا صابر سواق عند رامى ورفعت بيه، وهو أمرنى أوصل الحاجات اللى معايا فى العربيه لهنا.
تبسمت له فاديه قائله:
إتفضل.
ادخل صابر أكثر من صندوق ورقى كبير الى داخل المنزل، ثم إستأذن وغادر.
اغلقت فاديه خلفه الباب
خرجن كل من مروه وليلى
التى قالت: مين اللى كان بيخبط يا ماما، وأيه العلب الشيك دى فيها أيه؟
ردت فاديه وهى تنظر الى مروه قائله:
سواق رامى جاب العلب دى وقال إنها منه وساب الظرف،ده وقال من رامى لمروه.
خطفت ليلى الظرف من يد فاديه قائله: أكيد رساله غراميه، أفتحها أقراها وبعدها نشوف العلب الشيك دى فيها أيه؟
فتحت ليلى الظرف، وقرات تلك الرساله الصغيره: أتمنى فستان الزفاف يعجبك، ذوقى،مع إنى عارف إنى ذوقى راقى بدليل إن إختارتك دون عن بنات حوا،جميلة الجميلات.
وضعت ليلى الرساله على طاوله بالصاله، وفتحت إحدى العلب وقالت بأنبهار:
بس ده مش فستان زفاف، ده فستان حنه، لونه أزرق زى لون البحر من بعيد،وكمان حشمه،واو.
أما أشوف العلبه التانيه دى فيها ايه أكيد فستان الزفاف،
فتحت ليلى العلبه الأخرى،بالفعل بها فستان زفاف،
إنبهرت ليلى أكثر قائله:الفستان يهوس،ده روعه،الفستان بيشبه فستان سندريلا.
تضايقت ليلى قائله:ما هو فعلاً فستان سندريلا،بس مش اللى حبها الأمير،لأ اللى أشترها بفلوسه،بس كفايه كده.
قالت مروه هذا وحملت حقيبتها وخرجت من المنزل،مُسرعه.
نظرت ليلى لفاديه قائله بأستغراب:مروه مالها،ورايحه فين دلوقتي.
ردت فاديه:ربنا يستر،مش عارفه ليه قلبى مش مطمن.
…….
بعد قليل،بغرفة الصالون الكبيره بسرايا الزهار،وقفت ليلى تشعر أن ثوانى الإنتظار ساعات
بالفعل ها هو رامى يدخل الى الغرفه مبتسماً،ينظر لها بشوق وعشق.
تحدثت مروه بتهجم قائله:أيه اللى فى العلب اللى أنت باعتها عندنا للبيت دى؟
رد رامى: العلب دى فيها فستان للحنه وفستان للزفاف،عادى جداً أى عريس ممكن يجيبهم لعروسته،وسبق وبعت ليكى كتالوجات تختارى اللى على مزاجك،ومردتيش عليا فأختارت انا على ذوقى،وعالعموم،لو مش عاجبينك لسه فى وقت نقدر نبدلهم ونجيب اللى يعجبك.
إقتربت مروه من رامى،ورفعت سبابة يدها اليمنى قائله:أنا مش عاجبنى الجوازه كلها،سبق وقولت لك إنت آخر راجل إتجوزه،هو أيه الجواز بالغصب.
إقترب رامى يحاول ضبط نفسه قائلاً: فعلاً بالغصب، سبق وطلبت بالرضا وموافقتيش، يبقى مفيش غير طريق الغصب.
تحدثت مروه بتهجم وغيظ قائله: قولتلك قبل كده، إنى مستحيل أتجوزك مش بس علشان إنت مسخ مشوه لأ كمان علشان بكرهك، يا رامى، يااااا
لم تكمل مروه قولها، على حين غُره جذبها رامى، يضمها بين يديه، ليس هذا فقط بل يُقبل شفتيها، فى البدايه مُعنفاً ثم تهادت قُبلاته وهى مستكينه بين يديه.
لكن فجأه عادت مروه من سطوته المفاجئه عليها ودفعته بيديها، لكن أطبق رامى يديه حول جسد مروه،وظل يُقبلها الى أن شعر بأنقطاع نفسيهما.
ترك شفاها لكن مازالت بين يديه،يستنشقان الهواء،الى أن عاد تنفسيهما طبيعياً.
نظرت له مروه بحِده، وبرد فعل تلاقئ، كانت صفعه قويه، على وجه رامى، وكانت ستصفع الأخرى لكن مسك رامى يدها قائلاً:
مروه بلاش تستفزينى أكتر من كده، وإرضى بنصبيك إنتى هتبقى ملكى، بمزاجك أو غصب عنك، مفيش قدامك إختيار تالت، فأرضى بمزاجك ووفرى مجهودك ده ينفعك معايا بعدين.
جذبت مروه يدها من يد رامى وقامت بضربه بحقيبة يدها على كتفه، ولسوء حظها، كانت الحقيبه غير مُغلقه جيداً، ووقعت محتواياتها أرضاً.
لكن هناك شئ لفت إنتباه رامى، هو لمعة، ذالك الخاتم، إنحنى وألتقطه من على الأرض، مندهشاً، نظر لمروه ، ثم نظر للخاتم مذهولاً يقول:
الخاتم ده بتاعى، وفكرته ضاع من زمان، إزاى وصل ليكى، ردى يا مروه.
لم ترد عليه مروه وتركت السرايا وغادرت مُسرعه، حتى أنها كادت تخبط بأحد جدران السرايا دون إنتباه منها.
بينما وقف رامى مذهولا ينظر الى ذالك الخاتم، كيف وصل الى مروه، هو ظن أن هذا الخاتم إحترق يوم حريق السرايا.
… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
صعدت مروه على سطح المنزل
كانت ليله قمريه، بطقس ربيعى، تشوبه بعض الرياح الخماسينيه المحمله ببعض الأتربه الناعمه، كعادة الطقس فى هذا الوقت من العام
نظرت الى القمر وتلك النجوم حوله، شعرت بهالة القمر بين النجوم، لكن كان القمر يسير، بالسماء، ، سارت معه على سطح المنزل، تُتابع، سيرهُ، بعقل طفله تعتقد أن القمر فى السماء يسير، مع خطواتها، تبسمت، وصعدت على سور المنزل، ووقفت تنظر للقمر هو توقف عن السير مثلها، أغمصت عيناها بسبب بعض ذرات الرمل دخلت لعيناها،
لكن سمعت صوت فزعها من خيالها مع القمر، يقول بحِده: مروه واقفه على سور البيت ليه.
إنخضت مروه وفتحت عيناها، هبت نسمه قويه ببعض الرمال، دخلت عيناها، أغمضت عيناها وبرد فعل تلقائى تحركت دون أن حذر منها
ليتهاوى جسدها، يفصل وجدانها عن الوجود، لا ترى أمامها سوا القمر.
يتبع…