رواية لم تكن خطيئتي الفصل الثامن 8 بقلم سهام صادق
الفصل الثامن
**********
شحب وجهها وهي تنظر للصور المبعوثه إليها ، فسقطت دموعها وشئ واحد اصبحت تدرك حقيقته ان عاصم لن يتركها وان الرجل الذي استنجدت به ليحميها من ابن أخيه قد نسيها فمن هي ليتذكرها
فاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها وبلهفة أسرعت لتُجيب لعلا هذا الرجل وفيّ بوعده إليها
- الصور عجبتك
تجمدت في وقفتها وهي تستمع لصوت عاصم الذي اتبع سؤاله بأطلاق صوت ضحكاته
- اوعي تفتكري ان شهاب ممكن يحميكي مني... شهاب بيه مش فضيلك ياحلوه
ابتلعت لعابها وقد ارتعش جسدها أثر كلماته
- اعتبريها اخر فرصه ليكي... اختي قصادك
وانغلق الخط لينظر عاصم الي هاتفه بملامح جامده
- حظك الأسود هو اللي وقعك تحت ايدي يااخت الدكتور وحقي هعرف اخده كويس
والماضي كان يعود أمام عينيه ثانيه.. زوجته بين أحضان الطبيب ومقتطفات تجمعت امامه لتشوه حاضره
**************************************
وقفت تطرق رأسها ارضاً تتلاعب بأطراف ثوبها
- حضرتك طلبتني
تحركت عيني الحج محمود نحو أدهم الذي جلس يتناول فطوره بملامح غير مبالية قبل عودته للقاهره
- تعالي يابنتي افطري معانا متتكسفيش
- الحمدلله فطرت
- أنتي عايزه تكملي علامك ياعهد
رفعت عيناها نحوه لا تُصدق ما سمعته... ورغم ملامح وجهها المكدومه الا ان وجهها أصبح يشع بهجة تتسأل بلهفة
- هو ده ممكن يحصل
تعلقت نظرات محمود ب ابن شقيقه الذي اخيراً أصبح ينصت إليهم
- بس حامد مش هيرضي
غامت عيناها بالحزن وهي تتذكر كلامه لها فهى لا حق لها بأي شئ لا تعليم لا ورث ولا حياه
- ملكيش دعوه ب حامد مدام انتي عايزه يابنتي خلاص
- شكرا ياعم الحج...
وركضت نحوه تقبل كفه بمحبه ودموعها تسبقها
تأملها رغماً عنه بعدما ظلت نظراته ثابته بعيدة عنها حتى لا تقع عيناه عليها ويرضخ لقرار عمه بواجب العطف
عندما تلاقت عيناه بعيني عمه علم ان كل هذا مخطط منه لعلا العروس الصغيره ذو الجسد الهزيل والوجه المكدوم تعجبه
نهض بملامح جامد من فوق الطاوله ينظر لعمه وهو يحمل هاتفه
- يدوبك الحق اسافر ياعمي
توردت وجنتي عهد وهي تسمع صوته فقد نست وجوده من شدة فرحتها
انصرف أدهم دون كلمه أخرى منه ومن الحج محمود الذي فقد اخر ذرة امل فيبدو ان العروس لم تعجب ابن شقيقه ولكنه عزم على أن يجعلها تُكمل تعليمها فالفتاه لا تمت بصلة ل تلك الفيروز التي اغوت ابن عمه قديماً وهدمت بيته.. فهى ابرئ من ان يتخذوها بذنب امها فيكفي حرمانها من كل شئ فيما مضي
****************************************
لم يكد يُغادر البلده بسيارته الا وطيفها اقتحم عقله... أوقف سيارته جانباً يزفر أنفاسه حانقاً..يطرق بيديه فوق عجلة القياده
- مش هكون احن عليها من أخواتها
ولكن بين الرفض وقدره كان يسلك طريق البلدة ثانية يقنع عقله انها زيجة لإنقاذ حياه فتاة
**************************************
اينما كان يتحرك كانت عيناها تسير معه بهيام... هياماً وعشقاً لم تعلم بوجودهم الا عندما انغلقت صفحة حياتهم معاً
وكظتها إحدى صديقاتها وهي ترى نظراتها نحوه
- ما تروحي تقربي منه ولا هتفضلي وقفه في مكانك خايبه
تنهيده بائسه خرجت من اعماقها فماذا ستفعل اكثر مما تفعله... عادت من الخارج وتركت والديها بعدما قرروا البقاء بسويسرا وأتت لتعمل بشركة ابن خال والدتها أصبحت سيدة أعمال.. امرأه رياضيه ذو فكر ناضج ولكن شهاب لم يعد يراها وكأنها باتت خارج حساباته
- اعمل ايه اكتر من كده يا شروق... شهاب مش شايفني خالص
التوت شفتي شروق ممتعضة من سلبية صديقتها
- لازم تفضلي حواليه ياشيرين لحد ما ترجعيه ليكي... المعركه مش سهله... اعملي زي ما عملت مع طارق فضلت وراه لحد ما اتجوزنا
قالتها شروق بفخر وهي تُحرك خصلة من شعرها بأنوثه
- شيرين ..شهاب مش لازم يضيع منك من تاني
لتتعلق نظرات شيرين به وهي تزفر أنفاسها تشتاق اليه والي أنفاسه
*****************************************
في لحظة ضعف وجدت نفسها تفكر في كلام خالها ف كريم مازال يتواصل معه يطلب منه عودتها ولم يعد في عدتها الا مجرد ايام... اغمضت عيناها بقوه وهي تتذكر حديث خالها منذ اسبوع
" هتفضلي عايشه لوحدك كده... عمر وخلاص لقي نفسه بره ويعالم هيرجع امتى... ارجعي لجوزك ومش اول ولا اخر راجل يتجوز على مراته والراجل عايزك وشاريكي"
اليأس كان يمتلكها لترفع هاتفها تدون رقمه ولكن للحظه تذكرت كل شئ مرت به معه ومع والدته... نفضت رأسها سريعا تُلقي هاتفها باكية
- لاا ذل تاني لاء
******************************************
اخفي الحج إبراهيم دموعه وهو ينظر لعهد التي اقتربت منه تجثي فوق ركبتيها تخبره عن سعادتها لموافقته على اكمال تعليمها ووقوفه اليوم ضد حامد الذي ثار اليوم عليهم رافضاً ان تتعلم
- هو ليه حامد بيكرهني كده... انا ماليش ذنب في اللي حصل زمان
اغمض الحج ابراهيم عيناه ولحظه وفاه زوجته لا تزال عالقه في قلبه قبل عقله... ليلتها بكى كبكاء الأطفال على محبوبته وابنه عمه
- حامد مش بيكرهك ياعهد... هو بيكره فيروز
فاضت عيناها بالدمع وهي تحمل خطيئة لم ترتكبها ودفعت هي ثمنها
- انا ذنبي ايه... ليه حملتوني الذنب ده
ضم كفها بكفه الذي اخذ يرتعش
- لو هتحملوا الذنب لحد حملوا ليا انا... لاني السبب في كل ده
لم يتحمل ابراهيم كبت دموعه ففاضت عيناه بالدمع
- لما ربنا اداني افتريت على مراتي... هدى مكنش في احن منها
قاطعته بسؤال تعلم اجابته ولكن قلبها كان يود ان يعلم انها ليست وحدها من عانت أنانية والدتها
- ماما كانت وحشه صح
اطرق الحج ابراهيم عيناه بأسي يتذكر اول لقاء بينه وبين فيروز في ذلك الملهي الذي دعاه اليه احد أصدقائه حتى يبسط مزاجه ويري الجمال في أجساد النساء فزوجاتهن اصاحب العباءات المنزليه واللاتي امتلئت اجسادهن رغما عنهم فلم يعدوا يمتوا للنساء بشئ
- امك كانت بتعرف تخلي اعتق راجل يقع تحت رجليها...عجبتني فضلت اجري وراها وانا مش عايز غير نظرة منها... جبتلها الشقه والعربيه اللي شورت عليهم عشان انول الرضا... ويوم ما اتجوزتها اشترط عليها جوازنا يكون في السر وأننا منخلفش لكنها كانت عايزه اكتر من كده كانت عايزانى اطلق هدي... أثرت عليا بجمالها كنت بهين هدى واضربها.. واعيرها بشكلها وجسمها ..وهي مكنش عندها غير دمعتها وتكتم وتسكت... اخواتك لحد دلوقتي مغفروش ليا اللي عملته في امهم... محمود ومحمد مصدقوا يكبروا ويتجوزوا وبعدوا عن البلد كلها مبقتش اشوفهم غير في المناسبات ولما اتعب ويفتكروني بودع...
وابتلع لعابه وطالع ما أمامه بشرود مظلم
- حامد معرفش يطلع غضبه عليا... ومقدرش يعمل زي اخواته ويسبني ورغم كل ده بشوف في عينه اللوم لحد دلوقتي واني كنت السبب....
واردف بندم ينهش قلبه
- حامد هيفضل يطلع غضبه عليكي لحد ما ينسى فيروز وللأسف عمره ما هينساها لانها في ملامحك...
اطرقت عيناها حزناً فهذه الحقيقه تعلمها وكدمات وجهها خير دليلاً لها
- عشان كده يابنتي انتي لازم تتجوزي
اتسعت عيناها وهي تنظر اليه فأي زواج يتحدث عنه والدها... وهو من وعدها انها ستُكمل تعليمها
- قبل ما تفكري انتي لازم تعرفي ان بجوازك هتعرفي تكملي علامك
*****************************************
تقلب في فراشه يُجافيه النوم رغم ارهاقه.. تنهد بسخط يمسح فوق وجهه يعدل من وضع رقدته وحديث صديقه عن عودته لشيرين مُجدداً والتي ينتظرها الجميع مُقتنعين انها الوحيده التي تناسبه والأهم حبها له وتغيرها الواضح
شيرين أصبحت أمامه في كل شئ تقتحم حياته ثانية ولكن المره تقتحمها بهيئة المرأة التي تمناها ان تكون عليها يوماً ولكن الأوان قد فات وانتهت المشاعر داخله...
لا يُنكر ان تغيرها يعجبه ولو كان هذا قد حدث في الماضي لكانوا الآن معاً
نفض رأسه بحنق فهو يدور في نفس الحلقة المغلقة لا يعرف اهو يطردها من عقله ام يشغل عقله بتفاصيلها وتغيرها
- اطلعي من دماغي ياشيرين
هكذا خاطب نفسه وهو ينهض من فوق فراشه مُتجهاً لاسفل راغباً بفنجان من القهوة واسترخاءً مع احد الكتب لعلا عقله ينشغل بين السطور
استرخي في مقعده بغرفة مكتبه مندمجاً يتلذذ بقهوته ولكن استرخاءه لم يدم طويلاً ف صورة أخرى لامرأة بأعين حزينة تستجدي منه عوناً وقد نسيها تماماً وسط مشاغله واكتفي بتحذير ابن أخيه بالبعد عنها
********************************************
دلف لغرفة مكتبه تتبعه سكرتيرته تحمل بين يديها بعض الأوراق التي يجب أن يطلع عليها ويوقعها... ازال سترته يضعها فوق المشبك
- عملتي ايه ف الموضوع اللي قولتلك تهتمي بي
قطبت اميره حاجبيها لا تفهم مقصده
- موضوع ايه يافندم
طرق سطح مكتبه غضباً
- مش قولتلك تتصلي ب مدام قدر تبلغيها تقدم ورقها امتى في شركة الزيني
اتسعت عيني اميره وهي تتذكر ما أمرها به منذ اسبوعين..
اطرقت عيناها ارضاً خوفاً من نظراته الغاضبه
- اسفه يافندم... غصب عني نسيت الشغل كان كتير الفتره اللي فاتت و...
قطع حديثها يرفع سبابته محذراً
- غلطه ومتمناش تتكرر تاني مفهوم
- حاضر يافندم
حركت رأسها تهتف بتعلثم
- هتصل بيها حالا
وضعت الأوراق وفرت من أمامه تفعل ما امرها به
- استنى... هاتي رقمها انا هكلمها
زفرت أنفاسها براحه فقد خشت ان يستمر في توبيخها
- حاضر يافندم
أسرعت نحو مكتبها تجلب رقم تلك الفتاة التي كانت ستكون سبب طردها... حمدت ربها ان الامر انتهى بتحذير لا أكثر
عادت اليه تعطيه رقمها...فرفع شهاب عيناه عن الأوراق ينظر للرقم مُشيراً إليها بالمغادرة
********************************************
صرخ بها منير غير مُصدقاً ما يسمعه
- اخوكي لازم يعرف... مش اخو مراته ينزل يتصرف معاه
وهوي بجسده فوق الاريكة يلتقط أنفاسه بعد ثورته عليها يرمقها وهي تبكي بضعف
- انا كان قلبي حاسس ان في حاجه حصلتلك... ده انتي كنتي متحمسه للشغلانه وفرحانه... ليه ياقدر مجتيش تحكيلي انه بيهددك وخلي مديرك يتحرش بيكي
تعالت شهقاتها بأنكسار تقبض فوق عباءتها المنزليه بقهر
- عشان خاطر عمر هو مصدق يتجوز لبنى وعايشين مبسوطين
واردفت وهي تطرق رأسها
- احنا مش اد الراجل ده... ده راجل مفتري وشراني
- مافيش حل غير انك تتجوزي ومدام مش عايزه تتجوزي كريم يبقى اتجوزي ابن الحج أيمن جارنا ظروفه مناسبه لظروفك واه تربى عياله وتكسبي فيهم ثواب وانتي خلاص عدتك خلصت وتقدري تتجوزي
رنين هاتفها جعل منير ينهض من فوق مقعده يظن ان المتصل ليس إلا عمر وقد اتي اتصاله بوقته
- ده اكيد عمر
التقط هاتفها تتوسل اليه بنظراتها
- بلاش ياخالي... عمر مستني طفل ولبنى ملهاش ذنب
ولكن منير قطب حاجبيه يرمق الرقم
- ده رقم مش دولي
لتشهق خوفاً ان يكون اتصالاً من عاصم يُهددها على عدم تنفيذ اوامره
- مين معايا
طالع شهاب هاتفه متعجباً
- رد يازباله ياحقير... بقى بتتشطر على الولايا
توقف منير عن سبابه يرفع حاحبيه متعجباً الي ان استخرت ملامحه
- اسف يابني... بس ابن اخوك الله يسامحه
وهنا أدرك شهاب ان عاصم لم ولن يكف عن اذيتها... فالنتيحه واضحه
ليبدء منير ف عتابهم وان الأمر لو استمر سيقدم بلاغاً في ابن شقيقه او يُطلق عمر لبنى وينتهوا من كل هذا.
وتلك المره كان بكاء قدر بأحساسها بالأمان بوجوده خالها معها ورغم انها تعلم انه أضعف من ان يقف في وجه تلك العائله الا ان بضعة كلمات جعلتها تدرك انها ليست وحيدة
***************************************
لم يترك خالها شيئاً عن حياتها الا وأخبره به... وشهاب يجلس أمامه يستمع اليه
تولي منير تلك الجلسه وأخرج كل مافي جبعته ليتسأل بعدما أنهى كل شئ متعلق بأبنة شقيقته
- بس انت يابني كنت جاي ليه
ابتسم شهاب بهدوء يعتدل في جلسته فتلك الزيارة لم يكن ينتويها فكل ما كان عازم عليه اعتذار دبلوماسي عن نسيانه لامرها واخبارها ان تذهب لإحدى الشركات لتقديم ورقها ولكن ما سمعه عبر الهاتف وما فعله ابن أخيه مجدداً بعقل غائب ولا يمت للرجال بصله جعله يأتي إليهم
انتظر منير ان يسمع منه سبب قدومه... لتدلف قدر بفنجاني القهوه وهي تشعر بالخجل مما قاله خالها عن حياتها وما عانته مع زوجها الأول ومدح أخلاقها وكأن الرجل أتى لخطبتها
قرار لا يعرف كيف اتخذه ونطق به ولكن شيئاً غريباً كان يدفعه
- انا يشرفني اطلب منك ايد قدر يااستاذ منير
**********
شحب وجهها وهي تنظر للصور المبعوثه إليها ، فسقطت دموعها وشئ واحد اصبحت تدرك حقيقته ان عاصم لن يتركها وان الرجل الذي استنجدت به ليحميها من ابن أخيه قد نسيها فمن هي ليتذكرها
فاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها وبلهفة أسرعت لتُجيب لعلا هذا الرجل وفيّ بوعده إليها
- الصور عجبتك
تجمدت في وقفتها وهي تستمع لصوت عاصم الذي اتبع سؤاله بأطلاق صوت ضحكاته
- اوعي تفتكري ان شهاب ممكن يحميكي مني... شهاب بيه مش فضيلك ياحلوه
ابتلعت لعابها وقد ارتعش جسدها أثر كلماته
- اعتبريها اخر فرصه ليكي... اختي قصادك
وانغلق الخط لينظر عاصم الي هاتفه بملامح جامده
- حظك الأسود هو اللي وقعك تحت ايدي يااخت الدكتور وحقي هعرف اخده كويس
والماضي كان يعود أمام عينيه ثانيه.. زوجته بين أحضان الطبيب ومقتطفات تجمعت امامه لتشوه حاضره
**************************************
وقفت تطرق رأسها ارضاً تتلاعب بأطراف ثوبها
- حضرتك طلبتني
تحركت عيني الحج محمود نحو أدهم الذي جلس يتناول فطوره بملامح غير مبالية قبل عودته للقاهره
- تعالي يابنتي افطري معانا متتكسفيش
- الحمدلله فطرت
- أنتي عايزه تكملي علامك ياعهد
رفعت عيناها نحوه لا تُصدق ما سمعته... ورغم ملامح وجهها المكدومه الا ان وجهها أصبح يشع بهجة تتسأل بلهفة
- هو ده ممكن يحصل
تعلقت نظرات محمود ب ابن شقيقه الذي اخيراً أصبح ينصت إليهم
- بس حامد مش هيرضي
غامت عيناها بالحزن وهي تتذكر كلامه لها فهى لا حق لها بأي شئ لا تعليم لا ورث ولا حياه
- ملكيش دعوه ب حامد مدام انتي عايزه يابنتي خلاص
- شكرا ياعم الحج...
وركضت نحوه تقبل كفه بمحبه ودموعها تسبقها
تأملها رغماً عنه بعدما ظلت نظراته ثابته بعيدة عنها حتى لا تقع عيناه عليها ويرضخ لقرار عمه بواجب العطف
عندما تلاقت عيناه بعيني عمه علم ان كل هذا مخطط منه لعلا العروس الصغيره ذو الجسد الهزيل والوجه المكدوم تعجبه
نهض بملامح جامد من فوق الطاوله ينظر لعمه وهو يحمل هاتفه
- يدوبك الحق اسافر ياعمي
توردت وجنتي عهد وهي تسمع صوته فقد نست وجوده من شدة فرحتها
انصرف أدهم دون كلمه أخرى منه ومن الحج محمود الذي فقد اخر ذرة امل فيبدو ان العروس لم تعجب ابن شقيقه ولكنه عزم على أن يجعلها تُكمل تعليمها فالفتاه لا تمت بصلة ل تلك الفيروز التي اغوت ابن عمه قديماً وهدمت بيته.. فهى ابرئ من ان يتخذوها بذنب امها فيكفي حرمانها من كل شئ فيما مضي
****************************************
لم يكد يُغادر البلده بسيارته الا وطيفها اقتحم عقله... أوقف سيارته جانباً يزفر أنفاسه حانقاً..يطرق بيديه فوق عجلة القياده
- مش هكون احن عليها من أخواتها
ولكن بين الرفض وقدره كان يسلك طريق البلدة ثانية يقنع عقله انها زيجة لإنقاذ حياه فتاة
**************************************
اينما كان يتحرك كانت عيناها تسير معه بهيام... هياماً وعشقاً لم تعلم بوجودهم الا عندما انغلقت صفحة حياتهم معاً
وكظتها إحدى صديقاتها وهي ترى نظراتها نحوه
- ما تروحي تقربي منه ولا هتفضلي وقفه في مكانك خايبه
تنهيده بائسه خرجت من اعماقها فماذا ستفعل اكثر مما تفعله... عادت من الخارج وتركت والديها بعدما قرروا البقاء بسويسرا وأتت لتعمل بشركة ابن خال والدتها أصبحت سيدة أعمال.. امرأه رياضيه ذو فكر ناضج ولكن شهاب لم يعد يراها وكأنها باتت خارج حساباته
- اعمل ايه اكتر من كده يا شروق... شهاب مش شايفني خالص
التوت شفتي شروق ممتعضة من سلبية صديقتها
- لازم تفضلي حواليه ياشيرين لحد ما ترجعيه ليكي... المعركه مش سهله... اعملي زي ما عملت مع طارق فضلت وراه لحد ما اتجوزنا
قالتها شروق بفخر وهي تُحرك خصلة من شعرها بأنوثه
- شيرين ..شهاب مش لازم يضيع منك من تاني
لتتعلق نظرات شيرين به وهي تزفر أنفاسها تشتاق اليه والي أنفاسه
*****************************************
في لحظة ضعف وجدت نفسها تفكر في كلام خالها ف كريم مازال يتواصل معه يطلب منه عودتها ولم يعد في عدتها الا مجرد ايام... اغمضت عيناها بقوه وهي تتذكر حديث خالها منذ اسبوع
" هتفضلي عايشه لوحدك كده... عمر وخلاص لقي نفسه بره ويعالم هيرجع امتى... ارجعي لجوزك ومش اول ولا اخر راجل يتجوز على مراته والراجل عايزك وشاريكي"
اليأس كان يمتلكها لترفع هاتفها تدون رقمه ولكن للحظه تذكرت كل شئ مرت به معه ومع والدته... نفضت رأسها سريعا تُلقي هاتفها باكية
- لاا ذل تاني لاء
******************************************
اخفي الحج إبراهيم دموعه وهو ينظر لعهد التي اقتربت منه تجثي فوق ركبتيها تخبره عن سعادتها لموافقته على اكمال تعليمها ووقوفه اليوم ضد حامد الذي ثار اليوم عليهم رافضاً ان تتعلم
- هو ليه حامد بيكرهني كده... انا ماليش ذنب في اللي حصل زمان
اغمض الحج ابراهيم عيناه ولحظه وفاه زوجته لا تزال عالقه في قلبه قبل عقله... ليلتها بكى كبكاء الأطفال على محبوبته وابنه عمه
- حامد مش بيكرهك ياعهد... هو بيكره فيروز
فاضت عيناها بالدمع وهي تحمل خطيئة لم ترتكبها ودفعت هي ثمنها
- انا ذنبي ايه... ليه حملتوني الذنب ده
ضم كفها بكفه الذي اخذ يرتعش
- لو هتحملوا الذنب لحد حملوا ليا انا... لاني السبب في كل ده
لم يتحمل ابراهيم كبت دموعه ففاضت عيناه بالدمع
- لما ربنا اداني افتريت على مراتي... هدى مكنش في احن منها
قاطعته بسؤال تعلم اجابته ولكن قلبها كان يود ان يعلم انها ليست وحدها من عانت أنانية والدتها
- ماما كانت وحشه صح
اطرق الحج ابراهيم عيناه بأسي يتذكر اول لقاء بينه وبين فيروز في ذلك الملهي الذي دعاه اليه احد أصدقائه حتى يبسط مزاجه ويري الجمال في أجساد النساء فزوجاتهن اصاحب العباءات المنزليه واللاتي امتلئت اجسادهن رغما عنهم فلم يعدوا يمتوا للنساء بشئ
- امك كانت بتعرف تخلي اعتق راجل يقع تحت رجليها...عجبتني فضلت اجري وراها وانا مش عايز غير نظرة منها... جبتلها الشقه والعربيه اللي شورت عليهم عشان انول الرضا... ويوم ما اتجوزتها اشترط عليها جوازنا يكون في السر وأننا منخلفش لكنها كانت عايزه اكتر من كده كانت عايزانى اطلق هدي... أثرت عليا بجمالها كنت بهين هدى واضربها.. واعيرها بشكلها وجسمها ..وهي مكنش عندها غير دمعتها وتكتم وتسكت... اخواتك لحد دلوقتي مغفروش ليا اللي عملته في امهم... محمود ومحمد مصدقوا يكبروا ويتجوزوا وبعدوا عن البلد كلها مبقتش اشوفهم غير في المناسبات ولما اتعب ويفتكروني بودع...
وابتلع لعابه وطالع ما أمامه بشرود مظلم
- حامد معرفش يطلع غضبه عليا... ومقدرش يعمل زي اخواته ويسبني ورغم كل ده بشوف في عينه اللوم لحد دلوقتي واني كنت السبب....
واردف بندم ينهش قلبه
- حامد هيفضل يطلع غضبه عليكي لحد ما ينسى فيروز وللأسف عمره ما هينساها لانها في ملامحك...
اطرقت عيناها حزناً فهذه الحقيقه تعلمها وكدمات وجهها خير دليلاً لها
- عشان كده يابنتي انتي لازم تتجوزي
اتسعت عيناها وهي تنظر اليه فأي زواج يتحدث عنه والدها... وهو من وعدها انها ستُكمل تعليمها
- قبل ما تفكري انتي لازم تعرفي ان بجوازك هتعرفي تكملي علامك
*****************************************
تقلب في فراشه يُجافيه النوم رغم ارهاقه.. تنهد بسخط يمسح فوق وجهه يعدل من وضع رقدته وحديث صديقه عن عودته لشيرين مُجدداً والتي ينتظرها الجميع مُقتنعين انها الوحيده التي تناسبه والأهم حبها له وتغيرها الواضح
شيرين أصبحت أمامه في كل شئ تقتحم حياته ثانية ولكن المره تقتحمها بهيئة المرأة التي تمناها ان تكون عليها يوماً ولكن الأوان قد فات وانتهت المشاعر داخله...
لا يُنكر ان تغيرها يعجبه ولو كان هذا قد حدث في الماضي لكانوا الآن معاً
نفض رأسه بحنق فهو يدور في نفس الحلقة المغلقة لا يعرف اهو يطردها من عقله ام يشغل عقله بتفاصيلها وتغيرها
- اطلعي من دماغي ياشيرين
هكذا خاطب نفسه وهو ينهض من فوق فراشه مُتجهاً لاسفل راغباً بفنجان من القهوة واسترخاءً مع احد الكتب لعلا عقله ينشغل بين السطور
استرخي في مقعده بغرفة مكتبه مندمجاً يتلذذ بقهوته ولكن استرخاءه لم يدم طويلاً ف صورة أخرى لامرأة بأعين حزينة تستجدي منه عوناً وقد نسيها تماماً وسط مشاغله واكتفي بتحذير ابن أخيه بالبعد عنها
********************************************
دلف لغرفة مكتبه تتبعه سكرتيرته تحمل بين يديها بعض الأوراق التي يجب أن يطلع عليها ويوقعها... ازال سترته يضعها فوق المشبك
- عملتي ايه ف الموضوع اللي قولتلك تهتمي بي
قطبت اميره حاجبيها لا تفهم مقصده
- موضوع ايه يافندم
طرق سطح مكتبه غضباً
- مش قولتلك تتصلي ب مدام قدر تبلغيها تقدم ورقها امتى في شركة الزيني
اتسعت عيني اميره وهي تتذكر ما أمرها به منذ اسبوعين..
اطرقت عيناها ارضاً خوفاً من نظراته الغاضبه
- اسفه يافندم... غصب عني نسيت الشغل كان كتير الفتره اللي فاتت و...
قطع حديثها يرفع سبابته محذراً
- غلطه ومتمناش تتكرر تاني مفهوم
- حاضر يافندم
حركت رأسها تهتف بتعلثم
- هتصل بيها حالا
وضعت الأوراق وفرت من أمامه تفعل ما امرها به
- استنى... هاتي رقمها انا هكلمها
زفرت أنفاسها براحه فقد خشت ان يستمر في توبيخها
- حاضر يافندم
أسرعت نحو مكتبها تجلب رقم تلك الفتاة التي كانت ستكون سبب طردها... حمدت ربها ان الامر انتهى بتحذير لا أكثر
عادت اليه تعطيه رقمها...فرفع شهاب عيناه عن الأوراق ينظر للرقم مُشيراً إليها بالمغادرة
********************************************
صرخ بها منير غير مُصدقاً ما يسمعه
- اخوكي لازم يعرف... مش اخو مراته ينزل يتصرف معاه
وهوي بجسده فوق الاريكة يلتقط أنفاسه بعد ثورته عليها يرمقها وهي تبكي بضعف
- انا كان قلبي حاسس ان في حاجه حصلتلك... ده انتي كنتي متحمسه للشغلانه وفرحانه... ليه ياقدر مجتيش تحكيلي انه بيهددك وخلي مديرك يتحرش بيكي
تعالت شهقاتها بأنكسار تقبض فوق عباءتها المنزليه بقهر
- عشان خاطر عمر هو مصدق يتجوز لبنى وعايشين مبسوطين
واردفت وهي تطرق رأسها
- احنا مش اد الراجل ده... ده راجل مفتري وشراني
- مافيش حل غير انك تتجوزي ومدام مش عايزه تتجوزي كريم يبقى اتجوزي ابن الحج أيمن جارنا ظروفه مناسبه لظروفك واه تربى عياله وتكسبي فيهم ثواب وانتي خلاص عدتك خلصت وتقدري تتجوزي
رنين هاتفها جعل منير ينهض من فوق مقعده يظن ان المتصل ليس إلا عمر وقد اتي اتصاله بوقته
- ده اكيد عمر
التقط هاتفها تتوسل اليه بنظراتها
- بلاش ياخالي... عمر مستني طفل ولبنى ملهاش ذنب
ولكن منير قطب حاجبيه يرمق الرقم
- ده رقم مش دولي
لتشهق خوفاً ان يكون اتصالاً من عاصم يُهددها على عدم تنفيذ اوامره
- مين معايا
طالع شهاب هاتفه متعجباً
- رد يازباله ياحقير... بقى بتتشطر على الولايا
توقف منير عن سبابه يرفع حاحبيه متعجباً الي ان استخرت ملامحه
- اسف يابني... بس ابن اخوك الله يسامحه
وهنا أدرك شهاب ان عاصم لم ولن يكف عن اذيتها... فالنتيحه واضحه
ليبدء منير ف عتابهم وان الأمر لو استمر سيقدم بلاغاً في ابن شقيقه او يُطلق عمر لبنى وينتهوا من كل هذا.
وتلك المره كان بكاء قدر بأحساسها بالأمان بوجوده خالها معها ورغم انها تعلم انه أضعف من ان يقف في وجه تلك العائله الا ان بضعة كلمات جعلتها تدرك انها ليست وحيدة
***************************************
لم يترك خالها شيئاً عن حياتها الا وأخبره به... وشهاب يجلس أمامه يستمع اليه
تولي منير تلك الجلسه وأخرج كل مافي جبعته ليتسأل بعدما أنهى كل شئ متعلق بأبنة شقيقته
- بس انت يابني كنت جاي ليه
ابتسم شهاب بهدوء يعتدل في جلسته فتلك الزيارة لم يكن ينتويها فكل ما كان عازم عليه اعتذار دبلوماسي عن نسيانه لامرها واخبارها ان تذهب لإحدى الشركات لتقديم ورقها ولكن ما سمعه عبر الهاتف وما فعله ابن أخيه مجدداً بعقل غائب ولا يمت للرجال بصله جعله يأتي إليهم
انتظر منير ان يسمع منه سبب قدومه... لتدلف قدر بفنجاني القهوه وهي تشعر بالخجل مما قاله خالها عن حياتها وما عانته مع زوجها الأول ومدح أخلاقها وكأن الرجل أتى لخطبتها
قرار لا يعرف كيف اتخذه ونطق به ولكن شيئاً غريباً كان يدفعه
- انا يشرفني اطلب منك ايد قدر يااستاذ منير