رواية تناديه سيدي الفصل الثامن 8 بقلم صابرين شعبان
الفصل الثامن
واقفة أمامها بإرتباك لا تعرف بما تجيبها فأعادت سؤالها مرة أخرى ..
” لماذا لم تخبريه أين ذهبت سهر تعلمين أنه سيقلق “
قالت سهر بإ تبارك و هى تحني رأسها ..” أسفة سيدتي لقد نسيت الأمر تماماً لن يتكرر ذلك مرة أخرى “
تنهدت فريدة و قالت ..” حسنا سهر أذهبي لتعدي الطعام فطِراد لم يتناول غدائه حتماً هو جائع الآن “
إنصرفت سهر تهز رأسها ..” حسنا سيدتي أسمحي لي “
بعد إنصرافها دلف طِراد للغرفة كان يرتدي ملابسه إستعدادا للخروج أقترب من جدته مقبلا رأسها قائلاً بهدوء ..
” مساء الخير جدتي “
ردت فريدة باسمة و هى تشير للمقعد بجانبها ليجلس ..” مساء الخير حبيبي كيف أنت الآن هل أسترحت قليلاً “
أجاب و هو يجلس كما أشارت عليه بالجلوس ..” نعم أنا بخير جدتي “
قالت فريدة بمرح..” أنت حتماً جائع الآن لقد طلبت من سهر تحضير العشاء و سنتناوله معا فلا تحاول الهرب أرى أنك على وشك الذهاب إلى أين يا ترى “
أجاب طِراد بلامبالاة ..” لدي موعد مع صديق أتى للتو من الخارج ساذهب لرؤيته “
أمسكت بيده و قالت بحزم ..” لا مانع من ذلك إذا تناولت العشاء أولا أنا أعرفك لن تهتم بتناوله إذا خرجت “
رد طِراد بهدوء ..” حسنا جدتي لا ضير من التأخر نصف ساعة على موعدي معه “
بعد قليل أتت سهر تبلغهم أن العشاء قد جهز.. فساعد طِراد جدته على النهوض ليتجه معها لطاولة الطعام ..اجلسها أولا ثم جلس بجانبها .. بعد أن وضعت سهر الطعام أمامهم و إنصرفت قالت فريدة بفرح ..” هل تتذكر وسيم طِراد “
رفع رأسه ينظر إليها بتساؤل ..” ما به جدتي “
قالت فريدة بحماسة ..” لقد عادت والدته هل تصدق هى لم تكن ميته كما ظننا أنا و نجمة “
عقد حاجبيه بضيق و تنفس بعمق ..لما دوماً جدته تأتي على ذكرها في كل أحديثها حتى لو كانت على شئ لا يخصها لما أصبحت تمثل له تهديد سيقلب حياته رأساً على عقب في يوم ما ..” هذا جيد جدتي “
ضحكت فريدة بمكر و قالت ..” لن تصدق ماذا ظنت بنجمة ظنتها زوجة زوجها الذي طلقها منذ فترة قصيرة.. تذكرها تلك المرأة البشعة التي أخبرتك عنها “؟
زم طِراد شفتيه بضيق قائلاً ..” و لم ظنت ذلك بها “
ردت فريدة بلامبالاة ..” لا أعرف ربما لأن وسيم يحبها و هى جميلة للغاية فظنت أنها هى “
عادا للصمت بعد حديث الجدة يتناولان الطعام، كانت تنظر إليه بتفحص يقلب الطعام أمامه بشرود فسألته بهدوء ..” حبيبي ما بك صامت هكذا “
رد طِراد بهدوء ...” لا شئ جدتي “ نظر في ساعة يده و نهض قائلاً ..
” أنا سأذهب الآن لموعدي هل تريدين شيئاً قبل أن أذهب “
تنهدت فريدة بحزن فهو يهرب منها و من الكون كله ..” و لكنك لم تتناول الطعام “
رد طِراد بهدوء ..” لا أشعر أني جائع سأذهب الآن هل تريدين شيئاً “
أجابته بحنان ..” لا حبيبي فقط لا تتأخر في المجئ ليلاً حتى لا أقلق عليك “
هز رأسه بصمت و إنصرف تاركا جدته حائرة في أمره...
**************************
وضعت الطعام أمامهم بصمت ، جلست بجوار وسيم تسكُب في طبقه الكثير من الطعام بدون وعي منها تحت نظراته الجامدة ،فضحك وسيم قائلاً بمرح ..” أمي ما بك لقد أفسدتي الطاولة أنظري لما فعلته“
انتبهت صبا لصوته و نظرت إلى الطبق وجدت أنها تضع الطعام على مفرش الطاولة و ليس في الطبق ..تنهدت بضيق و نهضت قائلة ..
” حبيبي أنا متعبة قليلاً سأذهب لغرفتي عندما تنتهي من طعامك تعال لغرفتي أخبرني حتى أزيل الأطباق “
إنصرفت بصمت متجاهلة وجوده أمامها ذاهبه لغرفتها تحت نظرات وسيم الحائرة الذي التفت لوالده متسألا بقلق ..” ما بها أمي أبي لقد كانت بخير عندما عدنا من الخارج “
أبتسم تامر ليطمئنه ..” لا شئ وسيم ربما متعبة من المكوث معك في الحديقة لوقت طويل ..هيا أنهى طعامك و أذهب لغرفتك و أنا سأذهب لأرها فيما بعد و أطمئن عليها “
عاد وسيم ليكمل طعامه غير منتبه لنظرات والده التي لم تحيد عن باب غرفتها المغلق .. بعد قليل أنهى وسيم طعامه فنهض قائلاً ..” سأذهب لأخبر أمي أني أنهيت طعامي “
نهض تامر يمسك بالطبق أمامه قائلاً ..” لا أذهب أنت لغرفتك و أنا سأزيلها فوالدتك متعبة أذهب و لا تزعجها أتفقنا “
إنصرف وسيم لغرفته حائرا يشعر بالقلق على والدته و لكنه لم يشأ أن يجادل أبيه حتى لا يزعجه .. أنهى تامر تنظيف الأطباق و جلس مفكرا فيما حدث بينهم منذ ساعات ...
**
تنظر إلى أثار يديه على جسدها في المرآة ..لم تصدق أن زوجها الحنون قد يصبح معها وحشاً هكذا .. متناسيا كم كان يحبها و كم كانا سعيدين معا ..لم يشفع لها قولها أنها تحبه بل إجتاحها بكل قسوة و كأنه ينتقم منها لرحيلها منذ سنوات ..وضعت يدها على خصرها تتحسسه بألم متذكرة نظراته لها و حديثه بعد أن إنتهى منها ..نهض يجمع ملابسه ليرتديها قائلاً ببرود ..” هل تعلمين صبا أنا لا أريدك أن تأتي لغرفتي ، بل سأتي أنا إليك ،هل تعلمين لماذا ؟ لأني لا أريد أن يكون لك أثرا في غرفتي سواء شئ منك أو حتى رائحتك ، لا أريد كلما دلفت لغرفتي أتذكر وجودك بها ، سأتي كلما شعرت بالرغبة تجاهك، و لكن لا تنتظري شيئاً آخر “ تركها و غادر الغرفة مغلقاً الباب خلفه بهدوء .
تراجعت من أمام المرآة تستلقي على الفراش بتعب تنظر إلى سقف الغرفة بشرود هل حقاً ستسمح له بذلك ،هل ستتركه يؤذيها كلما رغب متى سينتهي غضبه منها . سمعت صوت فتح الباب فهبت جالسة لتجده يقف هناك ينظر إليها بغموض قائلاً ..” هل أنت متعبة حقاً أم فقط تهربين من رؤيتي أمامك “
أغمضت عينيها بألم قائلة بيأس ..” ماذا تريد تامر هل تريد إيذائي مرة أخرى كما فعلت اليوم “
شعر بالغضب لشعوره نحوها بالحاجة و أن كل ما يريده في هذه اللحظة هو إحتوائها و جعلها ضلع من أضلاعه نبضه من نبضات قلبه نفساً من أنفاسه ..” و أنت صبا ألم تؤذني برحيلك منذ سنوات “
صرخت في وجهه يأسة ..” لم يكونوا سنوات بل خمسة أشهر ..خمسة أشهر فقط ، و الوقت المتبقي كنت أبحث عنكم “
قالت تكمل ببكاء ..” و لكن أنت تامر ماذا فعلت ..تركت بيتنا و أختفيت و تزوجت غيرى ، ألم تكن تنتظر عودتي ، تخلصت من كل ما يتعلق بي و رحلت سريعًا بوسيم لتختفي لماذا ؟ لماذا لم تنتظر فقط عدة أشهر ؟ لترى إن كنت سأعود أم لا !! تحاسبني الأن و أنا من أُحاسب على سنوات طويلة قضيتها في البحث عن طفلي “
عادت إلى الجلوس على الفراش بتعب و أكملت بألم ..” أنت لن تؤذيني مرة أخرى تامر ، أنا لن أسمح لك “
وقف أمامها يضم قبضتيه بجانبه قائلاً بتساؤل ..” أخبريني لماذا ذهبتي بدون إخباري ، ؟ لماذا تركتني و طفلي منذ سنوات صبا أخبريني ؟ “
نظرت إليه بغضب قائلة بسخرية مريرة ..” الآن تسأل تامر الآن ..هل تعلم لم أعد أُبالي إن علمت أم لا ..لم أعد أهتم و الأن أخرج من غرفتي و كما قلت لي منذ قليل أنك لا تريد أثرا لي في غرفتك ، أنا أيضاً لا أريد أثرا لك فيها “ نهضت تنزع عن السرير غطائه و تلقي بها بعنف على الأرض و تلقي بالوسائد تجاهه و هى تصرخ به بغضب ..” أخرج أخرج تامر أنا بت أكرهك تامر أكرهك “
أنهارت على الأرض تبكي بحرقة و هو ينظر إليها بذهول قائلاً بألم ..
” صبا “ ؟
رفعت رأسها بألم تنظر إليه كان يقف أمامها بتشتت ناظرا إليها بألم و حيرة ماذا ترى أيضاً ندم هل هو نادم ينظر حوله كمن لم يعد يفهم شيئاً فشعرت بالغضب منه فنهضت تدفعه تجاه الباب لتخرجه قائلة ..” هيا أذهب لا أريد رؤيتك أذهب بالله عليك “
أمسك بيدها التي تدفعه بقوة ليوقفها كانت تحاول تخليصها منه فضمها بقوة يوقف إنفعالها داخل صدره و هى تصرخ بإنهيار تحاول ضربه لتفرغ فيه إنفعالها و شعوراً بالظلم يقتلها.. أمسك برأسها يثبتها على صدره ليمتص غضبها منه ..شعر بجسدها يرتخي قبل أن تستكين حركتها و تهدء فعلم أنها فقدت وعيها بين ذراعيه ، حملها ليضعها فوق الفراش ينظر إليها بألم و لما أوصلهم إليه بغبائه و تعنته و سماحه لكبريائه بالتحكم به و رفض كل محاولاتها للحديث إمعانا في عقابها ، مر بيده على علامات ذراعيها و خصرها لعنا نفسه على وحشيته معها ذلك الوقت، كل ما كان يتذكره هو رغبته الجامحة بها .. نهض من جوارها وقام بتدثيرها ثم خرج من الغرفة ليغلق الباب خلفه ليجد وسيم يقف بالخارج يرتجف و هو يبكي بخوف .. فعلم أنه سمع صراخها ..أقترب منه ليحتويه بين ذراعيه بحنان ليطمئنه قائلاً ..” لا تخف وسيم أمك ستكون بخير أنا أعدك أني لن أسمح لها بتركنا مرة أخرى “
ضم وسيم والده ..” أنا أحبك أبي أرجوك لا تدعها ترحل أنا أحتاجها “
وجد تامر عينيه تمتلئ بالدموع فضم ولده بقوة و دموعهما تسبق الآخر فقال له بحزم..” أعدك بني أعدك “
********************
دلف لغرفتها الصغيرة التي تتشاركها و جميلة التي كانت غارقة في النوم ..أبتسمت مرحبه و هى تقول بمزاح مرح ..” السيدة المبجلة سناء شرفت غرفتي المتواضعة بالزيارة و بدون سابق تحذير لنعيد ترتيبها إستقبالا لسيادتها “
ضحكت والدتها بمرح ..” بل نصف غرفتك يا فتاة لا تنسي جميلة الجميلات التي تشاركك بها “ ..
تذمرت جميلة قائلة ..” سمعتك أمي “
ضحكت سناء قائلة ..” لها أذنان كبيرتان “
قالت نجمة بخبث ..” ماذا هناك أتية لغرفتنا فجأة “
ردت سناء بمكر ..” حتى لا تستعدو و ترتبان الغرفة أنا أريد القبض عليكم بالجرم المشهود و أرى الفوضى التي تحدثونها بنفسي “
قالت نجمة بخبث ..” ليلاً ..حسنا سأمررها و الآن أخبريني ما الأمر “
أزاحتها سناء جانباً على الفراش لتجلس بجانبها قائلة ..” لا شئ فقط أريد الثرثرة معكي قليلاً هل لديك مانع “
وضعت نجمة رأسها على صدر والدتها تقول بهدوء ..” إسأليني عنه أمي أعرف أنك تريدين معرفة كل شئ عنه لقلقك بشأني و لكن أنا أطمئنك كل شئ بخير لا تقلقي “
تنهد سناء ..” حبيبتي أنا أثق بك و لكن لا أثق بالأخرين يوم أخبرتني أنه أتى ليلاً و لم يمكث خارجا كما أخبر والدك على الهاتف شعرت بالقلق ،و هذا شئ طبيعي أن أخاف عليك أليس كذلك “
هزت رأسها على صدر والدتها بصمت فسألتها سناء ..” هل سيأتي مع جدته حقاً بعد غد “
ردت نجمة بهدوء ..” أجل أعتقد ذلك “
شعرت سناء بالحيرة ..” لما حبيبتي لما أخبرت جدته أن والدك يريد التعرف عليه “
رفعت نجمة رأسها تنظر لوالدتها قائلة بهدوء ..” لقد طلبت الإذن من والدي و هو لم يمانع مجيئه فهو حقاً يريد أن يتعرف عليه و على جدته فريدة“
قالت سناء تسألها ..” قلت لما دعوته نجمة و لم أقل هل طلبت الإذن فأنا أعلم ذلك والدك أخبرني “
تنهدت نجمة و قالت بصوت خافت ..” شعرت أنه وحيد أمي فهو ليس له أصدقاء كثر يقضي معظم وقته في عمله أو مع حِصانه في مزرعته التي تركها له جده يبدو ناقما على الكون متذمرا طوال الوقت هو وحيد للغاية ..جدته فريدة وجدتني على الأقل .. أما هو ليس لديه أحد أحياناً أشعر أنه يكرهني لأخذ مكان في قلب جدته كان من حقه يوماً قبل ظهوري ..و لذلك أريده أن يتعرف على أبي أخوي يتعرف علينا ليشعر بجو العائلة الذي يفتقد إليه هو وجدتي فريدة “
سألتها سناء بحيرة ..” و لما هو هكذا “
أجابت نجمة ببساطة ..” لقد تعرض لحادث.. لم أعرف كيف..و لكن ترك أثره على وجهه مما جعله منغلقا على نفسه “
قالت سناء بدهشة ..” هل هو مشوه لهذه الدرجة “
نفت نجمة الأمر بقوة ..” لا لا تقولي هذا أمي هو جرح بسيط لا يستدعي كل هذه المرارة منه و لكنه شخص عنيد و لا يستمع لأحد “
تفرست سناء في ملامحها قبل أن تقول و هى تنهض من جوارها ..” حسنا بت أنا أيضاً أريد رؤيته و التعرف عليه ..و الآن سأتركك لتنامين حتى تذهبين لعملك باكرا تصبحين على خير “
أبتسمت نجمة..” و أنت بخير أمي “
خرجت سناء فأغلقت نجمة عينيها بهدوء لتغفو سريعًا .
*****************
” تعالي نجمة أجلسي لتناول الفطور معنا “ قالتها فريدة و نجمة تدلف للغرفة فأجابت نجمة باسمة و هى تقترب منها تقبلها على وجنتها ..
” صباح الخير جدتي كيف أصبحتي اليوم “
أجابت فريدة باسمة ..” بخير حبيبتي ..الن تلقي التحية على طِراد “
قالتها بخبث لترتبك نجمة قائلة ..” أسفة لم أنتبه ..صباح الخير سيدي كيف حالك اليوم “
نظر إليها ساخرا و هز رأسه بصمت فغضب منه فريدة و شعرت نجمة بالخجل فقالت ..” جدتي سأنتظرك بالداخل لحين تنتهين “
سألتها فريدة ..” الن تتناولين الفطور “
أبتسمت نجمة و أحمر وجهها حرجا ..فهو يبدو لا يطيق وجودها معهم
” شكراً جدتي سبقتك اليوم .. أنا سأنتظرك بالداخل “
أجابتها فريدة ..” لما لا تسبقيني خارجا للحديقة انتظريني هناك بالكوخ الخشبي الصغير بجوار شجر الليمون ما رأيك “
أبتسمت نجمة ..” فكرة ممتازة جدتي سأنتظرك لا تتأخرين “
إنصرفت نجمة تحت نظراته الحانقة ..التفتت إليه فريدة بضيق ..
” لم تعاملها هكذا بني لقد خجلتها و أحرجتها تعلم أنها تتناول فطورها معنا بناءا على إلحاحي أنظر ماذا فعلت ستظل هكذا لموعد الغداء “
زفر بضيق وقال ..” لا أعرف جدتي أنها تثير أعصابي عندما أراها، لا أعلم لماذا ؟ كل ما أشعر به أني أريد مضايقتها فقط “
تنهدت فريدة بحزن ..” إذن هى معها حق بني أنت فعلاً تكرهها كما قالت لي من قبل “
قال بضيق و هو لا يعرف بما يشعر تجاهها حقاً هل هو كراهيه أم ضيق أم تهديد لكيانه و القشرة القاسية التي يحيط بها نفسه ليحميها ..
” أنا لا أكرهها جدتي أنا فقط ..“
صمت قليلاً ثم نهض من على الطاولة قائلاً ..” أنا سأذهب للعمل لا تنتظريني وقت الغداء لن أتي بعد إذنك جدتي “
إنصرف قبل أن تجيبه أو تسأله شيئاً .
**
أبتسمت فريدة بخبث و هى تراه يقف بعيد عن ناظريها يراقبها و ملامح وجهه جامدة لم تعرف بما يفكر و هو ينظر إليها هكذا .. إذن هو فعلاً لا يكرهها كما تظن هى إستدار لينصرف فأختبأت حتى لا يرها تشاهده فيشعر بالخجل أو الغضب تنهدت براحة ممنية نفسها بقرب موعد رؤيتها لإحفادها قبل رحيلها و الإطمئنان عليه فهو لن يقاوم كثيرا يجب أن تتحدث مع نجمة لترى ما هى مشاعرها تجاهه و لكن ليس الآن فلترى عائلتها أولا و تتعرف عليهم و بعدها تنفيذ خطتها للتقريب بينهم .. تقدمت تتجه إليها و على وجهها إبتسامة واسعة
واقفة أمامها بإرتباك لا تعرف بما تجيبها فأعادت سؤالها مرة أخرى ..
” لماذا لم تخبريه أين ذهبت سهر تعلمين أنه سيقلق “
قالت سهر بإ تبارك و هى تحني رأسها ..” أسفة سيدتي لقد نسيت الأمر تماماً لن يتكرر ذلك مرة أخرى “
تنهدت فريدة و قالت ..” حسنا سهر أذهبي لتعدي الطعام فطِراد لم يتناول غدائه حتماً هو جائع الآن “
إنصرفت سهر تهز رأسها ..” حسنا سيدتي أسمحي لي “
بعد إنصرافها دلف طِراد للغرفة كان يرتدي ملابسه إستعدادا للخروج أقترب من جدته مقبلا رأسها قائلاً بهدوء ..
” مساء الخير جدتي “
ردت فريدة باسمة و هى تشير للمقعد بجانبها ليجلس ..” مساء الخير حبيبي كيف أنت الآن هل أسترحت قليلاً “
أجاب و هو يجلس كما أشارت عليه بالجلوس ..” نعم أنا بخير جدتي “
قالت فريدة بمرح..” أنت حتماً جائع الآن لقد طلبت من سهر تحضير العشاء و سنتناوله معا فلا تحاول الهرب أرى أنك على وشك الذهاب إلى أين يا ترى “
أجاب طِراد بلامبالاة ..” لدي موعد مع صديق أتى للتو من الخارج ساذهب لرؤيته “
أمسكت بيده و قالت بحزم ..” لا مانع من ذلك إذا تناولت العشاء أولا أنا أعرفك لن تهتم بتناوله إذا خرجت “
رد طِراد بهدوء ..” حسنا جدتي لا ضير من التأخر نصف ساعة على موعدي معه “
بعد قليل أتت سهر تبلغهم أن العشاء قد جهز.. فساعد طِراد جدته على النهوض ليتجه معها لطاولة الطعام ..اجلسها أولا ثم جلس بجانبها .. بعد أن وضعت سهر الطعام أمامهم و إنصرفت قالت فريدة بفرح ..” هل تتذكر وسيم طِراد “
رفع رأسه ينظر إليها بتساؤل ..” ما به جدتي “
قالت فريدة بحماسة ..” لقد عادت والدته هل تصدق هى لم تكن ميته كما ظننا أنا و نجمة “
عقد حاجبيه بضيق و تنفس بعمق ..لما دوماً جدته تأتي على ذكرها في كل أحديثها حتى لو كانت على شئ لا يخصها لما أصبحت تمثل له تهديد سيقلب حياته رأساً على عقب في يوم ما ..” هذا جيد جدتي “
ضحكت فريدة بمكر و قالت ..” لن تصدق ماذا ظنت بنجمة ظنتها زوجة زوجها الذي طلقها منذ فترة قصيرة.. تذكرها تلك المرأة البشعة التي أخبرتك عنها “؟
زم طِراد شفتيه بضيق قائلاً ..” و لم ظنت ذلك بها “
ردت فريدة بلامبالاة ..” لا أعرف ربما لأن وسيم يحبها و هى جميلة للغاية فظنت أنها هى “
عادا للصمت بعد حديث الجدة يتناولان الطعام، كانت تنظر إليه بتفحص يقلب الطعام أمامه بشرود فسألته بهدوء ..” حبيبي ما بك صامت هكذا “
رد طِراد بهدوء ...” لا شئ جدتي “ نظر في ساعة يده و نهض قائلاً ..
” أنا سأذهب الآن لموعدي هل تريدين شيئاً قبل أن أذهب “
تنهدت فريدة بحزن فهو يهرب منها و من الكون كله ..” و لكنك لم تتناول الطعام “
رد طِراد بهدوء ..” لا أشعر أني جائع سأذهب الآن هل تريدين شيئاً “
أجابته بحنان ..” لا حبيبي فقط لا تتأخر في المجئ ليلاً حتى لا أقلق عليك “
هز رأسه بصمت و إنصرف تاركا جدته حائرة في أمره...
**************************
وضعت الطعام أمامهم بصمت ، جلست بجوار وسيم تسكُب في طبقه الكثير من الطعام بدون وعي منها تحت نظراته الجامدة ،فضحك وسيم قائلاً بمرح ..” أمي ما بك لقد أفسدتي الطاولة أنظري لما فعلته“
انتبهت صبا لصوته و نظرت إلى الطبق وجدت أنها تضع الطعام على مفرش الطاولة و ليس في الطبق ..تنهدت بضيق و نهضت قائلة ..
” حبيبي أنا متعبة قليلاً سأذهب لغرفتي عندما تنتهي من طعامك تعال لغرفتي أخبرني حتى أزيل الأطباق “
إنصرفت بصمت متجاهلة وجوده أمامها ذاهبه لغرفتها تحت نظرات وسيم الحائرة الذي التفت لوالده متسألا بقلق ..” ما بها أمي أبي لقد كانت بخير عندما عدنا من الخارج “
أبتسم تامر ليطمئنه ..” لا شئ وسيم ربما متعبة من المكوث معك في الحديقة لوقت طويل ..هيا أنهى طعامك و أذهب لغرفتك و أنا سأذهب لأرها فيما بعد و أطمئن عليها “
عاد وسيم ليكمل طعامه غير منتبه لنظرات والده التي لم تحيد عن باب غرفتها المغلق .. بعد قليل أنهى وسيم طعامه فنهض قائلاً ..” سأذهب لأخبر أمي أني أنهيت طعامي “
نهض تامر يمسك بالطبق أمامه قائلاً ..” لا أذهب أنت لغرفتك و أنا سأزيلها فوالدتك متعبة أذهب و لا تزعجها أتفقنا “
إنصرف وسيم لغرفته حائرا يشعر بالقلق على والدته و لكنه لم يشأ أن يجادل أبيه حتى لا يزعجه .. أنهى تامر تنظيف الأطباق و جلس مفكرا فيما حدث بينهم منذ ساعات ...
**
تنظر إلى أثار يديه على جسدها في المرآة ..لم تصدق أن زوجها الحنون قد يصبح معها وحشاً هكذا .. متناسيا كم كان يحبها و كم كانا سعيدين معا ..لم يشفع لها قولها أنها تحبه بل إجتاحها بكل قسوة و كأنه ينتقم منها لرحيلها منذ سنوات ..وضعت يدها على خصرها تتحسسه بألم متذكرة نظراته لها و حديثه بعد أن إنتهى منها ..نهض يجمع ملابسه ليرتديها قائلاً ببرود ..” هل تعلمين صبا أنا لا أريدك أن تأتي لغرفتي ، بل سأتي أنا إليك ،هل تعلمين لماذا ؟ لأني لا أريد أن يكون لك أثرا في غرفتي سواء شئ منك أو حتى رائحتك ، لا أريد كلما دلفت لغرفتي أتذكر وجودك بها ، سأتي كلما شعرت بالرغبة تجاهك، و لكن لا تنتظري شيئاً آخر “ تركها و غادر الغرفة مغلقاً الباب خلفه بهدوء .
تراجعت من أمام المرآة تستلقي على الفراش بتعب تنظر إلى سقف الغرفة بشرود هل حقاً ستسمح له بذلك ،هل ستتركه يؤذيها كلما رغب متى سينتهي غضبه منها . سمعت صوت فتح الباب فهبت جالسة لتجده يقف هناك ينظر إليها بغموض قائلاً ..” هل أنت متعبة حقاً أم فقط تهربين من رؤيتي أمامك “
أغمضت عينيها بألم قائلة بيأس ..” ماذا تريد تامر هل تريد إيذائي مرة أخرى كما فعلت اليوم “
شعر بالغضب لشعوره نحوها بالحاجة و أن كل ما يريده في هذه اللحظة هو إحتوائها و جعلها ضلع من أضلاعه نبضه من نبضات قلبه نفساً من أنفاسه ..” و أنت صبا ألم تؤذني برحيلك منذ سنوات “
صرخت في وجهه يأسة ..” لم يكونوا سنوات بل خمسة أشهر ..خمسة أشهر فقط ، و الوقت المتبقي كنت أبحث عنكم “
قالت تكمل ببكاء ..” و لكن أنت تامر ماذا فعلت ..تركت بيتنا و أختفيت و تزوجت غيرى ، ألم تكن تنتظر عودتي ، تخلصت من كل ما يتعلق بي و رحلت سريعًا بوسيم لتختفي لماذا ؟ لماذا لم تنتظر فقط عدة أشهر ؟ لترى إن كنت سأعود أم لا !! تحاسبني الأن و أنا من أُحاسب على سنوات طويلة قضيتها في البحث عن طفلي “
عادت إلى الجلوس على الفراش بتعب و أكملت بألم ..” أنت لن تؤذيني مرة أخرى تامر ، أنا لن أسمح لك “
وقف أمامها يضم قبضتيه بجانبه قائلاً بتساؤل ..” أخبريني لماذا ذهبتي بدون إخباري ، ؟ لماذا تركتني و طفلي منذ سنوات صبا أخبريني ؟ “
نظرت إليه بغضب قائلة بسخرية مريرة ..” الآن تسأل تامر الآن ..هل تعلم لم أعد أُبالي إن علمت أم لا ..لم أعد أهتم و الأن أخرج من غرفتي و كما قلت لي منذ قليل أنك لا تريد أثرا لي في غرفتك ، أنا أيضاً لا أريد أثرا لك فيها “ نهضت تنزع عن السرير غطائه و تلقي بها بعنف على الأرض و تلقي بالوسائد تجاهه و هى تصرخ به بغضب ..” أخرج أخرج تامر أنا بت أكرهك تامر أكرهك “
أنهارت على الأرض تبكي بحرقة و هو ينظر إليها بذهول قائلاً بألم ..
” صبا “ ؟
رفعت رأسها بألم تنظر إليه كان يقف أمامها بتشتت ناظرا إليها بألم و حيرة ماذا ترى أيضاً ندم هل هو نادم ينظر حوله كمن لم يعد يفهم شيئاً فشعرت بالغضب منه فنهضت تدفعه تجاه الباب لتخرجه قائلة ..” هيا أذهب لا أريد رؤيتك أذهب بالله عليك “
أمسك بيدها التي تدفعه بقوة ليوقفها كانت تحاول تخليصها منه فضمها بقوة يوقف إنفعالها داخل صدره و هى تصرخ بإنهيار تحاول ضربه لتفرغ فيه إنفعالها و شعوراً بالظلم يقتلها.. أمسك برأسها يثبتها على صدره ليمتص غضبها منه ..شعر بجسدها يرتخي قبل أن تستكين حركتها و تهدء فعلم أنها فقدت وعيها بين ذراعيه ، حملها ليضعها فوق الفراش ينظر إليها بألم و لما أوصلهم إليه بغبائه و تعنته و سماحه لكبريائه بالتحكم به و رفض كل محاولاتها للحديث إمعانا في عقابها ، مر بيده على علامات ذراعيها و خصرها لعنا نفسه على وحشيته معها ذلك الوقت، كل ما كان يتذكره هو رغبته الجامحة بها .. نهض من جوارها وقام بتدثيرها ثم خرج من الغرفة ليغلق الباب خلفه ليجد وسيم يقف بالخارج يرتجف و هو يبكي بخوف .. فعلم أنه سمع صراخها ..أقترب منه ليحتويه بين ذراعيه بحنان ليطمئنه قائلاً ..” لا تخف وسيم أمك ستكون بخير أنا أعدك أني لن أسمح لها بتركنا مرة أخرى “
ضم وسيم والده ..” أنا أحبك أبي أرجوك لا تدعها ترحل أنا أحتاجها “
وجد تامر عينيه تمتلئ بالدموع فضم ولده بقوة و دموعهما تسبق الآخر فقال له بحزم..” أعدك بني أعدك “
********************
دلف لغرفتها الصغيرة التي تتشاركها و جميلة التي كانت غارقة في النوم ..أبتسمت مرحبه و هى تقول بمزاح مرح ..” السيدة المبجلة سناء شرفت غرفتي المتواضعة بالزيارة و بدون سابق تحذير لنعيد ترتيبها إستقبالا لسيادتها “
ضحكت والدتها بمرح ..” بل نصف غرفتك يا فتاة لا تنسي جميلة الجميلات التي تشاركك بها “ ..
تذمرت جميلة قائلة ..” سمعتك أمي “
ضحكت سناء قائلة ..” لها أذنان كبيرتان “
قالت نجمة بخبث ..” ماذا هناك أتية لغرفتنا فجأة “
ردت سناء بمكر ..” حتى لا تستعدو و ترتبان الغرفة أنا أريد القبض عليكم بالجرم المشهود و أرى الفوضى التي تحدثونها بنفسي “
قالت نجمة بخبث ..” ليلاً ..حسنا سأمررها و الآن أخبريني ما الأمر “
أزاحتها سناء جانباً على الفراش لتجلس بجانبها قائلة ..” لا شئ فقط أريد الثرثرة معكي قليلاً هل لديك مانع “
وضعت نجمة رأسها على صدر والدتها تقول بهدوء ..” إسأليني عنه أمي أعرف أنك تريدين معرفة كل شئ عنه لقلقك بشأني و لكن أنا أطمئنك كل شئ بخير لا تقلقي “
تنهد سناء ..” حبيبتي أنا أثق بك و لكن لا أثق بالأخرين يوم أخبرتني أنه أتى ليلاً و لم يمكث خارجا كما أخبر والدك على الهاتف شعرت بالقلق ،و هذا شئ طبيعي أن أخاف عليك أليس كذلك “
هزت رأسها على صدر والدتها بصمت فسألتها سناء ..” هل سيأتي مع جدته حقاً بعد غد “
ردت نجمة بهدوء ..” أجل أعتقد ذلك “
شعرت سناء بالحيرة ..” لما حبيبتي لما أخبرت جدته أن والدك يريد التعرف عليه “
رفعت نجمة رأسها تنظر لوالدتها قائلة بهدوء ..” لقد طلبت الإذن من والدي و هو لم يمانع مجيئه فهو حقاً يريد أن يتعرف عليه و على جدته فريدة“
قالت سناء تسألها ..” قلت لما دعوته نجمة و لم أقل هل طلبت الإذن فأنا أعلم ذلك والدك أخبرني “
تنهدت نجمة و قالت بصوت خافت ..” شعرت أنه وحيد أمي فهو ليس له أصدقاء كثر يقضي معظم وقته في عمله أو مع حِصانه في مزرعته التي تركها له جده يبدو ناقما على الكون متذمرا طوال الوقت هو وحيد للغاية ..جدته فريدة وجدتني على الأقل .. أما هو ليس لديه أحد أحياناً أشعر أنه يكرهني لأخذ مكان في قلب جدته كان من حقه يوماً قبل ظهوري ..و لذلك أريده أن يتعرف على أبي أخوي يتعرف علينا ليشعر بجو العائلة الذي يفتقد إليه هو وجدتي فريدة “
سألتها سناء بحيرة ..” و لما هو هكذا “
أجابت نجمة ببساطة ..” لقد تعرض لحادث.. لم أعرف كيف..و لكن ترك أثره على وجهه مما جعله منغلقا على نفسه “
قالت سناء بدهشة ..” هل هو مشوه لهذه الدرجة “
نفت نجمة الأمر بقوة ..” لا لا تقولي هذا أمي هو جرح بسيط لا يستدعي كل هذه المرارة منه و لكنه شخص عنيد و لا يستمع لأحد “
تفرست سناء في ملامحها قبل أن تقول و هى تنهض من جوارها ..” حسنا بت أنا أيضاً أريد رؤيته و التعرف عليه ..و الآن سأتركك لتنامين حتى تذهبين لعملك باكرا تصبحين على خير “
أبتسمت نجمة..” و أنت بخير أمي “
خرجت سناء فأغلقت نجمة عينيها بهدوء لتغفو سريعًا .
*****************
” تعالي نجمة أجلسي لتناول الفطور معنا “ قالتها فريدة و نجمة تدلف للغرفة فأجابت نجمة باسمة و هى تقترب منها تقبلها على وجنتها ..
” صباح الخير جدتي كيف أصبحتي اليوم “
أجابت فريدة باسمة ..” بخير حبيبتي ..الن تلقي التحية على طِراد “
قالتها بخبث لترتبك نجمة قائلة ..” أسفة لم أنتبه ..صباح الخير سيدي كيف حالك اليوم “
نظر إليها ساخرا و هز رأسه بصمت فغضب منه فريدة و شعرت نجمة بالخجل فقالت ..” جدتي سأنتظرك بالداخل لحين تنتهين “
سألتها فريدة ..” الن تتناولين الفطور “
أبتسمت نجمة و أحمر وجهها حرجا ..فهو يبدو لا يطيق وجودها معهم
” شكراً جدتي سبقتك اليوم .. أنا سأنتظرك بالداخل “
أجابتها فريدة ..” لما لا تسبقيني خارجا للحديقة انتظريني هناك بالكوخ الخشبي الصغير بجوار شجر الليمون ما رأيك “
أبتسمت نجمة ..” فكرة ممتازة جدتي سأنتظرك لا تتأخرين “
إنصرفت نجمة تحت نظراته الحانقة ..التفتت إليه فريدة بضيق ..
” لم تعاملها هكذا بني لقد خجلتها و أحرجتها تعلم أنها تتناول فطورها معنا بناءا على إلحاحي أنظر ماذا فعلت ستظل هكذا لموعد الغداء “
زفر بضيق وقال ..” لا أعرف جدتي أنها تثير أعصابي عندما أراها، لا أعلم لماذا ؟ كل ما أشعر به أني أريد مضايقتها فقط “
تنهدت فريدة بحزن ..” إذن هى معها حق بني أنت فعلاً تكرهها كما قالت لي من قبل “
قال بضيق و هو لا يعرف بما يشعر تجاهها حقاً هل هو كراهيه أم ضيق أم تهديد لكيانه و القشرة القاسية التي يحيط بها نفسه ليحميها ..
” أنا لا أكرهها جدتي أنا فقط ..“
صمت قليلاً ثم نهض من على الطاولة قائلاً ..” أنا سأذهب للعمل لا تنتظريني وقت الغداء لن أتي بعد إذنك جدتي “
إنصرف قبل أن تجيبه أو تسأله شيئاً .
**
أبتسمت فريدة بخبث و هى تراه يقف بعيد عن ناظريها يراقبها و ملامح وجهه جامدة لم تعرف بما يفكر و هو ينظر إليها هكذا .. إذن هو فعلاً لا يكرهها كما تظن هى إستدار لينصرف فأختبأت حتى لا يرها تشاهده فيشعر بالخجل أو الغضب تنهدت براحة ممنية نفسها بقرب موعد رؤيتها لإحفادها قبل رحيلها و الإطمئنان عليه فهو لن يقاوم كثيرا يجب أن تتحدث مع نجمة لترى ما هى مشاعرها تجاهه و لكن ليس الآن فلترى عائلتها أولا و تتعرف عليهم و بعدها تنفيذ خطتها للتقريب بينهم .. تقدمت تتجه إليها و على وجهها إبتسامة واسعة