رواية عشق بين نيران الزهار الفصل السادس 6 بقلم سعاد محمد سلامة
الشعله السادسه 🔥
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل والد مروه قبل قليل
وقفت هبه أمام المرأه تعدل حجابها قائله بتذمر:
منك لله يا قاسم يا آمين، كان حد قالك نادى بتعليم المرأه ما كنا مستتين ومتهنين، لازمتها أيه السحله اللى إحنا فيها دى،والنبى الواحده فينا مالها غير جيب جوزها تشحوره،وعيالها تتطلع فيهم غُلبها منهم هما وأبوهم،أنا خلاص مش عاوزه أكمل تعليمى أنا عايزه أتجوز ، أنا لو عدت علياالسنه دى، ولسه فيا عقل يبقى إنكتب لى عمر جديد،قال ثانويه عامه قال،ماله الجواز،دا حتى جواز البنات سُتره.
تبسمت لها مروه قائله:لأ إجمدى كده من أراد العُلا سهر الليالى.
ردت هبه:مش عاوزه عُلا،ولا سهر،أنا عاوزه أتجوز وأخلف ولدين توأم ألعب معاهم.
تبسمت مروه قائله:يا بنتى مستقبلك فى شهادتك،اللى هتبقى فى إيدك وبعدين ما إحنا مر علينا قبل حوار الثانويه العامه ده قبلك،وأهو،عندك ليلى أهى السنه اللى فاتت كانت زيك كده مسحوله ،ودخلت الجامعه اللى كان نفسها فيها عقبالك يا بشمهندسه،مش نفسك تبقى مهندسه برضوا.
ردت هبه:أه نفسى أدخل هندسه بيترول،متعرفوش شركات البترول دى بتقبض بالدولار.
تبسمت مروه قائله:ربنا ينولك مرادك،وبلاش عويلك ده كل شويه.
تبسمت هبه لمروه،ثم نظرت ناحية ليلى الجالسه على الفراش لا تشاركن المُزاح كعادتها.
نظرت مروه وهبه لبعضن،ثم نظرن بأتجاه ليلى،مستغربتان،فهى لا تشاركهن المزح كعادتهن.
أقتربتا من فراش ليلى،كل منهم جلست على ناحيه،تحدثت مروه:فى ايه يا لولا مش عادتك ساكته ليه،ومش هتقومى تجهزى علشان تروحى للجامعه النهارده!
ردت ليلى:لأ مش هروح الجامعه،النهارده.
تعجبن هبه ومروه وقالت هبه:عجيبه ليه مش هتروحى النهارده؟
ردت ليلى بإخفاء:عندى صداع وشاكلى داخله على دور برد،ويمكن لو روحت للجامعه،يزيد عليا التعب.
تلهفن الاثنتين عليها وتوجهن لفراشها قالت،مروه:
إ انا صحيت الفجر على صوت هلوستك سمعتك تهلوسى،بس مأخدتش بالى قولت ،نايمه و بتتكلم وهى بتحلم،زى عادتها ساعات كتير،بتتكلمى وأنتي نايمه.
ردت ليلى بخيفه قليلاً قائله:كنت بقول أيه المره دى؟
ردت مروه:بصراحه مفسرتش ولا كلمه من كلامك،حتى قولتلك أنتى صاحيه يا ليلى،ردتى عليا وقولتى أيوا،بس بعدها نمتى تانى بسرعه،هطلع أقول ل ماما تعملك،شاى بلمون،وتجيبلك مضاد حيوى للبرد،وو….
قاطعتها ليلى قائله:لأ بلاش تقولى لماما،أنى تعبانه بلاش تُخضيها،أنا هقوم اخد حبايتن مُسكن وبعدها هنام،ولما هصحى،هبقى كويسه،ويلا كل واحده تشوف طريقها ومتقلقوش عليا،أنا زى القطط،كل شويه بحال،قبل ما ترجعوا من اماكنكم هكون بقيت زى القرد.
تبسمن لها وقالت هبه:تمام انا عندى درس كمان ساعه لازم الحقه أول ما اطلع من الحصه هتصل أطمن عليكي،بس ردى متخافيش،على رصيد الموبايل،أنا خلاص حولت لنظام باقه،شهريه،زيك كده،هتكلم بقى براحتى من غير ما يقولى لقد نفذ رصيدكم،برجاء شحت الرصيد.
تبسمت ليلى قائله:شحن،مش شحت،يا متسوله.
تبسمت هبه قائله:والله شركة التليفونات دى،بتحسسنى أننا بنشحت منها،وهى بخيله،تصدقى،بفكر ابقى مهندسة إتصالات وأشتغل معاهم وأسرق العملاء.
تبسمت مروه قائله:ومهندسين البترول واللى بيقبضوا بالدولار.
فكرت هبه ثم تبسمت قائله:لأ الدولارات تكسب،يلا انا همشى يا بنات وادعولى،انول اللى عاوزاه،وانا أبشرقكم،وقتها وهخليكم تحولوا تليفوناتكم من كارت لخط،سلامى لجميلاتى.
تبسمن هبه ومروه حين أرسلت،لهن هبه قُبلات بالهواء،وهى تغادر الغرفه.
نظرت ليلى ل مروه قائله:وانتى مش هتمشى علشان تلحقى باص المدرسه.
نهضت مروه من على الفراش،سريعا قائله:
تصدقى نسيت،هاخد شنتطى واجرى،ألحقه،يلا هتصل أطمن عليكى،وانا فى المدرسه.
تبسمت ليلى لها قائله:لأ أطمنى انا شويه وهبقى كويسه،هما شوية برد صغيرين،يمكن من تغير الطقس كل شويه،إنتى عارفه جو الربيع،يوم يبقى دافى،ويوم برد ويوم نصه برد ونصه دافى ومع ذالك هو أحلى فصول السنه، بيجيب طقس الاربع مواسم،فى يوم واحد.
تبسمت مروه لها قائله:تمام همشى أنا بقى،يارب أرجع القاكى بقيتى بخير.
تبسمت ليلى،وتنهدت بعد ان خرجت مروه،دون وعى منها نزلت دموع عيناها،تشعر بالم بكل جسدها،لا الألم يسكن روحها،ما مرت به ليلة أمس ليس بهين،كانت على شفا خطوه واحده من الأغتصاب،والقتل أيضاً،وهنالك وخز قوى ينخر قلبها لا تعرف سببه،وسيم ظلمها حين ظن أنها كانت ساهره بذالك الزفاف،الأ يعلم انها لا تحب تلك المناظر الفارغه ولا تستهويها،تعلم ان تلك المناظر ما هى الا لعب باحلام الفقراء البسطاء،يتلاعبون بمشاعر البسطاء بخبث نواياهم التى يريدون الفصول إليها،دهساً على أحلامهم البسيطه،عقلها حائر ماذا تفعل الآن هى لا تريد أن تدافع عن نفسها،بشئ لم تفعله،هى غير قادره على مواجهته والدفاع عن نفسها.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل هاشم الزهار.
نزل وسيم،تقابل مع إحدى الخادمات التى قالت له:مدام مُهره،فى أوضة السفره مستنيه حضرتك،يا دكتور وسيم.
رد وسيم:
تمام أنا رايح لها.
توجه وسيم الى غرفة السفره،تبسم قائلاً:صباح الجمال عالمُهره اللى مع كل طلعة شمس بتزيد جمال.
تبسمت مُهره قائله:صباح السعاده،ايه أخرك فى الصحيان النهارده كده،سهرة ليلة إمبارح هى السبب أكيد.
تبسم وسيم قائلاً: مش عارف،يمكن تكون السبب،حتى لما رجعنا من الفرح جالى آرق،ومنمتش غير بعد الفجر.
تبسمت مُهره بمكر قائله:وأيه سبب الآرق اللى جالك،كنت بتفكر فى أيه،شاغل عقلك.
تبسم وسيم قائلاً:شاغلنى المُهره الجميله اللى كانت إمبارح فى الفرح،ملكه.
تبسمت مُهره قائله:أنا فعلاً إمبارح وأنا قاعده وأنت وولاد رضوان إبن عمى قاعدين حواليا كنت الملكه وجنبها فرسانها،وكمان مبسوطه قوى إن لسه علاقتك برامى،زى زمان البُعد مغيرش من مشاعركم لبعض.
تبسم وسيم قائلاً:قصدك لسه الأخوه أعداء.
تبسمت مُهره:عمر الأخوه ما يبقوا أعداء،بس بقى قولى، مفيش بنوته كده شغلت قلب وسيمى،نفسى أبقى جده،قريب.
تبسم وسيم،لا يعرف لما هفوت على خياله تلك الرقيقه الخجوله التى قابلها بالصيدليه،لكن بنفس الوقت تذكر،تلك الدبش ولديه شغف معرفة حالها الآن،لكن قال:
تقدرى تقولى فى ومفيش،لسه مش محدد إختياري،بس أكيد هتبقى أول حد أقوله،أمال مين اللى هيطلبهالى،وتعمل مارى منيب،وتديها حباية البندق تكسرها بسنانها علشان تطمن صحتها كويسه أو لأ.
تبسمت مُهره:عيب عليك أنا هبقى حما من النوعيه دى،برضوا،بس أتمنى،تتوفق فى إختيارك.
تبسم وسيم:يارب،بقولك أيه مش كان فى سايس،بيشتغل عندنا زمان،أنا فاكر إسمه صفوان المنسى.
تبسمت مُهره:ايوا بتسأل ليه،بس ده ساب الشغل عندنا من مده،ورجع من تانى يشتغل فى مزرعة ولاد،رضوان،ليه بتسأل.
رد وسيم:مفيش،بس انا فاكر إن قبل ما أسافر البعثه كان بيشتغل هنا فى المزرعه،أصلى قابلته من كام يوم صدفه فى الطريق وأفتكرته.
تنهدت مُهره:هو فى الأصل كان بيشتغل فى مزرعة رضوان الله يرحمه،بس لما مزرعة رضوان إتحرقت وولاده سابوا البلد وراحوا عاشوا مع جدتهم فى اسكندريه،جه أشتغل مع هاشم،بس لما رجعوا ولاد رضوان للبلد تانى،هو رجع يشتغل عندهم من تانى،ومش بس هو،فى عمال كتير،كانوا بيشتغلوا فى مزرعتنا،ولما رجع ولاد رضوان،راحوا،يشتغلوا عندهم،وده كل بسبب معاملة هاشم لهم بغطرسه،كآنهم عبيد عنده،كانوا زمان بيقبلوا لأن مكنش قدامهم غيره،لكن العمال غلابه،وتبع لقمة عيشهم،وولاد رضوان قدموا لهم آجر أفضل،وكمان معامله أفضل من هاشم.
رد وسيم:فعلاً العمال غلابه وتبع لقمة عيشهم، وأنا زمان شوفت معاملة خالى هاشم للعمال، شوفته مره، كان بيجلد واحد من العمال، علشان سبب بسيط، أنه إتأخر فى سرج الحصان له، بس ده طبعاً هيتغير برجعتى أطمنى، وطبعاً صفوان ده رجع تانى لمزرعه ولاد عمى،رضوان،هو عنده أسره ومُلزم بها،فإن كان زمان محتاج وقابل طريقة خالى هاشم فى الشغل،بالطريقه دى ،زى بقية العمال اللى كانوا بيشتغلوا،عند عمى،رضوان،و والحوجه خلتهم أشتغلوا وإتحملوا قسوة خالى هاشم،دلوقتي مش مُجبر يتحمل طريقته الفظه،والقاسيه فساب الشغل هنا،بس متعرفيش،عنده ولاد قد أيه.
ردت مُهره:أنا معرفش عنده ولاد قد ايه،اللى شوفتها بنت،كانت مع مامتها فى فرح إبن عضو مجلس الشعب،بس ليه شاغل عقلك الراجل ده.
رد وسيم:مفيش مجرد فضول مش أكتر،هقوم أنا بقى عندى محاضرات فى الجامعه،وبعدها هرجع على مزرعة الخيل،فى كذا حصان كده، ضعفانين شكلهم مش عاجبنى،وكمان فى بعض السُلالات مش موجوده عندنا فى المزرعه، هروح،أشوف سبب ضعفهم ده وأعالجهم،وكمان هبدأ أباشر مزرعة مع خالى هاشم،لازم المزرعه ترجع زى سابق عهدها،مش حقى فيها التلت.
تبسمت مُهره قائله:مش التلت بس إنت لك التلتين،وبتمنى،ترجع المزرعه،لزهوتها زى زمان،ولاد الزهار كان بينهم منافسه شريفه فى تربية الخيول،أتمنى،يبقى بينك وبين،ولاد رضوان منافسه شريفه،وتكون فارس زى باباك.
تبسم وسيم قائلاً:هترجع إنشاء الله وإبن ‘جلال الشامى” هيبقى أقوى منافس لولاد،بس منافسه بشرف الفرسان،أشوفك المسا عالعشا.
قال وسيم هذا وغادر الغرفه،لكن دخلت إحدى الخادمات ومعها باقة زهور قائله:
مدام مُهره،بوكيه الورد ده،واحد من محل ورد،عطاه لحارس من اللى على بوابة البيت،ومعاه الظرف ده لحضرتك.
أخذت مُهره بوكيه الزهور،وذالك الظرف من الخادمه،ونهضت من أمام السفره قائله:هاتيلى قهوتى،التراس.
ذهبت مُهره الى تلك الشُرفه الكبيره المُطله على حديفة المنزل وجلست على أحد المقاعد،تستنشق رائحه تلك الزهور الخلابه،انها نوع الزهور المفضل،لديها،ثم فتحت،ذالك الظرف الذى فاح بعطر زهرة(الليليان) “شقائق النُعمان”
تعجبت كثيراً،من الذى أرسل هذه الزهور ومعها ذالك الظرف،فتحت ورقة الرساله.
وقرأت محتواها،بصوت قائله:
حتى الزهور اليانعه، تستطيع المُهره،بحضورها أخذ الجمال منها تصبح باهتة الألوان،خالية العبق،مازالتِ،المُهره التى أُفتتن بها بستاني،أصبحتِ (زهرة الليليان،شقائق قلب النُعمانِ) مازلت على وعدى،لم أهوى أى إمرأه،عدت لا أعلم،لما،ربما لأنهى حياتى،بمكان فقدت فيه قلبى،أريد أن أدفن،هنا،يا “ملكة الزهار”
أغلقت الرساله،وإرتجف قلبها،أيُعقل أن البستانى مازال حي يتذكرها،يتذكر من رفضت حبهُ يوماً،وفضلت حب مُخادع سقطت ببراثن خداعه،لكن لما عاد الآن،حقاً ببعض مساحيق التجميل البسيطه،عادت النضاره لوجهى،لكن شيب القلب كيف يعود صبياً.
…….ــــــــــــــــــ
كان يُعصب عين تلك الطبيبه بشريط أخضر،يمسك بيدها،تسير معه الى أن اقترب من مكان وقوف أحدى المُهرات ،بأستطبل الخيل الخاص،به،تبسم وهو يفُك عُصابة عيناه، فتحت عيناها لترى أمامها إحدى المُهرات،وقالت له ببسمه رقيقه:هاشم!
الفَرسه دى جميله قوى،وشكلها قويه.
تبسم قائلاً: الفرسه دى تشبهك.
تبسمت زينب له برقه،ونظرت له وهو يسير،الى أن وقف خلفها،وأحاط خصرها بيدهُ وإقترب منها بشده يستنشق عبقها،الذى يأسره،وإنحنى وكاد يُلثم عُنقها،بقبلاته،،،،،
لكن إستقيظ متذمراً،بسبب صوت ذالك الهاتف،المُزعج،الذى قطع عليه ذالك الحلم الجميل،كان قريب من تلك الطبيبه التى بدأت تستحوذ بمكانه خاص لديه،
مد يدهُ وجذب الهاتف،حين علم من يتصل عليه،نفخ بسأم،فى البدايه فكر فى عدم الرد وكان سيترك الهاتف،يرن،لكن،جاء للهاتف،رساله،جعلته يرد على رنين الهاتف،بأستهجان قائلاً:
بتتصل عليا بدرى كده ليه اللى أعرفه إنك بتصحى متأخر.
رد الآخر:إتصلت عليك أكتر من مره فى اوقات مختلفه مكنتش بترد،ليه بتطنش،إتصالاتى،عالعموم مش ده المهم عندى دلوقتي،أنا متصل عليك محتاج لمبلغ مالى.
رد هاشم:منين المزرعه مبقتش زى الأول من يوم ما رجع أبن رضوان هنا،ياما قولت لك حاول تسيطر عليه،لما كان تحت إيدك فى إسكندريه،بس هقول أيه طول عمرك،كنت غبى.
رد الآخر:بلاش تغلط فيا عالصبح، أنا محتاج المبلغ ده ضرورى،علشان أعوض خسارتى،كمان أسد فوايد قرض البنك،خلاص ميعادها قرب.
رد هاشم: قولتلك بلاش تشارك فى النوعيه دى من سباقات الخيل دى تعتبر لعبة قمار وده،اللى خسرك زمان،وخلاك بقيت مديون للبنك،بمبلغ كبير،مبقتش عارف تسده،بتسد كل سنه فوايد البنك،لكن القرض نفسه مش بتسده،طالما،كده،ليه مش بتهرب لخارج مصر،زى بقية رجال الأعمال،اللى هربوا لما مبقوش قادرين يسدوا القروض اللى عليهم.
رد الآخر:مش وقت سخافتك،عالصبح،متنساش إنى شريكك،حولى المبلغ اللى بعت لك قيمته فى الرساله، فى أقرب وقت، خلاص، دفع فوايد البنك، قرب، ومش عاوزهم يتصلوا عليا، بالميعاد، زى كل سنه، سلام.
أغلق هاشم الهاتف،وقام،بإلقائه جوارهُ على الفراش،زافراً أنفاسهُ بعيظ،لم يكن يبقى سوا هذا الغبى كى يُعكر عليه مزاجهُ،الا يكفيه،إستفزاز،إبني رضوان الزهار له،بالأخص،رفعت الذى لم يأخذ من والدهُ فقط الشكل،بل أخذ الحِنكه،والدهاء.
..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده،لقسم الشرطه.
نظر رفعت ل زينب،بذهول قائلاً:عاوزه،ربع مليون جنيه تعويض عن كسر كاحل،رجلك،ليه،ده لو عاهه مستديمه،مش هتطلبى المبلغ ده كله.
ردت زينب بثقه وهى مازالت جالسه:
والله أنا معايا تقرير طبى،بعلاج أكتر من واحد وعشرين يوم،وفى القانون،وبإصابتى دى طالما قدمت بلاغ تعتبر،جُنحه.
تبسم رفعت الذى مازال واقفاً:قولتى جُنحه،هو إنتى،بتشتغلى أيه،بالظبط،دكتوره ولا قاضيه،عالعموم،إنتى قولتيها جُنحه،يعنى قضيه بسيطه،وعندى طقم محامين،أهم يشتغلوا عليها،بدل ما بدفع لهم أتعاب عالفاضى،ومش هيكلفونى،ربع المبلغ اللى طلبتيه تعويض،غير أنهم بسهوله جداً يطلعونى من القضيه،وتترد عليكى مصاريف المحكمه يا دكتوره.
رفعت زينب، رأسها ونظرت له بسخريه قائله:وإزاى،ده بقى؟ هترشى المحكمه!.
ضحك رفعت قائلاً:لأ طبعاً،ببساطه،فين شهودك عالمحضر ده اللى يثبتوا،إن أنا السبب فى كسر رجلك،المحضر لازم يكون عليه شاهدين إتنين عالأقل.
إرتبكت زينب قائله:عادى هقول إن الحادثه كانت فى شارع جانبى،ومكنش معايا غير صفاء،وهى هتشهد معايا،غير اللى شافوك فى الوحده.
تبسم رفعت وإنحنى،ووضع يديه على مسندا المقعد التى تجلس عليه زينب،وحاصرها بينه وبين المقعد قائلاً بضحك:وجودى فى الوحده معاكى كان شهامه منى،كان ممكن أسيبك فى الشارع،مش قادره تقفى على رجلك،بعد سَبك ليا،غير إنى ممكن بسهوله أعملك محضر،سَب،وقذف،واللى هتشهد صفاء نفسها،بسهوله جداً،متنسيش مهما كنتى عملتى علشانها،فى الآخر إنتي هتشتغلى هنا لمده معينه وهتسيبى البلد وتمشى، لكن أنا باقى هنا،أصلى هنا،وكمان أنا من أهل بلدها،يعنى إنسى المحضر ده يا دكتوره ونتفاهم ودى،عاوزه تعويض معنديش مانع،بس يكون بمبلغ معقول،يعنى خمسين ألف جنيه حلوين قوى.
شهقت زينب بأرتباك من قُربه منها قائله:دول ميشتروش توكتوك،وبعدين إبعد عنى ومتقربش منى بالشكل ده،تانى،وخلاص أنا قررت أعمل المحضر،والمحكمه تتصرف معاك بقى،غير أنى ممكن أعملك محضر تحرش.
إستقام رفعت ضاحكاً يقول: كمان محضر تحرش،وإزاى إتحرشت بقى بيكى،بوستك مثلاً.
غضبت زينب وسندت على ذالك العكاز الطبى ووقفت قائله:إنت شخص غير مهذب ومعندكش أدب،وكمان همجى،وإنت كده بتسد التفاهم الودى بينا يبقى المحكمه تفصل بينا،وعندى شهود على تحرشك بيا،لما كنت راكب الحصان ورايا البلد كلها،شافتك.
تبسم رفعت قائلاً:الحصان أساساً بتاعى،وأنا اللى ركبتك عليه،علشان أخدك للوحده،سبق وقولت شهامه منى وكرم أخلاق،يعنى أول سؤال،هيتسأل،طالما معندكيش ثقه فيا ليه ركبتى الحصان من الأول أساساً،أنا قولت ممكن أعطيكى خمسين ألف جنيه تعويض،أكتر من كده متحلميش وإعملى اللى عاوزاه،أنا مش فاضى أنا وقتى بفلوس،ولازم أمشى،هو ده آخر كلام عندى.
قال رفعت هذا وأعطاها ظهرهُ وكاد أن يفتح باب الغرفه، لكن قالت زينب:
ولو قولتلك المبلغ ده مش هاخده ليا،ده هيطلع فى فعل خير،لصالح بلدك،زى ما بتقول،وهينوبك منه ثواب،غير متأكده إن المبلغ ده ميفرقش معاك،ميجيش تمن فرسه من عندك،أعتبره زكاة أموالك.
تبسم رفعت وهو مازال يُعطيها،ظهره،تلك الطبيبه لم تُخيب توقعه من البدايه،هو كان يعلم أن هناك هدف آخر من طلبها لهذا المبلغ،غير أنها تريدهُ كتعويض لضرر أصابها،ولهذا أراد محاورتها من البدايه،كان من السهوله عليه الرفض،وإنهاء الموضوع،بمكالمة هاتف منه.
رد قائلاً:وأيه الخير بقى اللى لصالح بلدى فى طلبك للمبلغ ده؟
إبتلعت زينب حلقها وقالت:عاوزه أجيب عربية إسعاف خاصه،بالوحده،تخدم أهل البلد ومش بس البلد ممكن كمان البلاد اللى جنب البلد دى،بدل ما المريض أهله بيطلبوا عربية أسعاف من مستشفيات خاصه،بالشئ الفلانى،لمجرد نقل المريض من بيته لمستشفى حكومى،يتعالج فيها،بكده،هتوفر عالناس مصاريف كتير،غير إنها ممكن كمان زى ما حصلى كده ومكنتش قادره اقف على رجلى كنت طلبت إسعاف الوحده جه،خدنى،ووفرت عليك،شهامتك و كرم أخلاقك.
تبسم رفعت وأدار وجهه لها قائلاً: ومطلبتيش ده ليه من الأول،مش يمكن كنت وافقت،بسهوله عن الابتزاز اللى عملتيه فى البدايه؟
ردت زينب:تقدر تقول محبتش احسسك إن بتعمل خير،وتفرد نفسك على اهل البلد،إنك من رجال الشهامه والأحسان.
تبسم رفعت قائلاً:بس أنا مش محتاج أفرد نفسى على أهل البلد،أنا فعلاَ من أهل الشهامه والأحسان،بس مبحش أتكلم عن نفسى.
نظرت له زينب قائله بنبره يشوبها بعض السخريه:مكنتش أعرف إنك متواضع،عالعموم بالنسبه للربع مليون جنيه،أنا ممكن اوافق على ميه وخمسين ألف،ومش شرط عربية الإسعاف تبقى مُجهزه بالكامل،المهم يكون فى عربية إسعاف تنجد الناس من إستغلال المستشفيات الخاصه.
تبسم رفعت قائلاً:أنا موافق،وهتبرع،بالربع مليون جنيه،ومش بس كده،لو إحتاجتى أكتر من المبلغ ده،هدفعله ليكى،بس ليا طلب عندك،خلى التصرف فى الفلوس تحت إيدك،بلاش تثقى فى الموظفين اللى فى الوحده،أنا عندى ثقه فيكى عنهم،أنا عارف معظهم،وبالذات اللى إسمه طارق التقى،بيبان أنه بيحب الخير،والمساعده،وهو بيحلل لنفسه على هواه،بمقولة(والعاملين عليها)
وبيساعد الناس اللى على مزاجه بس.
تبسمت زينب قائله:لأ إطمن قابلت من نوعية طارق ده كتير،وفهامهم كويس،وعربية الإسعاف أنا اللى هشرف عليها بنفسى.
تبسم رفعت وقام بأخراج،دفتر شيكاته من جيبه،وبدأ فى كتابة الرقم التى قالت عليه زينب،ثم قطع الشيك من الدفتر
أعطى ل زينب ذالك الشيك، أخدته منه مبتسمه ومدت يدها لتصافحه قائله:
كده تقدر تعتبر المحضر اللى كنت هعمله لك، لاغى.
تبسم ونظر ليدها الممدوده له، لكن
لفت إنتباهه، تلك الشامه، الموجوده بمقدمة معصم يدها، بعد كف يدها مباشرةً،
تأمل تلك الشامه، ثم رفع وجهه ونظر الى وجه، زينب، تلك البسمه التى تُزين ثغرها، هى نفس بسمة، “رحمه”
تنهد هامساً لنفسه: “رحمه”
مد يده لها مُصافحاً، شعر، ببركان يشتعل، بقلبه، من حرارة يدها، ضغط على يدها، بقوه، وهو ينظر لتلك الشامه التى بيدها، تغلى الذكريات برأسه،
لكن ربما تكون تلك “رحمة” أرسلت له من القدر،لكن ربما بوقت غير مناسب.
تبسمت زينب حين دخل الضابط قائلاً:أتمنى تكونوا إتفاهمتوا؟
ردت زينب:تمام فعلاً إتفاهمنا،ومالوش لازمه المحضر،بشكر حضرتك.
تبسم الضابط قائلاً:ده واجبى،ورفعت بيه،من الشخصيات المعروفه فى المحافظه كلها،ومعروف بتواضعه.
تبسم رفعت قائلاً: متشكر،لأبلاغك ليا،وكمان إنك سيبتنى مع الدكتوره نتفاهم بهدوء وأهو وصلنا لحل بينا.
تبسم الضابط قائلاً:أنا فى خدمة اهل البلد وكمان خدمة الدكتوره.
رغم تلك السخريه التى تشعربها الطبيبه من قول الضابط،لكن لا يهمها،ما قاله المهم انها حصلت على ما أرادتهُ.
تبسمت بدبلوماسيه وهى ترى،الضابط يصافح رفعت ثم يصافحها،ثم غادر رفعت وهى خلفه،تسير ببطئ،مستنده على ذالك العكاز الطبى.
وقفت أمام باب القسم تنظر حولها،تنتظر أى توكتوك،يُعدى من أجل أن تُشير له أن يقلها الى الوحده،لمزاولة عملها،لكن كأنهم أختفوا فجأه،شعرت،بالسأم،والألم من وقوفها على ساقها المُجبره.
بينما رفعت،سار بسيارتهُ لبضع خطوات،لمح زينب واقفه من مرآة السياره،عاد للخلف مره أخرى وأنزل زجاج شباك السياره،قبل أن يطلب من زينب الصعود للسياره،آتت نسمة هواء ربيعيه،قويه،أطارت أطراف حجاب،زينب،على وجهها،بسرعه،تركت زينب العكاز الطبى،وأمسكت أطراف وشاحها،تبعدهُ عن وجهها،
كاد أن يختل توازنها،لكن مسكت بالعكاز سريعاً،
سريعاً أيضاً،نزل رفعت من سيارته،حين رأى زينب تكاد يختل توازنها،ذهب،بأتجاهها قائلاً:
إتفضلى إركبى العربيه أوصلك للوحده.
ردت زينب برفض:لأ متشكره،دلوقتي يعدى توكتوك.
رد رفعت:بلاش عناد،يا زينب،وإركبى،العربيه متخافيش مش زى الحصان،ومش هعرف أتحرش بيكي.
نطق رفعت،لأسمها،دون لقب الدكتوره الذى كان ينطق به سابقاً،رن بقلبها،ليس بأذنيها،لكن نظرت له قائله:
إسمى الدكتوره زينب،يا “سيد رفعت”
قالت هذا وأشارت لذالك التوكتوك،وذهبت الى مكان وقوفه،وغادرت،تاركه رفعت يبتسم،تلك الشرسه بدأ يستهويها،ليس فقط عقلهُ،هنالك أيضاً نغزات يشعر بها القلب.
…..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمدرسه التى تعمل بها مروه.
بغرفه خاصه،بالمدرسين.
كانت تجلس مروه وحدها،تنظر،الى شاشه هاتفها وتبتسم،شارده مع لقطات الڤيديو المضحكه،لها هى وأختيها،بهذا الفيديو،لكن فصلها عن مشاهدة الڤيديو،ذالك النقر على زجاج تلك الطاوله الكبيره،خلعت سماعات الآذن ونظرت،لمن ينقُر،على زجاج الطاوله.
تبسم لها قائلاً:متاسف لو كنت قطعت عليكى،متعة المشاهدة على التليفون،بس بصراحه،كنت محتاج أتكلم معاكى فى موضوع مهم.
أغلقت مروه الهاتف قائله:
لا أبداً،خير موضوع ايه ده.
تبسم وجلس قائلاً:بصراحه كنت هطلب منك إننا نقعد مع بعض سوا على إنفراد فى أى مكان تطلبيه،بس خوفت ترفضى طلبى،ده،او تفهميه غلط،ولما لقيت الاوضه فاضيه مفيش فيها غيرك،من المدرسين،قولت دى مش صدفه دى إشاره ليا،بصراحه هدخل فى الموضوع مباشرةً ومش هطول عليكى، أنا أشتغلت،مدرس فى مدرسه حكومى،كنت بشتغل،بالحصه،وبعدها أتشاركت أنا وكذا مدرس،خريجين تربيه وفتحنا سنتر دروس خصوصيه،والحمد لله،بيطلعلى منه دخل كويس،ده غير أنى كمان إشتغلت فى أكتر من مدرسه خاصه قبل،ما أشتغل فى المدرسه
أنا الحمد لله،قربت على تلاتين،سنه،كونت نفسى،لحد معقول،عندى شقه فى بيت أهلى،وجهزتها من كافة مستلزاماتها،مش ناقصه غير عالعروسه،اللى تنورها،انا من أول ما جيت أشتغل هنا فى المدرسه دى،وأنا معجب،بيكى،وبهدوئك وإنك فى حالك ملكيش فى جو الشلاليه،وده أكتر شئ،جذبنى،ليكى،أنا لو مكنش فى شخص تانى فى حياتك،بعرض عليكى،إن أتقدملك ونكمل بُنا حياتنا سوا.
تفاجئت مروه وتعلثمت قائله:بصراحه أنا إتفاجئت بطلبك ده،ممكن تدينى وقت أفكر وبعدها هرد عليك.
تبسم قائلاً: خدى،وقتك وأينكان،ردك،بالرفض أو بالقبول،وإن كنت أتمنى القبول،لكن لو حتى رفضتى،هنفضل زمايل،وليكى كل إحترامى.
غص قلب مروه ونظرت له،أمامها فرصه،للهروب من ذالك المتربص،بها “رامى”،فرصه تُنهى،قصة حب الجميله والوحش.
…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً بالوحده الصحيه.
جلس هاشم، أمام زينب تقوم بفك تلك الغُرز المُقطبه، بمعصم يده.
الذى قال:بصراحه زعلت جداً لما عرفت إن،رجلك إتكسرت،قولت يظهر بلدنا وشها نحس عليكى،وكمان متوقعتش إنك تنزلى تشتغلى فى الوحده تانى يوم،لكسر رجلك،قولت أكيد هتاخدى أجازه،كنت جاى،أطمن عليكى ومتوقع أن دكتور تانى يفك لى الغرز،اللى فى إيدى.
رسمت زينب بسمه قائله:لأ ده مش كسر،ده ألتواء أربطه،والجبس روتين مش أكتر،ومش هيمنع إنى أنزل أشتغل وأخدم المحتاجين،واهو أنا قاعده،وبفك لك الغرز،يعنى شئ مش مأثر عليا،وبشكرك لاهتمامك أنك تسأل عنى.
تبسم هاشم عيناه تتفحص كل إنش بوجه زينب،لا ليست تتفحص بل تنهش.
لكن بعد ان إنتهت زينب،
من فك تلك القُطب من معصم يد هاشم، رغم إنها لا تعلم لما لديها شعور بالنفور والبُغض من هذا الكهل، لكن، أشار عقلها، لن تخسرين شئ.
قالت زينب: أنا فكيت لحضرتك الغرز، وبالنسبه للجرح اللى فى كف إيدك واضح إنك إلتزمت الاعتناء بيه وطاب بسرعه هو مكنش جرح كبير.
تبسم هاشم قائلاً: فعلاً أنا كنت ملتزم العنايه، بيه رغم أنه خسرنى فى مبارزه رفعت الزهار، فجأه حسيت بوجع أيدى ومعرفتش أرد الضربه عليه، لكن مش مهم.
تبسمت زينب قائله: مكنتش اعرف إن الشرقيه، عندهم رقصة التحطيب اللى أعرفه إنها خاصه بأهل الصعيد.
رد هاشم: كمان الشرقيه بيحطبوا، متعرفيش إنهم بيقولوا على أهل الشرقيه، “صعايدة بحرى”
ردت زينب: لا للأسف مكنتش أعرف ، بس اللى أعرفه أن أهل الشرقيه، أهل كرم، وبصراحه ده بيخلينى أتجرأ وأطلب منك طلب، أتمنى، مترفضوش.
تبسم هاشم قائلاً:
طلبك اينكان مُجاب يا دكتوره.
تبسمت زينب قائله: بصراحه محتاجه منك
ميت ألف جنيه،وطبعاً قبل ما تفكر فيا السوء،الفلوس،دى أنا محتجاها،علشان،تجديد صيانة غرفة غسيل الكلى،التابعه للوحده هنا بالبلد.
شعر هاشم بتفاجؤ،هى تقوم بتوريطه، لو رفض،ربما تأخذ عنه فكره سيئه وهذا آخر ما يريده،الآن،المبلغ بالنسبه له ضئيل،وبالنسبه للطبيبه قد يكون،كبير و تمهيد لطريق معها،هى تُشغل تفكيره منذ أن سمع عنها فى البلده،حتى حين رأها وجهاً لوجه،شغلت عقله،لديه فضول،تذوق،طعم شفاها،يتمنى الأختلاء،بها،أصبح كلما يراها،يريد الإنقضاض عليها،تذوق ليلة غرام مع تلك الشرسه،التى،لا تهاب من أحد هو سمع عن ركوبها الجواد مع رفعت الزهار،رفعت فاز بقُرب الدكتوره حتى لو لدقائق،انتشر فى البلده أنه الشهم الذى ساعد الطبيبه ونقلها للمشفى،لو قام الآن،بالتبرع بذالك المبلغ،لحساب الوحده،سيظهر أمامها،لا بل امام البلده كلها،بصوره جيده،ويزعزع، تلك المكانة، التى بدأ رفعت يأخذها بالبلده،على أنه الفارس،الشجاع،لكن هو الذئب،الذى يتلاعب بضحاياه قبل إلتهامهم،حسناً لا بأس.
تحدث هاشم مبتسماً:أكيد طبعاً،تقدرى تقولى إن المبلغ ده تحت أمرك،لكن للأسف مش معايا دفتر الشيكات،بس ممكن أبعتلك المبلغ كاش،هو معايا فى البيت.
تبسمت زينب قائله:تمام،متشكره جداً،تقدر تبعت الملبغ،عليا مباشر مع أى شخص من عندك.
هو يفهم لعبته جيداً،لو أرسل المبلغ مباشرةً الى يد الدكتوره،لن تفصح عن الأمر شئ،لكن هناك من سيجعل من المئة ألف،مئة مليون فى عين أهل القريه.
وقال: انا واثق جداً فى طارق التقى،هبعتلك معاه المبلغ اللى طلبتيه،وأى شئ تحتاجه الوحده،تقدرى تقولى لطارق عليه وهو يبلغنى بيه.
علمت زينب،مقصده،فهى تعاملت مع طارق التقى حقاً مده صغيره،لكن لاحظت أهم صفاته،النفاق والرياء،وتفخيم بعض كبار البلده ،لكن لا يهم المهم أن تحصل منه على المال من أجل تطوير الوحده الصحيه لخدمة البسطاء.
…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً بحديقة سرايا رضوان الزهار.
جلس،رفعت أسفل مظله بالحديقه،يرفع رأسه،ينظر للسماء،رغم أن الطقس،ربيعياً،لكن هنالك رذاذ أمطار،يتساقط،على سقف تلك المظله،المصنوعه من “الصاج المقوى”،والتى تضخم صوت الأمطار،كأن السماء تُمطر بشده،نهض من أسفل المظله وخرج،يقف تحت رذاذ الأمطار،تتساقط الأمطار الخفيفه على وجهه،اغمض عيناه،جاء لخياله،تلك اليد التى صافحها صباحاً،ذكرته،بيد أخرى،كان لديها نفس الشامه،بنفس المكان بيدها،لكن كان هنالك بيدها،وحمه،على شكل قلب،كثيراً ما كانت تُخفيها،كانت تشعر انها تشوه،كف يدها،تذكر ببسمه تلك “رحمه”،أخته التى كانت بالوسط بينه وبين رامى،رغم أنها كانت فتاه وسط ذكرين،الأ أنها كانت رقيقه،كأسمها،كانت زهرة رقيقه إحترقت باكراً،لما للحظه حين كان يصافح يد تلك الطبيبه،شعر،بأنه لم يكن يريد،ترك يدها،
على ذكر الطبيه،رن هاتفه،أخرجه من جيبه،وقام بالرد على الآخر الذى قال له:
حضرتك جبت المعلومات اللى طلبتها عن الشخص اللى كانت مخطوبه ليه،الدكتوره زينب السمراوى،هو كان إسمه(سميح متولى)
بيشتغل محاسب فى الضرايب بالفيوم،وكمان يبقى إبن أخو عمة والد الدكتوره،وهى كانت مقيمه معاها الفتره دى من عمرها،والغريب أن الخطوبه دى إتفسخت يوم المفروض كان هيتكتب كتابه عالدكتوره،وهو اتجوز،بس من شهرين إنفصل عن مراته،ومعاه منها،بنت وإسمها”زينب”
سأل رفعت:طب ليه الخطوبه إتفسخت يوم كتب الكتاب؟
رد الآخر:حضرتك معرفش حضرتك عارف الأمور الشخصيه دى بتبقى،سريه بين اللى يخصهم الآمر.
رد رفعت:تمام متشكر،وعاوز عنيك تفضل عالشخص اللى قولتلك عليه،ومتغفلش عنه،أخبارهُ تكون عندى أول بأول.
رد الآخر:إطمن هو تحت عيون رجالتى،وراه خطوه بخطوه،بيرقبوه عالنفس،لسه فى معلومات تحب أجيبها عن الدكتوره.
رد رفعت:لأ متشغلش بالك،بس،ركز فى اللى قولتلك عليه،وحولتلك حساب أتعابك عالبنك،سلام.أغلق رفعت الهاتف،حائراً الطبيبه كان بينها وبين الزواج خطوه،لما لم تخطوها،هل كانت تحب،ذالك الشخص،أم كان سيكون،زواج عائلى،
تنهد رفعت،ثم دخل الى أسفل المظله مره أخرى،يتسمع أصوات،رذاذ المطر المتضخمه،كذالك التضخم الذى يشعر به كيف تنساق مشاعرهُ بطريق يجهل نهايته،ولا يريد بدايه له،هو يريد معرفة أكثر عن الطبيبه من أجل الفضول لأكثر،هذه حقيقة مشاعره.بينما هنالك تلك العجوز،تراقب من شرفة غرفتها جلوس،رفعت وخروجه تحت المطر ثم عودته لداخل المظله،بقلب منفطر،ليس عليه فقط،بل على أخيه الذى كان هو الآخر يجلس،بالحديقه ليلة أمس،هذان الفرسان،ترك الحريق على قلبيهما،أثراً صعب المحو،هنالك طريقه واحده،لمحو أثر الحريق من على قلبيهما وهو العشق،حين يعثر كل منهما على من تجازف،وتدخل بقلب شجاع،لحياتهم،الملتهبه،ستبرد نيران قلبيهم،
رامى لديه حبيبه،يتمنى وصالها،لكن تلك الغبيه تهوى،حرق قلبه،وذالك الزائر من داخله،لابد أن تدخل فتاه قويه لحياته،هى سمعت عن إحداهن،وعن أنه حملها،وذهب بها الى الوحده،لديها فضول،لتراها،ربما تكون هى صاحبة محو أثر النيران من قلب رفعت الزهار،حفيدها الأكبر،تبسمت بمكر،هى ستسغل حالتها الصحيه،وستجعل الطبيبه تأتى إليها،بالمزرعه،بأقرب وقت.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوعين
بكليه الطب البيطرى
بمكتب وسيم،فتح الحاسوب الخاص به،تفاجئ حين،رأى نشر البحث الخاص،التى قامت بعمله ليلى،على إحدى المجلات المتخصصه،بالخيول التى يراسلها من حين لآخر ،تبسم لا يعلم لما أراد أن يُخبر،ليلى،لكن كيف هى منذ أسبوعين لم تأتى للجامعه،أو ربما تأتى،ولا تحضر المحاضرات الخاصه،به فقط،عليه التأكد من ذالك،ربما تتجنب الالتقاء عنوه منها.
نهض واقفاً وحسم أمرهُ،ذهب الى المدرج الخاص،بالمحاضره،وفتح باب القاعه،دون إستئذان منه،وأفتعل أنه تفاجئ بوجود،دكتور آخر،بقاعة المحاضرات،وقال معتذراً: متأسف،يا دكتور،واضح إنى لخبطت بين مدرجات المحاضرات.تبسم له الآخر وأماء رأسه بتفهم،لكن لم ينتبه وسيم،لذالك،عيناه جابت قاعة المحاضره،بالكامل،ليلى،ليست موجوده،خرج من القاعه،وسار،عائداً،الى مكتبه،يشعر،بالفضول،يفكر بطريقه،يعلم لما ليلى،لا تأتى طوال الاسبوعين الماضيين للجامعه،لكن سريعاً،نهر نفسه قائلاً:مالك يا وسيم،كل ده علشان توصل،وتعرف من ليلى تفاصيل عن أختها،فوق،قدامك الطريق المختصر مش بعيد.
.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً،
بمنزل صفوان المنسى،
بغرفة الضيوف.جلس كل من فاديه وصفوان، يستقبلان ذالك الضيف،ووالدايه.
كان صفوان، من حين لآخر، ينظر لساعة يدهُ كأنه ينتظر مجئ أحد، بينما فاديه كانت ترحب، بذالك الضيف، ووالده ووالداته اللذينا، رافقوا ولدهم، من أجل طلب يد مروه للزواج،
تبسمت والدة ذالك المدرس قائله:
إحنا ده اول تعارف بينا، وبصراحه ترحيبكم بينا، يشجعنى إنى أطلب أيد الآنسه مروه
لابنى.لكن قبل أن يرد أحد والدي، مروه
كان هنالك رداً حازماً حاسماً بصوت يجعل الحائط ترتعش:
طلبكم مرفوض، الآنسه مروه، مخطوبه، وكتب الكتاب، والفرح بعد عشر أيام، بالضبط.تعجب العريس قائلاً: أيه التخاريف اللى بتقولها دى، أنا واخد ميعاد من الآنسه مروه، وهى سبق وأبدت موافقتها على طلبى لها بالجواز.رد والد مروه: فعلاً، رامى بيه هو خطيب مروه، وفعلاً حددنا ميعاد كتب الكتاب، والزفاف، بعد عشر أيام.بينما حاول رامى تمالك أعصابه، كى لا يقتل ذالك المُدرس، أمام والدايه، ونظر بأتجاه مروه التى دخلت للتو تحمل بعض أكواب القهوه، وقال وهو يُسلط عيناه التى تحول لونها الى أسود غطيس، ينظر ل مروه بنظره تحذيريه،إياها أن تتفوه بشئ عكس ما سيقوله :
أظن القهوه،وقتها مش مناسب،، الباب لسه مفتوح يا مستر،مش خلاف بينى،وبين خطيبتى هيخليها تضيع حُب نشأ من سنين،مروه حبت تختبر،حبى ليها،بس فكرت ودخلتك ما بينا، غلط علشان تكون،كبش فدا،علشان أرجعلها،من تانى.وقفا والدا العريس،بغضب قائلين:
مكنش لازم تلعب اللعبه القذره دى على إبننا طالما كانت عاوزه خطيبها السابق،ليه،وافقت أنها تخلينا نجى لهنا علشان نتهزأ،وهى ترجع لخطيبها من تانى،قوم،هى مش آخر البنات،كان إختيارك غلط من البدايه.نهض العريس،وخرج هو ووالدايه من منزل،صفوان.تبسم رامى بأنتصار،بينما إقتربت مروه من مكان وقوف،رامى قائله:حتى لو البشريه خلصت ومبقاش فى راجل غيرك أنا مش هتجوز،مشوه أو مسخ ،يا رامى يا زهار.أخرج رامى صوت ضحكة سخريه وتهكم،محموله بغصات ألم قائلاً:إنتى نصيبى ،يا مروه،حطى دى فى دماغك،وزى ما قولت من شويه،كتب كتابنا وفرحنا بعد عشر أيام،مفيش قدامك غير طريق بيودى للمشوه المسخ.
يتبع…