رواية جنة الياسين الفصل الخامس 5 بقلم اسراء هاني شويخ
" أخويا محمد بدو يجوزني عادل ابن عمي "
هو نفسه لم يكن يعلم بغيرته هذه لم يكن يعلم أن داخله كل هذه الغيرة..
فلاش باااك
كانت فترة استراحة وعيد ميلاد أحد الموظفات وزملاءها يحتفلون بها ..
شهقت جنة وقالت بخجل " انا لا طبعا بعرفش أغني "
أية بخبث " ايوة صح يا بنتي ده انتي عندك صوت يجنن الباشا سمعتك كذا مرة عشان خاطري والنبي والنبي "
وسط الحاح الجميع بدأت بالغناء بخجل شديد " بيقولوا لي توبي توبي توبي
ازاي بس ازاي ازاي تتوبي يا عيني ازاي ازاي
عاشقة وغلبانة والنبي "
كان يمشي في الممر يريد أن يراها حتى لو من بعيد وقبل أن يصل مكتبها استمع لصوتها أسرع في خطاه ليجدها تغني وجميع العيون محدقة بها من جمال صوتها
مهلا هل يوجد رجال نعم جميع الرجال تنظر لها بأفواه مفتوحة ليصرخ بكل صوته " ايه اللي بيحصل هنا "
انتفض الجميع ولأول مرة يروه متعصب هكذا فقال احد الموظفين برعب " احنا في استراحة وكنا بنحتفل "
قاطعه بحدة وهو ما زال يحدق بها " تحتفلوا احنا بشركة ادوية ليها اسمها مش في قاعة أفراح كل واحد على مكتبه "
كان ما زال ينظر لها بصدر يغلي من الغيرة يريد كتم صوتها للأبد وهيا ترتجف من نظرته
مشت من امامها بخطى مهتزة وما ان وصلت لمكتبها حتى دفعها وأغلق الباب وقال بفحيح " ايه اللي بيحصل برة "
جنة بصوت متقطع " هما قالولي غني "
صر.خ بها بجنون " كنت مبسوطة والكل بيبصلك واشتهاكي من صوتك "
قاطعته بحدة " بسمحلكاش "
اقترب منها وضرب الطاولة بقوة وقال يجنون " مين قالك مستني تسمحيلي دي اخر مرة اشوف اللي انا شوفته والا هخرسك للأبد "
جن جنونها وقالت بغيظ " وانت شو دخلك انا حرة مش قولتلي قبل هيك اشترك بمسابقة وأغني ايش اللي غير كلامك "
أغمض عينيه بعنف ثم قال بحدة " قولت وغيرت رأيي مش مسموحلك تغني تاني لأي حد وده تهديد يا جنة بلاش تشوفي وشي التاني "
اقتربت منه اكثر وقالت بغيظ شديد " أعلى ما في خيلك اركبه "
أمسك فكها وضغط عليه بقوة وقال بغيرة حقيقة " صوتك ده حقي أنا بس اللي اسمعه يا جنة وقريب اوي مش هيكون لحد غيري ولسانك هقطعهولك صبرك عليا "
قال جملته وخرج وتركها تنظر له بصدمة وغيظ
باااك
كان يسابق الريح كلما تخيل انها ممكن أن تصبح لغيره..
حسنا يوجد حل آخر ...
أمسك هاتفه وقال بصرامة " عادل الشناوي ابن عم جنة عايزو يطلع رحلة عايزو يتبسط اوي "
أغلق الخط وصد.ره ما زال يغلي يكفي أنها كانت لأخيه فرك وجهه بعنف أين انت.قامه لا والله فليذهب انت.قامه إلى الجحيم لن يتركها لغيره ..
وصل الشركة وترك سيارته مفتوحة ورمى المفاتيح لأحد الأمن وطار للمكتب وصل لها كانت ما زالت تبكي اقترب منها يريد احتض.انها لكنها أشارت بيدها تمنعه وقالت " لو سمحت "
هز رأسه ومسح وجهه يهدأ نفسه ثم قال بحنان" احكيلي كل حاجة ما تخافيش "
تنهدت وقالت ببكاء " عادل ابن عمي متجوز تنتين وكل ما يشوفني يقولي هتجوزك انا قولتله مستحيل اليوم بس سمعته بيحكي ما اخويا انه معاه اسبوع ان ما تجوزنيش هيندمه واخويا وعده انه هيجوزني اياه وانا بكرهوا اكتر واحد في الدنيا "
هز رأسه وقال بهدوء عكس غليان صد.ره " ما تخافيش مش هيحصل "
نظرت له وقالت بلهفة " هتعمل ايه "
ياسين بصرامة " هتجوزك "
نظرت له بصدمة ليتابع هو بجدية " عشان أقدر أوقف لأخوكي وابن عمك لازم يكون في رابط بينا ساعتها ماحدش هيقدر يقربلك "
قطبت جبينها وقالت بسخرية " يا ترى مدة الجواز يوم ولا شهر "
نطق لسانه بما في قلبه " طول العمر بعقد شرعي "
سكتت قليلا عندما لاحظت الصدق في عينيه لتهتف باستفسار " وايه اللي يضمنلي حقي "
ياسين بجدية " اللي انتي عايزاه شقة باسمك لا فيلا ومهرك اللي انتي عايزاه "
سكتت قليلا لتقل بتردد " وصل أمانة فاضي عليه امضتك يثبت حقي "
حسنا قالتها هيا بسبب خوفها من ان تكون تجربة كباقي الفتيات لكنه فهم أنها طمعت وسيكون كأخيه ..
خذلان وهدوء مريب كان يخيم عليه ليحيى انتقا.مه من جديد فهز رأسه وقال بهدوء " موافق يلا بينا نكتب الكتاب "
أوقفته وقالت " لازم وكيل "
نظر لها وقال " بس انتي كملتي ال٢١ سنة يعني ينفع نتجوز "
هزت رأسها بالنفي وقالت " لا تنكح البكر الا بولي "
رفع حاجبه ونظر لها وقال بسخرية " بكر '
قطبت جبينها وقالت بضيق " عندك شك يا استاذ ياسين "
هز رأسه ببرود وقال " تمام مين هيكون وليك اخوكي مش هيوافق "
سكتت قليلا وقالت " سيدي مسافر كلمه واطلبني منه وهو هيكون وليي عن طريق فيديو كول "
نظر لها ولم يفهم وقال " سيدك "
هزت رأسها وقالت بخجل 'ى قصدي جدي والد بابا "
هز رأسه بتفهم وقال بجدية " كلمي "
اتصلت به و شرحت لجدها كل شي وافق بسبب كرهه لعادل رغم انه جده
وبعد نصف ساعة كانت أمام المأذون تم الاتصال على جدها وكان وليها لا ينكر سعادته وكأنه لأول مرة سيتزوج لكنه كلما تذكر طمعها وأخيه من قبل يعود شعور الانت.قام له من جديد
*****
في مكان آخر كان ينظر لصورة خديجة ودموعه على وجهه احتض.ن الصورة وهو يتوعد لكل من حرمه منها بأشد العقاب
أمسك الهاتف واتصل بمريم لمعرفة اخر الاخبار ثم أحد الرجال الذي يتابع ياسين
ضحك بصخب حينما علم بزواج ياسين من جنة وخطته مشت كما هيا عندما طلب من عادل أن يصمم على زواجها منه ...
ابتسم بحقد وقال " العد التنازلي بدأ ياسين هتتحرم منها زي ما تحرمت من خديجة بس بعدها خديجة هتكون ليا "
أمسك هاتفه واتصل بأحد الرجال المكلفين بمراقبة حبيبته كظلها ومئات الصور لها تصله يتمعن بهم بالساعات ..
" احم يا باشا في حد في المول بيفضل يضايقها "
أصبحت عينيه باللون الداكن وقال بفحيح " أظن عارف هتعمل ايه "
أغلق الخط وابتسامة مرعبة ظهرت على شفتيه وهو يتوعد لكل من يقترب منها
****
فتحت عينيها لتجده يجلس على ركبتيه ينظر لها بحب ابتسمت وقالت بخجل " قاعد هنا من امتى "
قبل عينيها وهمس " من ساعة بس مستعد أقعد العمر كله أبصلك يا دلال "
أخفضت عينيها بخجل ليهمس بعشق " قومي عشان مسافرين "
نظرت له باستغراب ليهز رأسه " عايز استفرد فيكي اسبوع كامل بشرم شوفت هناك مكان هيعجبك اوي "
همست بسعادة " وشغلك "
ضمها بقوة وقال " كل الدنيا قدام فرحتك دي ولا تسوى ويلا بسرعة مافيش وقت "
هزت رأسها بسعادة وقامت تجهز وعندما هبطت السلالم برفقته وجدت والدته تنظر لهم وقالت بضيق " رايح فين "
فرك وجهه بضيق وقال " مسافر ارفه عن نفسي شويا تعبت من الشغل "
نظرت له وقالت بابتسامه " وماله يبقى تاخد عروستك الأولى ودلال تبقى هنا "
أغمضت عينيها بقهر ليهمس هز بحدة " انا هاخد حبيبتي مش مراتي تفرق "
فاطمة بحدة " وانا قولتلك انت هتاخد مريم معاك عشان تعرف تجبلي العيل اللي نفسي "
اشتد بكاءها وتركته وركضت لغرفتها ليصرخ هو بكل قهر " حرام عليكي انتي ايه مش بتحسي ده قضاء ربنا كان ممكن انتي تكوني بتخلفيش زيها يبقى تحمدي ربنا مش تعايري الناس لانه ربنا خد منك واحد بلاش ياخد الباقيين "
قال جملته وذهب لزوجته التي كانت منهارة بشكل كبير حملها رغما عنها وسافر سيعوضها عن كل ذلك ..
نظرت مريم لحماتها وقالت بغيظ " شوفتي المسهوكة مخلياه زي الخاتم باصبعها "
نظرت لها وقالت بهدوء قبل العاصفة " انتي فاضل قد ايه وتحللي حمل "
ردت بابتسامه " الاسبوع الجاي "
هزت رأسها وهيا تفكر بتخطيط آخر ..
وصل بها شرم وقال بابتسامه ألم " عشان خاطري انسي اللي تقال وتعالي نتبسط "
همست بصوت مختنق من اثر بكاءها " خليني انام شويا عشان ارتاح "
هز رأسه ودخل بها شاليه خاص حتى ترتاح وهو ينظر أمامه بقلق " ماذا ان حملت مريم هل ستسامحه دلال "
قضى برفقتها عشرة أيام اذاقها من السعادة ألوان كان يتفنن في اسعادها لكن هل تدوم السعادة ..
**** صلوا على النبي
" انا بقول نحدد فرحنا ايه رأيك "
أحيانا معرفة الأمر الواقع والتعايش معه يكن أصعب من أي ألم
أغمض عينيه يفكر كيف سيقترب منها كيف سيتزوج همست بضيق " مراد في ايه كل ما نتكلم بموضوع فرحنا بتسهم كدة "
رسم الابتسامة على وجهه وقال " لا بس دي خطوة جدية ومسؤولية عشان كدة بس بقلق شويا "
هزت رأسها وقالت " طيب ايه رايك اخر الشهر "
ابتلع ريقه وقال " احنا اخر بالشتاء والدنيا برد اوي خليها عالربيع الجو حلو بالربيع للفرح "
سكتت قليلا تفكر ثم قالت بابتسامه وحماس " فكرة حلوة اوي طيب بص اي قاعة حلوة فيهم "
نظر للصور وقال بصوت خافت " اختاري انتي انا واثق في ذوقك "
ابتسمت بسعادة وقالت " طبعا ذوقي حلو مش اخترتك "
شعر بتأنيب ضمير لكن ليس على العاشق حرج ليس بيده يقسم أنه يحاول لكن قلبه يرفض حتى المحاولة..
خرجت من مكتبه بعد قليل دخل صديقه مؤمن الذي همس بابتسامه ' شكلنا هنبارك قريب "
ضيق عينيه وقال بغيظ ' مالك مش باين من الصبح ترذل علينا "
تنهد وقال بغيظ " تصدق جتني بنت حامل ما كملتش ١٥ سنة وكان عندها نزيف كتبت ليها دواء تثبيت البنت صغيرة اوي لا قد الحمل ولا الميلاد ولا التربية دي جريمة بمعنى الكلمه ازاي أهلها يرضوا بحاجة زي دي '
مراد بضيق " فعلا انا جتني خلال الشهر ده ٣ بنات قاصرات حوامل وبنت تانية حماتها جاية عايزة تعرف سبب تأخرها في الميلاد كنت هضربها "
كان مؤمن لا يزال ساكت ضيق مراد عينيه وقال " في ايه حصل حاجة "
تنهد مؤمن بضيق وقال " كانت معاها اختها بنت كدة في آخر العشرينات وانا تعصبت عليها من غيظي وفضلت تعيط وانهارت تضايقت جدا اني كنت سبب في زعل بنت ومشيت وهيا كدة ولغاية دلوقتي متضايق من نفسي "
رفع مراد حاجبه وقال بشك " امممم ويا ترى كانت حلوة"
نظر له مؤمن وقال " هيا مين "
ضحك مراد وقال بمكر " اختها "
ابتسم مؤمن حينما تذكر ملامحها وبراءتها كأنها طفلة في السادسة من عمرها
****
وصل فيلا له وهيا بجواره وكل المشاعر تسيطر عليه لكن شعور العجز هو الشعور الأقوى..
عجز بسبب حب توغل في جس.ده كالمرض وهيا لا تستحقه فتاة طمعت به وبأخيه .
دخلت فيلته وهيا ترتجف خجلا وخوفا نعم خائفة من أن يكون يتسلى بها ..
همس بهدوء " كلمي مامتك فهميها انك مسافرة شغل "
هزت رأسها واتصلت بها تخبرها بعمل طارئ ..
بعد قليل دق الباب فتحه وأخذ من احد رجاله أوراق واكياس كان بها طعام ..
مد لها الورق وقال بهدوء وملامح جامدة " ده عقد الفيلا وده وصل الأمانة وده شيك فيه مهرك"
أخذت منه الأوراق وهيا ترتعش خوفا نظر لها قليلا يتأملها ثم همس " انا هأمشي دلوقتي ان احتاجتي حاجة كلميني "
أمسكت يده وقالت بلهفة وقلق " لا بالله ما تسيبني انا خايفة "
لهنا والتغى عقله تماما فقط القلب الذي سيطر عليه اقترب منها بكل عشق الدنيا نسي أخيه وأهله وكل شئ
يشعر انها اول فتاة في حياته هل هذا الحلال ام الحب ام لأنه اجتمع الاثنين..
بعد فترة نظرت للسرير الذي كان خال من أي أثر لعذريتها وقالت بصوت يرتجف " والله العظيم انت اول واحد في حياتي "
نظر لها بهدوء وملامح جامدة لا توحي بشئ وقال " عارف ما تخافيش "
ابتسمت بخوف وقالت " بجد يا ياسين مصدقني "
قبل جبينها وقال بهدوء " أيوة نامي دلوقتي عشان تعبتي "
هزت رأسها ونامت بخوف وتعب اما هو كان يدخن سيجارته وينظر للأمام بشرود ...
تركها بعد ان استحم وارتدى ملابسه وعاد للشركة يكمل عمله بعد أن ترك لها رسالة
دخل لها أحمد وجده شارد فقال بضيق " ايه اللي جرالك يا ياسين سبت الصفقة اللي انت عارف مهمة لينا قد ايه ودلوقتي قاعد تايه في ايه "
رد بهدوء " انا تجوزت جنة "
ذهل أحمد وقال بصدمة " وبعدين "
تنهد ياسين بهم وقال " بس اللي مش قادر افهمه ازاي اخويا قال انه تجوزها وخلف منها وهيا كانت بكر "
نظر له أحمد بعدم فهم ليكمل هو " كان غشاء مطاطي يتفك لما تولد ازاي وهيا عندها بنت ومش والده قيصريه ازاي "
سكت احمد قليلا ثم قال " وايه عرفك انه اول جواز "
ياسين بسخرية " يمكن عشاني دكتور مثلا او عشاني عرفت ستات بعدد دقايق عمري "
فرك أحمد وجهه بعدم فهم ليكمل " هيا ممكن تكون تجوزتوا واقنعته انها حامل وتبنت بنت مثلا "
ياسين بغيرة وحدة " بقولك انا اول راجل في حياتها "
أحمد بهدوء " برضو الموضوع في ان يا ياسين واكبر من ما احنا فاهمين جنة دي وراها حد تقيل رتب الموضوع بس مين وايه الحكاية من اولها "
نظر له ياسين ولم يعقب فقد تفكيره أيعقل انها كاذبة هل سيتحمل فكرة أن ينت.قم منها ويخسرها ..
قبضة في صد.ره كلما تخيل ذلك يتمنى أن تكن ضحية يتمنى كل شئ الا ان يخسرها أنهى عمله كالمجنون وعاد لها بلهفة شديدة...
دخلا فيلتهم وهم سعداء وصوت ضحكتهم تسمع كل من في المكان ليوقفه صوت مريم وهيا تهتف بلهفة وفرحة " شريف انا حامل يا حبيبي أخيرا يا شريف هتصير أب "
السادس من هنا