رواية جنون اولاد الجندي الفصل الخامس 5 بقلم فريدة الحلواني
صباحك بيضحك يا قلب فريده
+
اللهم بحق أسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أستجبت و إذا سؤلت به أعطيت ترزقهم راحه القلب و البال ...ربنا يرضيكي و يرضي عنك و يرزقك من حيث لا تحتسبي...يااااا رب أجبرها جبر يتعجب له أهل السموات و أهل الأرض جبراً يليق بعظمتك
قولي أمين و هيستجيب و هيبهرك بعطائه أنا واثقه
أنا بحبك
4
ما لنا بعشقً أذاب القلوب ...مالنا بقلبً أحتوانا و خبأنا بين ثناياه ...مالنا بروحً صنعت حولنا درعً حامي يتصدي بدلاً منا لغدر الحياة
+
و ما أجملها من يد رغم خشونتها...يصبح ملمسها أنعم من الحرير حينما تمسح دموع قد سالت بخجل من ذلك الذي لا يقوي علي تحملها رغم قوته
+
لم يتفوه بحرف طوال الطريق و لا حتي عندما صعد بها إلي الأعلي و دلوفه لمكانهما السري
+
بل الأجمل من كل ذلك هو جلوسه فوق الأريكة و سحبها فوقه ...لفها بزراعه القويه بحنان ...أصبحت مثل الرضيعه المستلقيه علي صدر أمها ...منكمشه فوق قلبه الذي يخفق بقوه رغم هدوئه الظاهري
+
لم يمل من صمتها ...و لن يسألها ما بها حتي لو كان يتالم من تلك الحاله التي لم يراها عليها من قبل
+
يعلم تمام العلم أن راحتها داخل ضلوعه ...ستتحدث حينما تطمأن أنه معها ...حينما يتغلغل عطره الممزوج برائحة رجولته بين خلاياها لتشعر بالأمان
+
ستلقي عليه كل ما يعتمل صدرها من ألم و وجع و سيكون خير من يحمل عنها كل ذلك لتعود عشقه المجنونه التي رسمت البهجه في حياته
+
كان يوقن بكل ذلك و هي...لم تكذب ظنه بها أبدا
+
بعد فتره قضتها صامته علي هذا الوضع ...تنهدت بحزن ثم قالت بهمس : عمر
ملس علي شعرها بحنان و هو يقول بنبره تقطر عشقا : عشق عمر و دنيته الحلوه...سامعك يا حبيبي ...أتكلمي يا عشقي
+
سالت دموعها بغزاره و هي تقول : أنا خايفه ...أوعي تسبني يا عمر ...أنا أموت من غيرك ...شهقت بقوه و هي تكمل : أنا عارفه إني تعباك و بعملك مشاكل كتير ...بس و الله أنا بحبك و بموت من الغيره عليك عشان كده بتجنن و عقلي بيتلغي لما أحس أن ممكن واحده تقرب منك ...متزعلش مني عشان خاطري و متسبنيش
+
أبعدها برفق ثم كوب وجهها ...أخذ يمسح دموعها بحنان ثم قال : حد يسيب روحه و عمره يا عشقي ...دا أنتي بنت قلبي ...شيلتك أول ما أتولدتي ...محستش إن دراعي إلي شيلك...حسيت أن قلبي هو إلي شالك...من يومها ما فرقتكيش لحظه
+
شوفت و عرفت ستات أشكال وألوان ...بس و لا واحده منهم ملت عيني و قلبي زي الجنيه الصغيره إلي كانت مطيره النوم من عيني
+
طول الوقت مشغول بيكي. ..يا إما عشان وحشتيني ...يا إما بفكر في المصيبه الجديده إلي هتدخلي عليا بيها
+
حياتي كلها كانت عباره عن عشق...عشق و بس ...عشق ملي قلبي و بقي يجري في دمي ...و عشق البنت المجنونه إلي مينفعش يوم يعدي من غير كارثه
+
من و أنا صغير هاشم أخدني الشغل معاه ...و كنت بتعلم و بعرف بنات ...بخرج مع صحابي و بسافر
+
أي حد يشوفني كان يقول حياتي مليانة ...بس أنا كل ده مكنش فارق
+
حياتي و قلبي و عقلي كان مشغول بالجنيه الصغيره إلي كانت و ما زالت و هتفضل لآخر نفس فيا مطيره النوم من عيني
+
تفتكري بعد كل ده أقدر أسيبك ...جالك قلب تقوليها يا عشقي
+
نظرت له بندم من بين دموعها و قالت بحزن : حقك علي قلبي و الله ...أنا مش عارفه ليه قولت كده بس حاسه إن قلبي واجعني أوي يا عمر
+
مال برأسه ليمطر صدرها بوابل من القبلات التي من شأنها ستهديء قلبها المتألم دون حتي أن يعرف سبب ذلك ...الأهم عنده الآن هو إراحه قلبها و بعد ذلك سيعرف السبب بالتأكيد
+
ملست علي شعره بمنتهي الحب ثم مالت لتقبل رأسه بأمتنان ...أرتفع و قال بعشقاً خالص : سلامه قلبك ما الوجع يا عٌمر عمر ...قوليلي مالك يا حبيبي و لو في حاجه نحلها سوي
+
لاحظ التردد داخل عيناها و هي تقول : مفيش حاجه
نظر لها بقوه ثم قال بحسم : عشق ...من أمتي بتخبي عليا حاجه ...فيكي أيه ...قولي و مهما كان إلي حصل أنا معاكي متخافيش
+
ردت عليه بصدق من بين دموعها الغزيره: لو حاجه تخصني مكنتش هتردد لحظه إني أحكيلك إنما إلي واجعني يخص غيري ...و أنت عارف إن عمري ما هقدر أحكي حاجه تخص حد
+
أصبح عقله يعمل في جميع الأتجاهات ...حديثها دب الرعب داخل قلبه ...يعلم أنها صديقه لكل الفتيات ...و الجميع يأتمنها علي أسراره
+
إذا الكارثه تخص أحدهم و يجب عليه التحلي بالصبر كي يعرف ما حدث و يحاول حله
+
أما هي رغم أنها ترفض إفشاء السر ...إلا إنها حقا تريد إنقاذ من أعتبرتها أختها من ذلك النذل و لكنها تخشي من رده فعل حبيبها حينما يعلم ما القصه
+
بمنتهي الهدوء ...أخذ يلثم وجهها ليجفف دموعها بشفتيه و هو يقول : أحكيلي ...متخافيش يا حبيبي ...شكل الموضوع كبير و أنتي معرفتيش تحليه...عندك شك إني هحله بالعقل
+
أبتعدت عنه سريعاً و هي تقول بيقين : عمرك الصراحه ما أتهورت في حل مشكله...تنهدت بهم ثم أكملت : بص أنا هحكيلك لأن فعلا مش لاقيه حل ...بس توعدني إنك هتتصرف بعقل و مش هتعرفهم إني قولتلك
+
أبتسم بهدوء ثم قال : أحلف بعشقي و لا كأني عرفت حاجه منك و هتصرف بعقل ..أطمني
+
ترددت قليلاً و لكنها حسمت أمرها و بدأت تقص عليه كل ما حدث بمنتهي الصدق و بعد أن أنتهت قالت ببكاء : أحمد صعبان عليا أوي ...ده بيعشقها من زمان ...أنا كذا مره طلبت منه يقرب منها رفض و قالي دي أخت صاحبي الوحيد و بنت الناس إلى يعتبرو مربيني ...لما تخلص جامعه هتقدملها
+
و هي غبيه أنا واثقه إنها مش بتحب الزفت ده ...هي بس مبهوره أنه ساب البنات إلي بيصيع معاهم و أختارها هي ...بس أنا مش مرتاحه يا عمر ...قلبي مش مرتاح
+
