رواية مسك الليل الفصل الخامس 5 بقلم سارة طارق
5=الفصل الخامس (شايفه نفسي فيك ) /
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى على نبيك الكريم
_________________________________________
أحتشد جميع من فى القريه حول تلك السيدة المسكينه هى وابنتها الذى حظهم العسير أوقعهم مع من لا يرحم اوقعهم مع أناس يفكرون أنهم أنبياء الله على الأرض ويمكنهم أن يحركون الناس كما يريدون وأنهم يملكون حتى قرر الحياة لكل من يعيش معهم فى مكان واحد
كانت صرخاتها هى وأبنتها تضوى فى المكان
كانت الفتاة تبكى وتصرخ وتحاول أن تفك قبضته التى تمسك بشعرها وصوت صراخه عليها كاد يصم أذناها
" اصمتى ياكفره ، هل تظنين نفسك أنك على الطريقة الصحيح انتى وامك التى تخرج دون حجاب يغطى شعرها ، تصرخون لأننى أريد مساعدتكم ، وأخراجكم من تلك الغفلة التى تعشون فيها ، يالكم من كفره نصرانيين ، جزائكم جهنم وبئس المصير ، ولكن لن يكون فى قرية الشيخ عبدالله أى أحد نصراني كل من يجلس هنا هو مسلم وكل فتاة أو سيده عذباء ترتدى النقاب اجبارى وتصبح من جوارينا ، ولها ثوابا عظيماً وجزائها الجنه ونعيمها و ......."
" طب مش عاوز دڤيدى بامره ، دا لسه العرض مخلص اى جاريه هتاخدها من هنا عليها واحدة هديه
وفقيها نص سودانى لتسليه يافندم "
تهجم وجه الشيخ عبدالله غضباً ونظر لهذا الصوت
الساخر من حديثه ،التفت لمصدر الصوت
وجد رضوان يقف ورأه ويبتسم له ويميل ل برأسه ناحيته ، قائلا
" أهلا ياغالى ، عاش من شافك ياراجل " قالها وهو يلكمه فى وجهه بقوة حتى جعل جسده يرتد للوراء بقوة وسقط على الأرض ، كادت زينه تقع معه ولكن امسكها رضوان من معصمها ونظر له بتفحص هو يعطيها لوالدتها
" خدى بنتك يا ست هناء " وصاح فى أحد الغفر
" خد الست هناء وبنتها المستوصف ، وتفضل معاهم لحد ما يخلصوا وتوصلهم لحد البيت وتقف عليه حارس ، يالا"
انحنت هناء لتقبل يده " روح ربنا يكفيك شر. ولاد الحرام ويستر ها وياك زى ماسترتنا "
سحب رضوان يده قبل أن تصل له وابتسم لها
" يالا ياست هناء روحى شوفى بنتك وسبيلى أنا بقا ولاد الحرام دول أنا أقدر عليهم بنفسى " ثم نقل نظره لشيخ عبدالله قائلا بسخرية وبرود
" ولا انت أيه رأيك ياغالى انفع اخلص عليكم لوحدى "
نظر لها عبدالله بإستهزاء له ولغفر أبيه الذين حاوطه هو وجماعته من كل جه
" ولكن انت لست وحدك انت معك رجالك ، دعهم يرحلون وأرنا انا ورجالى قوتك التى تتباها بها أمام الناس ، اعطينا فقط الفرصه لنجعلك عبر لمن لا يعتبر"
ضحك رضوان بصوت عالى وأمسك بطنه التى ألمته من كثرة الضحك
جز عبدالله على أسنانه واغتاظ منه وكاد يهجم عليه ولكن ضربه رضوان بقدمه وأوقعه على الأرض مره اخرى ونظر له بقرف
" بقا أنت وشوية الشمامين بتوعك دول تخلينى انا عبره ،. أنت نسيت نفسك يا عبدالله ولا ايه أصحى يالا ، أنا بنفسى قفشتك اكتر من مره بتشم أنت وشوية الجربيع دول اللى فرحان بلمتهم حواليك ، أصحى يالا وفوق احسلك
" هذا كان فى الماضى ، الأن نحن نمشى على منهج الله ، ونجاهد فى سبيل الله ، وننفذ قوانينه على أرضه"
" وألي بينفذ قوانين ربنا ده يالا ، بيرمى أمه فى الشارع ويضربها قدام الناس كلها لحد ما مارسها ان
اتفتحت ، والناس لحقوها وخدوها على المستشفى وكل دا ليه عشان عاوزه تنفذ شرع ربنا وتجوز ، ولولا أنها اتنزلت عن المحضر كان زمانك مرمى زى الكلب فى السجن لحد ماتعفن هناك "
" هى من عاصتنى ، وكان علي أن أعرفها عقوبة عصيان الشيخ عبدالله.... "
لم يستطع رضوان سماع أكثر من هذا ، وهجم عليه
وظل يضربه بقوة ولضعف بنية عبدالله لم يستطع
حماية نفسه ، لم يشعر رضوان بنفسه أبدا كل ما كان يراه هو تلك السيدة التى كانت تنزف دمائها أمام عينيه فى المشفى بسبب ذلك الحقير ابنها
" عصيان مين ياكلب ليه مفكر نفسك أله وكل الناس عبيد عندك ، أنت ولا تسوى يالا أنت شمام يا وسخ ، أنا بقا هنا هعرفك عصيان الوالدين بقا عقابه أيه "
صرخ الجميع فى رضوان عندما وجد الدماء أغرقت وجه هذا الكلب ، ليس خوفاً عليه ولكن خوفا على
رضوان أن يموت فى يده
لم يستمع رضوان لأحد كل مكان يراه هو دموع والدت عبدالله فى. أحضانه ورجائها أن لا يفعل شئ لأبنها أو يإذيه ، وأنها سامحته رغم ما فعل بها .
" سامحتك سامحتك رغم اللي عملته فيها ، أنت واللي زيك ماينفعش تعيشو ، ..."
سيبه يارضوان " كان صوته جابر صارم ليبتعد ابنه عن عبدالله
توقف رضوان عن الضرب ووقف على قدمه وبصق على عبدالله ونظر بقرف
" احمد ربنا أن فى حد نجدك من أيدى تانى ، اول مره كانت امك اللي فرجت عليها البلد بحالها ، ودلوقتي ، الحاج جابر النمر كبير البلد دى كلها وكبيرك أنت كمان أنت وشوية الخرفان دول "
أتى صوت من خلف " خلاص يارضوان بيه ابعد خلينا نشوف شغلنا ".
التفت له رضوان ونظر له باستخفاف" أنت لسه جاى ياباشا تشوف شغلك بعد ما المولد اتفض ، يعنى لولا أن أنا هنا كان زمان البت ماتت يا ام خطفوها ...."
" سيب الناس تشوف شغلها يارضوان ، وكفاية لحد كده " قالها جابر بحزم حتى يصمت ابنه
" شغل أيه ده بس يابا ألى بيعملوه بعد ما المشكله بتخلص " ثم ضحك بسخرية" ولله ليهم حق بتوع السيما يتريقوا علينا ويخلوا البوليس دائما يجى فى الاخر بعد ما المصيبه بتخلص "
ضرب جابر عكازه فى. الأرض وصرخ فى ابنه :" جرا أيه يارضوان ماحدش جادر يسكتك ، ولا معادش ليه كلمه عليك عاد "
اقترب رضوان من أبيه قبل يده ورأسه " لا عاش ولا كان يا حاج اللي ينزل كلمه ليك الأرض ، حجك على راسى يابوى "
وقف جابر فى منتصف السوق وأشار بعكازه لناس التى تملاء االسوق ويشاهدون مايحصل دون أن يتحرك أحد للمساعده
" أخس على كل راچل شاف وليه زى هناء وبنتها وماجربش حتى يساعدهم ، سكته ليه يا راچاله البلد على المرمطة و المسخره اللي حصلت دى ، لو كانت واحدة من حريمكم ولا بناتكم كنتم هتفضلوا تتفرجوا كيف الحريم أكده ، الجيامه هتجوم ولا أيه لما نخوة الصعايدة تروح منيهم أكده ، خفتم من حتة سلاح ماسكه عيل برياله كيف عبدالله وصحبته ، اخس "
نطقت سيده ما وسط الحشد وهى تذم شفتيها بلامباله
" يعنى كان هو عمل أيه لدا كله مش كان بيعمل شرع ربنا ، وبيعلمه للوليه دى وبتها اللي ماشيين على حل شعرهم أكده من غير لا ظابط ولا رابط يعلمهم الحشمه "
كاد رضوان يرد عليها ولكن سبقه والده وهو يشر بعكازه عليها
" وهى الحشمه بنسبالك بس هى حتة الطرحه اللي بتحطيها على شعرك ولا الچلبيه الواسعه اللي بتلبسيها ، الحشمه مش بالبس والحجاب بس الحشمه كمان أنى أحجب لسانى انه يتكلم على الناس بالباطل وردد الكلام زى البغبغان من غير مافهم معناه ، و ايه يعنى لو مش لبسه طرحه على دماغها ، لا هى مجبره على ده ولا فى حكم فى دينهم أنهم يلبسوها وطول عمرهم ناس فى حلهم ومسمعناش منهم اى حاچه تعبهم كل ده عشان دينهم غير دينكم وفيها ايه يابلد انتوا نسيتوا كلام ربكم
* لكم دينكم وليا دينى * مش الست هناء دى يا عزه اللي لحجت بتك جبل (قبل) ما الجاموسه تدهسها تحت رچلاها ، مش دى هناء اللي لجتيها وجفا (واقفه) فى فرح بتك وفرحنالها زى بتها وأكتر وكانت وجفا تخدم على الناس يوم الفرح كأنه فرحها هى مش فرحكم ، بجا دى أخرة معروفها معاكى ، بس اللوم مش عليكى اللوم على رجالك اللى مرجعكيش عن الحديد بتاعك ده وخلاكى تنسي الأصول "
ارتبك زوج عزه ونظر فى الارض واعتذر من جابر وبخ زوجته وجعلها تعتذر هى الأخره
" حجك علينا يا جابر بيه والله دى وليه خرفانه ومعندهاش عجل تفكر بيه "
" عمرنا يا بلد مافرجنا مابين مسلم ومسيحى ، ماتا يابلد لقينا واحد مسيحى أهنه هان راجل أو ست مسلمه أو أتعدى عليها ، طول عمرنا فرحنا واحد وحزننا واحد ، حتى بيتونا واحده ولقمتنا واحده ، حتى فى الحرب واجف چمب المسلم بيدافع عن بلده زيه زى اى حده وبيدافع عن صاحبه المسلم وبيحمى دهره ساعة الحرب ، ماتا لقمة العيش فرجت بين المسلم والمسيحى ، ياخسارة وياميت خساره عليكم "
قالها وذهب لأبنه وأخذه معه ليعوده للبيت مره اخرى
جابر بحزن :" رضوان يابنى ، تروح لست هناء النهارده ، واديها جرشين وتشوف طلبتها هى وعيالها وجولها لو اى حد اتعرضلها بس ولو بحرف تچيلى على الدار "
" ربنا يخليك للغلابه يابا " قالها وهو ينظر أمامه ولم يلتفت لأبيه حتى ولكن نبرة صوته لم تعجب والده
" مش هو اللي عملها يارضوان ، الواد ده أچبن من أنه يمسك سلاح ويضرب بيه نمله حتى أو يمسك سكينه ، يدبح بيها فروجه "
" عارف يابا عارف ، بس أنا مش مرتاح وحاسس أن العمليه دى كبيرا جوى ، حاسس ان موت رشاد ده هيفتح ببان ريحها أجوى من أى حد " قالها وهو يتنهد بحيره وحاول تهدأت عقله من كثرة التفكير
نظر لسماء وقال برجاء " ألطف بينا فى اللي جاى يارب "
_________________________________________
جمع جميع متعلقاته فى حقيبه كبيره وهو يبكى كلما تذكر شكلها وهى نائمه بهذا الشكل ، نزلت دموعه بوجع ، لقد زبلت وردته التى طلما راعها وحافظ عليها ولم يدع أحد حتى بلمسها ، الآن وفى غيابه عنها ، استغلوا أن من يحميها دائما قد ذهب وتركها ليقطتفوها ويأخذو عبيرها و يلقوها فى الارض لتدهسها الأقدام
مسح دموعه وهو يستمع لصوت الدقات المتواصلة على باب غرفته
" جولتلكم مش عاوز اشوف حد "
" ولا حتى عايز تشوفنى أنا "
اتسعت عينيه بعد سماع صوتها نعم انها هى وردته
أتت إليه أدار رأسه ناحية صوتها ونظر لعيونها التى مازلت لها تأثيرها عليه رغم زبلانها واختفاء لمعتها
اخفض نظره عنها ونكس رأسه بخجل منها
رفعت يدها على وجهه ورفعته ونظرت فى عيونه
وتحدثت رغم ألام جسدها التى تفتك بها قائلا
" أنا چايه لحد أهنه مش عشان تنزل عينك منى للأرض ، لاه ، أنا چايه عشان أشوف نفسي لسه صورتى موچوده فى عينيك ، ولا أختفت هى كمان "
ثم تابعت هى تبتسم براحه :" بس الحمدلله لسه شايفه نفسى فيك يا بدر ، أنا لسه موجوده جواك '
كادت تقع ولكن امسكها بدر واجلسها على فراشه الصغير ، وجلس على الأرض أمامها ونطق بإسف
" طول عمرك چوايا يا ورد ، حتى مهما حصل فيكى
هتفضلى جوايا هتفضلى الورده الوحيده اللي بتزين بستان جلبى ، بس بس أنى ماجدرش أحوط عينى فى عينك بعد اللي حوصل ماجدرش أبص لنفسى فى أنعكاس المرايا وأطلى عليا وأشوفنى راچل ، أنا مستهلكيش ، أنتى عاوزه راچل يحافظ عليكى ويكون جد الأمانه ، بس أنا لاكنت جد الأمانه ولا جادر حتى أطل فى عيونك لالقى صورتى أتشوهت فيها "
" أه يابدرى ، لو تعرف أن عمر صورتك حتى ماتتهز فى عينى ، أوعا تشيل نفسك الذنب لاه ده مش ذنبك دا اختبار من ربنا ليا وليك، لو عاوز تبقا راچل جدامى ، فا احب اجولك انك هتفضل راچلى طول العمر ، ولو عاوز تمشى أمش يابدر أنى مش همنعك ، لأنى عارفه انك هترچعلى تانى ، وأنا هستناك ... هستناك تچبلى حجى من الديابه اللى نهشوا فى لحمى ،...... واه جبل ( قبل) ما أنسى الديب يابدر هو اللي يخاف يهجم على فرسته وحارسها موجوده ، لاه ده بيتستناه لحد مايبعد وبعد أكده يهجم لأنه عارف أنه مهما كان جوته عمره ماهضاهى جوت الحارس ، فهمتنى يابدر ، يعنى اللى حاول يقطف وردتك استناك تغفل عشان يقطفها لأنه عارف انك اجوى منه فاعمره ماهيجدر يجف أوصادك مهما حصل ، دول ناس ماتعرفش غير الضرب فى الدهر وبس يابدر ، و مايعرفوش غير الخيانه "
قالتها وهى تحاول أن تستند على اى شئ حتى تقوم وجدته يمد يده ليساعدها ولكنها رفضت
" لاه ، لازم أتعود أساعد نفسى لحد ماترچع ، وأنا عارفه أنك راچع يابدر ، لأن عمر البدر مايطلع من غير مايطل على وردته مش أكده ، أنا هسيبك تفكر ، ....، تعالا عاوزه اعمل حاچه وعوزاك تساعدنى " اقترب منها بسرعه وحاول إسنادها
اعتدلت ورد فى وقفتها وحاولت قدر المستطاع رفع جسدها ثم ارتمت فى أحضان بدر وضمته بقوة وتشبست به كأنها صغيره اشتاقت لرجوع والدها بعد غياب دام طويلا فى الجيش
" كنت منتظراك عشان ادهولك أول ما ترجع ، أنا عارفه أنك چوزى وأننا كتبنا الكتاب وعند امى طلما معملناش فرح تجبا خطيبى لكن ، أنت جوزى يابدر أنا خلاص اتكتبت على أسمك ، ولو ندمان ممكن تسب..."
" هشششش، ماتكمليش ، اسكتى ياورد ، اسكتى انتى خابره زين أن عمرى ما هسيبك حتى لو بموتى "
بكى الأثنين فى أحضان بعضهم وكانت ورد أكثره بكائاً لأنها كادت تنهى حياتها وتحرم نفسها من العيش مع محبوبها وزوجها الغالى نعمة الله لها وكأن الله يعاقبها بطريقه تجعلها تشعر فيها بمدا غبائها لترك حبيب وزوج مثل بدر وتهتم لحديث الناس
لم يشعران بوقوف مسك والدتها على الباب
تحمحمت زينات لكن لم يستمع لها أى أحد منهم نظرة لهم بسعاده كبير ، رغم فرحتها برجوع اختها لعقلها مرة أخرى ولكنها شعرت بالحرج من مشاهدة هذا المشهد الحميمى بين اختها وزوجها
اغتاظت زينات من فعلتهم تلك وصرخت بهم حتى يبتعد عن بعض
" جرا أيه يا يا ولاد الهرمه ، ماتحترموا نفسيكم عيب أكده دا انا حتى. واجفا مايصحش "
ضحكت مسك وهى تنظر لهم :" ماتسبيهم ياما شويه كمان ونبى ، دا حتى ولله حضنهم أحسن من المسلسلات التركي "
" اجطمى احسلك ، لسه دورك جى يابتاعة بلال، "
قالتها بهمس وتحذير لابنتها
ابتعد بدر عن ورد ولكنه أعادها لأحضانه مره اخرى عندما لفى ذراعه حول جسدها وضمها له
ونظر لزينات التى تشتعمل أمامهم
" روحي يا ست زينات ، بتك خلاص بجت فى بيت جوزها ومش هتخرج منه إلا على چثتى ، أنا عارف انك أتجبرتى على كتب كتابى منيها وانك مناعنى عنها ومتعبرانى لسه خطبها ، وأنى كنت محترم رأيك فى الاول لحد ماعملها الفرح اللي نفسك فيه ، بس بعد اللي حصل ليها ده لو اتخليت عنها ابجا مره ومستحجش چوهره زى. بتك دى ، روحى وأطمنى. ونامى وأعرفى أن حج بتك هيرچع على أيدى دى "
نظرت له مسك بسعاده كبيره ولكنها اختفت عنما تذكرت شئ ما
" بس أكده يابدر انت هتعمل مشكله كبيره جوى ، انت عارف ان ماحدش يعرف بجوازك من ورد غيرى أنى و امى وشيخ الجامع اللي كتب كتابكم ، أكده انت هتعمل لأمى مشكله كبيره مع خالى ، وانت عارف أنه مكانش موافج عليك ، وامى ضربت بكلمته الأرض وجوزتك ليها ....... "
" اسكتى يا مسك " قالتها والدتها بحزم واقتربت من بدر حتى وقفت أمامه ونظرت له بكل قوة
" أنت لما چتلى عشان ورد واشتكتلى أن أخويا رفضك ، وأن انت بتحبها ورايدها فى الحلال ، أنى حسيت بعشجك ليها ، وكمان حسيت أن بتى ميالا ليك وريداك ،. ساعتها ضربت بحديد أخويا الأرض وخطبتك ليها من وراه ، ولما جيت وچبت مأذون الچامع معاك الدار وچولتلى أنك عاوزها مراتك وانك خايف لتخسرها ، أنا يمكن عارضت فى الأول خوفت على بتى ولسه الخوف ده مستمر معايا خايفه أنى اكون اتسربعت وغامرت بالبت دى وأدتها لواحد مايجدرش جملتها ، بس دلوقتى أنى عرفت أن ربنا مارزجش ورد بيك لوحدها لاه ياولدى دا رزجنا ( رزقنا) بيك انت راچل لينا وحمايتنا كمان ، كتر خيرك يابنى انك سترت عرضى "
" دا عرضى أنا كمان ياخاله ، ورد فى نن عينى ماتخافيش عليها ومسك أختى وربنا يعلم معزتها عندى كيف أخواتى البنات واكتر. ولله "
ابتسمت له بعيون تلمع فيها الدموع قائلا :" ودا العشم يابنى "
نظر بدر لخارج الغرفه وجد والدته وإخوته الفتيات يتابعان الموقف بكل تأثر ابتسم لهم وعندما وجد تقبلهم لزوجته بكل سهوله
اقتربت والدته منه وقبلت رأسه قائلا بفخر
" طول عمرك راچل يا ضنايا ، ويالا أرتاح انت وعروستك وأنى وأخواتك هنحضرلكم لقمه تكلوها
يالا ياورد يابتى ناميلك ساعه لحد ما الغدا يخلص "
" اه ونبى ياخاله سعاد لأحسن عصافير بطنى نتنهج من الچوى " قالتها مسك وهى تتحسس موضع بطنها
نظرت له والدتها شرذا " هتفضلى طول عمرك چعانه مهما كلتى ، يالا ياختى على البيت هناك المش مستنيكى "
نظرت لها مسك بتذمر ونظرت باتجاه اختها قائلا
" يعنى هى تاكل حمام وأنى أجضيها مش ولله دا حرام مين وافترا "
" متزعليش يامسك هبجا ابعتلك العضم تمصمصى فيه براحتك " قالتها ورد وهى تدعى الحزن على. اختها
" أخس عليكى ما هى دى اخرتها ، طب اتكسفى على دمك دا احنا توأم ، اخس على الأخوات لما يبجوا بيزلوا فى بعض "
ضربت زينات فخذها بكلتا يدها قائلا :" أنى عارفه انى مش هخلص منك ومن رغيك عاد جدامى يا اخرت صبرى ، جدامى على الدار "
نظرت لها سعاد بعتاب " ملكيش حج يا ولله يا زينات اخد على خطرة منك ولله ، لازم تجعدى وتتغدى معانا دا انى حتى دابحا دكر بك النهارده ايه سمين وهيستاهل بوجك انتى وبناتك ولله "
لمعت عين مسك شعرت بفرحه عارمه عندما وجدت والدتها توافق بعد ألحاح كبير من حماة اختها
" ونبى ياخاله سعاد متنسيش الورق العنب والرز الابيض اللي بيبجا عليه صلصة الفته من على الوش ده عشان بيبجا عسل جوى ، وورق العنب زوديله شوربة البط هبابه عشان يبجا طرى أكده ويتسف بسرعه و ماتنسبش السلطه عشان متخانش "
ضحك الجميع عليها وعلى طريقتها فى الحديث عن الأكل وامسكت والدتها رأسها من ابنتها وتصرفاتها الغير. عاقله ولا الرزينه ابدا
_________________________________________
كل شئ فى هذه الحياة يعوض ،. مثل الحب والزواج وأشياء كثيرة من الممكن أن تخسرها ونعوضها من جديد مهما كانت خسارتنا لها مؤلمه ولكنها تعوضى الا شئ واحد فقط لا يعوض أن رحل
كان يسير بسيارته بعد أن استطاع الهرب من بيت جابر وأخذ أخيه والان يريد أن يبعده عن اى عيون تحاول اذيته
أوقف السيارة بمكان بعيد عن الأعين لقد بعد مسافه كبيره عن قريته ولكنه هو الحل الوحيد ليختفى أخيه لبضعة أيام حتى يستطيع أن يجعله يسافر بعيدا عن أى خطر ممكن أن يطوله
" أنزل " قالها بلال بكل صرامه وهو ينظر أمامه
امتسل أخيه لطلبه وخرج من السياره
امسكه بلال من ليقته ورجه بقوة وصرخ فيه وهو يلعنه أكثر. من مره على غبائه وذهابه إلى بيت جابر. بنفسه
" أنت ايه اللي جرا لعقلك بقا بتروح لحد عنده برجلك انت اتجننت يالا ، مش خايف على نفسك "
ابعد حجاج يد أخيه عنه وصرخ به هو الآخر ولكن صرخته كانت مؤلمه صرخه خرجت من قلبه بسبب تعذيب ضميره
" اه روحت لحد هناك ، عشان ماجدرش ، ماجدرش اكون سبب فى موت الناس ، أنى كنت مفكر أن كل اللي بعمله ده حبا فى الله وحب في الدين ، بس بس بعد ماشوفتهم وهما بينهشوا فيها زى الكلاب الضاله وهى بتسرخ وتستنجد بيا وأنى واقف مابعملش حاچه حسيت أدى ايه انى كنت غبى لما سلمت نفس ليهم ، وقلت لازم أكفر عن ذنبى وأروح لجابر بنفسي أحسن ماتودينى أنت ليه بنفسك "
لم يفهم بلال حديث أخيه ولكن ما أثار حفظيته هو تلك الكلمه الاخيره التى نطقها أخيه قائلا بصدمه
" أنا اسلمك ليهم بعد كل اللي بعمله معاك شاكك انى ممكن أعرضك للموت لدرجادى مش واثق فيا "
بكى حجاج وهو ينظر لأخيه " لاه أنت أكتر حد فى الدنيا دى اسلمه روحى وأنى مطمن بس ، بس انت مت
ماتعرفش حاچه ماتعرفش أيتها حاچه ، اه ياورد حاجك عليا ماعرفتش احميكى منيهم ".
حجظت عين بلال حتى كادت تخرج من مقلتيها
لا يستطيع التصديق أن أخيه وجماعته هم سبب
فى قتل رشاد وورد أيضا بعد استغصابهم لها
'' أنت ، انت بتقول ايه ياحجاج يعنى أنت السبب
فى اللي حصل لورد ، يعنى انتوا اللي اغتصبتوها
أنت اللي نهشت فى لحمها ، أنت دا انت الوحيد
اللي تعرف بعلاقتى بمسك تقوم تسلمها ليهم "
انحن حجاج ليد أخيه قائلا بكل زعر
" احب على يدك يا خويا تسامحنى وتحمينى منيهم
أنا لما كنت بين أيدين جابر حسيت أن الموت مش
سهل ابوس رجلك ماتغدرش بيا أنا عارف انى ماستهلش انك تضحى بحببتك علشان ،. بس ونبى
ياخويا انى مليش غيرك ابوسك رجلك ماتبعنى ليهم"
أشفق بلال على أخيه وجلس على الأرض مثله
ونطق بألم قائلا
" أنا لو قررت اخسر الدنيا دى كلها عشان اكسبك انت هخسرها من غير ما يغمضلى جفن "
نظر له حجاج بأمل كبير " يعنى مش هتسلمنى ليهم ، عشان ماتخسرش مسك "
بكى بلال بحزن عميق:" ياحجاج ، الحب بيتوض والضنى كمان يتعوض إنما الاخ عمره مايتعوض ، وانا لوخسرتك ياحجاج عمرى ماعرف أعوضك تانى "
بكى حجاج حتى. انتبح صوته وجد أخيه يساعده ليقف على. قدمه
" متخافش ياله ، أنا مش هخلي حد يقدر يقرب منك ، لو على جثتى ، متخافش واطمن ودا وعد منى "
ساعد بلال أخيه حتى يهدأ وركبا السياره وذهب لوجها معينه يعرفها بلال لتخبئت أخيه فيها
_________________________________________
فى قسم الشرطه وتحديدا في الزنزانه التى يحتجزون. فيها المجرمين لحين عرضهم على النيابة
كان يجلس عبدالله فى زاويه بعيده عن الجميع وينظر لتلك النافذة الصغير ويبتسم بسخريه
وهو يتحسس جروح وجهه قائلا بكل كره
" الظاهر يا راضوان أن موت أخوك فرعنك بس. لاه مش انى إلي اسيب حجى وبكره هتحصل أخوك الخاين وعلى يدى دى يا ابن جابر النمر"
" بماذا تفكر ياعبد الله أياك أن تفعل أى شىء من رأسك دون أن نتشاور مع أميرونا ، يكفينا ما حصل لنا من وراء افكارك " قالها أحد أصدقائه بغضب شديد من افكر عبدالله المتهوره دائماً
نظر له عبدالله بسخرية" الأن أفكارى أصبحت تجلب لكم المصائب ، ولكن أرح نفسك ما افكر فيه لن ينفذه أحد غيري فأرح بالك انت والأن اتركنى هيا"
صاح فيه صديقه بسبب جحوده وأستخفافه تلك المصيبه التى ورطهم بها
" اسمع ياعبدالله ، أنا لن أتركك ترتكب أى حماقات ممكن أن تودى بحياتنا ، وتذكر أنك لست وحدك ، وبدلاً من أن تفكر في رضوان ، فكر ماذا ستفعل غدا عندما يتم ترحيلنا على النيابه "
ثم جلس بجانبه وهو يضع يده على رأسه وامتلأت عيونه بدموع وقال بحزن
" ياعبدالله ، أنى خلاص ضعت وضيعت معايا ولادى ومراتى عشان شوية فلوس بتيچى للواحد عشان كلمتين حفظوهم يملا بيهم دماغ الناس بأسم الدين عشان جماعتنا تكبر ونكسب فلوس أكتر ، بس دلوقتى احنا اهنه من صباح ربنا ولا فى حد چلنا حتى يطمنا أنهم معانا مش هيسبونا ، غدرو بينا وسبونا وجت الشده ، أنا لو ملجتش منهم اى حد يوجف معانا أنا هجول على كل جاچه وزى ماترسى دجولها بجا "
" وانت تعرف ايه يا غلبان عشان تجوله ولو تعرف حاچه فين دليلك ، واسمع يامتولى أياك تچيب سيرة الجماعه فى حاچه ، الأمير ليمكن يسبنا ، الأمير لا يتخل عن رچاله وتذكر أنت هذا ، وسوف نخرج منها بكل سهوله ، نحن لنا رچالنا فى الدخليه وسيهتموا بقضيتنا لا تقلق ، وان سجنا فأعلم انك وأولادك وزوجتك فى أمان معهم ، هيا اذهب ونم واتركنى حتى ارتاح قبل أن تصل عربة الترحيلات غداً "
تركه متولى على مضض ، وقلبه ينذر بشئ خطير
فهذا الأمير لايعلمون عنه شئ هو حتى يتواصل معهم عن طريق عبدالله ، وايضا هو عبدالله يتواصل معه عن طريق شخص تبع الأمير
نظر متولى من نافذه الزنزنه ونظر لسماء وهو يبكى ويترج الله بكل خوف وقلق ينهش فيه على عائلته
" يارب انى عارف انى عاصيتك كتير ، بس لأجل حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم تنچدنى من إلنى فيه يارب انچدنى لجل عيالى ومرتى مايتبهدلوش ويبجوا عايشين من غير راچل ، ولله توبت وهتوب اكتر بس انجدنى وأرحمنى يارحيم "
_________________________________________
اهتز البيت كله من صوت صياح رضوان وغضب الذى أعماه وجعله ينس أنه يصرخ على والده
" أنت ازاى تعمل كده يابا ، ازاى تهرب بلال وأخوه من غير ماتعرفنى ، انت خليت واحد زى بلال ختمنى على قفايه يابا ، اخوه ده كان ديته قلمين وهيقول على كل حاجه وهيقول من اللي كانوا معاه ساعة قتله لأخويا ..."
" أنت بتعلى حسك على ابوك ، خلاص معادش ليه لازمه جدامك عشان تجف جدامى وتعلى حسك ، لاه أصحى يارضوان ، انى ممكن اجبلك لسانك اللي فرحنالى بيه ده جدام عينيك دلوك ، اوعاك تكون فكرت انك كبرت عليا علشان بجيت ضابط فى الجيش لاه يا ابن جابر اصحى ابوك لسه بصحته وهيجدر عليك وعلى عشره زيك " تحدث بكل غضب وتحذير لرضوان حتى يفيق لنفسه
هدأت نبرة رضوان قليلا بعد حديث والده ولكنه جن جنونه بعد أن عرف بمساعدته لبلال حتى يهرب بأخيه
" يابا انا مجدرش اكبر عليك مهما كنت ، بس متبجاش انت إلي ساعدة بلال أنه يهرب وعاوزنى اضحك فى وشك أنت ضيعت عليه فرصة انى اعرف مين اللي جتل أخويا واخد حجى منيه ، مش دا بردك كان كلامك ايه اللي غيره وخلاك تعمل أكده "
" أنا يا رضوان اللي خليت والدك يعمل كده "
نظر لرضوان ورائه مكان مصدر. الصوت وجحظت عيناه عندما رآه أمامه يقف بكل هيبه وشموخ وجعل لسانه يقف عن الحديث ولا يستطيع الكلام
نقل رضوان نظره لوالده ولصاحب الصوت ، ولكن تشتت ذهنه عما كان يدور به على صوت أحد غفر البلده وهو يصرخ وينادى على. والده
" ألحجنا يا جابر بيه الحجنا مصيبه وحطت على روسنا كليتنا "
انتفض جابر على مصدر الصوت وركض بأتحاه الخارج
" حصل ايه ومصيبة ايه اللي بتجول عليها دى ياجدع انت ايه اللي حوصل فى البلد "
حاول الغفير أخذ أنفاسه بسرعه بسبب ركضه السريع قائلا
" عبدالله وجماعته لجوهم مدبوحين فى الزنازنه ومعادا واحد فيهم بس هو اللي عايش ، ويبجول أنه عاوزك انت والبيه رضوان "
كانت هذه الكلمات التى خرجت من فم الغفير التى جعلت قلب رضوان يخرج من مكانه وشعر أن الخطر أوشك على الوصول منهم أكثر وان موت أخيه هذا كان مجرد أنذر بسيط جدا للقادم
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى على نبيك الكريم
_________________________________________
أحتشد جميع من فى القريه حول تلك السيدة المسكينه هى وابنتها الذى حظهم العسير أوقعهم مع من لا يرحم اوقعهم مع أناس يفكرون أنهم أنبياء الله على الأرض ويمكنهم أن يحركون الناس كما يريدون وأنهم يملكون حتى قرر الحياة لكل من يعيش معهم فى مكان واحد
كانت صرخاتها هى وأبنتها تضوى فى المكان
كانت الفتاة تبكى وتصرخ وتحاول أن تفك قبضته التى تمسك بشعرها وصوت صراخه عليها كاد يصم أذناها
" اصمتى ياكفره ، هل تظنين نفسك أنك على الطريقة الصحيح انتى وامك التى تخرج دون حجاب يغطى شعرها ، تصرخون لأننى أريد مساعدتكم ، وأخراجكم من تلك الغفلة التى تعشون فيها ، يالكم من كفره نصرانيين ، جزائكم جهنم وبئس المصير ، ولكن لن يكون فى قرية الشيخ عبدالله أى أحد نصراني كل من يجلس هنا هو مسلم وكل فتاة أو سيده عذباء ترتدى النقاب اجبارى وتصبح من جوارينا ، ولها ثوابا عظيماً وجزائها الجنه ونعيمها و ......."
" طب مش عاوز دڤيدى بامره ، دا لسه العرض مخلص اى جاريه هتاخدها من هنا عليها واحدة هديه
وفقيها نص سودانى لتسليه يافندم "
تهجم وجه الشيخ عبدالله غضباً ونظر لهذا الصوت
الساخر من حديثه ،التفت لمصدر الصوت
وجد رضوان يقف ورأه ويبتسم له ويميل ل برأسه ناحيته ، قائلا
" أهلا ياغالى ، عاش من شافك ياراجل " قالها وهو يلكمه فى وجهه بقوة حتى جعل جسده يرتد للوراء بقوة وسقط على الأرض ، كادت زينه تقع معه ولكن امسكها رضوان من معصمها ونظر له بتفحص هو يعطيها لوالدتها
" خدى بنتك يا ست هناء " وصاح فى أحد الغفر
" خد الست هناء وبنتها المستوصف ، وتفضل معاهم لحد ما يخلصوا وتوصلهم لحد البيت وتقف عليه حارس ، يالا"
انحنت هناء لتقبل يده " روح ربنا يكفيك شر. ولاد الحرام ويستر ها وياك زى ماسترتنا "
سحب رضوان يده قبل أن تصل له وابتسم لها
" يالا ياست هناء روحى شوفى بنتك وسبيلى أنا بقا ولاد الحرام دول أنا أقدر عليهم بنفسى " ثم نقل نظره لشيخ عبدالله قائلا بسخرية وبرود
" ولا انت أيه رأيك ياغالى انفع اخلص عليكم لوحدى "
نظر لها عبدالله بإستهزاء له ولغفر أبيه الذين حاوطه هو وجماعته من كل جه
" ولكن انت لست وحدك انت معك رجالك ، دعهم يرحلون وأرنا انا ورجالى قوتك التى تتباها بها أمام الناس ، اعطينا فقط الفرصه لنجعلك عبر لمن لا يعتبر"
ضحك رضوان بصوت عالى وأمسك بطنه التى ألمته من كثرة الضحك
جز عبدالله على أسنانه واغتاظ منه وكاد يهجم عليه ولكن ضربه رضوان بقدمه وأوقعه على الأرض مره اخرى ونظر له بقرف
" بقا أنت وشوية الشمامين بتوعك دول تخلينى انا عبره ،. أنت نسيت نفسك يا عبدالله ولا ايه أصحى يالا ، أنا بنفسى قفشتك اكتر من مره بتشم أنت وشوية الجربيع دول اللى فرحان بلمتهم حواليك ، أصحى يالا وفوق احسلك
" هذا كان فى الماضى ، الأن نحن نمشى على منهج الله ، ونجاهد فى سبيل الله ، وننفذ قوانينه على أرضه"
" وألي بينفذ قوانين ربنا ده يالا ، بيرمى أمه فى الشارع ويضربها قدام الناس كلها لحد ما مارسها ان
اتفتحت ، والناس لحقوها وخدوها على المستشفى وكل دا ليه عشان عاوزه تنفذ شرع ربنا وتجوز ، ولولا أنها اتنزلت عن المحضر كان زمانك مرمى زى الكلب فى السجن لحد ماتعفن هناك "
" هى من عاصتنى ، وكان علي أن أعرفها عقوبة عصيان الشيخ عبدالله.... "
لم يستطع رضوان سماع أكثر من هذا ، وهجم عليه
وظل يضربه بقوة ولضعف بنية عبدالله لم يستطع
حماية نفسه ، لم يشعر رضوان بنفسه أبدا كل ما كان يراه هو تلك السيدة التى كانت تنزف دمائها أمام عينيه فى المشفى بسبب ذلك الحقير ابنها
" عصيان مين ياكلب ليه مفكر نفسك أله وكل الناس عبيد عندك ، أنت ولا تسوى يالا أنت شمام يا وسخ ، أنا بقا هنا هعرفك عصيان الوالدين بقا عقابه أيه "
صرخ الجميع فى رضوان عندما وجد الدماء أغرقت وجه هذا الكلب ، ليس خوفاً عليه ولكن خوفا على
رضوان أن يموت فى يده
لم يستمع رضوان لأحد كل مكان يراه هو دموع والدت عبدالله فى. أحضانه ورجائها أن لا يفعل شئ لأبنها أو يإذيه ، وأنها سامحته رغم ما فعل بها .
" سامحتك سامحتك رغم اللي عملته فيها ، أنت واللي زيك ماينفعش تعيشو ، ..."
سيبه يارضوان " كان صوته جابر صارم ليبتعد ابنه عن عبدالله
توقف رضوان عن الضرب ووقف على قدمه وبصق على عبدالله ونظر بقرف
" احمد ربنا أن فى حد نجدك من أيدى تانى ، اول مره كانت امك اللي فرجت عليها البلد بحالها ، ودلوقتي ، الحاج جابر النمر كبير البلد دى كلها وكبيرك أنت كمان أنت وشوية الخرفان دول "
أتى صوت من خلف " خلاص يارضوان بيه ابعد خلينا نشوف شغلنا ".
التفت له رضوان ونظر له باستخفاف" أنت لسه جاى ياباشا تشوف شغلك بعد ما المولد اتفض ، يعنى لولا أن أنا هنا كان زمان البت ماتت يا ام خطفوها ...."
" سيب الناس تشوف شغلها يارضوان ، وكفاية لحد كده " قالها جابر بحزم حتى يصمت ابنه
" شغل أيه ده بس يابا ألى بيعملوه بعد ما المشكله بتخلص " ثم ضحك بسخرية" ولله ليهم حق بتوع السيما يتريقوا علينا ويخلوا البوليس دائما يجى فى الاخر بعد ما المصيبه بتخلص "
ضرب جابر عكازه فى. الأرض وصرخ فى ابنه :" جرا أيه يارضوان ماحدش جادر يسكتك ، ولا معادش ليه كلمه عليك عاد "
اقترب رضوان من أبيه قبل يده ورأسه " لا عاش ولا كان يا حاج اللي ينزل كلمه ليك الأرض ، حجك على راسى يابوى "
وقف جابر فى منتصف السوق وأشار بعكازه لناس التى تملاء االسوق ويشاهدون مايحصل دون أن يتحرك أحد للمساعده
" أخس على كل راچل شاف وليه زى هناء وبنتها وماجربش حتى يساعدهم ، سكته ليه يا راچاله البلد على المرمطة و المسخره اللي حصلت دى ، لو كانت واحدة من حريمكم ولا بناتكم كنتم هتفضلوا تتفرجوا كيف الحريم أكده ، الجيامه هتجوم ولا أيه لما نخوة الصعايدة تروح منيهم أكده ، خفتم من حتة سلاح ماسكه عيل برياله كيف عبدالله وصحبته ، اخس "
نطقت سيده ما وسط الحشد وهى تذم شفتيها بلامباله
" يعنى كان هو عمل أيه لدا كله مش كان بيعمل شرع ربنا ، وبيعلمه للوليه دى وبتها اللي ماشيين على حل شعرهم أكده من غير لا ظابط ولا رابط يعلمهم الحشمه "
كاد رضوان يرد عليها ولكن سبقه والده وهو يشر بعكازه عليها
" وهى الحشمه بنسبالك بس هى حتة الطرحه اللي بتحطيها على شعرك ولا الچلبيه الواسعه اللي بتلبسيها ، الحشمه مش بالبس والحجاب بس الحشمه كمان أنى أحجب لسانى انه يتكلم على الناس بالباطل وردد الكلام زى البغبغان من غير مافهم معناه ، و ايه يعنى لو مش لبسه طرحه على دماغها ، لا هى مجبره على ده ولا فى حكم فى دينهم أنهم يلبسوها وطول عمرهم ناس فى حلهم ومسمعناش منهم اى حاچه تعبهم كل ده عشان دينهم غير دينكم وفيها ايه يابلد انتوا نسيتوا كلام ربكم
* لكم دينكم وليا دينى * مش الست هناء دى يا عزه اللي لحجت بتك جبل (قبل) ما الجاموسه تدهسها تحت رچلاها ، مش دى هناء اللي لجتيها وجفا (واقفه) فى فرح بتك وفرحنالها زى بتها وأكتر وكانت وجفا تخدم على الناس يوم الفرح كأنه فرحها هى مش فرحكم ، بجا دى أخرة معروفها معاكى ، بس اللوم مش عليكى اللوم على رجالك اللى مرجعكيش عن الحديد بتاعك ده وخلاكى تنسي الأصول "
ارتبك زوج عزه ونظر فى الارض واعتذر من جابر وبخ زوجته وجعلها تعتذر هى الأخره
" حجك علينا يا جابر بيه والله دى وليه خرفانه ومعندهاش عجل تفكر بيه "
" عمرنا يا بلد مافرجنا مابين مسلم ومسيحى ، ماتا يابلد لقينا واحد مسيحى أهنه هان راجل أو ست مسلمه أو أتعدى عليها ، طول عمرنا فرحنا واحد وحزننا واحد ، حتى بيتونا واحده ولقمتنا واحده ، حتى فى الحرب واجف چمب المسلم بيدافع عن بلده زيه زى اى حده وبيدافع عن صاحبه المسلم وبيحمى دهره ساعة الحرب ، ماتا لقمة العيش فرجت بين المسلم والمسيحى ، ياخسارة وياميت خساره عليكم "
قالها وذهب لأبنه وأخذه معه ليعوده للبيت مره اخرى
جابر بحزن :" رضوان يابنى ، تروح لست هناء النهارده ، واديها جرشين وتشوف طلبتها هى وعيالها وجولها لو اى حد اتعرضلها بس ولو بحرف تچيلى على الدار "
" ربنا يخليك للغلابه يابا " قالها وهو ينظر أمامه ولم يلتفت لأبيه حتى ولكن نبرة صوته لم تعجب والده
" مش هو اللي عملها يارضوان ، الواد ده أچبن من أنه يمسك سلاح ويضرب بيه نمله حتى أو يمسك سكينه ، يدبح بيها فروجه "
" عارف يابا عارف ، بس أنا مش مرتاح وحاسس أن العمليه دى كبيرا جوى ، حاسس ان موت رشاد ده هيفتح ببان ريحها أجوى من أى حد " قالها وهو يتنهد بحيره وحاول تهدأت عقله من كثرة التفكير
نظر لسماء وقال برجاء " ألطف بينا فى اللي جاى يارب "
_________________________________________
جمع جميع متعلقاته فى حقيبه كبيره وهو يبكى كلما تذكر شكلها وهى نائمه بهذا الشكل ، نزلت دموعه بوجع ، لقد زبلت وردته التى طلما راعها وحافظ عليها ولم يدع أحد حتى بلمسها ، الآن وفى غيابه عنها ، استغلوا أن من يحميها دائما قد ذهب وتركها ليقطتفوها ويأخذو عبيرها و يلقوها فى الارض لتدهسها الأقدام
مسح دموعه وهو يستمع لصوت الدقات المتواصلة على باب غرفته
" جولتلكم مش عاوز اشوف حد "
" ولا حتى عايز تشوفنى أنا "
اتسعت عينيه بعد سماع صوتها نعم انها هى وردته
أتت إليه أدار رأسه ناحية صوتها ونظر لعيونها التى مازلت لها تأثيرها عليه رغم زبلانها واختفاء لمعتها
اخفض نظره عنها ونكس رأسه بخجل منها
رفعت يدها على وجهه ورفعته ونظرت فى عيونه
وتحدثت رغم ألام جسدها التى تفتك بها قائلا
" أنا چايه لحد أهنه مش عشان تنزل عينك منى للأرض ، لاه ، أنا چايه عشان أشوف نفسي لسه صورتى موچوده فى عينيك ، ولا أختفت هى كمان "
ثم تابعت هى تبتسم براحه :" بس الحمدلله لسه شايفه نفسى فيك يا بدر ، أنا لسه موجوده جواك '
كادت تقع ولكن امسكها بدر واجلسها على فراشه الصغير ، وجلس على الأرض أمامها ونطق بإسف
" طول عمرك چوايا يا ورد ، حتى مهما حصل فيكى
هتفضلى جوايا هتفضلى الورده الوحيده اللي بتزين بستان جلبى ، بس بس أنى ماجدرش أحوط عينى فى عينك بعد اللي حوصل ماجدرش أبص لنفسى فى أنعكاس المرايا وأطلى عليا وأشوفنى راچل ، أنا مستهلكيش ، أنتى عاوزه راچل يحافظ عليكى ويكون جد الأمانه ، بس أنا لاكنت جد الأمانه ولا جادر حتى أطل فى عيونك لالقى صورتى أتشوهت فيها "
" أه يابدرى ، لو تعرف أن عمر صورتك حتى ماتتهز فى عينى ، أوعا تشيل نفسك الذنب لاه ده مش ذنبك دا اختبار من ربنا ليا وليك، لو عاوز تبقا راچل جدامى ، فا احب اجولك انك هتفضل راچلى طول العمر ، ولو عاوز تمشى أمش يابدر أنى مش همنعك ، لأنى عارفه انك هترچعلى تانى ، وأنا هستناك ... هستناك تچبلى حجى من الديابه اللى نهشوا فى لحمى ،...... واه جبل ( قبل) ما أنسى الديب يابدر هو اللي يخاف يهجم على فرسته وحارسها موجوده ، لاه ده بيتستناه لحد مايبعد وبعد أكده يهجم لأنه عارف أنه مهما كان جوته عمره ماهضاهى جوت الحارس ، فهمتنى يابدر ، يعنى اللى حاول يقطف وردتك استناك تغفل عشان يقطفها لأنه عارف انك اجوى منه فاعمره ماهيجدر يجف أوصادك مهما حصل ، دول ناس ماتعرفش غير الضرب فى الدهر وبس يابدر ، و مايعرفوش غير الخيانه "
قالتها وهى تحاول أن تستند على اى شئ حتى تقوم وجدته يمد يده ليساعدها ولكنها رفضت
" لاه ، لازم أتعود أساعد نفسى لحد ماترچع ، وأنا عارفه أنك راچع يابدر ، لأن عمر البدر مايطلع من غير مايطل على وردته مش أكده ، أنا هسيبك تفكر ، ....، تعالا عاوزه اعمل حاچه وعوزاك تساعدنى " اقترب منها بسرعه وحاول إسنادها
اعتدلت ورد فى وقفتها وحاولت قدر المستطاع رفع جسدها ثم ارتمت فى أحضان بدر وضمته بقوة وتشبست به كأنها صغيره اشتاقت لرجوع والدها بعد غياب دام طويلا فى الجيش
" كنت منتظراك عشان ادهولك أول ما ترجع ، أنا عارفه أنك چوزى وأننا كتبنا الكتاب وعند امى طلما معملناش فرح تجبا خطيبى لكن ، أنت جوزى يابدر أنا خلاص اتكتبت على أسمك ، ولو ندمان ممكن تسب..."
" هشششش، ماتكمليش ، اسكتى ياورد ، اسكتى انتى خابره زين أن عمرى ما هسيبك حتى لو بموتى "
بكى الأثنين فى أحضان بعضهم وكانت ورد أكثره بكائاً لأنها كادت تنهى حياتها وتحرم نفسها من العيش مع محبوبها وزوجها الغالى نعمة الله لها وكأن الله يعاقبها بطريقه تجعلها تشعر فيها بمدا غبائها لترك حبيب وزوج مثل بدر وتهتم لحديث الناس
لم يشعران بوقوف مسك والدتها على الباب
تحمحمت زينات لكن لم يستمع لها أى أحد منهم نظرة لهم بسعاده كبير ، رغم فرحتها برجوع اختها لعقلها مرة أخرى ولكنها شعرت بالحرج من مشاهدة هذا المشهد الحميمى بين اختها وزوجها
اغتاظت زينات من فعلتهم تلك وصرخت بهم حتى يبتعد عن بعض
" جرا أيه يا يا ولاد الهرمه ، ماتحترموا نفسيكم عيب أكده دا انا حتى. واجفا مايصحش "
ضحكت مسك وهى تنظر لهم :" ماتسبيهم ياما شويه كمان ونبى ، دا حتى ولله حضنهم أحسن من المسلسلات التركي "
" اجطمى احسلك ، لسه دورك جى يابتاعة بلال، "
قالتها بهمس وتحذير لابنتها
ابتعد بدر عن ورد ولكنه أعادها لأحضانه مره اخرى عندما لفى ذراعه حول جسدها وضمها له
ونظر لزينات التى تشتعمل أمامهم
" روحي يا ست زينات ، بتك خلاص بجت فى بيت جوزها ومش هتخرج منه إلا على چثتى ، أنا عارف انك أتجبرتى على كتب كتابى منيها وانك مناعنى عنها ومتعبرانى لسه خطبها ، وأنى كنت محترم رأيك فى الاول لحد ماعملها الفرح اللي نفسك فيه ، بس بعد اللي حصل ليها ده لو اتخليت عنها ابجا مره ومستحجش چوهره زى. بتك دى ، روحى وأطمنى. ونامى وأعرفى أن حج بتك هيرچع على أيدى دى "
نظرت له مسك بسعاده كبيره ولكنها اختفت عنما تذكرت شئ ما
" بس أكده يابدر انت هتعمل مشكله كبيره جوى ، انت عارف ان ماحدش يعرف بجوازك من ورد غيرى أنى و امى وشيخ الجامع اللي كتب كتابكم ، أكده انت هتعمل لأمى مشكله كبيره مع خالى ، وانت عارف أنه مكانش موافج عليك ، وامى ضربت بكلمته الأرض وجوزتك ليها ....... "
" اسكتى يا مسك " قالتها والدتها بحزم واقتربت من بدر حتى وقفت أمامه ونظرت له بكل قوة
" أنت لما چتلى عشان ورد واشتكتلى أن أخويا رفضك ، وأن انت بتحبها ورايدها فى الحلال ، أنى حسيت بعشجك ليها ، وكمان حسيت أن بتى ميالا ليك وريداك ،. ساعتها ضربت بحديد أخويا الأرض وخطبتك ليها من وراه ، ولما جيت وچبت مأذون الچامع معاك الدار وچولتلى أنك عاوزها مراتك وانك خايف لتخسرها ، أنا يمكن عارضت فى الأول خوفت على بتى ولسه الخوف ده مستمر معايا خايفه أنى اكون اتسربعت وغامرت بالبت دى وأدتها لواحد مايجدرش جملتها ، بس دلوقتى أنى عرفت أن ربنا مارزجش ورد بيك لوحدها لاه ياولدى دا رزجنا ( رزقنا) بيك انت راچل لينا وحمايتنا كمان ، كتر خيرك يابنى انك سترت عرضى "
" دا عرضى أنا كمان ياخاله ، ورد فى نن عينى ماتخافيش عليها ومسك أختى وربنا يعلم معزتها عندى كيف أخواتى البنات واكتر. ولله "
ابتسمت له بعيون تلمع فيها الدموع قائلا :" ودا العشم يابنى "
نظر بدر لخارج الغرفه وجد والدته وإخوته الفتيات يتابعان الموقف بكل تأثر ابتسم لهم وعندما وجد تقبلهم لزوجته بكل سهوله
اقتربت والدته منه وقبلت رأسه قائلا بفخر
" طول عمرك راچل يا ضنايا ، ويالا أرتاح انت وعروستك وأنى وأخواتك هنحضرلكم لقمه تكلوها
يالا ياورد يابتى ناميلك ساعه لحد ما الغدا يخلص "
" اه ونبى ياخاله سعاد لأحسن عصافير بطنى نتنهج من الچوى " قالتها مسك وهى تتحسس موضع بطنها
نظرت له والدتها شرذا " هتفضلى طول عمرك چعانه مهما كلتى ، يالا ياختى على البيت هناك المش مستنيكى "
نظرت لها مسك بتذمر ونظرت باتجاه اختها قائلا
" يعنى هى تاكل حمام وأنى أجضيها مش ولله دا حرام مين وافترا "
" متزعليش يامسك هبجا ابعتلك العضم تمصمصى فيه براحتك " قالتها ورد وهى تدعى الحزن على. اختها
" أخس عليكى ما هى دى اخرتها ، طب اتكسفى على دمك دا احنا توأم ، اخس على الأخوات لما يبجوا بيزلوا فى بعض "
ضربت زينات فخذها بكلتا يدها قائلا :" أنى عارفه انى مش هخلص منك ومن رغيك عاد جدامى يا اخرت صبرى ، جدامى على الدار "
نظرت لها سعاد بعتاب " ملكيش حج يا ولله يا زينات اخد على خطرة منك ولله ، لازم تجعدى وتتغدى معانا دا انى حتى دابحا دكر بك النهارده ايه سمين وهيستاهل بوجك انتى وبناتك ولله "
لمعت عين مسك شعرت بفرحه عارمه عندما وجدت والدتها توافق بعد ألحاح كبير من حماة اختها
" ونبى ياخاله سعاد متنسيش الورق العنب والرز الابيض اللي بيبجا عليه صلصة الفته من على الوش ده عشان بيبجا عسل جوى ، وورق العنب زوديله شوربة البط هبابه عشان يبجا طرى أكده ويتسف بسرعه و ماتنسبش السلطه عشان متخانش "
ضحك الجميع عليها وعلى طريقتها فى الحديث عن الأكل وامسكت والدتها رأسها من ابنتها وتصرفاتها الغير. عاقله ولا الرزينه ابدا
_________________________________________
كل شئ فى هذه الحياة يعوض ،. مثل الحب والزواج وأشياء كثيرة من الممكن أن تخسرها ونعوضها من جديد مهما كانت خسارتنا لها مؤلمه ولكنها تعوضى الا شئ واحد فقط لا يعوض أن رحل
كان يسير بسيارته بعد أن استطاع الهرب من بيت جابر وأخذ أخيه والان يريد أن يبعده عن اى عيون تحاول اذيته
أوقف السيارة بمكان بعيد عن الأعين لقد بعد مسافه كبيره عن قريته ولكنه هو الحل الوحيد ليختفى أخيه لبضعة أيام حتى يستطيع أن يجعله يسافر بعيدا عن أى خطر ممكن أن يطوله
" أنزل " قالها بلال بكل صرامه وهو ينظر أمامه
امتسل أخيه لطلبه وخرج من السياره
امسكه بلال من ليقته ورجه بقوة وصرخ فيه وهو يلعنه أكثر. من مره على غبائه وذهابه إلى بيت جابر. بنفسه
" أنت ايه اللي جرا لعقلك بقا بتروح لحد عنده برجلك انت اتجننت يالا ، مش خايف على نفسك "
ابعد حجاج يد أخيه عنه وصرخ به هو الآخر ولكن صرخته كانت مؤلمه صرخه خرجت من قلبه بسبب تعذيب ضميره
" اه روحت لحد هناك ، عشان ماجدرش ، ماجدرش اكون سبب فى موت الناس ، أنى كنت مفكر أن كل اللي بعمله ده حبا فى الله وحب في الدين ، بس بس بعد ماشوفتهم وهما بينهشوا فيها زى الكلاب الضاله وهى بتسرخ وتستنجد بيا وأنى واقف مابعملش حاچه حسيت أدى ايه انى كنت غبى لما سلمت نفس ليهم ، وقلت لازم أكفر عن ذنبى وأروح لجابر بنفسي أحسن ماتودينى أنت ليه بنفسك "
لم يفهم بلال حديث أخيه ولكن ما أثار حفظيته هو تلك الكلمه الاخيره التى نطقها أخيه قائلا بصدمه
" أنا اسلمك ليهم بعد كل اللي بعمله معاك شاكك انى ممكن أعرضك للموت لدرجادى مش واثق فيا "
بكى حجاج وهو ينظر لأخيه " لاه أنت أكتر حد فى الدنيا دى اسلمه روحى وأنى مطمن بس ، بس انت مت
ماتعرفش حاچه ماتعرفش أيتها حاچه ، اه ياورد حاجك عليا ماعرفتش احميكى منيهم ".
حجظت عين بلال حتى كادت تخرج من مقلتيها
لا يستطيع التصديق أن أخيه وجماعته هم سبب
فى قتل رشاد وورد أيضا بعد استغصابهم لها
'' أنت ، انت بتقول ايه ياحجاج يعنى أنت السبب
فى اللي حصل لورد ، يعنى انتوا اللي اغتصبتوها
أنت اللي نهشت فى لحمها ، أنت دا انت الوحيد
اللي تعرف بعلاقتى بمسك تقوم تسلمها ليهم "
انحن حجاج ليد أخيه قائلا بكل زعر
" احب على يدك يا خويا تسامحنى وتحمينى منيهم
أنا لما كنت بين أيدين جابر حسيت أن الموت مش
سهل ابوس رجلك ماتغدرش بيا أنا عارف انى ماستهلش انك تضحى بحببتك علشان ،. بس ونبى
ياخويا انى مليش غيرك ابوسك رجلك ماتبعنى ليهم"
أشفق بلال على أخيه وجلس على الأرض مثله
ونطق بألم قائلا
" أنا لو قررت اخسر الدنيا دى كلها عشان اكسبك انت هخسرها من غير ما يغمضلى جفن "
نظر له حجاج بأمل كبير " يعنى مش هتسلمنى ليهم ، عشان ماتخسرش مسك "
بكى بلال بحزن عميق:" ياحجاج ، الحب بيتوض والضنى كمان يتعوض إنما الاخ عمره مايتعوض ، وانا لوخسرتك ياحجاج عمرى ماعرف أعوضك تانى "
بكى حجاج حتى. انتبح صوته وجد أخيه يساعده ليقف على. قدمه
" متخافش ياله ، أنا مش هخلي حد يقدر يقرب منك ، لو على جثتى ، متخافش واطمن ودا وعد منى "
ساعد بلال أخيه حتى يهدأ وركبا السياره وذهب لوجها معينه يعرفها بلال لتخبئت أخيه فيها
_________________________________________
فى قسم الشرطه وتحديدا في الزنزانه التى يحتجزون. فيها المجرمين لحين عرضهم على النيابة
كان يجلس عبدالله فى زاويه بعيده عن الجميع وينظر لتلك النافذة الصغير ويبتسم بسخريه
وهو يتحسس جروح وجهه قائلا بكل كره
" الظاهر يا راضوان أن موت أخوك فرعنك بس. لاه مش انى إلي اسيب حجى وبكره هتحصل أخوك الخاين وعلى يدى دى يا ابن جابر النمر"
" بماذا تفكر ياعبد الله أياك أن تفعل أى شىء من رأسك دون أن نتشاور مع أميرونا ، يكفينا ما حصل لنا من وراء افكارك " قالها أحد أصدقائه بغضب شديد من افكر عبدالله المتهوره دائماً
نظر له عبدالله بسخرية" الأن أفكارى أصبحت تجلب لكم المصائب ، ولكن أرح نفسك ما افكر فيه لن ينفذه أحد غيري فأرح بالك انت والأن اتركنى هيا"
صاح فيه صديقه بسبب جحوده وأستخفافه تلك المصيبه التى ورطهم بها
" اسمع ياعبدالله ، أنا لن أتركك ترتكب أى حماقات ممكن أن تودى بحياتنا ، وتذكر أنك لست وحدك ، وبدلاً من أن تفكر في رضوان ، فكر ماذا ستفعل غدا عندما يتم ترحيلنا على النيابه "
ثم جلس بجانبه وهو يضع يده على رأسه وامتلأت عيونه بدموع وقال بحزن
" ياعبدالله ، أنى خلاص ضعت وضيعت معايا ولادى ومراتى عشان شوية فلوس بتيچى للواحد عشان كلمتين حفظوهم يملا بيهم دماغ الناس بأسم الدين عشان جماعتنا تكبر ونكسب فلوس أكتر ، بس دلوقتى احنا اهنه من صباح ربنا ولا فى حد چلنا حتى يطمنا أنهم معانا مش هيسبونا ، غدرو بينا وسبونا وجت الشده ، أنا لو ملجتش منهم اى حد يوجف معانا أنا هجول على كل جاچه وزى ماترسى دجولها بجا "
" وانت تعرف ايه يا غلبان عشان تجوله ولو تعرف حاچه فين دليلك ، واسمع يامتولى أياك تچيب سيرة الجماعه فى حاچه ، الأمير ليمكن يسبنا ، الأمير لا يتخل عن رچاله وتذكر أنت هذا ، وسوف نخرج منها بكل سهوله ، نحن لنا رچالنا فى الدخليه وسيهتموا بقضيتنا لا تقلق ، وان سجنا فأعلم انك وأولادك وزوجتك فى أمان معهم ، هيا اذهب ونم واتركنى حتى ارتاح قبل أن تصل عربة الترحيلات غداً "
تركه متولى على مضض ، وقلبه ينذر بشئ خطير
فهذا الأمير لايعلمون عنه شئ هو حتى يتواصل معهم عن طريق عبدالله ، وايضا هو عبدالله يتواصل معه عن طريق شخص تبع الأمير
نظر متولى من نافذه الزنزنه ونظر لسماء وهو يبكى ويترج الله بكل خوف وقلق ينهش فيه على عائلته
" يارب انى عارف انى عاصيتك كتير ، بس لأجل حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم تنچدنى من إلنى فيه يارب انچدنى لجل عيالى ومرتى مايتبهدلوش ويبجوا عايشين من غير راچل ، ولله توبت وهتوب اكتر بس انجدنى وأرحمنى يارحيم "
_________________________________________
اهتز البيت كله من صوت صياح رضوان وغضب الذى أعماه وجعله ينس أنه يصرخ على والده
" أنت ازاى تعمل كده يابا ، ازاى تهرب بلال وأخوه من غير ماتعرفنى ، انت خليت واحد زى بلال ختمنى على قفايه يابا ، اخوه ده كان ديته قلمين وهيقول على كل حاجه وهيقول من اللي كانوا معاه ساعة قتله لأخويا ..."
" أنت بتعلى حسك على ابوك ، خلاص معادش ليه لازمه جدامك عشان تجف جدامى وتعلى حسك ، لاه أصحى يارضوان ، انى ممكن اجبلك لسانك اللي فرحنالى بيه ده جدام عينيك دلوك ، اوعاك تكون فكرت انك كبرت عليا علشان بجيت ضابط فى الجيش لاه يا ابن جابر اصحى ابوك لسه بصحته وهيجدر عليك وعلى عشره زيك " تحدث بكل غضب وتحذير لرضوان حتى يفيق لنفسه
هدأت نبرة رضوان قليلا بعد حديث والده ولكنه جن جنونه بعد أن عرف بمساعدته لبلال حتى يهرب بأخيه
" يابا انا مجدرش اكبر عليك مهما كنت ، بس متبجاش انت إلي ساعدة بلال أنه يهرب وعاوزنى اضحك فى وشك أنت ضيعت عليه فرصة انى اعرف مين اللي جتل أخويا واخد حجى منيه ، مش دا بردك كان كلامك ايه اللي غيره وخلاك تعمل أكده "
" أنا يا رضوان اللي خليت والدك يعمل كده "
نظر لرضوان ورائه مكان مصدر. الصوت وجحظت عيناه عندما رآه أمامه يقف بكل هيبه وشموخ وجعل لسانه يقف عن الحديث ولا يستطيع الكلام
نقل رضوان نظره لوالده ولصاحب الصوت ، ولكن تشتت ذهنه عما كان يدور به على صوت أحد غفر البلده وهو يصرخ وينادى على. والده
" ألحجنا يا جابر بيه الحجنا مصيبه وحطت على روسنا كليتنا "
انتفض جابر على مصدر الصوت وركض بأتحاه الخارج
" حصل ايه ومصيبة ايه اللي بتجول عليها دى ياجدع انت ايه اللي حوصل فى البلد "
حاول الغفير أخذ أنفاسه بسرعه بسبب ركضه السريع قائلا
" عبدالله وجماعته لجوهم مدبوحين فى الزنازنه ومعادا واحد فيهم بس هو اللي عايش ، ويبجول أنه عاوزك انت والبيه رضوان "
كانت هذه الكلمات التى خرجت من فم الغفير التى جعلت قلب رضوان يخرج من مكانه وشعر أن الخطر أوشك على الوصول منهم أكثر وان موت أخيه هذا كان مجرد أنذر بسيط جدا للقادم