رواية اسمتني امي قربي الفصل الخامس 5 بقلم مشاعل الحربي
لبارت الخامس ..........
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
"
" لم يحادثها كثيرا وهي تستقل السياره المتواضعه بجانبه ..طال مشوارهم..حتى انحنى ودخل بوسط حاره قديمه ومتهالكه ..
بمباني لازالت تحمل رواشين جده القديمه ...بالكاد استطاع ايقاف السياره من منزل من دورين رمم بعشوائيه ولا زالت شبابيكه الارضيه تحافظ على طراز الحجاز القديم وقد تهالكت رواشينها ...وبابه أسفل الشارع يلزمك دخوله تخطي اربع درجات للأسفل ..
:
:
نزلت وهي تراقبه يخرج حقيبها ...أبتسمت له وهي تراقب الشارع الضيق خلفه الذي يعج بشتى الجنسيات والثقافات..
:
:
فتح الباب ..دلف فلحقته ..كان المنزل اكثر من متواضع بل أقرب الا الاهمال والانهيار ..
فتح باب غرفه ضيق أخره ..
أطلت مع الباب بعدم تصديق وهي تهمس بأسمها ..."قربى ...."
:
:
أبتسمت لها بأستغراب وهي تراقب اخيها ..."هلا هلا ..كيفك ...كيفهم اهلك ...؟؟"
:
:
:
كان للجمله وقع غريب على قربى ...التي أطالت حتى ترد عليهم ...التفتت الى الباب الضيق الذي اغلقه عمها للتو وهي لم تشعر قبلا بأنها غريبه لهذه الدرجه .
:
:
أبتسمت لعمتها ......"الحمد لله ...كيفكم ياعمه ...؟؟"
:
بادلتها تلك الابتسام وهي تشير لها على باب غرفة الجلوس الاكثر من متواضعه ...."الحمد لله بخير ..تفضلي ليش واقفه .."
:
:
أبتسمت وهي تمتثل لأمرها ..جلست وهي توزع نظراتها على المكان جلست تلك مقابل لها ..."والله مادرينا انك بتجين يابنتي ...يعني المكان شايفه كيف ..."
:
هزت لها رأسها بالنفي وهي تراقب عمها يقف قرب الباب ....."لا عايدي ياعمه ....نحنا أهل صح ؟؟"
:
:
قالت جملتها الاخيره وهي تبحث عن ملامح ردة فعل تلك التي تلعثمت ..."أكيد أكيد كيف اهل ..انتي بنت اخوي ...على الاقل تذكرتينا بنات اخواني عمرهم ماطبو بيتي ....يعني ..."لم تكمل جملتها وهي تلتفت لأخيها بتوتر ....
:
أبتسمت قربى على مضض ...."الله كريم ..."قالتها لدواخلها المتبعثره ...
:
:
سرحت اثناء حديث عمتها المتلعثم وغياب عمها المفاجئ......هي لاتشعر بألفه ابدا في هذا المكان ...لكنه ملجأها الوحيد الأن ...
عادت الى وعيها وهي تحادث عمتها ........"عمه هيا لي مكان بينكم ....؟؟"
:
بردت ملامح تلك للحظه ...وهي تستوعب قولها ..."أكيد ...أكيد يابنتي كيف ....؟؟ لك مكان بيننا .."
:
وقفت بتشتت ..."أسوي لك عشا ..؟؟تعبانه تبين تنامين ؟؟ يعني مافي غرف بس تنامين معاي ...سليم ينام مع أخوه ..."
:
كانت ستهم بالخروج لولا انها التفتت الى قربى كانت ستقول شيء الا انها عدلت عن رأيها وخرجت ..
:
:
راقبت غيابها بتعب وهي تغمض عينيها مجبره ....فحزن وضياع غريب يعتريها ..رحم جفنيها النوم وغزاها ..
:
:
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::
اليوم هي لوحدها في الدور ...كانت تجلس على السرير وقد اطرقت رأسها للحائط تراقب الباب بتوهان ...
وقد أحتضنت نفسها بشيء من احتياج ..
رن هاتف ما في المكان تجاهلته وقد يكون لأحداهن...توقف عن الرنين ...ولكنها عاد لرنينه بألحاح وأصرار...
تأففت ووهي تقف تبحث عنه في المكان ...
أقتربت من حقيبتها مستغربه وقد صدر الرنين منها...فتحتها ..كان هاتفا أسود بموديل حديث ...غضنت جبينها وهي تخرجه متى كان هذا هنا ..
:
رن وهو في يدها ...برقم غير مسجل ....لمن يكون ...؟؟راقبت حولها بأستغراب وهي تجيب ..
لم تتحدث و أكتفت بالصمت ...
بردت أطرافها وهي تستمع للصوت في الطرف الاخر وأغمضت جفنيها بأنعدام حيله ...همست "نعم.."
:
:
تنهد براحه وهو ينطق أسمها ..."جليلة ..." أندفاع غريب أتجاه هذه الوحيده يسيره ليطمئن عليها ...ليس لشيء سوى لمرؤته وعظم الامر الذي وضعها فيه ..في الواقع هو لم يثق فيها او يهتم لأمرها حتى تيقن من مصادره صدق ماتقول حتى ولو كان يعرف الصدقين من حديثهم يحتاج لأن يتأكد,,,
:
لكن ..لازال متأهبا كعادته لأي افعال معاكسه لتوقعاته من الذين حوله ..
:
قابله صمت من الجهة الاخرى لولا صوت نفسها المرتعد الغير منتظم ...
:
وبعمليه حادثها عما يريد منها ان تصنع ...سرحت وهي تستمع لصوته تراقب الباب ...الشتات الغريب الذي تعيشه ..يؤلم قلبها ..تشعر بأنها غير موجوده وغير مهمه ...
لاتدري لماذا قالت له ......."لازم أكون ف البيت قبل المغرب ..لانها تقفل باب الدور طول اليوم وتفتحه الساعه 7 الصبح ...."
:
:
سكت للحظه أكملت تلك ...."أنا ابغا اخرج من هنا بأسرع وقت ممكن ..."
أحست بملل غريب وقناعه من الحياة وهي تسمتع لأوامر ذاك العسكريه ..وضعها يجبرها أن تلجأ له ..و لو كانت لا تريد ذكره او التواصل معه أبدا ..فهو غريب عليها ...
لكن خوفها قبيل لحظات أتصاله هدأ قليلا وهي تسمتع لصوته المسيطر العسكري ...
:
:
وصاها قبل ان يغلق الهاتف .."أسمعي يابنت ...الجوال ذا ماينزل من يدك انتبهي له ...وزي ماوصيتك اتصال واحد منك ...ماينتهي رمضان الا وحياتك راجعه طبيعي ..."
:
تنهدت وهي تهمس لنفسها ..."أن شاء الله خير ...."
:
أغلقت منه وهي تعاود الجلوس في مكانها وتراقب حقيبتها التي تحزمها يوميا استعداد للرحيل امورها تعقدت وتشابكت منذ دخلت مكتبه ..
والمخزن العسكري اليوم زرع في قلبها رعب لا منتهي منه ...ومتى وضع الهاتف في حقيبتها ...
فتر قلبها وتذكرت مرورة الفخم بجانبها الذي شل اطرافها وادراكها ....
:
:
آه حزينه خرجت منها وهي تفرد سجادتها وهل لها غير ربها ملتجأ في هذه الدنيا ...
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
جلس أمام باب منزله الخلفي في العرزال الذي صنعه بنفسه فيما مضى ...راقب السماء بهدوءه الخارجي و اعاصير داخليه ...
ساعات الصباح الاولى في المزرعه لا تضاهيها اوقات ابدا...أبتسم لذكرى ما في صدره ..الا ان غطى وجهه العبوس لا اردايا ...
ألتفت للخلف كان ذاك يقف وهو يسند جذعه الطويل على باب المنزل ..دفع جذعه وهو يجلس بجانبه ...راقب السماء معه ....همس ..."جيت مشي ...تغيرت بدر ...."
:
:
أبتسم ذاك ....سكت لبرهه يجمع حديثه على غير عادته الفصيحه ...."مم ...مين يصد..ق ..."سكت الا ان ذاك احترمه وانتظر ان يكمل جملته ....
أخذ نفسا عميقا واكمل ..."ننن..نرجع بدر...."
::
أبتسم له وهو يراقب سحبا تشكلت للتو ...."أكثر اثنين ما يبغون بدر ..أنا وانت ..بس مهما نسوي ترجع بدر وتردنا لها ...."
:
فُتح الباب بعنف ....وأتى ذاك بعاصفته التي لا يشاركه غيره اياها ....."سلام ...سلام لناس الجميله للقلوب النقيه ..سلام للنفوس البائسه ..."
:
:
ضحك ذاك فهو قد افتقده في الاشهر التي ابتعد عنه بها ....نهره ذاك ...."مممعد ..."وهو يشير له على حذائه ..."
:
:
تجاهله وهو يجلس أمامه ويضع ساقيه الطويله على السور القصير امامه ...."صياف بيتك يحسسني انه قسم الولاده في مستشفى المؤاساة .....عيش...عيش يا الحبيب...."
:
:
نهره ذاك .."أنت ماتسلم .....تراه أجر لك اذا كنت جاهل ...."
:
تصنع له الابتسامه ..."أجر من وراك مانبيه ....يسلم عليك صياف أنا أسلم عليك ...."
:
رفع ذاك حاجبه بقل صبر وهو يراقب حذاء ذاك بخوف يكرهه لكنه زرع فيه رغما عنه ...فهو ردة فعله اتجاه عجزه ....."مماني ممسلم على أحد ..."
:
:
وقف بخفه وهو يبادل أبن خاله التحيه ...."ولاتزعل يا عريسنا ...أشوف الزواج ردك من عزلتك ...."
:
:
أبتسم له وبنظره للأفق ....."لازم أستقر ...قربت أخلص الخمس والثلاثين ..."
:
نظر الى أبن خاله بعدم أقتناع ....."هذا مو كلامك ..."
:
رفع أحد حاجبيه بلا مبالاه ..."يمكن يكون كلامي ..."
:
أعتدل في جلوسه ...."مهاب ...لا تسوي شيء موب مقتنع فيه ...."
:
هز رأسه بالنفي ..."صدقني متقبل الامر نفسيا ..بعدين خلاص هذا الوقت المناسب اني أتزوج ...من جد يا معد أبي أستقر تعبت من السفر اللي ماينتهي ...وخلاص بحول شغلي ميداني في المدينه و توبه أخرج من السعوديه ..تعبت ..يعني لو أخرج اسبوعين بالكثير نظام ست شهور أنساه ....."
:
:
ألتفت الى ذاك السارح ...بحجم الصراعات بداخله و صعوبه سيطرته على جسده الا أنه جلس شامخا كبطل متوج بينهم ....
أبتسم له ..."عقبالك ياصياف ونفرح فيك ...."
:
لم تتغير ملامحه وهو يهمس له ...ب"لا "مكتومه ....
:
تنهد ذاك ..."وش قلب الموضوع للزواج والارتباط شحلات العزوبيه ...."
:
وقف يقترب من السور ..."أنت اللي جبته ...تفتح الموضوع واذا قلب للطرف الثاني تتهرب ..أنت اللي متى تتزوج ...."
:
:
عاد الى جلسته المستريحه وهو يرفع ساقيه .........."أذا أقتنعت ...."
:
:
كان سارحا ونطق كلمته بدون تأتأه ......."بأيش......؟؟"
:
:
ألتفت له بأبتسامه حزينه ...."أذا اقتنعت أني اتزوج ....أّذا اقتنعت اني مستعد ...."
:
:
لم يلتفت له مهاب وهو يسأله ...."مستعد لأيش....؟؟"
:
:
سكت للحظه وهو يحول الاجابه التي كان سيقولها لولا صمته الذي تحلى به لسنين طويله ..."مستعد أني اقتنع ...."
:
:
أبتسامه وضحكه خافته قابلته من الاثنان ...فهذا معد وهذا صمته المقدس ...
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
همهت بأنزعاج وهي تشعر بأن شيء ما تبدل بها ...أخذت نفسا عميقا بكسل وهي تفتح عينها ..في الغرفه ذات الاضاءه العاليه والجدران الورديه ..
متواضعه للغايه ويبدو بأنا طليت حديثا وقد غطى الطلاء التسليك الخارجي للكهرباء ..وسقفها ذو الديكور الجبسي القديم ...بألوان قديمه كانت زاهيه فيما مضى ...
:
ألتفتت الى الباب ...أتسعت حدقتيها بخوف وهي تراقب رجلا شاحبا بنظرات متاجهله لربما هو في الثلاثين ..الا ان ثوبه رث و ملامحه مرهقه ..
فتح التلفاز القديم وجلس أمامه يراقب برنامج ما ...وقفت متخبطه ...أتجهت مسرعه للباب خلفه ...
ألتفتت لها فكادت ان تفقد وعيها ..كانت ملامحه بارده ولا تفسر ..أبتسم لها فجأة وعاد لمراقبه التلفاز ...
:
:
خرجت الى الممر الصغير الذي ينتهي يمينه بباب المنزل وينتصفه سلم للأعلى و يقابل باب الغرفه التي كانت بها باب مؤصد وانتهى يسار الممر ببابين متقابله ..
دخلت أحدهم فكان المطبخ ..ألتفتت لها تلك كانت لازالت تحمل رجفتها ..أشارت بسبابتها على الغرفه ...تلعثمت ...."فيه ...فيه رجال دخل علي ...."
:
لم ترد تلك بل أطلت من باب المطبخ ...أبتسمت لها بحزن ...."هذا ولدي سليم ....كان طيب ..."
:
:
قالتها وهي تعود لتكمل ما انشغلت به ....راقبت ردة فعل عمتها الحزين ....أستندت على الباب وهي تراقب هدوءها فيما تصنعه ...تأملت المطبخ بخزاناته الغير متناسقه ...وأثاثه القديم لربما منذ التسعينات او أقدم ...
:
رفعت عمتها لها رأسه ...ولازالت في يدها السكين ..أشارت بها بقل حيله ..."يوم مارجع من المدرسه ...وتأخر علي متعوده يتأخر بس مو للعصر يجي يتغدى ويرجع يكمل لعب ...فقدته ...ودورته بكل مكان مالقيته ....جلست يوم أدور من البكره ...لقيته ..في المستشفى ...دعسه واحد بسيارته وشرد ..وبس جلس في غيبوبه شهرين ..وصحي زي ماتشوفين ...."
:
:
قالتها بحزن وانكسار و ألم ....راقبت الحزن على وجه قربى ....سكتت للحظه ..."كانت نسبته 99 يعني ...كان ربي موفقه ...كان أش بيعيشني لو أنه للأن طيب ....هه...كنت طلعت من هالخرابه ..والقرف ..."
كانت ستكمل حديثها لولا انها غصت بدمعه ...لامت نفسها لأن قد اهملت يوما أن تسألها عن احوالها ..عن حزنها وأيامها ....
:
:
الا ان تلك تمالكت نفسها وهي تقف ...وبعباره بدون مشاعر ..."ساعديني ...هنا مافي دلع بيت الشيوخ اللي تعودتيه ..."
:
:
أقتربت حاجبيها من بعضها حنقا ...في الواقع هي لم تسمح لأحدهم أن يدللها لطالما كانت معتمده على نفسها بل أنها كانت هي من يعد الطعام في منزلهم ....هه منزلهم ...لقد كان ...
:
:
تجاهلت سؤال عمتها وهي تنزع عباءتها ..."متى بترجعين ..؟؟"قالتها بشيء من لهفه ..
:
راقبت اناقتها وجمال جيدها في ما تلبسه ..فهذه الفتاه كما "دميه ذهبيه" مغطاه تماما بالرقي والجمال ...
:
:
:::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لم تعلم كيف مرت عليها ليلتها وهي تراقب عمتها تحاول تقنع أبنها على باب غرفتها ان ينام في غرفه أخيه ...
خلدت للنوم بتعب والافكار لا ترحمها ...وذكرى اهداء لا تفارقها ....لكنها مرحله من حياتها وانقضت ..تحتاج أن تستقل ...تحتاج الى شيء من كرامه تمسكت به طويلا ..
اليوم هي فتاه متعلمه وتحمل شهاده تستطيع الاعتماد على نفسها ...تذكرت الوثيقه التي لم تستلمها بعد ...
:
:
أستدل النوم جفنيها ..على الفراش المتواضع فوق الارض القاسيه ...لم تعتاد على هذا لكنه صبوره فوق ماهي تتخيل ...
:
::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
تأملته بشيء من سرحان بين أناملها البيضاء الطويله ...مررت انامل يدها اليسرى على ملمسه الفخم ...
ألتفتت لصوت امها خلفها ...."أبو ستك الله يرحمها اهداه لأمها يوم فرحها ...."
:
:
أبتسمت وهي تعيد تأمله ....أستمعت لعربية امها الشاميه المركبه خلفها وهي تحدثها عن عظم ارث هذه القطعه لدى نساء العائله ...فهي أخر أنثى في العائله وستورثه لأبنتها بعدها ....
حزام الذهب الثقيل الذي يعد فخرا و فخامه لخصر انثى القوقاز القديمه ولازالت بعض الشيشانيات يتمسكن به كعاده في مناسباتهن ....
عن اي ابنه ومستقبل تتحدث امها ...لو انها فقط تبيعه سيوفر مبلغا كفيلا بأنه يعيد امها الى أزمير ببساطه وستذهب معها ..اي مكان امها تعيش به ماهو الا جنه لها ...
:
:
تعكر مزاجها وهي تتذكر ابيها اعادته في صندوقه الخشبي المغطى بنقوش ذيل الطاؤوس ..ألتفتت لأمها ...كانت منشغله بقطعه حرير تنقشها في يدها ...
همست ..."أنيم ...رمضان قرب يعني...لازم ننزل السوق نشتري اغراض للمطبخ ....."
:
:
أبتسمت لها أمها ...."وقماش حتى اكمل جهاز قوزال قوزال جوزيده ...."
:
عاتبتها ..."يا.... انيم ....ماقلنا بلاش فكره الجهاز هاذي ...أنيم انا اخر شيء افكر فيه اني اتزوج ....افكر بس كيف نعيش حياه كريمه ..."
:
:
أبتسمت لها امها بشيء من حزن ...."جنم ....جوزيده ...انا احزن بنتي ...اتركي الحزن لألي ..بس بدياكي تفرحي وتعيشي بنتي ...أمي عملت لي جهاز انا بعملك جهاز كمان...بدو يجن زوجك عليه متل ماجن ابيك من ئبل......"
:
:
تغيرت ملامحها وهي تراقب امها ...."أبوي ....كنا مرحله في حياته وعدت ..."
:
:
سرحت امها ...."رباح كان طيب بنتي ..أكيد في اشئ منعو يرجع لألنا ...ماتفكري هيك فيه ..."
:
:
وقفت وهي تغلق باب الخزانه بهدوء التفتت الى امها ..."أمي ابوي تخلى عننا لأنه جبان ...لاتدافعي عنه ...."
:
:
غضبت امها من نظرتها عن ابيها ...."دور ...جوزيده ...شوش ...."
:
:
قاومت دمعتها ...."هاير انيم ...هاير ...ابوي تركنا لاننا غير مهمين ولان حياته اللي كنا مانعرف عنها شيء اهم ...ولان مهما كان يصير برى باب بيتنا اللي ماكنا نعرف غيره كان اهم له كانت له حياه ثانيه واختارها عننا ....اختارها عننا أمي ...والشخص الوحيد اللي عرفناه من حياته هي عمه علياء ....وكانت اسوء شخص اعرفه في حياتي كلها ....انا حزينه عليه هوا لانه اختار يبتعد عننا نحنا الناس الحقيقين في حياته نحنا الناس اللي نحبه ....اللي ابعدوه عننا ناس مزيفه وهو راح يبكي طول عمره لانه راح يكون وحيد ....."
:
:
خرجت من الغرفه الا انها عادت ..." لا يا امي لا انا غبيه واقنع نفسي بكذا .....ابوي اختار رضا مجتمعه اختار بنت من قبيلته و اطفال يشبهون بعض ويشبهونه هو ...عنصريين و يشوفون الناس من فوق ...اختار يرتاح من لوم مجتمعه الغبي وينسانا ..انا كل ما اتذكره وابتسم الوم نفسي الف مره لاني اعرف انه هو عايش حياته الان ...وكل اولاده قريبين منه وانا كذا خدامه من بيت لبيت ....وانتي محبوسه معاي هنا لان تخافين ترجعين تركيا وتاخذيني واواجه نفس العنصريه هناك لاني من جنسيه ثانيه وبلا ابو ..ابوي اناني ...اناني ...بس عايش يا امي ...عايدي يرضي مجتمعه وقبيلته ...اش يعني التركيه اللي ماعندها عائل ولا بنتها اللي جايه في النص ...عايدي ...صح ....انا اشفق على الناس هاذي من جد ...اشفق على ناس للان تفكر كذا ...بس تدرين امي ....انا مرتاحه اكثر ببعده لو لقيته الان قدام الباب ما اعرف كيف بأمكاني ابتسم في وجهه ....امي انا دايم الوم نفسي واقول انا ضعيفه ...ايوه انا ضعيفه من حقي اكون ضعيفه ....بس اني اواجه كل يوم العالم برى هذا الباب اكبر شجاعه ..بعيد عن العنصريه هنا يا امي ....فكري في طفله عمرها بس 8 سنين ابوها يتركها بدون سبب يتخلى عنها كذا .....راح تكون ضعيفه ومحتاجه زيي انا كمان ....فقد الابو اصعب شيء في الدنيا بس انا ابوي كان مخير ...واختار البعد ..."
:
:
أغمضت امها عينيها تمنع دموعها وهي تستمع لشكوى ابنتها التي تشاركها بها لأول مره ....لكن لطالما نطقت عينيها بها...."جوزيده ..."قالتها وهي تقف لتضمها الى صدرها ....."بنتي ...الله كريم ..الله معانا بنتي مابدنا حدا ما هيك ..."
:
:
أبتسمت لامها من بين حزنها...."أمي انا يكفني اشوفك طيبه قدامي كل يوم ...لكن كمان يا امي من حقي اعيش حياه طبيعيه ...صح .. اش حياتنا غير اني اشتغل وندخل اللي يعيشنا يوم وننام ونصحى ويتكرر اليوم ....ابغا اعيش يا امي ...ابغا اكون انسانه طبيعيه ...."
:
:
تنهدت امها ..."الله كريم ...بكرا بس تتزوجي وتصيري ام تنسي ..."
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تبتسم لامها تخفي حزنها ..."الله كريم ......."
:
:
مع كل الضغوطات الحياتيه لا يلوم احدهم انسانا على سلبيته التي ظهرت دون علمه او قصده ماجعله يشعر هكذا ماهي الا ضروف حياته وتراكم مواقفها على كتفه .....علينا ان نتعلم ان لا نحكم على البشر ..تماما كما لا نحب ان يحكم علينا احدهم ويقيمنا كبشر سويين ..
لا بشر خلق كامل فالكمال خلق للملائكة ..
::
:
::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
صداع غريب يقسم رأسها الا انها استسلمت الى النوم ...وقد غلبها عذرها الشرعي عن الصلاة ...
:
:
كان سريرها غير مريح ..رفعت رأسها الى صوته العنيق يناديها بهدوء ...بهتت ملامحها وهي تراقب قربه كان يقف بالقرب من سريرها وقد تبعثرت ملامح الغرفه الغير مريحه حولها ...
همس لها بأصرار ..."جليله ..قومي ....قومي ياجليله ...."
:
:
كانت باهته ومتعبه ورماديه ...همست له بين انينها ..."متعب ..."
أصر لها بشيء مند دفء ..."جليله قولي بسم الله ......وقومي ..."...
مد يده الرجوليه السمراء لها ....أحست بأمان غريب يجتاحها مع قربه ...مدت يدها له ...الا انها كانت تمدها في الهواء اختفى وخيبة الامل تغطيها ...للمرة الاولى لم تكن خائفه وتتمنى ان لا يرحل ...
وقبل ان يستوعب عقلها ما حوله التفتت ل"راني " التي كانت تراقبها بنظرات غير مفسره وهي تحرك الملعقه داخل كأس العصر في يدها ....
.
.
أبتسمت لها وهي تمدها به ...ضنا منها انها لم تلاحظها ..."امسكي ياجليله سلامتك ...خودي كاسة العصير هادي عاصرتها لك بيدي ...اعرف شعورك الم الدورة اخس شعور ..."
:
مدت لها يدها بتردد وهي تأخذ الكأس منها وقد غزاها الالم بمجرد جلوسها ...بانت لها اكثر من طبيعيه لكن الريبه بما في الكأس تأججها ...
:
:
أخذتها منها ولا زالت تراقبها ...أبتسمت تلك لها ..."ليه ماتشربيه ؟؟"
:
:
هزت رأسها بالنفي ...."لا بس اكره عصير البرتقال ...."
:
راقبت الخيبه التي حاولت تخفيها بين ملامحها وهي تخرج من الغرفه ..متممه لها بكلمات غير مباليه تتمنى لها سلامتها ..
:
:
وضعت يدها على شفتيها تكتم شهيقها انها قوية بما فيه الكفاية حقا ....لم يتبقى سوى ثلاث ايام عن رمضان ولا شيء يذكر من ذاك اتراه على علم بعدم اهميتها له وقد استغنى عنها ...نعم بالتأكيد نسيها واستغنى عنها تماما...من سمح له ان يظهر من العدم لتعلق به امالا كاذبه ...من سمح له بأن يشعرها بهذه الكميه الكبيرة من الخذلان ...
:
:
::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
طوت شرشف صلاتها وسجادتها ..توجهت الى غرفتها بكل روتيني وهي ترتبها ...رفعت ثوبه من على الارض فرغت جيوبه وعدلت ياقته ...
غضنت جبينها وهي تجر شعره شقراء شبه طويله قد التصقت به ...
أستغفرت ربها الا تظلمه ...لكنها تشعر بأن سلوكه قد اعتدل مؤخرا وقد ترك كل هذا ...لا كيف يتركه وقد اعتاد عليه وتعلق به ...
:
:
أغمضت عينيها تطفىء شيء من حنقها عليه ...الا يقدر نعمة الله عليه ...صحته وشبابه ومقدرته وماله ...الا يستحي من الله ...
التفتت الى الغرفه خلفها لطالما كانت اجهزته متروكه في كل مكان هو اشد الناس علما بأنها لن تصلها ضنه جهلا منها بينما هي تركتها لشيء من احترام الخصوصيه ..
لا بل لشيء من كرامه تبقى منها القليل في نفسها فلا تهدر ماتبقى منها وهي اشد الاعلمين بأن في هذه الاجهزه ما لا يحمد عقباه ...
:
:
تركت الثوب من يدها ...توجهت الى الايفون الاسود الملقى بالقرب من وسادته فوق السرير ....
ترددت وهي تضيئه لم يكن يحمل رمزا سريا ..
فتحته ..كان مليئا بتطبيقات تمر عليها للمره الاولى ..الا انها تجهت وبكل ثقه الى الصور ..
كان خاليا من اي صورة ..
نفثت نفسا وهي تستعيذ من الشيطان كانت سترده الى مكانه وترحل بهدوئ وتدوس على حياتها وروحها وتعيش بروتينيه مقززه معه كما فعلت الافا من قبل ...
لكن اوقفها انذار انار الشاشه من تطيبق محادثات وفيديو في نفس الوقت ...
غضنت جبينها وهي ترفع شعرها عن محياها يالجمال بخوت الخام ..حتى وهي غاضبه اجمل من مئة حسناء سعيده ...
لمست الانذار ..فولجت الى التطبيق لم تتحدث فقط انهال من بالطرف الاخر بالحديث...
- اهلين مسا الخير
- كيفك اليوم بعد امس
- امس انا انبسطت فوق ما تتصور
- ماصدقت اللي حصل بيننا دوبني اصحا من النوم مهلوووكه
- بعد بكرا انا فاضيه اش رايك نطلع ابحر مره ثانيه
- قبل جي رمضان ويخرب جونا
- ليه ماترد حبيبي
:
:
:
سقط الجوال من يدها ولازالت عينها معلقه على الشاشه بينما انتهت المحادثه بصورة خليعه لاتفسر وحديث لايقل عن خلاعتها ابدا ..
خرج من دورة المياه وهو يجفف شعره لم تهمه ...اتجه الى هاتفه بروتينيه وهو يستمع الى انذارت التطبيق باستمررا دليلا على المحادثه ...
اقترب يبحث عنه وجده على الارض و شاشته مضاءه ولازالت تلك عيناها معلقه به بعدم تصديق...
:
:
لم يعرها اي من اهتمامه وهو يلتقط الهاتف ...الا انها سبقته والتقطته من يده بخفه ورمته بأقوى ماتملك على مرآة التسريحه الضخمه ...فأنتشرت الشظايا الحاده في المكان ...
:
:
اتسعت حدقتيه ..وهو يدفعها بعنف ..."غبيه انتي ....جوالي ياهبله فيه كل الاشياء المهمه وماسويت الي كلاود للحين ...."
:
:
نظرت اليه بنظرات خاويه ....."ان شاء الله عله ماتصلح ..عله مانفعك ...ياظالم ياللي ماتخاف الله ...ماتخاف الله ...مسلمين الله في كل مكان يستعدون لشهره الفضيل وانت هاذي فعايلك ..عيب اكبر استح خل عندك خوف وحيا ورهبة من ربك اللي وهبك كل هذا وقادر يسلبك اياه بكلمه ....ياربي كيف ...كيف؟؟تجيك الجرأه ترفع يدك لربك وتذكر اسمه وانت مسوي كذا كيف ....؟؟انت ماتحس ...ماعندك قلب ..احساس ..ضمير ...طيب انا ..اكل تين مابي منك شيء...أمك ...ماتستحي منها ماتخاف لادرت وش ممكن تسوي ...انا يا وليد سكت الف مره وعديت لك وكنت غبيه وهاذي غلطتي ....حتى حقك الشرعي نفرت منه ما ابيه ...وانت ولا على باالك ..انا صرت استحي من فعايلك وانت مستمرر...بس لا ياوليد انسان مايخاف الله ...اعيش بجهنم ولا اعيش معاه تحت سقف واحد ....تطلقني اليوم اليوم تعتقني منك ومن قرفك ومعصيتك ...وهذا قليل عن اللي اعرفه عنك بس خلاص القشه التي قصمت ظهر البعير انا مااا اقدر ...خلاص "
:
:
اوقفها بأن صفعها على وجهها ففقدت توازنها وهو يراقب ارتجافها بحنق ...."انا بفهم انتي مين ...؟؟ها ...؟مين حطك فوق ..فوق والناس كلها تحت تقييمنهم بكيفك ...اصحي يا امي ...اصحي انتي من وين انا انتشلتك من القاع ..هاه من الارض ..كنتي تنامين على الرمل ...مثلك مثل الابل الي مربينها ..انتي مين اصلا انتي هبله وجاهله ودون المستوى كثييير ..انتي وين وبنات ادم وين ..لا دلع ..لا سنع ...لاشطاره لا روح صنم ...صنم ..."
:
:
قاطعته بغضب ....."على مين ...على مين تبيني اطلع كل اللي فيني ...عليك انت ...يالعاصي ياللي النفس عافتك ...والجسد ماعاد ترضيه ....يالمريض ..انت مريض وتدور نقصك عند المريضات اللي مثلك ....تفو عليك رجال ...والله منت برجال ....انت والرخوم واحد ماتحيون الا على الرمم ...الله لا يوفقك لادنيا ولا اخره وجعل ربي يعجل بعقابك عشان تحس بالنعمه اللي ماشكرتها ولاقدرتها ...."
:
:
اشار على صدره العاري وهو يقترب منها ليستفزها ..."انا مو برجال ...الله الله ياعمتي بخوت والله كبر راسك علينا ياراعية الغنم ...."
:
رفعت احد حاجبيها بتحدي ...."راعية الغنم هاذي تراب موطاها اشرف من وجهك وقولك وفعلك ....."
:
:
جرها بعضدها ورماها على السرير ..."دواك عندي يابخوت ...."
:
:
حاولت ان تهرب منه الا ان كل محاولتها بأت بالفشل وقد سلب منها قوتها ...روحها ...كرامتها ..حسنها ..وجمال معشرها ...
لم يكن وليد يوما ليرضيها ابدا ....لاستحق وليد ابدا ان يحضى بها ..وقد عاملها بكل هذه الوحشيه لمجرد انها ضعيفه لاتملك سوى كبريئها الذي اعتاد ان يجرحه فأهلكه كثر نزيفه ووهن وشاخ في عز شبابه ..
:
:
:
::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
قد انهت ترتيب المكان للتو ..كان مكانها للصاله يهيء لها النظر الى السلم المؤدي للأعلى راقبت نزول عمها "سعد "الذي لم تفسره حتى اليوم رغم انها تعيش هنا منذ قرابة الاسبوعين واكثر ..
عمها وعمتها يتحلون بالكثر من الصمت ...لم يؤذها حتى الان لكن الحياة معم كانت صعبه قليلا ليس من ناحية استغناءها عن رفاهيتها بل بمقدار الاختلاف الفكري بينهم ...
بمقدار تحيزهم و نفورهم الغير مبرر منها ...
:
:
القى عليها نظره متملله قبل ان يخرج ويغلق الباب بكل قوته ....
:
:
أغمضت عينيها بتعب وهي تعيد فتح مصحف اهداء في يدها وكان لازال يحمل رائحتها و ايمانها ..
:اهداء اجمل واخلى ذكرى في حياة قربى الغير مستقره لم تخطط لها ابدا فهي تفاجئها كل حين بقصه وحال ..
لم تعرف الاستقرار ما يعني بعد ف كل مرحله في حياتها ماهي الا مرحله انتقاليه الى مرحله انتقاليه اسواء منها لكن الحمد لله ولا يحمد على الاقدار سواه ...
:
:
كان البيت خاليا الا منها ...
صوت طرقات خفيفه على الباب اعادها لعالم الواقع ...وقفت وهي تضع شالها الابيض الذي جلبته معها من العراق وقد صمد حتى اليوم معها على رأسها ...
كانت ترتدي ثوبا قطنيا رمادي متواضع يبدو كحلة لعرض الازياء على جمال جيدها وانحناءتها الملفته ..
همست ..."مين ..."لم يأتيها رد ..
سحبت قفل الباب الاخضر الحديدي الصدء ..فتحته بهدوء وقد لفحتها حرارة ورطوبة جده ..رفعت رأسها بحكم انخفاض مستوى الباب عن الشارع ...
كانت تقف امرأة ..ابتعد عن الباب وفتحته اكثر لكي تدخل ...
ما ان دخلت تلك واغلقت الباب خلفها ...فتحت نقابها ..لأم تحتاج الى هذا كي تعرفها قربى جيدا ...
فهي كانت اهم من قادها الى شخصيتها هذه وقت مراهقتها .."أميمه ...."
:
:
منعت نفسها ان تنهال عليها بالاحضان في تشم رائحة اهداء فتضعف فتتعلق بها كطفل وحيد يتيم بعباءة امه الراحله ....او كعبد فقير في استار الكعبه .....
وتأبى الا ان تعود معها ...
:
:
لكن الحياة تبدلت ...والايام صعبت واستعصت والمشاعر تجلدت ...
:
:
:
:
ولي بكم لقاء قريب بأذن الله ...
اعتذر لتأخري فقبل الحج حدث خطأ باوراقي والتصريح وانشغلت به وبعد عودتي من الحج وجدت جهازي قد تعطل ...."لاتسيبون اجهزتكم عند اخوانكم العنيفين جاهزي طار وسلم على الجدر ...وجلس ثلاثه اسابيع مطفي ..."
السادس ن هنا