اخر الروايات

رواية وسقطت الاقنعة الفصل الخمسون 50 والاخير بقلم سهام صادق

رواية وسقطت الاقنعة الفصل الخمسون 50 والاخير بقلم سهام صادق 

الفصل الأخيــر( جزء أول )
*******************
تجمدت في وقفتها وأرتعشت عيناها وهي مازالت تُحدق فيما تري ..وألتف اليها بعدما شعر بوجود أحداً ونظر طويلا لها وهو يعلم ما تُفكر به الان ..وأعتدل في وقفته ..فعادت تحدق بهما رغم ان الصوره الحقيقيه لذلك المشهد بدأت تتضح .. فرحمه تحمل منديلا في يدها التي ترتجف وتمسح دموعها وقد سال كحل عيناها علي وجنتيها .. ومع أشفاقها نحوها الا ان الغيره أمتلكت قلبها .. وأثارت جنونها ففي نهاية رحمة كانت زوجته الأولي
وظلت تنقل عيناها بينهم في صمت .. الي ان وقفت رحمه بعد أن فهمت ان وجودها الان اصبح يثير غيرة تلك الواقفه
لو كانت رحمه القديمه هي من تري ذلك المشهد لكانت أثارت جنونها ولكن اليوم هي امرأه مجروحه لا تُريد شئ غير ان تضمد جراح قلبها
وصارت نحوها ومدّت بيدها تصافحها بهدوء وأنصرفت بعد ان أخبرت ذلك الواقف بجمود انها ستكمل حديثها فيما بعد وأغلقت الباب خلفها ورحلت بوقارها وجمالها الفاتن حتي وهي تبكي كانت امرأه فاتنه ناعمه ...ليتأمل زين حمقائه وهي تُطالع الباب الذي غلق للتو .. وزفرت انفاسها ثم عادت لتكتمها .. ثم زفرتها مجددا وكأنها تفرغ طاقتها بذلك وخرج اخيرا من طور صمته وأقترب منها :
واقفه عندك ليه .. تعالي
فحدقت به وهي لا تستوعب برودته هذه .. فبدلا من ان يقترب منها ويحتويها ويخبرها لما كانت رحمه هنا .. يقف يطالعها بكل عنجهية تعلمها تماماً من طباعه التي لم تتغير ..وتأملته بوجه شاحب وهتفت وهي تقترب منه :
هي رحمه رجعت من السفر أمتي
وصار من أمامها وجلس علي مقعده خلف مكتبه .. وبدء يُطالع بعض الاوراق بهدوء : من اسبوع
وأتسعت عيناها وبدء شيطانها يصور لها بأن هذا ليس لقائهم الأول وهتفت بغضب : يعني اتقابلتوا قبل كده .. ومقولتليش يازين
فنهض من مقعده بعد أن اغلق الاوراق التي كانت أمامه بقوه : وطي صوتك ياهانم ..
كانت نبرة صوته قويه جعلتها ترتعش وهي تتأمل ملامحه الغاضبه .. واكمل وهو يُطالع باقة الازهار التي مازالت واقعة علي الأرض : جايه ليه
ولأول مره تشعر أن زين الحنون الذي يحتويها بحنانه وحبه ..تحول الي رجلا أخر .. وهمست داخلها بتهكم : انتي فاكره انه هيفضل طول عمره يدلل فيكي .. ويحتوي جنونك وغيرتك .. فوقي اه الوش التاني ظهر
وأغمضت عيناها وهي تُفكر كيف ستنهي هذا الشجار الذي خلقته من دون سبب .. فشجارهم بدء يزداد في الأوان الأخيره .. وتنهدت وهي تفتح عيناها بألم
ألم عندما رأه في عينيها .. جعله يتراجع عن حنقه منها ومن أفعالها وتمتم : يارب صابرني عليها
وأقتربت منه بهدوء وقلق .. وهمست : زين ريحني وقولي رحمه كانت هنا ليه
وطالعت نظراته اليها وهو يتفحص وجهها الذي أصبح شاحب وتنهد وهو يتأملها وبدء يسرد لها ما اصبحت به رحمه وعن قصة حبها الجديد
وفجأه أتسعت عيناه وهي يراها تقفز كالاطفال : رحمه بتحب .. يعني في حد في حياتها ..
وتابعت بلهفه : طب امتي هيتجوزوا .. اسمه ايه .. وعرفته ازاي
وظلت تُثرثر وتُثرثر .. وهو يتأملها بأسف .. فقدت تحولت في لحظه من حال الي حال وضرب كف بكف وهو يضع بيده علي فمها : بس كفايه اسئله ..
وتابع بعد ان أبتعدت عنه : حنين خدي بعضك وامشي ..
كانت السعاده تُحيطها بعد أن علمت بأن رحمه قد مضت في طريقها وسيصبح لها حياة اخري .. ولن تظل تعيش في كابوس خوفها من أن يتركها ويعود اليها
وشعرت بالأسي وهي تتذكر انه اخبرها انهم من الممكن ان يفترقوا .. وبدأت تهمس داخلها بدعاء وهي تتمني ان يعودوا لبعض مجدداً
كان يقف لا يعلم ايضحك وهو يري حركة شفتيها وهي تهمس بدعاء .. ام يخنقها لأفعالها
ووجدها تقترب منه تضع برأسها علي صدره : أنا اسفه يازين
فأتسعت عيناه وهو يراها تحولت لقطه رقيقه .. واكملت :
مكنش قصدي أزعلك مني في موضوع الفلوس
ورفعت عيناها نحوه تُطالع ملامحه الرجوليه التي تعشقها
فتنهد بحب وهو يراها بين ذراعيه .. للحظه واحده تجعله يود قتلها ثم تعود تستوطن قلبه : تعرفي انك بلاء ياحنين
فأنصدمت من عبارته .. وكادت أن تفتح فاها كي تعود لشراستها ولكن : بس احلي بلاء دخل حياتي
واكمل وهو يضم وجهها بكفيه .. وملامحها قد عادت تسترخي ثانية واتسعت أبتسامتها .. ونظر الي باقة الورد التي مازالت في موضعها وتسأل بغباء مصطنع :
مردتيش علي سؤالي .. ايه اللي جابك الشركه
فأبتعدت عنه وهي تقضم شفتيها : جيت عشان أصالحك .. مش محتاجه اجابه يعني
فأنفجر ضاحكا من نبرة تهكمها المحببه لقلبه وضمها اليه وهو يُطالع ما جائت به لتُصالحه واصبح يحتضن الارض : طب وترمي الورد اللي جيتي تصالحيني بيه بالشكل ده
واشار بسبابته نحوه .. فتذكرت المشهد الذي رأته منذ قليل وكادت ان تهتف بكلمات حانقه الا انها عدلت عن هذا القرار فهي علمت سبب وجود رحمه ولن تجعل حياتهم خلاف وشجار لا يستحق
وأبتسمت وهو تُطالعه بعينيها : هبقي أجبلك بداله ياحبيبي .. كده كده انت اللي بتدفع
فعاد لضحكاته وضمها اليه بقوه وهو يشعر بأنها بالفعل وطنه .. ترضيه بأبسط ما تفعله وهمس بعشق :
بحبك يامجنونه
واكمل وهو يُحرك يديه علي ظهرها بحب وابتسم : وعرفتي تصالحيني في ثانيه .. من غير حتي ورد
فتنحنحت بحرج وهي تدفن وجهها بصدره ..الي ان ابعدها وأمسك بيدها وقد نسي كل اشغاله
واجلسها علي الاريكه .. وذهب نحو الجهاز الالكتروني الخاص به في مطالعة الاخبار والاحداث الاقتصاديه وألتقطه من فوق مكتبه وجلس جانبها وبدء يبحث عن ما حفظه فيما سبق من صور
وهي تُطالعه بصمت تنتظر ان تفهم منه ما يفعله ..الي ان ضمها بذراعيه وبدء يريها صور لأمسيات رومانسيه بعضها علي الشواطئ والبعض الاخر في اماكن مغلقه
وتأملت روعة الاماكن بحماس .. وأنتظر ان تختار المكان الذي سيعده من اجلها كي يُنفذ ما نوي علي فعله لها
واخيرا أختارت احد الاماكن البسيطه والهادئه .. فتعجب قليلا من اختيارها ولكن سيفعله لها وتمتم بجديه مصطنعه : طب تمام .. هعرض الاختيار ده علي فاروق صديقي واشوف رأيه
وتابع وهو ينهض : اصله عايز يعرض علي حببته الجواز بس عايز يفاجئها بمكان مميز يبسطها
وبعد ان كانت تظن أنه هو من سيفعل ذلك لها.. الا ان كلماته أحبطتها .. وأردات ان تنهض خلفه تُخبره لما لا يفعل لها هذا ولكن كرامتها ابت .. وتمتمت بصوت هامس قد سمعه : يابختها
فأبتسم وهو يستدير بظهره كي لا تشك بالأمر :
شكرا ياحببتي
..................................................................
نظرت اليه وهو يضم مولودهم الجديد بذراعيه .. فتأملت شقيقتها نظراتها وهمست : انتي زعلانه مع هاشم ياهبه
فحركت رأسها نافيه .. لتتأملها شقيقتها بأمتعاض :
والله أبيه هاشم ده مافيش أحن منه.. ياريت أتجوز واحد زيه
فحدقت بها بأحباط .. وهي لا تعلم بما ستُجيب علي شقيقتها
التي لو عاشت ماعاشته معه .. ماكانت تمنت ذلك
وألتقط عيناها بعينيه .. وأشاحت وجهها سريعا .. ليتنهد بيأس من نتائج ماضيه
وتمتمت شقيقتها بكلمات سريعه وهي تخرج هاتفها من جيب بنطالها .. ثم أنصرفت من أمامهم لتجيب علي هاتفها
لتتسأل هي : أنت لسا مسمتهوش
فطالعها هاشم بحب .. فأخيراً بدأت تتعامل معه .. فيومان قضاهم معها هنا بالمشفي تُعامله بجفاء
وتذكر لحظه ولادتها ورغم انها تعبت بعض الشئ بسبب الأضطربات التي حدثت لها كثيرا في فترة حملها الا ان طفلهما قد خرج بصحه جيده
وأبتسم وهو ينظر لصغيره : مستنيكي تقوليلي هنختار أنهي اسم
وتابع بسخط وهو ينظر لها : ما حضرتك مش راضيه تكلميني من ليلتها
فتأففت وهي تُطالعه .. فهو يقف أمامها يتحدث معها وكأن لا شئ لم يحدث فتابع هو حديثه وهو يتأمل صغيره :
هنسميه أيهم ولا مالك
وتسألت وهي تعدل من وضع حجابها : انت عايز تسميه ايه
فأبتسم وهو لا يُصدق أنها تركت له أسم طفله دون مجادله : مالك
فصمتت قليلا .. وحركت عيناها بمكر : يبقي هنسميه أيهم
وماكان منه سوي أن نظر الي صغيره ثم اليها وهتف :
بقي كده ياهبه
فطالعته بأستمتاع .. ونهضت بأرهاق وأقتربت منه :
ابني وانا اللي تعبت فيه يابتاع بوسي
فتنهد بأنفاس حانقه .. وأغمض عيناه كي يتمالك قواه
ثم مال عليها وهمس : مافيش مشكله ياحببتي أنا وانتي واحد
وتابع وهو يري نظراتها المصدومه من هدوئه :
الطفل اللي جاي ان شاء الله ابقي انا أسميه
وكادت ان تهتف بأعتراض من أمر أنجابها مجددا .. الا ان دخول شقيقتها قد قطع عليهم تلك المشاحنه
وقضمت شفتاها بقوه وهي تستعد للمغادره : ابقي شوف مين اللي هتخلف تاني
فأبتسم وهو يعطي صغيره لشقيقتها .. وحاوطها بذراعيه بتملك وهو يغمز لها بعينيه : انتي ياحياتي
.. ...................................................................
خطت بخطوات واثقه رغم ما بداخلها من أنكسار ولكن هي قررت .. قررت ان تُداوي جرحها وتعود رحمه القديمه .. رحمه الطموحه .. رحمه المرأه التي تعشق عملها .. تعشق ان تكون محط أنظار الجميع .. وعندما جائت صورته أمامها لعنت قلبها الضعيف الذي دوما يُذكرها انها لن تعود كما كانت .. وأتسعت عيناها بصدمه وهي تراه جالس علي احدي الطاولات في ذلك المطعم الذي دعاها اليه فادي كي يستشيرها في أمر ما في اعمالهم المشتركه
وأقتربت منه بخطوات مضطربه ..بعد ان كانت تسير بثقه وهمست بشوق وضعف وخيبه وامل وصدمه : عمر !!
مشاعر كثيره خالطتها وهي تطالعه وتظن انها في حلم وستستيقظ منه .. فمنذ ساعات كانت تضع خطه لحياتها وتخبر قلبها ان الحياه تمضي مهما كان .. وان الحب ليس من نصيبها .. ولكن الأن كل شئ تغير وهي تتأمله بلهفه
تتأمل وقفته الواثقه .. تتأمل ملامحه البارده رغم حنو نظراته
واخيرا انتهت المسافه التي كانت بينهم .. ووقفت أمامه
وهي تتسأل : ليه ياعمر ؟
لم يفهم نبرة عتابها الي ان أكملت بوجه شاحب : ليه وجعتني .. ليه ؟
وتهاوت علي المقعد الذي بجوارها .. لينحني نحوها :
كان غصب عني
وتابع وهو يُطالعها : وعدتها انها هتكون اول واخر ست في حياتي ..
وصمت وهو يشعر بجفاف حلقه : وعدتها اني مش هحب تاني
وتنهد وهو سارح في الماضي : سنين وانا أقفل علي نفسي .. عايش مع ذكرياتي وراضي بيها
ومع كل كلمه من كلماته كانت تنحدر دموعها .. تنحدر علي حظ عجيب جعلها تعشق وتحب رجلا روحه مازالت مع أخري .. ورغم انه صارحها اليوم انها هدمت حصونه
ولكن مقابل ذلك عرفت مامعني ان تحترق روحك ... وتنهار قواك وتسير كالأعمي وراء قلبك
وأحتضن يديها بكفيه .. ولسانه عالق مع تلك الكلمه التي سينطقها الي ان نطق أخيرا : تتجوزيني يارحمه
...................................................................
وقف يتأملها وهي تضحك مع صغيره بعد أن اتوا سويا من تدريب السباحه الخاص به .. ونظر اليها طويلا وهو لا يعلم كيف سيخبرها بوفاة شقيقها
وأقتربت منه بحماس وهي تغمز للصغير : سليم النهارده يستحق جايزه
فأبتسم سليم بشقاوه .. وبادلها بنفس الغمزه فتابعت حديثها : المدرب بتاعه مبسوط منه جدا ..
وظلت تعد له كل المميزات في تدريباته ودراسته وسليم سعيد بما تقص .. وأخيرا جائت اللحظه التي أرادها :
أياد .. سليم عايز سكوتر جديد
وصفق سليم بحماس وبدء يصف له شكل الذي يريده بتقنيه حديثه .. ليقف هو ثابت في مكانه يسمعهم وفي باله يفكر كيف ستتلقي الصدمه .. يعلم انه لم يكن أخ حنونا عطوفاً ولكن في النهايه هو أخيها وكل ماتبقي لها بعد والديها
ونظر لصغيره ثم اليها بصمت ولكن نظرة رجائها له بأن يُلبي رغبة صغيره جعلته يُحرك رأسه بالموافقه رغم انه يعلم ان صغيره لديه من نفس اللعبه التي طلبها ولكن لا بأس ان يجلب له أخري من اجله وأجلها
وتهلل سليم بسعاده .. وقفز نحو ليلي التي انحنت نحوه واحتضنها وقبلها ثم أنصرف سريعا من امامهم لأعلي كي يُبدل ملابسه
وتأمل هو وجهها وابتسامتها مرسومه علي شفتيها .. فشعرت بالقلق من صمته ونظراته : أياد انت فيك حاجه
وأقتربت منه .. ليجذب يدها نحو غرفة مكتبه : تعالي ياليلي عايزك في حاجه مهمه
وصاروا بضعة خطوات .. ليغلق باب الغرفه خلفه .. وتنهد بحراره وهو يتفحص نظراتها القلقه : محمود أخوكي
فأتسعت عيناها وتسألت : ماله
وزفر انفاسه وضمها اليه بحنان وأسف : حصلتله حادثه
فأنتفض جسدها وابتعدت عنه وقد علمت الاجابه عندما أخفض رأسه ...................................................................
نظرت زينب الي هاتفها بسعاده بعد أن أغلقت مع جارتها التي كانت تُخبرها بما فعله ذلك الطبيب المشهور الذي طلبت منه المساعده في رحلة سفرها .. وأتسعت أبتسامتها وهي تشعر بالامتنان بما فعله عمر رغم ان معرفته بها مجرد لقائين ليس أكثر الا انه وفي بوعده وستصبح حالة الطفل تحت رعايته وسيتكفل بكل شئ ... وظلت تسير في الرواق الطويل الذي يؤدي الي غرفة مكتبها مع زملائها وهي تخبر نفسها : انا لازم أتصل بيه أشكره
ونظرت للهاتف قليلا وكادت ان تدق علي الرقم الذي تواصل به معها الا ان صوت أحدي زميلاتها جعلها تلتف نحوها ..
لتُطالعها الأخري وهي تمد بيدها كي تريها دبلة خطبتها :
مش هتقوليلي مبرووك يازينب
فتأملتها زينب بأبتسامه محبه : مبرووك ياشيماء .. ربنا يسعدك ياحببتي
فضحكت الأخري وهي تتفصحها : عقبالك
وتابعت وهي تمضغ علكتها : مش ناويه تفرحينا بيكي يازينب ...
فتنهدت بسأم من من تلك العباره التي يخبرها بها كل من زملائها في العمل او جارتها واقاربها :
ان شاء الله
وعندما رأته قادم بالقرب منهم ويُطالع مع أحدهم بعض الاوراق .. تابعت بأبتسامه واسعه : قريب اووي ياشيماء .. ومتقلقيش هتكوني أول واحده أعزمها
لتنظر اليها تلك التي جائت كي توجعها بكلماتها .. وهمهمت بصدمه : مش معقول ..
وأشارت اليها بأصبعها وكأنها تحتقرها : انتي هتتخطبي يازينب
فحدق فادي بالأوراق التي ينظر اليها بجمود وداخله يتسأل : كيف ومتي حدث ذلك
لتتنهد زينب بلا مبالاه وهي تربت علي كتف زميلاتها :
يعني لسا الموضوع في اوله ياشيماء
وتابعت وهي تنصرف وقلبها يتراقص داخلها من الصدمه التي أحتلت ملامحه: ما قولتلك اول ما يحصل بس هتكوني اول المعزومين ياحببتي
..................................................................
داعب الهواء وجنتيها .. وهي تنظر لأعلي تتأمل أرتفاع برج ايفيل والأنوار الساطعه حوله .. وشعرت بيديه تُحاوط خصرها ثم ضمها لصدره : مبسوطه ياسهليه
فألتفت اليه وهي لا تعلم بما ستُجيب .. سعادتها أصبحت لا توصف .. لم تكن تلك هي رحلتهم الوحيده بل كانت الثالثه
بالبدايه اصطحبها ووالدتها معهم لقضاء مناسك العمره سويا كما كانت دوما تتمني .. وودع حماته بعد ان انتهت رحلتهم في الأراضي المقدسه .. ثم ذهب بها الي "ماليزيا"الدوله التي دوما كانت تخبره انها تُحب ماوصلت اليه من رقي وحضاره
اما اليوم وهذا يومهم الثاني فهم في باريس عاصمة الجمال والسحر وهذه كانت هدية شقيقته وزوجها لهم ليقضوا فيها رحله شهر عسلهم
ولمعت عيناها وهي تري الحب في عينيه .. رجلا مثله لا يستحق أن يكون نادراً ..فهو احتواها وعلمها كيف يعشق المرء ويحب .. أسبوعان سوياً وهو الأن لم يقترب منها يُعاملها وكأنها قطعت من الألماس ..
وتنهدت وهي تود ان تصيح بعلو صوتها تخبر العالم بأكمله
أن هذا الرجل هو حبيبها .. هو هدية الله لها .. هو هدية صبرها واحتسابها .. هو النور الذي عاد الي قلبها هو الطريق الذي ستكمله وتعود اليه امرأه كامله فهو يستحق ان تكون هكذا ورغم انها مازالت تصحوا علي كوابيسها اللعينه الا ان ذراعيه التي تحتويها وتضمها بحنان تجعلها تنسي فظاعة ما تري وماكانت تعيش
وانتظر اجابة منها ولكن مازالت تطالعه بصمت : سرحتي في أيه ياحببتي
فأبتسمت وهي تتأمله بعشق : فيك وفي كل حاجه عيشاها معاك
وتابعت وهو مازال يحتضنها : تفتكر انه ده حلم وممكن في يوم اصحي منه
اوجعته كلماتها .. ولعن نفسه للمره الألف انه هو السبب لولا معرفته بحاتم ماكان حدث لها ماحدث والذنب الاكثر الذي ذاق مرارته كما قال مسعد ان هذا جزاء عمله حينما طرد الفتاه التي أستنجدت به ولم يظن يوماً ان قلبه سيحترق بتلك النار
وتنهد وهو يأسرها اكثر بذراعيه : اوعدك ياسهيله اني هخلي كل أيامنا حلم جميل ياحببتي
وداعب انفها بأنفه : وكفايه بقي كلام
واشار بسبابته نحو احد المطاعم :تعالي يلا ناكل ..
وتابع وهو يسير بها نحو مقصدهم : ده انا جعان بشكل
..................................................................
تأملها وهي جالسة علي الفراش .. تنظر للفراغ الذي أمامها بصمت .. فمنذ ماحدث وهي أصبحت هكذا دوما تجلس بمفردها لا تتحدث الا قليلا ..تُداري حزنها بأبتسامه شاحبه كي لا تزعجه ولا تزعج احد.. وأقترب منها بحب : ليلي
فطالعته ببتسامه شاحبه وأتجهت نحوه تضع برأسها علي صدره : احضني جامد اوي .. وطبطب عليا
ففعل ما أرادت وهو يشعر بوجعها .. يعلم ان وجعها ليس علي موت شقيقها فقط بل بما عادت تشعر به مجددا .. انها وحيدة لا أحد لها
وضمت جسدها لجسده بقوه ودفنت وجهها بصدره .. فرفع ساقيه المنسدله أرضاً .. وتسطح بجانبها علي الفراش وهو يهمس بحب : ليلي انا جنبك وهفضل طول عمري جنبك .. خليكي قويه ياليلي
وتابع وهو يزفر أنفاسه بأرهاق : انتي مالكيش ذنب في حاجه
فرفعت عيناها الذابله نحوه ...وهتفت بضعف :هترضي تعيش مع واحده اخوها كان تاجر مخدرات
وتذكر الأيام الماضيه بعد أن كلف احد معارفه لمعرفة سبب الحادث .. وكانت الحقيقه صادمه له .. فالمال الذي أخذه منه ليس لمشروعه كي يأسس مطعم .. وانما في دفع مال كان عليه لأحد شركائه في تجاره الممنوعات
ورفع جسدها قليلا .. واصبح وجهها مقابل لوجهه :
محمود مات وسره ادفن خلاص معاه ..
وتابع وهو يحتوي وجهها : انتي مالكيش ذنب في حاجه
وحركت شفتاها كي تتكلم .. ولكنه وضع بكفه عليهما : قومي يلا ألبسي
ونهض من جوارها هاتفاً : عايزك تلبسي اجمل فستان عندك
وتسألت وهي مصدومه من مما يخبرها به :
هنروح فين دلوقتي
فجذبها كي تنهض وتمتم : من غير أسئله كتير يلا
ظلت واقفه أمامه .. الا ان رفع أحد حاجبيه : هتروحي تلبسي لواحدك ولا ...
وقبل أن يُكمل باقي كلماته كانت تركض من أمامه نحو خزانة الملابس كي تلتقط أجمل فستان لديها
للحظه واحده كانت تعيش في عالم قاتم تخشي فيه الهجر والوحده والنفور ولكن ..
بعد ساعه كانوا يتناولون الطعام في مطعم ذات اطلاله ساحره علي مياه النيل والاضواء تلمع حولهم ...
وبعدما أنهوا طعامهم ضمها بذراعيه .. وصار بها يتجولون دون السياره .. يستمتعون ببرودة الهواء المنعشه ويضحكون
الي ان رأي بائع يحمل بالونات علي شكل قلوب .. فشتري لها جميعهم ... وابتسم وهو يناولهم لها : مبسوطه
فوضعت بيدها علي فمها بسعاده تعبر له عن مدي فرحتها
وبعد خطوات كانت تقف أمامهم امرأة تبيع الزهور .. ليتناول منها أحدي الورود وهو ينظر الي ملامحها وعيناها التي تلمع بالحياه وهمست : مش معقول كل ماحد هيقابلنا هتشتريلي منه حاجه
فضمها اليه بحب وقبلها علي خدها بقبلة خاطفه .. وضحك وهو يتأمل ملامحها الخجله التي تفتنه بها يوماً بعد يوم
.................................................................
أردفت بخطوات مضطربه وهي تفرك يديها بتوتر لا تعلم سببه .. وتأملت غرفة النوم خاصتهم التي أعدها كما كانت تحلم قديما معه قبل أن تتشوه روحها .. وظل يدور في الغرفه وهو يسألها بحب : عجبتك
وأقترب منها يداعب أنفها بأنامله : اي حاجه في الشقه لو معجبتكيش .. انا مستعد أغير كل حاجه من اول وجديد
وضم وجهها بكفيه بأبتسامه حنونه : هو انا عندي كام سهيله
فأبتسمت رغم ما يدور داخلها .. ففي الأيام الماضيه كانت تعيش اليوم بيومه لا تفكر بشئ .. تستمتع بتدليله لها
وهو لم بيخل بشئ .. حتي أنه لم يفرض نفسه عليها وأخبرها أنه لن يلمسها الا عندما تكون مستعده لذلك
ولكن اليوم وهي تنظر الي غرفتهما والفراش الواسع .. عادت الذكريات تقتحمها مجددا .. واخذت تقضم شفتيها بتوتر...وهي تتنقل ببصرها في كل ركن من أركان الغرفه
الي ان أقتربت من الخزانه الواسعه لتفتحها .. فبتلعت ريقها بصعوبه وهي تتأمل ملابس العرائس التي من المفترض ان ترتديها له .. ففي الايام السابقه التي قضوها في ماليزيا و فرنسا كانت لا ترتدي امامه الا ملابس نوم فضفاضه واسعه وكل منهم ينام علي طرف الفراش .. ومع انها كانت تعلم انه يحترق داخله الا انها كانت تبتعد عنه بقدر استطاعتها عندما ينغلق عليهما باب واحد ويصبحوا بمفردهما
ولكن هذه الايام قد انقضت وهو أعطاها كل شئ ..
كان الخوف والذكريات التي عاشتها مع حاتم تقتحمها دون هواده .. الي ان فركت وجهها بيديها
فأقترب منها طارق بعد ان شعر بتوترها : سهيله
فطالعته بنظره خائفه .. فجذبها نحوه يضمها بحب وشعوره انها تُريد ان تبتعد عنه يوجعه: هفضل علي وعدي لحد ما تيجي تقوليلي انك مستعده
وأبعدها عنه ثم سحب يدها وخرجوا من تلك الغرفه ..ثم أتجها بها الي غرفة اخري وهتف بمرح : شوفي الاوضه اللي تعجبك فيهم واختاري .. مع اني عارف انك هتطمعي في الاوضه الاكبر
وتأملها بنظره حنونه اوجعتها .. فهو يفعل لها كل شئ .. أعد لها غرفة لا تقل جمالا عن الغرفه السابقه .. اما هي مازالت بعيده خائفه وهمست بصوت ضعيف : أنا أسفه ياطارق
وتابعت بأنفاس متقطعه : أسفه لانك اتجوزت انسانه روحها مشوها .. أسفه لانك كنت تستحق انسانه أحسن مني
وكادت أن تُكمل باقي عباراتها التي أوجعته مثلما اوجعتها .. فوضع بيده علي فاها وهو يتأملها بعشق : انا اللي أسف
وهمس وهو ينحني نحوها .. فأصبحت أنفاسه قريبه منها :
بــحبــك ياسهيله
...................................................................
تأملها زين بنظرات عاشقه وقلبه يخفق بحب .. حب كان لا يعرف له طعماً .. حب كان لا يراه سوي ضعفاً .. لايراه الا في أسطر الشعراء الذين دوما كانت نهاية قصة حبهم الفراق او الانتحار .. ولكن معها علم كيف يكون الحب .. كيف تشعق دون ان تعلم لما عشقت .. تعشق تفاصيل دوما كنت تمقتها
تتحمل سخف وعناد وغيره وعيوب اكثر من مميزات من أحببت وكأن كل ذلك ترواقك الذي يشفي أوجاعك
وابتسم وهو يراها تقترب منه .. وتمسك طرفي فستانها الابيض الذي طلب تصميمه خصيصاً لها .. كانت ترفرف بطرفيه وكأنها ملاك وتضحك بخجل وهي لا تُصدق ان الليله أرادها عروساً بل وفعل لها الامسيه التي ظنتها لحبيبة صديقه
واصبحت المسافه بينهم خطوه واحده .. فمدّ لها يده بحب وكأنها اميره وهو أميرها وقبلها علي يديها وهو يهمس لها : طالعه بتجنني
فطالعته بخجل لا تعلم سببه فهي تخجل حتي من نظراته وكأنها عذراء وليست أمرأه تحمل في احشائها طفلا يرقص داخلها طربا بوالده .. يريد ان يخبرهم انه موجود بينهم
ورفعت عيناها نحوه .. تتأمل ملامحه الوقوره ووجهه الاسمر وعيناه التي تحمل كثير من الدفئ رغم صرامة صاحبها
وابتسمت وهي تُطالع روعة المكان حولها .. والذي كان علي أحد الشواطئ الخاصه
ولم تجد اي كلمه تعبر عن سعادتها .. فعانقته بدلال وعشق :
زين كل ده عشاني انا
فحرك رأسه وهو يُحاوطها من خصرها بتملك ..وكاد أن يخبرها أنها البدايه فقط ولكن قاطعهم صوت هاتفه
لتبتعد عنه قليلا .. ونظر الي هاتفه ليعلم ان المرحله الاخري قد بدأت
ومدّ يده اليها .. وصاروا في الممر الطويل الذي تتناثر علي جانبيه الأزهار والأضواء معلقه وينتهي بالشاطئ الذي لهم وحدهم اليوم
ولمع بؤبؤ عيناها وهي تري فتاه ترتدي بنطالا وقميصا وتنظر في كاميرتها وتخاطب أحدهم ويبدو انه مساعدها
ونظرت اليه ..فأنحني نحوها هامساً : رغم اني مبحبش جو التصوير والكلام ده .. بس النهارده هنعمل كل حاجه
فضحكت وهي تتأمل ملامحه : زين نصار هيتصور لاء وهيستحمل غلاسة المصورين ..اقف كده تعالا كده .. اعمل كدا لاء كدا
وعندما ذكرته بما سيحدث .. نظر اليها طويلا وهو يفكر : انا بقول بلاش المرحله ديه وخلينا نروح علي المرحله اللي بعدها
فأبتعدت عنه بتمرد فهي أيضا ليست من محبين ألتقاط الصور ولكن اليوم قررت ان تعيش كل شئ : لاء النهارده انت قولت هتعمل كل حاجه نفسي فيها
فضحك وهو يُطالعها .. الي ان جائت من ستلتقط لهم الصور علي تلك الاطلاله الساحره في وقت غروب الشمس :
هنبدء يافندم ولا لسا
وأبتدت اجمل لحظه عاشتها بعمرها .. زين يحتضنها في احدي الصور وصورة اخري يُقبل جبينها .. واخري يقترب من شفتاها وكأنه سيقبلها .. واخري يميل بها وكأنه يراقصها
واخري يضمها من خصرها .. واخري يدور بها وهي في كل هذا وهذا تضحك وتضحك .. تضحك ضحكات لو اخبرها أحدا يوما انها ستضحكها مع أحدهم لكانت ضحكة منه ساخره
ولكن اليوم علمت كيف يكون الضحك حقا ..
وأبتسمت المصوره لهم وهي تشير له بأن يضع بيده علي بطنها التي ساعد تصميم فستانها من عدم أظاهرها بوضوح
واشارت اليهم وهي تقترب منهم .. ثم أبتسمت بخجل وهي تستمتع : بحبك بحبك بحبك اووي يازين
وطالعتها المصوره التي كانت داخلها تخبر قلبها ان مازال رجالا يستحقون ان يعشقوا .. وهتفت بهم : الصوره ديه هديه مني ليكم
وبدأت تصف لهم أخر ماسيفعلونه .. وزين يبتسم لمجنونته
ورفعت يديها للاعلي قليلا وهو يضم جسدها اليه
وألتقطت الصوره اخيرا ... ليتنفس هو : الحمدلله انتهينا من أصعب مرحله
وأنصرفت المصوره وهي تشير لمساعدها بأنهم أنتهوا ..
ليهتف زين بحب والهواء يتخلل صوته : يامجنونه بطلي حركه كتير
فضحكت وتوقفت عن الدوران .. وأنحنت قليلا وخلعت حذائها ذو الكعب العالي ... وأمسكته بيديها قائله بمرح :
عايزك أجري يازين واصرخ واقول بعلو صوتي اني بحبك
وصرخت بقوه : بـــحبـــــــــك
فضحك وهو يصرخ بعلو صوته : بــــحبك
وصدع صوت موسيقي رائعه .. تحمل في عزفها مشاعر واحاسيس تجعل القلوب تخفق .. واخذت تنظر حولها وهي تُحاول ان تري من اين اتي الصوت وفتحت عيناها بدهشه وهي تري طاوله من بعيد علي الشاطئ يُغطيها من جوانبها قماش ابيض وانوار مضائه ومع ذلك لم تكن الصوره واضحه بأكملها
وصارت نحو ما خطف أنفاسها وصار خلفها وهو سعيد
الي ان وصلوا لهدفهم .. ورأت ماجعلها تلتف اليها ترتمي في أحضانها وهي لا تصدق ان كل هذا لها
فالشمس غربت والمكان اصبح ساحر ومع صوت ارتطام الامواج بخفه كان كل شئ يسحرها
وأخذت تدور بعينيها تبحث عن من فعل هذا وتسألت : زين هما بيروحوا فين
فأبتسم وهو يضمها : المكان لينا لوحدنا النهارده
وغمز لها بعيناه: انا وانتي وبس والقمر تالتنا
فضحكت وهي تُطالعه .. وحركت كتفيها غير مصدقه :
لاء انت النهارده مش معقول .. زين هو انا بحلم صح
فأبتسم وهو يراقصها : أممممم طب أصحي بقي من الحلم
ومرمغت وجهها بصدره : لاء مش عايزه أصحي .. الحلم ده حلو اووي ..
وظل يراقصها .. وهم لا يشعرون بشئ حولهم الي ان جائت فتاتان يضعون لهم طعام العشاء .. وانصرفوا بصمت
فزين الليله يختار من يخدمهما نساء فقط .. وهمست ضاحكه : كله ستات بس مافيش رجاله
فضحك وهو يُقبل خدها وغمز بمشاكسه : وانتي عايزه رجاله ليه يامدام .. لاء كده هتتعاقبي
وتعلقت بعنقه : لاء خلاص أسفين يااجمل واحلي وأحن راجل في العالم كله
فأبتسم وهو يذوب بها عشقا .. وتأوهت فجأه ..فأبتعد عنها :
اوعي تقوليلي هتولدي
وضحكت وهي تربت علي بطنها : لاء أبنك بيلعب شويه
وكانت اجمل ليله حملت ذكريات كثيره لهما وهي تتمني ان لا تنتهي .. الي ان حملها وعادوا الي الشاليه خاصتهم وهو يسمعها كلمات ناعمه عاشقه وهي تدفن وجهها بأحضانه غير مصدقه ما عاشته الليله
...................................................................
أبتسم اياد وهو يضم ليلي لصدره التي تقف لا تصدق ماحدث
فصديق زوجها يقف يحتضن من أصبحت للتو زوجته يقبل جبينها .. كل شئ حدث وكأنه كالحلم الجميل
كانوا يتناولون الطعام بعد ان دعي اياد ..عمر صديقه والمرأه التي أخبرهه عنها وعندما رأها تأكد من ظنونه فهو يعرفها تماما لاسمها اللامع كصاحبة دار ازياء ووجودها الدائم مع زين نصار كزوجته سابقاً والذي يربطه به علاقه ودوده وبعض المشاريع الخيريه
وهمست ليلي وهي تتأملهم : حلوين اووي .. بس صاحبك ده طلع مجنون فجأه كده قالك أطلب المأذون
فضحك وهو يسحبها بعيدا كي يترك لهم المكان : ما تيجي نتجنن شويه
فكتمت ضحكاتها وهي تسير معه ..
تنهدت بسعاده وهي تُطالعه وقلبها يتراقص طربا : عمر احنا اتجوزنا مش كده
فأبتسم وهو يتأمل وجهها الذي تورد وأزداد جمالا .. وحرك لها رأسه بنعم .. وضمها اليه بحب : عشان تبقي تتحديني تاني وتقولي اني مبعملش اي حركات مجنونه
وتذكرت شجارهم الذي كان منذ ساعات في الهاتف عندما اخبرها انه سيأتي ليصطحبها للعشاء عند صديقه كي يتعرف عليها هو وزوجته كونها خطيبته .. فأخبرته بتهكم انها الي الان ليست شيئا بحياته .. وان علاقتهم ستظل دوما عالقه
وبدأت تثير من حنقه ولا تشعر بالكلمات التي تخبرهه بها .. فهي اخرجت كل ما يتعبها ولا تجد له جوابا يحبها ويبتعد
يعرض الزواج ولا يتخذ قرار وكأنه ينتظر منها أن تعقد هي عليه قرانهم .. وانفجرت فيه كي يحس بها ..وفاضت بكل شئ .. من هدوئه وبروده وسيره وراء قرارات العقل التي اصبحت تمقتها فهي تريد رجلا محبا مجنونا .. يخطفها ويسرق روحها لعالم الجنون .. تري معه كيف يكون الحب يعلمها ابجديات العشق .. يشعرها بأنها امرأه حقا وليست قطعة من الجليد مثله ..
وأبتسمت بعد ان تذكرت ما أثار جنونه .. وهمست :
عمر أنسي الماضي وحبيني أرجوك..
فضمها اليه بحنان وحب : أنا بحبك يارحمه .. لو مكنتش حبيتك مكنتش هدمت كل الابواب والجدران اللي حاوطت قلبي بيها
وكاد أن ينحني ويقبلها .. فأوقفته ضاحكه : احنا في بيت صاحبك علي فكره يادكتور
فضحك وهو يضمها اليه .. وصار بها وهو يخبرها بحياتهم التي تنتظرهم في فرنسا
ورغم أستيائها من الأمر لانها سترحل وستترك عملها هنا .. الا ان قلبها العاشق نسي كل ما كانت يوم تصدق بأنه هو الحياه ولكن اليوم علمت ان تجد من تكمل طريقك معه وتجد روحك التي فقدتها به وتري عالمك من نافذة روحه تلك هي الحياه ...................................................................
وقفت تتأمل العرض ببتسامه هادئه وهي تعلم انه أخر يوم لها بالعمل كمصممه .. فأتفاقهم كان ان ينتهي الموسم أولا ثم تُقدم استقالتها كيفما شائت .. وهبطت عيناها أرضاً نحو يداها المترابطه واستجمت دموعها التي بدأت تخونها ..وشارت بحبها له وبقلبها الضعيف قلبها الذي أصبح يتمناه بقوه بعد ان عاد بينهم مجددا وعلمت أن أنجذابه لرحمه قد انتهي ..وبدء علي الأقل يتعامل معها .. ولكن كل هذا ما جعلها الا غارقه في حلم سينتهي حتما
وبدء التصفيق يعلو .. فرفعت عيناها فوجدت ان العرض قد انتهي .. وفادي يقف يلقي كلمته الاخيره والعارضات أصطفت خلفه بملابس الموسم العصريه التي تجمع بين الرقي والأناقه واللمسات الشرقيه
ولمعت عيناها وهي تبتسم بأسي .. تبتسم ان مناكفتها به قد أنتهت وان ما احسته ما كان الا شعورا منها فقط
وودعت زملائها بأبتسامه مشرقه عكس الذي داخلها .. ورغم انه يوجد حفل بعد انتهي العرض الا انها فضلت الرحيل الأن
وألتفت بجسدها تاركة كل ماعاشته وظنته .. وصارت بخطي بطيئه .. فقلبها لا يريد الرحيل اما عقلها يُخبرها
أما تكوني او لا تكوني .. فالحب اما أن تعيشه وانت تصرخ بالعالم كله ان من أحببته ملكك .. او تجلس علي الطرقات تنتحب بصمت وانت تنتظر ان يتذكرك أحدهم
ووقفت تتنفس بصعوبه .. فالخطوات قربت تنتهي .. والحلم قد تبخر وكادت ان تعود لتستمر في خطاها الا ان
صوتها كان كاليد التي تمتد لتنقذ الغريق من جوف المياه المظلمه
وتردد صوته مجددا : زينب
واقترب منها بخطوات لاهثه فقد كان يبحث عنها بين الجميع .. ووقف أمامها وهو يزفر انفاسه هاتفا : هتفضلي طول عمرك غبيه
وفحدقت به بصدمه واعين تلمع داخلها الدموع .. فبدلا ان يُخبرها بأن تبقي او اي شئ يجعلها تشعر بوجودها .. يلعنها بالغباء .. ووجدته مازال يأخذ أنفاسه .. وخطت بخطواتها كي تبتعد عنه قبل ان تنفجر به غاضبه الا انه جذبها من ذراعها بقوه : تتجوزيني يازينب .

تكملة الجزء الأخير ( الــخــاتــــــمه )
*****************************

كلمه واحده كانت بمثابة حياه لقلبها .. قلبها الصامت الذي فضل الهرب من أن يخذل يوماً وهو يري من عشقه ملكاً لأخري ولكن قلبها الأن يخفق بجنون .. يرقص طربا وهو لا يصدق ما سمع .. هل نطق الصخر اخيراً ؟ ..هل قال انه يُريدها حقاً ..؟ ووضعت كفها علي فمها كالبلهاء وهي تُطالعه ولا تعلم لما هي ساكنه هكذا لا تستوعب شئ
ولا تنطق .. حتي أنفاسها بدأت تتسارع .. وقلبها يدق ويدق دون هواده بل وأصبحت تسمع ضرباته
ووقف يُطالعها وهو ينتظر منها موافقتها التي طالت ..
وهمس بقلق عليها : زينب انتي كويسه .. طب انتي سمعاني
ولكن لا اجابه .. فمدّ بيده نحو وجهها كي يُلامسه ولكن قبل أن يصل كفه الدافئ لوجهها .. أنتفضت فزعاً .. واتحركت من أمامه سريعا وهي تدور حولها كالمغيبه لعلها تجد طريق خروجها الواضح أمام عينيها
فأبتسم رغما عنه وهو لا يُصدق ان تلك المجنونه .. هي نصفه الذي سيُكمله ..هي من تخلي من اجلها قلبه عن الجمال والفتنه ونظر للروح .. بل واصبح يري فيها جمالا لم يراه من قبل
فهذا هو الحب ... لا يخبرك لما تعشق ولماذا تعشق وكيف تري من عشقته ؟
وتمتمت بعبارات سريعه لم يفهمها ..وأبتعدت عنه ثم عادت اليه مجددا : انت كنت بتقول ايه
وقبل أن يُجيب عليها هتفت وهي تركض من أمامه :
انا موافقه
فضحك وهو يراها تهرب .. وتنهد بيأس : فعلا مجنونه ...................................................................
كانت نائمه بين ذراعيه وهي لا تصدق أنها الان معه .. انه زوجها ونصفها الذي أكتملت به روحها .. حكايتها كانت عجيبه .. حكايه اخبرها فيها القدر .. أن حياتها لم تكن قد بدأت ...وان كل ما عاشته ما كان الا اول صفحات حكايتها
وطبعت بقبلة علي صدره وهي تشعر بشعور عجيب منفرد
شعور لم تعشه مع زين ولكن معه هو عاشته ..
عمر الرجل البارد الذي علمها ان برودة الملامح ليست من برودة القلوب انما من الوجع من ظلام الماضي من الفراق من الخوف من الفقد من حياة ضاعت من أيدينا
أسبوع هجرها منذ ان عاد بها الي فرنسا وكانت لا تعرف له طريق الا حين يُهاتفها يطمئن علي أبنته وعليها .. حتي أنها قررت الرحيل بعد أن شعرت ان هجره نفورا وندماً ولكن الليله أخبرها أنها وطنه .. وان بعده ما كان الا لاجلها .. لاجل ان يشتاق اليها بشده .. فيركض لمنزله ليطفئ نيرانه بها .. ولا تنكر ان ليلتهم كانت من أجمل ماعاشت لمست فيه حنان ودفئ لم تعهده من قبل ..
أمطرها بكلمات الاعتذار والندم .. أخبرها انه أشتاق لها بشده .. وان الاسبوع الذي ابتعد فيه عنها علم انها اصبحت حياته التي فقدها منذ زمن مع اول رحيل حطم قلبه
وشعر بيديها وهي تمسد صدره .. ففتح عيناه بحب ورغبه :
بتبصيلي كده ليه
فأبتسمت وهي تمد يدها نحو وجهه تُلامسه بدفئ ..وأنحنت نحوه تُقبل خده وهي تُتمتم بعذوبه : بــحبك ياعمر
...................................................................
تأمل الظلام الذي يُحيط المكان ..وأقترب من زر الأناره كي يفتح الانوار وهتف بأسمها : فاطمه
وأشتعل الضوء وبدء يزيل سترته عنه وهو لا يُطالع المكان حوله وصوته يُردد أسمها ولكنها لا تُجيب .. وصار نحو غرفتهما وقلبه خائف عليها .. فهي أصبحت كل شئ بحياته
أصبحت دفئه وملاذه وقوته .. ملئت حياته بطيبة روحها
نسي معاها قسوة وبرودة الايام .. حتي انه اصبح لا يخشي المرض .. المرض الذي كان حين يأتيه ويجلسه طريح الفراش لا يجد أحداً يعطيه كوب ماء .. او يتحسس جبينه
او يهمس بجانب أذنيه يسأله اذا كان بخير ام لا
وأردف لغرفتهما وقلقه عليها بدء يزداد فلو كانت نائمه لكانت أستيقظت علي صوته .. وفتح فاه فجأه وهو يري الغرفه كيف زينتها والطعام موضوع علي طاولة صغيره وورود اسفله .. وعطر جميل تفوح رائحته
ودار بجسده يبحث عنها ليجدها تحمل في يدها كعكه صغيره مزينه .. وتهتف بحب : كل سنه وانت طيب
فطالعها بأعين تائها .. اليوم عيد ميلاده .. هذا اليوم ما كان ليتذكره الا اذا وقعت عيناه علي التاريخ بالمصادفه ..
لينظر اليه بحسره منذ ان كان طفلا وهو يعلم ان لا احد سيتذكره حتي كبر وأصبح يري كل هذه الاشياء مجرد تفاهات يخبرهه به عقله اما قلبه كان يتمني لو وجد احداً يشعره بوجوده وان احد يتوق لأسعاده
وطال صمته .. فأقتربت منه بحب : مدحت انت معايا
ونظرت للمكان حولها وتمتمت بأسف : انت مش مبسوط بلي عملته .. انت زعلت من المفاجأه ..
وكادت تُكمل باقي عباراتها .. الا ان وجدت كفه علي فمها ليهتف بحب : هووس ..
وتابع بحنان : كلمه واحده بس كانت منك كانت هتغنيني عن كل ده .. مكنتيش تعبتي نفسك
فأبتسمت وهي تري علامات الرضي علي وجهه :
معنديش حد غيرك أتعبله .. وكمان مين قالك اني تعبت ..انا كنت مبسوطه اوي وانا بجهز الحاجه
فأبتسم وهو يري ملامحها الهادئه ويسمع نبرة صوتها الحانيه وحمل الكعكه من يدها ليضعها علي الطاوله .. ثم عاد اليها ليضمها بقوه وهو يهمس : بحبك .. انتي حياتي كلها يافاطمه
وتابع وهو يدفن وجهه في عنقها الناعم : لو أطول اجبلك نجمه من السما هجيبهالك
وابتعد عنها ليري دموعها تتساقط ...فرفع كفيه نحو وجهها يلُامسه بحنان ويمسح دموعها : مش عايز اشوف دموعك ديه تاني .. عايز ديما شايفك بتضحكي
وأبتسمت رغما عنها .. وتاهت في عينيه الدافئه ورجولته وطيبه قلبه : انا مش عايزه من الدنيا ديه غير حبك
ووضعت بيدها علي بطنها : انتوا اغلي حاجه في حياتي
وتنهدت بحب وهي تشعر بملمس يده علي يدها .. ثم قبلته الدافئه التي طبعها علي جبينها وبعدها لم تشعر بشئ غير انها كانت في عالم جميل تسير به كالمخدره ..................................................................
أيام كانت تمر وعلاقتهما اصبحت هادئه ولكن لا جديد بها ..هو يُعاملها بلين وصبر وهي تهرب منه قدر أستطاعتها حتي اصبح لا يأتي من عمله الا لوقت متأخراً عندما تكون قد غفت ولكن اليوم قررت أن تنتظره فشهران مروا علي زواجهم وكل منهما أصبح متباعد ..فالماضي مازال عالق بينهم وهي من وضعته
فحاتم يأتيها كل يوم في كوابيسها يُخبرها أنها له وانه سيعود ليأخذها مجدداً .. وهبطت دموعها الحبيسه وتنهدت بأرهاق
وهي تتذكر كلام طبيبتها عندما راسلتها تقص لها عن كوابيسها وما تراه فكان ردها
"هيفضل الخوف ديما جواكي طول ما انتي بتهربي .. هو قرب فاضل انتي اللي تقربي ياسهيله .. واوعاكي تبصي لورا من تاني .. محدش هيتعب غيرك حاتم مات وذكرياته ماتت معاه "
وفاقت من شرودها علي لفحة هواء بارده ..فكانت تقف خلف ستائر شرفتها تنظر للظلام تري فيه قصتها
ولكن هناك نجوم تلمع .. وكأنها تُريد ان تخبرها ان هناك في الظلام جمال لانراه لاننا أغلقنا حياتنا علي العتمه
وتنهدت وهي تستدير بجسدها نحو الأريكه الواسعه .. وألقت نظره علي طاولة الطعام المُعده والشموع
وجلست علي الأريكه محتضنه جسدها بمفرش خفيف .. الي ان غقت وقد أهلكها الانتظار لساعات فكيف لمن ينتظر لأيام وشهور وسنوات !
وبعد ساعه كان يضع مفاتيحه الخاصه بأنهاك علي أقرب طاولة قابلته .. وصار نحو غرفتها ليطمئن عليها أولا .. ولكن لمحها متكوره بجسدها غافيه علي أحد الارائك
فأقترب منها ومال نحوها بأرهاق : سهيله
ولمس وجهها بخفه وهو يجدها تأن بخفوت .. وتشبثت بقميصه وفتحت عيناها وهتفت بأسمه ثم عادت لغفيانها مجدداً..
لمستها وصوتها الغافي وهيئتها هذه .. أيقظت رغبته بها
رغبته التي يدفنها كل ليله وهي بعيده عنه .. ووقف يعبث بخصلات شعره للحظات يُصارع رغبته ..وانحني نحوها ثانية كي يحملها نحو غرفتها
وصار بخطي بطيئه وهو يغمض عيناه من هذا الجهد الذي أصبح يُصارعه .. ووضعها ببطئ علي الفراش وهو يتأملها بحب .. وكاد ان يستقيم في وقفته ..فوجدها تفتح عيناها
فتنهد وهو يود الهروب من أمامها قبل ان يتخلي عن صبره
وربت علي وجهها بدفئ : نامي ياسهيله
وغفت وهي تشعر بملمس يداه علي وجهها .. وضاعت في احلامها وشعور الأمان يُحاوطها
...................................................................
انهت ألتهام طبق الحلوي الذي امامها وهي منسجمه بطعم ماتبقي في فمها .. لتشكر داخلها الخادمه التي تُعد لها مايروق لمعدتها .. ونظرت للجالس بجانبها وقد أصبح مندمجاً بشده في مطالعة المباراه .. لأول مره تري تركيزه مشدود نحو شئ غير عمله بتلك الدرجه .. واقتربت منه حتي ألتصقت به وهتفت : زين
فتمتم وتركيزه منصب علي شاشة التلفاز : نعم
أنتظرت منه ان يلتف اليها ويُحاورها في الحديث ولكنه كان في عالم أخر .. فتنهدت بيأس وهي تلعن حظها فحتي اليوم الذي عاد فيه مبكرا من عمله وجلسوا سويا هكذا .. هو يجلس يُشاهد ما يعجبه وهي تجلس بملل لا تفعل شئ سوي أن تأكل ما يوضع امامها
ونظرت اليه تتأمل ملامحه ، كل يوم يمر وهما معا تعشقه اكثر من قبل .. ورفعت شفتاها نحو خده تقبله
فألتف نحوها أخيرا .. ورفع أحدي حاجبيه : في ايه مالك
ضحكت بتهكم داخلها علي سؤاله هذا وتسألت داخلها هل القبله تحتاج لسبب .. وتنهدت وهي تتذمر :
معجبه بجوزي النهارده فيها حاجه ديه
وانتشلت من يده جهاز التحكم الخاص بالتلفاز وأغلقته
ليُطالعها بحنق : حنين هاتي الريموت .. بدل لعب العيال ده
ومد بيده كي يلتقطه منها لكنها ظلت تُحركه في الهواء بين يديها .. ليتنهد بنفاذ صبر : حنين بطلي شغل العيال
صوته الجامد أفزعها .. فبعدما كانت تفعل ذلك بمرح وتظن انه لن يغضب .. أعطته جهاز التحكم ونهضت من فوق الأريكه وذهبت من أمامه وهي تمسح دموعها
ليتنهد بيأس وهو يفتح التلفاز ثانية وبدء يندمج في المباراه التي تلهيه عن مايشغل عقله في أمور العمل وتلك الصفقه الجديده التي تعتبر من أهم صفقاته
وأنتبه اخيرا أن المباراه قد أنتهت ... وزفر انفاسه وهو يتذكر أن أمور عمله لا ذنب لها فيها
ونهض وهو يتمني ان لا تكون قد غفت ..
وصعد لأعلي وهو يُحرك يده علي خصلات شعره ويستحضر الكلمات كي يُراضيها..
ووقف يتأملها وهي تجلس علي فراشهما وبيدها ألبوم صورهما .. ليتذكر تلك الليله بكل تفاصيلها
واقترب منها يجلس جانبها .. ونظر الي صورهما وابتسامتهما .. وطالعها بحب وهو يري عيناها التي تلمع :
حنين !
فألتفت نحوه بصمت .. ثم عادت تنشغل فيما تتأمله .. وشهقت وهو تراه يخطف منها الألبوم ويغلقه ..ليهمس بدفئ : بتتقمصي وتزعلي زي الاطفال
فحدقت به بشراسه ونهضت وهي تتذكر ما فعله معها عندما مزحت معه بالأسفل وقطبت جبينها وهي تتوسط خصرها بيديها وقلدت نبرة صوته : زين بطل شغل العيال ده
وضحك وهو يتأملها فهي ترد له مافعله معها .. وجذبها من ذراعها بقوه لتسقط علي حجره .. وكادت أن تنهض من فوق ساقيه الا انه ثبتها وتمتم : عرفتي بقي انك عيله .. وبتتقمصي بسرعه
فتنهدت بحنق : زين أبعد ايدك عني
فأبتسم بأستمتاع وهو يري مقاومتها الضعيفه : علي العموم ياقماصه هانم .. انا الايام ديه مضغوط وعقلي مشغول في شوية حاجات خاصه بالشغل ..
وحرك يديه علي وجهها بدفئ .. الي ان أبتسمت ونسيت كل شئ : طب ليه مقولتليش
وتابعت بحب : مش المفروض اننا واحد
واشارت بأصبعها امام وجهه بمرح : بعد كده تحكيلي اللي مضايقك مفهوم ولا مش مفهوم
فضحك بقوه وهو يتأمل حركتها المضحكه : حاضر
لتتسع عيناها وهي لا تُصدق : زين نصار بيقول حاضر .. لاء انا اكيد بحلم
وما كان منه سوي ان انفجر ضاحكا .. وألقي بجسدها علي الفراش وهو فوقها : شايفه الزمن بقي
وهمس وهو يُداعب وجنتيها : معرفتش للضحك طعم غير معاكي
وعبث بشعرها وكأنه يعبث بفرو قطه فضحكت .. ليبتسم وهو يتأملها وتابع كلماته بمشاكسه : بحبك ياقردة هانم ..................................................................
اقتربت منه بقهوته بخطوات بطيئه .. فأبتسم لها وهي يتأمل بطئ حركتها .. كانت تتحرك كالبطه التي يطلقها صاحبها حره كي تمرح قليلا
ونهض من مقعده وترك الاوراق التي كانت بيده وتناول منها فنجانه ونظر الي الفنجان الاخر : مش معقول ليلي هانم اتوضعت وجايه تشرب معايا القهوه ..
وتابع بطريقه مسرحيه : وافتكرت ان ليها جوز غلبان محتاج شويه اهتمام
فضحكت وهي تُطالعه .. فالأيام الماضيه ولمرض سليم اصبح كل اهتمامها علي سليم حتي انها كانت تنام معه خوفاً عليه وهتفت بدلال : انت بتغير ياحبيبي
فضحك وهو يتأملها : ليلي أتلمي شويه .. ماانتي متجيش تدلعي وبطنك بقيت قدامك مترين
وتابع بخبث : ما تيجي نروح المزرعه يومين
وعندما رأي أحمرار وجهها .. وضع بنفجان قهوته علي الطاوله الصغيره ثم أخذ فنجانها .. وضمها اليه هامساً :
بلاش تحمري كده لاحسن أنفذ حاجات مش هتعجبك
فهمهمت بصوت ضاحك : اياد
فتمتم بحب : عيونه .. موافقه بقي نروح المزرعه
فأبتعدت عنه ضاحكه : سليم عنده أمتحانات ياحبيبي
فظهر الحنق علي ملامحه ... وتمالكت ضحكاتها بصعوبه
ليعلو رنين هاتفه .. فألتف نحو طاولة مكتبه ليتلقط الهاتف ونظر الي المتصل .. فوجدها تقترب منه وعندما رأت أسم رانيا ..اجاب بهدوء وهو يري نظراتها : ايوه يارانيا
وابتسم وهو يستمع لها .. فهي تخبره أنها وافقت علي صديقه الذي رأها في شركته وقد أعجبته واغلق الهاتف وهو يُبارك لها ويخبرها انه سيكون عندها غداً كي يكون بجانبها بدلا من معتز الذي مازال خارج البلاد
وانتظرت ان يشرح لها ولكن وقف صامتاً يمسح علي وجهه
وتسألت بفضول : انت كنت بتقولها مبروك علي ايه
وظلت تنتظر اجابته ولكن لا رد .. وانتبه لها بعد ان هزت جسده بقوه : بتقولي حاجه ياليلي
فعادت تسأله مجدداً .. لينظر الي ملامحها متنهدا : رانيا وافقت علي العريس .. متعرفيش انا مبسوط ازاي عشان اطمنت عليها
وفجأه وجدها تتعلق بعنقه .. تُقبله علي خديه وتهتف بسعاده وكأنها والدة العروس : بجد ياأياد .. الحمدلله
فرفع حاجبيه وهو لا يفهم شئ .. الي ان أبتعدت عنه واستدارت بجسدها تضع بيدها علي صدرها تتنفس براحه
وعادت تلتف اليه مجددا تعبث بأزرار قميصه : لما تحط اعلان للسكرتيره الجديده .. ابقي قولي عشان احط انا الشروط
فطالعها ضاحكا : ليه ناويه تترشحي ياحياتي
فعبست بوجهها .. وضربته بخفه علي صدره : هتبقي تعرف ياحبيبي
وداخلها كانت تضع الشروط وهي تبتسم
فالسكرتيره الجديده وفقاً لشروطها ستكون امرأه لديها من العمر ثلاثون واكثر .. متزوجه ... ليست جميلة ولا حسنة المظهر
...................................................................
نظرت الي الطبيب بدهشه وهو يخبرها بأبتسامه هادئه بنتائج الفحص الذي اجرته .. فهي حامل بشهرها الاول ولا تحتاج لاجراء اي عمليه من اجل الانجاب
ليضم ياسين كفيها بحب .. وعندما رأها تبكي جثي علي ركبتيه امامها : زينب حببتي .. بتعيطي ليه دلوقتي
لتُطالعه بأعين لامعه من السعاده .. وتسألت : بجد يادكتور انا حامل
ليُحرك الطبيب رأسه بالأيجاب وهو يُطالعهم بنظره حانيه من أجلهم ..
فيبتسم ياسين لها : مبرووك ياحببتي
وارتمت بين ذراعيه وهي لا تُصدق أنها أصبحت حامل وان خوفها من ان ينفذ عمها رغبته في تزويج ياسين قد انتهي
وستكون ام ..ام لابناء ذلك الرجل الذي أحبته منذ ان كانت طفله ولكن
وعندما جائت صوره الماضي امام عينيها .. تذكرت ان لولا دروس الماضي ماكانت تغيرت واصبحت هكذا
زوجه محبه حنونه تعطي بحب
...................................................................
أبتسم وهو يراها تحمل الصغير وتهدئه .. وأتسعت أبتسامته وهو يسمعها تخبر الصغير : وعايزني أخلف من تاني
وتابعت بسخط : مش كفايه عمل اللي في دماغه وعاندني وسجلك بالأسم اللي هو عايزه
وتنهدت وهي تتسأل : عمري ما كنت مسيطره ..انا ديما مضحوك عليا .. اه ياهبه ياغلبانه
وأنتفضت فزعا علي صوت ضحكاته .. ليقترب منها :
انتي اتجننتي ياهبه
فطالعته بحنق وهي تتأمل هيئته : خلصت الحفله اللي اكيد كلها ستات حلوين وانت طبعا ماصدقت
فضحك وهو يستمع لها .. رغم انه كان زير نساء قديم ..الا انه أصبح لا يلتف لاي أمرأه فهي واطفاله أصبحوا عالمه الصغير ولن يتخلي عنهم ..فالنعمه حين تُهمل نستحق ان تزول من أمامنا .. وهو قد تعلم درسه ولكن الماضي وافعاله الشنيعه مازالت حاجز في علاقتهم
وتنهد وهو يُلامس وجهها : مافيش ست بقيت تملي عيني غيرك
ثم داعب وجنتيها : يازوجتي المجنونه
كانت كلماته كالسحر وهي مغيبه به وبرائحته فيبدو ان هوس عطره لم ينتهي بعد .. وابتعدت عنه بحنق :
احنا مش متخاصمين بتكلمني ليه
فأقترب منها مجدداً : انتي اللي مخصماني ..بس انا لاء
ونظر الي عينيها الدافئه : هبه
فتنهدت وهي تُطالعه الي ان همس بحب : بـــحـــبــك
وتابع بنبرة قد هدمت حصونها : انتي كل حياتي .. انتي وطني وأماني .. اسف صدقيني علي كل لحظه جرحتك فيها
فأمتلئت عيناها بالدموع وضمت صغيرها لها والذي قد غفي
ثم ظهرت أبتسامته التي تعشقها وضربته علي صدره :
هو انا اللي مخليني ضعيفه كده غير حبي ليك
فضحك بقوه..ليستيقظ الصغير علي صوته .. فوضع بيده علي فمه : كده الليله ضاعت
لتنظر اليه بحنق وصوت بكاء الصغير يتعالا .. الي ان تنهدت بأرهاق ووضعته بين يديه : نايمه بقي زي ماصحيته
وانصرفت من أمامه بدلال .. ليهتف بها : استني ياهبه رايحه فين .. انتي عارفاني مبستحملش زن العيال
.................................................................
فتحت عيناها بصعوبه وهي تتصبب عرقاً ..واخذت تستغفر وهي تضع بيدها علي جسدها وتتذكر كيف كانت تتمزق ملابسها وحاتم يقترب منها يُقبلها ويعري جسدها ... كان كابوساً يحمل كل ماعاشته من ألم .. وأعتدلت في نومتها وهي تنظر لفراشها الفارغ ..فهم حتي لليوم لا ينامون سويا
أصبحت تحتاجه بشده .. تحتاج أن تنام بين ذراعيه
فكل يوم تذهب امام غرفته تتمني ان تردف اليه تُخبره بأنها تُريده ولكن ترحل كما تأتي بصمت
ونهضت من فوق فراشها .. وصارت حافية القدمين نحو غرفته وشعورها بأنها تحتاح لدفئه يمتلكها .. وفتحت غرفته ببطئ لتُطالعه وهو نائم بهدوء .. وأقتربت بخطوات هادئه منه .. ونظرت اليه وهمست بصوت ضعيف : طارق
وظلت تُردد اسمه ولكنه لم يستيقظ .. فتحركت علي أناملها نحو الطرف الاخر من الفراش .. وازاحت شرشف الفراش الناعم وانسدلت أسفله وهي تتنفس بصعوبه
وأقتربت منه تدفن وجهها في صدره وتُحاوط خصره بذراعيها وتمتمت بخوف : انا خايفه ياطارق .. متسبنيش
كان يشعر بها وبأنفاسها .. ولكنه أراد ان يتركها تقترب منه دون أن تخاف من شئ .. وعندما شعر بشهقاتها الضعيفه ألتف نحوها بقلق : سهيله انتي بتعيطي
فطالعته ودموعها تنساب علي وجهها .. وحركت رأسها بضعف .. فضمها اليه بوجع : أعملك ايه طيب قوليلي
وتنهد بصعوبه وهو يخرج الكلمات من حلقه : لو عايزاني ابعد ..
فدفنت وجهها بجسده : لاء متسبنيش .. اوعي تسبني
كل يوم يمر عليهم يراها تذبل امامه ..حتي انه أصبح يدفن نفسه بعمله كي لا يجعلها تخاف من وجوده
ولكن حياتهم أصبحت معقده يخشي فقدانها ويكره رؤيتها هكذا .. يعلم انه تعجل في امر الزواج ولكنه أرادها
أرادها ولم يُفكر بشئ اخر غيرها
وشعر بيدها علي وجهها لتهمس : ألمسني ياطارق
كلمتها جعلت ملامح وجهه تتجمد ... ومسح علي شعرها بحب وهو يعلم انه ليست بوعيها : نامي ياسهيله
ولكن نظرات رجائها .. وألتصاقها الشديد به اخبره انها تريده
كان خائف من ردة فعلها .. ولكنه يتوق لها بشده وهي اعطته موافقتها ..
كانت تريد ان يمسح بيديه لمسات حاتم من جسدها.. يُنسيها ماعاشته ...تعطيه ما هو حق له
وضاعت بين الماضي والحاضر .. بين الحب والخوف بين الاحتياج والضعف .. وتاهت في عالم جميل دافئ
وارتجف جسدها فجأه واغمضت عيناها بألم .. وهي تشعر بأنفاسه الهائجه ...وفتحت عيناها ونظر لها طويلا وهو لا يعلم كيف كانت عذراء .. وطال صمتهم .. لينهض من جانبها سريعا وهو يفرك وجهه بيديه وكاد ان يترك الغرفه الا ان تشبثها به جعله يقف بجانب الفراش وهو لا يقوي علي الحركه : طارق متسبنيش ..
وأحتضنت جسده بذراعيها وهي تهتف : مش عايزه أفتكر الماضي ..
ودمعت عيناها وبدء صوت نحيبها يعلو .. ليغمض عيناه بقوه وهو مازال غائب فيما حدث .. كيف كانت عذراء وحاتم تزوجها وضغط علي أسنانه بقوه وهو يلعن حاتم
حاتم الذي دمر حياته وجعله يتحمل التخيلات التي كانت تقتحمه كل ليله عندما يتذكر انها كانت بين ذراعيه وانه أمتلكها
وزفر أنفاسه وهو يُقاوم رغبته في تركها .. ورغبة قلبه في ضمها واخيرا أستجاب لقلبه وألتف اليها يضمها بقوه :
سهيله انا بحبك وهفضل أحبك لاخر يوم في عمري
ومسح دموعها .. وطالعها بحب وهو يذكر نفسه ان الماضي قد أنتهي ومضي بأوجاعه وان من حرق قلبه قد مات
واتنهد بحرقه وألم وهو يسمع تمتمتها الضعيفه وهي تقص عليه كل ما مرت به حينما أختطفها حاتم وكأنها تريد أن تتخلص من ذلك العبئ الذي يجثو علي قلبها
...................................................................
وقفوا يتأملون صديقتهم وهي ترتدي دبلة خطبتها والسعاده مرسومه علي شفتيها .. كانت خطبه عائليه ولكن هما كانوا فيها ومعها .. فأبتسمت زينب اليهم
لتبتسم خديجه : شايفه البت فرحانه ازاي
وتابعت بسعاده : أخيرا فادي ابو نص لبناني ونص مصري .. اخد خطوه جريئه
فضحكت حنين وهي تربت علي بطنها : هولد الله يسامحك
ولوحت بيدها لزينب وهي تتأملها بسعاده .. ووقعت عيناها علي فادي الذي طالعها ببتسامه ودوده دافئه ..
فادي كان له في حياتها ذكري جميله وستظل الذكري عالقة في قلبها ..
وتسألت وهي تنظر جانبها : انتي روحتي فين ياخديجه
وضحكت وهي تري صديقتها تقف علي مقربه منها وتمسك كأس عصير تشربه وتُثرثر مع أحداهن بأستمتاع وقد كانت أحدي أخوات فادي والتي تعيش في لبنان مع زوجها
فخديجه صديقتها هكذا دوما ولن تتغير .. وعندما لمحت أشارة من زينب ..ذهبت اليها ببطنها المنتفخه
لتضحك زينب وهي تأخذها جانبها : تعالي اما نتصور ببطنك ديه ..
ليبُادلها فادي نفس الضحكه ولكنها كانت ساحره ..
وألتقطت الصوره !
وصدح صوت غنوة هادئه .. وسرحت في كلماتها
لما النسيم بيعدي بين شعرك حبيبتي
بسمعه بيقول آهات
وعطورك الهادية الدايبة فيكي
كل ماتلمسك بتقول آهات
عايزاني ليه لما تقوليلي بعشقك
مصرخش واملا الكون آهات
واضاء هاتفها برقمه وهي مازالت سارحة بعالم اخر .. لتقع عيناها علي أسمه
لتنظر الي خديجه التي وقفت جانبها وهمست لها انها سترحل
لان زين قد أتي.. ثم اقتربت من زينب التي أصبحت منشغله بالحديث مع فادي
وقبلتها وهي تهمس لها بدعابه : كفايه رغي
وانصرفت وهي تضحك ... وهبطت سلالم البناية بخطوات سريعه حتي وقفت امام سيارته لتردف داخلها وهي تُطالعه بحب : أتاخرت مش كده
فأبتسم وهو يشغل محرك سيارته : يعني شويه
وتنهدت وكلمات الغنوه مازالت شاردة فيها وقد علقت بذهنها
ووضعت برأسها علي زجاج السياره وأخذت تُدندن بها
يا حلم نفسي تحلمه كل القلوب
يا أعلى إحساس شدني خلاني ادوب
خلاني احس اني بشر
عايزاني ليه لما تقوليلي بعشقك
مصرخش واملا الكون آهات
فألتف نحوها يتأمل ملاكه الذي يُدندن جانبه .. كانت في عالم اخر تتذكر فيه لحظاتهم الجميله معا .. مشاكسته له ..ضعفها أمام قوته الحنونه .. همساته وقبلاته .. كل شئ كان يسير امام عينيها وكأنها كانت تعيشه أمس ..
وسمعت صوته الحنون وهو يهمس بأسمها : حنين
فنظرت اليه وشفتيها مازالت تتحرك بتلك الغنوه .. ووجدته يفرد ذراعه لها .. يدعوها للأقتراب .. فأقتربت منه ليضمها لصدره وهو يقود السياره وقلبه يخفق بالحب ..
بالحب الذي لم يبحث عنه يوم .. حتي اتاه فوقع في بحوره العميقه ..
وأسرعت السياره في خطاها : هنروح بيت المزرعه
ورفعت عيناها نحوه .. لتري نظراته التي أصبحت تفهمها ودفنت وجهها مجدداً بصدره وهي هائمه في رائحة عطره ودفئ أنفاسه ...................................................................
أنتفض من نومه فزعاً علي صراخها فبعد ساعات قضوها يضحكون ويمزحون وتذكره بغروره واول لقاء بينهم يستيقظ علي صراخ يصم اذنيه وشعر بيديها علي عنقه .. ليسعل من الأختناق وهو مازال لايدري مايحدث ..
وفاق من فزعه وهو يجدها تصرخ به .. فتسأل وهو ينهض من علي الفراش : مالك ياليلي
وظل يور حول نفسه وهو يفرك عيناه من النعاس ..وانحني نحوها يتسأل مجدداً : انتي بتصرخي ليه
فتعالت صراختها وهي تُطالعه بيأس : انا بولد ...................................................................
أغلق الليل ستارته .. وأشرق الصباح بنوره وهاجرت الطيور باحثه عن موطنها الجديد ،وبدأت حرارة الشمس تسقط دفئها علي الكون لتبعث في النفوس دفئ جديد ويوم جديد .. الطرقات ازدحمت بخطوات الناس .. والطائرات حلقت في السماء بالمسافرين والعربات أصطفت بجانب وخلف بعضها
والأرصفه أمتلئت بالأقدام والكل يسير ويسير .. او يقف للحظه ثم يُكمل سيريه او ينتظر ليجد ما ينتظره ثم يُكمل طريقه .. هكذا هي الحياه تسير بنا ..تسير بحلوها ومرارتها
تعبس بوجوهنا ثم تعود لتضحك .. تصفعنا ثم تعود لتداوي جروحنا .. نتعثر في أزدحامها لننهض بعدها ونكمل طريقنا
طريق اما يكون أختيارنا او أجبرنا عليه كما نظن ..فنحن من نختار في البدايه ما نسلكه فتزدهر الحياه لنا بألوانها ثم نكتشف ان ما سلكناه بأرادتنا كان الطريق الخاطئ
أنها الحياه .. ونحن داخل لعبه كبيره ..
ولكن هناك حقيقه واحده ننساها دوما " ان ما نحصل عليه هو حصاد نوايانا .. هو حصاد نفوسنا .. حصاد رضانا .. حصاد حمدنا وصبرنا "
عامان مروا .. مروا كما تمر الايام بسرعتها
وقفت تنظر الي زوجها وهي تدق جرس الباب تنتظر بلهفه والدتها التي تهتف بنفاذ صبر بأن يتمهل الطارق حتي تأتي
وأنفتح الباب وعلي شهقت والدتها كان طفلها يضع بيده داخل فمه يصدر همهمات .. لتقترب من والدتها التي دمعت عيناها من تلك المفاجأه : وحشتيني ياماما
وأحتضنتها بعد أن شعرت بحاجه والدتها اليها .. وأبتعدت عنها تنظر الي ملامحها الحنونه واخيرا خرج صوت والدتها : سهيله .. انتي فعلا قدامي
وضمتها هي تلك المره وهي لا تُصدق انها اليوم بين أحضانها .. فمنذ زواجها لم تأتي حتي حفيدها لم تراه غير عبر الصور التي كانت ترسلها لها
وأبتعدت والدتها عنها وشوقها لحفيدها يزداد ونظرت الي طارق الذي يقف يبتسم لها : نستيني خالص انا ياست الكل
فرفعت ذراعيها له بحب كي ينحني نحوها وضمته وهي تهتف : عمري ما أنساك .. انت ابني اللي مخلفتهوش
ومسحت دموعها وهي تُطالعهم .. ثم نظرت الي حفيدها هاتفه بشوق : سيف حبيبي
وألتقطته من ذراعه وأخذت تُقبله بقوه وقد نسيتهم علي الباب ودخلت به للداخل
ووقف طارق يضحك .. ونظر الي سهيله التي أنفجرت ضاحكه : امك نسيتنا خالص
فتشبثت به بحب وقبل أن تتكلم سمعت صوت والدتها تهتف : انتوا فين ياولاد
فأنفجروا ضاحكين .. وكل منهما ينظر الي اخر وقد رحل الماضي بذكرياته .................................................................
جلس عمربجانبها علي الفراش يُقبل جبينها ويديها التي تضعها علي بطنها .. فاليوم ظهرت نتائج ثبوت حملها بعد أن خضعت لأحدي العمليات كي تنجب ففرصة أنجابها طبيعيا ضعيف رغم ان المعجزه تحققت من قبل ولكن لم تعد تصبر ان لا يكون لها طفلا
ستغوض التجربه حتي لو كررتها مراراً ، فهي تريد طفلا منه .. طفلا يشبه .. طفلا يُجمل حياتها
وأبتسمت وهي تتمني : تفتكر الموضوع هينجح من اول مره
فطالعها بنظرات حانيه وهو يزيل خصلات شعرها التي سقطت علي وجهها الجميل : ان شاء الله ياحببتي .. ديما خلي عندك ثقه بالله
فهمست بأمل : يارب .. نفسي أجيب طفل شبهك ياعمر
فداعب أنفها بأنامله : لاء انا عايزه شبهك انتي ياهانم
واشاح وجهه بعيدا عنها : اوعي تبصيلي ..
فضحكت وهي تري حركته التي فعلها خصيصا كي يضحكها ويبعدها عن توترها .. وسمع صوت صغيرته تهتف وتركض نحوهما : مامي ..بابي
ورفعت رسمتها نحوهم تريهم مارسمت وهتفت بحماس :
انا والنونو الجديد بنلعب سوا
فأبتسمت رحمه وهي تشير اليها كي تصعد جانبها .. وضمتها لها بحنان وداخلها تتمني ان يكتمل حملها
فطالعهم بنظراته الحانيه .. وداعبهم بيديه بمرح :
قاعد جنب أجمل قمرين .. ونظر الي ساعته ليجد ان وقت مغادرته للمشفي قد حان : مبقتش دكتور عمر النشيط
فضحكت وهي تتأمله .. أصبح العمل الذي كان في مرتبته الاولي خاسرا بين تلك اللحظات التي يقضيها بينهم :
الحياه جنبنا احلي ياحبيبي
فضحك وتنهد بأمل ان يأتي الليل سريعا حتي يعود الي مملكته الدافئه ونهض من جانبهم ورفع كفه نحو شفتيه ثم وضع بقبله عليه ..ليبعثها لهم بعدها في الهواء وهو يحمل سترته كي يُغادر : سلام يابرنسيسات
وتفعل هي والصغيره مثله باعثين قبلتهما في الهوا له..
...................................................................
ابتسمت براحه وهي تنظر لهاتفها بعد أن أغلقت مع واالدتها تطمئن علي صغيرها.. صغيرها الذي أصبح متعلق بشده بجدته فهي عادت من اجله ومكثت معهم .. فأصبح الصغير عالم والدتها يُذكرها بشقيقها حمزه رحمه الله
واتسعت أبتسامتها وهي تشرد في ملاح طفلها .. فهو يشبه زين بشده فهو نسخه مصغره منه .. ورفعت هاتفها نحو عيناها تتأمل شاشته لتجد صورة زين وهو يحمله ويضحكان
وخرجت ضحكه من فاها خافته وهي سعيده بأسرتها الصغيره .. زوجها وطفله ووالدتها حياه لو وضعوها امام كنوز الدنيا لأختارتهم
وتعالت أصوات وضحكات الموجودين .. فأنتبهت لما يدور حولها فالكل يضحك ويتهامس .. فاليوم هو أهم يوم بحياتها هي وصديقاتها .. نعم فدائرة صداقتها قد اتسعت وأنضم لها هي وزينب ..هبه وفاطمه زوجه مدحت وليلي التي اصبح زين واياد شركاء ليس فقط بالاعمال الخيريه في البلده ولكن أيضا شركاء في شركتهم الجديده ..
كل منهن الان تقف بجانب زوجها ... الا هي بالطبع تقف تتأمل حبيبها الحنون والذي تود أن تخنقه فهو يتثامر مع ماريانا ويضحك لها .. ماريانا التي لولا خطيبها الذي بجانبها لكانت ركضت نحوهم ووقفت في المنتصف بينهم تستمع لهم
وهزت كتفيها بلامبالاه فهي كل شئ لزين فمنذ ولادتها وقد تعلق بها أكثر هي وصغيره .. حتي هذا المكان الذي يفتتحوه اليوم ساهم بنسبه كبيره فيه من اجل ارضائها
لم أخبركم ماهو المكان الذي يحتفلون به .. بالطبع حينما تود النساء فعل شئ خاص بهم لن يكون الا لخدمتهم
انه مركز تجاري خاص بالنساء .. ينقسم لخدمات عديده
منها مكان مخصص للأطفال للعب فيه وقد اسسوه من اجل صغارهم.. وجزء أخر للأزياء وهذا الامر سيكون بين زينب وفاطمه
وجزء اخر مخصص للأكسسوارات وعندما تذكرت هذا الامر .. نظرت الي هبه ببتسامه واسعه فهذه كانت فكرتها
وداخله نادي صحي وحمامات سباحه من اجلهم اولا قبل أن يكون من اجل الزوار ..اما هي وليلي وخديجه سيتكفلون بأمور الاداره والدعايا
وزفرت أنفاسها وهي تتأمل كل منهما خديجه وزوجها وابنتها الجميله "فريده" ونظرت الي صديقتها وضحكت وهي تراها تلقي بأبنتها علي اكرم وتهندم ملابسها..
وجالت ببصرها .. لتتأمل مدحت وفاطمه المنسجمان بهدوئهم جانب بعض وكل منهم يحمل أحد التوأمان فارس وفهد
وأتسعت ابتسامتها وهي تري هبه التي توكظ هاشم بيدها كلما أبتسم لتلك المرأه التي تقف معه
ونظرت بهيمنه وهي تُطالع زينب وفادي .. اللذان لم ينتهوا من ايام عسلهم رغم ان بطنها أمامها وقد اقترب موعد ولادتها .. وضحكت وهي تتأملها تدلل عليه ..فصديقتها التي كانت لا تظهر مشاعرها اصبحت اكثرهم اظاهرا لحبها
بل وتعلمهما كيف تكون أمور الدلال ..
ووقفت بعيناها علي ليلي الهادئه دوما بطبعها .. والتي تهندم ملابس سليم .. من ينظر لها ولسليم يظن بأنه هي من أنجبته ..وضحكت وهي تتأمل ابنتهم الصغيره "سلوي" والتي سماها سليم علي اسم والدته .. وغمزت للصغيره وهي تعبث بكعكتها التي بيديها ثم تضع يدها علي وجه والدها الذي يحملها ويُخاطب معتز صديقه وخطيبته ..
واغمضت عيناها بيأس وهي تري ماريانا كيف تُطالع زين بنظرات مازالت تحمل الحب وتعالت ضحكاتها وهي تتحدث معه ومع خطيبها .. فتنهدت بغضب : لاء كده كتير
وتحركت بخطوات سريعه نحوهم .. لتجذب زين نحوها بدلال غير عابئه بنظرات ماريانا نحوها.. فأبتسم وهو يطالعها بحب : اطمنتي علي حمزه
مسدت بيديها علي سترته .. وهمست برقه اتقنتها :
اه ياحبيبي ..
فطالعها بمكر وهو يتأمل حركتها المدلله بفستانها سكري اللون ومال نحوها : ماتيجي نسيب الحفله ديه .. ونهرب
فكتمت ضحكتها بيدها ودفعته عنها قليلا : نهرب .. لاء انحرفت يازين ..
وتابعت بمشاكسه : عيب ياحبيبي .. ده انت العاقل اللي فيهم
فأبتسم وهو يُحاوطها من خصرها : ده كان زمان قبل ما الحب يعرف طريقي ... اما انا دلوقتي راجل عاشق
وتجمدت الكلمات علي شفتيها وسرحت في نظرات عيناه وما يخبرها فيهما .. ورطبت شفتاها بلسانها وخطت بخطوه نحوه
وهمست بعد أن أنحني نحوها قليلا : زين أنا حــامـل
*************
وهنا أنتهت حكايتنا .. ولكن الحياه لم تنتهي بعد
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close