رواية اكل الذئب زينب الفصل الرابع 4 بقلم امل نصر
فصل الرابع
- ضاحي! ، يعني اللي كان واجف في البلكونة من شوية يبجى ضاحي، ودا رجع امتى من سفره؟
تسائلت بها مندهشة نحو والدتها التي كانت تعد في طنجرة كبيرة الطعام على الموقد الغازي بداخل المطبخ المتواضع:
- ايوة يا بت، ما هم بيجولوا انه رجع من سفره امبارح عشية عشان ابوه.
- يا سلام.
تخصرت تردف بسخرية :
- يعني افتكر ابوه دلوك عشان يرجع من غيبته بعد سنين معتبش فيها البلد ، وابوه بجالوا اكتر من سنة تعبان،
- اهو اسمه افتكروا وخلاص، واحنا مالنا اصلا ؟
قالتها عزيزة لتصيح بها زينب غاضبة:
- ياما بجولك كان بيبص عليا وانا بغسل شعري من غير خشا ولا حيا.
- يا بتي اكيد كان طالع بالصدفة ومكانش جاصد
قالتها عزيزة ثم التفت نحوها توجه اللوم لها:
- وانتي برضك غلطانة يا زينب، حبكت تغسلي شعرك النهاردة في الحوش جمب الكانون؟ امال الحمام عندينا بيعمل ايه؟ على العموم هو هيعرفك منين اصلا؟
رغم حنقها من توجيه اللوم لها، الا انها لا تنكر اهمالها في هذا الأمر، ولكن هذا ما اعتادت عليه، نبتت داخلها القوة لترد بدفاعية رغم ارتباكها في بداية الأمر :
- وهي دي اول مرة يعني، ما انا طول عمري بحب اغسل شعري من المية السخنة جنب الكانون، ثم ان الجهة دي من بيتهم بجالها سنين مهجورة، وانا خدت اماني بكدة .
- واديكي عرفتي ان صاحب الجهة دي رجع، خلاص بجى حرصي وخدي بالك، حوشنا نصه مكشوف زي ما انتي عارفة.
- عارفة.
رددت بها زينب بقهر تدب قدمها على الأرض بعدما حملتها والدتها الذنب وتحركت تشرع بالذهاب نحو غرفتها حصن أمانها، ولكن عزيزة اوقفتها فور ان استدارت:
- بت يا زينب، متجربيش ع اللبن اللي في التلاجة، انا بحوشهم عشان ناوية أوفي بالندر اللي عليا بكرة إن شاء الله
- إن شاء الله.
غمغمغت بها زينب قبل ان تتركها وتذهب .
❈-❈-❈
في وقت لاحق
وبداخل غرفتها كان الحديث مع صديقتها نورا التي أتت لزيارتها:
- نشف دمي والله، انا مش عارفة طلعلي منين؟
والمصيبة اني معرفتهوش
- معرفتهوش كيف ؟ شكله اتغير يعني؟
- انا لحجت اشوف شكله انتي كمان؟ اللي شوفتو واحد غريب جدامي، ساعتها فريت على امي وانا مفزوعة.
زامت نورا بفمها لتتكئ على الوسادة خلفها تردف:
- اممم بس انا سمعت انه بجى حاجة تانية، جيمة وسيمة ولا اللي بنشوفهم في التليفزيون، دا غير انه عجل جال وبجى رزين وهيبة.
رددت خلفها بعدم تصديق:
- هيبة كمان، ضاحي بجى هيبة يا نورا؟ والله ما اصدج .
- يا بت امي حكتلي وابويا كمان، الناس كلها بتروح تسلم عليه، ايه رأيك نروح احنا كمان؟
- ريح لما يمسك في ضلوعك، مين دي اللي تروح يا زفتة؟ عايزة تشليني يا نورا؟
ضحكت الأخيرة تضرب كفًا بالآخر تردد باندهاش:
- لا حول ولا قوة إلا بالله، طب وفيها ايه يا بت الناس؟ دا حتى يعتبر من عيلتك واسمه واد عمك حتى لو من بعيد، يعني واجب عليكي تروحي تباركي لناسُه على رجوع ولدهم من الغيبة الطويلة، يعني الغريب يعمل الواجب، والجريب لاه.
- يا ستي انا معنديش اصل.
تمتمت بها زينب بضيق، تشيح بوجهها للناحية الأخرى بتنهيدة خرجت من العمق، والذكرى القديمة تلوح بعقلها ، وقتها كانت صغيرة ولم تكن تعي جيدًا معنى ما سمعته، لكن مع مرور الزمن ونضوجها فهمت جيدًا الذنب العظيم الذي راحت بسببه الفتاة، وما اَلمها بشدة هو ما علمته بعد ذلك حينما تسربت الإشاعات عن تجويعها بالأيام قبل موتها من قبل أهلها، شيء تقشعر له الأبدان.
وهو لم يمسه شيء سوى الإقصاء بعيدًا يفعل في بلاد الغربة ما يبتغيه دون حساب او مراقبة، ويأتي الآن يقابل باستقبال الفاتحين، نسي الجميع فعلته .
❈-❈-❈
صممت زينب على عدم الذهاب رغم محايلة صديقتها وتوبيخ والدتها؛ التي تتخذ الامر بحساسية تقديرا للحاجة فضيلة المرأة الثابتة كالوتد، حتى وهي تخطت الثمانون من عمرها الا نها صاحبة الكلمة العليا على الجميع في المنزل إلا طبعا هذا المدعو حامد ، وريث السلطة والهيبة وكل شيء بعد ابيه.
عادا الاثنان من زيارتهم والساعة تتعدى الحادية عشر مساءًا، كانت زينب في هذا الوقت قد انتهت من جلي الصحون وترتيب المنزل ، بعدما اطعمت اشقائها الصغار ليناموا مبكرا ككل يوم، ووقفت تتابع دخولهم المنزل والحديث بينهم.
- يا وعدي يا مطاوع الواد بجي حاجة تانية.
- طبعا يا اختي، لهو كان شغال فاعل، دا كان في بلاد برة بيصرف على كيفه وعايش برنس.....
- بس انا سمعت من جدته الحاجة فضيلة انه كان فاتح شركة لعيلته هناك وبيديرها، يعني مكانش جاعد صايع، بدليل الوجاهة اللي هو فيها دلوك .
- بجى هي جالتلك كدة، الله اعلم، اصل انا سلمت عليه وبعدها سيبتهم هو واخوه والرجالة اللي معاه، كملت جعدتي مع مجموعة حبايبي كانوا بيشربوا جوزة على جمب لوحديهم في المندرة .
التوى ثغر عزيزة ومطت شفتيها بحنق لتعقب قبل ان تجلس على اقرب وسادة وجدتها امامها غير منتبهة لزينب:
- وانت وراك وراك الجوزة حتى عند الناس وفي الجعدات المهمة اللي زي دي.
عبس مطاوع وهو يجلس ايضا بالقرب منها ، ليرد بضيق:
- ومالها يا اختي الجوزة، على الاجل الواحد بيطلع همه فيها.
اقتربت منهم زينب لتنتبه عليها والدتها فتخاطبها بضيق:
- وانتي يا محروسة كنتي هتخسي لو جيتي معانا، جدتك فضيلة سألت عليكي، معرفتش ارد عليها اجولها ايه؟
- جوليلها نامت بدري عشان مصدعة ياما، مش مستأهلة تتلخبطي ولا تًحرجي منها هو استجبال الزناتي خليفة يعني؟
قالتها زينب بتهكم، فأتى الرد من والدها :
- انتي بتجولي فيها، رجعة ضاحي دلوك بعد رجدة ابوه وكل شيء بجى في يد اخوه، معناها كبير،
ودا باين جوي من معاملة حامد ليه وتكبيره في الجعدة، الواد الكبير شكله هيحط اخوه على راس الكل.
وافقته عزيزة القول :
- طبعا ما هو جاتله الفرصة دلوك بعد عيا الراجل الكبير، اخوه شجيجه اولي من عيال نبيهة ولا ستهم ، حريم ابوه. وحامد دا مش هين.
- ايوة عندك حق، مش هين واصل .
قالها مطاوع بيقين شعرت به زينب، فهي لطالما سمعت عن المدعو حامد هذا وشدته، حازم وصارم، ورث عن اباه الهيبة والحسم، والآن جاءته الفرصة ليزيد من فرض سلطته على اخوته من اباه، ترى ماذا يخطط ايضًا بمجيء ضاحي شقيقه العابث الفاسد؟
❈-❈-❈
في اليوم التالي
قامت عزيزة بإعداد طنجرة ضخمة من الارز المختلط بالحليب، لتوفي نذرها، وتوزع منه على جيرانها والأقارب، تحمله بنفسها او يتكفل اطفالها الصغار بالمهمة عنها ، حتى أتى الدور على المنزل الأهم، فتوجهت بالطلب من ابنتها التي كانت تساعدها:
- بت يا زينب، خدي انتي الحلة الصغيرة دي ووديها لبيت عمك الدهشوري.
- انا ياما!
- ايوة انتي يا عين امك، مينفعش اشيل الحلة لحد من اخواتك لا يدلجها، دا غير ان الحجة فضيلة ممكن تزعل.
- يا دي الحجة فضيلة.
تمتمت بها زينب بضجر قابلته والدتها بغضب:
- اياكي تغلطي يا زينب، دي كانت حبيبة جدتك الله يرحمها ولا ناسية.
- الله يرحمها ويسامحها ، في حد ينسى حبيبه ياما؟
قالتها زينب بشجن واشتياق حقيقي لجدتها الحنون ، التي كانت الداعم الاساسي لها وسندها في الايام الصعبة التي مرت بها في السنين الفائتة.
❈-❈-❈
بعد قليل
كانت امام المنزل ، وما همت ان تشرع بالطرق على بابه متوقعة ان تخرج اليها أحدى الخادمات من المنزل الكبير، او على الاقل سيدة من سيدات الدار او الاحفاد، ولكن من خرج لم يكن احد منهم:
- انتي مين ؟
تفاجأت به أمامها بهيئته الجديدة يرتدي حلة بيضاء ، عليها عباءة بنية زاهية، تغلب في أناقتها كبار رجال الأعمال والهيبة في بلدها، وملامح الوجه التي نحتت لتبرز وسامته بوضوح تام ، حتى انها كادت الا تعرفه في البداية، لولا سؤاله المقتضب ونبرة الصوت التي تحفظها عن ظهر قلب، بحديثه الاخير الذي يتكرر بأسماعها رغم مرور عدد لا بأس به من السنوات.
عند خاطرها الاخير وجمت تجيبه على مضض ، متجنبه النظر اليه:
- انا بت مطاوع الجفاص، وكنت جاية بحلة الرز بلبن دي لجدتي فضيلة، ندر امي بتوفيه.
توقعت ردا مفاجئ ولكنه انتظر قليلا، وزوى ما بين حاجبيه يتمعن النظر بها، وبعدم استيعاب خرج صوته:
- انتي زينب؟! معجول؟ لدرجادي كبرتي واتغيرتي يا زينب، انا معرفتكيش واصل.
عبست بضيق متعاظم تكتمه داخلها، ليخرج صوتها بجملة مقتضبة كي تنهي هذا اللقاء وتعود الى منزلها:
- ما الصغير بيكبر ومفيش حد بيقعد على حاله، معلش ممكن تنده لحد من الشغالين ياجي ياخدها مني عشان اروح...
هتف يفسح لها الطريق:
- تمشي فين يا زينب وانتي ع الباب؟ خشي الاول .
- مش لازم يعني، ممكن انت تنده بس......
قاطعها بحزم :
- جولت ادخلي يا زينب، ولا انتي مش عايزة تسلمي ندر امك لجدتك فضيلة؟
في الاخير اضطرت مذعنة لتدلف الى داخل الدار، يصلها صوت خطواته من خلفها، واستغرابها من عودته، الم يكن في طريقه للخروج؟!
ثقل يجثم على انفاسها ودت لو استدارت تخرج بما تحمله،
- جدتك جدامك اها يا ستي .
قالها مشيرا بذراعه للأمام، وتقع عينيها على المرأة التي كانت جالسة بوسط الدار كعادتها وكأنها ملكة تحدد مكانها المظبوط لمباشرة كل شيء حولها ، دخل الاكسجين رئتيها، وخف التوتر قليلا برؤيتها ، لتخطو بسرعة نحو المرأة تخاطبها بلهفة وعجالة:
- صباح الخير يا جدة، امي بعتالك الرز بلبن ده.
خرج صوت فضيلة لها بدهشة:
- صباح الخير يا ست زينب، طب مش تاخدي نفسك الأول وكلميني براحة، رز ايه اللي بعتاه امك؟
انفرج فاهاها بنية الرد ولكنه كان الاسبق:
- بتجولك ندر وبتوفيه امها يا جدة .
قالها ثم اقترب فجأة ليتناول منها الصينية بالطنجرة الصغيرة التي تحتوي بداخلها على الأرز بالحليب،
كفه الكبيرة كانت على وشك ان تلامس كفها او ربما لامستها ، وهي أبعدتهم على الفور ، لتشيح بوجهها عن مرمى عينيه الوقحة، وهذا القرب قد اثار استفزازها،
- عن اذنكم بجى
استدرات على الفور تهم بالذهاب، وتستأذن بالإنصراف ولكنه اوقفها بقوله:
- استني يا زينب، هو انتي مستغنية عن الحلة ولا مش جادرة تنتظري ندوق منها ونجول رأينا في عمايل امك .
اجفلها بقوله لتلتف إليه بلمحة من ارتباك اصابتها كنتيجة طبيعية بعد قوله، وهي لا تجرؤ على الرد بحرية في حضرة جدته، والتي لاح العتب على ملامحها:
- دا برضوا كلام يا زينب، عايزة تسلمي الحلة وتفري زي العيال الصغيرة، هو انا بايتة في حضنك يا بت عشان متسلميش عليا بيدك؟
- تبًا هذا ما كان ينقصها.
غمغمت بالكلمات داخلها، لتضطر على مضض التراجع عن الذهاب ، والعودة الى المرأة وترضيتها، لتقترب منها متمتمة بأسف:
- لا والله يا جدة ما اجصد، انا بس عايزة ارجع عشان اساعد امي.
جذبتها من كفها التي امتدت نحوها بالمصافحة، لتجلسها بجوارها، وتقبلها من وجنتيها، تزيدها حرجًا امام هذا الذي جلس هو الآخر مقابلًا لهم بجرأة يهتف مناديا على الخادمة لتأتي له بطبق وملعقة كي يتناول من الأرز.
عاتبتها المرأة العجوز كالعادة تلكزها بخفة على ذراعها:
- كبرتي على جدتك يا بت ورجلك تجلت علينا، كدة برضو يا زينب تزعليني منك .
ردت بخجل شديد:
- يا جدة وانا اجدر برضو اتكبر عليكي، بس الدراسة في الكلية هي اللي كانت لهياني، ودلوك يدوب مخلصاها من شهرين تلاتة.
جاءها التعقيب من خلفها:
- خلصتي كلية كمان يا زينب؟ دارسة ايه بجى؟
ردت تجيبه على مضص دون ان تلتف نحوه:
- تربية انجليزي.
- يعني تطلعي مدرسة انجليزي.
اكتفت بإماءة برأسها ردًا له، فتابع بإطراء:
- يا ماشاء الله عليكي يا زينب، يا زين ما خلف ابوكي.
تدخلت فضيلة توافقه القول:
- ايوة اومال ايه يا واد، دي زينة البنتة كلها، نص البلد اتجدمت لها، وابوها بيرفض ويتشرط عليهم بكيفه، حقه بجى.
- اه والله يا جده حقه.
ردد بها من خلف جدته بنبرة لم تعجبها مع شعورها بنظراته التي تخترقها من كل جانب، ليتحول الخجل داخلها لحنق شديد تجاهد لكبته، فنهضت فجأة تستأذن:
- طب يا جدة تبجي تبعتي الحلة مع أي حد من العيال، مينفعش اتأخر عن امي اكتر من كدة، عن اذنكم.
قالتها واكتفت بإماءة تلقتها من المرأة مع ابتسامة رضا لتلتف سريعًا نحو المغادرة ، ولكنه ايضا اوقفها للمرة الثانية بإطراءه:
- بلغي امك يا زينب ان الرز حلو جوي .
- حاضر .
صدرت منها سريعًا كرد له، لتسرع بخطواتها في المغادرة، خشية ان يوقفها مرة أخرى، حتى كادت ان تصطدم بأحد ما :
- حاااسب.
صدرت من احد الرجال، لم تتبين صفته سوى بعد ان رفعت ابصارها إليه، لتصعق بهوية الشخص، وقد كان الرجل الأخطر كما تسمع من والديها ، الشقيق الأكبر لضاحي ذاك الذي يستولي على كل شي في ملك اباه حتى قبل موته:
- انا أسفة مكنتش واخدة بالي.
غمغمت بها بعجالة، لتكمل طريقها دون ان تسمع رده، حتى تطلع في اثرها باندهاش:
- دي مالها دي؟
غمغم بها حامد وهو يقترب من جلسة شقيقه مع جدته والتي جاء ردها بابتسامة:
- تلاجيها مكسوفة بس، اصلها مبتطلعش كتير من بيتهم ولا ليها اختلاط بحد .
تسائل حامد:
- مش دي زينب بت مطاوع الجفاص برضو ولا انا مش واخد بالي؟
- هي بعينها يا ولدي.
قالتها فضيلة ليعقب ضاحي خلفها:
- بس دي اتغيرت خالص يا جدة، البت اتبدلت، بجى دي اللي كنت اشيلها على يدي اخاف عضمها يطق في يدي من ضعفها، زينب ام عرجوب ناشف تبجى بالحلاوة دي .
قارعته فضيلة بمنطقها:
- وايه العجيب في كدة؟ دي معروفة من زمان، البت ليها سابع وانت سايبها عيلة تمن سنين ، طبيعي يا ولدي تستغربها، بس هي زينة صح، ياما كان غرضي اجوزها لحد من خواتك من عيال نبيهة ولا ستهم، بس كلهم مشو ورا امهاتهم، واتجوزو من ناسهم.
صمت ضاحي بشرود دون ان يعقب، فهتف حامد موجهًا الحديث له:
- ايه يا واد ابوي، هو انت هتجعد يومك كله تاكل في الرز ابو لبن جدامك، انا بجالي ساعة مستنيك في العربية، ولما زهجت جولت ادخل اشوفك .
تبسم يجيبه بنظرات ذات مغزى؛
- معلش يا واد ابوي، بس الرز طالع حلو جوي .
- الرز برضو.
قالها حامد ليضحك عليها الاخر، قبل ان ينهض ويعدل من اناقة ملابسه، فسألت فضيلة بفضول :
- الا صح مجولتوش، لابسين كدة انتوا الاتنين ورايحين على فين؟
خرج الرد من حامد :
- هنجولك يا جدة واحنا لينا بركة في الدنيا غيرك، اصبري على ما نرجع بس ونبلغك كل حاجة على نور
- ضاحي! ، يعني اللي كان واجف في البلكونة من شوية يبجى ضاحي، ودا رجع امتى من سفره؟
تسائلت بها مندهشة نحو والدتها التي كانت تعد في طنجرة كبيرة الطعام على الموقد الغازي بداخل المطبخ المتواضع:
- ايوة يا بت، ما هم بيجولوا انه رجع من سفره امبارح عشية عشان ابوه.
- يا سلام.
تخصرت تردف بسخرية :
- يعني افتكر ابوه دلوك عشان يرجع من غيبته بعد سنين معتبش فيها البلد ، وابوه بجالوا اكتر من سنة تعبان،
- اهو اسمه افتكروا وخلاص، واحنا مالنا اصلا ؟
قالتها عزيزة لتصيح بها زينب غاضبة:
- ياما بجولك كان بيبص عليا وانا بغسل شعري من غير خشا ولا حيا.
- يا بتي اكيد كان طالع بالصدفة ومكانش جاصد
قالتها عزيزة ثم التفت نحوها توجه اللوم لها:
- وانتي برضك غلطانة يا زينب، حبكت تغسلي شعرك النهاردة في الحوش جمب الكانون؟ امال الحمام عندينا بيعمل ايه؟ على العموم هو هيعرفك منين اصلا؟
رغم حنقها من توجيه اللوم لها، الا انها لا تنكر اهمالها في هذا الأمر، ولكن هذا ما اعتادت عليه، نبتت داخلها القوة لترد بدفاعية رغم ارتباكها في بداية الأمر :
- وهي دي اول مرة يعني، ما انا طول عمري بحب اغسل شعري من المية السخنة جنب الكانون، ثم ان الجهة دي من بيتهم بجالها سنين مهجورة، وانا خدت اماني بكدة .
- واديكي عرفتي ان صاحب الجهة دي رجع، خلاص بجى حرصي وخدي بالك، حوشنا نصه مكشوف زي ما انتي عارفة.
- عارفة.
رددت بها زينب بقهر تدب قدمها على الأرض بعدما حملتها والدتها الذنب وتحركت تشرع بالذهاب نحو غرفتها حصن أمانها، ولكن عزيزة اوقفتها فور ان استدارت:
- بت يا زينب، متجربيش ع اللبن اللي في التلاجة، انا بحوشهم عشان ناوية أوفي بالندر اللي عليا بكرة إن شاء الله
- إن شاء الله.
غمغمغت بها زينب قبل ان تتركها وتذهب .
❈-❈-❈
في وقت لاحق
وبداخل غرفتها كان الحديث مع صديقتها نورا التي أتت لزيارتها:
- نشف دمي والله، انا مش عارفة طلعلي منين؟
والمصيبة اني معرفتهوش
- معرفتهوش كيف ؟ شكله اتغير يعني؟
- انا لحجت اشوف شكله انتي كمان؟ اللي شوفتو واحد غريب جدامي، ساعتها فريت على امي وانا مفزوعة.
زامت نورا بفمها لتتكئ على الوسادة خلفها تردف:
- اممم بس انا سمعت انه بجى حاجة تانية، جيمة وسيمة ولا اللي بنشوفهم في التليفزيون، دا غير انه عجل جال وبجى رزين وهيبة.
رددت خلفها بعدم تصديق:
- هيبة كمان، ضاحي بجى هيبة يا نورا؟ والله ما اصدج .
- يا بت امي حكتلي وابويا كمان، الناس كلها بتروح تسلم عليه، ايه رأيك نروح احنا كمان؟
- ريح لما يمسك في ضلوعك، مين دي اللي تروح يا زفتة؟ عايزة تشليني يا نورا؟
ضحكت الأخيرة تضرب كفًا بالآخر تردد باندهاش:
- لا حول ولا قوة إلا بالله، طب وفيها ايه يا بت الناس؟ دا حتى يعتبر من عيلتك واسمه واد عمك حتى لو من بعيد، يعني واجب عليكي تروحي تباركي لناسُه على رجوع ولدهم من الغيبة الطويلة، يعني الغريب يعمل الواجب، والجريب لاه.
- يا ستي انا معنديش اصل.
تمتمت بها زينب بضيق، تشيح بوجهها للناحية الأخرى بتنهيدة خرجت من العمق، والذكرى القديمة تلوح بعقلها ، وقتها كانت صغيرة ولم تكن تعي جيدًا معنى ما سمعته، لكن مع مرور الزمن ونضوجها فهمت جيدًا الذنب العظيم الذي راحت بسببه الفتاة، وما اَلمها بشدة هو ما علمته بعد ذلك حينما تسربت الإشاعات عن تجويعها بالأيام قبل موتها من قبل أهلها، شيء تقشعر له الأبدان.
وهو لم يمسه شيء سوى الإقصاء بعيدًا يفعل في بلاد الغربة ما يبتغيه دون حساب او مراقبة، ويأتي الآن يقابل باستقبال الفاتحين، نسي الجميع فعلته .
❈-❈-❈
صممت زينب على عدم الذهاب رغم محايلة صديقتها وتوبيخ والدتها؛ التي تتخذ الامر بحساسية تقديرا للحاجة فضيلة المرأة الثابتة كالوتد، حتى وهي تخطت الثمانون من عمرها الا نها صاحبة الكلمة العليا على الجميع في المنزل إلا طبعا هذا المدعو حامد ، وريث السلطة والهيبة وكل شيء بعد ابيه.
عادا الاثنان من زيارتهم والساعة تتعدى الحادية عشر مساءًا، كانت زينب في هذا الوقت قد انتهت من جلي الصحون وترتيب المنزل ، بعدما اطعمت اشقائها الصغار ليناموا مبكرا ككل يوم، ووقفت تتابع دخولهم المنزل والحديث بينهم.
- يا وعدي يا مطاوع الواد بجي حاجة تانية.
- طبعا يا اختي، لهو كان شغال فاعل، دا كان في بلاد برة بيصرف على كيفه وعايش برنس.....
- بس انا سمعت من جدته الحاجة فضيلة انه كان فاتح شركة لعيلته هناك وبيديرها، يعني مكانش جاعد صايع، بدليل الوجاهة اللي هو فيها دلوك .
- بجى هي جالتلك كدة، الله اعلم، اصل انا سلمت عليه وبعدها سيبتهم هو واخوه والرجالة اللي معاه، كملت جعدتي مع مجموعة حبايبي كانوا بيشربوا جوزة على جمب لوحديهم في المندرة .
التوى ثغر عزيزة ومطت شفتيها بحنق لتعقب قبل ان تجلس على اقرب وسادة وجدتها امامها غير منتبهة لزينب:
- وانت وراك وراك الجوزة حتى عند الناس وفي الجعدات المهمة اللي زي دي.
عبس مطاوع وهو يجلس ايضا بالقرب منها ، ليرد بضيق:
- ومالها يا اختي الجوزة، على الاجل الواحد بيطلع همه فيها.
اقتربت منهم زينب لتنتبه عليها والدتها فتخاطبها بضيق:
- وانتي يا محروسة كنتي هتخسي لو جيتي معانا، جدتك فضيلة سألت عليكي، معرفتش ارد عليها اجولها ايه؟
- جوليلها نامت بدري عشان مصدعة ياما، مش مستأهلة تتلخبطي ولا تًحرجي منها هو استجبال الزناتي خليفة يعني؟
قالتها زينب بتهكم، فأتى الرد من والدها :
- انتي بتجولي فيها، رجعة ضاحي دلوك بعد رجدة ابوه وكل شيء بجى في يد اخوه، معناها كبير،
ودا باين جوي من معاملة حامد ليه وتكبيره في الجعدة، الواد الكبير شكله هيحط اخوه على راس الكل.
وافقته عزيزة القول :
- طبعا ما هو جاتله الفرصة دلوك بعد عيا الراجل الكبير، اخوه شجيجه اولي من عيال نبيهة ولا ستهم ، حريم ابوه. وحامد دا مش هين.
- ايوة عندك حق، مش هين واصل .
قالها مطاوع بيقين شعرت به زينب، فهي لطالما سمعت عن المدعو حامد هذا وشدته، حازم وصارم، ورث عن اباه الهيبة والحسم، والآن جاءته الفرصة ليزيد من فرض سلطته على اخوته من اباه، ترى ماذا يخطط ايضًا بمجيء ضاحي شقيقه العابث الفاسد؟
❈-❈-❈
في اليوم التالي
قامت عزيزة بإعداد طنجرة ضخمة من الارز المختلط بالحليب، لتوفي نذرها، وتوزع منه على جيرانها والأقارب، تحمله بنفسها او يتكفل اطفالها الصغار بالمهمة عنها ، حتى أتى الدور على المنزل الأهم، فتوجهت بالطلب من ابنتها التي كانت تساعدها:
- بت يا زينب، خدي انتي الحلة الصغيرة دي ووديها لبيت عمك الدهشوري.
- انا ياما!
- ايوة انتي يا عين امك، مينفعش اشيل الحلة لحد من اخواتك لا يدلجها، دا غير ان الحجة فضيلة ممكن تزعل.
- يا دي الحجة فضيلة.
تمتمت بها زينب بضجر قابلته والدتها بغضب:
- اياكي تغلطي يا زينب، دي كانت حبيبة جدتك الله يرحمها ولا ناسية.
- الله يرحمها ويسامحها ، في حد ينسى حبيبه ياما؟
قالتها زينب بشجن واشتياق حقيقي لجدتها الحنون ، التي كانت الداعم الاساسي لها وسندها في الايام الصعبة التي مرت بها في السنين الفائتة.
❈-❈-❈
بعد قليل
كانت امام المنزل ، وما همت ان تشرع بالطرق على بابه متوقعة ان تخرج اليها أحدى الخادمات من المنزل الكبير، او على الاقل سيدة من سيدات الدار او الاحفاد، ولكن من خرج لم يكن احد منهم:
- انتي مين ؟
تفاجأت به أمامها بهيئته الجديدة يرتدي حلة بيضاء ، عليها عباءة بنية زاهية، تغلب في أناقتها كبار رجال الأعمال والهيبة في بلدها، وملامح الوجه التي نحتت لتبرز وسامته بوضوح تام ، حتى انها كادت الا تعرفه في البداية، لولا سؤاله المقتضب ونبرة الصوت التي تحفظها عن ظهر قلب، بحديثه الاخير الذي يتكرر بأسماعها رغم مرور عدد لا بأس به من السنوات.
عند خاطرها الاخير وجمت تجيبه على مضض ، متجنبه النظر اليه:
- انا بت مطاوع الجفاص، وكنت جاية بحلة الرز بلبن دي لجدتي فضيلة، ندر امي بتوفيه.
توقعت ردا مفاجئ ولكنه انتظر قليلا، وزوى ما بين حاجبيه يتمعن النظر بها، وبعدم استيعاب خرج صوته:
- انتي زينب؟! معجول؟ لدرجادي كبرتي واتغيرتي يا زينب، انا معرفتكيش واصل.
عبست بضيق متعاظم تكتمه داخلها، ليخرج صوتها بجملة مقتضبة كي تنهي هذا اللقاء وتعود الى منزلها:
- ما الصغير بيكبر ومفيش حد بيقعد على حاله، معلش ممكن تنده لحد من الشغالين ياجي ياخدها مني عشان اروح...
هتف يفسح لها الطريق:
- تمشي فين يا زينب وانتي ع الباب؟ خشي الاول .
- مش لازم يعني، ممكن انت تنده بس......
قاطعها بحزم :
- جولت ادخلي يا زينب، ولا انتي مش عايزة تسلمي ندر امك لجدتك فضيلة؟
في الاخير اضطرت مذعنة لتدلف الى داخل الدار، يصلها صوت خطواته من خلفها، واستغرابها من عودته، الم يكن في طريقه للخروج؟!
ثقل يجثم على انفاسها ودت لو استدارت تخرج بما تحمله،
- جدتك جدامك اها يا ستي .
قالها مشيرا بذراعه للأمام، وتقع عينيها على المرأة التي كانت جالسة بوسط الدار كعادتها وكأنها ملكة تحدد مكانها المظبوط لمباشرة كل شيء حولها ، دخل الاكسجين رئتيها، وخف التوتر قليلا برؤيتها ، لتخطو بسرعة نحو المرأة تخاطبها بلهفة وعجالة:
- صباح الخير يا جدة، امي بعتالك الرز بلبن ده.
خرج صوت فضيلة لها بدهشة:
- صباح الخير يا ست زينب، طب مش تاخدي نفسك الأول وكلميني براحة، رز ايه اللي بعتاه امك؟
انفرج فاهاها بنية الرد ولكنه كان الاسبق:
- بتجولك ندر وبتوفيه امها يا جدة .
قالها ثم اقترب فجأة ليتناول منها الصينية بالطنجرة الصغيرة التي تحتوي بداخلها على الأرز بالحليب،
كفه الكبيرة كانت على وشك ان تلامس كفها او ربما لامستها ، وهي أبعدتهم على الفور ، لتشيح بوجهها عن مرمى عينيه الوقحة، وهذا القرب قد اثار استفزازها،
- عن اذنكم بجى
استدرات على الفور تهم بالذهاب، وتستأذن بالإنصراف ولكنه اوقفها بقوله:
- استني يا زينب، هو انتي مستغنية عن الحلة ولا مش جادرة تنتظري ندوق منها ونجول رأينا في عمايل امك .
اجفلها بقوله لتلتف إليه بلمحة من ارتباك اصابتها كنتيجة طبيعية بعد قوله، وهي لا تجرؤ على الرد بحرية في حضرة جدته، والتي لاح العتب على ملامحها:
- دا برضوا كلام يا زينب، عايزة تسلمي الحلة وتفري زي العيال الصغيرة، هو انا بايتة في حضنك يا بت عشان متسلميش عليا بيدك؟
- تبًا هذا ما كان ينقصها.
غمغمت بالكلمات داخلها، لتضطر على مضض التراجع عن الذهاب ، والعودة الى المرأة وترضيتها، لتقترب منها متمتمة بأسف:
- لا والله يا جدة ما اجصد، انا بس عايزة ارجع عشان اساعد امي.
جذبتها من كفها التي امتدت نحوها بالمصافحة، لتجلسها بجوارها، وتقبلها من وجنتيها، تزيدها حرجًا امام هذا الذي جلس هو الآخر مقابلًا لهم بجرأة يهتف مناديا على الخادمة لتأتي له بطبق وملعقة كي يتناول من الأرز.
عاتبتها المرأة العجوز كالعادة تلكزها بخفة على ذراعها:
- كبرتي على جدتك يا بت ورجلك تجلت علينا، كدة برضو يا زينب تزعليني منك .
ردت بخجل شديد:
- يا جدة وانا اجدر برضو اتكبر عليكي، بس الدراسة في الكلية هي اللي كانت لهياني، ودلوك يدوب مخلصاها من شهرين تلاتة.
جاءها التعقيب من خلفها:
- خلصتي كلية كمان يا زينب؟ دارسة ايه بجى؟
ردت تجيبه على مضص دون ان تلتف نحوه:
- تربية انجليزي.
- يعني تطلعي مدرسة انجليزي.
اكتفت بإماءة برأسها ردًا له، فتابع بإطراء:
- يا ماشاء الله عليكي يا زينب، يا زين ما خلف ابوكي.
تدخلت فضيلة توافقه القول:
- ايوة اومال ايه يا واد، دي زينة البنتة كلها، نص البلد اتجدمت لها، وابوها بيرفض ويتشرط عليهم بكيفه، حقه بجى.
- اه والله يا جده حقه.
ردد بها من خلف جدته بنبرة لم تعجبها مع شعورها بنظراته التي تخترقها من كل جانب، ليتحول الخجل داخلها لحنق شديد تجاهد لكبته، فنهضت فجأة تستأذن:
- طب يا جدة تبجي تبعتي الحلة مع أي حد من العيال، مينفعش اتأخر عن امي اكتر من كدة، عن اذنكم.
قالتها واكتفت بإماءة تلقتها من المرأة مع ابتسامة رضا لتلتف سريعًا نحو المغادرة ، ولكنه ايضا اوقفها للمرة الثانية بإطراءه:
- بلغي امك يا زينب ان الرز حلو جوي .
- حاضر .
صدرت منها سريعًا كرد له، لتسرع بخطواتها في المغادرة، خشية ان يوقفها مرة أخرى، حتى كادت ان تصطدم بأحد ما :
- حاااسب.
صدرت من احد الرجال، لم تتبين صفته سوى بعد ان رفعت ابصارها إليه، لتصعق بهوية الشخص، وقد كان الرجل الأخطر كما تسمع من والديها ، الشقيق الأكبر لضاحي ذاك الذي يستولي على كل شي في ملك اباه حتى قبل موته:
- انا أسفة مكنتش واخدة بالي.
غمغمت بها بعجالة، لتكمل طريقها دون ان تسمع رده، حتى تطلع في اثرها باندهاش:
- دي مالها دي؟
غمغم بها حامد وهو يقترب من جلسة شقيقه مع جدته والتي جاء ردها بابتسامة:
- تلاجيها مكسوفة بس، اصلها مبتطلعش كتير من بيتهم ولا ليها اختلاط بحد .
تسائل حامد:
- مش دي زينب بت مطاوع الجفاص برضو ولا انا مش واخد بالي؟
- هي بعينها يا ولدي.
قالتها فضيلة ليعقب ضاحي خلفها:
- بس دي اتغيرت خالص يا جدة، البت اتبدلت، بجى دي اللي كنت اشيلها على يدي اخاف عضمها يطق في يدي من ضعفها، زينب ام عرجوب ناشف تبجى بالحلاوة دي .
قارعته فضيلة بمنطقها:
- وايه العجيب في كدة؟ دي معروفة من زمان، البت ليها سابع وانت سايبها عيلة تمن سنين ، طبيعي يا ولدي تستغربها، بس هي زينة صح، ياما كان غرضي اجوزها لحد من خواتك من عيال نبيهة ولا ستهم، بس كلهم مشو ورا امهاتهم، واتجوزو من ناسهم.
صمت ضاحي بشرود دون ان يعقب، فهتف حامد موجهًا الحديث له:
- ايه يا واد ابوي، هو انت هتجعد يومك كله تاكل في الرز ابو لبن جدامك، انا بجالي ساعة مستنيك في العربية، ولما زهجت جولت ادخل اشوفك .
تبسم يجيبه بنظرات ذات مغزى؛
- معلش يا واد ابوي، بس الرز طالع حلو جوي .
- الرز برضو.
قالها حامد ليضحك عليها الاخر، قبل ان ينهض ويعدل من اناقة ملابسه، فسألت فضيلة بفضول :
- الا صح مجولتوش، لابسين كدة انتوا الاتنين ورايحين على فين؟
خرج الرد من حامد :
- هنجولك يا جدة واحنا لينا بركة في الدنيا غيرك، اصبري على ما نرجع بس ونبلغك كل حاجة على نور