اخر الروايات

رواية وسقطت الاقنعة الفصل الخامس والاربعون 45 بقلم سهام صادق

رواية وسقطت الاقنعة الفصل الخامس والاربعون 45 بقلم سهام صادق 

الــفــصــل الــخــامــس والأربــعــون
***************************

لمعة عيناه لم تكن توحي سوي بالمكر .. وكان حقاً ماكراً فهو يُخبرها بأنه يُريد ان يحصل علي خمسون قبله ..قبله ستكون هي المبادره فيها وليس هو كما انها بشروط
فالقبلات ستكون قبلات العشاق وليست تلك القبلات الأخويه
والأن يُخبرها بكرمه الرائع ..فهو كان سيجعلها مئه قبله ولكن لا بأس بذلك العدد والذي من الممكن ان يُقسمه علي ليلتان
وفتحت فاها كالبلهاء تتأمله وهو يتحدث بأبتسامه أصبحت تفهمها تماماً .. أبتسامه جعلتها تشعر بالحنق منه ومن تحديها الأحمق في الفوز عليه ..
وشعرت بأنفاسه القريبه منها .. وهمس : مش سمعلك صوت ليه
ومدّ بكفه يُلامس وجنتها وابتسم : تحبي نبتدي الحكم امتي
وعندما ليجد رد منها..غمز بأحدي عينيه :
انا بقول نبتدي من دلوقتي
وسحب جسدها نحوه .. وفاقت أخيرا من شرودها اللعين وهتفت : انا موافقتش علي الحكم ده
وقضمت شفتاها بقوه : ده ظلم
فأنفجرت شفتاه بضحكه قويه وهو يتأمل ملامحها الساخطه : يعني انا ظالم ، اممممم لاء كده انا ممكن ازود العدد ..
وأشار بيده بخبث نحو شفتيه : يلا ابدأي ..عشان مش فاضي
عيناه كانت تلمع بوميض الغطرسه التي تكرهها احيانا فيه
ولمعت عيناها بفكرة حمقاء أنقلبت عليها : ايه رأيك نلعب دور تاني .. ولو كسبت يبقي حكم قدام حكم
فأبتسم وهو يضرب كفيه ببعضهم : كفايه عليكي حكم واحد ..وبلاش روح الاصرار ده
ومال نحوها : أنتي اللي بدأتي واتحملي
وتابع وهو يرتخي بجسده علي الاريكه : يلا خلصينا ..لاني مش فاضي للعب العيال
فأمتقع وجهها وهي تري غطرسته تزداد :
انت خايف تلعب تاني .. قول كده
وتابعت بتهكم كي تجعله يعود للعب مجدداً :
الحظ مش طول الوقت هيكون معاك يازين نصار
فأبتسم وهو يُحرك شفتيه بأمتعاض .. وتنفس براحه
ورمقها بنظرة ساخره
حركته زادتها تحدي .. فمالت نحوه بأعين حانقه وهي تشير اليه بسبابتها : هنلعب دور كمان .. وهتشوف انا اللي هكسب
فتمطأ بذراعيه .. ومسح وجهه بيده : بلاش ياحببتي تحدي الأطفال ده
وعندما بدأت تستعطفه .. تنهد بضجر : ده اخرة اللي بيلعب مع ستات
فأبتسمت .. وبدأت تضع القطع خاصتها علي رقعة الشطرنج
وهي تُفكر كيف ستكب التحدي .. وتذكرت بعض الخطوات التي كان يفعلها العجوز وليم وهمست بدعاء : يارب اكسب
صوت همساتها جعله لا يتمالك ضحكاته .. فطالعته بنظرات مستنكره : بتضحك علي ايه .. هتخسر صدقني
وجزت علي أسنانها بحنق : الغرور أخرته وحشه
فتمتم بعمليه وهو يعود لجديته بصعوبه ..فاليوم علم بفائدة اخري للعبة الشطرنج غير تنشيط العقل ..الاستمتاع والضحك الذي أتعب معدته
وبدئوا اللعب مجددا .. أغلب تركيزه كان علي طيات ملامحها وهي تلعب وتُفكر .. نشاطه قد ضعف فعقله بأكمله كان مع حمقائه
ولكن ايضا النصر كان له والهزيمه لها .. وهنا ابتسم
وهو يري ملامحها قد انكمشت : قولتلك بلاش ..
وعندما رأي علامات البؤس عليها .. أزاح اللعبه فتمتمت بتذمر طفولي : انا غبيه كده ليه يازين .. اشمعنا انت بتكسب
فضمها اليه وهو يُقبل رأسها : حببتي هو اللعب كده مكسب وخساره ..
وهمست وهي تدفن رأسها بصدره : لاء انا غبيه يازين
وبدأت تتصنع دور البؤس .. وبالفعل هو صدقها :
اوعدك هبقي اعلمك اصول اللعبه كويس .. واعتبريني خسرت ياستي
ورفع وجهها نحوه يتأملها .. وكاد ان يقترب من شفتيها يُقبلها
فأبتعدت عنه تتسأل : كده مش هتحكم عليا ..
ورفعت جسدها قليلا .. وقبلة وجنته بحب : ميرسي ياحبيبي
.. يلا روح شوف شغلك وانا هطلع انام
ونهضت من امامها كي تنصرف وهي تبتسم .. ومن سوء حظها قد رأي ابتسامتها اللعوبه
فأمسك مرفقها بسخط : روح شوف شغلك .. وانا اطلع انام
وتمتم وقد فهم لعبتها : وبدل الخمسين بقوا ميه ..
وكادت ان تُحرر يدها من قبضته : ولو اعترضتي هيبقوا اكتر ..
وتابع حانقاً : عشان تضحكي عليا تاني
ولم ينقذها من مُحاصرته التي وضعت نفسها بها بغبائها الا رنين هاتفه ..فسحبها معه نحو مكتبه ليجلب هاتفه من عليه
وانشغل بالحديث مع المتصل وترك يدها .. لتكون تلك فرصتها ... فركضت وهي تهتف كالأطفال : تصبح علي خير بقي
وتابعت وهي تضحك : ابقي شوفلك اوضه تانيه تنام فيها
وفرت سريعا نحو الاعلي .. تستعد لغلق الباب
اما هو اغلق مع المتصل دون ان ينتظر رد منه وألقي بهاتفه.. وركض خلفها : وحياتك ل هجيبك .. وهعرفك تلعبي ازاي
وكادت ان تغلق الباب الا انه وضع قدمه امام الباب ..
فتمتمت بخوف : زين انا كنت بهزر
فأزاحه ليتمكن من رؤيتها وهي تتنفس بصعوبه : انتي غبيه .. بتجري وناسيه انك حامل
وعندما أبتسمت لأهتمامه .. علم ان ليس بها شئ ..فردود أفعالها تنقلب عليها
واغلق الباب وهو يُطالعها : وجنيتي علي نفسك الليله ديه يامدام زين نصار
وخطي نحوها بخطوات ماكره : زين انت بتبصلي كده ليه .
فأبتسم وهو يقترب منها ويُعيد كلماتها التي ألقتها عليه قبل فرارها : انام في اوضه تانيه .. وتصبح علي خير
وقبل ان تخطوا خطوه للخلف مجدداً .. سحبها نحوه يُطالعها بمكر: ليلتك سوده ياحياتي
...................................................................
نظرت الي هاتفها بألم وهي تقرء كلماته ..كان يُخبرها
بحبه وحاجته لها .. وما جعل قلبها يخفق تلك الصوره التي أصطحبت رسالته .. فنهضت من فوق فراشها تتأمل ثوب زفافها خلف شاشة الهاتف بأعين باهته ..
ولامست هاتفها بأصابع مرتعشه وهي تري جماله ..
لم تظن أن بعد ماحدث لها بأنها سترتدي فستاناً أبيض كما حلمت فحتي لو مازالت عذراء ..روحها قد أنتشلت واصبحت أرمله من رجلا حولها لأنثي باهته ..انسانه بلا روح
ودمعت عيناها مجدداً وهي تراه يُخبرها برساله أخري :
هتجوزك ياسهيله حتي لو بالغصب ..
وتابع رسالته بأخري حانيه : هنتخطي كل حاجه سوا صدقيني .. وهننسي اللي فات
وتخلي عن رسائله .. ليُعلن هاتفها عن أتصالا منه
وضغطت علي زر الاجابه بأنامل مرتعشه ..فهتف بحب بعدما زفر انفاسه : سهيله
وعندما لم يجد رد منها تسأل : عجبك الفستان
فجففت شفتيها بلسانها .. وهمست بأنفاس ضائعه :
انا هلبس فستان زي أي عروسه
أوجعته كلماتها .. وتمني لو كان حاتم علي قيد الحياه ..لخنقه واذاقه الذل وتنهد بحب : وهيتعملك احلي فرح كمان
وساد الصمت للحظات .. ليُذكرها بخططهم قديما وما كانوا يحلمون به ..فأبتسمت بوهن وهي تشرد في احلامهم القديمه
كلماته الدافئه كانت تزيل أوجعها ..وتدمي قلبها
فهو يراها عروسه التي لا تفهم شئ ولم يمسها احد من قبله ويبتر كلماته عندما يخونه لسانه في بعض الكلمات
...................................................................
أستيقظت علي لمساته الحانيه .. وأبتسمت عندما رأت لمعت عيناه التي أسرتها وهمست بنعاس : صباح الخير
فأبتسم أياد وهو يتأمل ملامحها الناعسه وعبث بخصلات شعرها : جميله حتي وانتي لسا صاحيه من النوم
وانحني علي وجنتها يُقبلها بدفئ .. وتابع بمكر : ولا يكونش الحلاوه ديه بسبب الدروس بتاعتنا
فخفف قلبها بقوه .. وعندما رأت نظراته الماكره .. رفعت يداها نحو عيناها كي تُحجب رؤيتها له وهتفت بخجل :
مش عايزه دروس تاني
وتابعت وهي لا تقوي علي رؤية نظراته الماكره :
خد الدروس مع نفسك بعد كده .. ديه حتي دروس
وقضمت شفتيها وهي تخجل من تذكرها لدروسه التي باتت تعشقها وتدمنها رغم خجلها
فلمساته وكلماته أصبحوا هوائها ..
وتأوهت بأستمتاع وهي تتذكر كل مااصبحت عليه
حياه جائت بعد دموع وشقاء .. حياه جائت لتعوضها
وسمعت صوت ضحكاته القويه ..فأزالت يديها عن عينيها وطالعته بحنق : انت بتحضك علي ايه
فنهض من جانبها كي يُكمل أرتداء ملابسه وغمز لها بمكر : لما أرجع من الشركه هبقي اقولك
وكاد ان يضع عطره الا انه تذكر انها اصبحت لا تتحمل رائحة العطور ..فحمل زجاجة عطره هاتفاً وهو يُخاطب طفله القادم : شكلنا هناخد كل العطور بتاعتنا للعربيه ..عشان خاطر ماما
فأبتسمت بنعومه .. وأقترب منها ليُقبل جبينها وانصرف كي يُلحق أجتماعه المُبكر
ونهضت من فوق الفراش .. وقبل ان تتجه نحو المرحاض
أرادت ان تري هيئتها .. فشهقت وهي تتأمل شعرها المشعث
ووجها الذي أصبح مصفراً وهاتفت مرآتها :
انا شكلي ولا اللي طالع من مستشفي .. قال بحلو
وتابعت : ده بيضحك عليا
وتذكرت دروسه متذمره : عشان دروس كل ليله
وحركت لسانها نحو شفتيها كي ترطبهما .. ولم تشعر بقدومه مجدداً .. وشهقت وهي تراه يحتضنها من الخلف :
مافيش تنازل عن الدروس ياحببتي...
وألتقط هاتفه الذي قد نسيه قبل ان يُغادر غرفتهما
وهتف وهو ينصرف : مش كفايه سيبك تلبسيلي بيجامات الأطفال ديه
وضحك بأستمتاع وهو يراها تنظر الي منامتها وتتسأل بتأفف : ديه بيجامات أطفال ديه ..
وتابعت وهي تتأمل بيجامتها ذات الاكمام القصيره وكم تحب هذا النوع من الملابس : هو اللي عنده عقده من البيجامات
.................................................................
أستيقظت وهي تفرد ذراعها نحو جهته .. فلم يستقبلها سوي الهواء .. فعلمت انه أستيقظ قبلها كعادته
وابتسمت وهي تتذكر ليلتهم .. وضحكت بأستمتاع
ففي النهايه لم ينفذ حكمه كما رغبت بل العكس ظلوا يتحدثون طوال الليل يحكوا درامتهم .. احاديثها كانت أغلبها دراميه وهو يضحك بعمق .. ولكن حكاياته عن ذكريات طفولته ومراهقته كانت جميعها معاناه وشقاء ..
حتي أن عيناها خانتها ..فدمعت وهو تري عيناه التي قد أظلمت بعدما كان يضحك بقوه علي ذكرياتها
وتنفست بعمق وهي تغمض عيناها .. فحضنه في تلك اللحظه مازال بين ضلوعها وصوته عالق بأذنيها وهو يُخبرها : مرهقتي وشبابي حتي طفولتي بدئوا معاكي انتي
انا ومعاكي بكون زين الطفل
وعندما أبتعدت عنه مسح دموعها بدفئ .. فأنقضت عليه تُعانقه بقوه فحبها له كل يوم يزداد : أنا بحبك اووي يازين
فضحك وهو يضمها اليه مجددا : عشان تقوليلي بحبك .. تنقضي عليا زي القطط
فأبتعدت عنه ضاحكه : بما اني قطه ..
وقبل ان تُكمل باقي كلماتها .. عادت تنقض عليه ثانية
حتي سقط جسده علي الفراش وهي فوقه .. وصوت ضحكاتهم يعلو وهو يُحاوطها
ساعات قضوها يضحكون .. وهم لا يحملون هم
حتي بدء صوت اذان الفجر يعلو .. وصلوا سويا
وكم كانت أجمل لحظاتها ..
وفاقت من شرودها علي صوت صهيل .. فيبدو أن الاحصنه أطلقها السايس كما أعتاد كل صباح
وكم تُحب مشاهدتها
ونهضت وهي تفرك عيناها
وبعد اقل من نص ساعه .. كانت تهبط الدرج بحذر حتي لا يُبخها زين اذا رأها
وبحثت عنه في أرجاء المنزل .. فلم تجده وأتجهت نحو المطبخ لعلها تجده فيه
فوجدت فطورها مُعد .. وكوب العصير الطازج
فأرتشفت منه القليل .. وخرجت تبحث عنه
ووقفت مذهوله وهي تراه يتمطأ الفرس بأنطلاق ...
ثلاث أيام قضوها هنا لم تراه يتمطأ فرس سوي في مزرعة العجوز وليم وكانت تُشاهده من شرفتها العاليه
اما الان هي تقترب بخطواتها لتراه عن قرب
وكم كانت رؤيته ممتعه ..كان يبدو كالفرسان
زين لم يكن بارع الجمال .. ولكن شخصيته القويه وصلابة جسمانه كانت تُعطيه هاله من الأنجذاب ووقاراً ليس له حدود ..
ووقفت بالقرب من السياج المُحيطه بالساحه الواسعه للأسطبل .. وأتسعت أبتسامتها وهي تراه يهبط من فوق الفرس.. يُلامس جسده بنعومه ودفئ .. نعومه ودفئ تعلمهما تماماً
فيديه القويه الخشنه قليلا .. اصبحت أسيرتهم
واقترب منها بعد أن اعطي السايس الفرس .. وابتسم وهو يُزيل حبات العرق عن جبهته : صحيتي ياكسوله
فحركت رأسها بنفي : لاء مصحتش ..لسا نايمه
فضحك علي دعابتها .. وخرج لها بعد ان فتح الباب الخشبي الصغير الخاص بالمكان
وأقترب منها وطاوقها : امممم ، ماشي يالمضه
وسألها بأهتمام : فطرتي
فتمتمت : أه شربت العصير .. وأكلت 5 بيضات .. وكل الجبنه والمربي والعسل
فضحك وهو يستمع لكذبها : عشان كذبك ده عقاباً ليكي .. هتاكلي كل اللي قولتيه
وكادت ان تعترض .. ولكن قد كانوا قد وصلوا للداخل
فسحب يدها نحو طاوله الطعام ورأي كما هي سوي القليل من العصير قد أرتشفته .. وطالعها وهو يلوي بلسانه داخل فمه
فأبتسمت وطالعت الطعام بدهشه كاذبه : ايه ده ..
لينظر اليها بخبث : انتي اللي بتجبيه لنفسك
وأخذ بيدها يُطعمها وكأنه يحشو بطه صغيره ..
.................................................................
أتعست حدقتي عينيها وهي تراه يُخبرها بكل برود بأنها هي من ستُسافر معه رحله باريس من أجل عروض الموسم
وخرج صوتها أخيرا : يافندم انا مقدرش اسافر ..
ليُطالعها فادي قليلا وعاد ينظر الي ما أمامه : مافيش حاجه في الشغل أسمها مينفعش ياأنسه
فتنهدت زينب بيأس : بس في ناس بديله عني .. واعلي مني مكانه في قسم التصميم
وشهقت وهي تراه ينهض ويقترب منها : السفر بعد يومين يا أنسه .. ومافيش بديل
وتابع وهو يُحذرها : تخليكي عن السفر .. يبقي بتتخلي عن وظيفتك اللي سعيتي ليها بقوه عشان تشتغلي هنا
وعاد يجلس علي مقعده بهدوء .. وتمتمت : بس
فأشار بيده : اتفضلي علي مكتبك
وخرجت يأسه من قراره الصعب .. فكيف ستتمكن من أقناع والدتها في الذهاب لبلد اخري .. فوالدها من الممكن أن يقتنع اما والدتها ستقلب البيت ولن تهدأ
وذهبت لمكتبها وجلست بحنق .. فعندما قررت الأبتعاد عنه
يُجبرها هو بالسفر معه ..
اما هو جلس بسترخاء علي كرسيه وهو لا يُصدق قراره هذا لم تكن هي المرشحه لأخر لحظه .. ولكنه أتخذ القرار
دون تعقل ...
...................................................................
تأملها وهو يتكأ بمفرقيه علي طاولة المطبخ .. كانت رحمه بهيئة أخري لم يعتاد رؤيتها بها
ترتدي بنطالا من الجينز وكنزة صوفيه زهرية اللون وشعرها تعقده ..وتعبث مع ابنته بحبات الدقيق .. كانت هيئتهم ممتعه بها روح وحياه
وجودها في بيته ومع طفلته اصبح امتع شئ بالنسبه له
لا يعلم السبب ولكنه ترك نفسه يستمتع فهو يستطيع ضبط نفسه وغلق قلبه كما يظن
ولكن في النهايه هو كاذب .. اذا فتح القلب ابوابه
فالنهايه معروفه ..سيقع صريع الحب
وسمع صوت صغيرته : بابي
فألتفت رحمه نحوه ..فقد كانت تظن بأنه مازال في عمله بالمشفي
ولكن ها هو يقف خلفهم مستمتعا .. فأخجلتها نظراته
وعادت لتخفق البيض .. والصغيره ركضت نحو والدها تُعانقه بشوق تُخبره عن يومهم ومايفعلوه
واستمعت لحديثهم بمتعه .. حتي شعرت بقربه وهو يحمل طفلته هامساً : مكنتش فاكر ان من هواياتك دخول المطبخ
ورغم أرتجاف جسدها من دفئ أنفاسه وعطره الرائع ..الا ان كلماته جعلتها حانقه .. فأبتسم : مقصدش ياستي
فطالتعه بحنق .. فطالع هو صغيرته التي تحدق بهم بأستمتاع : بابي هياكل من الكيكه ولا محدش أفتكره
فقبلته الصغيره وهتفت بطفوله: احنا عملناها عشانك انت .. طنط رحمه لما عرفت انك بتحب كيكة التوت قالت نعملهالك ونفجأك بيها
نظراته العميقه كانت تُحاوطها .. وهي تلعن داخلها حماقتها علي تلك الفعله التي أفشتها الصغيره دون قصد
وتمنت لو فرت من أمامه .. شعور غريب معه اصبح يمتلكها ولم تكن تعلمه فمعه علمت كيف يكون الخجل ؟
...................................................................
تأملهم بأبتسامه دافئه وهو يقترب منهما .. كانت تجلس هي وسليم علي الأرجوحه يحمل كل منهما كتاباً يقرأه .. ويبدو ان الكتابين يحتويان علي نفس الشئ .. وعندما اقترب منهما أكثر اتضحت له رؤية الغلاف هم يقرأون عن ما يخص الطفل .. فأتسعت أبتسامته وهو يري صغيره كيف يُحدق بالكتاب ..
ووقف قبالتهم وتسأل وهو يضع بيده في جيب سرواله :
بتعملوا ايه ياحلوين ..!
فنظر سليم الي والده : بنقرا عن النونو يابابا
فضحك وهو يتأمل ليلي التي ضحكت بدورها
وجذب الكتاب منها ليري مايضمه .. اغلبه كانت صور
لمراحل الطفل منذ ولادته الي ان يخطو علي قدميه
فعلم لما صغيره يُحملق هكذا بأستمتاع ..
ونهض الصغير بعدما تذكر أمراً وركض وهو يهتف : هروح اتفرج علي المسلسل مع داده
فضحكوا وهم يتأملوه وهو يغادر بعد ان ترك الكتاب
وتنهد بأرهاق وجلس جانبها ليُحاوطها بذراعه :
تعالي نقرا سوا
فتسألت بسعاده : هتقرا معايا بجد
فطالعها بأستمتاع ومشاكسه : مع اني حافظه كلمه كلمه ..
ودون قصد منه : سلوي كانت مغرمه بالكتب اللي ..
وبتر كلماته عندما استوعبها .. ووجدها تبتسم وتضع بيدها علي يده : متخافش مزعلتش
فضمها اليه أكثر ..لتُتابع هي : محدش بينسي الذكريات ..سوي كانت حلوه او حشه
وسمعت تأوه وهو يحتضنها بقوه ..عشقه لها كل يوم يزداد
بأفعالها البسيطه تلك .. يعلم انها تُغار كأي أمرأه ولكن لسانها لا يتفوه الا بما يرضيه
..................................................................
فتح باب شقته بقلق عليها منذ ان هاتفته .. وبحث عن الخادمه التي أتي بها من منزل زين كي تهتم بزوجته
فوجدها بالمطبخ تغسل الأطباق .. وحك فروة رأسه وهو يتسأل داخله : اومال اتصلتي بيا ليه ياهبه وقولتيلي ان محدش قاعد معاكي وتعبانه
وذهب نحو غرفتهما .. ليجدها نائمه في المنتصف وابنتيها كل منهما في جها وتُثرثر معهم
وعندما رأوه ابتسمت الصغيرتان وهتفوا : بابا تعالا اقعد معانا .. ماما بتحكي لينا حاجات حلوه
فطالعها بغل ..جعلته يأتي من عمله بلهفه خوفاً عليه بعد ان ظن بعدم وجود الخادمه ..
وهاهي مُسطحه علي الفراش ليس بها شئ بل وتضحك ..فألقي بسترته ورابطة عنقه
وهو يرمقها بنظرات ناريه .. وهي تبتسم له بأستفزاز
وبعدها ألقي حذائه بسخط وأقترب منهما ينضم اليهم في الفراش هاتفا وهو يُطالعها : خلينا نشوف ماما بتحكي تقول ايه
فأبتلعت ريقها .. ورطبت شفتيها ..فلو سمع ما تقصه لأبنتيها سيخنقها
فهي تُعطيهم نصائح مستقبليه بأن لا يخضعون للرجال
ولا يثقون بالأصدقاء ..
وهتفت ببرائه : كنا بنحكي في كلام ستات
فنظر اليها ثم الي طفلتيه التي تراهم بالنساء .. وزفر انفاسه بحنق : كلام ستات
وكي يستفزها : وانا بحب كلام الستات
وألقي عليها بغمزه : ما انتي عارفاني ياحببتي
فأشتعلت النيران داخلها وهتفت بصوت منخفض : اه عارفاك .. هاشم الدنجوان
فضحك بقوه ..حتي ان الصغيرتان ضحكوا لضحكته
واقترب منها هامساً : بذمتك موحشتكيش
فطالعته بقلب خافق .. ولكن عادت لبرودها : لاء
..................................................................
أصبحت سعيده بشده وهي تراه يدعمها بعملها البسيط بل ويأتي اليها جالباً الطعام معه لها وموظفينها القلائل بالمشغل
وانتهوا من توزيع الوجبات ...وعلامات الرضي ظاهره علي هؤلاء البسطاء من النساء
وصاروا بعيدا عنهم كي ينفردوا .. فأبتسمت فاطمه بحب :
متعرفش بيفرحوا أزاي بالأكل ده .. ربنا يباركلك ويخليك ليا يامدحت
فأبتسم بحنان وهو يُطالعها تمضغ الطعام ..وتمتم بكلمات دافئه : متعرفيش انا اتعودت اد ايه ناكل سوا
فخجلت.. وارتشفت من الماء الذي أمامها
ليتأملها .. فهمست : متعرفيش اد ايه انا بكون فرحانه لما بشوفك داخل عليا
وتابعت بحب : وجودك بيخليني ديما احس اني محميه وليا سند وضهر
وتركت طعامها .. واقتربت منه قليلا ومالت نحو خده تقبله بقبله تشبهها بالدفئ والرقه
فطاوق خصرها بيده الفارغه من الطعام وهمس أمام شفتيها بحب : بــحبــك يافاطمه !
..................................................................
تأملت ليلي الواقف أمامها وهي لا تُصدق عيناها .. محمود أخيها يقف أمامها وبجانبه امرأه في الخمسون من عمرها
يضمها بذراعه ويضحك وهو يُحادث تلك الواقفه امامه
حتي حسنيه وسليم وقفوا يُطالعون المشهد بريبه .. حسنيه تعلم هويته لانها رأته من قبل في بيت المزرعه رغم ان هيئتها تغيرت
يرتدي ثياب مُقلمه بألوان كثيره وشعره قد طال ويربطه من الخلف كالنساء ..
وتتعلق بذراعه امرأه تقريبا بنفس عمرها ..
حتي خرج أياد من مكتبه .. وقبل ان يصعد لأعلي
لمحهم وهم يقفون بصمت..
واقترب منهم وقد اتضحت له الرؤيه .. محمود اخو زوجته
وامرأه معه
وعندما رأه محمود أقترب منه يحتضنه : اهلا با أبو نسب
ونظر الي المرأه التي خلفه وحادثها بأسلوب يثير الضحك :
ده اياد باشا جوز اختي ..وديه كاترين مراتي !
فصعقت ليلي مما سمعته .. أخيها قد عاد بزوجه أجنبيه تكبره بأعوام كثيره ...
واقترب منها : ازيك ياليلي
أنتظرت ان يحتضنها ولكن كما هو ..
وهتف : ايه هنفضل واقفين علي الباب .. ديه اصول الضيافه ياجوز اختي
فطالعته ليلي ونظرت الي زوجها الذي وقف يُشاهد الامر بريبه ...وخشيت ان يطرده
فهما فعل بها ..فسيظل بالنهايه اخيها
...................................................................
أردفت لداخل شركته مع صديقتها خديجه التي أتت لأكرم خطيبها
ليذهبوا سويا من أجل رؤية فساتين الزفاف وبالطبع هي لا بد أن تكون معهم .. ورغم علمه بالأمر وانها ستتأخر قليلا واصراره علي اخذ السائق معها ولكن قررت ان تذهب اليه عندما رأت سائقه الخاص في بهو الشركه بالأسفل
فطلبت من خديجه ان تذهب الي أكرم .. وستذهب هي الي زين .. فكم اشتاقت اليه
لتوكظها خديجه بخفه وهم يستقلون المصعد :
شكل الايام اللي قضتوها في المزرعه عملت شغل جامد
فبادلتها وكظتها : ايه قلة الادب اللي بقيتي فيها ديه ..
فأبتسمت خديجه وهي تضحك : بمووت في الأنحراف
ووقف المصعد في الدور الخاص بمكتب أكرم ..
ووهتفت خديجه قبل ان ينغلق المصعد : متتاخريش ياست جوليت
ووصلت الي الدور الخاص بمكتبه .. وصارت بالرواق الطويل نحو مكتبه .. وهي تُفكر به
وهمست داخلها : خديجه عندها حق .. انا مالي فعلا مبقتش اقدر استغني عنه للحظه
وعضت علي طرف شفتاها واكملت : ياتري بتعمل ايه يازين
وتابعت وهي تردف لغرفة سكرتيرته وقد كانت فارغه :
اومال فين السكرتيره
واقتربت من باب الغرفه غير عابئه بشئ..ودون ان تطرق باب غرفته .. فتحت الباب وهي تهتف برقه ونعومه :
زين حبيبي
وأتسعت حدقتي عينيها وهي تتأمل العيون التي سُلطت عليها
وأخفضت رأسها سريعا ..وكم تمنت في تلك اللحظه ان تبتلعها الارض من اسفلها
ونبرة صوت أنثوي رنت بأذنيها .. جعلتها ترفع وجهها الذي أصبح بألوان قزح نحوها


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close