رواية مزيج العشق الفصل الرابع والاربعون 44 بقلم نورهان محسن
االفصل الرابع والأربعون
و نحن ايضا كالكمان
بحاجة الي كتف نتكئ عليه
حتي يستقيم اللحن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند كارمن
إستمعت إلي صوتها الناعم تقول : الو
إبتسمت كارمن بمرح وقالت : حبيبتي
أجابت نسمة بإبتسامة هادئة : شغلتيني عليكي روحتي فين؟
كارمن بإختصار : انا و ادهم خرجنا من غير ما حد يحس
ثم أردفت بإهتمام : المهم انتي روحتي ولا لسه اتصلت اطمن عليكي
ردت نسمة بهدوء : ماتقلقيش انا روحت ويدوب لسه مغيرة هدومي
كارمن بلطف : ماشي يا قمر
ثم سرعان ما هتفت بتساؤل بعد أن تذكرت شيئا : الا قوليلي لمحتك بترقصي مع قرصان تقريبا واحنا ماشيين .. ايه الموضوع!!
تذكرت وقاحة هذا الشخص معها ، لتقول بعفوية بينما سرت رجفة في كامل جسدها لا تعلم سببها : دا بني ادم همجي و قليل الذوق والادب خلاني ارقص معه بالعافية تخيلي
وضعت كارمن راحة يدها علي فمها بعدم تصديق ، قائلة بضحكة : يا خبر ابيض معقولة!!
أجابت نسمة وهي تومئ برأسها كأنها أمامها : ايوه بس انا ماسكتش هزقته وبعدها اختفي معرفش راح فين كأنه شبح
قالت كارمن بحماس : ولا يهمك روقي وافتكري النجاح اللي حققناه انهاردة وبس .. يلا هسيبك تنامي و ترتاحي
قالت بتنهيدة مطمئنة بعد حديثها اللطيف معها : ماشي يا روما تصبحي علي خير
كارمن بود : وانتي من اهل الخير باي
نسمة : باي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند أدهم
أتت إليه كارمن ووجدته واقفاً في المطبخ ، وقد شمر أكمام قميصه وهو يعبث بالثلاجة ، فقالت وهي ترفع الهاتف بيدها : تمام خلاص قفلت الموبايل اهو
غمز أدهم لها بعينه وقال مع إشارة من رأسه : شطورة يلا اطلعي فوق غيري هدومك علي ما احضر عشاء خفيف لينا
مطت كارمن شفتيها للأمام وقالت بنعومة : استني اساعدك طيب
قال أدهم بنفي و هو ينظر إلي محتويات الثلاجة أمامه : لا انتي اطلعي خدي حمام دافي والبسي الفستان اللي علي السرير وانزلي ماتشغليش بالك بحاجة
أومأت كارمن بإستسلام ، وقالت بذهول جعل إبتسامة تظهر علي شفتيه : وفستان كمان .. ماشي يا مستر غامض
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند نسمة
دخل شاهين غرفتها بعد أن سمحت له بالدخول ، قائلا بدهشة : ايه يا حبيبتي لسه مانمتيش ليه؟
ردت نسمة بابتسامة جميلة وهي تقترب منه ، ووضعت قبلة صغيرة على خده : كنت بتكلم مع كارمن يا بابا اطمنت عليها وهنام اهو
أومأ إليها شاهين بحنو وقال بفخر : ماشي يا قلبي مبروك علي نجاحك العرض شوفته في الفيديوهات كان أكتر من هايل
قالت نسمة بشرود عندما تذكرت تلك الحفلة : الله يبارك فيك يا بابا
لاحظ شاهين إختفاء إبتسامتها ونبرتها الشاردة ، فقال بتساءل : مالك يا نسوم حصلت حاجة مضايقاكي!!
أجابت عليه بسرعة ، وقد نفضت تلك الأفكار من رأسها ، وللمرة الأولى تخفي ما حدث لها لأنها لم تكن تريد أن تجعله يخاف عليها أو تجعله ينفعل عندما يعلم عن تلك التمثيلية التي أدتها اليوم ، والأكثر من ذلك أنها تعرضت لهذا الموقف السخيف : محصلش حاجة انا من الصبح واقفة علي رجلي مارتحتش خالص يمكن عشان كدا باين عليا الارهاق
هز رأسه بفهم وقال ، وهو يسير معها إلى سريرها ، ليجعلها تتسلق عليه ويغطيها : خلاص مش هسهرك اكتر .. يلا نامي والصبح تحكيلي اللي حصل في الحفلة
همست نسمة بهدوء ، وهي مستلقية بعد أن عانقته بمحبة : حاضر تصبح علي خير يا حبيبي
رد شاهين بابتسامة حنونة ، وهو يطفئ الأنوار بجانب السرير : وانتي من أهله يا نور عيني
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند أدهم و كارمن بعد أن تناولو العشاء
كانت كارمن تثرثر من أجل التهرب قليلاً من عينيه اللامعتين تجاهها بشغف ، منذ أن رآها في ذلك الفستان بعد أن نزلت لتناول العشاء ، ولم يرمش للحظة ممَ جعلها ترتبك من الخجل الواضح : انا كل ما افتكر أننا عملنا كدا في المسكينة دي ازعل .. تخيل أنها وقعت في مشكلة مع حد بالحفلة لكن عدت علي خير الحمدلله
كانت مرتدية فستان زهري هادئ مع شق في الصدر ، و شرائط حول العنق ملفوفة ومربوطة على شكل فيونكة على الرقبة ، ويصل طوله إلى منتصف الفخذ.
ابتسم بمكر ، وهو يعلم ما كانت تحاول أن تفعله بإستماته لإخفاء خجلها قائلا بهدوء : ممكن طلب
كارمن بخفوت : إتفضل
ترك أدهم الملعقة التي كان يمسكها ، وقال بابتسامة شاردة في ملامحها بعد أن وضع قبضته تحت ذقنه : انا مش عايز نكلم عن حد غيرنا .. الليلة دي بتاعتنا احنا وبس
عضت كارمن شفتها ، محرجة قليلاً ، وخفضت عينيها إلى صحنها ، بينما احمرار وجنتاها تزايد خاصتا عند سماعها نبرته الرجولية المثيرة : تعرفي ان الفستان دا عليكي يجنن خليتي جماله يبان عليكي
ابتلعت كارمن اللقم داخل فمها بصعوبة قبل أن تتنحنح بحرج ، وقالت بتلعثم : ادهم لو سمحت وحدة وحدة عليا انا مكسوفة دلوقتي
زم أدهم شفتيه بتفكير قبل أن يهتف بإقتراح : طيب ايه رأيك نقوم نرقص شوية وقتها الكسوف هيروح!!
فلتت ضحكة من بين شفتيها قائلة بشك : تفتكر
رد أدهم ببساطة : نجرب
قام من مقعده بعد أن قال كلمته ، وبدأ باللعب في المسجل الموجود فوق التلفزيون ، ليصدر نغمات رومانسية تملأ المكان.
بدأوا يرقصون معًا بعد أن مد يده لها ، لتنهض ممسكة بيده ، ثم حركت قدميها بخفة تتمايل معه على تلك النغمات الرومانسية الهادئة ، وهو يعانق خصرها بكلتا يديه ، بينما أراحت رأسها على كتفه.
ازال أدهن بأنامله شعرها إلى جانب واحد ، ثم وضع قبلة رقيقة بشفتيه على رقبتها قبل أن يدفن وجهه في عنقها ، مطلقا أنين خافت قبل أن يقول بصوته الرجولي المثير : بقيت بعشق ريحة الياسمين لانها ريحتك يا كارميلتي
ارتجفت قليلاً وشددت عناقها له بحب مستكينة بين ذراعيه ، واستمروا في رقصهم بحركات سلسة وإنسيابية هامسة بشوق : انت واحشني اوي رغم انك كنت معايا كل لحظة بس حاسة اني مشتقالك خالص ..
ثم رفعت حدقتيها ، ونظرت إليه قائلة بصوت هامس : لما بتكون جنبي مش قادرة اوصفلك بحس جوايا بإيه .. شعور اكبر من اني اوصفه في كام كلمة حتي لما بغمض عيني مش بشوف غيرك قدامي
جعل جبهته ضد جبهتها ، وهو يتنهد بحرارة مست بشرها ، متمتما بعشق : انتي اللي عملتي فيا ايه .. دا كأني كنت عايش في كهف ضلمة وانتي اللي قدرتي تخرجيني منه و غيرتي حياتي كلها بوجودك فيها حتي لمساتك البسيطة ليا بتولع قلبي
همست تضم شفتاها الوردية بتلقائية : سلامة قلبك
لمعت عيناه المسلطة على شفتيها المغرية ، ثم انحنى على أذنها ، وهمس بصوت غليظ فيه بحة مثيرة ، محاصرا جسدها بكلتا ذراعيه أكثر : ماتعمليش الحركة دي بتحرك حاجات جوايا ومش هبقي مسؤل عن اللي هيحصل
تغنجت كارمن بدلال ، بينما تفرك طرف أنفه مع أنفها بشقاوة : لا هعملها براحتي ومش مهم اما نشوف هنوصل لحد فين
كانت عيناه تتدفقان بأمواج من العشق والغرام الدافئ التي غمرتها بكلمات الحب قد قرأتها في عينيه دون الحاجة إلى تحرك شفتيه لقولها ، لذا صدرت المبادرة منها ، حينما اقتربت علي مهل مثير من شفتيه المنفرجة قليلا ، وضغطت عليها بشفتيها قبل أن تغمض عينيها ، ليفعل الشيء نفسه ، ثم شعرت أن يده ترتفع من فوق ظهرها ، وتجذب رأسها أكثر نحوه ، بينما تلتهم شفتيه شفتيها بتعمق أكبر.
أحاطت رأسه بكلتا ذراعيها ، وشدت خصلاته بإثارة من تأثير شعورها القوي تجاهه ، وتبادلت القبلات المحمومة معه بحرارة مماثلة.
طالت قبلتهم العميقة بنهم أشد بينما كاد أن يفقد عقله من تجاوبها الحار معه ، فصل قبلتهما عنوة حالما تطلبت رئتهما بإلحاح إلى الهواء ، وعانقها بقوة يمرمغ وجهه في عنقها الشهية برائحتها المثيرة و ملمسها الناعم ملثمها برقة بالغة ، وعيناه مغمضتين بينما اشتدت خفقات قلبه بجنون من فرط لذة قبلتها.
كما أنها كانت تدفن وجهها بكتفه وتتشبث به ، يغلفها الأمان بين ذراعيه ، وتستمتع بلمسات شفاه فوق رقبتها ، وبعد بضع ثوان ، شعرت بأصابعه ، التي شرعت تعزف بخفة على منحنيات جسدها الرشيق من فوق قماش الفستان الرقيق ، لتصل إلى أعلى ساقها.
رفعها بسهولة للأعلي بيديه التي علي خصرها ، فلفّت ساقيها تلقائيًا حول خصره.
سار إلى الأمام حتى يصعد إلى الغرفة ، ممسكًا بها بين ذراعيه ، ليأخذها معه أخيرًا إلى عالمه الخاص الذي لا يوجد فيه أحد غيرهم ، ليبث عشقه لها علي طريقته الخاصة.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في الصباح الباكر
وقفت تنظر إلى الحديقة من خلف الزجاج ، وفي يدها فنجان شاي ساخن والأخرى تحمل بها شطيرة صغيرة ، وكانت ترتدي أحد قمصان أدهم وشورت تحتها ، لأنها لم تستطع العثور على أي شيء ترتديه للنوم أمس ، وكانت ترفع شعرها في كعكة فوضوية متبعثرة منها كثير من الخصلات حول وجهها بدت بريئة جدًا بهذا الشكل.
نزل أدهم من فوق بعد أن استيقظ ، ولم يجدها بجانبه ، مرتديا سروالا قطنيًا فقط ، وكان صدره عاريًا.
رآها تقف وظهرها إليه بهذا الشكل الفوضوي ، لكنها فاتنة جدًا حتى عندما تستيقظ من النوم ، لقد أرهقت قلبه للغاية لأنه مغرمًا بها في أصغر التفاصيل التي تخصها.
همس أدهم بإمتعاض بعدما سار نحوها بخفة ، وحاصر خصرها بامتلاك : هو انا ليه مش شايف فطار جاهز ليا!!؟
أدارت كارمن رأسها إليه عندما سمعته يقول ذلك ، ثم قالت بتمطق : أول حاجة الصبح الناس بتقول صباح الخير
ابتسم أدهم علي مظهرها اللطيف ، وقال بنظرة مشرقة : صباح التفاح الامريكاني .. صحيتي إمتي؟
ردت كارمن بنعومة بعد أن ابتلعت ما في فمها ، وهي تضع رأسها بخفة على كتفه : من شوية انت ليه قومت دلوقتي لسه بدري !! ولا انت ماشي عكس الناس وقت الشغل تصحي متأخر وفي الاجازة تقوم بدري
مرر أدهم أطراف أصابعه على خدها الناعم ، وهمس بنبرة صادقة ، بينما يشد عناقه على خصرها بيده الأخرى : وانتي حواليا في الاوضة بكون مطمن .. وبحب ادلع عليكي واعمل نفسي نايم عشان تيجي وتصحيني
رمشت كارمن بعدم تصديق وقالت بقهر : يا ابن اللظينا يعني كل الايام اللي فاتت كنت بتشتغلني وبتكون صاحي
اتسعت عيناه بصدمة متمتما بغيظ : لظينا و بتشتغلني .. خربتي اللحظة الحلوة
ثم أردف بضحكة متحسرة : اكيد بنت عمك كرفت عليكي وبعدين انتي عندك مانع لو ادلعت عليكي ؟
اتسعت الابتسامة على شفتيها ، وقالت بنظرة ماكرة : ادلع براحتك يا روحي
ضاقت عينيه عليها بدهشة ، وقال بشك : مش مرتاح للاستسلام دا منك
ثم فجأة إنحني برأسه يلتهم جزءًا من الشطيرة التي في يدها ، فابتسمت بينما قلبها ينبض بسيل من المشاعر التي تومض بوضوح في عينيها.
قال أدهم وهو يلعق اللقمة في فمه بصرامة : علي فكرة ممنوع تبتسمي قدام حد بالطريقة دي .. إمبارح عديتها بمزاجي عشان كنتي فرحانة
اتسعت ابتسامة على شفتيها ، رغم رؤية نظرة الغضب التي ظهرت بعينيه في تلك اللحظة ، تعلم أنه يتحدث بجدية ، لكنها كانت سعيدة عندما شعرت بغيرته عليها ، لأنه نادرًا ما يظهرها ، ولكن عندما يتكلم معبرا عنها ، يرتجف قلبها فرحا.
أضاف أدهم بغيظ مزيف وهو يتأمل ملامحها الجميلة بحب : برده لسه مبتسمة!!
نظرت كارمن إليه ببراءة وقالت بتبرير : لان مافيش حد معانا
همس أدهم بصوت رجولي مثير بجانب أذنها ، جعل وجهها يشتد حمرته : دا لمصلحتك انتي لو فضلتي بصالي كدا هتهور وانا مابصدق وانتي عرفاني
همست بإحراج تحاول تغيير الموضوع ، وهي تلكمه في صدره بقوة طفيفة : هو الجو فجأة بقي حر ليه!!
رفع أدهم حاجب واحد ونظر إليها قائلا بسؤال : مش عجبك كلامي ولا ايه؟
تمتمت كارمن بعبوس متصنع : لا
إبتسم أدهم بجانبية ، وهو يقول بإصرار ماكر : ولو انتي اتورطتي انا مابشبعش منك
قالت كارمن بهمس مغري ، بينما تستند علي صدره اكثر : حتي انا مش بشبع منك حبيبي بس نعمل ايه!!
ابتسموا لبعضهم البعض في نفس الوقت قبل أن تقترب منه بجرأة ، وقطعت المسافة الصغيرة بينهما ، ثم تطبق علي شفتيه قبلة متمهلة رقيقة ، بينما كانت تكمش بقبضتها الصغيرة على ذراعه العضلي ليلتصق بها أكثر.
خرج منه أنين خافت من اللذة عندما ارتشف رحيق شهد شفتيها بعمق أكبر ، بينما كانت تمسك الفنجان بيدها الأخرى بقوة ، جاهدة ألا يسقط منها.
مرت علي القبلة بضع لحظات حتى شعر بحاجتها للهواء ، فإبتعد برأسه علي المضض ، ورأى ابتسامتها الصغيرة مزينة شفتيها ، فابتسم لها ، وعيناه تلمعان برضا.
ابتعدت كارمن عنه قليلًا وقالت على عجل ، وهي تضع الكوب من يديها على المنضدة ، وهرولت للأعلي تحت نظراته المندهشة : لحظة بس وهرجعلك
عادت إليه بعد فترة وجيزة حاملة أحد قمصانه في يدها ، لكنها لم تجده في الصالة الداخلية للمنزل ، فسارت مباشرة نحو المطبخ ، لتراه جالسًا على أحد الكراسي الخشبية أمام الطاولة الطعام.
مشيت كارمن لتقف خلفه ، ووضعت ذلك تي شيرت علي ظهره من الخلف ، ثم همست بهدوء في أذنه : ممكن تلبس دي عشان ماتاخدش برد
قبل يدها بحب قبل أن يقول بخبث : خايفة عليا من الجو السقعة و لا مكسوفة كالعادة اعترفي
عضت شفتها السفلى في حرج ، وقالت بعينان زائغة تحاول الإنكار : انا مش مكسوفة
نظر أدهم إليها بتمعن ، وقال بسخرية : مهما انكارتي نظراتك بتفضحك
أنهى أدهن عبارته ثم أجلسها على ساقه فجأة ، حالما سحبها من ذراعها ، لتنظر إليه باستسلام ، هو يعرف ما تشعر به دون الحاجة إلى النطق به ، ومهما كانت أفعالها جريئة في بعض الأحيان ، لكن خجلها يشتعل في وجنتاها منه بسرعة قصوى ، وهذا لا يضايقه بل على العكس من ذلك ، فهو يجعلها أكثر فتنة في عينيه ويؤجج شوقه للمزيد منها.
همست كارمن تحاول تغير الحديث عبثا : تحب احضرلك ايه علي الفطار!!
غمغم أدهم أمام شفتيها بمكر : أنا بحب حاجات كتير منهم الخدود دول اللي بيحمروا في السقعة
همست كارمن وهي تغمز له بشقاوة ، وقد تبدد خجلها بعيدا : دا انت مركز اوي
أومأ أدهم برأسه وقال بثقة وعيناه تلمعان بلهفة : حافظك مثلا لما بتكوني مبسوطة بتقدري تتغلبي علي خجلك ولسانك بيقول أحلي كلام ولما بتتوتري بتشوحي بإيدك كتير و تغيري الموضوع زي دلوقتي بالظبط
لقد أذهلها حقا إدراكه لتلك التفاصيل الصغيرة بها ، ونطقت مستسلمة : عمري ما هقدر اغلبك ابدا .. يالهوي بص انت اللي كسبت انا بعترف انت هزمتني
أجابها بشرود في ملامحها اللطيفة بينما كانت تلمس أنفاسه بشرة خدها بحرارة أذابتها : وانا عايز أحب فيكي طول الوقت انتي دلوقتي حياتي وعايز اعيش فيكي كل لحظة في عمري
عضت بشفتيها على خده بلطف ، وقالت بصوت ناعم مليء بالعشق له : بعشقك انا وماقدرش اتحمل كل الدلع دا منك علي فكرة براحة عليا
ثم أضافت في نفس الهمس الخافت ، وهي تنظر إليه بحب شعر به فور أن سمع النبضات العالية في صدرها الملتحم لصدره : لما بتبصلي بالطريقة دي بحس كأنها اول مرة عشان كدا بتلخبط واتكسف
طبع أدهم قبلة عميقة بين حاجبيها المعقودة ، وقال هامسًا بصوت أجش ، دغدغ إحساسها بإثارة : اللي ماتعرفيهوش ان بنظرة منك بتاخدي عقلي و تسرقي تفكيري ومش بكون عايز ابعد عن حضنك الدافي دا ابدا
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
مرت عدة أيام
في مكتب كارمن
دخلت نسمة بخطواتها الهادئة لأنها نادرا ما ترتدي حذاء بكعب عال ، وقالت بدهشة : انتي هتمشي ولا ايه!!
ردت كارمن عليها ، وهي تعبث بمحتويات حقيبتها بعد أن ارتدت معطفها : نسومة كنت هعدي عليكي
سألت نسمة بحيرة : ايه حصل معاكي حاجة مش علي بعضك ليه؟
أجابت كارمن بسرعة : مستعجلة ادهم في اجتماع وهيطول وانا عايزة استغل الفرصة
هزت نسمة رأسها بتوجس ، وقالت بعدم فهم : مش فاهمه منك حاجة
همست كارمن ، وهي تتطلع حولها بريبة : هفهمك بس عايزاكي تيجي معايا ضروري
جلست نسمة ، لتتمتم مستاءة : علي فين انا من وقت الحفلة واللي حصلي فيها وانا متعصبة منكو
وضعت كارمن يدها علي كتفها ، وقالت بمواساة : عارفه اننا دبسناكي ماتزعليش عشان خطري بس فعلا الموضوع المرة دي مهم اوي عندي
نسمة بقلق : قلقتيني بزيادة اكلمي
قالت كارمن بحرج : عيد ميلاد ادهم بعد 4 ايام و بصراحة كدا عايزة اجيبلو هدية واحتفل معاه .. هو كل مرة يفاجئني .. المرة دي عايزة اعمله انا مفاجأة
نسمة بإستفهام : طب ايه المشكلة في كدا؟
نفخت كارمن خديها بضجر وقالت بغيظ : الحرس تحت معايا في كل مترح بروحه واكيد لو راحو معايا يقولوله وهو هيفهم الفولة
قامت من على الكرسي وقالت بذهول : والمطلوب اوعي تقوليلي اروح انا اجيب الهدية!!
لوحت كارمن بيدها بنفي ، موضحة كلامها : لالا مش كدا انا عايزاكي تيجي معايا وبالمرة تفديني بذوقك يا فنانة
لعبت نسمة في أطراف شعرها المربوط علي شكل ذيل الحصان بغرور مصطنع وقالت : اذا كان كدا مفيش مانع
قبلتها كارمن على خدها بسعادة ، وقالت بسرعة لكي لا تهدر مزيدا من الوقت : فل عليكي .. روحي هاتي شنطتك وحصليني عند الاسانسير بسرعة عشان نرجع قبل مايخلص ادهم اجتماعه
همت نسمة بالتحرك للخارج قائلة : اوكي دقيقة و اجيالك
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بعد عدة دقائق أمام الشركة
صاح رجل سمين بصوت غليظ داخل سيارة متوقفة على جانب بعيد نسبيًا ، علي الرجل الآخر الذي يجلس بجانبه نائم على عجلة القيادة أمامه : واد يا سمير انت يا زفت فوق انت نايم!!
قال بتذمر خشن ، وهو يرفع رأسه إلى الآخر : عايز ايه من امي يا رجب ماتسيبنا نكوع شوية الدنيا هادية
وبخه رجب وضربه بقوة طفيفة في مؤخرة رأسه : بص قدامك يا غبي مش دي البت اللي بنراقبها
ألقى سمير نظرة فاحصة إلى الأمام قبل أن أومأ برأسه بغباء : اه هي
قال رجب مثبتا عينيه على ما يحدث في الخارج : خلينا نركز معاهم
سرعان ما أمره قائلا بلهفة : الحق دور العربية اوام دي طالعة مع البت اللي معها بالعربية لوحدهم
تمتم وهو لا يفهم شيئا ثم أدار محرك السيارة كما أمر رجب : مش المفروض الاتفاق تكون لوحدها
صاح في اشمئزاز من غباء صديقه ، وقال بتفسير خبيث ملئ بالطمع : وهي دي بتطلع لوحدها اصلا دي فرصتنا والاتنين حريم مش هياخذو في ايدنا غلوه ويمكن الكاشات تزيد
أنهي عبارته ثم أدار رأسه إلى الوراء ، وهو يصرخ على أولئك الذين كانوا مستلقين على الأريكة الخلفية : انت يا لوح انت وهو فوقو العملية هتم دلوقتي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند كارمن في السيارة
زفرت كارمن براحة وقالت بحماس : اخييييرا مش مصدقة اني عرفت اتحرك من غيرهم
نسمة بتعقل بينما كانت تتأمل السماء ذات اللون الغامق بفضل الغيوم المتلبدة ، والتي تعلن سقوط أمطارها من خلال النافذة : دول امان ليكي يا بنتي
أومأت برأسها قائلة بهدوء : ايوه عارفه وانا مش مضايقة بس موقف زي دا محتاجة شوية خصوصية يعني
سألت نسمة بحيرة ، وهي تنظر من النافذة بجانبها : ناوية تروحي فين؟
أجابت كارمن ببساطة : هنشوف المول القريب من هنا
بعد لحظات قليلة ، ضغطت على الفرامل بشدة للفرملة بسرعة عندما قطعتها سيارة أخرى فجأة ، مما جعل الفتاتين تفزعان بشدة.
وسرعان ما نزل من السيارة الأخرى أربعة رجال من ذوي الأجسام الكبيرة ذات الملامح القاسية للغاية ، واقتربوا من السيارة وسط دهشة الفتيات ، وعدم فهمهم لما كان يحدث.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
علي الناحية الأخري
اتسعت عيون رجال مراد الذين كانوا يراقبون كارمن كالمعتاد ، حالما رأوا هؤلاء الأوغاد يخطفون كارمن ، والفتاة الأخرى معها ويضعوهم في سيارتهم ، فإنطلقوا وراءهم بأقصى سرعة.
تحدث إحدي الرجال الي حمدي : اتصل حالا بمراد بيه
★★★
هب مراد من كرسيه ، وهو يصرخ عليهم بزمجرة عنيفة ، وقد تمكن منه القلق عندما سمع ما حدث ، معتقدًا أن الجناة هم المافيا أنفسهم ، والذي كان في الواقع خائفًا من ذلك الحدث منهم رغم أنه طوى تلك الصفحة إلى الأبد : ايه الهبل اللي بتقولوه دا مامنعتهمش ليه !!
هتف حمدي بتبرير : يا مراد بيه احنا وراهم ماغفلوش عنا لحظة وهما طالعين علي الطريق الصحراوي قولنا نتصرف ازاي!!
سب مراد بألفاظ نابية قبل أن يقول بسرعة : اكسروا عليهم يا بهايم وتمسكوهم دي عايزة سؤال يعني
تمتم حمدي بطاعة : امرك
اردف مراد بحدة محذرا : اسمع اياك وحدة فيهم يحصلها حاجة وتجيبو العيال دول والبنات علي المخزن اللي جنب الشركة فاهم وانا هلحقكو علي هناك
أغلق حمدي المكالمة وهو يقول : حاضر يلا يا فهمي اكسر عليهم
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في شركة البارون
خرج أدهم من غرفة الاجتماعات ، وتوجه مباشرة إلى مكتب كارمن ، لكنه لم يجدها.
جعد حاجبيه وهو يزم شفتيه في حيرة ، وأخرج هاتفه للاتصال بها ، لكن هاتفها وجده مغلقاً ولم يكن هناك أثر لحقيبة ومعطفها ، كما أنه وجد عدة إتصالات من قائد الحرس الخاص به.
أثار ذلك ارتيابه قليلا ، ثم ضغط علي رقم حارسه للإتصال به ، فأجاب بعد لحظات بإحترام : أأمر يا ادهم بيه
تساءل أدهم قائلا : انتو خرجتو مع مدام كارمن يا صبحي!!
أخبره صبحي مفسرا ما حدث بإختصار : لا يا فندم كارمن هانم من شوية خرجت مع انسة نسمة وقالولي عندهم مشوار هنا قريب و هيرجعو علي طول و امرتنا مانروحش معاهم
ادهم بتمتمة : تمام يا صبحي
أنهى المكالمة ، وهو شعر بتوجس داخله يفكر إلى أين ذهبت مع صديقتها الآن ، و دون أن تخبره هذه ليست عادتها معه.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في سيارة رجب
يجلس في الأمام سمير على عجلة القيادة وبجانبه رجب ، وخلفه من الجانبين الرجلان الآخران ، وفي الوسط كارمن ونسمة مخدرتان وغير مدركتين لما حولهما ، بينما تبرز نظرات الرجال برغبة حيوانية علي أجسادهن الفاتن المغري في عيونهم ، وتدور في مخيلتهم أفكارا مقززة.
هتف رجب بنبرة غليظة : ايوه يا ست نادين انا بتصل علي قاسم بيه مابيردوش ليه!!
نادين بإستغراب : معرفش هو فين بس طمني في اخبار جديدة؟
رد بخبث بينما عيناه تلتمع بطمع متخيلا كثرة النقود التي سيحصل عليها من تلك العملية : ايوه البنتين معانا في العربية وطالعين علي الوكر بتاعنا
هتفت نادين بإنشداه : بنتين ايه هي واحدة بس انت هببت ايه؟
انزعج رجب من صراخها الحاد في أذنه وقال غاضبًا : فاهم فاهم بس الست اللي انتو اتفقتو عليها ماكنتش بتطلع لوحدها .. ودي اول مرة تخرج وهي معاها وحدة كان لازم نستغل الفرصة
نادين بإستفهام : ماخدوتهاش لوحدها ليه و سيبتو اللي معها
اجاب رجب قائلا بتبرير : كانت هتعملنا دوشة و زيطة
تفاجأ الجميع بعدة سيارات تحيط بهم من الجانبين وتكسر الطريق عليهم ، ففرمل سمير بسرعة ، بينما يوزع نظراته التائهة والمذعورة على باقي الأشخاص في السيارة.
هتف سمير بإنكماش متسائلا بخوف : مين دول يا رجب!!؟
رمش رجب بعينه عدة مرات غير مستوعب ، وقد تمكن منه التوتر أيضًا قائلا بتقطع : مم معرفش!!
نطقت نادين بسؤال من الصوت الصاخب الذي سمعته بوضوح من الهاتف : ايه الصوت دا؟
صرخ بها بحدة وقد نفذ صبره منها : اش عرفنا ناس مانعرفهمش بعربيات كتير هجمو علينا و شكلهم مسلحين
صفعت نادين على خدها في رعب ، وسقط قلبها في صدرها قائلة بخوف : يا نهار اسود دول اكيد رجالة ادهم اسمع اياك تجيب سيرتي فاهم
هدر رجب بزمجرة شرسة ، وهو في داخله يكاد يموت من الأرتباك الشديد : هو احنا فينا من كدا بتخلعي لا دا انا اسلمك وقتي يا امورة انتي و الفرفور بتاعك...
لم يكمل جملته لأن السيارة تعرضت لهجوم من قبل حراس مراد الذين أحاطوا بهم بالأسلحة النارية ، ولم يمض سوى دقائق معدودة ، وتم تقييد المجرمين بأيديهم وأرجلهم ، واستلقوا في حقائب سيارات في الخلف بسرعة قصوي بسبب القدرات العالية للغاية لهؤلاء الحراس المتدربة على مستوى عال ، بعدها أخذوا الفتاتان المخدرة معهم في السيارات ، وتوجهوا إلى المكان الذي أخبرهم به مراد بعد أن اتصلوا به ، وأخبره حمدي بما حدث للتو.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في منزل ميرنا
رن الهاتف على المنضدة بينما كان مستلقى بجانبها على السرير ، لكنه تجاهله فأخيرًا تحققت اللحظة التي أرادها منذ وقتا طويلا ، وهي الاقتراب منها و تذوقها ، بعد أن تمنعت كثيرًا عليه ، فإستعمرت عقله بإغوائها له في الفترة الماضية.
تمتمت ميرنا في استياء ناعس : اوف مش هترد علي البتاع اللي بيرن دا صدعني موت
تمتم وهو يقبل ظهرها بقبلة عميقة ، علي أثارها أصدرت غمغمة مستمتعة : سيبك من التليفون و صحصحيلي شوية انا لسه ماشبعتش منك
فتحت عينيها ، ونظرت إليه قائلة باستنكار رقيق : مش مكفيك طول الليل واحنا مع بعض!!
لعق شفته بلسانه مشتعلة الرغبة في عينيه ، وقال بصوت رجولي مثير : انا مابشبعش من الحلويات اللذيذة اللي زيك ابدا
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في منزل نادين
ترزع الأرض بقدميها ذهابًا وإيابًا بتوتر عصبي ، وتحاول الاتصال بهما ، لكنها لا تتلقى أي رد ، فتزفر بغضب متمتمة : اوووف راحو فين دول احنا روحنا في داهية .. مافيش حل غير اني ألبس بسرعة واروحلها ممكن في اي لحظة البوليس يخبط عليا اصلا
ركضت إلى غرفتها ، وارتدت ملابسها على عجل ، ثم فتحت أحد الأدراج ، وأخرجت مسدسًا صغيرًا يخص والدها ، وتأكدت من وجود ذخيرة فيه ، حتى إذا حدث شيء ما في الطريق ، يمكنها التصرف معه ثم خرجت من المنزل في انتظار مرور سيارة أجرة.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في مستودع بمكان شبه مهجور ، ومخيف بعض الشئ بسبب الجو الممطر ، والغيوم المتلبدة في السماء جعلت المكان شبه مظلم.
جلس مراد علي عقبيه أمام نسمة ، وهي جالسة على أحد الكراسي في المستودع حيث كان يحتفظ بهم فيه ، لحين وصول الشرطة.
شعر مراد بخفقاته تعلو بفزع عندما رآها مخدرة أمامه ، وبجانبها كارمن لا يدري ما حدث له أو ما كان يفكر فيه ، لكن الفكرة الوحيدة التي سيطرت على عقله كانت أن هؤلاء الأوغاد وضعوا أصابعهم القذرة عليها ، فجأة تحولت عيناه إلى ألسنة اللهب ، وخرج الغول المفترس من داخله ، الذي ما أن يتمكن منه لا يرحم أحداً ، وأطاح بهؤلاء الأوغاد الملقون على الأرض الآن بضرب عنيف ، قد تهشمت عظامهم بسببه.
لاحظها ترتجف فخلع سترته ومد يده إليها بها ، فأخذت السترة ورفعت نظرتها إليه ، لتنظر بصدمة إلى حمالة السلاح التي كان يرتديها ، وهذا زاد من قلقها كثيرًا منه ، وما جعلها أكثر توتراً هو نظراته الثاقبة التي يحدقها بها ، لكنها تمتمت : شكرا
صاح بصوت أجش موجهًا حديثه إلى كارمن التي كانت جالسة بجوار نسمة : الحمدلله انكم بخير .. انتي كويسة دلوقتي !!
هزت كارمن برأسها بصمت دون رفعها ، لأنه يراودها شعور بالدوار البسيط من تأثير المخدر ، لكنها رفعت وجهها تنظر له بلهفة ملحوظة ، حالما سمعت اسمه الذي ردده مراد أمامها : انا اتصلت بجوزك وهو جاي في الطريق و كمان الشرطة هتوصل دلوقتي .. معلش لو اعتبرتيه تطفل اني امسك تليفونك لكن كنت مضطر
أومأت برأسها وقالت بعقل شارد : ولا يهمك متشكرة
أضافت كارمن متسائلة بصوت خجول مضطرب بعد أن تذكرته : معلش مش حضرتك مراد عزمي اللي قابلتنا قدام الشركة من فترة .. بتعمل ايه هنا وايه علاقتك باللي حصل!!
عرف مراد أن هذا السؤال سيوجه إليه ، فأجابه بثقته المعتادة : الكلاب دول خطفوكم من قدام شركتي تقريبا وشئ طبيعي لما رجالتي يشوفو حاجة زي كدا بتحصل قدامهم يدخلوا فورا
استطرد مراد حديثه ، بعدما أن إستقام واقفًا بجسده في شموخ يليق به ناظرًا حوله : وبالنسبة للمكان دا مخزن بتاعي قريب من الشركة مش بستخدمو عشان كدا جبتهم فيه
كلتا الفتاتين هزتا رأسهما بفهم لأنه كان يتحدث بثقة عالية دون أن يرمش له جفن ، وهذا ما اكتسبه من ممارسة الرياضة العنيفة بشكل دائم ، ولكن كان يبدو علي نسمة النصيب الأكبر من الصدمة لرؤيتها له مرة أخرى بتلك السرعة ، وفي مثل هذه الظروف.
تنهدت نسمة داخلها تشكر ربها لإرساله لهم لأن بدونه ، لم يكن أحد ليعلم ما كان سيحدث لهم ، لكن ما أثار خوفها قليلاً هو نظرته الغاضبة ، التي كان يحدقها فيها من وقت لآخر دون سبب واضح.
كما أنها لا تنكر أيضا أنها اعتقدت للحظة أنه هو الذي خطفهم من أجل الانتقام منها كما هددها ، لكنها نفضت هذا الاعتقاد من عقلها عندما سمعت مكالمته لأدهم لأنها استيقظت قبل كارمن بدقائق ، وذلك جعلها أهدأ قليلا منها.
أما بالنسبة له فقد شرد عقله في التفكير بها ، فهو لم يحاول أن يعرف عنها شيئًا ، رغم أن عيناها لم تفارق خياله ، كما كان يشتاق بشدة لسماع صوتها العذب ، لكن بالرغم من ذلك ، فهو لا يريد أن يتورط في شيء قد يؤثر عليه ، ولا يفهم ما هذا الشعور الغريب الذي غزا كيانه لمجرد أنه رآها ، فهو عادة لا يبالي بأي شيء.
أما الآن كل تلك الأفكار ذهبت هباءًا ، هي أمامه للمرة الثانية ، دون أي ترتيب منه ، ثم لمس ذلك الشيء الصلب داخل جيب بنطاله ، قبل أن تظهر ابتسامة غريبة على شفتيه.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند أدهم
كان أدهم جالسًا خلف عجلة القيادة متجهًا بأقصى سرعة نحو العنوان الذي أرسله الشخص الذي اتصل به ، وأخبره أن زوجته وصديقتها قد اختُطفا بعدها تحرك لا يري أمامه بهلع ، بينما كان يجلس بجانبه مالك متوترًا للغاية بعد أن أجرى مكالمة للشرطة ، وهم بالطريق إليهم.
هتف مالك بإرتباك طفيف : يا ادهم عارف انك متوتر بس خفف السرعة شوية كدا هنتقلب قبل ما نوصل
قال أدهم بوجه مقتضب : سيبني في حالي دلوقتي يا مالك الله يخليك
تساءل مالك بحيرة : تفتكر مين يكون عمل حاجة زي دي؟؟
أجابه أدهم بثقة : مافيش غيرها العقربة اللي سيبتها تفلت من ايدي بغباء
تمتم مالك بذهول : نادين!!
هدر أدهم بغضب ناري وهو يشعر بداخله بمرارة شديدة من شعوره بالعجز ، لأنه لم يستطع حماية زوجته من تلك الأفعى التي لدغتها أصبحت أقوى تلك المرة : هو في غيرها ممكن يتجرأ يعمل معايا كدا .. المرة دي مش هرحمها كفاية استحملت جنانها سنين
حاول مالك تهدئه قائلا بثقة : اطمن انا بلغت الشرطة عن عنوان شقتها واكيد هيمسكوها وهيحققوه معاها