رواية مواسم الفرح ست الحسن الفصل الاربعون 40 بقلم امل نصر
الفصل الأربعون
ماشى فى طريقه وبيدندن بسعاده .. الشنطه شايلها على كتفه واكنه شايل بضاعه عاديه من اللى بيشتريها ويسرح وبعدين يلف بيها فى الشوارع ويبيعها .. وصل لمنطقته وهى عباره عن مجموعة بيوت مبنيه بطريقه عشوائيه ومتفرقه .. لسكان عددهم قليل ومعظمهم اغراب .
وصل لبيته واللى مسميه هو عشه .. ويدوبك ها يفتح الباب سمع اللى بتنده عليه .
– زكى … انت جبت بضاعه جديده ؟!.
شتم فى سره قبل مايلتفت لها ويكلمها بغيظ مكتوم
– عايزه ايه يا سحر ؟! .
اتقدمت عليه بخطوات ملهوفه : عايزه اشوف البضاعه الجديده . ياترى جبت اللى جولتلك عليه ؟!.
زاح ايدها اللى بتحاول تمسك الشنطه وتعرف اللى فيها : شيلى ايدك يا” سحر ” .. وبطلى ام رزالتك دى .
سحر وهى مستغربه فعله : خبر ايه يا”زكى” ؟! .. انت وعدتنى انى هاكون اول واحده تشوف الجديد عشان اكمل بقيه جهازى .
حاول يمسك اعصابه ويبان طبيعى
– دى مش هدوم .. دى امانه ناس مأمنينا عليها .
اتكلمت هى بعدم تصديق : ماتجول انك لاقيت زباين تانى احسن .. خبر ايه يازكى ؟ .. دا انا عمرى ماأخرت عليك قسط فى شهر واحد حتى .
ساعتها ماقدرش يسيطر على اعصابه
– بقولك ايه .. انا مش فاضيلك دلوقتى ولا شايف قدامى وعايز اخش انام .. اخلصى انزاحى بقى من وش الباب ..يالا
قالها الاخيره وهو بيزحها بأيده بعصبيه وبعدها فتح الباب ودخل وهى مازلت مكانها مستغربه معاملته الغريبه واللى اول مره تشوفها منه .
………………………….
– انتى متأكده من كلامك دا يا” بدور ” .
– يابوى زى ما بجولك كده .. دا انا جافله حالاً معاها دلوك .. حن عليكم اللحجوها بسرعه .
دا كان رد ” بدور ” على والدها .. اللى ماكنش مصدق كلامها الغريب وبيحاول يستوعب .
– طب هى مرميه فين دلوك ؟ . واللى اسمه ” زكى ” ده ساكن فين بالظبط ؟؟ .
رفعت عينها لفوق ونزلتها تانى بقلق كبير وعدم صبر لتحقيق والدها ليها
– يابوى بجولك .. اللى اسمه ” زكى ” دا ساكن بره البلد عند الترعه فى البيوت اللى اتبنت جديد من غير ترخيص وسط الزراعات .. دى حتى جريبه من ارض جدى زى ماجالى ” عاصم ” .. و” فوقيه ” برضو جريب منه بس فى وسط الزرع مرميه ومتصابه .
نعمات وهى رافعه ايدها لفوق : يارب نجيها يارب .. يارب نجيها .
انا هاتصل ب” ياسر ” بيه الاول .. قالها وهو بيمسك فونه ويحاول لكنه فجأه وقف يسألها مندهش
– انتى بتجولى ” عاصم ” يا” بدور ” !!.
بدور وهى بتهز دماغها بتأكيد : ايوه يابوى .. ماهو كان معايا وسمع كل حاجه .. وهو اللى نبه عليا اجرى بسرعه واجولك عشان تتصلوا بالبوليس وتلحجوها .
سألها ببساطه وايده اللى ماسكه الفون نزلت من غير مايدرى : وما اتصلش هو ليه ؟!! معاهوش رصيد ولا وراه مشوار ؟!!!.
– تجصد ايه يابوى ؟!!!
قالتها الاول بعدم فهم وبعدها خبطت بكف ايدها على خدها : ليكون راح ل” زكى ” يابوى .
نعمات بتأكيد : يكون !!!! .. دا اكيد ياعين امك .
صرخت مخضوضه : يامرارى يامٌا .. دا انا ماصدجت انه فك الجبيره النهارده ومشى على عصايه بدل العكاز .. ولا دراعه دا كمان ..حمل كسر جديد .
نعمات : بس ماتفوليش وادعى ربنا يسترها .
راجح اللى مسك الفون يتصل ومنتظر الرد
– انزلى بسرعه دلوك كلمى جدك .. على ما اخلص انا اتصالى .. و
– الو … ياسر بيه معايا ! .
…………………………
بعد ما دخل البيت وقفل الباب فى وش جارته ” سحر ”
نفخ بقرف
– ناس بيئه !! .. بس هانت .
وبعدها دخل دوغرى على اؤضة النوم ..نزل بالشنطه عالسرير وفتحها وهو بيصفر ومبسوط .. يمسك فى الدهب والفلوس
– يا .. حلاوتكم .. كل دا دهبك يا ” انتصار ” .. وكل الفلوس دى كمان بتاعتك .. اااه .. ريحتكم حلوه وترد الروح .. الله يرحمك يافوفه .
قال الاخيره وهو بيمسك موبيلها وبعدها قام يغير هدومه .. يادوبك عايقلع الجاكيت سمع خبط على باب البيت ..نفخ بضيقه
– اه يا” سحر ” ال…… ودينى لاكون مربيكى لو طلعتى انتى ..
خرج عشان يفتح الباب .. فلاقاه واقف قصاده بنظراته الحاده من غير كلام ..
– نعم مين حضرتك ؟! .
– انت ” زكى ” اللى بتسرح بالهدوم الجاهزه .
نفخ صدره وهو بيمسك بياقة القميص وبيتكلم بتفاخر
– دا كان زمان .. انا خلاص بطلت .
رد عليه بعصبيه : يعنى انت” زكى ” ؟
– ايوه ياسيدى ” زكى ” انت بقى مين ؟؟؟.
– انا بجى ” عاصم “!! .
– قالها وهو بيشده من قميصه وبيخبطه روسيه شديده بحركه سريعه راجعته لداخل الببت مرتد بضهره .. صرخ على اثرها وهو مصدوم وبيحاول يوزن نفسه
– عاصم مين ” ياض” ؟…. دا انت بينك ماتعرفنيش .
عاصم اللى دخل البيت وقفل الباب وراه .. قلع شملته وهو بيشاوله بأيده وعينه مبرقه و بصوت اجش ومنفعل
– تعالى وعرفنى مين ” زكى ” ؟ ..
زكى وهو بيسحب المطوه من الجيب الورانى للبنطلون بعد ما استعاد توازنه وبكل شراسه وهو بيهوش بيها قدام ” عاصم ” .
– دا انت بينك شارب ولا امك داعيه عليك .. عشان تيجى تمد ايدك عليا فى قلب بيتى .
شاورله بأيده تانى و بكل جساره
– تعالى ياللا ورينى مرجلتك .
زكى وهو بيتقدم على ” عاصم ” وبصوت عال ينذر بنشوب الحرب
– لا بقى …. دا انت جيت لقضاك .
……………………………
راجح وهو بيفرك فى ايديده بقلق : انا هاتجن .. يارتنى كنت ماتبعتك يابوى وجعدت .
ياسين اللى ماسك سبحته ..قطع تسبيحه يرد
– وبعدين معاك يا” راجح ” .. اتصبر ياولدى .
بدور اللى هاتموت من الخوف
– يصبر كيف ياجدى .. احنا كلنا جلجانين .. دا انا دلوك بس اتمنتيت ابجى راجل عشان ماجعدتش كده حاطه على خدى مستنيه
ياسين بابتسامه ومكر
– هو انت لو راجل كنتى اتجوزتى ” عاصم ” .. يابت .
– يوه ياجدى .. باه .
قالتها وهى بتبعد بوشها مكسوفه من جرأة جدها
صباح : عاجبك كده يابوى اديك كسفتها
ياسين وابتسامته زادت
– خليها تتكسف احسن … استنى بس اشوف اللى بيرن .. دا “حربى ” !!.
راجح بلهفه : صح يابوى .. طب رد بسرعه .
ياسين وهو بيشاورله يسكت عشان المكالمه
– الو … ايوه …..امم ….. طب هى زينه دلوك .. … اممم ….. طب وانت و”رائف” جاعدين حالياً … .. اممم …. طب بالسلامه ياولدى وطمنى عليك انت وواد عمك .
نعمات بلهفه : لجيوها ياعمى ؟
– لجيوها وهى لسه فيها الروح ودلوك هى فى الاسعاف والحكومه هى اللى هاتتصرف معاها ..
صباح : طب الحمد لله .
ياسين بتأثر : بس ” حربى ” بيجول انها صغيره .. يادوبك ١٨ ولا ١٩ ماتزيدش عن كده .
نعمات : ياحبيبتى .. عشان كده عرف يضحك عليها الزفت ده .. منه لله
– طب و” عاصم ” ياجدى ؟
– ماحدش عارف الحكومه وصلتلوا ولا لسه فى السكه يا” بدور ” .. ادعيلوا يابتى .
– ياااارب
…………………………….
صوت الضرب والصريخ اللى كان خارج من البيت .. كان بيلفت نظر اى انسان معدى او قريب .. بعض الجيران اتطوعوا وخبطوا عالباب لاجل ما يطمنوا .. لكن عدم الاستجابه خلاهم يرجعوا تانى يتفرجوا وبس .. خرجت جارته ” سحر ” ووالدتها اللى سألت بصفو نيه
– هو ايه اللى حاصل عند ” زكى ” يابت .
مطت شفايفها بضيقه : انا عارفه يامٌا .. دا تلاجيه سرج ولا عمل حاجه عفشه مع اللى جاى يتعرك معاه فى بيته .
زغدتها والدتها قبل ماتقول
– ليه بتجولى كده يامضروبه الدم .. عمل معاكى ايه ؟؟
– جايب شنطه معبايه هدوم جديده واتحايلت عليه انجى منها لجهازى .. مرضيش وزجنى .. احسن يستاهل .
والدتها مستغربه : مش بعاده يعنى يعمل كده معاكى .
– اكيد لجى زباين جديده .. دا يبيع ابوه بالجرش .
والدتها وهى شايفه العربيه الكوحلى اللى داخله عليهم : سلاماً قولاً من ربٍ رحيم .. ودول ايه اللى جايبهم عندينا .
سحر كمان اترعبت زى والدتها .. ورعبها زاد اكتر لما لاقت العربيه وقفت قصادهم .. والظابط اللى قدام بيسألها من شباك العربيه
– تعرفى بيت ” زكى ” بياع الهدوم فين بابت انتى ؟ .
هزت بدماغها بخوف وهى بتشاور بأيدها عالبيت
– هو دا يابيه اللى هناك ده
الظابط شاور لسواق ومشيوا من جمبهم
والدة ” سحر ” : دا انت باينك صح و” زكى ” عامل نصيبه !!
عاصم كان بيلف ايده المتصابه بشملته وهو قاعد بيتنفس بخشونه لما اتفاجأ بالباب اللى اتفتح بقوه ودخلوا دول عليه
الظابط وعينه راحت على ” عاصم ” و” زكى ” المرمى على الارض مسنود بضهره على كرسى قديم وشكله مش باين من كتر الكدمات اللى فى وشه : مين فيكم ” زكى ” ومين فيكم ” عاصم ” ؟
عاصم وصوته مازال منفعل
– انا ” عاصم ” وال….. دا يبجى ” زكى ” .
الظابط وعينه عالعصايه اللى بيتسند عليها ” عاصم ” و” زكى ” المتكسر فى الارض .
– ماشاء الله … امال لو بصحتك كنت عملت ايه ؟!!! .
…………………………….
فى اليوم التالى
دخلت المستشفى بسعاده ماتتوصفش وهى بتمشى بسرعه واكنها بتجرى .. وصلت للقسم بتاعه شافت الممرضه
– لو سمحتى الدكتور ” مدحت ” موجود فى مكتبه ؟.
الممرضه بموده : اهلا يادكتوره ” نهال ” الدكتو…… لو سمحتى استنى ….
للأسف ماكملتش جملتها ودا لأن ” نهال ” جريت عليه لما شافته خارج من غرفة مريض
– مدحت يا”مدحت “وحشتنى خااااالص ياحبيبى
قالتها بضحكه جميله .. بس الضحكه وقفت لما لقت الاساتذه الخارجين وراه ومتنحين لها .. اتكسفت اوى وحست بالاحراج وهما خارجين ورا بعض واخرهم ظهر ” يونس ” و” مها” .وهو على الرغم من كم الاحراج اللى نالوا هو كمان لكن قلبه كان بيرقص من الفرحه ..
–
– انا اسفه مكانتش واخده بالى .
قالتها وهى عينها فى الارض .. لكن رفعتها تانى لما لقت ايده اتلفت على كتفها وبيعرفهم بيها
– احب اعرفكم يا اساتذه ” نهال ” طالبه فى كلية الطب ومراتى .
– مراتك !!!
قالها يونس بعدم تصديق و” مدحت ” كمل
– ايوه مراتى .. مكتوب كتابنا وقريب الفرح ان شاء الله .
– الف مبروك يادكتور .. الف مبروك يادكتوره .
خرجت من الاستاذه يهنوه بكل موده وهو بيرد بمنتهى السعاده وهى بمنتهى الكسوف خصوصاً وايده لسه نازله على كتفها .
وبعدها مشيوا الاساتذه يكملوا المرور على باقى الحالات ومعاهم ” يونس ” و” مها ” اللى كانت بتبص ل” نهال ” من فوق لتحت و” يونس ” بينظر ل” مدحت ” بنظرات كلها غل وحقد .. و”مدحت ” بيقابل اللى نظراته بتحدى … قرب من ودنها يهمس
– اسبجينى عالمكتب .. وانا هاخلص مرور معاهم واجيلك
…………………….
دخل المكتب للاقاها مازلت على حالة الاحراج والكسوف .. وهو بيمثل الجديه ويقعدفى الكرسى اللى قبالها قصاد المكتب
– ايه يا ” نهال ” .. دا موقف تحطينى فيه ؟
كانت عامله زى العيله اللى اذنبت وهى بتلعب فى دفتر محاضراتها .
– انا اسفه ماكنتش اعرف ان عندك مرور مع الاساتذه ..
انتظرت رد لكنه مردش .. فرفعت عينها ..لاقته بينظر لها بهيام واكنه بيحفظ كل لمحه منها .. ابتسم لها ابتسامه واسعه شجعتها تخرج ضحكتها المكتومه وبعدين طلعت بصوتها المميز ..وهو كمان ماقدرش يمنع ضحكته وهو بيقول
– يامجنونه
عضت على شفتها قبل ماترد : انا شكلى كان زباله صح .
– اى نعم هو موقف محرج .. بس انا فرحت جوى .
ابتسمت اكتر واتكلمت بطريقتها اللى بيعشقها
– بس شوفت الصدمه بانت ازاى على الدكتوره ” مها”.. اللى كانت بتبصلى من فوج لتحت
هز بدماغه يوافقها وهو بيضحك : ايوه … زى ماشوفت الصدمه اللى بانت على “يونس “.
ابتسامتها وقفت وهو كمل بجديه
– شوفى ياروح جلبى .. عايزك تنسى ” مها ” خاالص زى انا ما هنسى ” يونس ” عشان نكمل مع بعض بهدوء ومن غير نكد ماشى .
– هزت بدماغها وابتسامتها رجعت تانى : ماشى .
– شاطره
قالها وبعدين كمل بحاجب مرفوع بخبث : طب انا نازل البلد انهارده ابارك لعمى .. ها تنزلى معايا ولا مش فاضيه .
شهقت بفرح : ازاى يعنى ؟ انت بتهزر .. طبعاً اكيد لازم انزل البلد النهارده واشوف الفرحه فى عيون ابويا وامى .. هى دى محتاجه كلام
………………………
فى المسا
” ياسين ” وولاده كلهم واحفاده كانوا متجمعين حواليه
و” راجح ” قاعد جمبه وحاضن ابنه ” ياسين ” الصغير ..فى جو عائلى حميمى وضحك وهزار من الشباب
رائف : بس كله كوم ياجدى ومنظر “انتصار” النهارده وهى داخله الجسم بتزعج وعايزه تعمل محضر سرجه ل “فوقيه “..هههه … انا اول ما شوفتها جولتها انتى جايه لو حدك منغير ماحد يبعتلك .. دا انت باينك مكشوف عنك الحجاب هههه .
حربى : هههه بس باصتلك باحتقار يا” رائف”.
– هههه ايوه ما انا خدت بالى .
سالم : ياض كفايه انت وهو .. انتو ماشبعتوش كلام عنيها .
رائف : نشبع كيف ياعمى .. دا منظر صراخها والعسكرى بيجرها عالحبس بعد ما اتصدمت بالجرايم اللى عليها .. كان مسمع فى المديريه كلها ههههه
ياسين : الله يخرب مطنك ياشيخ .. ما تصدج تلاجيلك حكيوه .
رائف بصوت عالى : حبيبى ياجدى .
عبد الحميد وهو بيضربه بخفه على دماغه من الخلف .
– ماتتعدل ياض انت واكبر .. هاتفضل كده على طوى بعجلك الصغير ده .
نيره بفرحه وشماته : اديلوا يابوى .. اديلوا كمان .
مدحت بضحكه وهو بيقلد والده : طب ما اديلك انا كمان وتبجى زيه
الجميع ضحك على شكل ” نيره ” اللى اتفاجئت من ” مدحت ” .. والضحك بقى بصوت عالى .
ياسين بفرحه : اللهم ما اجعله خير .. ربنا مايحرمنى من لمتكم حواليا .
الجميع امم على كلامه وهما بيدعولوا بطولة العمر
راجح : الحمد لله .. يلعن ابو الحزن .
نهال : يعنى على كده انت خدت الفلوس والدهب بابوى
نعمات : لسه يابتى .. بيجولك لسه فيه اجراءات بتعملها الحكومه
بدور : طب هى الفلوس كامله ولا ناجص منها كتير
راجح : لا يا بتى الحمد لله مش ناجص كتير .. اللى شوفتهم مع الظابط النهارده زنين جوى .. ماهو مالحجش يتصرف فيهم والبركه فى البطل .. ربنا يحرسك لشبابك ياولدى
قال الاخيره وهو بيشاور ل” عاصم ” بعنيه واللى رد
عليه : العفو ياعمى .. بلاش كلامك ده
سالم : طب مدام جبت سيرة البطل .. يبجى عاد لازم توفى بوعدك معانا ونجوزهم فى الميعاد .