رواية ما بين العشق والخذلان الفصل الثالث3 بقلم هدي زايد
¤¤¤¤¤¤¤¤¤
لجمت الصدمة الجميع و على رأسهم هو لو كانت قتـ ـله كان أفضل له من قصف جبهته بهذه الطريقة تابع حديثه و بدأ يشرح الجزء الجديد من الملف لم يستطع متابعة حديثها أكثر من خمسة عشر دقيقة حافظ على هدوئه و طلب من أحد الشباب أن يقف و يبدأ يخبرها كيف تتعامل مع الاجهزة جلس جوارها متجاهلًا أياها بينما تابع هو شرح الضابط الذي كان في مهمة غاية في الخطورة فهي الأولى من نوعها .
نظر نادر في ساعة معصمه و قال:
– ياه الساعة اتنين بليل كل دا شغل إيه كفاية كدا ياشباب و حد منكم يتطوع و يطبخ لنا أنا نفسي أكل أكل بيتي معدتي نشفت من أكل برا
رد أحدهم وقال بحنين
– اه والله يا نادر باشا الواحد نفسه في شوية محشي و رقاق و لحمة محمرة كدا مع شوية ملوخية و الحمد لله رضا على كدا .
رد نادر و قال بنبرة مغتاظة و قال:
– بس كفاية الله يسامحك جريت ريقي، يلا بقى حد يتبرع و يعمل الكلام الحلو دا عشان شكلها السهرة النهاردا للصبح
– كان على عيني و الله يا باشا بس كلنا كدا علاقتنا بالمطبخ زي علاقتنا بالصيني
– فاحلين بس تجرو الريق و خلاص ؟!
سكت مليًا ثم نظر لها و قال بإبتسامة
– بقلك إيه يا سچى مش أنتِ بتعرفي تطبخي بردو ؟!
تعلقت أعين الجميع عدا “خاطر ” الذي كان يقرأ الملف في هدوءٍ متجاهلًا ما يحدث، ابتسمت بخفة لهم و قالت:
– تصدقوا إنكم صعبانين عليا هعمل لكم اللي عاوزينه بس بشرط !
ردد الشباب في آنٍ واحد قائلين:
– موافقين
ابتسمت و هي تقول:
– مش بس لما تعرفوا الشرط ؟!
رد أحدهم و قال بمرح:
-و الله ما حد مكسر لك كلمة دا أنتِ الكل في الكل هنا و كلمتك هتمشي علينا كلنا
رفع “خاطر” عيناه و قال بإبتسامة
– و اما ادورك مكتب دلوقت هتزعل مش كدا ؟! قلبتوا كلكم عشان حتة أكلة !!
رد ” نادر” و قال :
-متحبكهاش بقى يا سيدنا الواد مش قصده
تابع بجدية مصطنعة و قال:
– يلا يلا يا شباب ساعدوا چيچي في الأكل يلا
چيچى !!!
قالها ” خاطر بعصبية مكتومة و هو ينظر لصديقه الذي قال بهدوء حد البساطة
– أنا بنادي لها كدا و هي معندهاش مانع مالك متعصب ليه ؟!
أشار ” نارد” للشباب بالذهاب خلفها و مساعدتها في اعداد العشاء، ثم جلس و قال بهدوء:
– أنا مش رسمي اوي زيك و بعدين البنت مبتعملش حاجة غير انها تنفذ كلامنا بالحرف و لحد الآن هي برفكيت في كل حاجة عادي بقى اقولها چيچى اقولها سچى طول ما هي متقبلة دا فين المشكلة !
– نادر خد بالك اننا في مهمة و هي مجرد واحدة بتساعدنا الجو اللي أنت عامله دا مش عاجبني ولا ينفع يكون موجود أصلًا بين القائد و تلامذته !
تنهد نادر وقال
– خاطر اسلوبك معاها هو اللي مش عاجبني ومش مريح في الشغل نهائي البنت مضغوطة من كل اتجاه متجيش أنت و تكمل عليها
اغلق “خاطر” الملف و قال بنبرته الساخرة
-الله الله الله اجيب لك لمون و شجرة ولا ليه شجرة ما تاخدها وتطـ….
قاطع ” نادر” حديث صديقه و زميله في العمل وثب عن الأريكة و قال بنبرة حادة
– الزم حدك معايا يا خاطر هي دماغك مبتحبش غير الافعال الـ…. ولا إيه ؟!
تسمر “خاطر” مكانه مطالعًا صديقه بذهول و دهشة شديدة بينما تابع الآخر بعصبية
– البنت بتعمل كل المطلوب و زيادة و احنا مش في مهمة رسمية لحد دلوقت احنا لسه بنمهد وقت الشغل بتلاقيني في ضهرك و بسد لو الشغل معاك هيبقى بالاسلوب دا يبقى الله الغني عن الشغل معاك يا اخي و اعتبرني برا المهمة .
وضع “خاطر” الملف على صدر “نادر” بعنف و قال بنبرة لا تقبل النقاش
– ولا تزعل يا نادر اعتبرني أنا اللي برا المهمة من دلوقتي تصبح على خير .
شاح ” نادر” بوجهه تجاه المغطس و هو يتنهد بعمق ناده و لم يرد، هوى بجسده على الأريكة و هو يتمتم بالاستغفار، بينما صعد “خاطر” على سلالم الدرج أسفل ناظريها كانت الإبتسامة العريضة تزين ثغرها و هي تقطع الخضراوات انتبهت لسؤال أحدهم عن مهمته فقالت له
– شوح اللحمة ولا مش هتعرف في دي كمان ؟!
بعد مرور ساعتين
وقف معه داخل الشرفة يضع يده على كتفه محاولًا الاعتذار منه و هو يقول :
– خلاص بقى منزعلش متبقاش قلبك اسود كدا يا جدع
استدار له و قال:
– أنا قلبي مش اسود يا نادر أنت بس اللي اتغيرت من ساعة ما شفتها !
عقد ما بين حاجبيه وقال بعدم فهم :
-شفت مين ؟!
رد “خاطر “بنبرة مغتاظة تملؤها السخرية
– ست چيچي هانم !
ضحك نادر على طريقته و قال:
– يخرب عقلك أنت بتغيير ولا إيه مصيبة لتكون بتغيير عليا بجد !!
تابع بجدية مصطنعة و قال:
– عمومًا أنت عارف أنا الحمد لله مافيش حد هايملى حياتي غير يا ريري .
– امشي من وشي يا نادر
– طب خلاص بهزر معاك روق كدا اومال ويلا كُل المحشي دا عمايل ايدين چيچي
رد بعصبية و قال:
– تاني هايقولي چيچي !
– خلاص بقى متبقاش بايخ قلت بهزر أنا هنزل و هأكل مغاهم وأنت كُل بقى لوحدك مع إني عارف إنك مش هتنزل لكنت قلت لك انزل
بعد مرور ساعة
هرع الشباب خلف “نادر” الذي قفز بين سلالم الدرج ما أن أتاه أحدهم و قال له أن “خاطر” فاقدًا للوعي و مفترش الأرض بجسده، اقترب منه و قام بفتح عيناه ثم نظر لـ فاه و قال
– دي حالة تسمم، ساعدوني نودي الحمام و نعمله غسيل معدة لازم ينزل كل اللي في معدته حالًا .
في البهو و تخديدًا على مقدمة المائدة، كانت تتناول واجبتها بنهم شديد، الإبتسامة لا تفارق شفتاها مرت دقيقة تلوَ الأخرى حتى مر أكثر من ثلاثون دقيقة كاملة، و الجميع داخل غرفة “خاطر” يحاولون إنقاذه، انتهَ الأمر على خير و عاد كل شئ كما كان، طرقات خفيفة ثم قامت بفتح الباب بعدها ولج نادر و بداخله غضبٍ جم، سار بخطواته الواسعة و السريعة تجاهها و قال:
– بصي يا بنت الناس خاطر لما غلط في حقك أنا مسكتلوش و وقفت قصاده ودي كانت أول مرة اعملها و اقف في وشي صاحبي بس الظاهر اني كنت غلطان لكن معلش محدش بيتعلم ببلاش ، و إن كنتي هتفضلي كدا شايلة في قلبك من ناحيته كدا كتير يبقى حالًا هقدم مذكرة بطلب استبعادك و إنك لا تصلحي للمكانة اللي حطناكي فيها
استقام بجسده وهو يقول بنبرة لا تقبل النقاش
– طارك مش عند خاطر، طارك عند الصقر يعني الصح بيقول تحطي ايدك في ايدنا مش نديكي الأمان و أنتِ تضربينا في ضهرنا !!
ختم حديثه وقال بنبرة مقتضبة
– حالًا تعرفيني قرارك و على أساسه هتصرف معاكي معانا ولا علينا ؟!
أومأ برأسها علامة الإيجاب وقالت بخفوت
– معاكم
– اتفقنا من هنا و رايح كلامك و تصرفاتك تعملي لها الف حساب ملكيش دعوة بـ خاطر نهائي قُربك منه هايخليني اتصرف معاكي تصرف هتزعلي منه تعليماتك و تدريبك هيبقى معايا أنا طول الفترة الجاية مفهموم ؟!
هزت رأسها علامة الإيجاب وقالت:
– مفهوم أنا بس كنت عاوزة اقـ.
هدر بصوته الغاضب ولأول مرة قائلًا:
– مش عاوز اسمع كلمة منك من هنا و رايح كلام بحدود معايا و مع التيم كله
تابع بتحذير واضح وصريح
– و لآخر مرة بحذرك يا سچى خاطر لو ماستي شعرة واحدة منه اقسم لك بالله ما هايكفيني في عيلتك كلها .
حركت رأسها علامة الإيجاب، فرغ فاها لتتحدث معه لكنه رفض أن يستمع لها، خرج من الغرفة متجهًا حيث غرفة صديقه، ظل جواره طوال الليل حتى غلبه النعاس على نفس الفراش، استيقظ “خاطر” بتعب شديد يجتاح جسده، نظر بجواره وجده “نادر” حركه و هو يقول:
– أنت يا ابني إيه جابك جنبي هنا أنا عارف لما هتتجوز هتنام مراتك جنبك ازاي ؟!
استيقظ “نادر” بعد منادته للمرة الخامسة أو السادسة لا يتذكر ” خاطر” سأله بتكاسل و هو يتمطع في الفراش:
– هي الساعة كام دلوقتي ؟!
– ساعة إيه يا بارد مين قالك تنام جنبي
– الحق عبيا إني اترميت جنبك طول الليل عشان اطمن عليك !
– لا اطمن يا خويا كويس قوم نام في سريرك
سحب “نادر”الشرشف و قال بنعاس
– سبني انام شوية كمان عشان اطمن عليك أنت محتاج اهتمام و رعاية صدقني .
حرك” خاطر” رأسه و هو يقول بيأس:
– مافيش فايدة مش هيصحى ولا بالطبل البلدي أنا عارفه .
نهض من الفراش متجهًا حيث المرحاض ليغتسل و يبدأ يومه كعادته، بعد مرور خمسة عشر دقيقة كان في المطبخ يُعد لنفسه قهوته الصباحية كادت أن تلج هي الأخرى لكنها تراجعت استوقفها قائلًا:
– هتفضلي طول عمرك غبية و مش هتتعلمي أبدًا .
سكب قهوته ثم سار تجاهها وقف مقابلتها و قال :
– الحرامي الشاطر بيسرق أي منطقة إلا منطقته عشان متعرفش إنه حرامي
بلعت لعابها و هي تشيح بوجهها للجهة الأخرى
اعاد لها وجهها وقال:
-للمرة المليون طول ما القائد بتاعك بيتكلم عينك تفضل ثابتة عليه هو بس لأنك غبية مبتحفظيش كلامي .
سحب نفسًا عميقًا من لفافة التبغ خاصته ثم نفثه في وجهها دفعة واحدة ، كانت تسعُل بشدة بينما ابتسم هو و قال:
– لما تيجي تموتيني المرة الجاية ابقي اتعلمي إنك تخفي آثار جريمتك الهبلة .
ختم حديثه و هو يضع في راحة يدها قدح القهوة قائلًا:
– اللي متعرفوش عني يا حلوة إني مبسبش حقي بسهولة و كدا أنتِ و أنا صفر خافي على نفسك مني .
تركها و غادر المكان كانت ترتعد بداخلها، تهديداته لم تكن عليها بالهين، تذكرت أخيها حين قال لها بأنه شرس يعرف متى يكشف عن أنيابه الوضع بالنسبة لها بات صعبًا، ماذا تفعل كيف ستتجنبه و هو من يتولى تدريبها هذه الفترة !
في عصر نفس اليوم
وقفت أمامه تعتذر له عن ما بدر منها، بينما كان هو جالسًا واضعًا ساق فوق الأخرى يقرأ أحد الملفات الهامة و المتعلقة بالصقر، خرج صوتها أخيرًا لتعتذر قائلة:
– أنا عارفة إن اللي عملته غلط و مكنش ينفع يحصل مهما كان أنا آسفة .
توقف “خاطر” عن قراءة الملف و استمعلها دون أن يرفع ناظريه، بينما تابعت هي بمرارة في حلقها:
– أنا اخويا كان بيحبك اوي و كان نفسه يكون شبهك في يوم من الأيام بس أنت عمـ…
قاطعها و هو يثب عن مقعدهت و قال بهدوء شديد:
– و أنا على فكرة كنت بحب اخوكي معتز جدًا
و كنت شايف في فعلًا ظابط كفؤ و له مستقبل كبير بس صدقيني مليش ذنب بموت اخوكي .
اغروقت الدموع في عيناها و هي تقول بمرارة
– اومال مين اللي له يد في موت اخويا ؟! مين اللي موته الموتة البشعة دي ! مش أنت ؟!
– لا مش أنا اخوكي من كتر حماسه و شجاعته رمى روحه في التهلكة للأسف سنه الصغير و عدم خبرته هما اللي عملوا في كدا .
أشار بسبابته تجاهها و قال:
– زي ما هيعملوا فيكي أنتِ كمان يا سچى
– أنا !!
– اوعي تكوني مش فاكرة إننا مراقبينك من يوم وفاة اخوكي و عارفين إنك بتحاولي اخدك تارك من الصقر بالعكس من يوم وفاة اخوكب و احنا وراكي زي ضلك سابناكي تعملي اللي تقدري عليه و لما كنتي هتتكشفي أكتر من مرة كنا بنلحقك و نعديك لبر الأمان
ساعدناكي كتير اوي عشان توصلي للصقر و جه اليوم اللي تردي في الجميل لو مش قدها قولي و أنا اجيب غيرك .
رفعت ذقنها بشموخ و قالت:
– محدش يقدر يعمل اللي عملتهفي الفترة القصيرة دي مساعدتكم ليا كانت من بعيد انماا أنا دخلت عش الدبابير لوحدي ولولا إنما اتأكدتوا إن وجودي هناك في مصلحة أكتر من الضرر مكنش حد فيكم ساعدني أنا محدش له جميل عليا أنا اللي جمايلي مغرقاكم .
ابتسم لها و قال:
– كأن معتز واقف بيتكلم معايا و عشانتبقي واخدة بالك سبب من ضمن اسباب فشل عملية معتز هي إن الغرور وصله مرحلة مش لطيفة بلاش غرور عشان مهمتك تكمل على خير .
ردت بذات الإبتسامة و قالت:
– يبقى من باب اولي تنصح نفيك يا سيادة المقدم عن اذنك .
******
بعد مرور أسبوع
عادت الحياة داخل الفيلا التدريب لمجارها الطبيعي و لم يتخلى “خاطر” عن تحذيراته لها و لم تتخلى “سچى” عن معاندتها له في كل شئ، حتى جاء وقت التنفيذ، ودعت الجميع و عادت لقصر الصقر، كانت نبضات قلبها تتسارع كلما اقتربت من المنزل، ولجت من باب الخدم أما هو كان في المغطس يُقضي وقت فراغه حتى تعود هي من عطلتها، أتاهُ خبر عودتها فقال بنبرة آمرة:
– خليها تجيب لي قهوتي و تيجي .
ما هي إلا عدة دقائق و أتت ” سچى” وضعت القهوة على سطح المنضدة الزجاجي ثم وقفت كالتمثال دون حراك، انتظرت ما يُقارب العشر دقائق كاملة حتى نالت ساقيها منها التعب .
خرج من المسبح و هر عت هي تلبسه ردائه قام بربطه و هو ينظر لها نظرات متفصحة من رأسها حتى أخمص قدميها، حدثها أخيرًا و قال:
– أنتِ سچى .
أومأت له برأسها علامة الإيجاب بينما هدر هو بصوته الجهوري و قال:
– لما اكون بتكلم تردي عليا .
حركت رأسها كالبلهاء والذعر يدب في اوصلها و قالت بنبرتها المرتجفة:
– ايوة أنا سچى يا صقر باشا .
قادها حيث المسبح ثم توقف فجأة لم تجد ما تقوله أما هو لم يتركها هكذا يجب عليه أن يلعب بأعصابها كعادته مع كل فتاة تأتي إلى هنا حملها بين ذراعيه لتشهق هي بفزع فسقطا سويًا داخل المسبح، ظلت تفرك بجسدها كادت أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، دوت ضحكاته المكان كله .
على الجانب الآخر داخل فيلا التدريب كان
” خاطر” يشاهد ما يحدث و بداخله غضب شديد هدر بصوته وقال:
– المتخلف دا بيعمل كدا ليه !
رد” نادر” و قال بهدوء:
– اهدأ يا خاطر دا بالنسبة له عادي و هي قالت لي قبل كدا إن له تصرفات مش مفهومة بس محددتش نوع التصرفات دي أول مرة اعرف إن دماغه تعبانة .
لم يردعليه بل تابع ما يحدث عبر الشاشات، أما داخل منزل ” الصقر” كان يسبح معها بالإجبار كلما حاولت الهروب بطريقة غير مباشرة إجبرها على المكوث أكثر داخل المسبح إلى أن شعر بالملل حملها بين ذراعيه
و خرج. متجهًا حيث غرفته أسفل انظار الخدم وجدت ما ينظر لها بشماتة و منهم من ينظر بتعاطف و بين هذا و ذاك وصلت لغرفته
انزلها بخفة وقفت و خي ترتجف إثر ملابسها المبللة بينما رد هو و قال بعتاب:
– كدا متقوليش حمدلله على سلامتك يا صقر أنا زعلان ؟!
حمدالله على سلامتك صقر باشا
قالتها”سچى” و هي تقف على أعتاب غرفة نومه استدار بجسده و لم يرد على سلامها بكلمة واحدة اقترب منها ثم وضع أنامله أسفل ذقنها و قال بنبرة خافتة:
– لسه فاكرة فاكرة تيجي و تسلمي عليا يا سچى ؟!
اخفضت بصرها ثم قالت بأدب
– بعتذار يا باشا بس والدتي كانت تعبانة شوية .
لاحت إبتسامة خفيفة على ثغره ضاقت حدقتيه و هو ينظر لخاصتيها و قال:
– والدتك تعبانة و لا خاطر كان بيدربك كويس عشان تتقابلي معايا زي الأسد ؟!
ترك ذقنها فجأة و قال بنبرة حادة ونظرات لا تبشر بالخير أبدًا:
– مش المفروض لما تحبي تلعبي تيجي لي و أنا اعلمك بدل تعليم الحكومة التعبان دا !
توقف فجأة و قال و هو يستدار بجسده كله:
– عيب الحكومة إنها بتعامل معايا على إني واحد غبي و ميزتي الوحيدة إن شخص صبور اوي عليهم .
بلعت لعابها بصعوبة بالغة لترد بعد صمت دام لدقائق:
– أنا مش عارفة حضرتك بتتكـ…
صفعها بقوة شديدة على وجهها و قال بغضبٍ جم :
– أنتِ هتستعبطي يا بت ؟!
كادت أن تنسحب لكنها قبض على ذراعيها بقوة شديدة ليجبرها على ومواجهة عيناه الغضباتان
– على فين ياحلوة هو دخول الحمام زي خروجه ؟!
ختم حديثه بنبرة ذات مغزى:
– أنتِ تدخلي بمزاجك أنتِ وحكومتك ماشي انمالماتحبي تخرجي تخرجي بمزاجي أنا و أنا بصراحة مليش مزاج في خروجك دلوقت
دفعها على الفراش بقوة ثم قال:
– معاكي عشر دقايق هخرج اشرب فنجان قهوة ارجع الاقيكي في السرير .
استدار بجسده و قال بتحذير:
– أوعي تفكر تهربي لأن لو بس فتحتي الشباك رقبتك الحلوة دي هتطير في لحظتها رجالتي عندهم اوامر يصفوكي لو لمحوا رجلك برا
الأ وضة
وقف “خاطر ” مقعده و قال بجنون :
– مين وقف كاميرات المراقبة اللي في أوضته ؟!
رد ” نادر ” بنبرة لا تقل عن نبرته و قال:
– ازاي دا يحصل ! كدا معناها إننا اتكشفنا ؟!
ما هي إلاثوانٍ و اتاهُ اتصالاً من قم مجهول قام بالرد عليه فتح السماعة الخارجية ليصدح صوته في المكان كله و هو يقول:
– مش عارف اشكرك ازاي يا خاطر على هديتك العظيم دي هي شرسة شوية بس مع الأسد هعرف اخليها قطة سيامي نتقابل في جولة جديدة يا خاطر سلاااام .
نظر ” خاطر” عبر الشاشات ليجده يُلقي بهاتفه خلف ظهره قبل أن يلج الغرفة ما إن ولج وصفع الباب خلفه انتفضت على إثره
سألها بنبرة غامضة:
– مش عارف خاطر زعل ليه لما قلت له إنك معايا مع اني كنت بتصل بيه اشكره عادي يعني !
ردت ” سچى” بنبرة تملؤها التوسل
– صقر باشا أنا مش عارفة حضرتك بتتكلم عن إيه بس بطلب من حضرتك إنك تسبني اشوف شغلي لأن
قاطعها بنبرة مرتفعة و قال:
– و هو دلعي و راحتي دا مش من ضمن شغلك ؟!!
عاد لهدوئه و قال :
– يلا تعالي العبي معايا دور شطرنج عشان زهقان منك دلوقتي .
يتبع….