رواية علي القلب سلطان الفصل الثالث 3 بقلم آية العربي
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الجزء الثالث من رواية علي القلب سلطان
بقلم آية العربي
(يمكن ان يدبر احدههم مكيدة قاصداً بها تدميرك ولكن مؤكد ان للقدر رأي آخر فيصبر تدبيرهم سر سعادتك .)
&&&&&&&&&&&&&
مد سلطان ذراعه يوقف حركة نبيل الدائرية من حوله مردفاً وهو ينظر داخل عينه بقوة _ شوفلك غيري يا باشا ... مش انا الشخص ده ... عن اذنك .
قالها وخطى ليغادر فاستوقفه نبيل مردفاً بترقب _ فكر يا سلطان ... قدامك يومين تفكر كويس وتبلغنى .
نظر له سلطان نظرة اخيرة وغادر بعدها صافعاً الباب خلفه بقوة بينما القى نبيل تلك المزهرية الموضوعة على الطاولة ارضاً جعلها تتهشم لقطعاً صغيرة بسبب شدة غضبه مردفاً بغل وتوعد _ ماشي يا كلب ... هتوافق ... وهتعمل اللى انا عايزه ... وكل حاجة هتبقى باسمى ... مش هسيب حتة بنت زى دي تلهف كل الاملاك دي ... مش بعد كل اللى عملته .
اما سلطان فنزل مستخدماً الدرج كي يهدأ من حالته وصولاً الى البوابة حتى التقى بصديقه نور الذى اردف مستفسراً عندما رآى حالته _ خير يا سلطان مالك ! ... كان عايزك فى ايه الراجل ده ؟
نظر له سلطان ومسح على وجه بقوة ثم اردف وهو يربت على كتف صديقه _ مافيش يا بدر ... مافيش حاجة ... انا هروح ... يالا سلام .
غادر هو مسرعاً بينما تعجب بدر الذى ظلّ ينظر لاثره الى ان غاب عن عينه ثم عاد مجدداً لمكان عمله بينما سلطان صار الى ان وصل الى الطريق العام فاستوقف الحافلة وغادر الى احدى الاماكن كي يهدأ من حاله و .... يفكر .
&&&&&&&&&&
حقوق الطبع محفوظة للناشر
يمنع اعادة نشر رواية على القلب سلطان بأي شكل سواء مدونة او موقع الا عن طريق الكاتبة آية العربي
&&&&&&&&&&&&&
فى مجموعة شركات الحلوانى
تم عقد الاجتماع التى تم فيه تولي سيلين منصب المدير العام للشركات وذلك نسبةً لامتلاكها العدد الاكبر لاسهم الشركة رغم انف اولاد اعمامها الذين حضروا الاجتماع ايضاً .
اتجهت سيلين بعد الاجتماع الى مكتب والدها سابقاً ومكتبها حالياً وولجت اليه لتباشر العمل بحماس وهمة .
دلفت اليها سكرتيرة المكتب وداد تبتسم بوجه بشوش مردفة بعدما استأذنت _ نورتى الشركة يا سيلين هانم ... انا مبسوطة جدااا ان حضرتك هتكونى مكان سمير بيه الله يرحمه ... وانا تحت امرك فى اي طلب تأمرى بيه .
ابتسمت لها سيلين بود مردفة وهى تشبك كفيها على سطح المكتب بطريقة عملية _ ميرسي يا وداد تسلمى ... بابا الله يرحمه كان بيعزك جدااا وبيثق فيكي واكيد هيكون بينا تعاملات على المستوى العام والخاص طبعا ... طمنيني على ابنك ... بتعملي ايه معاه وانتى هنا ؟
اردفت وداد بحنين لطفلها _ بوديه حضانة خاصة لحد ما بروح يا سيلين هانم ... بحاول على قد ما اقدر انظم بين شغلى وبين تواجدى معاه علشان ميحسش بأي تقصير ... كمان مصطفى بيساعدنى كتير ومش بيحسسنى بأي ضغط الحمد لله .
ابتسمت سيلين مردفة باعجاب _ بحب جدااا الراجل اللى زوجته بتحكى عنه بنفس طريقتك كدة ... ربنا يخليكوا لبعض .
اومأت وداد بفرحة مردفة _ ربنا يخليكي يا سيلين هانم ويبعتلك الانسان اللى يقدرك ويصونك .
ابتسمت سيلين مسترسلة وهى ترتدى نظارتها وتباشر فى العمل _ شكرا يا وداد ... يلا بقى نشوف اللى ورانا ... عايزة تقرير بكل اللى حصل فى الشركة طول المدة اللى فاتت ... وخط سير الانتاج عايزة اعرف ماشي ازاى ... وطبعا جودة المنتجات وصلاحيتها ... وبلغى الاستاذ منتصر المدير المالى انى عيزاه .
اومأت وداد واستأذنت تلبي طلباتها بينما انشغلت سيلين فى العمل بطريقة احترافية فهى منذ ان كانت تدرس فى جامعتها تم تدريبها على اعلى مستوى تحت اشراف والدها ولديها الكثير من الخبرة فى مجال التسويق والانتاج ... كما تم تعيينها فوراً بعد انتهاء دراسة الجامعة وحصولها على ماجستير تجارة انجلش بتقدير امتياز نظراً لاهتمامها هى ووالدها ووالدتها بدراستها الجامعية وتوفير كل ما تحتاجه ..
طرق الباب ودخل الاستاذ منتصر يلقى التحية على سيلين مردفاً _ صباح الخير يا سيلين هانم ... الشركة نورت .
نظرت له من خلف نظارتها مبتسمة تردف باحترام _ اهلا يا استاذ منتصر .... اتفضل .
جلس منتصر امامها يردف برتابة وهو يناولها ملفاً قد احضره معه _ طبعا انتى عايزة تعرفي مصروفات الشهر اللى فات ايه لاعضاء ادارة الشركة .
ابتسمت وهى تلتقط منه الملف مردفة بذكاء _ مش مهم الارقام اللى مكتوبة فى الملف هنا ... المهم الشخص اللى دقق وسجل ... انا محتاجة حواليا ناس اثق فيهم يا استاذ منتصر .
رد منتصر متحفظاً _ تأكدى انى مش هخيب ظنك ابداا ... واكيد سمير بيه الله يرحمه عرفك مين اهل الثقة ومين غيرهم ..
نغزها قلبها عند ذكر والدها فنظرت ارضاً مردفة بهدوء _ الله يرحمه .
وقف الاستاذ منتصر يغلق زر بدلته مردفاً _ عن اذنك اسيبك تراجعى الملفات .
اردفت قبل ان يغادر _ استاذ منتصر لو سمحت الميزانية اللى قلتلك عليها علشان بناء المسجد والمدرسة جاهزة ؟
اومأ منتصر مردفاً _ جاهزة يا سيلين هانم والارض اللى هيتبنى عليها موقعها ممتاز .
اومأت مردفة برضا _ حلو جداا ... وياريت لو سمحت تزود ١٠% على ميزانية التبرعات الشهرية اللى بتتبعت للملاجئ والمستشفيات .
توقف مردفاً باعتراض _ ايوة يا سيلين هانم بس المبلغ اللى بندفعه مش قليل كدة هيكون كتير جداا.
نظرت له بعمق مردفة باقتناع تام _ مافيش كتير على عمل خيري ... طول ما ربنا كرمنا يبقى نحاول نساهم في حاجة كويسة .
اومأ لها مردفاً _ اللى تشوفيه يا سيلين هانم ... عن اذنك .
غادر هو واغلق الباب فعادت تستند بظهرها مجاوراً لظهر المقعد تتنهد بعمق ثم التقطت سماعة الهاتف الخاص بالغرفة الخارجية وتحدثت مردفة بخمول _وداد ... ممكن تخليهم يجبولي فنجان قهوة سادة لو سمحتى ؟ .
اغلقت بعدما وافقتها وداد ونظرت الى احد الادراج التى اتجهت عيناها اليه لا ارادياً ... حاولت فتحه ولكنه موصداً فوقفت متجهة الى حقيبتها المعلقة وبحثت بها عن ميدالية معلق بها الكثير من المفاتيح تبدو خاصة بوالدها .
حاولت تجربة مفتاح تلو الاخر مع الدرج الى ان نجح الامر مع احدهم وفُتح الدرج فوجدت به البوم صور صغير وعلبة مخملية قطيفة تبدو لشئٍ ثمين كما وجدت ايضاً ملفات لثفقات مهمة تم عقدها منذ زمن واحتفظ بها والدها .
اخرجت البوم الصور ومسحت عليه بيدها بهدوء ثم فتحته تنظر بترقب ..
وجدت صوراً لها تجمعها مع والدها ووالدتها فى جميع مراحل حياتها ... فى القصر الخاص بهم وفي مدينة الالعاب وفى المدرسة .
صور كثيرة تتميز بعفويتها بعيداً عن الروتين والصور العائلية ... نزلت قطرات دافئة على احدى الصور وكانت هذه دموعها التى بدأت تتحرر من مقلتيها على ارضية الالبوم ... تحررت دموعها ولكن ألم الفقدان لم يتحرر بعد ... اشتياقها لهما يزداد كل يوم عن قبل .
طرقات على الباب جعلتها تلتقط منديلاً ورقياً تجفف دموعها وترتدى قناع القوة مردفة بصوت حاولت اظهاره ثابتاً _ اتفضل .
دلفت وداد تحمل فنجان القهوة الى ان وضعته امامها مردفة بتساؤل _ اي اوامر تانية يا سيلين هانم ؟
هزت سيلين رأسها وهى تدعى انشغالها فى احدى الملفات كى لا يلاحظ احداً بكاؤها ... نظرت لها وداد بترقب ومن ثم غادرت لتعطى لها راحتها .
تنفست بقوة ساحبة الهواء الى رأتيها ... ترفرف بكفها امام وجهها حتى تزيل اثار البكاء تماماً ...
ارتشفت القليل من القهوة واغلقت الدرج ومحتوياته مجدداً وحاولت الانشغال فى العمل ولكن لااا ... فبمجرد رؤيتها لتلك الذكريات فلم يعد للعمل مكاناً .
فجأة اقتحم مكتبها ادم ابن عمها الذى اردف بغضب اعمى _ انتى ازاي تقررى من نفسك كدة انك تسحبي مبلغ زى ده علشان قال ايه ... تبنى مدرسة ومسجد ... ايه خلاص فكرتى انك المالكة الوحيدة فعلا ولا ايه ؟
وقفت تنظر له بقوة مردفة بحدة جعلته يتعجب منها _ اول واخر مرة تدخل مكتبى بالشكل ده ... انت نسيت نفسك ولا ايه ... اتفضل على مكتبك بدل ما اطلب لك الامن .
كانت وداد تقف على باب المكتب تنظر ببلاهة كذلك الذى اتى غاضباً يقف مصدوماً من صلابتها التى تظهر حديثاً حتى ان غضبه تبخر من هيأتها مردفاً محاولاً تصحيح موقفه _ احم ... طيب ممكن تقعدى ونتكلم .
ابتسمت بسخرية مردفة بحدة وهى تشبك يدها امام صدرها _ مافيش بينا كلام ... انا المدير العام هنا وليا كامل الحرية ابنى مدرسة ابنى مسجد ارمى فلوسي فى البحر انا حرة ... اتفضل على مكتبك يا استاذ ادم .
نظر لها بغضب وحقد ثم اندفع خارج المكتب حتى انه اصطدم بقوة فى وداد ورحل دون ان يعتذر منها .
نظرت وداد الى سيلين برأفة ورحلت اما سيلين فلم تعد لديها ذرة طاقة فحملت حقيبتها وولجت الى الخارج مردفة بصوت مهزوز _ وداد انا هنزل شوية وراجعة .
خرجت مسرعة ومنه الى المصعد .... نزلت الى حيث الخارج فرآها الحارس الشخصي لها فاقترب منها مسرعاً فقالت بحدة _ مش عايزة حراسة ورايا .
هز رأسه معترضاً يقول باصرار _ اسف يا سيلين هانم بس ده مستحيل انا عندى اوامر انى اكون معاكى فى اي مكان تروحيه .
رفعت رأسها لفوق كأنها تجبر نفسها على الهدوء وصعدت الى سيارتها التى احضرها السائق فى الخلف وصعد الحارس كعادته بجانب السائق وغادر حيث تريد .
اما فى الاعلى فدخل ادم كالاعصار الى مكتبه يزرعه ذهاباً واياباً يردف بنبرة تهديدية _ ماشي ... ماشي يا سيلين ... ان ماعرفتك مين هو ادم الحلوانى مبقاش انا ... كنتى زى الخاتم فى اصباعى ... بس معلش الصبر حلو .
&&&&&&&&&&&
حقوق الطبع محفوظة للناشر
يمنع اعادة نشر رواية على القلب سلطان بأي شكل سواء مدونة او موقع الا عن طريق الكاتبة آية العربي
&&&&&&&&&&&&&
نزل سلطان من الحافلة فى احد الاماكن التى دائما ما يتردد اليها ... تقدم للامام حيث ضفة النيل وجلس على احدى الاستراحات يفكر فى كلام هذا الرجل .
شَرد يتطلع على المراكب السارية على المياة وعقله يعمل فى جميع الاتجاهات ... هذا الرجل سيعطيه مبلغ يستطيع ان يبدأ بيه مشروعاً مربحاً ... يستطيع ان يتزوج من خطيبته وينتشل والدته من حياة الفقر هذه ... ولكن فى المقابل فأنه سيلعب بقلب شخصٍ آخر ... هو قادر على ذلك ... لقد عرضت عليه مبالغ اثناء عمله كحارس فقط ليكون مع احداهن لليلة واحدة من تلك النساء الثريات المعروف عنهن حب المال والشهوات ... وبرغم كبر سنهن الا انهن لم يعرفن للخجل او الحياء طريقاً يوماً .
ولهذا كان يترك العمل ويرحل ... دائماً بسبب جاذبيته وهيئته تحاول حواء التودد اليه فعندما يرتدى بذلة عمله ويحمل سلاحه فأنه يصبح وسيم يخطف قلوبهن حقاً ... ولكنه لا يريد ذلك ... لا يريد كسب المال بتلك الطريقة التى تسقط وتهين وتقلل من شأنه ... فهو يقدر حاله ويعزز مكانته وكرامته ... شخصية مثله مؤكد ان عادات الصعيد تتجزر بداخله ... فوالده كان بتلك الصفات ويبدو انه ورثها منه ... ولكن ايضاً يبدو ان الحظ لن يحالفه ابداً ... يبدو انه لن يخرج من القاع الا ان اتبع طريقة جديدة ... فهل يوافق على عرضه ؟ ! ... انه يقول ان تلك الفتاة سلبت حقوقهم ... فهل حقيقي ؟ ... ولكن لا ...
فق يا سلطان فلا يغرك نبرته الاستعطافية ... ولكن انت لن تؤذيها ... حقاً ؟ ... اتصدق حالك ! ... لا يا سلطان لا ... اياك انت تفعلها ... ستكره حالك بعدها ..
مسح على وجهه يتنهد بضيق ... اخرجه من زحمة افكاره صوت عالي نسبياً .
فى الخلف طلبت سيلين من السائق ان يتوقف فى هذا المكان ... توقف ونزلت هى ونزل خلفها الحارس ...
تقدمت للامام فتقدم خلفها ولكنها التفتت تطالعه بغضب مردفة بلغة آمرة حادة _ متمشيش ورايا ... انت هنا بتنفذ اوامرى انا وبتاخد الاوامر منى انا ... جيت معايا لحد هنا تمام بس خليك بعيد عنى مسافة مناسبة انى اقدر اتنفس ... خليك هناك عند العربية لو جيت ورايا اعتبر نفسك مرفود .
وقف الحارس متصلباً يردف مجبراً _ اوامرك يا سيلين هانم .
سحبت نفساً عميقاً حتى تهدأ ثم تقدمت ثانياً حيث جلست على احدى الاستراحات ،، النيل من امامها وخلفها يقف الحارس وخلفه السيارة والسائق وقد امرت سيارة الحرس الاخرى بعدم الذهاب معهم فهى حقاً تشعر بالاختناق حولهم .
شردت هى الاخرى فى كل ما حدث معها ... تفكر فى موت والديها الذى كسر عُودها وشتت فكرها ... وبالرغم من هذا الا ان عليها ان تظهر صلبة وحديدية والا انهارت قِلاعها ..
فكرت فى ابن عمها الذى كان خطيبها يوماً ... كيف وافقت على هذه الخطبة ؟ ... كيف كانت تحب شخصاً كهذا ! ... لقد كانت حمقاء وظنت انه يبادلها الحب ولكن كل همه كان ثروتها ... تحمد الله انه أراها حقيقته قبل ان تكمل في هذه الزيجة .... ولكنها بحاجة شخصاً تثق به ... بحاجة الى صديق وحبيب واب وام ... بحاجة الى حامى وعائلة وقوة فهى ضعيفة وعائلتها تضعفها اكثر بل تسلبها روحها ..
سمحت لدموعها ان تسقط ... فهنا لن يراها احد ... لا تحب ان تظهر ضعيفة ابداا امام احد فيستغل هذا ... لقد علمها والدها ان قوتها وصلابتها هما سر نجاحها ولكن داخلها هش جدااا فهى وحيدة ... حتى اقارب والدتها فى اخر البلاد ولا تجمعها معهم صلة مقربة .
ظلت تبكى وتزيح عن صدرها احساس الضيق ... تناجى ربها سراً ان يهون عليها ... ان يرزقها السكينة والقوة ... ان يجعل تدبيرهم فى تدميرهم .
اغرق وجهها فى الدموع كانت تجفف بكفوفها الصغيرة لتزيلم أثراً يؤلمها ... ولكنها وجدت احدهم يمد لها منديلاً ورقياً ...
تناولته منه دون رفع وجهها مردفة بصوت مختنق _ ميرسي .
جففت دموعها سريعاً ووقف هو يتطلع اليها مردفاً بنبرة مشاكسة لا يعلم مصدرها _ يعنى بما ان عندك عربية ومعينة حارس يبقى بيتهيألى مش هيكون صعب تشترى علبة مناديل ! .
رفعت رأسها تتطلع عليه بعيون حمراء ضيقة متعجبة فاسترسل متعجباً هو الاخر _ انا مستغرب ياترى ايه هى اكبر مشاكلك اللى توصلك انك تقعدى تعيطى كدة ! .
ابتسمت قليلاً برغم حزنها ووقفت تتطلع عليه مردفة بصوت مختنق حزين _ اكيد مثلا مش موت اهلى !
نظر لها بشفقة ممزوجة بحزن بينما اسرع الحارس اليها مردفاً وهو يتطلع على هذا الشخص بقوة _ سيلين هانم فيه حد ضايقك ... تحبي اتصرف .
لوى سلطان فمه مردفاً بسخرية وهو يميل على اذن الحارس _ بلاش تتصرف علشان منظرك قدام الهانم .
ابتعد ينظر لها ثم مد يده يناولها علبة المناديل الورقية كاملة مردفاً بنبرة تحمل حناناً من نوعٍ خاص _ خليها معاكى اكيد هتحتاجيها .
نظرت له بحيرة ثم مدت يدها تتناولها منه وبالفعل غادر هو بعدها ووقفت تتطلع على اثره بتعجب بينما اردف الحارس _ سيلين هانم ... كدة حضرتك بتصعبي موقفى ... كان ممكن يكون ده حد قاصد يهاجمك ... لو سمحتى خلينى قريب منك المسافة المناسبة علشان اقدر احميكي .
اردفت وهى تتطلع للمناديل _ شوف شغلك تبع اوامرى ... لو سمحت .
اومأ لها ثم مرت من جانبه عائدة الى السيارة وهو خلفها حيث تعود الى الشركة مجدداً بعدما هدأت قليلاً .
اما سلطان فقد رن هاتفه برقم خطيبته لمياء فأجاب مردفاً _ ايوة يا لمياء .
اردفت بصوت هائم _ ايوة يا سلطان ... انت فين ... خليني اشوفك .
سحب نفساً عميقاً مردفاً _ بلاش يا لمياء علشان ابوكى ... وبعدين انا مش ناقص ضغط سبيني اشوف هعمل ايه فى الموضوع اللى هو كلمنى فيه امبارح .
اردفت لمياء بحب ونعومة _ ابويا مش هنا قول بس انت فين وانا هخرج اقابلك ... نفسي اشوفك يا سلطان وحشتنى .
صمت قليلا ينظر حوله ثم اردف _ طيب اركبي وتعاليلي فى المكان اللى بنعد فيه وانا هقابلك هناك .
اردفت بسعادة _ حاضر ... مسافة الطريق يا قلبي انا ... سلام مؤقت .
اغلقت معه وابدلت ثيابها بسرعة قياسية ونزلت للقاؤه .
بعد نصف ساعة وصلت لمياء الى عنده وقد كان جالساً ينتظرها ... اتجهت تجلس بجواره مردفة بسعادة _ وحشتنى يا سلطان .
نظر لها مطولاً ثم اردف بهدوء _ وانتى كمان يا لمياء .
تعجبت من نبرته فتسائلت _ مالك يا سلطان ؟ ... انت زعلان من ابويا مش كدة ؟
نفى برأسه مردفاً _ لاء طبعا يا لمياء ... بس انا عاجز ... حاسس انى متربط ومش عارف الاقي حل ... جواز وبيت وعفش ومصاريف ياما .
تنهدت بضيق مردفة _ مانت اللى مش بتثبت فى شغلانة يا سلطان ... وبعدين بابا شايف ان الخطوبة طولت علشان كدة كلمك ... متزعلش منه بس هو كأب مش غلطان .
نظر لها نظرة جانبية تحمل تفسيراً معيناً ثم اردف بتردد _ فيه واحد النهاردة من اللى ساكنين فى الشقق اللى فى منطقة حراستى عرض عليا مبلغ كبير مقابل مصلحة اقضيهاله ... بس انا رفضت .
فرغ فاهها واتسعت عيناها مردفة بتعنيف واستنكار _ رفضت ! ... ليييه كدة يا سلطان ... ومصلحة ايه اللى ليه معاك ؟ ... لاء يا سلطان انت غلطان اوى ... لو تعرف تقضيهاله اقضيهاله وخد الفلوس واهى ربنا حلهالك اهو وجت فى وقتها .
نظر لها بغضب مردفاً بحدة _ مش كل حاجة تتعمل يا لمياء ... انتى عرفانى انا ما اسمحش انى اتهان او اتنازل عن كرامتى .
تعجبت متسائلة _ وهى المصلحة دى فيها اهانة ليك يا سلطان ؟
تنهد مردفاً _ هحكيلك وانتى تحكمى .
اومات هى فاسترسل يكمل _ واحد من الناس الكبار اوى اخوه يبقى صاحب شركات ومصانع الحلوانى .
شهقت مردفة بصدمة _ الحلوااانى ! ... ها وبعدين كمل .
هز رأسه بقلة حيلة منها ثم اكمل _ اخوه مات وساب وراه شئ وشوّيات ومالوش غير بنت واحدة وطبعا المفروض ان ليهم جزء من الورث ده ... يعنى على حسب كلامه ان ده ورث ابوهم اصلاً واخوه اخده والبنت دى بقى بتكرهم وخلت ابوها قبل ما يموت يكتبلها تنازل بكل حاجة ودلوقتى هى رافضة تديلهم حقوقهم وحتى بالقانون الاوراق كلها سليمة ..
تعجبت متسائلة بقلة فهم _ ايوة يعنى انتى ليك دعوة ايه بكل ده ؟ .... يالهوووى ليكون عايزك تقتلها ؟
اندفع مردفاً بحدة _ جرى ايه يا لمياء قتل ايه بس انتى عايزة توديني فى داهية ... ميقدرش اصلاً يطلب منى طلب زى ده .
امال رأسه على الجهة الاخرى مستغفراً سراً ثم التفت لها يكمل _ يابنتى افهمى ... هو عايز يدخلنى فى سكتها ... والف عليها ... يعنى امثل عليها الحب وكدة ... واخليها تثق فيا وامضيها على اوراق تنازل عن حقوقهم ... وبعدها اخلع ووطبعا وقتها القانون مش هيعملها حاجة لان القانون لا يحمى المغفلين ...وهى هتكون وقعت على الورق بارادتها .
فرغ فاهها مردفة بتعجب _ يالهوى على الخطة ... دول شياطين ... بس اقولك تستاهل لانها أكلة حقوقهم ... بس هو انت يعنى هتقدر تخليها تحبك يا سلطان ! .
نظر لها متفاجئاً يردف مضيقاً عيناه بترقب _ اقدر اخليها تحبنى ! ... يعنى انتى راضية انى اعمل كدة ؟ .. عادى عندك انى اكون مع واحدة غيرك ؟
تأفأفت مردفة باقناع _ اسمع بس يا سلطان ... اولاً انا عندى ثقة فيك ... ثانياً دى واحدة طماعة لهفت حق مش حقها ... يعنى مش حرام اللى هيتعمل فيها ... ثالثاً بقى والاهم انك هتكسب مبلغ نتجوز بيه ونطلع لفوق شوية عن كدة ... ولا انت عايزنا يعنى نفضل كدة يا سلطان ... المشكلة دلوقتى مش فى كل ده ... المشكلة فى الوقت هتقدر تخليها تثق فيك ازاى بس بسهولة فى وقت قصير ... وبعدين يعنى يا سلطان هو هيدخلك فى سكتها ازاي يعنى ... هيقولها انك رجل اعمال .
قالتها بنبرة ساخرة ثم اطلقت بعدها ضحكة تعجب هو لها ونظر بشرود الى من ظنها لن تسمح بهكذا خطة ابداً ..
تطلعت عليه فوجدته ينظر لها بعمق فأسترسلت _ حقك عليا يا سلطان انا مقصدش اقلل منك .... انا بس فرحت اننا لاقينا حل واخيراً هنتجوز ... ده رزق يا سلطان وربنا بعته ليك ماتتبطرش علشان ميروحش لغيرك ... وافق يا سلطان ... وافق وخد الفلوس وبعدها ملناش دعوة بحد وابعد نهائي عن الناس دي ان شاء الله تعملك مشروع فى الحارة ونعيش بقى .
شرد يفكر فى حديثها الذى هو شبه مقتنع به ...