رواية ارض الذئاب الفصل الثالث 3 بقلم دعاء سعيد
الجزء الثالث
شعرت سلمى بدفء فى حضن العجوز التى اطالت احتضانها كأنها تعرفها بالفعل ...ثم قبلتها وانصرفت ..
(((حضرتك تعرفينى قبل كده ...عرفتى أسمى منين؟؟؟)))
ولكن العجوز لم تجيبها واستمرت فى طريقها تمشى ببطء متسنده ع عكازها ...وبينما سلمى تكرر سؤالها وهى تمشى خلفها ..أقبلت الفتاة الموكلة باصطحابها..فجذبت ذراع سلمى بهدوء وهمست لها ..
(((الحاجة توفيقة مبتسمعش كويس وعندها زهايمر ....))) التفتت سلمى ونظرت لها بحدة وهى تجذب ذراعها..
(((امال عرفت أسمى منين..؟؟؟))) نظرت لها الفتاة ولم تجد ما تجيبها به ..ولكن واصلت الحديث ..
((تعالى بس معايا ياست سلمى ..علشان ترتاحي شوية ..بكرة يومك صعب...)))
هدأت سلمى وسارت معها فهى تعلم جيدا أن الغضب والعناد لن يفيدان....ثم سألت الفتاة ..
(((انتى اسمك ايه بقى؟؟)))
اجابتها..(( وصيفتك..صباح)) تعجبت سلمى من الرد
وقالت لها...(((وصيفتى ..ازاى يعنى!!! )))
اجابتها ..(((انتى هنا أميرة عندنا ..واحنا كلنا تحت أمرك
يا ست سلمى...)))
.. أُعجبت سلمى برد صباح وابتسمت لها مكملة ً حديثها (((بتقولى بكرة هيكون يوم صعب ليه؟؟؟)))
اجابتها صباح وهى تساعدها فى تغيير ملابسها (((عندك مِران بكرة ..)) تسآلت سلمى ..(((ايه مِران ده...)))
اجابتها ..(((يعنى تمرين ..تدريب ..معرفش بتقول عليها ايه...!!!)))
قالت سلمى باستفسار
((تمرين ايه ..قصدك حاجة فى الطب...)))
اجابتها صباح وهى تضع الغطاء عليها بعد أن استلقت ع السرير.......((مِران ع ركوب الخيل .......)))
شعرت سلمى بالاثارة..فعلى الرغم من وضعها الصعب ..الا أن حبها للمغامرة وتعلم اشياء جديدة يسيطر عليها ..وقبل أن تغمض عينيها تذكرت أمها وماذا ستفعل عندما تتأخر عليها وماذا ستعتقد انه قد حدث لها ؟؟..وبينما هى تفكر وتشعر بالحزن والخوف ..غلبها النعاس ..فنامت نوماً عميقاً حتى استيقظت ع صوت صباح والشمس تداعب وجهها ..((اصحى ياست سلمى ..الصبح شقشق..))) استيقظت سلمى ونهضت من فراشها ونظرت لصباح قائلة ...
(((صباح الخير...هاه هنعمل ايه النهارده..)))
اجابتها ..(((غيرى هدومك بسرعة ..علشان تنزل تفطري مع الشيخ غانم....)))
وبالفعل بدلت سلمى ثيابها ونزلت مع صباح لتجد مائدة فخمة يجلس عليها ....
الشيخ كبير المكان والعجوز المسن والرجل الذى صاح عليها فى المجلس والمرأة التى كانت تجلس بجواره فى المجلس وسالم .......
ألقت سلمى التحية ...
فاجابها الشيخ ..(((اهلا يابنتى تعالى ..اجلسى هنا ع يمينى علشان اعرف اشوفك كويس...)))
وبالفعل جلست سلمى ...فبدأ الشيخ بالحديث ..
(((ازيك يابنتى ..يارب تكونى نمتي كويس.....؟؟؟)))
أجابت سلمى باقتضاب ..((الحمد لله)))
أكمل الشيخ ..((اما اعرفك ع اللى قاعدين هنا ...)))
أشار للعجوز (((الحاجة توفيقة ،امى)) وأشار للرجل (( أحمد ابنى الكبير ودى وداد زوجته ...وطبعا سالم حفيدى ابنهم ..اتعرفتى عليه امبارح ...)))
هزت سلمى رأسها بالتحية...
وبعد إتمام الفطور ..استأذن أحمد وزوجته فى الذهاب ...وتحدث الشيخ غانم لسلمى...
(((إن شاء الله..اليوم سالم هياخدك يعلمك ركوب الخيل وشوية حاجات كده هتحتاجيها علشان نبقى مطمنين عليكى فى أرض الذئاب...))) ردت سلمى (((حاجات ايه..؟؟؟)))
فنظر لسالم ..((خد الداكتورة وعرفها كل حاجة ياسالم بنفسك ..))) وبالفعل قام سالم من مقعده ونظر لها قائلا..((استأذنك تيجى معايا ..علشان نبدأ)))
قامت سلمى معه وخرجا معا..اصطحبها لمكان واسع خلف المنزل به اسطبل به العديد من الخيول ...وبدأ جولته معاها وهو يعرفها ع أسماء الخيول وطباعها ..حتى جاء امام فرسة سوداء وأشار لها قائلا ..
(((دى بقى اسمها شاردة ...والصراحة محدش بيعرف يركبها ويلجمها غيرى..أصلها اتولدت ع ايدى ..وانا وهى صحاب ..نصيحة اوعى تحاول تركبيها.......))
كانت سلمى تستمع له وهى تفكر هل من الممكن أن تكون هذه الخيول وسيلة نجاتها من أرض الذئاب... أكمل سالم حديثه ..(((هنبدأ النهارده المِران ع ركوب الخيل وفنون المبارزة والسهام..
الموضوع ده ممكن ياخد تقريبا اسبوعين او اكتر ...انتى وشطارتك ...تخلصي قبل فرحنا ..أو نكمل المِران فى شهر العسل ..مش بتسموه كده.. ))) قالها وهو يبتسم مازحا ... ولكن سلمى لم تبادله الابتسامة بل ع العكس اقتضب جبينها وامتعضت من كلامه ..ثم سألته.. ((شكلك ...متعلم ..؟؟)) اجابها..(((ايوة طبعا...العلام مهم لاى حد..)))
فسالته معاك شهادات ايه ..فاجابها ..(((احنا هنا مش بنحتاج شهادات..اللى بيفيدنا بنتعلمه واللى بنحبه بنتعلمه.))) أُعجبت سلمى بالرد ولكن دون أن تظهر له ..ثم مضيا سويا وبدأا المِران طوال النهار ...وكانت سلمى متحمسة ومتحفزة فهى تدرك ان هذا هو سبيلها الوحيد للخروج من أرض الذئاب...وفى المساء اجتمع الشيخ غانم بالجميع كالمعتاد فى قاعته وكانت من ضمنهم سلمى التى سالها ع يومها كيف سار فآجابته انها بدأت للتو المران وسوف تجتهد لانهائه قبل الفرح ولكن لها طلب وهو الاطمئنان ع امها وطمأنه امها عليها فهى من المؤكد ستفزع لعدم رجوعها مع الرحلة ..فاجابها الشيخ..
((( اكتبى اللى انتى عايزاه والعنوان واحنا نوصله لها......)))
كانت أم سلمى ع الجانب الاخر تكاد أن تجن عندما علمت برجوع الرحلة دون سلمى وان ابنتها مفقودة فى الصحراء..وابلغت الشرطة ....ولكن دون جدوى فلا احد يعلم برحلة سلمى مع عمار وسيد....فانكر الجميع معرفتهم أين سلمى وماذا أصابها ......
ظلت أم سلمى فزِعة عليها حتى جاءها الخطاب بخط ابنتها ليطمئنها ولكن دون ذكر تفاصيل ..فقط انها بخير وسوف تعود قريبا.....
داومت سلمى ع المِران مع سالم يوميا حتى أعتادت عليه وأصبح هناك حديث ودٌى بينهما سمح لسلمى أن تتحدث بصراحة مع سالم ......
فقالت له .....(((اكيد انت مدرك ..أنا جيت هنا ازاى ....
وحياتى وطريقة تفكيرى ممكن يكون ازاى مختلفين عنكم ....)))
فاجابها سالم ..(((طبعا اكيد..وانا عارف ومقدر ده جدا ..))) فأكملت سلمى ..(((بص موضوع الجواز الاجبارى ده بصراحة ماينفعش ويعتبر باطل..)))
أجابها سالم ..
(((الجواز ده حماية ليك وتشريف لمكانتك هنا ..انتى متعرفيش ...يعنى إيه تبقى زوجة حفيد الشيخ غانم ....))) اكملت سلمى...((ماشى ياسيدى وانا مصدقاك..لما شوفت ازاى كل اللى فى المكان هنا بيحنى راسه وانا معدٍيه ومحدش بيقدر يبص لى .....بس انا عندى رأى ليك ..))) سالها سالم .....(((رأى ايه...؟؟؟)))
اجابته..((جوازنا مش هينفع يبقى حقيقى... علشان كده انا بقترح عليك انك بعد فترة ممكن تتجوز واحدة تانية ..تبقى هى زوجتك الحقيقة...ده حقك.....)))
أرادت سلمى بهذا الكلام أن تحمى نفسها من هذا الزواج إن لم تستطع الهرب قبل الفرح....ولكن وجدت سالم بعد أن أتمت حديثها...نظر لها بتأمل كأنه يقرأ أفكارها.....
ثم توجه بنظره نحو اقفاص الذئاب التى كانت بجوارهم ....
وسالها..
(((تفتكرى ياسلمى أرض الذئاب سموها كده ليه...............؟؟؟؟