رواية وسقطت الاقنعة الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سهام صادق
الــفـــصـــل الـــثـــالــثـــ والــثـــلاثــــون
*******************************
خطت بخطوات هادئه نحو مكتبه .. بعد أن وقفت سكرتيرته أحتراما لها .. ومع كل خطوه كانت تخطوها نحو مكتبه
كانت تري الفقد أمام عينيها ..
لم يكن فقدها حباً وعشقاً كما ظنت انما حُبها كان لتلك الهاله
التي أحاطتها سنين زواجها منه
فزين كان بالنسبه لها فانوس سحريا أعطاها كل ما تمنت
هي تحبه ولكن ليس لحد الجنون الذي تُحب به أسمه بجانب أسمها .. او ان تسمع لقبها المصحوب بكنيته
"مدام زين نصار " وعندما وصلت بعقلها الي هنا تأوهت بضعف .. لتجد نفسها تقف في مكتبه وزين يقترب منها مُرحبا
وتسائل بقلق : رحمه انتي سمعاني
فأخذت تُحرك رأسها يميناً ويساراً قليلا كي تفيق من وسواس نفسها فهي الأن طليقته وابتسمت بهدوء :
جيت أسلم عليك قبل ما اسافر فرنسا
فطالعها زين بهدوء وهو يشكر داخله صديقه الذي قد بعث دعوه لرحمه من أجل الانضمام اليهم ...
واكملت وكأنها مازالت تري انها زوجته : ممكن اغيب تلت شهور
وعندما أدركت بأن معرفته للمده التي ستغيبها لن تفرق معه ..فهي الأن ليست زوجته تمتمت بأرتباك :
أسفه ، نسيت اننا خلاص انفصلنا
فأبتسم زين بدفئ وتناول كفيها ليحتويهم بين كفيه بدفئ:
اوعي تنسي في يوم ان هفضل سند ليكي يارحمه ..ومش معني اننا فصلنا انك خلاص انتهيتي من حياتي .. هتفضلي برضوه انسانه عزيزه علي قلبي
فأوجعتها كلمته ..فهو لا يراها سوي احدا غالي فقط
ولكن الحب لم يُعطيه الا لها وحدها ..تلك التي لا تُقارن بها شئ
وعندما بدء شيطانها يُسيطر عليها ثانيه .. ابتسمت وابتعدت عنه وألتفت بجمود قبل ان تضعف اليه وتُطالب بأنتمائها له : مع السلامه يازين
..................................................................
جلست أمامهم بوجه محمر من تلميحاتهم المُخجله ..
فهي اليوم أجتمعت بصديقتها خديجه وزينب التي اكتسبت صداقتها من العمل مع رحمه
وعندما علمت زينب بأنها زوجة " زين " ذلك الرجل الذي يبهر الاعلام وموظفينه بحنكته وقسوته
وفهمت كيف تزوجها .. بدأت تتلاعب بها مثل خديجه صديقتها التي أستلمتها من اول لحظه رأتها فيها
فأما تقول لها بأنها ازدادت جمالا .. او انها اصبحت تبتسم كالبلهاء ..او ان عيناها بدأت تلمع بالحب
واخيرا صرخت بهم : بس كفايه .. انتوا مصدقتوا تعملوا حفله عليا
وأخفضت برأسها أرضً ، وفركت أيديها بتوتر من أخر جمله ألقوها وهما يتشاوروا بين بعضهم
" تفتكري زين بيه رومانسي ياخديجه "
لتضحك خديجه بخبث وهي تغمز لزينب الجالسه امامها :
"ما انتي شايفه الحب اه .. والابتسامات اللي عماله توزعها "
فتسألت زينب بمكر :
"قولنا ياحنين ..هتروحوا شهر العسل فين ..اكيد زوجة زين نصار مش هتسافر اي بلد
وما كان منها سوي ان تمتمت : ها
لتضحك كل من خديجه وزينب .. وكادوا ان يبدئوا بتلميحاتهم الوقحه مُجددا الا ان صوت رنين هاتفها قد جعلهم يصمتون
فنظرت هي الي هاتفها بتوتر .. وارتباك .. ليتأملوها بخبث وقد أتكؤا بمرفقيهم علي الطاوله التي أمامهم متسائلين : ماتردي !
فطالعتهم بنظرات مرتبكه ..ونطقت بخفوت : لاء مش مهم
وعندما عاد الرنين ثانية .. حاوطوها وقد لمعت عيناهم وهم يرون الأسم المدون به وهتفوا : اووه .. حبيبي!
...................................................................
وقفت تصنع له القهوه بحب ..ونظرات حسنيه الحانيه تحتويها وتدعو لها بداخلها ان يديم الله عليها السعاده
وعندما انتهت من صنعها .. والخادمات ينظرون اليها ببتسامه لطيفه ..
أبتسمت حسنيه بحنان : ياسيدي علي الروقان
فطالعتها ليلي بسعاده .. فاليوم قد انهت اخر اختبار لها ورغم انها تشعر بالقلق من قرب موعد الزفاف والذي سوف تتحدث فيه مع اياد من اجل تأجيله لشهر اخر .. فيومين لن يكفيها لتستعد لتلك الحياه الجديده التي سوف تدخلها
فظهورها بأنها زوجته امام الناس بدء يُربكها
وكثيراً من الاسئله اصبحت تقتحم عقلها ..فمن هي ومن هو
وتنهدت بقلق بعد ان كانت سعيده
فربتت حسنيه علي يدها : القهوه هتبرد ياسرحانه هانم
فأبتسمت لها ليلي بخفوت .. وصارت نحو غرفة مكتبه
وبعد عدة طرقات ..اردفت اليه
ليبتسم اليها بحب وهو ينهض من علي مقعده وهتف بحب :
ملاكي الجميل جيبلي القهوه بنفسه
واقترب منها ..ليحتويها بذراعيه واتسعت ابتسامته اكثر وهو يري ارتباكها
فرفعت بيديها صنية القهوه وتمتمت بخجل : القهوه هتبرد
فتعالت ضحكاته وهو مازال يحتوي خصرها بذراعيه
وبدء يبعث في خصلات شعرها هامسً : خليها تبرد
واخذ منها تلك الصنيه اللعينه التي تقف حاجز بينهم .. وبدء يتسائل : محتاجه اي حاجه ياحببتي قبل الفرح
فأرتبكت ورفعت عيناها نحوه .. وأخفضتها سريعا لتخبره :
خلينا نأجل الفرح شهر كمان
فأبتعد عنها قليلا وأخذ يتأمل ملامحها حتي تنهد بحب :
ليه ياليلي ..
فأرتجف جسدها .. وبدأت تبكي بخوف : انا خايفه
وعندما نطقت بتلك الكلمه .. ضمها بذراعيه بقوه
وأخذ يُحرك يده علي ظهرها بحنو : ولو قولتلك اني مش موافق .. واني عايزك النهارده قبل بكره
وابعدها عنه ليري ملامح وجهها التي اغرقتها الدموع .. وتنفس بعمق ومدّ بكلتا كفيه نحو وجهها ليزيل دموعها بحنان
وهمس : فرحنا بعد يومين
وألتف بظهره يزفر أنفاسه .. وهو يُدرك أسباب خوفها ولكنه اقسم انه لن يجعلها تحزن ابدا وسيكون لها سنداً وسيعطيها من عمره فحياته دونها اصبحت لا شئ
وشعر بيدها الصغيره علي ظهره ..أرتعش جسده ليجدها تُتمتم بخفوت : مش هتندم في يوم اني مراتك
وعندما تفوه فمها بتلك العبارات ..ألتف اليها سريعا
ليكون رده قبلة عميقه وضعها علي شفتيها .. ليبتعد عنها بأنفاس متقطعه وهو يراها ذائبه بين ذراعيه
فقد ترك قبلته تُخبرها كم يعشقها ويطوق لحياته معها
.................................................................
أبتسم زين بحب وهو يراها تجلس بجانبه .. تتأمل ملامحه
حتي انها قد تربعت وأسندت ذقنها علي مرفقيها المُثبتان فوق فخذيها ..
منظرها كان مهلك له ..حتي انه كتم ضحكاته وأشغل نفسه في مُحادثته مع شريكه الألماني في شركته القابعه بألمانيا
وفجأه وجدها تقترب منه وبدأت تتلاعب بخصلات شعره الناعمه .. وبعد أن كان يضع قدما علي قدم .. حرر قدميه
وجذبها من خصرها لتسقط في حجره ..
فشهقت حنين بفزع
وأخيرا شعرت بحماقة افعالها الجنونيه ..
فأخذ يُطالعها بمكر ، وكأنه يُخبرها بأنها أتت اليه بأرجلها دون عناء
وأكمل اندماجه في ذلك الحديث الممل الذي لولا اهميته لأنهاه سريعا .. وتفرغ لتلك التي يحترق جسده بها
فتأملته بحب .. وبعدما كانت تُريد الخلاص من مُحاصرته استمتعت بذلك القرب حتي انها بدأت تقفر علي فخذيه كالطفله
ليكتم زين ضحكته بصعوبه .. ويضع بيده علي سماعة هاتفه الخارجيه وهمس بخفوت : حنين ، بطلي بدل ما اتهور عليكي دلوقتي
وأبتسمت وهي تري مدي أثارتها له .. وعندما رأت أرتباكه مع المتصل .. استكانت قليلا .. ونظرت الي عنقه الطويل ثم لحيته الخفيفه .. فأقتربت تُقبل عنقه وعانقته
ليمسك بيديها سريعا .. وهو لا يقوي علي افعالها
وهتف بصوت منخفض جدا : هوريكي اللعب علي اصوله بس بعد ما اخلص يازوجتي العزيزه
واخذ ينهي حديثه سريعا والذي لم تفهم منه شئ لكونه بلغه اخري .. وهي مازالت تتلاعب بوجهه وتقبل عنقه بقبلتها التي نُخصصها للأطفال عندما تُعجبنا وجنتيهم الممتلئه
وفجأة شهقت بفزع .. وهي تراه يزيل سماعة الهاتف الخارجيه من علي اذنه وحملها بين ذراعيه وهو يهتف :
افتكري ان انتي اللي بدأتي ...
وغمز لها بأحدي عينيه .. لتفهم مقصده الذي اخجلها ورغم ذلك أصبحت تتوق له
...............................................................
ضحك هاشم بقوه وهو يتأمل زوجته التي تجلس حانقه منه ومن أفعاله ... بعد ان سمعته يتحدث مع احدهما في الهاتف بأمر الزواج الذي سيكون غدا كي تنتهي تلك السخافه ويساعد تلك التي تنتظر نجدتها من برثان ما اوقعه فيه اللعين حاتم بعد ان عادت الي اهلها كي تسير الامور علي النهج الصحيح
فهذا ما صمم عليه زين ..كي يجعل الفتاه لا تشعر بالنقص والخزي ..حتي انه هو من تحدث مع اهلها وافهمهم الوضع الذي اخفي الكثير من تفاصيله ... ولان اهلها اناس لا يعرفون المكر الذي اصبح يُحاوط الحياه تفهموا الامر .. ولمعت عيناهم عندما رأوا المال الذي عرضه عليهم
وتذكر محدت المُرتبك .. والذي يتحجج بالهروب من تلك الفكره رغم انه شعر بمشاعره نحوها
ووجدها تضربه علي صدره : بتخوني تاني ياهاشم ، وياتري مين العروسه
لتزداد ضحكات هاشم .. وشعر بالنصر من حنقها
وعندما وجدها ستبكي ... اسرع لضمها اليه
فقسوته قد انتهت وعلم بأن ملجأه الوحيد هي وابنتيه وطفلهم القادم
واخذ يوشوش لها : اهدي ياحببتي ، خلاص هحكيلك
فأبتعدت عنه سريعا .. وعقدت ساعديها : احكي يلا .. وبسرعه
فضحك علي هيئتها .. وبدء يسرد لها تفاصيل حكاية فاطمه بعيدا عن تلك الليله الاولي التي عرفها بها كي لا يفتح حسابات قديم قد اغلقت
وبعدما انهي تفاصيل الحكايه تنهد بأرهاق : ارتاحتي خلاص
ونظر اليها بقلق .. فصمتها هذا يدل علي كارثه
ولكنها أخلفت توقعته ووجدها تنقض عليه تُعانقه بطيبه وهي تهتف : طول عمرك قلبك ابيض ياحبيبي
فهبطت تلك الجمله علي قلبه بوخز ..فهو منذ اشهر قليله كان صاحب قلب متحجر لا يعرف الرحمه ..حتي هي عانت من سواد قلبه
وعندما شعر بقبلتها الحنونه علي احد خديه .. ضمها اكثر اليه
وهو يلعن شيطانه الذي كان يُسيطر عليه
وابتعد عنها قليلا متُمتما بحب : انتي جميله وطيبه ازاي كده ياهبه
ورفع بيدها ليُقبل ظاهرها وباطنها بدفئ .. ووخزات قلبه تحرقه بالندم
.................................................................
كانت نائمه علي صدره ..تستمع الي تنفسه الصاخب
واحدي يديه تطوق خصرها ويده الاخري تحتوي يدها التي تضعها علي صدره
ليهمس زين بحب : عايزين نرجع بكره الفيله ، مش كفايه كده
ورفت رأسه بخفه : بس انا
فضمها اليه أكثر ، ووضع بيده علي شفتيها : حنين حياتنا هناك في بيتي ..مش هنا
فرفعت رأسها اليه وهي تعلم بأنه صبر عليها كثيرا وترك منزله الضخم ليعيش معها في تلك الشقه الصغيره التي شهدت بداية حبهم
ولمعت عيناها .. وهمست برقه : اللي تشوفه ياحبيبي
فحدق بها زين وهو لا يُصدق بأنها نطقتها بتلك الرقه
فأبتسم وغمز اليها بأحدي عينيه وتمتم بوقاحه:
لاء كده احنا محتاجين ندوق العسل تاني
ليذهبوا معا لعالم تُرفرف فيه الفراشات .. عالم لا نصل اليه الا بعد صبر
.................................................................
دمعت عيناها وهي تري حسنيه التي احبتها تحتضنها .. وتمنت لو كانت والدتها معها اليوم .. وكلما جاء طيف والدتها زاد نحيبها
فأبتعدت عنه حسنيه هاتفه : ياحببتي مكياجك كده هيبوظ
وضمت وجهها بين يديها .. لتسمع صوت تلك المسئوله علي لمسات وجهها تؤنبها : بليز يامدام خلينا نخلص
فأبتعدت عن احضان حسنيه لتُكمل استعدادها لحفلة زفافها
فاليوم ستكون زوجته امام جميع الناس ..
وبعد ساعه .. كانت تتبطئ ذراعه بخجل
تتأمل نظرات الضيوف بخوف وارتباك
فمنهم من ينظر اليها بأنبهار ومنهم من يتأملها بحقد لانها نالت من كان محط انظار الجميع ومنهم من يقص حكايتها وكيف ووجدها وتزوجها ومنهم من يتعجب بأنها امرأه محجبه
ووجدت أياد يقف وسط ضيوفه .. لينحني نحو جبينها كي يطبع قبله حنونه عليه وكأنهم يُخبرهم بأن هي من أختارها ليُكمل حياته معها
فتوردت ليلي خجلا وهي لا تُصدق فعلته .. وسمعت تصفيق الحاضرين .. حتي سمعت صوت معتز السعيد : مبرووك ياليلي .. مبرووك يااياد
واحتضنا اياد بسعاده .. وهمس بجانب اذنه : هاخد سليم البيت معايا الايام ديه ..عشان ميشبطش فيك وميتعبش داده حسنيه لما تسافر شهر العسل
وابتعد عنه قليلا ليغمز له بأحد عينيه .. فوكظه اياد بذراعه
فصديقه الاحمق .. يُهئ له الاجواء كي ينفرد بعروسه
وعندما ألتف نحو زوجته الجميله .. رأها تمسك بيد سليم الذي يرتدي بذله منمقه تشبه بذلته فطفله يعشق ارتداء الملابس التي تشبه ملابسه .. وطالع معتز الذي وقف جانبه يضحك وتنهد بيأس : شايف ابني بيعمل ايه
وعندما وجد ليلي تلتف نحوهم بخجل .. سمع صوت صغيره الذي ألتف اليهم بدوره : انا وليلي حلوين مش كده يابابا
فأبتسم اليه اياد بحب واقترب منه كي يربت علي شعره ..وفجأه وجد طفله يركض وهو يصرخ : لوجي جات ، لوجي جات
فوضعت ليلي بيدها علي فمها كي تكتم صوت ضحكاتها .. ليُطالعها اياد بمكر : باعك من غير مايفكر ..
واحتوي خصرها بتملك قبل ان يسمع ردها ، وضمها لصدره ..ليتلقي معها تهنئة ضيوفه
وفي ركن بعيد قليلا في تلك الحفله .. جلست احداهن بجانب صديقتها : شايفه ياسالي بيحبها ازاي
لتلمع عين سالي بغضب ..فالجميع اليوم يُخبروها بنفس الجمله وبفوزها بأياد زوجاً وكيف يُحبها وماذا ترتدي وكم هو سعيد .. فحملت حقيبتها ببرود وتمتمت : سلام يا شاهي
ورحلت وهي تلعن حظها ..ونظرت الي بنصرها الايمن الذي يحتوي علي خاتم خطبتها وتمتمت : مش لازم اضيع ده كمان من ايدي
ورحلت بعد ان فقدت الامل في ان تعيد الاخر اليها .. فشهور كانت تركض خلفه وهو لا يُعيرها اي اهتمام وعندما جائت لها دعوة زواجه علمت بالسبب .. فهو اصبح عاشقا مُتيما
اما هو كان يقف يضمها بتملك ويهمس لها بكلمات جعلتها تتمني لو ان تنشق الارض وتبتلعها
وكلما ازدادت حمرة خجلها .. ازدادت كلماته الجريئه وزداد خوفها من تلك الليله التي سيضع فيها ملكيته عليها
..................................................................
اغمضت سهيله عيناها بخوف من الذي سيحدث لها عندما يعلم بأنها حاولت الفرار من سجنه عندما رأت قلة عدد رجاله ..فبعض الرجال قد انسحبوا من المزرعه
ولكن في النهايه هي جالسه تضم ركبتيها لصدرها تنتظر مصيرها ..فبالتأكيد لن يرحمها تلك الليله
وعندما سمعت صوت اقدام تقترب من باب حجرتها ارتجف جسدها وضمت ملابسها بقبضه يديها خائفه من عنفه في تعريها كما يفعل عندما يغضب منها
واغمضت عيناها اكثر .. وهي تري الباب يُفتح ويقترب منها
لترفع وجهها لذلك الواقف امامها .. والذي لم يكن حاتم
ووجدته يأمرها : يلا جهزي نفسك عشان نروح للباشا
فأرتجف جسدها اكثر ... وهي تستمع لصوت ذلك البغيض مثل سيده ... ورفعت وجهها نحوه ثانية لتري ندبه علي جبهته .. فلمعت عيناها بصدمه
واخذت تُحدق به بشرود .. فهي قد رأته منذ زمناً طويلا عندما كانت طفله تلهو في الحدائق العامه وهو مجرد متسول يجلس علي الارصفه يأكل من الصفائح .. لتأتي اليه كل يوم بمصروفها
ف الحديقه كانت قريبه من بيتها ... واستمر الحال هذا لشهرا كاملا حتي اختفي هو فجأه
ليُفرقع مسعد بأصابعه امام وجهها الذي رئه لمره واحده عندما اختطفها ولكنها لم تراه لاغمائها ..
وهتف بجمود : هتفضلي بصالي كتير
وعندما رأها تُحملق في ندبته ..شعر بأنها تشمئز منه
فأنحني ليجذبها من ذراعها بقوه : مش ناقص عاطله انا
واخذ يجرها دون رحمه ... لتنطق أخيرا بصوت متقطع وضعيف للغايه بسبب ضياع صوتها لفتره :
انت الولد اللي كان في الحديقه من عشر سنين
ورغم انها نطقت تلك الجمله بشك فمن الممكن ان يكون تشابه بينهم .. ولكنها حسمت امرها لعله يكون منقذها
ليقف مسعد من جرها ... واتسعت حدقتي عينيه
وهو يري الماضي البعيد الذي جعله هكذا
...................................................................
نظرت رحمه الي تلك الحفل الجميله التي دعوة اليها عقب وصولها بيوم .. كي يتم الترحيب بالمنضمين .. فراعي تلك الحمله كان رجل اعمال مصريا في الاصل رغم حياته الطويله التي عاشها في فرنسا لحبه لبلد والدته
واخذت تتأمل الحفله الرائعه بأنبهار .. فكانت حفله مُنمقه
تجمع أرقي اطياف المجتمع الفرنسي ورجال الاعمال ذات اصول عربيه
ورغم شعورها بالحنق لعدم اهتمام احدا بها .. فالكل مشغول بمعارفه
الا انها قررت ان تستمتع .. وخطت بخطوات واثقه نحو الطاوله الطويله الموضوع عليها كافة انواع المشروبات والمعجنات..فأخذت مشروب البرتقال الذي تحبه كي يُنعشها
وبدأت ترتشف منه بتلذذ .. وألتفت فجأه لتنصدم بجسد قوي
فرفعت عيناها نحو الذي يُطالعها بغضب .. فهو كان سيمد بيده كي يتناول احدي المشروبات التي بجانبها ولكن ألتفاف جسدها فجأه جعلها ترتطم به .ليُتمتم بحنق : stupide
فأرتبكت رحمه وشعرت بالحنق منه ومن نعته لها بالغباء ولكنها زفرت انفاسها بهدوء : بردون
لتسمع صوت احدهم يُنادي علي ذلك الأحمق الذي يقف امامها ويُطالعها بنظرات غاضبه ..."عمر"
*******************************
خطت بخطوات هادئه نحو مكتبه .. بعد أن وقفت سكرتيرته أحتراما لها .. ومع كل خطوه كانت تخطوها نحو مكتبه
كانت تري الفقد أمام عينيها ..
لم يكن فقدها حباً وعشقاً كما ظنت انما حُبها كان لتلك الهاله
التي أحاطتها سنين زواجها منه
فزين كان بالنسبه لها فانوس سحريا أعطاها كل ما تمنت
هي تحبه ولكن ليس لحد الجنون الذي تُحب به أسمه بجانب أسمها .. او ان تسمع لقبها المصحوب بكنيته
"مدام زين نصار " وعندما وصلت بعقلها الي هنا تأوهت بضعف .. لتجد نفسها تقف في مكتبه وزين يقترب منها مُرحبا
وتسائل بقلق : رحمه انتي سمعاني
فأخذت تُحرك رأسها يميناً ويساراً قليلا كي تفيق من وسواس نفسها فهي الأن طليقته وابتسمت بهدوء :
جيت أسلم عليك قبل ما اسافر فرنسا
فطالعها زين بهدوء وهو يشكر داخله صديقه الذي قد بعث دعوه لرحمه من أجل الانضمام اليهم ...
واكملت وكأنها مازالت تري انها زوجته : ممكن اغيب تلت شهور
وعندما أدركت بأن معرفته للمده التي ستغيبها لن تفرق معه ..فهي الأن ليست زوجته تمتمت بأرتباك :
أسفه ، نسيت اننا خلاص انفصلنا
فأبتسم زين بدفئ وتناول كفيها ليحتويهم بين كفيه بدفئ:
اوعي تنسي في يوم ان هفضل سند ليكي يارحمه ..ومش معني اننا فصلنا انك خلاص انتهيتي من حياتي .. هتفضلي برضوه انسانه عزيزه علي قلبي
فأوجعتها كلمته ..فهو لا يراها سوي احدا غالي فقط
ولكن الحب لم يُعطيه الا لها وحدها ..تلك التي لا تُقارن بها شئ
وعندما بدء شيطانها يُسيطر عليها ثانيه .. ابتسمت وابتعدت عنه وألتفت بجمود قبل ان تضعف اليه وتُطالب بأنتمائها له : مع السلامه يازين
..................................................................
جلست أمامهم بوجه محمر من تلميحاتهم المُخجله ..
فهي اليوم أجتمعت بصديقتها خديجه وزينب التي اكتسبت صداقتها من العمل مع رحمه
وعندما علمت زينب بأنها زوجة " زين " ذلك الرجل الذي يبهر الاعلام وموظفينه بحنكته وقسوته
وفهمت كيف تزوجها .. بدأت تتلاعب بها مثل خديجه صديقتها التي أستلمتها من اول لحظه رأتها فيها
فأما تقول لها بأنها ازدادت جمالا .. او انها اصبحت تبتسم كالبلهاء ..او ان عيناها بدأت تلمع بالحب
واخيرا صرخت بهم : بس كفايه .. انتوا مصدقتوا تعملوا حفله عليا
وأخفضت برأسها أرضً ، وفركت أيديها بتوتر من أخر جمله ألقوها وهما يتشاوروا بين بعضهم
" تفتكري زين بيه رومانسي ياخديجه "
لتضحك خديجه بخبث وهي تغمز لزينب الجالسه امامها :
"ما انتي شايفه الحب اه .. والابتسامات اللي عماله توزعها "
فتسألت زينب بمكر :
"قولنا ياحنين ..هتروحوا شهر العسل فين ..اكيد زوجة زين نصار مش هتسافر اي بلد
وما كان منها سوي ان تمتمت : ها
لتضحك كل من خديجه وزينب .. وكادوا ان يبدئوا بتلميحاتهم الوقحه مُجددا الا ان صوت رنين هاتفها قد جعلهم يصمتون
فنظرت هي الي هاتفها بتوتر .. وارتباك .. ليتأملوها بخبث وقد أتكؤا بمرفقيهم علي الطاوله التي أمامهم متسائلين : ماتردي !
فطالعتهم بنظرات مرتبكه ..ونطقت بخفوت : لاء مش مهم
وعندما عاد الرنين ثانية .. حاوطوها وقد لمعت عيناهم وهم يرون الأسم المدون به وهتفوا : اووه .. حبيبي!
...................................................................
وقفت تصنع له القهوه بحب ..ونظرات حسنيه الحانيه تحتويها وتدعو لها بداخلها ان يديم الله عليها السعاده
وعندما انتهت من صنعها .. والخادمات ينظرون اليها ببتسامه لطيفه ..
أبتسمت حسنيه بحنان : ياسيدي علي الروقان
فطالعتها ليلي بسعاده .. فاليوم قد انهت اخر اختبار لها ورغم انها تشعر بالقلق من قرب موعد الزفاف والذي سوف تتحدث فيه مع اياد من اجل تأجيله لشهر اخر .. فيومين لن يكفيها لتستعد لتلك الحياه الجديده التي سوف تدخلها
فظهورها بأنها زوجته امام الناس بدء يُربكها
وكثيراً من الاسئله اصبحت تقتحم عقلها ..فمن هي ومن هو
وتنهدت بقلق بعد ان كانت سعيده
فربتت حسنيه علي يدها : القهوه هتبرد ياسرحانه هانم
فأبتسمت لها ليلي بخفوت .. وصارت نحو غرفة مكتبه
وبعد عدة طرقات ..اردفت اليه
ليبتسم اليها بحب وهو ينهض من علي مقعده وهتف بحب :
ملاكي الجميل جيبلي القهوه بنفسه
واقترب منها ..ليحتويها بذراعيه واتسعت ابتسامته اكثر وهو يري ارتباكها
فرفعت بيديها صنية القهوه وتمتمت بخجل : القهوه هتبرد
فتعالت ضحكاته وهو مازال يحتوي خصرها بذراعيه
وبدء يبعث في خصلات شعرها هامسً : خليها تبرد
واخذ منها تلك الصنيه اللعينه التي تقف حاجز بينهم .. وبدء يتسائل : محتاجه اي حاجه ياحببتي قبل الفرح
فأرتبكت ورفعت عيناها نحوه .. وأخفضتها سريعا لتخبره :
خلينا نأجل الفرح شهر كمان
فأبتعد عنها قليلا وأخذ يتأمل ملامحها حتي تنهد بحب :
ليه ياليلي ..
فأرتجف جسدها .. وبدأت تبكي بخوف : انا خايفه
وعندما نطقت بتلك الكلمه .. ضمها بذراعيه بقوه
وأخذ يُحرك يده علي ظهرها بحنو : ولو قولتلك اني مش موافق .. واني عايزك النهارده قبل بكره
وابعدها عنه ليري ملامح وجهها التي اغرقتها الدموع .. وتنفس بعمق ومدّ بكلتا كفيه نحو وجهها ليزيل دموعها بحنان
وهمس : فرحنا بعد يومين
وألتف بظهره يزفر أنفاسه .. وهو يُدرك أسباب خوفها ولكنه اقسم انه لن يجعلها تحزن ابدا وسيكون لها سنداً وسيعطيها من عمره فحياته دونها اصبحت لا شئ
وشعر بيدها الصغيره علي ظهره ..أرتعش جسده ليجدها تُتمتم بخفوت : مش هتندم في يوم اني مراتك
وعندما تفوه فمها بتلك العبارات ..ألتف اليها سريعا
ليكون رده قبلة عميقه وضعها علي شفتيها .. ليبتعد عنها بأنفاس متقطعه وهو يراها ذائبه بين ذراعيه
فقد ترك قبلته تُخبرها كم يعشقها ويطوق لحياته معها
.................................................................
أبتسم زين بحب وهو يراها تجلس بجانبه .. تتأمل ملامحه
حتي انها قد تربعت وأسندت ذقنها علي مرفقيها المُثبتان فوق فخذيها ..
منظرها كان مهلك له ..حتي انه كتم ضحكاته وأشغل نفسه في مُحادثته مع شريكه الألماني في شركته القابعه بألمانيا
وفجأه وجدها تقترب منه وبدأت تتلاعب بخصلات شعره الناعمه .. وبعد أن كان يضع قدما علي قدم .. حرر قدميه
وجذبها من خصرها لتسقط في حجره ..
فشهقت حنين بفزع
وأخيرا شعرت بحماقة افعالها الجنونيه ..
فأخذ يُطالعها بمكر ، وكأنه يُخبرها بأنها أتت اليه بأرجلها دون عناء
وأكمل اندماجه في ذلك الحديث الممل الذي لولا اهميته لأنهاه سريعا .. وتفرغ لتلك التي يحترق جسده بها
فتأملته بحب .. وبعدما كانت تُريد الخلاص من مُحاصرته استمتعت بذلك القرب حتي انها بدأت تقفر علي فخذيه كالطفله
ليكتم زين ضحكته بصعوبه .. ويضع بيده علي سماعة هاتفه الخارجيه وهمس بخفوت : حنين ، بطلي بدل ما اتهور عليكي دلوقتي
وأبتسمت وهي تري مدي أثارتها له .. وعندما رأت أرتباكه مع المتصل .. استكانت قليلا .. ونظرت الي عنقه الطويل ثم لحيته الخفيفه .. فأقتربت تُقبل عنقه وعانقته
ليمسك بيديها سريعا .. وهو لا يقوي علي افعالها
وهتف بصوت منخفض جدا : هوريكي اللعب علي اصوله بس بعد ما اخلص يازوجتي العزيزه
واخذ ينهي حديثه سريعا والذي لم تفهم منه شئ لكونه بلغه اخري .. وهي مازالت تتلاعب بوجهه وتقبل عنقه بقبلتها التي نُخصصها للأطفال عندما تُعجبنا وجنتيهم الممتلئه
وفجأة شهقت بفزع .. وهي تراه يزيل سماعة الهاتف الخارجيه من علي اذنه وحملها بين ذراعيه وهو يهتف :
افتكري ان انتي اللي بدأتي ...
وغمز لها بأحدي عينيه .. لتفهم مقصده الذي اخجلها ورغم ذلك أصبحت تتوق له
...............................................................
ضحك هاشم بقوه وهو يتأمل زوجته التي تجلس حانقه منه ومن أفعاله ... بعد ان سمعته يتحدث مع احدهما في الهاتف بأمر الزواج الذي سيكون غدا كي تنتهي تلك السخافه ويساعد تلك التي تنتظر نجدتها من برثان ما اوقعه فيه اللعين حاتم بعد ان عادت الي اهلها كي تسير الامور علي النهج الصحيح
فهذا ما صمم عليه زين ..كي يجعل الفتاه لا تشعر بالنقص والخزي ..حتي انه هو من تحدث مع اهلها وافهمهم الوضع الذي اخفي الكثير من تفاصيله ... ولان اهلها اناس لا يعرفون المكر الذي اصبح يُحاوط الحياه تفهموا الامر .. ولمعت عيناهم عندما رأوا المال الذي عرضه عليهم
وتذكر محدت المُرتبك .. والذي يتحجج بالهروب من تلك الفكره رغم انه شعر بمشاعره نحوها
ووجدها تضربه علي صدره : بتخوني تاني ياهاشم ، وياتري مين العروسه
لتزداد ضحكات هاشم .. وشعر بالنصر من حنقها
وعندما وجدها ستبكي ... اسرع لضمها اليه
فقسوته قد انتهت وعلم بأن ملجأه الوحيد هي وابنتيه وطفلهم القادم
واخذ يوشوش لها : اهدي ياحببتي ، خلاص هحكيلك
فأبتعدت عنه سريعا .. وعقدت ساعديها : احكي يلا .. وبسرعه
فضحك علي هيئتها .. وبدء يسرد لها تفاصيل حكاية فاطمه بعيدا عن تلك الليله الاولي التي عرفها بها كي لا يفتح حسابات قديم قد اغلقت
وبعدما انهي تفاصيل الحكايه تنهد بأرهاق : ارتاحتي خلاص
ونظر اليها بقلق .. فصمتها هذا يدل علي كارثه
ولكنها أخلفت توقعته ووجدها تنقض عليه تُعانقه بطيبه وهي تهتف : طول عمرك قلبك ابيض ياحبيبي
فهبطت تلك الجمله علي قلبه بوخز ..فهو منذ اشهر قليله كان صاحب قلب متحجر لا يعرف الرحمه ..حتي هي عانت من سواد قلبه
وعندما شعر بقبلتها الحنونه علي احد خديه .. ضمها اكثر اليه
وهو يلعن شيطانه الذي كان يُسيطر عليه
وابتعد عنها قليلا متُمتما بحب : انتي جميله وطيبه ازاي كده ياهبه
ورفع بيدها ليُقبل ظاهرها وباطنها بدفئ .. ووخزات قلبه تحرقه بالندم
.................................................................
كانت نائمه علي صدره ..تستمع الي تنفسه الصاخب
واحدي يديه تطوق خصرها ويده الاخري تحتوي يدها التي تضعها علي صدره
ليهمس زين بحب : عايزين نرجع بكره الفيله ، مش كفايه كده
ورفت رأسه بخفه : بس انا
فضمها اليه أكثر ، ووضع بيده علي شفتيها : حنين حياتنا هناك في بيتي ..مش هنا
فرفعت رأسها اليه وهي تعلم بأنه صبر عليها كثيرا وترك منزله الضخم ليعيش معها في تلك الشقه الصغيره التي شهدت بداية حبهم
ولمعت عيناها .. وهمست برقه : اللي تشوفه ياحبيبي
فحدق بها زين وهو لا يُصدق بأنها نطقتها بتلك الرقه
فأبتسم وغمز اليها بأحدي عينيه وتمتم بوقاحه:
لاء كده احنا محتاجين ندوق العسل تاني
ليذهبوا معا لعالم تُرفرف فيه الفراشات .. عالم لا نصل اليه الا بعد صبر
.................................................................
دمعت عيناها وهي تري حسنيه التي احبتها تحتضنها .. وتمنت لو كانت والدتها معها اليوم .. وكلما جاء طيف والدتها زاد نحيبها
فأبتعدت عنه حسنيه هاتفه : ياحببتي مكياجك كده هيبوظ
وضمت وجهها بين يديها .. لتسمع صوت تلك المسئوله علي لمسات وجهها تؤنبها : بليز يامدام خلينا نخلص
فأبتعدت عن احضان حسنيه لتُكمل استعدادها لحفلة زفافها
فاليوم ستكون زوجته امام جميع الناس ..
وبعد ساعه .. كانت تتبطئ ذراعه بخجل
تتأمل نظرات الضيوف بخوف وارتباك
فمنهم من ينظر اليها بأنبهار ومنهم من يتأملها بحقد لانها نالت من كان محط انظار الجميع ومنهم من يقص حكايتها وكيف ووجدها وتزوجها ومنهم من يتعجب بأنها امرأه محجبه
ووجدت أياد يقف وسط ضيوفه .. لينحني نحو جبينها كي يطبع قبله حنونه عليه وكأنهم يُخبرهم بأن هي من أختارها ليُكمل حياته معها
فتوردت ليلي خجلا وهي لا تُصدق فعلته .. وسمعت تصفيق الحاضرين .. حتي سمعت صوت معتز السعيد : مبرووك ياليلي .. مبرووك يااياد
واحتضنا اياد بسعاده .. وهمس بجانب اذنه : هاخد سليم البيت معايا الايام ديه ..عشان ميشبطش فيك وميتعبش داده حسنيه لما تسافر شهر العسل
وابتعد عنه قليلا ليغمز له بأحد عينيه .. فوكظه اياد بذراعه
فصديقه الاحمق .. يُهئ له الاجواء كي ينفرد بعروسه
وعندما ألتف نحو زوجته الجميله .. رأها تمسك بيد سليم الذي يرتدي بذله منمقه تشبه بذلته فطفله يعشق ارتداء الملابس التي تشبه ملابسه .. وطالع معتز الذي وقف جانبه يضحك وتنهد بيأس : شايف ابني بيعمل ايه
وعندما وجد ليلي تلتف نحوهم بخجل .. سمع صوت صغيره الذي ألتف اليهم بدوره : انا وليلي حلوين مش كده يابابا
فأبتسم اليه اياد بحب واقترب منه كي يربت علي شعره ..وفجأه وجد طفله يركض وهو يصرخ : لوجي جات ، لوجي جات
فوضعت ليلي بيدها علي فمها كي تكتم صوت ضحكاتها .. ليُطالعها اياد بمكر : باعك من غير مايفكر ..
واحتوي خصرها بتملك قبل ان يسمع ردها ، وضمها لصدره ..ليتلقي معها تهنئة ضيوفه
وفي ركن بعيد قليلا في تلك الحفله .. جلست احداهن بجانب صديقتها : شايفه ياسالي بيحبها ازاي
لتلمع عين سالي بغضب ..فالجميع اليوم يُخبروها بنفس الجمله وبفوزها بأياد زوجاً وكيف يُحبها وماذا ترتدي وكم هو سعيد .. فحملت حقيبتها ببرود وتمتمت : سلام يا شاهي
ورحلت وهي تلعن حظها ..ونظرت الي بنصرها الايمن الذي يحتوي علي خاتم خطبتها وتمتمت : مش لازم اضيع ده كمان من ايدي
ورحلت بعد ان فقدت الامل في ان تعيد الاخر اليها .. فشهور كانت تركض خلفه وهو لا يُعيرها اي اهتمام وعندما جائت لها دعوة زواجه علمت بالسبب .. فهو اصبح عاشقا مُتيما
اما هو كان يقف يضمها بتملك ويهمس لها بكلمات جعلتها تتمني لو ان تنشق الارض وتبتلعها
وكلما ازدادت حمرة خجلها .. ازدادت كلماته الجريئه وزداد خوفها من تلك الليله التي سيضع فيها ملكيته عليها
..................................................................
اغمضت سهيله عيناها بخوف من الذي سيحدث لها عندما يعلم بأنها حاولت الفرار من سجنه عندما رأت قلة عدد رجاله ..فبعض الرجال قد انسحبوا من المزرعه
ولكن في النهايه هي جالسه تضم ركبتيها لصدرها تنتظر مصيرها ..فبالتأكيد لن يرحمها تلك الليله
وعندما سمعت صوت اقدام تقترب من باب حجرتها ارتجف جسدها وضمت ملابسها بقبضه يديها خائفه من عنفه في تعريها كما يفعل عندما يغضب منها
واغمضت عيناها اكثر .. وهي تري الباب يُفتح ويقترب منها
لترفع وجهها لذلك الواقف امامها .. والذي لم يكن حاتم
ووجدته يأمرها : يلا جهزي نفسك عشان نروح للباشا
فأرتجف جسدها اكثر ... وهي تستمع لصوت ذلك البغيض مثل سيده ... ورفعت وجهها نحوه ثانية لتري ندبه علي جبهته .. فلمعت عيناها بصدمه
واخذت تُحدق به بشرود .. فهي قد رأته منذ زمناً طويلا عندما كانت طفله تلهو في الحدائق العامه وهو مجرد متسول يجلس علي الارصفه يأكل من الصفائح .. لتأتي اليه كل يوم بمصروفها
ف الحديقه كانت قريبه من بيتها ... واستمر الحال هذا لشهرا كاملا حتي اختفي هو فجأه
ليُفرقع مسعد بأصابعه امام وجهها الذي رئه لمره واحده عندما اختطفها ولكنها لم تراه لاغمائها ..
وهتف بجمود : هتفضلي بصالي كتير
وعندما رأها تُحملق في ندبته ..شعر بأنها تشمئز منه
فأنحني ليجذبها من ذراعها بقوه : مش ناقص عاطله انا
واخذ يجرها دون رحمه ... لتنطق أخيرا بصوت متقطع وضعيف للغايه بسبب ضياع صوتها لفتره :
انت الولد اللي كان في الحديقه من عشر سنين
ورغم انها نطقت تلك الجمله بشك فمن الممكن ان يكون تشابه بينهم .. ولكنها حسمت امرها لعله يكون منقذها
ليقف مسعد من جرها ... واتسعت حدقتي عينيه
وهو يري الماضي البعيد الذي جعله هكذا
...................................................................
نظرت رحمه الي تلك الحفل الجميله التي دعوة اليها عقب وصولها بيوم .. كي يتم الترحيب بالمنضمين .. فراعي تلك الحمله كان رجل اعمال مصريا في الاصل رغم حياته الطويله التي عاشها في فرنسا لحبه لبلد والدته
واخذت تتأمل الحفله الرائعه بأنبهار .. فكانت حفله مُنمقه
تجمع أرقي اطياف المجتمع الفرنسي ورجال الاعمال ذات اصول عربيه
ورغم شعورها بالحنق لعدم اهتمام احدا بها .. فالكل مشغول بمعارفه
الا انها قررت ان تستمتع .. وخطت بخطوات واثقه نحو الطاوله الطويله الموضوع عليها كافة انواع المشروبات والمعجنات..فأخذت مشروب البرتقال الذي تحبه كي يُنعشها
وبدأت ترتشف منه بتلذذ .. وألتفت فجأه لتنصدم بجسد قوي
فرفعت عيناها نحو الذي يُطالعها بغضب .. فهو كان سيمد بيده كي يتناول احدي المشروبات التي بجانبها ولكن ألتفاف جسدها فجأه جعلها ترتطم به .ليُتمتم بحنق : stupide
فأرتبكت رحمه وشعرت بالحنق منه ومن نعته لها بالغباء ولكنها زفرت انفاسها بهدوء : بردون
لتسمع صوت احدهم يُنادي علي ذلك الأحمق الذي يقف امامها ويُطالعها بنظرات غاضبه ..."عمر"