رواية وسقطت الاقنعة الفصل الثلاثون 30 بقلم سهام صادق
الــفــصـــل الــثــلاثــــون
*******************
حلماً جميلا كان يطوف به ..يراها بين ذراعيه ..يُلامس وجهها بأنامله وأبتسامتها تتسع شئ فشئ وكأنها تدعوه ان يأخذها لعالمه ..
فتأملت رحمه وجه .. وأخذت تُمرر يديها علي كل أنش بوجه
وتنهدت وهي تري كيف ملامحه تتغير للراحه ..
وشعرت بأنه يستجيب لها ..فمالت نحوه كي تُقبل شفتاه
وعندما تلامست شفاهم .. فتح زين عيناه بصدمه
فحلمه حقيقه ولكن رحمه هي بطلته ..فأنتفض سريعا من فوق الفراش ونهض وهو لا يُصدق بأنه للحظه واحده كان سيبني معاها عش أحلام أخر ويعود لرغبته بها
ونظر لها بعد أن سقطت علي مرفقيها فوق الفراش بعدما دفعها عنه
وأغمض عيناه وهو يراها شبه عاريه امامه .. ليسمع صوتها : زين ارجوك انا عايزاك
وأنتظرت منه أن يستجيب لرجائها .. ليهتف بعدها :
بره يارحمه ..!
فألجمها رده .. وألتف بظهره بعيدا عن عينيها ..كي لا يراها هكذا وانتظر حتي تخرج
فوجد يديها تُحاوطه من الخلف ..وتُقبل ظهره بقبلات جنونيه : زين انا كلي ملك انت ..
وتابعت بقسوه : انت عمرك ماهتحب البنت ديه ، عمرها مهترضيك ..هي مجرد نزوه ياحبيبي مش أكتر وانا ممكن أستحمل واصبر لحد ما تنتهي رغبتك فيها وتطلقها ..انا غلطانه ياحبيبي يوم مافكرت أخليك تتجوز عشان نجيب طفل لينا
وعندما وجدت جسده تصلب بين ذراعيها أكملت :
بس خلاص احنا مش عايزين أطفال ..حياتنا كانت جميله
وأبتسمت وهي تظن بأنه أستجاب لكلامها ..حتي وجدته ينفض ذراعيها من علي جسده وأستدار نحوها :
أطلعي بره يارحمه..وبكره هننهي المهزله ديه وهنتطلق
فحدقت به بفزع .. فكل شئ أصبح أمامها يتحطم
وخسارتها قد أقتربت ..فحتي جمالها الذي ظنت انه سلاحها اصبح لايجدي نفعاً
.................................................................
ضمها لصدره بحنان وهو يهتف بأسمها : ليلي انتي نمتي
فهمست بخفوت وهي بين ذراعيه : لاء
فضحك وهو يجذبها اليه أكثر ..وقبل رأسها بدفئ مُتمتما :
مبسوطه ياليلي ...
وكاد أن يُكمل باقي عباراته ..فوجدها تنهض من جانبه وتميل نحوه بجرئه لم تعلم كيف أتت بها وقبلته علي خده وهمست بعدها : انا مكنتش أحلم بربع الي ان فيه دلوقتي
وتابعت بمراره : ده انا ابقي طماعه اووي لو اتمنيت أكتر من كده
فرفع جزعه العلوي من فوق الفراش ليكون قريباً منها .. وأبتسم وهو يتأمل ملامحها البرئيه الراضيه وتنهد بدفئ :
ده أنا اللي ابقي طماع لو اتمنيت حاجه زياده بعد كده
وأخذ وجهها بين كفيه وشعر بسخونته فتسأل بقلق : انتي سخنتي فجأه كده ليه
وعندما وجدها تخفض رأسها نحو حجرها .. ضحك وقد أدرك أنها أستعابت مافعلته معه منذ قليلا ..ومال نحو أذنها هامساً بمشاغبه : انا بقول يمكن يكون بسبب اللي انتي لبساه
وابتعد عنها لينظر الي ماترتديه وأكمل : بيجامه بكوم ياليلي فعز الحر ..
وتسأل : ايه رأيك ماتقومي تغيري البيجامه ديه
فوجدها تُطالعه كالبلهاء .. وقد أتسع بؤبؤ عينيها
ليضحك بعدها بقوه : مالك في ايه ، انا وعدتك اني هنام جنبك مؤدب ..لحد يوم الفرح
فهمست بصوت خفيض وقد ظنت بأنه لم يسمعه ولكن :
هو ماله بقي قليل الأدب كده
لينفجر اياد ضاحكاً .. فهي تري أفعاله هكذا رغم انه لم يفعل شئ حتي الأن
وغمز بأحدي عينيه : هو ده مفهوم قلة الادب عندك
فشهقت بصدمه وتمتمت بأرتباك:
انت سمعتني ، أنا كنت بكلم نفسي
واكمل بعدها بخبث ..فلعب معها قد اعجبه فهي تجعله يضحك من كل قلبه وهو لا يُصدق بأنها تمتلك مثل هذا الحياء فحتي سلوي زوجته لم تكن هكذا :
طب أيه .. مش هتقومي
فهمست بخوف : ها
وتابع بدعابه : اقفلي بؤك ياحببتي .. عشان موعدكيش بلي ممكن يحصل بعد كده
فأغلقت فاها سريعا ونظرت اليه بقلق ..فهو اليوم يبدو برجلا أخر أمامها .. وتأملت غرفته فلعنت نفسها
فعندما أنهي تعليمها علي البيانو .. جذبها معه نحو غرفته
كي تنام بجانبه وعندما رأي خجلها أخبرها بأنه فقط يريد ان تكون بين ذراعيه ولكن محور ليلتهم بدء يتغير
وأصبح يتكلم معها بجرئه لم تعهدها منه من قبل
وفاقت من شرودها علي صوت فرقعت أصابعه وحدقت به
ليتسأل : روحتي فين ، كل ده عشان قولتلك غيري البيجامه ديه
وضمها اليه وشعر بخوفها وهمست : اياد انت فيك ايه
فأبعدها عنه قليلا ليُطالع عينيه مُتمتما : كل اللي بقي فيا ..اني بقيت شايفك مراتي ياليلي
وعندما وجد ملامحها قد ظهر عليها الفزع.. مال نحو جبينها ليطبع قبله حنونه : تعالي ننام يلا ..
وتابع بعدها ضاحكا : وبأحترامنا
..................................................................
كان يقف بسكون ينظر للظلام الذي أمامه.. يري حياته القديمه تسير أمام عينيه ..حياه لا تقل عتمتها عن هذا الظلام
فظهرت أبتسامته الساخره وهو يتذكر كلمات والده
" انت ابن حرام .. امك كانت مجرد عاهره "
ليضغط علي فكه وهو يتذكر حقيقة أصله ..فما يعيشه الان
هو مُستنقعه القديم .. وزفر دُخان سيجارته العاشره
ثم بدء يدهسها تحت قدميه ..وهو يشرد في بداية تلك الليله
ومافعله بها
كانت تصرخ به أن يرحمها ويتركها .. ولكنه كان كالمجنون
وعندما وضعها علي الفراش بدء بتقيدها بمفرش الفراش
حتي خارت مقاومتها .. وقد كان انتهي من تقيد أيديها
لتترك له نفسها ليفعل بالمثل مع قدميها ففي النهايه هذا أصبح مصيرها معه
ليتأملها حاتم ببرود : قولتلك اللعب معايا مش حلو
ووضع يده علي قلبه : ده مفيهوش رحمه ..
واخذ يتفحص ملامحها المذعوره .. ثم ضحك : نبتدي اول ليله من غير اي مخدر يازوجتي العزيزه
فخرجت آه من فاها وهي تستمع لكلماته .. وهتفت برجاء فالصراخ معه لا يجدي بنفع : انت ليه بتعمل فيا كده ، انا عمري ما أذيتك في حاجه
وبعد أن كان يبدء في فك أزرار قميصه .. ثبتت يداه وهو لا يعرف بما سيُجيبها
أيُخبرها بأنه أحبها .. وتمناها .. ولكن عجزه كان مانع قوي له أن يكون كأي رجل
أيُخبرها بأنه دوما كان يري بعينيها نظرة أشمئزاز منه
أيُخبرها بأنها زادت من شيطانه عندما علم بخطبتها من صديقه ..فبالتأكيد صديقه هو أفضل لها وكيف لا يكون الافضل وهو رجلا سيعطيها كل مايرغب به جسدها
ونظرت اليه وتمنت ان يكون لكلامها أثر معه .. ولكنها وجدته يُطالعها بسخريه مُتمتما : قدرك انك توقعي مع شيطان زي ..
واكمل بجمود : واللي بيقع مع الشيطان مبيخرجش من جحيمه
وبعد أن أنهي فك أخر زر من قميصه .. نزعه سريعا
لينقض عليها ..فصرخت وهي تراه يشق ملابسها بقسوه
وبدأت تنتفض بجسدها وهي تهتف : لاء .. لاء
ولم تجدي توسلاتها أي استجابه ..فأغمضت عيناها وأنحدرت دموعها وهي تُتمتم : لو عندك بنت هترضلها كده
فرفع بوجه عن جسدها الذي كان ينهش به .. وأبتعد عنها فجأه ليضحك بقوه ... فقد دهست علي جرحه بعمق
فهو لن يُنجب .. فهو أخره ينهال عليها بالقبلات ليسقط صريع رغبته ويري عجزه
واخذ يدور حول نفسه .. وهو يري مصيره
وحيدا ..لقيطاً .. أبن حرام .. مُغتصب .. قاتل .. شيطاناً بقناع ..
وقبل أن يفقد صوابه ويصرخ بها ليُخبرها بأنه لن يكون أب
هرب من الغرفه وهو عاري الصدر ..
ليقف أمام أحدي الشرف بوجه خالي من كل شئ ..
وأفاق من شروده علي نسمات الهواء التي تتخلل ضلوعه ببروده ورغم ذلك مازال البركان الذي داخله يزيد أشتعالا
وتنفس بقوه .. ليُقرر الذهاب اليها ..فهي مازالت مُقيده
وعندما أردف لغرفتها ..وجدها غافيه تتألم في ركضتها
فأتجه نحو أيديها ليفك قيدها ثم أرجلها .. ونظر الي ملابسها الممُزقه ...فتناول غطاء الفراش ووضعه عليها
ليجلس بجانبها وهو يتأمل وجهها الذي أنطفئ
فهمس بسخريه : كل حاجه موجوده بقربك ياحاتم لازم بريقها يروح .. كلهم بيكرهوك ..
وتابع شيطانه : انت منبوذ
وتغيرت ملامحه مع صدي كلمات شيطانه.. ليُحرك جسدها بقوه قائلا : سهيله أصحي
فأنتفض جسدها بخوف .. وابتعدت عنه بنفور حتي كادت ان تسقط من فوق الفراش
ليزداد صوت شيطانه داخله : أرأيت كيف ينفروا منك .. انت منبوذ
فصرخ بها بقسوه : انتي ملكي ..اوعي تحلمي انك في يوم هتخرجي من سجني ..
وتابع : بطلي تخافي مني .. لو شوفت نظره الخوف ديه في عينك بعد كده مش هرحمك
فأدمعت عيناها وهي تُحرك شفتاها كي تُجيبه الا ان لا صوت يخرج ..فأخذت تُحاول وتُحاول
فالنتيجه واحده .. لا صوت ، فطالعها بتفحص ..ففمها يتحرك بكلمات ولكن لا صوت لها
ليتسأل : انت مبتتكلميش ليه
فعادت تُحرك شفتيها كي يخرج صوتها .. ولكنها فشلت
ليُطالعها حاتم بصدمه .. وهو لا يُصدق ما يراه
...............................................................
وقف بسيارته أسفل بنايتها ...وهو لا يعلم كيف أتي الي هنا
فبعد ما حدث مع رحمه .. ارتدي اول شئ قد أخذته يده
واخذ مفاتيحه وهبط الي مكتبه كي يبحث في ادراجه عن مفتاح شقتها البديل الذي أخذه من صاحب البنايه عندما اشتري منه الشقه
وها هو الان يطوق لها .. يُريد ان يثبت لنفسه بأنه لا يراها نزوه بحياته .. هو يُحبها بصدق ..يُحب روحها ..عينيها التي تخفي احزانها دوما .. يحب بساطتها التي أعادته لحياته القديمه التي أضاعها الثراء
وزفر أنفاسه بقوه .. وخرج من سيارته كي يصعد اليها الا ان صوت أذان الفجر كان يعلو من ذلك المسجد القريب
فأغلق السياره .. وذهب الي حيث يجد الأنسان راحته
وبعد نصف ساعه .. كان يقف أمام باب شقتها
ليضع المفتاح برفق .. وعندما دخل وجد السكون يُحاوط المكان فظن بأنها نائمه
وصار نحو الداخل ليسمع صوت شهقات تأتي من غرفتها
ليُصيبه الفزع .. فأتجه اليها بخوف وكاد ان ينطق بأسمها
الا انه وجدها تجلس فوق سجادة الصلاه وبين يديها مُصحفها تقرء بصوت مسموع تبكي وتردد تلك الايه
}إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ{
فما حدث بحياتها جعلها تكره قدرها .. جعلها تتسأل عن مافعلته لتكون هذه حياتها .. حياة مليئه بالفقد ،بضياع الاحلام
بالألم
فزفر زين انفاسه .. وشعر بالراحه قليلا
واقترب منها وجثي علي ركبتيه ليهمس بأسمها : حنين
فطالعته بعد أن صدقت وتأملته بوجه يغلب عليه الحزن
فتناول منها المصحف ليضعه .. علي المنضده القريبه منهما
ورفعها بذراعيه ليبتسم لها بدفئ : تعرفي ان النهارده اتأكدت ..ان ربنا بيحبني اووي لانك مراتي
وتابع : انتي اجمل حاجه حصلت في حياتي ياحنين ..كنت فاكر ان فلوسي ومكانتي ديه أحلي واحسن نعمه في حياتي
ومسح دموعها بيديه وأكمل بحنان : بس أكتشفت اني كنت غلطان ..
فطالعته بأعين لامعه ..ثم اخفضت عيناها لتتذكر قبل ساعه عندما كانت تجلس علي فراشها تتأمل السكون الذي يحاوطها
تتذكر ضحكات أخيها ومزاحه .. وحنان ابيها وصوته الدافئ
وأحضانه .. وطعام والدتها ومُناكفتهم دوما معا ..احلامها بفارسها وانتظارها لليوم الذي ستجده .. فرحتها بتخرجها وسعادتها عندما وجدت عمل .. راتبها الاول الذي كانت تود لو ان تشتري به العالم كله .. احتفالهم البسيط لمناسباتهم .. شجارها الدائم هي واخيها الذي ينتهي بعناق
او احيانا تمنيه لها بأن تتزوج وتترك لهم البيت كي يرتاح منها ... وفي النهايه مصير لا تعلم كيف حدث
فحياتها البسيطه وعالمها الوردي قد أنتهي .. وبيتها الجميل الدافئ ضاع دفئه ليصبح السكون والحزن عالقين في جدرانه
كل هذا كان يدور بها .. شعرت بكرهها للحياه تمنت لو انها ماتت معهم ..
الي أن كان نداء الله هو الاقوي ..عندما بدء صوت الاذان يعلو ..وكأنه الصحوه
فشرد زين في سكونها .. ورفع وجهها بأنامله نحوه
فأخذت تتأمله بعمق ..فهو رجلا تحلم به جميع النساء وهي لا تنكر انها احبته بل وعشقته ..ولكن شعورها بأنها الزوجه الثانيه كان لها كالشوكه في ظهرها
ولكن نظرته لها الأن وكلامه .. جعلها تبتسم وتهتف بهدوء : انت جميل اووي وطيب
ورغم أنها لم تشعر بما تفوهت به ..لكن هذا كان مايدور بقلبها
فضحك زين وهو يُطالعها فهي امامه كالطفله .. وأنحني نحو خدها ليُقبله مُتمتما : وايه كمان
فتابعت بتعلثم كالمسحوره : وريحتك حلوه اووي
فأتسعت أبتسامته .. وتناول خدها الثاني بقبله دافئه وتمتم بنفس الجمله
لتُكمل : وحضنك دافي
ليبتسم زين .. واحتضنها بقوه ..فهو يعلم بأنها الأن في أشد حالات ضعفها ..فهي يبدو كانت تحتاجه بشده
وشعر بيدها التي تتشبث بقميصه .. وتنفس بعمق وهو يهمس بصوت لم تسمعه: انتي مش رغبه في حياتي ياحنين .. انتي عمري كله
فتمتمت بدون وعي : زين انا عايزه انام في حضنك .. متسبنيش
وبالفعل حملها بين ذراعيه ..ليضعها علي فراشها ..
فتغفو سريعا فقواها قد خارت ..ليبتسم زين ونظر الي الملابس التي كانت ترتديها للصلاه ..فبدء يزيلها عنها
فتأمل هيئتها الجميله .. فمنامتها القصيره جعلتها أشبه بالملائكه .. ونظر الي شعرها المعقود وبدء يُحرره
كي يتلاعب به .. ومددَ نصف جسده بجانبها وظل يتأملها الي ان غفا وعلي وجه أبتسامه دافئه
.................................................................
أستيقظت بكسل وهي تتمطئ علي فراشها ..وأخذت تنظر جانبها فعلمت بأنه كان حلم وأستيقظت منه للتو
فزين لم يكن سوي حلم .. وهتفت بخيبه:
كان نفسي تبقي حقيقه
ونظرت الي ملابسها .. وتسألت : بس انا منمتش كده ، انا كنت لابسه لبس الصلاه
وأخذت تفرك عينيها .. حتي نهضت بفزع من فوق الفراش
ليردف زين في تلك اللحظه وعندما رأي هيئتها هكذا ..اخذ يضحك بقوه
لتُطالعه بتسأل : انت زين ولا عفريت
فألجمه سؤالها .. وانفجرت شفتاه في ضحكه طويله ونطق بأنفاس متقطعه : انتي عايزه مين وانا اقولك
واخذ يقترب منها لتصرخ : يبقي انت عفريت زين
فدمعت عيناه من كثرة الضحك .. وأمسك يدها ..فصرخت به : سيب أيدي
فضرب بيده علي جبهتها ليُتمتم : انا قولتلك انك مجنونه قبل كده
وعندما لم يجد منها رد نطق : انتي شكلك لسا نايمه ، اصحي ياحنين هانم .. بدل ما أصحيكي بمعرفتي
فأبتسمت بخجل بعدما أدركت حماقتها .. وعادت ليلة أمس لذهنها ..فكل ماحدث كان حقيقي وانها لم تحلم بزين
وتنهدت بصوت مسموع : انا كنت خايفه اوي أمبارح
ونظرت الي أكمام قميصه المرفوعه .. وازرار قميصه العلويه المفتوحه وتسألت : انت ايه اللي جابك
فلم يجد غير رأسها ليتناوله تحت ذراعه وهتف بحنق :
اللي يشوفك بليل ميشوفكيش الصبح ..
وسحبها خارج الغرفه .. لتضحك هي بقوه ..فمنذ فتره طويله لم تضحك هكذا وابتعدت عنه قائله : لاء بجد ايه اللي جابك
فتنهد بقوه : الصبر يارب
وصار نحو المنضده : اغسلي وشك وفوقي .. وتعالي أفطري
فنظرت الي الفطور الموضوع علي المنضده وتمتمت : اوعي تقول ان انت اللي حضرت الفطار ..
وتناول قطعه من الخيار المقطع ووضعه في فمها بحنق : ياريت يطمر فيكي بس ..
فأخذت تمضغ ماحشره بداخل فمها بتعجب : انا مش مصدقه "زين نصار " عملي فطار
وعندما وجدته سيقترب منها ... ركضت من امامه قائله :
خلاص ..خلاص
واكملت : اوعي تخلص الفطار قبل ماأجي .. وابقي اعملي شاي عشان مبحبش القهوه
فتأملها قليلا .. ثم ضحك وهو لا يُصدق بأنه أصبح هكذا
فمكانته ووضعه حتي جموده وقسوته كل هذا ينساه معها
وأفاق من شروده علي صوت هاتفه فطالع الأسم ..
ليجد رقم رحمه
فتنفس بعمق وهو يتذكر بأنه اليوم سينهي كل شئ وسينفصلوا
وهتف : ايوه يارحمه
ليأتيه صوت الخادمه : زين بيه رحمه هانم تعبت والدكتور عندها دلوقتي
وزفر انفاسه .. ليجد صوت خلفه : روحلها هي أكيد محتاجاك دلوقتي
فطالع تلك الجالسه بسكون وقد ذهب بريق عينيها ..وانحني نحوها ليُقبل جبينها : افطري كويس ، وانا هجيلك بليل
ثم رحل ..لتسقط دمعه ساخنه علي وجهها فكل شئ جميل معه يتبخر
...................................................................
نظر ياسين الي زوجته التي قد تغيرت تمام .. فأصبحت هادئه ..رقيقه ..جميله ..حتي انها تسأله عن يومه
ووجدها تقترب منه قائله : هتتأخر النهارده ياياسين
فرفع ياسين وجهه نحوها .. وابتسم لها بهدوء وهو يُخبرها :
مش عارف يازينب
ثم نهض من فوق كرسيه بعد ان كان يحتسي القهوه مع والده
ليتأملها عمها الذي كان يُتابع كل شئ بصمت قائلا بهدوء:
هو ده الصح يابنت اخوي .. وبكره هتكسبي جوزك وهينسي انه في يوم كان بيفكر في ست غيرك
فطالعته بأمل .. فهي تحبه بقوه وتعلم ان طباعها السيئه هي من جعلته نافر منها .. يري في غيرها ما تمناه فيها
.................................................................
وقف هاشم أمام فراشها .. ليبتسم اليها قائلا : عامله ايه دلوقتي يافاطمه
فتمتمت بصوت ضعيف : الحمدلله
وتسألت : فتحي اخويا فين
فتنهد بعمق : يعني كان هيموتك وبتسألي عنه
وشعر بالشفقه نحوها عندما وجدها تبكي ليُخبرها : متخافيش مأذتهوش في حاجه ولا بلغت البوليس
وأكمل : قولت لحد من معارفي يروح لاهلك يقولهم علي وجودك بس ..
فأخرجت صوتها بخفوت : بس ايه ؟
فأشاح هاشم بوجه بعيدا عنها وهو لا يعلم بما سيُجيبها
وعندما اعادت سؤالها ثانية .. تمتم : أنسيهم خلاص يافاطمه
فعلمت منه الاجابه دون أن ينطقها
ونظر نحوها ليجدها تبكي بصمت
ليتذكر ما اخبره به محاميه منذ قليل عندما ذهب اليهم
" أحنا معندناش بنات .. بنتنا ماتت يابيه .. واخدنا عزاها امبارح "
وأفاق من شروده علي صوتها : انا اسفه علي كلامي امبارح
ليتسأل : أسفه علي ايه يافاطمه .. مش فاهم
لتنطق بخجل : اني طلبت منك انك تتجوزني ..
واكملت بخفوت : انا حياتي كده كده ضاعت ..
وكاد ان يُخبرها بأنه سيقف بجانبها .. فوجد هاتفه يُعلن عن رساله ليتأمل نصها فيجد
" هاشم حبيبي .. انا اسفه "
فهبه زوجته يبدو انها عندما لم تجده صباحاً عادت الي وعيها
وتنهد بأرهاق وهو يُطالع تلك التي تُحدق به .. وتذكر زوجته الساذجه الطيبه .. وماسيحدث لها اذا ضعف لشيطانه ثانيه
وتزوج بغيرها
...............................................................
نظر زين الي الطبيب الذي غادر من حجره رحمه للتو ..
ليخبره الطبيب : عندها انهيار عصبي حاد ، ومحتاجه هدوء
وتابع الطبيب : انا كتبتلها علي مهدئات .. بس اهم حاجه يازين بيه الراحه
وانصرف بعدها .. بعد ان نفذ دوره ببراعه
ليردف زين الي رحمه المُمدده علي الفراش ومعها الخادمه التي اول ما رأته انصرفت
وجلس بجانبها مُتسائلا : انتي كويسه يارحمه
فتمتمت بصوت ضعيف : تفتكر اني كويسه يازين
وسقطت دموعها .. التي هي بارعه فيها وتنفست : روح يازين ليها .. ومش مهم انا ايه اللي يحصلي
فوقف يُطالعها .. الي ان تنهد : مش وقته كلام دلوقتي يارحمه
هسيبك ترتاحي
وخرج من غرفتها سريعا .. ووضع بيده فوق فروة رأسه بجمود ..فبعد ان ظن ان كل شئ سينتهي الان ..تفاجئ بمرضها .. وزفر انفاسه بهدوء وهو يتذكر الاخري التي كان يتوق بشده ليخبرها اليوم بأنه قد انفصل عن رحمه
...................................................................
أتسعت عيناها بسعاده وهي تراه يقف أمام سيارته ينتظرها امام الجامعه بدلاً من السائق
وأسرعت بخطاها نحوه وهتفت : انت جيت تاخدني ياأياد
فأبتسم اياد بحب وهو يري سعادتها لقدومه .. وتذكر عندما اخبرته بمشهد لاحدي صديقاتها بالجامعه عندما جاء اليها خطيبها ليصطحبها بعد اول امتحان لهم
وعندما رأي لمعة عينيها بذلك .. اقسم بأنه سيُحقق لها هذا
وهمس بصوت خافت : ملاكي عمل ايه في امتحانه النهارده
فتمتمت برضي : الحمدلله حليت كويس
واخذت تنظر حولها لتجد نظرات بعض الفتيات عليه
فهو كان بقمة اناقته ووسامته .. وهمست بضيق :
انت حلو كده ليه النهارده
فأزال نظارته السوداء عن عينيه ليتسأل : بتقولي ايه ياليلي
وكادت ان ترد عليه .. الا انها وجدت احدي المُحاضرين الذين يدرسون لها وبجانبه معتز قادمين نحوه
فأبتعد عنها قليلا.. كي يُسلم عليهم وبعد دقائق أشار لها بالقدوم
ليُعرفها علي الدكتور الاخر ويخبره بأنها زوجته
فشعرت بالفخر وهي تراه يخبر أصدقائه بأنها امرأته وحبيبته
ووقعت عيناها علي معتز الذي طالعها بسعاده
فهو بالفعل شعر بالسعاده .. لما يراه بين صديقه وبينها
فأياد صديقه قد عاد يبتسم ويُمزح
وبعدها سحب بيدها نحو سيارته .. بعد ان اخبر معتز بأن يتفرغ له فهو يحتاجه
وعندما أردفت داخل السياره هتفت بسعاده : انت اجمل واحلي راجل في الدنيا ديه كلها .. انا بحبك اووي
وصرخت بعلو صوتها .. لينصدم من فعلتها الطفوليه
ولكنه كان في اسعد لحظاته وتناول يدها ليُطبع بقبله حانيه عليها : وانا بعشقك ..
وأكمل بعدها بدعابه : انا بقول نعمل الفرح بقي عشان كده بقي كتير عليا وممكن اتهور ومكانتي تضيع من اللي هعمله فيكي .. واحنا في طريق عام
فأبتعدت عنه سريعا حتي ألتصقت ب باب السياره .. ليضحك هو قائلا : اتكسفتي دلوقتي .. نفسي تكملي دقيقه واحده ومتحمريش كده زي الطماطم
...................................................................
منذ خمسة أيام وهي أصبحت تجلس نفس جلستها ..
تُطالع باب الشقه لعله يأتي اليها
فهبطت دموعها بأسي ... فالأول مره تعلم بأنها دون وجوده لاشئ
واخذت تُتمتم بضعف : حتي انت أتخليت عني يازين
ونظرت الي هاتفها .. الذي كانت تُحدق به كل دقيقه واذا رن تركض اليه لعلها تري أتصاله .. ولكن كانت لا تجد الا صديقتها او والدتها
حتي انها عندما قررت ان تتصل به كان هاتفه مغلقاً
وعندما يأست ..هاتفت منزله لتخبرها الخادمه بأنه قد سافر هو ورحمه
فخرجت اه خافته منها .. وهي تشعر بأن قلبها أصبح يتحطم
وتمنت لو ان يأتي لها وسترضي بوضعها معه .. حتي لو بنصف رجلا .. حتي لو اخذته رحمه كله
واعطتها فقط القليل
وعندما قررت ان تنهض من فوق الأريكه
سمعت صوت الباب يُفتح لتجده بعدها يردف اليها بشوق
فظنت للحظه بأنه حلم .. كأحلامها به الايام الماضيه
وركضت نحوه كي تتأكد من وجوده
ولمست بيدها جسده .. فعلمت بأنه يقف أمامها وليس حلماً سيرحل
وكاد ان يهتف بأسمها بشوق
الا انه صمت وهو يراها تتشبث به وتُخبره بأحتياج :
انا موافقه اكون مراتك التانيه يازين .. انا موافقه اجيبلك الطفل اللي انت عايزه .. بس اوعي تسبني
ليبعدها زين عنه .. وهو لا يُصدق بأن من تقف امامه الان حمقائه المتمرده .. فاليوم رأها ضيعفه منكسره
وكاد ان يُخبرها بسبب بعده عنها الفتره الماضيه
فصدمته فعلتها .. فقد بدأت تُنفذ ما أخبرته به للتو وستُعطيه جسده
*******************
حلماً جميلا كان يطوف به ..يراها بين ذراعيه ..يُلامس وجهها بأنامله وأبتسامتها تتسع شئ فشئ وكأنها تدعوه ان يأخذها لعالمه ..
فتأملت رحمه وجه .. وأخذت تُمرر يديها علي كل أنش بوجه
وتنهدت وهي تري كيف ملامحه تتغير للراحه ..
وشعرت بأنه يستجيب لها ..فمالت نحوه كي تُقبل شفتاه
وعندما تلامست شفاهم .. فتح زين عيناه بصدمه
فحلمه حقيقه ولكن رحمه هي بطلته ..فأنتفض سريعا من فوق الفراش ونهض وهو لا يُصدق بأنه للحظه واحده كان سيبني معاها عش أحلام أخر ويعود لرغبته بها
ونظر لها بعد أن سقطت علي مرفقيها فوق الفراش بعدما دفعها عنه
وأغمض عيناه وهو يراها شبه عاريه امامه .. ليسمع صوتها : زين ارجوك انا عايزاك
وأنتظرت منه أن يستجيب لرجائها .. ليهتف بعدها :
بره يارحمه ..!
فألجمها رده .. وألتف بظهره بعيدا عن عينيها ..كي لا يراها هكذا وانتظر حتي تخرج
فوجد يديها تُحاوطه من الخلف ..وتُقبل ظهره بقبلات جنونيه : زين انا كلي ملك انت ..
وتابعت بقسوه : انت عمرك ماهتحب البنت ديه ، عمرها مهترضيك ..هي مجرد نزوه ياحبيبي مش أكتر وانا ممكن أستحمل واصبر لحد ما تنتهي رغبتك فيها وتطلقها ..انا غلطانه ياحبيبي يوم مافكرت أخليك تتجوز عشان نجيب طفل لينا
وعندما وجدت جسده تصلب بين ذراعيها أكملت :
بس خلاص احنا مش عايزين أطفال ..حياتنا كانت جميله
وأبتسمت وهي تظن بأنه أستجاب لكلامها ..حتي وجدته ينفض ذراعيها من علي جسده وأستدار نحوها :
أطلعي بره يارحمه..وبكره هننهي المهزله ديه وهنتطلق
فحدقت به بفزع .. فكل شئ أصبح أمامها يتحطم
وخسارتها قد أقتربت ..فحتي جمالها الذي ظنت انه سلاحها اصبح لايجدي نفعاً
.................................................................
ضمها لصدره بحنان وهو يهتف بأسمها : ليلي انتي نمتي
فهمست بخفوت وهي بين ذراعيه : لاء
فضحك وهو يجذبها اليه أكثر ..وقبل رأسها بدفئ مُتمتما :
مبسوطه ياليلي ...
وكاد أن يُكمل باقي عباراته ..فوجدها تنهض من جانبه وتميل نحوه بجرئه لم تعلم كيف أتت بها وقبلته علي خده وهمست بعدها : انا مكنتش أحلم بربع الي ان فيه دلوقتي
وتابعت بمراره : ده انا ابقي طماعه اووي لو اتمنيت أكتر من كده
فرفع جزعه العلوي من فوق الفراش ليكون قريباً منها .. وأبتسم وهو يتأمل ملامحها البرئيه الراضيه وتنهد بدفئ :
ده أنا اللي ابقي طماع لو اتمنيت حاجه زياده بعد كده
وأخذ وجهها بين كفيه وشعر بسخونته فتسأل بقلق : انتي سخنتي فجأه كده ليه
وعندما وجدها تخفض رأسها نحو حجرها .. ضحك وقد أدرك أنها أستعابت مافعلته معه منذ قليلا ..ومال نحو أذنها هامساً بمشاغبه : انا بقول يمكن يكون بسبب اللي انتي لبساه
وابتعد عنها لينظر الي ماترتديه وأكمل : بيجامه بكوم ياليلي فعز الحر ..
وتسأل : ايه رأيك ماتقومي تغيري البيجامه ديه
فوجدها تُطالعه كالبلهاء .. وقد أتسع بؤبؤ عينيها
ليضحك بعدها بقوه : مالك في ايه ، انا وعدتك اني هنام جنبك مؤدب ..لحد يوم الفرح
فهمست بصوت خفيض وقد ظنت بأنه لم يسمعه ولكن :
هو ماله بقي قليل الأدب كده
لينفجر اياد ضاحكاً .. فهي تري أفعاله هكذا رغم انه لم يفعل شئ حتي الأن
وغمز بأحدي عينيه : هو ده مفهوم قلة الادب عندك
فشهقت بصدمه وتمتمت بأرتباك:
انت سمعتني ، أنا كنت بكلم نفسي
واكمل بعدها بخبث ..فلعب معها قد اعجبه فهي تجعله يضحك من كل قلبه وهو لا يُصدق بأنها تمتلك مثل هذا الحياء فحتي سلوي زوجته لم تكن هكذا :
طب أيه .. مش هتقومي
فهمست بخوف : ها
وتابع بدعابه : اقفلي بؤك ياحببتي .. عشان موعدكيش بلي ممكن يحصل بعد كده
فأغلقت فاها سريعا ونظرت اليه بقلق ..فهو اليوم يبدو برجلا أخر أمامها .. وتأملت غرفته فلعنت نفسها
فعندما أنهي تعليمها علي البيانو .. جذبها معه نحو غرفته
كي تنام بجانبه وعندما رأي خجلها أخبرها بأنه فقط يريد ان تكون بين ذراعيه ولكن محور ليلتهم بدء يتغير
وأصبح يتكلم معها بجرئه لم تعهدها منه من قبل
وفاقت من شرودها علي صوت فرقعت أصابعه وحدقت به
ليتسأل : روحتي فين ، كل ده عشان قولتلك غيري البيجامه ديه
وضمها اليه وشعر بخوفها وهمست : اياد انت فيك ايه
فأبعدها عنه قليلا ليُطالع عينيه مُتمتما : كل اللي بقي فيا ..اني بقيت شايفك مراتي ياليلي
وعندما وجد ملامحها قد ظهر عليها الفزع.. مال نحو جبينها ليطبع قبله حنونه : تعالي ننام يلا ..
وتابع بعدها ضاحكا : وبأحترامنا
..................................................................
كان يقف بسكون ينظر للظلام الذي أمامه.. يري حياته القديمه تسير أمام عينيه ..حياه لا تقل عتمتها عن هذا الظلام
فظهرت أبتسامته الساخره وهو يتذكر كلمات والده
" انت ابن حرام .. امك كانت مجرد عاهره "
ليضغط علي فكه وهو يتذكر حقيقة أصله ..فما يعيشه الان
هو مُستنقعه القديم .. وزفر دُخان سيجارته العاشره
ثم بدء يدهسها تحت قدميه ..وهو يشرد في بداية تلك الليله
ومافعله بها
كانت تصرخ به أن يرحمها ويتركها .. ولكنه كان كالمجنون
وعندما وضعها علي الفراش بدء بتقيدها بمفرش الفراش
حتي خارت مقاومتها .. وقد كان انتهي من تقيد أيديها
لتترك له نفسها ليفعل بالمثل مع قدميها ففي النهايه هذا أصبح مصيرها معه
ليتأملها حاتم ببرود : قولتلك اللعب معايا مش حلو
ووضع يده علي قلبه : ده مفيهوش رحمه ..
واخذ يتفحص ملامحها المذعوره .. ثم ضحك : نبتدي اول ليله من غير اي مخدر يازوجتي العزيزه
فخرجت آه من فاها وهي تستمع لكلماته .. وهتفت برجاء فالصراخ معه لا يجدي بنفع : انت ليه بتعمل فيا كده ، انا عمري ما أذيتك في حاجه
وبعد أن كان يبدء في فك أزرار قميصه .. ثبتت يداه وهو لا يعرف بما سيُجيبها
أيُخبرها بأنه أحبها .. وتمناها .. ولكن عجزه كان مانع قوي له أن يكون كأي رجل
أيُخبرها بأنه دوما كان يري بعينيها نظرة أشمئزاز منه
أيُخبرها بأنها زادت من شيطانه عندما علم بخطبتها من صديقه ..فبالتأكيد صديقه هو أفضل لها وكيف لا يكون الافضل وهو رجلا سيعطيها كل مايرغب به جسدها
ونظرت اليه وتمنت ان يكون لكلامها أثر معه .. ولكنها وجدته يُطالعها بسخريه مُتمتما : قدرك انك توقعي مع شيطان زي ..
واكمل بجمود : واللي بيقع مع الشيطان مبيخرجش من جحيمه
وبعد أن أنهي فك أخر زر من قميصه .. نزعه سريعا
لينقض عليها ..فصرخت وهي تراه يشق ملابسها بقسوه
وبدأت تنتفض بجسدها وهي تهتف : لاء .. لاء
ولم تجدي توسلاتها أي استجابه ..فأغمضت عيناها وأنحدرت دموعها وهي تُتمتم : لو عندك بنت هترضلها كده
فرفع بوجه عن جسدها الذي كان ينهش به .. وأبتعد عنها فجأه ليضحك بقوه ... فقد دهست علي جرحه بعمق
فهو لن يُنجب .. فهو أخره ينهال عليها بالقبلات ليسقط صريع رغبته ويري عجزه
واخذ يدور حول نفسه .. وهو يري مصيره
وحيدا ..لقيطاً .. أبن حرام .. مُغتصب .. قاتل .. شيطاناً بقناع ..
وقبل أن يفقد صوابه ويصرخ بها ليُخبرها بأنه لن يكون أب
هرب من الغرفه وهو عاري الصدر ..
ليقف أمام أحدي الشرف بوجه خالي من كل شئ ..
وأفاق من شروده علي نسمات الهواء التي تتخلل ضلوعه ببروده ورغم ذلك مازال البركان الذي داخله يزيد أشتعالا
وتنفس بقوه .. ليُقرر الذهاب اليها ..فهي مازالت مُقيده
وعندما أردف لغرفتها ..وجدها غافيه تتألم في ركضتها
فأتجه نحو أيديها ليفك قيدها ثم أرجلها .. ونظر الي ملابسها الممُزقه ...فتناول غطاء الفراش ووضعه عليها
ليجلس بجانبها وهو يتأمل وجهها الذي أنطفئ
فهمس بسخريه : كل حاجه موجوده بقربك ياحاتم لازم بريقها يروح .. كلهم بيكرهوك ..
وتابع شيطانه : انت منبوذ
وتغيرت ملامحه مع صدي كلمات شيطانه.. ليُحرك جسدها بقوه قائلا : سهيله أصحي
فأنتفض جسدها بخوف .. وابتعدت عنه بنفور حتي كادت ان تسقط من فوق الفراش
ليزداد صوت شيطانه داخله : أرأيت كيف ينفروا منك .. انت منبوذ
فصرخ بها بقسوه : انتي ملكي ..اوعي تحلمي انك في يوم هتخرجي من سجني ..
وتابع : بطلي تخافي مني .. لو شوفت نظره الخوف ديه في عينك بعد كده مش هرحمك
فأدمعت عيناها وهي تُحرك شفتاها كي تُجيبه الا ان لا صوت يخرج ..فأخذت تُحاول وتُحاول
فالنتيجه واحده .. لا صوت ، فطالعها بتفحص ..ففمها يتحرك بكلمات ولكن لا صوت لها
ليتسأل : انت مبتتكلميش ليه
فعادت تُحرك شفتيها كي يخرج صوتها .. ولكنها فشلت
ليُطالعها حاتم بصدمه .. وهو لا يُصدق ما يراه
...............................................................
وقف بسيارته أسفل بنايتها ...وهو لا يعلم كيف أتي الي هنا
فبعد ما حدث مع رحمه .. ارتدي اول شئ قد أخذته يده
واخذ مفاتيحه وهبط الي مكتبه كي يبحث في ادراجه عن مفتاح شقتها البديل الذي أخذه من صاحب البنايه عندما اشتري منه الشقه
وها هو الان يطوق لها .. يُريد ان يثبت لنفسه بأنه لا يراها نزوه بحياته .. هو يُحبها بصدق ..يُحب روحها ..عينيها التي تخفي احزانها دوما .. يحب بساطتها التي أعادته لحياته القديمه التي أضاعها الثراء
وزفر أنفاسه بقوه .. وخرج من سيارته كي يصعد اليها الا ان صوت أذان الفجر كان يعلو من ذلك المسجد القريب
فأغلق السياره .. وذهب الي حيث يجد الأنسان راحته
وبعد نصف ساعه .. كان يقف أمام باب شقتها
ليضع المفتاح برفق .. وعندما دخل وجد السكون يُحاوط المكان فظن بأنها نائمه
وصار نحو الداخل ليسمع صوت شهقات تأتي من غرفتها
ليُصيبه الفزع .. فأتجه اليها بخوف وكاد ان ينطق بأسمها
الا انه وجدها تجلس فوق سجادة الصلاه وبين يديها مُصحفها تقرء بصوت مسموع تبكي وتردد تلك الايه
}إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ{
فما حدث بحياتها جعلها تكره قدرها .. جعلها تتسأل عن مافعلته لتكون هذه حياتها .. حياة مليئه بالفقد ،بضياع الاحلام
بالألم
فزفر زين انفاسه .. وشعر بالراحه قليلا
واقترب منها وجثي علي ركبتيه ليهمس بأسمها : حنين
فطالعته بعد أن صدقت وتأملته بوجه يغلب عليه الحزن
فتناول منها المصحف ليضعه .. علي المنضده القريبه منهما
ورفعها بذراعيه ليبتسم لها بدفئ : تعرفي ان النهارده اتأكدت ..ان ربنا بيحبني اووي لانك مراتي
وتابع : انتي اجمل حاجه حصلت في حياتي ياحنين ..كنت فاكر ان فلوسي ومكانتي ديه أحلي واحسن نعمه في حياتي
ومسح دموعها بيديه وأكمل بحنان : بس أكتشفت اني كنت غلطان ..
فطالعته بأعين لامعه ..ثم اخفضت عيناها لتتذكر قبل ساعه عندما كانت تجلس علي فراشها تتأمل السكون الذي يحاوطها
تتذكر ضحكات أخيها ومزاحه .. وحنان ابيها وصوته الدافئ
وأحضانه .. وطعام والدتها ومُناكفتهم دوما معا ..احلامها بفارسها وانتظارها لليوم الذي ستجده .. فرحتها بتخرجها وسعادتها عندما وجدت عمل .. راتبها الاول الذي كانت تود لو ان تشتري به العالم كله .. احتفالهم البسيط لمناسباتهم .. شجارها الدائم هي واخيها الذي ينتهي بعناق
او احيانا تمنيه لها بأن تتزوج وتترك لهم البيت كي يرتاح منها ... وفي النهايه مصير لا تعلم كيف حدث
فحياتها البسيطه وعالمها الوردي قد أنتهي .. وبيتها الجميل الدافئ ضاع دفئه ليصبح السكون والحزن عالقين في جدرانه
كل هذا كان يدور بها .. شعرت بكرهها للحياه تمنت لو انها ماتت معهم ..
الي أن كان نداء الله هو الاقوي ..عندما بدء صوت الاذان يعلو ..وكأنه الصحوه
فشرد زين في سكونها .. ورفع وجهها بأنامله نحوه
فأخذت تتأمله بعمق ..فهو رجلا تحلم به جميع النساء وهي لا تنكر انها احبته بل وعشقته ..ولكن شعورها بأنها الزوجه الثانيه كان لها كالشوكه في ظهرها
ولكن نظرته لها الأن وكلامه .. جعلها تبتسم وتهتف بهدوء : انت جميل اووي وطيب
ورغم أنها لم تشعر بما تفوهت به ..لكن هذا كان مايدور بقلبها
فضحك زين وهو يُطالعها فهي امامه كالطفله .. وأنحني نحو خدها ليُقبله مُتمتما : وايه كمان
فتابعت بتعلثم كالمسحوره : وريحتك حلوه اووي
فأتسعت أبتسامته .. وتناول خدها الثاني بقبله دافئه وتمتم بنفس الجمله
لتُكمل : وحضنك دافي
ليبتسم زين .. واحتضنها بقوه ..فهو يعلم بأنها الأن في أشد حالات ضعفها ..فهي يبدو كانت تحتاجه بشده
وشعر بيدها التي تتشبث بقميصه .. وتنفس بعمق وهو يهمس بصوت لم تسمعه: انتي مش رغبه في حياتي ياحنين .. انتي عمري كله
فتمتمت بدون وعي : زين انا عايزه انام في حضنك .. متسبنيش
وبالفعل حملها بين ذراعيه ..ليضعها علي فراشها ..
فتغفو سريعا فقواها قد خارت ..ليبتسم زين ونظر الي الملابس التي كانت ترتديها للصلاه ..فبدء يزيلها عنها
فتأمل هيئتها الجميله .. فمنامتها القصيره جعلتها أشبه بالملائكه .. ونظر الي شعرها المعقود وبدء يُحرره
كي يتلاعب به .. ومددَ نصف جسده بجانبها وظل يتأملها الي ان غفا وعلي وجه أبتسامه دافئه
.................................................................
أستيقظت بكسل وهي تتمطئ علي فراشها ..وأخذت تنظر جانبها فعلمت بأنه كان حلم وأستيقظت منه للتو
فزين لم يكن سوي حلم .. وهتفت بخيبه:
كان نفسي تبقي حقيقه
ونظرت الي ملابسها .. وتسألت : بس انا منمتش كده ، انا كنت لابسه لبس الصلاه
وأخذت تفرك عينيها .. حتي نهضت بفزع من فوق الفراش
ليردف زين في تلك اللحظه وعندما رأي هيئتها هكذا ..اخذ يضحك بقوه
لتُطالعه بتسأل : انت زين ولا عفريت
فألجمه سؤالها .. وانفجرت شفتاه في ضحكه طويله ونطق بأنفاس متقطعه : انتي عايزه مين وانا اقولك
واخذ يقترب منها لتصرخ : يبقي انت عفريت زين
فدمعت عيناه من كثرة الضحك .. وأمسك يدها ..فصرخت به : سيب أيدي
فضرب بيده علي جبهتها ليُتمتم : انا قولتلك انك مجنونه قبل كده
وعندما لم يجد منها رد نطق : انتي شكلك لسا نايمه ، اصحي ياحنين هانم .. بدل ما أصحيكي بمعرفتي
فأبتسمت بخجل بعدما أدركت حماقتها .. وعادت ليلة أمس لذهنها ..فكل ماحدث كان حقيقي وانها لم تحلم بزين
وتنهدت بصوت مسموع : انا كنت خايفه اوي أمبارح
ونظرت الي أكمام قميصه المرفوعه .. وازرار قميصه العلويه المفتوحه وتسألت : انت ايه اللي جابك
فلم يجد غير رأسها ليتناوله تحت ذراعه وهتف بحنق :
اللي يشوفك بليل ميشوفكيش الصبح ..
وسحبها خارج الغرفه .. لتضحك هي بقوه ..فمنذ فتره طويله لم تضحك هكذا وابتعدت عنه قائله : لاء بجد ايه اللي جابك
فتنهد بقوه : الصبر يارب
وصار نحو المنضده : اغسلي وشك وفوقي .. وتعالي أفطري
فنظرت الي الفطور الموضوع علي المنضده وتمتمت : اوعي تقول ان انت اللي حضرت الفطار ..
وتناول قطعه من الخيار المقطع ووضعه في فمها بحنق : ياريت يطمر فيكي بس ..
فأخذت تمضغ ماحشره بداخل فمها بتعجب : انا مش مصدقه "زين نصار " عملي فطار
وعندما وجدته سيقترب منها ... ركضت من امامه قائله :
خلاص ..خلاص
واكملت : اوعي تخلص الفطار قبل ماأجي .. وابقي اعملي شاي عشان مبحبش القهوه
فتأملها قليلا .. ثم ضحك وهو لا يُصدق بأنه أصبح هكذا
فمكانته ووضعه حتي جموده وقسوته كل هذا ينساه معها
وأفاق من شروده علي صوت هاتفه فطالع الأسم ..
ليجد رقم رحمه
فتنفس بعمق وهو يتذكر بأنه اليوم سينهي كل شئ وسينفصلوا
وهتف : ايوه يارحمه
ليأتيه صوت الخادمه : زين بيه رحمه هانم تعبت والدكتور عندها دلوقتي
وزفر انفاسه .. ليجد صوت خلفه : روحلها هي أكيد محتاجاك دلوقتي
فطالع تلك الجالسه بسكون وقد ذهب بريق عينيها ..وانحني نحوها ليُقبل جبينها : افطري كويس ، وانا هجيلك بليل
ثم رحل ..لتسقط دمعه ساخنه علي وجهها فكل شئ جميل معه يتبخر
...................................................................
نظر ياسين الي زوجته التي قد تغيرت تمام .. فأصبحت هادئه ..رقيقه ..جميله ..حتي انها تسأله عن يومه
ووجدها تقترب منه قائله : هتتأخر النهارده ياياسين
فرفع ياسين وجهه نحوها .. وابتسم لها بهدوء وهو يُخبرها :
مش عارف يازينب
ثم نهض من فوق كرسيه بعد ان كان يحتسي القهوه مع والده
ليتأملها عمها الذي كان يُتابع كل شئ بصمت قائلا بهدوء:
هو ده الصح يابنت اخوي .. وبكره هتكسبي جوزك وهينسي انه في يوم كان بيفكر في ست غيرك
فطالعته بأمل .. فهي تحبه بقوه وتعلم ان طباعها السيئه هي من جعلته نافر منها .. يري في غيرها ما تمناه فيها
.................................................................
وقف هاشم أمام فراشها .. ليبتسم اليها قائلا : عامله ايه دلوقتي يافاطمه
فتمتمت بصوت ضعيف : الحمدلله
وتسألت : فتحي اخويا فين
فتنهد بعمق : يعني كان هيموتك وبتسألي عنه
وشعر بالشفقه نحوها عندما وجدها تبكي ليُخبرها : متخافيش مأذتهوش في حاجه ولا بلغت البوليس
وأكمل : قولت لحد من معارفي يروح لاهلك يقولهم علي وجودك بس ..
فأخرجت صوتها بخفوت : بس ايه ؟
فأشاح هاشم بوجه بعيدا عنها وهو لا يعلم بما سيُجيبها
وعندما اعادت سؤالها ثانية .. تمتم : أنسيهم خلاص يافاطمه
فعلمت منه الاجابه دون أن ينطقها
ونظر نحوها ليجدها تبكي بصمت
ليتذكر ما اخبره به محاميه منذ قليل عندما ذهب اليهم
" أحنا معندناش بنات .. بنتنا ماتت يابيه .. واخدنا عزاها امبارح "
وأفاق من شروده علي صوتها : انا اسفه علي كلامي امبارح
ليتسأل : أسفه علي ايه يافاطمه .. مش فاهم
لتنطق بخجل : اني طلبت منك انك تتجوزني ..
واكملت بخفوت : انا حياتي كده كده ضاعت ..
وكاد ان يُخبرها بأنه سيقف بجانبها .. فوجد هاتفه يُعلن عن رساله ليتأمل نصها فيجد
" هاشم حبيبي .. انا اسفه "
فهبه زوجته يبدو انها عندما لم تجده صباحاً عادت الي وعيها
وتنهد بأرهاق وهو يُطالع تلك التي تُحدق به .. وتذكر زوجته الساذجه الطيبه .. وماسيحدث لها اذا ضعف لشيطانه ثانيه
وتزوج بغيرها
...............................................................
نظر زين الي الطبيب الذي غادر من حجره رحمه للتو ..
ليخبره الطبيب : عندها انهيار عصبي حاد ، ومحتاجه هدوء
وتابع الطبيب : انا كتبتلها علي مهدئات .. بس اهم حاجه يازين بيه الراحه
وانصرف بعدها .. بعد ان نفذ دوره ببراعه
ليردف زين الي رحمه المُمدده علي الفراش ومعها الخادمه التي اول ما رأته انصرفت
وجلس بجانبها مُتسائلا : انتي كويسه يارحمه
فتمتمت بصوت ضعيف : تفتكر اني كويسه يازين
وسقطت دموعها .. التي هي بارعه فيها وتنفست : روح يازين ليها .. ومش مهم انا ايه اللي يحصلي
فوقف يُطالعها .. الي ان تنهد : مش وقته كلام دلوقتي يارحمه
هسيبك ترتاحي
وخرج من غرفتها سريعا .. ووضع بيده فوق فروة رأسه بجمود ..فبعد ان ظن ان كل شئ سينتهي الان ..تفاجئ بمرضها .. وزفر انفاسه بهدوء وهو يتذكر الاخري التي كان يتوق بشده ليخبرها اليوم بأنه قد انفصل عن رحمه
...................................................................
أتسعت عيناها بسعاده وهي تراه يقف أمام سيارته ينتظرها امام الجامعه بدلاً من السائق
وأسرعت بخطاها نحوه وهتفت : انت جيت تاخدني ياأياد
فأبتسم اياد بحب وهو يري سعادتها لقدومه .. وتذكر عندما اخبرته بمشهد لاحدي صديقاتها بالجامعه عندما جاء اليها خطيبها ليصطحبها بعد اول امتحان لهم
وعندما رأي لمعة عينيها بذلك .. اقسم بأنه سيُحقق لها هذا
وهمس بصوت خافت : ملاكي عمل ايه في امتحانه النهارده
فتمتمت برضي : الحمدلله حليت كويس
واخذت تنظر حولها لتجد نظرات بعض الفتيات عليه
فهو كان بقمة اناقته ووسامته .. وهمست بضيق :
انت حلو كده ليه النهارده
فأزال نظارته السوداء عن عينيه ليتسأل : بتقولي ايه ياليلي
وكادت ان ترد عليه .. الا انها وجدت احدي المُحاضرين الذين يدرسون لها وبجانبه معتز قادمين نحوه
فأبتعد عنها قليلا.. كي يُسلم عليهم وبعد دقائق أشار لها بالقدوم
ليُعرفها علي الدكتور الاخر ويخبره بأنها زوجته
فشعرت بالفخر وهي تراه يخبر أصدقائه بأنها امرأته وحبيبته
ووقعت عيناها علي معتز الذي طالعها بسعاده
فهو بالفعل شعر بالسعاده .. لما يراه بين صديقه وبينها
فأياد صديقه قد عاد يبتسم ويُمزح
وبعدها سحب بيدها نحو سيارته .. بعد ان اخبر معتز بأن يتفرغ له فهو يحتاجه
وعندما أردفت داخل السياره هتفت بسعاده : انت اجمل واحلي راجل في الدنيا ديه كلها .. انا بحبك اووي
وصرخت بعلو صوتها .. لينصدم من فعلتها الطفوليه
ولكنه كان في اسعد لحظاته وتناول يدها ليُطبع بقبله حانيه عليها : وانا بعشقك ..
وأكمل بعدها بدعابه : انا بقول نعمل الفرح بقي عشان كده بقي كتير عليا وممكن اتهور ومكانتي تضيع من اللي هعمله فيكي .. واحنا في طريق عام
فأبتعدت عنه سريعا حتي ألتصقت ب باب السياره .. ليضحك هو قائلا : اتكسفتي دلوقتي .. نفسي تكملي دقيقه واحده ومتحمريش كده زي الطماطم
...................................................................
منذ خمسة أيام وهي أصبحت تجلس نفس جلستها ..
تُطالع باب الشقه لعله يأتي اليها
فهبطت دموعها بأسي ... فالأول مره تعلم بأنها دون وجوده لاشئ
واخذت تُتمتم بضعف : حتي انت أتخليت عني يازين
ونظرت الي هاتفها .. الذي كانت تُحدق به كل دقيقه واذا رن تركض اليه لعلها تري أتصاله .. ولكن كانت لا تجد الا صديقتها او والدتها
حتي انها عندما قررت ان تتصل به كان هاتفه مغلقاً
وعندما يأست ..هاتفت منزله لتخبرها الخادمه بأنه قد سافر هو ورحمه
فخرجت اه خافته منها .. وهي تشعر بأن قلبها أصبح يتحطم
وتمنت لو ان يأتي لها وسترضي بوضعها معه .. حتي لو بنصف رجلا .. حتي لو اخذته رحمه كله
واعطتها فقط القليل
وعندما قررت ان تنهض من فوق الأريكه
سمعت صوت الباب يُفتح لتجده بعدها يردف اليها بشوق
فظنت للحظه بأنه حلم .. كأحلامها به الايام الماضيه
وركضت نحوه كي تتأكد من وجوده
ولمست بيدها جسده .. فعلمت بأنه يقف أمامها وليس حلماً سيرحل
وكاد ان يهتف بأسمها بشوق
الا انه صمت وهو يراها تتشبث به وتُخبره بأحتياج :
انا موافقه اكون مراتك التانيه يازين .. انا موافقه اجيبلك الطفل اللي انت عايزه .. بس اوعي تسبني
ليبعدها زين عنه .. وهو لا يُصدق بأن من تقف امامه الان حمقائه المتمرده .. فاليوم رأها ضيعفه منكسره
وكاد ان يُخبرها بسبب بعده عنها الفتره الماضيه
فصدمته فعلتها .. فقد بدأت تُنفذ ما أخبرته به للتو وستُعطيه جسده