اخر الروايات

رواية لم تكن خطيئتي الفصل الثاني 2 بقلم سهام صادق

رواية لم تكن خطيئتي الفصل الثاني 2 بقلم سهام صادق 


الفصل الثاني
*******
استجمعت شجاعتها أخيراً وهي تقف أمام حجرة مكتب عمها.. فلا احد يستطيع ردع شقيقها الا هو
طرقات خافته طرقتها فوق الباب ليهتف سامحاً لها بالدلوف وفور ان رأها ابتسم
- تعالي يالبني
شعرت بالتوتر وهي تُطالع نظراته الحنونه نحوها وقبل ان تسأله عن امكانيه الحديث معه إذ لم يكن مشغولا
- كنت لسا هبعتلك..
وتسأل
- بس قوليلي الاول انتي كنتي عايزانى في ايه
ابتلعت لعابها وهي تنظر اليه لينهض من فوق مقعده متجهاً إليها
- تعالي ياحببتي اقعدي واحكيلي انتي عايزه ايه
- هو حضرتك كنت عايزني في حاجه مهمه
ضحك وهو يراها تقلب الأدوار فبعد ان كان هو من ينتظر حديثها أصبحت هي من تسأله
- يعنى افهم من كده انك عايزانى اتكلم الأول ... ماشي ياستي
اماءت برأسها وهي تنتظر سماع ما سيسرده عليها... وكلمه وراء كلمه حتى انتهى الحديث وبهتت ملامحها
- ها يالبني.. اظن مافيش حجه خلاص جامعه وكلها شهرين وتخلصي... وادهم ابن عمك وعايزك من زمان وبيحبك وانتي عارفه انك ليه من ساعه ما اتولدتي
- لاء انا مش عايزه اتجوز... ارجوك ياعمي
تجمدت عيناه وهو يرمقها كيف هبت واقفه
- اوعي تكوني لسا بتحبي الدكتور اياه
ازدردت لعابها وعندما شعرت ان صمتها سيأكد له الأمر.. نفت برأسها سريعاً
- لا انا مافيش حد في حياتي ... بس انا مش عايزه اتجوز دلوقتي عايزه اشوف مستقبلي.
جذبها لصدره بحنان يربت فوق ظهرها
- ياحببتي أدهم عمره ما هيقف قدام طريقك ومستقبلك بالعكس ديما هيكون معاكي ... أدهم بيحبك يا لبني وبلاش تخسري حبه ليكي.
لم يدع لها قراراً الا الصمت فعمها كما شقيقها كما والدها كلهم لا يرون الا أدهم ولا رجلا غير أدهم
وضاع كل ما رتبت اليه لتنزوي في غرفتها باكية حظها
*****************************************
تنهدت بأسي وهي تستمع عما يُخبرها به زوجها
- طب وسوسن أخبارها ايه دلوقتي
- تعبانه اوي ياقدر ادعيلها
تمتمت بدعاء صادق لشقيقه زوجها
- ان شاء الله ربنا هيعوض عليها وتقوم بالسلامة
- ان شاء الله.. اقفلي باب البيت عليكي كويس وبكره على بليل كده بأذن الله هكون راجع
انتهى الحديث بينهم لتغلق الهاتف بقلب حزين.. تتذكر كل مادار امس
حماتها كانت ترتدي ثيابها بأبهي حله وتضع الأساور الذهبيه فوق معصميها وتُلمع حذائها بسعاده
أمرت كريم ان يفعل بالمثل فهم ذاهبان لحفل زفاف... ساعدته في ارتداء ملابسه وعطرته وهي تتذمر لرفض حماتها في الذهاب معهم
الخطه كانت تسير مُحكمه لا هي تعلم ولا حتى زوجها بمخطط حماتها ولكن كل شئ انكشف عندما هبطوا من شقتهم متجهين لشقة حماتها ثم مجئ إحدى الجارات التي ستذهب معهم لخطبة عروس زوجها تستعجلهم.. تسمرت السيده سميحه واحتدت نظراتها نحو الجاره البلهاء فلم يكن هذا وفق خطتهم
المشهد مازال مطبوع أمام عينيها من صدمتها وصدمه زوجها ووقوف حماتها بينهم تُبرر غايتها ثم نحيبها...ولم يستمر الوقت الا لحظات ليأتيهم خبر موت جنين شقيقة زوجها بعد أن أتمت شهرها الثامن
اتجهت نحو غرفتها تجلس فوق فراشها تعود لقراءة وردها مستغفره
**********************************
عقد عمل وحياه كريمه بالخارج كان هذا ما يُخبره به صديقه عبر الهاتف لاقناعه..
تنهد عمر وهو يغلق الخط معه مُفكراً في والدته اولا وحبيبته التي كلما اقنع حاله بالتخلي عنها شعر انه يفقد جزءً من روحه
أربعة أشهر ولا بد أن يكون في لندن يستلم عقد عمله
اغلق عينيه بأرهاق يسترخي فوق مقعده وقبل ان يترك عقله يرتاح قليلاً وجد لبنى أمامه مُنهاره
نهض مفزوعاً مُقترباً منها يسألها
- لبنى.. مالك فيكي ايه
- هتجوز أدهم ياعمر
تجمدت ملامحه وهو يُطالعها
- اتصرف روحلهم واتقدملي ولا انت حبك ليا مجرد كلام
لو كان الحل هكذا لكان فعله منذ زمن ولكنهم قالوها له صراحة ابنتهم لن تتزوج الا من ابن عمومتها... وضع ذلك برأسه واقنع قلبه ان حبها فتره وسيزول حتى قبل عام كان يظن ذلك ولكن عندما رأها عاد قلبه يخفق بجنون وهي لم ترحمه.. أعطته كل سبل الحب من جديد وتاها مُجددا بكل مافيها ولا يعلم لما هي وحدها
- اروح لأهلك اللي طردوني من بلدكم يالبني....
- انت مبتحبنيش ياعمر... انا اللي دورت عليك وجتلك من تاني.. أما انت كملت حياتك عادي ونستني... ياريتني كنت نسيتك ومدورتش عليك
بكت وعاتبت وهو كرجل مُحب مُخلص لم يتسطع سماع المزيد
احتضنها بقوه يستمد منها طاقته
- حاضر يالبني ..حاضر
*****************************************
وقف مصدوماً وهو يُطالع الموظفه الجديده التي تم نقلها للبنك الذي يعمل به... شمس تلك الحبيبه التي احبها يوماً وباعدت بينهم الايام بل السنين وكل منهما مضى بطريقه
اقتربت منه وهي تسير بغنج اعاد الحنين لقلبه
- ازيك ياكريم
- شمس !
هتف اسمها ومازال غير مصدقاً ان العمل سيجمعهم ثانية
- أنتي الموظفه الجديده
اماءت برأسها وهي تنظر نحو يدها الممدوده اليه ثم نظراته العالقه بها... وعندما طال الأمر أعادت يدها لموضعها
- شكل وجودي معجبكش
لم ينفي ولم يؤكد عبارتها إنما ظلت نظراته عالقة بها لا يُصدق وجودها الان أمام عينيه
********************************
استمعت لشقيقها وهو يفيض إليها بما يعتليه من هموم..وتنهد بتعاسه يسألها
- قوليلي اعمل ايه ياقدر
صمتت للحظات وهي لا تعرف اتشجعه ان يواصل ويُحارب من أجل حبه ام يتخلى عنها وينظر لمستقبله
- مش عارفه ياعمر.. حقيقي مش عارفه اساعدك ازاي.. بس مدام بتحبها اوي كده حاول تاني
- يعنى رأيك اروح لعمها اكلمه
ابتسمت داخلها عن عشق أخيها لتلك الفتاه التي لم ترى الا صورتها
- روح ياعمر
واردفت بتمنى
- كنت اتمنى اكون معاك وجانبك
ولكي تجعله يشعر بالسعاده والأمل
- بس ان شاء الله هكون جانبك يوم خطوبتك
ابتسم رغماً عنه فشقيقته دائما تريحه في الحديث وتعطيه املاً حتى لو كان كاذباً
*****************************************
طالعت انعكاسه من المرآه وهي تُمشط خصلات شعرها..زفرت أنفاسها حانقه من ردوده المقتضبه وتركيزه نحو شاشة هاتفه
- كريم
انتفض مفزوعاً ولكن أدرك فعلته وعاد لرقدته مُتذمراً
- مالك ياقدر في ايه
اقتربت منه وهي تحل عقدة مئزرها الحريري
- مالي ياقدر... ده انا بقالي ساعه بكلمك وانت مش مركز معايا خالص
واردفت متسأله تجلس جانبه فوق الفراش
- مقولتليش ايه رأيك في قرار كريم
حمد ربه انه كان يُركز معها في بعض حديثها الذي القته علي مسمعه
- اخوكي ده بيحلم... انتي عارفه اسم عيله العزيزي ووضعهم في البلد
وحك رأسه وهو يتذكر بعض المعلومات عنهم
- ده مشاريعهم ماليه البلد.. افتكر ان واحد من العيله ديه كان مناسب وزير... تقوليلي اخوكي هيناسبهم ويوفقوا عليه
امتعضت ملامحها من حديثه المحبط
- اخويا بسم الله ماشاء الله دكتور اد الدنيا هما يطولوا يناسبونا.
- اه اد الدنيا فعلا بالدليل انه لسا معندهوش عياده خاصه بيه
آثار حنقها اكثر فعدلت من وسادتها تغفو فوقها
- تصبح على خير ياكريم
عاد الي هاتفه بملل فتجحظ عيناه من الصدمه وهو يرى صورة شمس بثياب لا تستر الا القليل من جسدها.. اعتدل فوق فراشه يُطالع الصوره بتحديق يعض فوق شفتيه راسماً بخياله اشياء عدة
********************************************
تعجب من سماع اسمه عبر الهاتف... الاسم مازال يتذكره وكيف يُنسي وهو من اعاده للعاصمه وأسرع في اقصاءه عن بلدتهم من محافظه سوهاج.. طبيب ذو سمعه طيبه ولكنه أخطأ حينا وضع عيناه على ابنتهم واغواها كما ظنوا
قطب عاصم حاجبيه وهو ينظر لملامح عمه
- دخلي الدكتور
امر سكرتيرته بأدخاله وعيناه نحو عاصم وقبل ان يهتف بشئ او يتسأل عاصم عن هوية الدالف إليهم جحظت عيناه وهو ينهض من فوق مقعده
- انت بتعمل ايه هنا
- عاصم خلينا نشوف الدكتور عايز ايه
احتدت ملامح عاصم وهو يُمعن النظر في عمر الذي جاهد على سيطره اعصابه حتي لا يخسر محبوبته
- انا عارف عايز ايه
- شهاب بيه انا جاي اتكلم مع حضرتك
تمتم عمر دافعاً ايد عاصم عنه
صاح عاصم به تحت نظرات شهاب
- طلبك مرفوض يادكتور
- واختي وانا هعرف اربيها كويس عشان مبتسمعش الكلام
- عاصم اسكت شويه وابعد ايدك عن الدكتور
لم يتحمل عمر الاهانه اكثر من ذلك ولكنه عاهد نفسه هنا سينتهي كل شئ اما إكمال حبهم او نهايته
- انا جاي اطلب ايد الانسه لبنى على سنه الله ورسوله
- اه ياكلب واتجرأت وقولتها... انت مش محوق فيك تهديد
وكانت ايد عاصم هي الأسبق دوماً... دفعه نحو الجدار الصلب
- عاصم قولت اسكت
ابتعد عاصم عنه يقبض على كفه بقوه يُطالع شهاب الواقف بينهم
- سيبني ياعاصم مع الدكتور
احتدت نظرات عاصم وهو ينظر نحو عمر بوعيد.. خاطبه شهاب برفق
- اتفضل يادكتور
كان دوماً يُقدر ذلك الرجل ورغم جحود تلك العائله ولكنه يعلم أن تفكيره ليس مثلهم
انصرف عاصم حانقاً عندما أشار اليه شهاب بالخروج... تعلقت عيني شهاب بعمر الواقف يتحسس أنفه ليقترب منه رابتاً فوق كتفيه
- متزعلش يادكتور انت عارف عاصم طول عمره ايده سابقه تفكيره
اماء عمر رأسه بتفهم فهو اليوم لم يأتي لصنع مشاحانات بينه وبين عاصم إنما اتي لاقناعهم
- بكرر طلبي تاني ياشهاب بيه... انا طالب ايد الانسه لبنى..زمان احترمت رغبتكم فأني انساها وقولت بلاش اضيع مستقبلها.. لكن لبنى دلوقتي كبرت وبقي ليها حق تختار
طالعه شهاب بصمت وعاد نحو مقعده يجلس عليه بهدوء
- اظن انك سمعت رأي اخوها
- ورأيك انت ياشهاب بيه
التقط شهاب قلمه من فوق الأوراق الموضوعه فوق مكتبه
- لبنى مخطوبه لابن عمها...المقابله انتهت يادكتور
********************************************
تعلقت عيناها بالهاتف وكل جسدها يرتجف ونحيبها اخذ يعلو شيئاً فشئ.. عائلتها وقفت أمام حبهم وهو قد ضجر من حبها كما قال لها منذ دقائق.. صدى كلماته مازالت تتردد بأذنيها
" انتهت كل حاجه بينا يالبني... اهلك حطوا نهايه حبنا.. انسى عمر لان خلاص مبقاش موجود... انا عملت كل حاجه عشان حبنا اما انتي معملتيش اي حاجه... انا اتهانت كرامتي من أهلك واداست"
صرخت بقهر وهي تقذف بهاتفها بعيداً.. ليشحب وجهها وهي ترى أخيها يفتح باب غرفتها في منزل عمها وشهاب خلفه يلهث
- بتتحديني يالبني
وفي لحظات كان يجذبها من خصلات شعرها يدفعها للأمام وشهاب يقف كالحائل بينهم يبعدها عنه
- قولت هتبقى عاقله وتسمعي الكلام... لكن الهانم من ساعه ماجات القاهره مدورها ولا عامله حساب لحد
جمله واحده كانت تصف عاصم " قلبه ليس إلا حجراً " اليوم تأكدت ان السواد ملئ قلب شقيقها بعد موت خديجه زوجته وابنة عمهما
- عاصم سيب اختك خلاص... انت مش شايف منظرها
هتف بها شهاب بحده وهو يُخلص لبنى من ايديه
- ذنبي ايه تحرموني من الإنسان اللي حبيته وهفضل طول عمري احبه
لم يتحمل عاصم سماع المزيد من شقيقته فلو كان رجلاً غير عمر كان رضخ وانتهي الأمر بل سيكون اكثر من سعيداً وهو يراها عروساً تُزف مع من اختاره قلبها ولكن ذلك الطبيب لا والف لا
- ده انتي قللت الربايه وليكي عين تتكلمي
واردف وهو ينقض عليها يجذبها نحوه
- اعملي حسابك خطوبتك على أدهم الاسبوع الجاي... واللي عندي قولته يالبني وحبيب القلب ده لو مبعدتيش عنه هقتله يالبني هقتله
- عاصم قولت كفايه كده خلاص اسكت
صرخ به شهاب يدفعه بعيداً وعاد يضمها اليه من جديد
- أدهم بيحبك يالبني.. ادي لنفسك وليه فرصه
*************************************************
التف حوله وهو يسير بخطوات متوتره خلفها خوفاً ان يراه احد زملائهم بالعمل.. جذب ذراعها يدفعها نحو الممر الخالي ضارباً قبضه يده فوق الحائط
- بتحولي تعصبيني مش كده ياشمس
- انا ياكريم
هتفت ببراءه تجيدها فالتمعت عيناه غضباً وهو يتذكر نظرات احد زملائهم
- مش قولتلك بلاش كلام مع طارق... انتي مش شايفه بيبصلك ازاي
- مالك ياكريم في ايه... انا حره اتكلم مع أي حد.. احنا كل اللي بينا صداقه وزملاء عمل مش اكتر
واردفت تلعب دورها بأتقان
- مش انت اللي قولت كده
رمقها بنظرات مضطربه فمنذ ان عادت لحياته وكل شئ انقلب معه وهي لا ترحمه إنما تزيد قلبه رغبة ولوعاً
- متغيريش الكلام ياشمس.. كلامك مع طارق في حدود الشغل مش اكتر ولبس ضيق تاني لاء
ضحكت وهي تدفعه بعيداً عنها
- قولتلك انا حره ياكريم
قبض علي كفه بقوه حانقاً من برودها معه منذ أن أخبرها انه يُحب زوجته وان ما بينهم انتهى ولن تجمعهم الا صداقتهم القديمه والعمل
- شمس متعنديش معايا
- انا مبعندش ياكريم... هقولهالك تاني انت اختارت نكون اصدقاء وبس...
لم يُعجبه ما يسمعه منها... فجذبها نحوه ودون كلمة أخرى كانت شفتيه تضع اول خطوط البدايه...
ابتعد عنها يلهث أنفاسه ينظر اليها فلم تمهله لحظه يستعب ما فعله لتبادله قبلته.
**********************************************
شهراً مر ومازالت السيده سميحه لدي ابنتها في مدينة الشرقيه تخدمها وكل شئ أصبح يمر بحياة قدر بهدوء الا حزنها على شقيقها وسفره الذي سيتم بعد أشهر قليله وتركه لوالدتهم وهي هنا في محافظه أخرى بعيده عن والدتها
نظرت إليها جارتها التي تُماثلها بالعمر وكانت نعمه الصديقه والشقيقه
- شوفتي الدكتور قالك ايه ياقدر... قالك اهم حاجه النفسيه
طالعتها قدر بوجه مبتسم ومازال حديث الطبيب عالق بأذنيها
" تلتزم العلاج والراحه النفسيه واقل من عام ان شاء الله ستحمل طفلاً "
السعاده كانت تغمرها وهي تتمتم داعيه الله
- يارب يايسرا
*********************************************
التقط كريم منها المنشفه يمسح يديه بعد أن انتهى من تصليح ذلك الصنبور
- معلش ياكريم معنديش حد اطلب منه مساعدته غيرك... اخواتي وقطعوني من ساعه ما صممت وأطلقت وبابا من ساعه ما اتجوز بعد ماما الله يرحمها ونسي ان عنده بنت
- انا موجود ياشمس لو احتاجتي اي حاجه اطلبيني من غير ما تترددي مفهوم
هتف بها بمروءة هيئها له الشيطان بجداره ونسي انها امرأه تعيش بمفردها... كل شئ كان يسير بهدوء في علاقتهما والمباحات بينهم يضعوها لانفسهم تحت مسمى الصداقه ، وحينا تدفعهم شهوتهم لفعل شئ يضعوه تحت مبرر انه خطأ يجب تفاديه والخطأ يقع ثانية ساهين عنه والمبرر كالعاده لا يتغير
- اقعد ارتاح لحد ما اعملك فنجان قهوه
نظر لساعته يُدلك عنقه مُتنهداً
- لا لازم اروح عشان قدر
- اشرب بس قهوتك... دقيقه واحده بس
اتجهت نحو المطبخ دون أن تترك له ثانيه واحده للاعتراض مجدداً...
زفر أنفاسه وهو ينظر لهاتفه يضغط على رقم قدر منتظراً ردها وقبل ان يسألها عما أخبرها به الطبيب... كانت تخبره بكل شئ بسعاده
- طب الحمدلله ياحببتي... اتصلي ب ماما بقى وفرحيها
انتهت المكالمه لتتعلق عيناه بشمس التي أقتربت منه بالقهوة تسأله
- كنت بتكلم قدر
التقط منها فنجان القهوه مُرتبكاً يُحرك رأسه مُجيباً عليها
- الدكتور المرادي طمنا ان خلال السنه ديه قدر ممكن تحمل
انقلبت ملامح شمس ولكن سريعا أدركت خطأها
- ان شاء الله ربنا يرزقكم
- أنتي مخلفتيش ليه من جوزك
تنهدت شمس وهي تتذكر عدم رغبه زوجها للانجاب والمره التي حملت بها انهال عليها ضرباً حتى نزفت ومات جنينها ذو الاربعة أشهر
- هو مكنش عايز...
واردفت تنفض رأسها عن تلك الذكريات المريرة
- القهوه عجبتك
تلذذ كريم من آخر رشفه بقهوته وأدرك عدم رغبتها في الخوض عن حياتها السابقه
- تسلم ايدك
وضع الفنجان وكاد ان ينهض فأسرعت نحوه ، مُقتربه منه تعدل له من هندام قميصه... وتعمدت ان تجعل أنفاسها قريبه من عنقه...
كانت تجيد تلك الاشياء فزوجها المحب علمها كل شئ ولم يبخل عنها من مواقع اباحيه ولا من علاقات ساديه ولا من رؤيه النساء اللاتي يقيم معهن علاقه تحت انظارها
كل ذكرياتها معه كانت تثير غثيانها ولكن الآن هي أمام هدف اخر يجب أن تفوز به
- تمام كده
ابتعدت عنه بعدما هندمت له قميصه لتنظر اليه وهو يبتلع لعابه بصعوبه من شده اثارته
التمعت عيناها وهي ترى مدى تأثيرها عليه ومدت يدها نحو لحيته تداعبه بأبتسامه مغوية
- الدقن فيك جميله اوي ياكريم
زفر أنفاسه دفعة واحده فلم يعد لديه طاقه لتحمل المزيد ولكن شيطانه جعله يتراجع يُزين له كل شئ بمتعه خالصه... شفتيها اثارته بطلائها ورائحتها أصبحت تطبق فوق أنفاسه تُثير غرائزه ويدها الناعمه وابتسامتها زادت كل شئ سوءً
- شمس انتي بتعملي فيا ايه... انا راجل متجوز
انقلبت ملامحها وهي من ظنت انها اوصلته للحد الذي لن يتراجع فيه... ابتعدت عنه تنظر اليه حانقة
- شكرا ياكريم على خدماتك... والمره الجايه هبقي افكر مليون مره قبل ما اطلب خدمه من راجل متجوز
- أنتي بتقولي ايه... طب اعمليها كده
كانت خبيره بطباعه المُتقلبه.. ابتسمت وهي تعطيه ظهرها اجابه عن سؤاله
- اتفضل ياكريم مينفعش تفضل عندي اكتر من كده... روح لمراتك اللي مستنياك
أثارت حنقه ببراعه ليدفعها فوق الاريكه يعتليها وقد كانت كريمه في إعطاءه كل ما أراد ولم تُبخل



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close