رواية جنة الياسين الفصل الثاني 2 بقلم اسراء هاني شويخ
أمسك مفاتيحه يود الخروج ليتفاجأ بها تطرق الباب وعينيها حمراء من شدة البكاء..
قبل ان يفق من صدمته هتفت بصوت مختنق " ممكن أخد من وقتك دقيقتين "
تنحنح قليلا وقال بجدية رغم توتره الشديد " تفضلي "
ليتفاجأ بنفسه يقول " ممكن اديله العذر دلوقتي "
ليصبح السؤال لماذا وقد شاهد ملايين الجميلات وأجمل الجميلات ولم تعجبه فتاة سمراء قبل ذلك لماذا يشعر أنه يعرفها ..
فركت يديها وقالت بتوتر " أنا كنت جاية أقدم للوظيفة وفي عربية كانت ماشية بسرعة وسخت هدومي من الشارع ولأني كنت لابسة لون فاتح توسخت فارجعت تاني أغير ووصلت متأخرة هل ممكن اني أقدم ولا خلص التقديم لانه بصراحة هادا حلم بالنسبة اللي "
كان يستمع لها ويبتسم بسخرية أن هذا اسلوب المكر ولم يصدقها لكن في كل الحالات هذا هو الذي يريده ...
لكن الذي يستغربه لهجتها رغم محاولة اتقانها اللهجة المصرية الا أن لهجتها غريبة ..
رد ببرود أتقنه " تيجي بكرة تقدمي مددنا الاستقبال لبكرة "
ابتسمت بسعادة وهيا تمسح دموعها وقالت " شكرا لحضرتك عن اذنك "
استدرات تريد الخروج ليوقفها صوته " انتي خريجة أي جامعة "
توترت قليلا وأجابت بتوتر لاحظه " جامعة القاهرة "
لم يصدق ليسألها مجددا " هو انتي مصرية "
هزت راسها بتوتر واضح ليتابع أسئلته "منين من مصر "
ابتلعت ريقها وقالت بتلعثم " من حارة هيك اسمها حارة الشيخ علي "
هز رأسه دون كلام ... وهيا انسحبت بهدوء أمسك هاتفه واتصل بأحد رجاله " جامعة القاهرة عايزك تجبلي قرارها "
*****
يجلس أمامها ينظر للارض وهيا تنتظر منه أي اجابة وصوت شهقاتها تعلو
لتعيد سؤالها بصراخ " انطق بقولك هتتجوز عليا"
رفع رأسه وقال برجاء " قوليلي أعمل ايه أهلها هياخدوها وهتاخد ابنها معاها وماما مش هتتحمل "
ضحكت بصوت عالي لتهمس بسخرية " يا راجل واخوك ياسين ما يتجوزهاش ليه ؟؟ انت المضحي الوحيد"
ركع على ركبتيه أمامها وقال برجاء " انتي عارفة شريف أخويا بس ماما شايفة اني أحق في ابن اخويا معرفش ليه وهيا تعبانة مش عارف أعمل ايه ريحي قلبي ووافقي '
سكتت قليلا هيا متأكدة انه سيتزوجها حتى ينجب وأخذ ابن أخيه حجة فارغة ردت بكبرياء أنثى " موافقة "
وقبل أن يبتسم أكملت بجدية " بس تطلقني "
انتفض مرة واحدة وقال بجنون " انسي انسي انتي مراتي لحد آخر يوم في عمري انا بحبك والله بحبك اوي "
هزت رأسها بهسترية وقالت بصراخ " بتحبني وهتتجوز عليا ازاي اقنعني ازااااااي "
شريف ببكاء وتوسل " عشان أمي امي اللي هتموت من الحسرة لو اخدو صالح ابن أخويا مش هتستحمل وافقي يا دلال عشان خاطري وافقي وانا اوعدك مش هأقرب منها "
اقتربت منه وقالت " ويوم ما تقرب منها تتطلقني "
اهتز جسده وابتلع ريقه ليرد عليها بمسايسة " خلاص اتفقنا "
وخرج وهو سعيد جدا انه أخذ ابن أخيه حجة حتى يصبح أبا ..
ليوقفه أخيه بعدم تصديق " بعد كل حبك لدلال هتتجوز ؟؟ "
شريف بضيق " أعمل ايه امك مصممة "
ياسين بعدم تصديق " دي حجة انت لو قولت لا ماحدش هيمنعك انت عايز تخلف "
جلس شريف وهو يبكي ورد بحرقة دون أن يشاهد تلك التي سمعته " أعمل ايه نفسي أبقى أب حقي وبحبها اوي اوي وعارف مش هتقبل الجواز اما دلوقتي اقتنعت انه تجوزتها عشان خاطر اخويا "
سكت ياسين قليلا ثم همس " صدقني هتندم كفاية انك بتحبها انا نفسي بجد أبقى بحب حد لدرجة اني مش فارق معايا لا خلفة ولا حاجة غيرها نفسي أجرب الشعور وانت حاربت كتير عشانها ولما عرفت انه في دكتور متقدملها غيرك تجننت وجبت المأذون يومها وفضلت تصرخ زي المجنون "
نفرت عروقه عندما تذكر ذاك الطبيب الذي تقدم لها وكيف رفض التحرك وأتى بجاهة وأناس كثيرة حتى يرتبط بها لولا أنه كان سينتحر ليرد بهدوء عكس فوران قلبه " ودلال هتفضل مراتي وليا ومش لحد تاني "
****
دخل له صديقه عندما كان ينهي أحد الكشف وكانت امرأة أقل ما يقال عليها فاتنةة..
ابتلع مؤمن ريقه وقال بعدما خرجت الفتاة " ايه ده انت جاحد بجد انت بتشوف الحلويات دي وما بتتهزش يخرب بيتك انا برأيي تروح تكشف "
ابتسم وهو يغلق قلمه وقال بسخرية " سبنالك الحلويات انجز عايز ايه اخرج عندي كشوفات "
مؤمن بحزن " مامتك كلمتني "
مسح وجهه بعنف وقال بغيظ " تاني ارحموني مشان ربنا ارحموني"
تنهد صديقه وقال بعتاب " هتفضل كدة امتى مامتك نفسها تفرح فيك حرام عليك وافق ويمكن تحبها "
دموع متحجرة ظهرت في عينيه وقال بحرقة عاشق يحلم بها منذ رؤيتها وعندما اقترب من تحقيق حلمه كانت سراب وأصبحت زوجة أحد غيره " هظلمها والله هظلمها هيا ما كانتش حبيبتي وبس دي كانت حياتي كلها هتيجي خطيبتي مش هيكون عندي حاجة أعطيها اياها ومش هأقدر أكون ظالم والله ما أقدر "
مؤمن بحزن " جرب خطوبة كام شهر وان ما اتفقتش خلاص والدكتورة شهد مستنية إشارة "
هز رأسه وهو ينوي التجربة ربما يستطيع العيش معها ويحقق حلم أمه سيحاول رغم أنه متأكد من فشل المحاولة...
****
انتظر اليوم التالي بفارغ الصبر حتى يجلس يجري المقابلة لها..
بدأ في استقبال الطلبات فتاة ثم شاب وكلما أتى دور فتاة يشعر بقلبه يرتجف حتى دخلت هيا ولأول مرة في حياته يشعر بالارتباك من مقابلة شخص وخصوصا أنها يريدها للانت.قام ...
جلست أمامه تنتظر منه الأسئلة لكنه كان ينظر لها فقط وفي باله ألف سؤال ما المميز بها كيف استغلت أخاه لصالح من ؟؟ والسؤال الأهم لماذا يشعر بدقات قلبه بها شئ غير طبيعي..
طال سكوته لتتحمم وتسأله بهدوء " ياسين بيه في اشي "
فاق من شروده على صوتها ليهمس باستغراب " اشي "
فركت يديها بتوتر وقالت " قصدي في حاجة أصل في حارتنا لهجتهم فيها كلمات غريبة زي الصاعيدة كدة "
هز رأسه وبدأ بسؤالها لكنه للأمانة لم يسمع أي من اجاباتها فقط يفكر كيف يبدأ انت.قامه منها ومن وراءها وكيف ينظم أنفاسه التي يتنفسها بصعوبة ..
سكت قليلا ثم أجاب بجدية " ممتاز يا آنسة جنة ؟؟ آنسة مش كدة "
هزت راسها بخجل وهمست " ايوة "
كاد يضحك على كذبها ليكمل بهدوء " تمام بكرة ان شاء الله تيجي الساعة 10 تستلمي شغلك "
نظرت له بعدم تصديق وهمست بسعادة " بجد متشكرة اوي ربنا يخليك ان شاء الله هأكون عند حسن ظنك عن اذنك "
خرجت وهو ينتظر لأثرها بهدوء شديد عكس غله وحرقة قلبه .. ليأتيه الاتصال " على النظام في الجامعة ليها اسم يا فاندم بس ماحدش من اللي هناك فاكرها او يعرف عنها حاجة "
أغلق الخط وابتسم باعجاب على خطتها أن تنسب نفسها للجامعة..
دخل له أحمد وجده شارد ليقول بضحك " ايه الغزال الاسمر جننك "
قذفه بشئ من عالمكتب وقال بغل " ابو سخافتك يا اخي ااقعد واخرس "
احمد بفضول " بجد بتفكر في ايه "
ياسين بحيرة " لهجتها غريبة شكلها وسمارها يشدك وجودها بيخطف بجد بس بفكر هل براءتها دي تزييف ولا بجد وليه عملت في اخويا كدة قلبي واجعني بجد وهيا قاعدة قبالي وانا بتخيل انها وجعت اخويا وغدرت بيه "
ضيق عينيه وقال بشك " انت هتنت.قم ولا هتعمل ايه "
حك ياسين ذقنه وقال بخبث " مافيش مانع الاتنين بس لازم أخد خطوة بسرعة يعني خلال اسبوع تكون في شقة اسكندرية "
ضحك احمد بصخب ثم قال " وبنتها بلسم "
تنهد بهم وأجاب " كل حاجة ليها وقتها المهم تدخل عرين الأسد "
بدأ يومها الأول في العمل وقد تولى هو مسؤولية تعليمها رغم استغراب الجميع ..
جلست بجانبه وهو يشرح لها على اللاب توب لكن الذي لخبطها هو رائحته نظر لها وجدها مغمضة عينيها كانت فرصة ليتأملها ملامح عربية أين رآها قبل ذلك ...
ابتسم بخبث ليقول بحدة مزيفة " ايه يا آنسة جايين ننام هنا "
انتفضت على صوته وقالت بخجل شديد ودموعها بدأت تهبط بشدة استغربها " أنا آسفة والله ما اقصد "
ذهل من انهيارها وقال بهدوء " في ايه اهدي انا مش قصدي أضايقك كنت بهزر انتي انهرتي كدة ليه "
سكتت ولكن شهقاتها ما زالت مستمرة أغلق اللاب وطلب لها عصير بدأته تشربه وهو ينظر لها فقط استغربت نظراته كانت يتفحصها بتمعن ...
همست بصوت خافت " ينفع أمشي هلقيت "
ابتسم وهمس " هلقيت "
سكتت ليتابع بمشاكسة " من اول يوم هنستأذن في ايه يا آنسة جنة انتي عارفة شغل شركة ومدير رخم من اول مطب هتستسلمي لسة ياما هزعق وأشخط هتعملي ايه ساعتها "
ردت بسرعة " هجيبك من شعرك "
للحظة زهل ثم انفجر من الضحك وهيا تنظر له بخجل شديد بعد تلك الإجابة سكت بصعوبة وقال " تجبيني من شعري طيب كويس اني عرفت عشان آخد بالي وما أزعلكيش تاني "
ابتسمت وقالت بمزاح " ايوة كدة ما تجيش غير بالعين الحمرا "
قهقه بصوت عال وقال بصعوبة " ده انتي حكاية المفروض اكون معلقك على باب الشركة بعد كلامك ده "
حكت رأسها ببراءة وقالت " قلبك أبيض نبدأ من جديد "
هز رأسه وبدأ بالشرح لها بهدوء وكانت ذكية تعلمت بوقت قصير ...
أغلقت اللاب ليسألها باستغراب ' في ايه "
جنة بخجل " انا جعت ٤ ساعات من غير عشر دقايق حتى "
نظر لساعته ليستغرب أنه فعلا جلس معها ٤ ساعات دون أن يشعر .. ليتفاجأ بنفسه هو أيضا جائع ..
ليهمس بضحك " تصدقي اكتشفت انه جعان اوي خلاص راحة عشر دقايق '
ضيقت عينيها وقالت بهمس سمعه وابتسم " عشر دقايق جاي على حالك كتير "
جلست على الاريكة وأخرجت من الحقيبة لانش بوكس به أكل فلسطينية تدعى " مسخن " أنا عن نفسي بعشقها جدا ..
وبدأت تأكل بشهية نظر لها باستغراب وهمس بفضول بسبب الرائحة التي اخترقت أنفه " ايه الاكلة دي "
خجلت بشدة وقالت " مسخن "
اقتربت منه ليهمس بعدم فهم " مسخن ؟؟ يعني ايه "
وضعته أمامه وقالت بابتسامه " دي أكله فل... احم اكلة تعلمتها من جدتي دوقها هتعجبك كتير "
لم يأكل في حياته من أي أحد الا مطاعم معينة ليمد يده حتى لا يكسفها ويأكل لقمة.. ليغمض عينيه بتلذذ من طعمها وتوابلها المظبوطة
فتح عينيه وقال بدهشة " اقسم بالله عمري ما أكلت اكل بالطعامة دي " وأكمل باحراج " انتي جايبة بزيادة "
هزت رأسها بسعادة وقالت " ايوة تفضل صحة وعافية "
أمسكت طبق آخر وبدأت بالأكل وهو أكل من الآخر باعجاب شديد لتلك الأكلة وهو يغمض عينيه باستمتاع ..
أنهى طبقه كله وقال بحرج وهو يحك ذقنه " خلصتلك أكلك "
ضحكت برقة وردت " لا والله بالف هنا ممكن احطلك تاني "
وضع يده على بطنه وقال " عمري ما كلت كدة بجد تحفة تسلم ايدك بصي اعملي حسابي كل يوم ومش هنختلف في الحساب "
ضحكت وردت " خلص بكرة هدوقك السماقية "
ضيق عينيه بعدم فهم ثم قال " اللي انتي عايزاه بعد الطعامة دي هآكل وانا مغمض عينيا "
نظرت لساعتها وهمست " طيب هيك الوقت أخدنا وانا تأخرت ينفع أروح "
هز رأسه دون كلام وفي داخله رجاء أن تبقى ولأول مرة يستمتع بوجوده في الشركة ..
في اليوم التالي بدأت بالعمل في مكتب منفرد لتتفاجأ به بعد منتصف الدوام أمامها وكفتاة قرأت روايات وحضرت مسلسلات لم تعجبها فكرة المدير المعجب بسكرتيرته وخصوصا أحد مثله علم فتيات بعدد شعر رأسه ورأسها حاولت الا تظهر ضيقها فقالت باحترام " محتاج اشي "
ابتسم ورد " تصدقي بحب كلامك لهجتك غريبة بس جميلة "
لم ترتاح لكلامه ابتسمت بمجاملة لاحظ ضيقها وخوفها فقال بخجل " بصي انا مش قصدي أخوفك بس أنا جعت وانتي وعدتيني بأكلة جميلة انا من امبارح على اكلك "
ابتسمت بحماس وأخرجت من حقيبتها طبق مغلق ناولته له شمر على كمه وبدأ بالأكل لم يصدق ما يتناول أعجب حقا بها كان يغمض عينيه ولم يشعر بنفسه وهو ينهي كل الطبق وهيا تنظر له بسعادة ..
قام من مكانه وناولها الفارغ وقال بابتسامه " بجد برافو جدا جدا المفروض تفتحي مطعم بقى متشكر "
ابتسمت دون كلام لاحظ ضيقها فسأل بحرج " هو انا مضايقك بجيتي "
نظرت من الزجاج للنظرات التي تحاوطها فقالت بعينين دامعة " حاسة النظرات عليا والكلام بدأ عالموظفة اللي المدير اجاها بعد يومين دوام انا بديش تفهمني غلط واني مش حابة جيتك بس بديش حد يحكي عني "
هز رأسه بتفهم واستدار للخروج التفت لها مجددا وقال " شو يعني بديش "
ضحكت برقة وأجابت " يعني مش عايزة "
نظر لها قليلا وقال " تمام مش هاجي بس تنسنيش بالأكل بقى "
هزت رأسها وهو انسحب بهدوء جلست مكانها وقالت بغيظ " يخرب بيت زكاوة أمك انا ناقصة انحرف وأخويا يد...بحني يوم تاني وربنا يستر "
جلس على مكتبه يقلب في قلمه لا يستطيع أن يعمل هل انجذابه لها من ضمن خطته ... ليس صغير ان يفهم أنه تعلق بها حك رأسه بوجع من شدة تفكيره من تلك السمراء التي احتلته ...
***
مر اسبوع كامل لم تنساه كل يوم في أكلات متنوعة حتى الحلويات شعر ولأول مرة بأن يهتم بك أحدا فوالدته لم تكن يوما حنونة عليه وملايين الفتيات التي عرفها يهمها ما تحصد من وراءه ...
لا ينكر انجذب لها ليته يخبرها بما يعرفه لتخبره بالحقيقة وتبرأ نفسه هل ستقول الحقيقة يشعر بالضيااع والتشتت
انتهى من تناول وجبته وحده بسبب خوفها من كلام أحد عليها ..
ذهب لها وناولها الطبق الفارغ نظر لها قليلا ثم مد يده بجيبه بتردد وأخرج مبلغا من المال
أمسكت المبلغ وقالت بعدم فهم " بتوع ايش '
حك ذقنه بحرج وقال " عشان الأكل اللي كل يوم بتعملي مش عايز أكلفك "
هزت رأسها دون كلام وهيا تمنع دموعها استدار وذهب لمكتبه وهو يفكر بأنه حان الوقت لرمي شباكه ..
دقائق تفاجأ بأحد الموظفات تدخل مكتبه وفي يدها أحد الملفات و مبلغ من المال ..
نظر لها بعدم فهم لتقل بجدية " دول من استاذة جنة اعطتني اياهم اوصلهم لحضرتك وقالتلي انه شكرا لذوقك ومش هتيجي تاني هيا مش بتشحت "