رواية بغرامها متيم الفصل الثاني 2 بقلم فاطيما يوسف
انصعقت رحمة من ماقالته وقامت من مكانها وهي تشعر بالنـ.ـيران أججت في كامل جسدها فلقد أُشعِلت جذوة جنونها وغضبها بجدارة ما إن علمت بقدوم تلك الحمقاء إلي منزله وهي تهتف من بين أسنانها بغضب جم :
+
_ نعم .. هي البت داي ايه اللي جابها لحد اهنه يامتر ! داي هتوبقى ليلة مش معدية النهاردة.
+
حاول ماهر تهدئتها من نوبة الغضب الشديد التى اعترتها وداخله بات يؤمن أن تلك الليلة لن تمر مرور الكرام وأن رحمة ستجعل ذاك اليوم دمـ.ـارا :
+
_ ممكن تهدى شوية في ايه يستدعي غضبك دي كلاته !
+
كانت تجول في الغرفة كالإعصار وداخله بركان لو انفـ.ـجر الآن لأضاع الأخضر واليابس من ذاك المكان ثم هدرت به بحدة من بين أسنانها التى تجزها بغضب عارم :
+
_ والله يا أستاذ ! هي وصلت بيها البجاحة إنها تاجي لحد اهنه !
+
وأكملت وقد اظلمت عينيها ولمعت ببريق مخيف وهسهست بنبرة خطيرة قاسية :
+
_ الظاهر إن المتر معشش في دماغ أخت المرحومة وجاية بقى تتحداني اهنه ومفكرة اني مهعرفش بمجيتها اهنه البت داي ،
+
ثم انتوت النزول للأسفل كي تهدر بكرامة تلك الدخيلة عليهم وتلقى على مسامعها عبارات قبيحة لاذعة تليق بمجيئها إلى منزله ولكن لحقها وجذبها من يدها واستند على الباب يمنعها من النزول هادرا بها بحدة لجنونها في عدم التصرف السليم لتلك الأمور :
+
_ وه رايحة فين يامجنونة انتِ ، مخيفاش البت داي تشوفك اهنه وانتِ عارفة إن عادتنا وتقاليدنا متسمحش بإكده ، اهدي وأني هتصرف معاها وهشوف جاية ليه ، ميوبقاش تصرفك أهوج اكده ؟
+
نزعت يدها بحدة من قبضته الممسكة لها بشدة ثم هدرت به بنفس غضبها بنبرة استنكارية:
+
_ بقى تصرفي أني أهوج ! طب عديني بقى أنزل للبت داي يا اما تطلقني حالا ياماهر .
+
أنهت كلماتها اللاذعة ثم أولته ظهرها وربعت ساعديها بغضب وهي تهز قدمها أرضاً والشر يتطاير من مقلتيها ،
+
أشعلت جذوة جنونه وغضبه مرة اخري بكلماتها المستفزة، ثم طوق خصرها من الخلف بقوه آلمتها وهتف يهمس بغيره مجنونه وتملك في اذنها :
+
_ طلاق ايه يامخبولة انتِ هو إحنا لسة اتجوَزنا لما هنتطلق ، اوعاكي تُنطقي الكلمة داي تاني .
+
سيره الطلاق دي تنسيها خالص لاني مش هطلقك يا رحمة طول ما انا فيا نفس ، انتي بتاعتي اني وملكي اني.
+
ثم لف جسدها بسرعة لتواجهه وهو يحاول تهدئتها من نوبة الغضب بنبرة أكثر هدوءا :
+
_ ممكن تهدي أعصابك دي شوية وخليكي اهنه هنزل أشوفها جاية ليه وعايزة ايه ،
+
واسترسل بنبرة حازمة :
+
_ وبعدين لازم تثقي فيا شوية وفي نفسك قبل مني ، هي هتاكلني يعني .
+
اتسعت مقلتيها بذهول ثم حدجته بريبة وبنبرة صوت عالية :
+
_ أنا واثقة في نفسي كويس قوووي وأظن انت اكتر واحد عارف اكده ولو سمحت متستفزنيش بكلامك دي يامتر .
+
استفزته بنبرة صوتها العالية ثم قبض علي ذراعيها بقبضتيه الفولاذيه يعتصرهما وهو يهزها صارخاً بها بأمر نظراً لأنه يكره الصوت العالي وخاصة عندما تكون امرأته :
+
_ صوتك ميعلاش يارحمة أصل ورب الكون لا هتشوفي وش عمرك ماشفتيه ومش عايز كل مشكلة تقابلنا صوتك يعلى عليا ، احترمي إني جوزك مش عيل صغير قدامك علشان تعلى صوتك عليه وتشوحي بإيديكي قدامه واظبطي لسانك وطريقة كلامك .
+
ارتعبت من حدته معها وغضبه الشديد وطريقته ككل وأحست بالإهانة معه ثم هدأت من نبرتها الغاضبة وقررت مغادرته :
+
_ تمام أني ماشية وسايباك مع الهانم تعمل مابدالك ولا هزعق ولا هعلي صوتي ولا هتكلم معاك تاني من الأساس طالما دي كل اللي هامم الباشا .
وعقبت وهي تنظر تجاه الباب طالبة منه :
+
_ لو سمحت قول لأم محمد تدخلها الصالون بعيد عن الباب والسلم .
+
أخرج تنهيدة حارة وهو يمسح على شعره بضيق من عنادها وتيبس رأسها ثم هدأ من نبرته وحاول تهدئتها:
+
_ ممكن نهدى بقى ، واستني اهنه هشوفها عايزة ايه وهاجي لك طوالي .
+
هتفت بتصميم دون أن تنظر إليه :
+
_ له مهستناش ثانية اهنه ، ولو سمحت هملني لحالي وملكش صالح بيا نهائي.
+
_ إزاي أهملك لحالك ! اظبطي يا رحمة حالك هو حالي .. جملة استنكارية نطقها ماهر بدهشة من ردها عليه وعقب عليها وهو يمسكها من كتفها يحاول بث الطمائنية في قلبها :
+
_ تمام يارحمة بس للمرة المليون بطلب منك شوية ثقة إن لو فيه ألف ست حواليا ميملاش عيني من الألف دول إلا انتِ ، بس بردو دي مايمنعش اني أتعامل مع كل الناس بطريقة لبقة وداي اعتبريها من ضمن الناس العاديين ، وخلي في بالك انها بالنسبة لي زي أختي الصغيرة.
+
رفعت يده من على أكتافها ثم تحدثت وكأنها لم تسمع شيئا:
+
_ اعمل اللي انت عايزه ، بس من فضلك عايزة أمشي دلوك لأني اتأخرت .
+
تيقن أن محاولاته لم تجدي نفعا معها ثم أطبق على شفتيه بضيق وقرر أن يفعل لها ماتريد كي ينهى تلك المقابلة ،
+