رواية ليتني لم احبك الفصل الثاني 2 بقلم شهد الشوري
اتى المساء سريعًا لتستعد جيانا للذهاب للمطار لتستقبل رفيقتها و خطيبها من السفر
اخذت أغراضها و غادرت سريعًا الجريدة لتتوجه للمطار و بعد وقت توقف بسيارتها في الخارج و دخلت تجلس لتنظرها لتأتي
اخذت تبحث بعينيها يمينًا و يسارًا لعلها تجدها لكنها لم تراها شعرت بيد توضع على عينيها و صوت تعرفه جيدًا يقول بسعادة :
انا مين
جيانا بمرح و ضحك :
انت اللي بحبه انا
رونزي بسعادة و هي ترتمي بين احضنها :
قلباااي خش في حضن اخوك يا فواز
ضحكت جيانا و احتضنها باشتياق و قالت :
وحشتيني يا بت
ضحكت رونزي و ابتعدت عنها و دارت حول نفسها
و هي تقول بغرور مصطنع :
ايه رأيك فيا بقيت مزة صح
جيانا بضحك :
طول عمرك
رونزي بضحك :
انتي بقى ما اتغيرتيش يا بنتي نفسي مرة اشوفك بفستان حققي ليا امنيتي
ضحكت جيانا و قالت :
سيبك مني و قوليلي فين خطيبك ده
رونزي و هي تجلس على المقعد خلفها :
بيخلص الورق و جاي ورايا
اومأت بها جيانا و اخذ الاثنان يتحدثون سويًا ليمر قليل من الوقت لتتأفف رونزي بتعب
و هي تقول :
مش عارفه اتأخر ليه ده هكلمها و اسأله
تحدثت معه ليخبرها انه سيحتاج بعض الوقت يمكنها الذهاب برفقة صديقتها و هو سينهي كل شيء و يرحل و يراها في الصباح
رونزي بتعب :
خلينا احنا نمشي بقى هو لسه مطول
اومأت لها جيانا و أخذوا الحقائق و بعد أن وضعوها بحقيبة السيارة غادروا متوجهين لمنزل جيانا
.
.
بعد وقت دخلت جيانا برفقة رونزي التي دخلت المنزل ببعض الخجل و صافحت حنان التي
رحبت بها بابتسامتها البشوشه و بعدها أكمل
و تيا و رامي
رونزي بحرج :
احم اسفه لو هسبب لكم ازعاج بوجودي
أكمل بابتسامه :
متقوليش كده يا بنتي ده بيتك لا ازعاج و لا حاجة ده انتي زي بنتنا و جيانا و تيا و رامي زي اخواتك و لا ايه
ابتسمت رونزي بسعاده و قالت بصدق :
اكيد طبعا اخواتي يا اونكل
حنان بابتسامه حنونه :
تعالي اوديكي اوضتك عشان ترتاحي من السفر لحد ما الاكل يجهز
أومأت لها رونزي و ذهبت برفقتها و اخذتها حنان لغرفة الضيوف و شكرتها رونزي و بعد وقت تناولوا الطعام سويًا ليخلد الجميع للنوم بعد يوم شاق
في قصر الزيني
يقف الجميع مرحبًا به باشتياق كبير عدا صلاح الزيني يقف ينظر لحفيده ثم قال بسخرية :
فرع الشركة اللي في ألمانيا حد ثقة هيسافر يديره و انسى انك تسافر تاني و إن كنت فاكر انك لو سافرت انا مش هعرف بالنسخة اللي كنت بتعملها هناك تبقى غلطان
ثم نظر لأيهم ايضًا و قال :
الظاهر ان انتوا متربتوش كويس و انا هعرف اربيكم انتوا و فادي و هايدي و لو وصلت ان اخد منكم الفلوس اللي عاملين تصرفوها ع المسخرة و قلة الأدب هعملها يا ولاد الزيني
ثم نظر لمحمد و قال بصرامة :
من بكرة هبعت لبنتك تيجي تعيش في بيت العيلة و اللي مش عاجبه الباب يفوت جمل
قالها و هو ينظر لدولت بقوة اما عنها اشتعل الغضب بداخلها ليقول فريد بغضب :
البت دي لا هي و لا امها هيدخلوا القصر ده على جثتي و لو حصل و دخلوه هيحصل اللي مش هيعجب حد فيكم أبدًا
ابتسمت دولت بداخلها بما قاله ابنها و نظرت لصلاح بتحدي و محمد يقف صامت مثل كل مرة يكون الحديث فيها عن ذلك الموضوع و كأن من يتحدثوا عنها ليست ابنته
ليقول صلاح بقوة :
اطلع على اوضتك دلوقتي و كلامك ده هنتحاسب عليه بعدين يا بن محمد
تنهد بضيق لتقول دولت بتساؤل :
قولي يا فريد فين البنت اللي هتتجوزها كان
اسمها رونزي صح
اومأت لها ثم قال بهدوء :
هتقعد عند واحدة صحبتها لحد ميعاد الفرح بكره الصبح هتيجي عشان اعرفكم عليها
نظر لها صلاح بسخرية ثم صعد لغرفته و هو غاضب من كل من في هذا القصر
صعد الجميع لغرفهم ليخلدون للنوم
اما عنه ما ان دخل لغرفته ارتمي على الفراش ينظر لكل زاوية بالغرفة باشياق و على شفتيه ارتسمت ابتسامة صغيرة و هو يتذكر كم كان يعاني بتلك الغرفة سنوات طوال كان السبب الرئيسي بها والده و والدته و مشاجرتهم اليومية بسبب امرآة يكرهها من كل قلبه تلك الغرفة التي رأى بها حزن و فرح جلس على الفراش ينظر للفراغ بشرود هنا اعترف لنفسه انا وقع في هواها احبته بصدق وثقت به و لكنه لم يكن أهلاً بتلك الثقة بل خذلها
يومين كانا الفاصل يومان غيروا حياته رأسًا على عقب يومان مضوا و بعدها عانى من ألم فراقها
يتذكر اخر مرة التقى بها ماذا حدث يقف أمامها و هي امامه و النيران تتوسطهم هو يناظرها بحزن و هي تناظره بكل ثبات و قوة ما ادهشه حقًا انها لم تبكي لم تثور فقط اكتفت بضحكة فقط لم تتكلم لكن عيناها كانت كفيلة لكي تقول ما لم يبوح به لسانها عيناها كانت كفيلة لتظهر له ما تشعر به من خذلان لقد خذلها و يعرف تمام المعرفة ان اكثر ما يؤلمها شيئان و قد فعلهم هو بكل برود
يتذكر جملتها جيدًا التي تتردد بأذنه دائمًا :
الخيانة و الخذلان مفيش أسوأ من وجعهم و علاجهم صعب اوي الخيانة بتفقد الثقة و الثقة لو خسرناها صعب نرجعها و الخذلان كده بردوا
اغمض عينيه يحاول طردها من تفكيره مذكرًا نفسه بأنه عن قريب سوف يصبح رجل متزوج من أخرى
لكن لم يستطيع تنهد بعمق و أغلق عينيه ليذهب في ثبات عميق متمنيًا ان لو يراها بأحلامه و لو لمرة واحدة فهي كأنها عاقبته بأنها حرمته من رؤيتها حتى بأحلامه
في صباح اليوم التالي بمنزل أكمل النويري يجلس الجميع حول طاولة الطعام لتقول حنان بابتسامة :
قوليلي يا حبيبتي خطوبتك هتبقى امتى
رونزي بابتسامة :
بعد عشر ايام
ابتسمت لها بحنان و قالت :
ربنا يسعدك يا بنتي و يتمملك على خير
ابتسمت لها رونزي بحب لتقول حنان :
قوليلي محتاجة ايه و انا اساعدك فيه انا زي ماما يا حبيبتي لو احتاجتي حاجة انا موجودة
لترد عليها رونزي بحزن و تمني :
صدقيني ياريتك كنتي امي متقارنيش نفسك بيها انتي احسن منها
نظر الجميع لها لتقول حنان :
هي والدتك عايشة
رونزي بحزن :
هي و والدي عايشين بس منفصلين من و انا عندي سبع سنين و كل واحد ملهي في شغله و تقريبًا نسيه ان عندهم بنت
نظرت لها حنان بشفقة و كذلك الجميع لتقول هي لتغير مجرى الحديث :
عارفه يا طنط بصراحة مستغربة ازاي اللي تجيب تيا الرقيقة دي تجيب جيانا
ضحكت حنان بخفوت بينما نظرت لها جيانا بغيظ
لتقول حنان بيأس :
نفس السؤال بسأله لنفسي يا بنتي والله
ضحكت رونزي و رامي الذي نظر لها بهيام و قال :
هيييح هو في قمر كده
حنان بحدة :
ولد اتأدب
رامي بهيام :
اتأدب ايه بس يا حنون ده انا عايش مع غفر في البيت يعني معذور لما اشوف العسل ده كله ع الصبح كده
ضحكت رونزي اما عن جيانا وكزته بكتفه
ثم قالت بغيظ :
اتلم يا حيوان
قطع حديثهم رنين هاتف جيانا و قد كان اتصال من العمل يخبروها بضرورة قدومها لتغادر سريعًا
لتقول لرونزي :
سلمي على خطيبك ده لحد ما اشوفه عندي شغل و لازم امشي بسرعة
اومأت لها رونزي بعد أن غادرت جيانا استأذنت تيا بالمغادرة بعد أن أخبرت والدها برغبتها في التدريب بأحد الشركات و وافق و ذهب رامي لمدرسته و أكمل لعمله لتنزل رونزي الاسفل هي الأخرى لتصعد تلك السيارة التي كانت بانتظارها في الأسفل و قد ارسلها لها خطيبها
.
.
بعد وقت كانت تدخل لقصر الزيني بخطوات متوترة قليلاً ليستقبلها فريد الذي ما ان رأته قالت :
فريد انا متوترة اوي
ليرد عليها بهدوء :
مفيش داعي للتوتر اهدي الكل مستني جوا عايزين بتعرفوا عليكي
اومأت له و دخلت معه للصالون حيث يجلس كلاً من جده و والديه و عمه و ابنه و عمته و أبنائها
اقتربت دولت من رونزي بخطوات ثابتة ليقول فريد معرفًا اياهم ببعض :
دولت هانم تبقى والدتي و دي رونزي يا أمي
قيمتها دولت من أعلاها لاسفلها و لا تنكر انها اعجبتها حقًا رأت انها مناسبة لابنها من جميع النواحي من عائلة ثرية و ذات هيئة جميلة و متعلمة و العديد من الأشياء سألت ابنها عنها افيقت من شرودها على صوتها و هي تمد يدها لها قائلة باحترام و ادب :
اهلا بحضرتك يا طنط
اومأت لها دولت بابتسامة و صافحتها ليعرفها على الجميع و ما ان جاء الدور على هايدي نظرت لها بغضب و غيرة و حقد لتتعجب رونزي من نظراتها لها فمدت يدها لها لتصافحها لترفض هايدي ان تصافحها و اكتفت بقول :
اهـلًا
لتشعر الأخرى بالحرج و تخفض يدها و جاء الدور على فادي لتتعرف عليه و لكن نظراته لها لم تعجبها فكان ينظر لها بحراءة و تفحص و عيناه مليئة بالمكر لم تصافحه و اكتفت بابتسامة صغيرة مصطنعة وقفت أمام صلاح لتتعرف به و الذي لم تعجبه ثيابها القصيرة فكانت ترتدي فستان اصفر ضيق و قصير هو بالأساس بك يقتنع بها خاصة و انها عاشت بالغرب كثيرًا و بالطبع ستأخذ صفاتهم الجريئة لكن تفاجأ عندما مسكت يده باحترام و قبلتها و قالت بأدب :
اتشرفت بمعرفة حضرتك
ابتسم لها و قال :
الشرف ليا يا بنتي
قالها و هو يشعر ان تلك الفتاة ليست بسيئة لكن الصبر فالأيام كفيلة بأن تكشف كل شيء فقط الصبر
جلست معهم يتحدثون بأمور عديدة و خرج أيهم و فريد للحديقة ليتحدثون سويًا
ليقول أيهم و هو يخرج سيجارة و يضعها بين شفتيها و أعطى أخرى لابن عمه :
ايمن الغانم بكره هيفتح المستشفى الخيري و لازم نروح ده بعت لينا مخصوص
اومأ له فريد دون أن يتحدث ليتابع ايهم :
الواد أركان مجهز سهرة إنما ايه بكره بليل بعد حفلة ايمن
رن هاتف ايهم ليستأذن من فريد ليبقى هو وحده ينظر للفراغ بشرود ليشعر بيد توضع على كتفه ليلتفت ليجدها هي و من سواها هايدي تلك الفتاة التي لم تعرف الحياء و الأخلاق يومًا
دفع يدها بعيدًا عنه ثم قال بضيق :
نعم يا هايدي
اقتربت منه أكثر ثم قالت بدلال :
ايه يا فريد موحشتكش هايدي....ده انت حتى وحشتني مووت
دفعها بعيدًا عنه بغضب و قال باشمئزاز :
احترمي نفسك يا هايدي و اعملي اعتبار لأخوكي و امك اللي جوا دول
نظرت له بسخرية ثم قالت :
و انت معملتش ليهم اعتبار ليه لما قربت من بنتهم من وراهم يا بن خالي
نظر لها فريد باشمئزاز و قال :
هي بنتهم لو كانت محترمة كانت جت و عرضت نفسها على واحد سكران و مش في واعيه كنت سلمت نفسها بسهولة كده انتي عارفه و متأكدة اني لو كنت في وعيي مكنتش هعمل كده
هايدي بغضب :
هقول لجدو على كل حاجة لو ما اتجوزتنيش مش هتغدر بيا بعد ما اخدت غرضك
ابتسم بسخرية ثم قال :
بقولك ايه يا هايدي الأحسن انك تشيليني من دماغك و متعشيش في الدور انا ما عشمتكيش بحاجة و لا قولتلك تعالي سلمليلي نفسك انتي اللي جيتي و عرضتي نفسك على واحد سكران
نظر لها باشمئزاز ثم تابع بسخرية :
و بعدين متعشيش في دور الشريفة ده كتير لان انا و انتي عارفين اني مش اول واحد يعني
نظرت له بغضب و غيظ و قالت بحقد :
مش هتكون لغيري يا فريد و خليك عارف اني اقدر اعمل كتير اوي اي حد هيفكر ياخدك مني هقتله
نظر له باشمئزاز و غضب فدفعها بعيدًا عنه و دخل للداخل تاركًا اياها تنظر لأثره بغضب و غيظ
بمحافظة أخرى و هي محافظة القاهرة
بأحد المنازل البسيطة و هو منزل صغير و بسيط تسكن به تلك الفتاة الصغيره ذات السابعة عشر من عمرها و والدتها تلك السيدة الطيبة جميلة الوجه و كأنها فتاه في ريعان شبابها و ليست سيدة قاربت على منتصف الأربعين تدعي ( زينب )
منزل مكون من طابق واحد به غرفتين صغيرتي و مرحاض و مطبخ صغير و صالون صغير ايضًا
تجلس تلك الفتاة بغرفتها الصغيرة تذاكر دروسها بتركيز شديد فهي الآن بسنتها الأخيرة بالثانوية لتدخل الجامعة حلمها ان تدخل كلية الألسن و تعمل لتساعد امها بدلاً من ان تعمل خادمة بالمنازل
تذاكر بتركيز شديد و على بابا الغرفة تقف والدتها تراقبها بحنان و قهر ففلذة كبدها لم تنعم بحنان والدها منذ أن خلقت و لم تعيش في نعيمه مثلما يعيش ابنه و زوجته الأخرى
توجهت لغرفتها لترتاح قليلاً فبعد ساعتين ستذهب لأحد المنازل لتقوم بتنظيفها
نامت على فراشها و هي تنطق بقهر تلك الجملة :
بكرهك يا محمد......منك لله
اما عند تلك الشقراء الفاتنة رفعت وجهها عن تلك الكتب تحرك رقبتها يمينًا و يسارًا بإرهاق شديد فهي تدرس بمفردها و لا تأخذ اي دروس فهي لا تريد أن تحمل امها أعباء تكاليف تلك الدروس
مسكت هاتفها قليلاً ترى تلك الصور التي احتفظت بها على هاتفها من مواقع التواصل الأجتماعي صور لوالدها و ابنه و زوجته والدها و أخيها بل عائلة والدها بأكملها لم تهتم بأمرها يومًا
خانتها دموعها تنزل واحده تلو الأخرى سرعان ما مسحتها و قالت لنفسها بتشجيع :
في ايه يا ديما بتعيطي ليه متفكريش في حد فيهم هما نسيوكي انسيهم انتي كمان فكري في دروسك و مذاكرتك و بس عشان تحققي اللي بتحلمي بيه
ثم توجهت المرحاض بالخارج و اغتسلت ثم عادت للغرفة و ابدلت ملابسها و ارتدت ذلك الفستان الطويل باللون الأخضر الفاتح مطعم بورود بيضاء صغيرة و اكمامه تصل حتى معصمها ذلك الفستان الذي أهدته لها صديقتها العام الماضي بعيد ميلادها يظل هذا الفستان هو أجمل شيئًا بين ثيابها الباهتة
ذهبت لوالدتها وجدتها نائمة و يبدو عليها الإرهاق فاشفقت عليها و تركتها نائمة و تركت لها ورقة
صغيره مكتوب عليها :
انا روحت درس الأنجلش عند صحبتي ريهام و هرجع في ميعاد كل مرة
ثم ذهبت باتجاه منزل صديقتها ريهام و الذي سيشرح أخيها مدرس اللغه الانجليزية الماده لهم دون أن يأخذ مال منها فهو يعلم بظروفها و يعتبرها مثل اخته ريهام
في المساء
بمكان اخر و هي فيلا فادي عبدالرحمن الذي يمكث بها هو و اخته و والدته بعد وفاة والده من عام و نصف تقريبًا
يجلس بغرفته و بيده كأس الخمر يرتشف منه و هو ينظر أمامه بغضب شديد و هو يتذكر ما حدث بينه هو و جده اليوم حينما طلب منه المال ليسدد ديونه التي تراكمت عليه لم يكن من جده سوا انه صاح فيه بغضب شديد :
اسلفك فلوس عشان تروح تضيعها على القمار الخمرة و الستات زي ما طول عمرك بتعمل...انا ممكن اديك الفلوس دي عادي بس لما احس انك راجل يعتمد عليه مش واحد ضيع فلوس ابوه اللي بدل ما يحافظ عليها عشان أمه و اخته راح ضيعها ع المسخره و قلة الأدب
فادي بغضب و هو يلقي بالكأس الذي بيده بالحائط
و هو يردد بغل و حقد :
ما انا لو فريد و لا أيهم كان زمانك جريت دفعت الفلوس..دايمًا ايهم و فريد رقم واحد عندك يا صلاح باشا و انا اغور في داهيه عادي
.
.
بغرفة أخرى بالفيلا تجلس هايدي على الأرض و تمسك بيدها زجاجة نبيذ تحتي منها بشراهه و الحقد و الغضب يتملك منها كلما تتذكر حديثها مع فريد صباحًا و اخذت تتوعد له و هو رونزي
دخلت عليا والدتها للغرفة لتتفاجأ بذلك المنظر ابنتها تجلس ارضًا و تحتسي الخمر و حالتها مزرية
لتقول بغضب :
ايه اللي بيحصل ده
لم تجيب عليها هايدي و لم تنظر لها حتى بقت تنظر للفراغ و بداخلها تردد بغل :
الايام بينا يا فريد و بكره الايام تثبتلك انك بتاعي انا لوحدي مش بتاع حد تاني
عليا بغضب :
انا مش بكلمك يا حيوانة ردي عليا ايه اللي انتي بتعمليه ده انتي خلاص راحت منك
هايدي بغضب :
ملكيش دعوة
عليا بحسرة :
انا فعلاً فشلت في تربيتكم و معرفتش اربيكم بس انا عارفة بقى هعمل ايه هقول للي هيعيد تربيتكم من الأول و جديد !!!!
اخذت أغراضها و غادرت سريعًا الجريدة لتتوجه للمطار و بعد وقت توقف بسيارتها في الخارج و دخلت تجلس لتنظرها لتأتي
اخذت تبحث بعينيها يمينًا و يسارًا لعلها تجدها لكنها لم تراها شعرت بيد توضع على عينيها و صوت تعرفه جيدًا يقول بسعادة :
انا مين
جيانا بمرح و ضحك :
انت اللي بحبه انا
رونزي بسعادة و هي ترتمي بين احضنها :
قلباااي خش في حضن اخوك يا فواز
ضحكت جيانا و احتضنها باشتياق و قالت :
وحشتيني يا بت
ضحكت رونزي و ابتعدت عنها و دارت حول نفسها
و هي تقول بغرور مصطنع :
ايه رأيك فيا بقيت مزة صح
جيانا بضحك :
طول عمرك
رونزي بضحك :
انتي بقى ما اتغيرتيش يا بنتي نفسي مرة اشوفك بفستان حققي ليا امنيتي
ضحكت جيانا و قالت :
سيبك مني و قوليلي فين خطيبك ده
رونزي و هي تجلس على المقعد خلفها :
بيخلص الورق و جاي ورايا
اومأت بها جيانا و اخذ الاثنان يتحدثون سويًا ليمر قليل من الوقت لتتأفف رونزي بتعب
و هي تقول :
مش عارفه اتأخر ليه ده هكلمها و اسأله
تحدثت معه ليخبرها انه سيحتاج بعض الوقت يمكنها الذهاب برفقة صديقتها و هو سينهي كل شيء و يرحل و يراها في الصباح
رونزي بتعب :
خلينا احنا نمشي بقى هو لسه مطول
اومأت لها جيانا و أخذوا الحقائق و بعد أن وضعوها بحقيبة السيارة غادروا متوجهين لمنزل جيانا
.
.
بعد وقت دخلت جيانا برفقة رونزي التي دخلت المنزل ببعض الخجل و صافحت حنان التي
رحبت بها بابتسامتها البشوشه و بعدها أكمل
و تيا و رامي
رونزي بحرج :
احم اسفه لو هسبب لكم ازعاج بوجودي
أكمل بابتسامه :
متقوليش كده يا بنتي ده بيتك لا ازعاج و لا حاجة ده انتي زي بنتنا و جيانا و تيا و رامي زي اخواتك و لا ايه
ابتسمت رونزي بسعاده و قالت بصدق :
اكيد طبعا اخواتي يا اونكل
حنان بابتسامه حنونه :
تعالي اوديكي اوضتك عشان ترتاحي من السفر لحد ما الاكل يجهز
أومأت لها رونزي و ذهبت برفقتها و اخذتها حنان لغرفة الضيوف و شكرتها رونزي و بعد وقت تناولوا الطعام سويًا ليخلد الجميع للنوم بعد يوم شاق
في قصر الزيني
يقف الجميع مرحبًا به باشتياق كبير عدا صلاح الزيني يقف ينظر لحفيده ثم قال بسخرية :
فرع الشركة اللي في ألمانيا حد ثقة هيسافر يديره و انسى انك تسافر تاني و إن كنت فاكر انك لو سافرت انا مش هعرف بالنسخة اللي كنت بتعملها هناك تبقى غلطان
ثم نظر لأيهم ايضًا و قال :
الظاهر ان انتوا متربتوش كويس و انا هعرف اربيكم انتوا و فادي و هايدي و لو وصلت ان اخد منكم الفلوس اللي عاملين تصرفوها ع المسخرة و قلة الأدب هعملها يا ولاد الزيني
ثم نظر لمحمد و قال بصرامة :
من بكرة هبعت لبنتك تيجي تعيش في بيت العيلة و اللي مش عاجبه الباب يفوت جمل
قالها و هو ينظر لدولت بقوة اما عنها اشتعل الغضب بداخلها ليقول فريد بغضب :
البت دي لا هي و لا امها هيدخلوا القصر ده على جثتي و لو حصل و دخلوه هيحصل اللي مش هيعجب حد فيكم أبدًا
ابتسمت دولت بداخلها بما قاله ابنها و نظرت لصلاح بتحدي و محمد يقف صامت مثل كل مرة يكون الحديث فيها عن ذلك الموضوع و كأن من يتحدثوا عنها ليست ابنته
ليقول صلاح بقوة :
اطلع على اوضتك دلوقتي و كلامك ده هنتحاسب عليه بعدين يا بن محمد
تنهد بضيق لتقول دولت بتساؤل :
قولي يا فريد فين البنت اللي هتتجوزها كان
اسمها رونزي صح
اومأت لها ثم قال بهدوء :
هتقعد عند واحدة صحبتها لحد ميعاد الفرح بكره الصبح هتيجي عشان اعرفكم عليها
نظر لها صلاح بسخرية ثم صعد لغرفته و هو غاضب من كل من في هذا القصر
صعد الجميع لغرفهم ليخلدون للنوم
اما عنه ما ان دخل لغرفته ارتمي على الفراش ينظر لكل زاوية بالغرفة باشياق و على شفتيه ارتسمت ابتسامة صغيرة و هو يتذكر كم كان يعاني بتلك الغرفة سنوات طوال كان السبب الرئيسي بها والده و والدته و مشاجرتهم اليومية بسبب امرآة يكرهها من كل قلبه تلك الغرفة التي رأى بها حزن و فرح جلس على الفراش ينظر للفراغ بشرود هنا اعترف لنفسه انا وقع في هواها احبته بصدق وثقت به و لكنه لم يكن أهلاً بتلك الثقة بل خذلها
يومين كانا الفاصل يومان غيروا حياته رأسًا على عقب يومان مضوا و بعدها عانى من ألم فراقها
يتذكر اخر مرة التقى بها ماذا حدث يقف أمامها و هي امامه و النيران تتوسطهم هو يناظرها بحزن و هي تناظره بكل ثبات و قوة ما ادهشه حقًا انها لم تبكي لم تثور فقط اكتفت بضحكة فقط لم تتكلم لكن عيناها كانت كفيلة لكي تقول ما لم يبوح به لسانها عيناها كانت كفيلة لتظهر له ما تشعر به من خذلان لقد خذلها و يعرف تمام المعرفة ان اكثر ما يؤلمها شيئان و قد فعلهم هو بكل برود
يتذكر جملتها جيدًا التي تتردد بأذنه دائمًا :
الخيانة و الخذلان مفيش أسوأ من وجعهم و علاجهم صعب اوي الخيانة بتفقد الثقة و الثقة لو خسرناها صعب نرجعها و الخذلان كده بردوا
اغمض عينيه يحاول طردها من تفكيره مذكرًا نفسه بأنه عن قريب سوف يصبح رجل متزوج من أخرى
لكن لم يستطيع تنهد بعمق و أغلق عينيه ليذهب في ثبات عميق متمنيًا ان لو يراها بأحلامه و لو لمرة واحدة فهي كأنها عاقبته بأنها حرمته من رؤيتها حتى بأحلامه
في صباح اليوم التالي بمنزل أكمل النويري يجلس الجميع حول طاولة الطعام لتقول حنان بابتسامة :
قوليلي يا حبيبتي خطوبتك هتبقى امتى
رونزي بابتسامة :
بعد عشر ايام
ابتسمت لها بحنان و قالت :
ربنا يسعدك يا بنتي و يتمملك على خير
ابتسمت لها رونزي بحب لتقول حنان :
قوليلي محتاجة ايه و انا اساعدك فيه انا زي ماما يا حبيبتي لو احتاجتي حاجة انا موجودة
لترد عليها رونزي بحزن و تمني :
صدقيني ياريتك كنتي امي متقارنيش نفسك بيها انتي احسن منها
نظر الجميع لها لتقول حنان :
هي والدتك عايشة
رونزي بحزن :
هي و والدي عايشين بس منفصلين من و انا عندي سبع سنين و كل واحد ملهي في شغله و تقريبًا نسيه ان عندهم بنت
نظرت لها حنان بشفقة و كذلك الجميع لتقول هي لتغير مجرى الحديث :
عارفه يا طنط بصراحة مستغربة ازاي اللي تجيب تيا الرقيقة دي تجيب جيانا
ضحكت حنان بخفوت بينما نظرت لها جيانا بغيظ
لتقول حنان بيأس :
نفس السؤال بسأله لنفسي يا بنتي والله
ضحكت رونزي و رامي الذي نظر لها بهيام و قال :
هيييح هو في قمر كده
حنان بحدة :
ولد اتأدب
رامي بهيام :
اتأدب ايه بس يا حنون ده انا عايش مع غفر في البيت يعني معذور لما اشوف العسل ده كله ع الصبح كده
ضحكت رونزي اما عن جيانا وكزته بكتفه
ثم قالت بغيظ :
اتلم يا حيوان
قطع حديثهم رنين هاتف جيانا و قد كان اتصال من العمل يخبروها بضرورة قدومها لتغادر سريعًا
لتقول لرونزي :
سلمي على خطيبك ده لحد ما اشوفه عندي شغل و لازم امشي بسرعة
اومأت لها رونزي بعد أن غادرت جيانا استأذنت تيا بالمغادرة بعد أن أخبرت والدها برغبتها في التدريب بأحد الشركات و وافق و ذهب رامي لمدرسته و أكمل لعمله لتنزل رونزي الاسفل هي الأخرى لتصعد تلك السيارة التي كانت بانتظارها في الأسفل و قد ارسلها لها خطيبها
.
.
بعد وقت كانت تدخل لقصر الزيني بخطوات متوترة قليلاً ليستقبلها فريد الذي ما ان رأته قالت :
فريد انا متوترة اوي
ليرد عليها بهدوء :
مفيش داعي للتوتر اهدي الكل مستني جوا عايزين بتعرفوا عليكي
اومأت له و دخلت معه للصالون حيث يجلس كلاً من جده و والديه و عمه و ابنه و عمته و أبنائها
اقتربت دولت من رونزي بخطوات ثابتة ليقول فريد معرفًا اياهم ببعض :
دولت هانم تبقى والدتي و دي رونزي يا أمي
قيمتها دولت من أعلاها لاسفلها و لا تنكر انها اعجبتها حقًا رأت انها مناسبة لابنها من جميع النواحي من عائلة ثرية و ذات هيئة جميلة و متعلمة و العديد من الأشياء سألت ابنها عنها افيقت من شرودها على صوتها و هي تمد يدها لها قائلة باحترام و ادب :
اهلا بحضرتك يا طنط
اومأت لها دولت بابتسامة و صافحتها ليعرفها على الجميع و ما ان جاء الدور على هايدي نظرت لها بغضب و غيرة و حقد لتتعجب رونزي من نظراتها لها فمدت يدها لها لتصافحها لترفض هايدي ان تصافحها و اكتفت بقول :
اهـلًا
لتشعر الأخرى بالحرج و تخفض يدها و جاء الدور على فادي لتتعرف عليه و لكن نظراته لها لم تعجبها فكان ينظر لها بحراءة و تفحص و عيناه مليئة بالمكر لم تصافحه و اكتفت بابتسامة صغيرة مصطنعة وقفت أمام صلاح لتتعرف به و الذي لم تعجبه ثيابها القصيرة فكانت ترتدي فستان اصفر ضيق و قصير هو بالأساس بك يقتنع بها خاصة و انها عاشت بالغرب كثيرًا و بالطبع ستأخذ صفاتهم الجريئة لكن تفاجأ عندما مسكت يده باحترام و قبلتها و قالت بأدب :
اتشرفت بمعرفة حضرتك
ابتسم لها و قال :
الشرف ليا يا بنتي
قالها و هو يشعر ان تلك الفتاة ليست بسيئة لكن الصبر فالأيام كفيلة بأن تكشف كل شيء فقط الصبر
جلست معهم يتحدثون بأمور عديدة و خرج أيهم و فريد للحديقة ليتحدثون سويًا
ليقول أيهم و هو يخرج سيجارة و يضعها بين شفتيها و أعطى أخرى لابن عمه :
ايمن الغانم بكره هيفتح المستشفى الخيري و لازم نروح ده بعت لينا مخصوص
اومأ له فريد دون أن يتحدث ليتابع ايهم :
الواد أركان مجهز سهرة إنما ايه بكره بليل بعد حفلة ايمن
رن هاتف ايهم ليستأذن من فريد ليبقى هو وحده ينظر للفراغ بشرود ليشعر بيد توضع على كتفه ليلتفت ليجدها هي و من سواها هايدي تلك الفتاة التي لم تعرف الحياء و الأخلاق يومًا
دفع يدها بعيدًا عنه ثم قال بضيق :
نعم يا هايدي
اقتربت منه أكثر ثم قالت بدلال :
ايه يا فريد موحشتكش هايدي....ده انت حتى وحشتني مووت
دفعها بعيدًا عنه بغضب و قال باشمئزاز :
احترمي نفسك يا هايدي و اعملي اعتبار لأخوكي و امك اللي جوا دول
نظرت له بسخرية ثم قالت :
و انت معملتش ليهم اعتبار ليه لما قربت من بنتهم من وراهم يا بن خالي
نظر لها فريد باشمئزاز و قال :
هي بنتهم لو كانت محترمة كانت جت و عرضت نفسها على واحد سكران و مش في واعيه كنت سلمت نفسها بسهولة كده انتي عارفه و متأكدة اني لو كنت في وعيي مكنتش هعمل كده
هايدي بغضب :
هقول لجدو على كل حاجة لو ما اتجوزتنيش مش هتغدر بيا بعد ما اخدت غرضك
ابتسم بسخرية ثم قال :
بقولك ايه يا هايدي الأحسن انك تشيليني من دماغك و متعشيش في الدور انا ما عشمتكيش بحاجة و لا قولتلك تعالي سلمليلي نفسك انتي اللي جيتي و عرضتي نفسك على واحد سكران
نظر لها باشمئزاز ثم تابع بسخرية :
و بعدين متعشيش في دور الشريفة ده كتير لان انا و انتي عارفين اني مش اول واحد يعني
نظرت له بغضب و غيظ و قالت بحقد :
مش هتكون لغيري يا فريد و خليك عارف اني اقدر اعمل كتير اوي اي حد هيفكر ياخدك مني هقتله
نظر له باشمئزاز و غضب فدفعها بعيدًا عنه و دخل للداخل تاركًا اياها تنظر لأثره بغضب و غيظ
بمحافظة أخرى و هي محافظة القاهرة
بأحد المنازل البسيطة و هو منزل صغير و بسيط تسكن به تلك الفتاة الصغيره ذات السابعة عشر من عمرها و والدتها تلك السيدة الطيبة جميلة الوجه و كأنها فتاه في ريعان شبابها و ليست سيدة قاربت على منتصف الأربعين تدعي ( زينب )
منزل مكون من طابق واحد به غرفتين صغيرتي و مرحاض و مطبخ صغير و صالون صغير ايضًا
تجلس تلك الفتاة بغرفتها الصغيرة تذاكر دروسها بتركيز شديد فهي الآن بسنتها الأخيرة بالثانوية لتدخل الجامعة حلمها ان تدخل كلية الألسن و تعمل لتساعد امها بدلاً من ان تعمل خادمة بالمنازل
تذاكر بتركيز شديد و على بابا الغرفة تقف والدتها تراقبها بحنان و قهر ففلذة كبدها لم تنعم بحنان والدها منذ أن خلقت و لم تعيش في نعيمه مثلما يعيش ابنه و زوجته الأخرى
توجهت لغرفتها لترتاح قليلاً فبعد ساعتين ستذهب لأحد المنازل لتقوم بتنظيفها
نامت على فراشها و هي تنطق بقهر تلك الجملة :
بكرهك يا محمد......منك لله
اما عند تلك الشقراء الفاتنة رفعت وجهها عن تلك الكتب تحرك رقبتها يمينًا و يسارًا بإرهاق شديد فهي تدرس بمفردها و لا تأخذ اي دروس فهي لا تريد أن تحمل امها أعباء تكاليف تلك الدروس
مسكت هاتفها قليلاً ترى تلك الصور التي احتفظت بها على هاتفها من مواقع التواصل الأجتماعي صور لوالدها و ابنه و زوجته والدها و أخيها بل عائلة والدها بأكملها لم تهتم بأمرها يومًا
خانتها دموعها تنزل واحده تلو الأخرى سرعان ما مسحتها و قالت لنفسها بتشجيع :
في ايه يا ديما بتعيطي ليه متفكريش في حد فيهم هما نسيوكي انسيهم انتي كمان فكري في دروسك و مذاكرتك و بس عشان تحققي اللي بتحلمي بيه
ثم توجهت المرحاض بالخارج و اغتسلت ثم عادت للغرفة و ابدلت ملابسها و ارتدت ذلك الفستان الطويل باللون الأخضر الفاتح مطعم بورود بيضاء صغيرة و اكمامه تصل حتى معصمها ذلك الفستان الذي أهدته لها صديقتها العام الماضي بعيد ميلادها يظل هذا الفستان هو أجمل شيئًا بين ثيابها الباهتة
ذهبت لوالدتها وجدتها نائمة و يبدو عليها الإرهاق فاشفقت عليها و تركتها نائمة و تركت لها ورقة
صغيره مكتوب عليها :
انا روحت درس الأنجلش عند صحبتي ريهام و هرجع في ميعاد كل مرة
ثم ذهبت باتجاه منزل صديقتها ريهام و الذي سيشرح أخيها مدرس اللغه الانجليزية الماده لهم دون أن يأخذ مال منها فهو يعلم بظروفها و يعتبرها مثل اخته ريهام
في المساء
بمكان اخر و هي فيلا فادي عبدالرحمن الذي يمكث بها هو و اخته و والدته بعد وفاة والده من عام و نصف تقريبًا
يجلس بغرفته و بيده كأس الخمر يرتشف منه و هو ينظر أمامه بغضب شديد و هو يتذكر ما حدث بينه هو و جده اليوم حينما طلب منه المال ليسدد ديونه التي تراكمت عليه لم يكن من جده سوا انه صاح فيه بغضب شديد :
اسلفك فلوس عشان تروح تضيعها على القمار الخمرة و الستات زي ما طول عمرك بتعمل...انا ممكن اديك الفلوس دي عادي بس لما احس انك راجل يعتمد عليه مش واحد ضيع فلوس ابوه اللي بدل ما يحافظ عليها عشان أمه و اخته راح ضيعها ع المسخره و قلة الأدب
فادي بغضب و هو يلقي بالكأس الذي بيده بالحائط
و هو يردد بغل و حقد :
ما انا لو فريد و لا أيهم كان زمانك جريت دفعت الفلوس..دايمًا ايهم و فريد رقم واحد عندك يا صلاح باشا و انا اغور في داهيه عادي
.
.
بغرفة أخرى بالفيلا تجلس هايدي على الأرض و تمسك بيدها زجاجة نبيذ تحتي منها بشراهه و الحقد و الغضب يتملك منها كلما تتذكر حديثها مع فريد صباحًا و اخذت تتوعد له و هو رونزي
دخلت عليا والدتها للغرفة لتتفاجأ بذلك المنظر ابنتها تجلس ارضًا و تحتسي الخمر و حالتها مزرية
لتقول بغضب :
ايه اللي بيحصل ده
لم تجيب عليها هايدي و لم تنظر لها حتى بقت تنظر للفراغ و بداخلها تردد بغل :
الايام بينا يا فريد و بكره الايام تثبتلك انك بتاعي انا لوحدي مش بتاع حد تاني
عليا بغضب :
انا مش بكلمك يا حيوانة ردي عليا ايه اللي انتي بتعمليه ده انتي خلاص راحت منك
هايدي بغضب :
ملكيش دعوة
عليا بحسرة :
انا فعلاً فشلت في تربيتكم و معرفتش اربيكم بس انا عارفة بقى هعمل ايه هقول للي هيعيد تربيتكم من الأول و جديد !!!!