اخر الروايات

رواية ساكن الضريح الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم ميادة مأمون

رواية ساكن الضريح الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم ميادة مأمون


اسرع حامد في قيادته، حتى أنه بدى وكأنه يسابق الربح، إلى أن ابتعد عن الرجال قليلاً
ومن خلفه ترك باقي سيارات أقاربه تلتحم معهم في المشاجرة، وقد توصلوا الدفاع عنهم وإعاقة اخصامهم في عدم الوصول إليهم.
إلى أن ابتعدوا عنهم وهدئت الأوضاع، فهتف حامد
-أوف الحمدلله نجينا منها على خير، تقدر تتعدل يا دكتور.
رفع مالك جزعه العلوي من عليها أردفت بحزر.
-خلاص عدينا مرحلة الخطر أخيراً.
لي بت على ظهر تلك المنحنى على وجهها، مسكينة بطريقة غريبة، ليحاول أن يعدلها هو مردفاً

-خلاص يا حبيبتي الخطر زال، قومي اقعدي عدل يا شذى.
صمت قليلاً منتظرها أن ترفع رأسها، لكنها فاجئته بعدم إستجابتها له؟
ربت على كتفها بخفه،ورفع رأسها ليفهم ما بها.
-شذى قومي يا حبيبتي اتعدلي خلاص احنا بقينا في أمان.
وهنا تلقى الصدمة، إنها مغشي عليها وفاقدة الوعي تماماً.
نظر له حامد في مراءة السيارة مستفهماً.
-في حاجة ولا إيه يا دكتور.
وضح له مالك ما يحدث بها وهو يحاول رفعها لتتمفس براحة جانبه.
-أغمى عليها يا حامد.
ليردف حامد محاولاً المساعدة.
-طب اغير الطريق واطلع على المبارة يا دكتور.
نفى مالك قوله.
-لاء ماتغيرش طريقك وتروح في اي حتة، انا لما نوصل هعرف أفوقها بس يا رب مايكونش اللي في بالي حصل.
أومئ حامد برأسه داعياً لها.
-إنشاء الله خير ربنا يجيب العواقب سليمة.
❈-❈-❈
عاد بها إلى بناية صديقه، وحملها بين زراعيه وصعد بها إلى تلك الشقة المقيمين بها، ثم صعد خلفه والد صديقه،
والذي بدوره القى إتصالاً بزوجته حتى تأتي لهم وتكون بجانبه في تلك المحنة حين حدثه إبنه عن حقيقة الأمر المروع الذي حدث لهم.
فتح له والد حسام باب الشقه ووقف يتحدث مع حامد تارك له مساحة ليدلف بها إلى غرفة النوم.
ليردف الرجل بهدوء.
-ايه اللي وصل الأمور لكده
أردف حامد بوجه واجم.
-والله يابا البت دي كتر خيرها إنها أستحملت لحد ما ركبت العربية، دا احنا رجالة بشنبات اهو وكنا خايفين،

ما بالك بقى بيها، الله يكون في عونها، دول كسرو علينا ازاز العربية وانا سايق على ١٢٠ في شارع جانبي عارضه مايزدش عن اربعين متر،
تخيل انهم كانو عايزين يخطفوها وانا سايق على السرعة دي.
أومئ والده رأسه بتأني.
-إوعى يكون حد مشي وراكم بعد كدة وعرفو طريقهم.
حامد مؤكداً.
-عيب عليك يابا، دانا حامد الجزار، بص أنا أول ما خرجت من الشارع،
دوست بنزين على الأخر لحد ما عديت العيال بتوعنا وبعد كده سدو هما عليهم الطريق وبدؤو يتعاملوا معاهم.
وأخيرا أمره والده بأن يذهب.
-طب بطل غلبة ويلا روح شوف أمك ماجتش ليه.
ليردف حامد مشاكساً والده.
-طب والعربيه اللي باظت دي يابا مين اللي هيصلحها ده ما فيش حته في الإزاز سليمه
– انا اللي هصلحها ليك يا حامد
قالها مالك وهو يمسك بيده ورقه مدون عليها بعد اسماء الادويه
ليردف حامد مدعيه الحزن والسخريه منه.
– اخص انت سمعتني بس على العموم ما تجيش منك انت برده يا دكتور عربيه ايه بس اللي بتتكلم عنها فداكم الف عربيه يا عم الناس انا بس بتشاكس مع ابويا شويه مش اكتر.
ليه اكد مالك صدق حديثه قائلا
– معلش ده حقك برده هو انت يعني ذنبك ايه عشان تتحمل كل ده.
وهنا هتف والده برعونه وانزعاج
– الله في تمام ما يحصل ابدا، امشي يا واد روح هات امك يلا
حاول مالك النفي والاصرار على رأيه.
-لكن يا عمي انا..
– انت كده تبقى بتشتمنا يا مالك يا ابني عايز تدي اخوك حق وقفته جنبك ما تجيش منك انت برده المهم هي عامله ايه دلوقتي؟

– عندها صدمه عصبيه يا عمي هي اللي مخلياها فاقده الوعي كده معلش يا حامد هتقل عليك بزياده بس ابعت حد يجيب لي العلاج ده من الصيدليه.
اخذ حامد منه تلك الورقه وهتف بموافقه
– حاضر يا دكتوره عيوني طبعا والف سلامه عليها.
اتجاه حامد نحو الباب الرئيسي للخروج ليجد والدته تثلج منه ملكيه السلام قبل الدخول
– السلام عليكم جميعا يا واد يا حامد بتجري كده ليه يا ولا
تخطى حامد باب الخروج من جانبها واردف وهو على عجاله.
– ادخلي وانت تعرفي يا بطوط.
واذا بها تسبه وتتركه ذاهبه نحو زوجها
– عمرك ما هتكبر ابدا يا طويل يا اه… انت
لتلك السلام على مالك وترحب به بحراره
– حمد لله على السلامه يا مالك ايه يا ابني اللي بيجرلكم ده انت وعروستك.
ماده مالك يده ليسلم عليها.
– الله يسلمك يا خالتي فاطمه ازي صحه حضرتك.
– انا بخير يا حبيبي الحمد لله المهم انت وعروستك ده انا قلت انتم جايين تقضوا شهر عسلكم هنا اتفاجئ باللي بيجرى ده كله.
– قطرنا بقى يلا الحمد لله على كل حال
لا تدخل اخيرا زوجها منهي هذا الحديث المؤلم.
– ما لوش لازمه الكلام ده دلوقتي يا حاجه ادخلي شوفي البنيه اللي مغمى عليها جوه دي وخليكي جنبها لحد ما تفوق
– حاضر يا اخويا بس الولاد طالعين ورايا بصواني الاكل ابقى افتح لهم
– حاضر بس ادخلي انت يلا
❈-❈-❈
جلس مالك على مقعد خلفيه تحت ذقنه.
– ومين بس له نفس للاكل ما كانش له لزوم التعب ده
والد صديقه جالسا على مقعد بجواره هاتفا

– وهي قله الاكل هتنفعك بايه بس ولا مش عايز ناكل لقمه مع بعض، على فكره خالتك فاطمه جابت الاكل هنا عشان عارفه انك مش هترضى تيجي عندنا ولا انت بقى معتبرنا اغراب عنك.
– كل ده واغراب!
قالها مالك ساخرا على ما اورطهم به مكملا
– طب كان ناقص ايه تاني او مراتكم فيه
تعجب والد حسام من حديثه واذا به يوبخه
– تورطنا طب بذمتك مش عيب عليك تقول كده ده احنا اهل يا مالك.
واذا بهم يتفاجئوا بصراخ يعم المكان حين استيقظت عروسه من غفوتها، ولم تجدوا بجوارها تصرخ وتنادي باسمه وقد ظنت انها قد خطفت بالفعل
شذى نظيره الى ولاده حسام برعب تنادي زوجها بصراخ
– انت مين ابعدي عني مالك فين عملته فيه ايه يا مالك يا مالك
حاولت والده حسام تهدئتها دون اي استجابه منها.
– اهدي يا بنتي وصلي على النبي بسم الله الرحمن الرحيم انت ملبوسه ولا ايه
-أنا هنا يا شذى
قالها مالك وهو يلك اليها سريعا ثم اخذها بين ذراعيه محاولا السيطره عليها
نظرت اليه بعينيها الجميله كانت الرؤيه بالنسبه لها مشوشه فهمست وهي تعود الى غفتها
-مالك
ارتطمت راسها بصدره واغمضت عينيها مره اخرى ليضمها بخوف رابتاً براحة يده على وجنتها.
– لا يا شذى عشان خاطري فوقي مش هينفع كده ما تستسلميش لخوفك بالطريقه دي.
وهنا انحنت عليه والده الصديق بتساؤل
– هي ملبوسه يا ملك اجيب لها شيخ يقرا لها قران
مالك رافضا ما تقوله تلك المراه الحنون محتضن حبيبته جيدا
– ملبوسه ايه بس يا خالتي وشيخ ايه دي تعبانه شويه
اردفت والده صديقه معنفه ايه

– بسم الله الحفيظ وايه يا ابني اللي وقعك الوقعه دي بقى بعد ما عشت عادي بالفتره دي كلها تتجوز واحده عندها ربع ضارب
ابتسامه سخريه ارتفعت على شفاه ليوضح لها
– نصيبي وقسمتي يا خالتي عارفه ام ربع ضارب دي تبقى مين
– مين يا اخويا بنت حد اعرفه
– يا سلام ده انت تعرفيها عز المعرفه دي تبقى بنت خالتي ماجده كل اللي انا فيه ده بسببها هي وامها
وهنا دق احدا ما بالخارج على باب الغرفه لتصيح والده صديقه
– مين اللي بره
هتف حامد من الخارج قائلا.
– انا جبت العلاج اهو ياما خذي دي للدكتور.
حاضر يا عين امك استناني انا جاي اهو.
فتحت السيدة فاطمة الباب، و اخذت من يد ابنها الحقيبة المعبأة بالأدوية، و اجفلته بنظرة من عينها ترجعه الي حيثما اتي، فانفذ على الفور امر والدته و عاد ليجلس بجوار ابيه.
لتكمل هي الحديث معه قائلة….
-امسك يا مالك، حامد جابلك العلاج اهو، قولتلي بقى دي تبقي بنت ماجدة، هي ماجدة رجعت و اتصالحت مع مجيدة.
اغمض مالك عينه بأرهاق، فهو لا يقوي على خوض اي حوار، او حتى يستغرق معها نصف دقيقة ليروي لها حكايته.
مالك بنفاذ صبر
-اه يا خالتي اتصالحو وانا اتجوزت بنتها زي مانتي شايفه، و اهي تعبانه اهه و انا كمان تعبان، مش عارف هاعمل ايه معاها لما تفوق.
تأسفت والدة صديقه على حاله هذا الذي لم تراه حزيناً ابداً، حتى و ان شُغل عقله شيئا يذهب إلى مكانه المعهود، ليلقي بهمومه ويريح باله هناك داخل الضريح.
-يا ضنايا يا بني، مانت لو كنت في الحسين دلوقتي، كان زمانك روحت لحبيبك و تشتكيله،
اقولك بعد ما تديها الحقنه و العلاج اللي بتديهولها ده اطلع كلك لقمه مع عمك ابو حسام، و بعدها ابقى صلى ركعتين لله، وإنشاء الله القمر دي، هاتكون فاقت و بقت زي الفل.
تنهد مخرجاً طاقته السلبية كامله، و أومئ لها مؤيدها الرأي.
❈-❈-❈

ترجل إليهم بوجه حزين، جلس على المقعد و لم يتحدث، وكأن لسانه قد عجز عن النطق.
نظر حامد الي ابيه، يشير اليه برجاء ان يخرجه من هذا الوجوم.
ليضع والد صديقه راحة يده على فخذه رابتاً عليه بعطف الاب قائلاً.
-سلمها لله يا مالك اللي فيها ربنا مابتغرقش..
مالك مؤيداً
-و نعم بالله يا عمي، كلنا تكلنا عليه، انا بس مش عارف احلها ازاي بعد اللي شوفناه النهاردة ده.
اردف حامد محاولاً فهم ما يقوله
-بعد اذنك يابا بدون قطع كلامك، هي ايه دي لا مؤاخذة اللي انت عايز تحلها يا دكتور.
مالك موضحاً لهم
-اصل شذى في كلية تجارة انجلش، و امتحاناتها كمان كام اسبوع، و المفروض
انها هتمتحن هنا.
-هنا فين لمؤاخذه
-كان هذا حامد الذي هب واقفاً منزعجاً مما صرح به مالك.
اوقفه والده لينبهه ان صوته قد ارتفع، و لربما يشعر مالك بضيق صدره، و يفسر حديثه بطريقة سيئة.
-اقعد يا حامد و اتكلم بهدوء، ماتنساش ان البنت تعبانه جوه.
-هدوء ايه يابا انت عايز تجنني انت كمان، بقى احنا لسه مخرجنها من بق الأسد دلوقتي
يجي هو يقولي كليه و امتحانات، طب مبنى النيابه و عرفنا نأمنه و نخرجكم منه لان الحكومه كانت معانا و بتساعدنا، لكن هنأمن كلية بحالها ازاي بس يابا.
وقف مالك هو الاخر منزعجاً، هذا الذي لم يعرف الرسوب في حياته يوماً، كيف يرضاه لها بل و يجبرها عليه بأرداته هو.
-يعني اسيبها تسقط يا حامد، اضيع عليها السنه بأيدي.
-مش احسن ما يضيع عمرك و لا عمرها في لحظه، بص انا نازل احسن ما اقول كلام يزعلك، و يرجع ابويا يبصلي.
و هنا تدخل والده بهدوء، ليحد من هذا الأمر المزعج.
-حامد بيتكلم صح يا مالك يا بني.
نظر مالك اليه مستفهماً

-يعني انت كمان يا عمي موافقه في رأيه ده.
-يا بني احنا خايفين عليكم، طب فكر فيها كده مراتك لما تروح تمتحن، هتبقى طول الطريق معاكم و مأمنينها كويس،
لكن بعد كده، ولما تدخل الجامعه لوحدها، هتقدر تدخل معاها وتامنها جوه يا مالك.
جلس على مقعده خائفاً يفكر، هم معهم كل الحق، ألم يرى كثرتهم داخل مبنى النيابة، اذاً كيف سيتركها تلج داخل هذا المكان وحدها.
جلس حامد هو الاخر يربت على قدمه…
-قلبتها في دماغك، عرفت اني خايف عليكم، قوم يا راجل اما ناكل قوم،
وأما ترجعو بالسلامة ابقى حول ليها ورقها و تتعلم عندك هناك في القاهرة، و تبقى تحت عينك أأمن من الخوف و البهدله اللي انتو فيها دي،
و هي يعني لما هاتعيد السنه مش هاتلاقي وظيفه يا مالك.
-عندك حق يا حامد، انا هاروح بكره أحول ليها ورقها و ربنا يستر بقى، و الله خلصت الورق و لحقت تمتحن هناك كان بها، ملحقتش يبقى تعيد السنه او بلاها تعليم اصلاً بس هي تبقى كويسة انشاءالله.
ابتسم والد صديقه علي حبه لها، و الواضح جداً عليه مردفاً…
-عين العقل يا بني يلا قوم كل لقمه عشان لما تفوق تكون جنبها.
هتف حامد أيضاً وهو يكشف الطعام الموضوع على المائدة بطريقة مضحكة
-قرب يلا يا مالك بسرعه امي عملالك وليمه، إنما قولي صحيح، ايه كمية العلاج اللي طلبتها ليها دي هي حامل و لا ايه.
رفع راسه عن الطعام ناظراً له باندهاش، يعلم جيداً انه جرئ في الحديث، لكن هل يعقل ان يتحدث معه في ذلك الان،
لكن و لما لا ألم تكن زوجته و من الطبيعي جداً ان يرد بخاطرهم هذا السؤال، اه يا شذى لكم اتمنى تلك اللحظة بالفعل.
-ايه يا بني روحت فين، ماترد على سؤالي يا عم.
مالك منتبه له
-هاه لاء يا حامد هي مش حامل اصلاً احنا لسه متجوزين جديد.
حامد ضاحكاً
-طب يا عم الف مبروك، ونصيحتي ليك بقى ماتفكرش في العيال دلوقتي احسن هيخلوك تكره الجواز بسرعه ههههههه.
❈-❈-❈
جلس بجوارها على الفراش، بعد أن رحل الجميع عنهم و تركوهم، كان قد بدل ملابسه و بدل لها هي أيضاً ملابسها.

وكاعادتهم سوياً رفع رأسها على قدمه، وبدء في تلاوة بعض الايات من سورة ياسين.
شعر بافاقتها وبأصابع يدها المتشابكه في يده
بدموعها التي تسترسل علي وجنتها بهدوء.
ليصدق على تلاوته ويحاول ان يرفعها الي صدره، لكنها ابت وخبئت رأسها في فخذه، مع ارتفاع صوت شهقاتها.
قرر التمدد بجانبها، حتى يتملك منها ويضمها الي صدره، احتواها بين ذراعيه محاولاً تثبيت رجفة جسدها التي تملكت منها.
-اهدي يا شذى، اهدي يا حبيبتي عشان خاطري خلاص احنا بعدنا عن الخطر، و انتي في حضني اهو.
شذي برعب
-اانا خايفة، هيموتوني، اشرف لما يعرف اني شهدت عليه هايدبحني.
مالك بحزن من اجلها
-اشرف مين ده اللي انتي خايفه منه كده، اولاً دا واحد مقبوض عليه يبقى مش هيقدر يعملك حاجه.
ثانياً انتي خايفة منه و مش خايفة من ربنا كنت عايزه تكتمي شهادتك يا شذى، طب ما هو انتي بشهادتك برضو مأذيتهوش اهو يبقى تكتميها ليه.
دفعته في صدره بكل قوتها الهزيلة، حاولت النهوض من علي الفراش، لكنها ترنحت في جلستها لتسقط علي الوسادة مرة أخرى.
-ابعد عني سيبني بقى انت ضعيف مش قادر تحمي نفسك حتى، يبقى هاتحميني انا ازاي.
هب واقفاً من علي الفراش، منصدماً بما تقوله له ابعد كل ما حدث، تنعته بالضعف.
نهرها معنفاً
-بعد كل ده بتشتميني وتقولي عليا ضعيف، لكن هاستني ايه من واحده زيك، عايشة طول عمرها وسط البلطجية و الص… هتقولي عليا انا ايه غير كده.
شذي بصراخ
-ايوه انت ضعيف لولا الشرطه و أهل صاحبك ماكنتش قدرت تحميني، انت كنت مخبي راسك و خايف زيك زيي بالظبط.
مالك بصوت مرتفع يحاول ان يدافع عن نفسه
-انا كنت خايف عليكي انتي، حنيت جسمي عليكي عشان خوفت لحاجه تأذيكي،
انتي ماكنتيش حاسه بالازاز اللي بيتكسر فوق دماغك يعني.
-كنت حاسه بضعفك و خوفك بس.
-اخرسسي.

كادت راحة يده ان ترطم بوجهها، ليضمها في قبضة قوية و يتركها و يذهب من الغرفة بأكملها مغلقاً الباب خلفه بقوة.
حاولت الاعتدال ببكاء حار تشهق و تنتحب، لا تعلم اذا كان ما قالته هو الصواب ام انها قد اخطئت في حقه مثل كل مره.
بينما جلس هو بالخارج يفكر في حديثها، اهذه التي كانت تقول له و تمدحه في الصباح بطلها و فارسها الذي تتمناه، ما الذي حدث حتى تغير نظرتها فيه بهذه السرعة.
على كلٍ سيعود بها إلى والدتها، وأن كانت تريد أن تتركه، فالتتركه و يعطيها حريتها، و أن كان قد أخطئ في من يعطيها قلبه كالسابق، فا الله قادر على أن ينسيه حبها هي الاخري.
❈-❈-❈
اشرقت عليه شمس اليوم الثاني و مازل جالساً على مقعده، فاعتزم أمره على أن يذهب إلى الجامعه، وينهي لها أوراقها، ثم يأتي و يأخذها ويغادرو تلك البلده التي هي بالنسبة له مصدر حزنه، ما ان ططئ قدماه أرضها.
ولج داخل الغرفة، ليجدها مستيقظة، و مع ذلك لم تنظر اليه، ليتفوه أمراً لها.
-حضري نفسك يا هانم ولمى حاجاتنا لحد مارجع، عشان هنسافر على طول.
انفزعت من كلامه و كأن ثعبان قد قرصها.
-نسافر فين و امتحاناتي! انت نسيت اني عندي امتحانات، و لا مش هاتوديني الكليه كمان عشان مش هاتقدر تحميني و خايف على نفسك؟
عجيب امر هذه الفتاه، اتصر ان تثير غضبه، تريده ان يدك عنقها، كيف سيتصرف مع هذه اللعينه دون أن يقتلها و يريح نفسه و عقله من تلك الثرثارة.
بكل برود اجابها و هو يشلح جرزانه….
-اه يا شذي انا مش هاوديكي الكلية عشان خايف على نفسي، انا مش هاقدر احميكي يا ستي، اصل بالعقل كده يعني واحد دكتور زي طول عمره متربي على الأخلاق و الدين، يحشر نفسه ليه وسط عالم رعاع زي دول
تفتكري هاكسب ايه لما اتصاب و ماقدرش أمارس مهنتي، انا واحد مابيعرفش يمسك في ايده غير أدوات الجراحه عشان اعالج الناس
مش هتيجي واحده زيك على اخر الزمن تخليني امسك سلاح، و اضرب و اكسر عشانها، ليه دا كله ما تولعي يا شذى، هو انا حتى عارف ابقى زوج شرعي ليكي، عشان تجبريني اني احميكي.
اسف يا مدام، انا دلوقتي هاروح الكليه وهاسحب ورقك من هناك و لما نرجع القاهرة هبقي اقدم ليكي هناك.
قال جملته الاخيرة و تركها تشتعل من الغضب
لتجري خلفه قبل أن يذهب، و تصيح بصوت جاهور.
-اعمل حسابك انك هاترجع مش هاتلاقيني هنا انا هامشي و هاسيب ليك البيت ده.

وقف معطيها ظهره الي ان انهت حديثها ثم هتف…
-طب و على ايه، استنى لما ارجعك لأمك، و اطلقك ساعتها هتبقى حره، وساعتها تقدري تعملي كل اللي انتي عايزاه، انشالله حتى ترجعي تبرئي ابن عمتك ده، و ابقي خليه بقى هو يحميكي.
لقد اخطئت في حديثها معه و الان ستجني ما زرعته.

يتبع…


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close