اخر الروايات

رواية غيبيات تمر بالعشق الفصل السابع والعشرون 27 بقلم مروة البطراوي

رواية غيبيات تمر بالعشق الفصل السابع والعشرون 27 بقلم مروة البطراوي


لا تسألوا ولا تتعجبوا فهذا هو سلطان القلوب يا سادة لا تسألو أين استوطن العشق فمن الممكن أن يستوطن في قلوب المجرمين فهو عشق يسيطر على كافة البشر حتى لو كانوا مذنبين ما حدث له كان خيال غير متوقع تحول هذا إلى عشق سكن قلبه رغماً عنه حتى بعد إهانته التي يستحقها العشق حتم عليه عدم الاستسلام.
وقف يطالعها من زجاج معرض الأزياء الخاص بها وما أن رأته حتى قامت بفتح الباب إليه ليتقدم إليها قائلًا: أنا فاهم كويس إنك مش قادرة تعصيله أمر رغم انه ملوش حكم عليكي.


تنهدت غفران بتعب ليشير باصبعه نحو صدرها قائلًا: وأنتِ لو حكمتى قلبك وعقلك هتلاقي ان ارتباطنا صح احنا نقدر نداوي جروح بعض.
هزت غفران رأسها رافضة ما يقوله قائلة: مش أوامر يا قصي أنا حاسة انه الصح هو قالها كلمة حكمة.

قطب قصي جبينه لتلوي غفران شفتيها بامتعاض قائلة: اللي بيرجعوا لبعض ده بيبقى حب أو علشان عيال واحنا مفيش بينا غير الكره.


أخذ يدها بين يديه ووضعها على صدره قائلًا: في هنا حب ليكي طبعًا هتستغربي حب ايه ده اللي دخل جوه قلبي من ناحيتك بس أنا نفسي مستغرب.
نظرت إليه باستنكار بسبب بعده عنها بعد ما تم بينهم ليفهم نظراتها ويستطرد بصدق قائلًا: غفران أنا بعدت علشان أستوعب اللي بيحصل.
حاولت تمالك نفسها فهي لا تريد الضعف تستبعده من قاموس حياتها فهتفت بصوت مبحوح قائلة: بلاش توهم نفسك يا قصي أنا مجرد واحدة لقيت نفسك قوي عليها أنت كده خلاص ممكن تروح تتجوز وتعيش حياتك.
توقفت تسيطر على انهيارها وتتابع قائلة: وسيبني في إنهيار.
هبط برأسه يقبل يدها قائلًا: سلامتك من الانهيار يا غفران اسمعيني كويس لو خايفة من تعليقات اللي حوالينا تعالي نسافر.
اندهشت من اقتراحه ليشجعها أكثر قائلًا: أنا كده كده كنت مسافر علشان أبعد وشوفي النصيب رجعت له.
تذكرت ما حدث من جديد ليتابع هو قائلًا: كده هننسى كل حاجة واللي حوالينا هينسوا ولو حبيتي نرجع مفيش مانع.
وأضاف ليريحها قائلًا: بس يبقى ارتاحنا من كل الضغوط اللي حوالينا ونسينا الهم.
ابتسمت غفران بسخرية قائلة: ودي تبقى عيشة في نظرك يا قصي؟ ده احنا بنهرب وبندفن نفسنا بالحياة.
زفر قصي بحنق لتستطرد هي بتمني قائلة: عارفة قمة السعادة إننا نعيش مع الناس اللي عارفين حكايتنا وهما متقبلين لينا مش يشمئزوا مننا سواء كنا هنا أو بعيد عنهم.
أنتفض قصي بضيق قائلًا: لا يا غفران لا. مش عايز أعيش معاهم بعد الإهانة اللي شفتها من زيدان.


وتابع بحسرة قائلًا: عملت ايه لكل ده؟ ذنبي ايه؟ ما أنا كنت كويس وعايز أعيش.
الصقر الذي يهزم الجميع أصبح طائر حنون يشفق على الجميع عدا قصي لم أكن أدرك يوماً أن يكون بتلك الطيبة فهي ممسوحة من قاموسه ثلاث نساء غدروا به أولهم تلك السيده التي تلقب بوالدته والثانية هي خطيبته السابقة شذى لتتبعها سمر غلبة النساء عليه قسمت ظهره جعلته يتخيلها مثلهم. واستخدم كل ما أوتي من قوة حتى عندما فتحت له ريحانة ذراعيها واستسلمت له عاملها بجبروت يعاملهم به أصبح كالطاغية يمشي فوق الأرض ينظر إليهن على أنهن جواري يركضن خلف المال كل منهن تختفي خلف قناع مثل البريئة حتى عندما وجد بها البراءة ظنها قناعًا مثلهم يريد امتلاكها مثل امتلاكهم وتاريخ عائلتها المشرف ساعده على هذا ولكن في يوم وليلة أصبحت حاكمة وملكة قلبه كان لا بد له أن يفهم هذا منذ لحظه الظهور الأول لها في عائلته ولكنه رفض وبشدة.
عاد من جلسته مع قصي وهي تريد معرفة ما تم بينهما ولكنه تجاهل السؤال الذي يحمله لسانها وتحدث باهتمام بالغ قائلًا: آن الآوان بقا تصالحي نورا الواد أمير جاب جاز.
لوت شفتيها ليتحدث بخبث قائلًا: لعلمك ياسمين هي اللي كلمتني بنفسها وقالتلي اتصرف أنت زي كبيرنا.

هنا قام بالقطع عليها حتى لا تسأل عن وضع قصي وغفران وأرغمت على التفكير في أمير ونورا كادت أن ترد عليه ولكن قاطعها قائلًا: ايه رأيك أبعت أجيبهم النهارده يتعشوا معانا وفرصة نصفي النفوس ونحدد ميعاد لكتب كتابهم.


هزت رأسها بالموافقه ليغمز إليها قائلًا: ويا ريت لو فرح بسرعة نفسي أبقي عم.
كانت شاردة وهو يتحدث وأفاقت من شرودها على أخذه القرار واتصاله بأمير ليجلب نورا إلى العشاء معهم في القصر وبالفعل ما هي إلا ساعات وأتوا وبعد الترحيب والجلوس على طاولة العشاء ابتسمت لها نورا قائلة: على فكرة أنا طول عمري مش بحب الجو الأسري ده وريحانة عارفة كويس كنت بكتفي بيها.
وتابعت بامتنان قائلة: بس سبحان الله الفترة اللي قعدتها مع ماما غيرتني.
سعدت ريحانة بتغيير نورا ولكن اندهشت لحديث زيدان لأمير حيث سخر منه قائلًا: أنت طبعاً مش فاهم يعني ايه الجو الأسري يا مفكك صح؟ يلا معلش أهو الزواج تأديب واصلاح وهتعرف يعني ايه أسرة.
ثم هز رأسه بتعجب قائلًا: مع إن أخوك حاول يدمجك معاه وأنت اتأمرت.
زفر أمير بحنق قائلًا: لا والله على أساس اني مفكك لوحدي ولا نسيت كنت كل اما أقولك نشوف حالنا تقولي شوفوا أنت.
ثم أضاف باندهاش قائلًا: مع انك كنت خاطب وخلاص هتتجوز.
هنا تضايقت ريحانة من ذكر تلك الخطبة وهتفت بغيرة قائلة: فعلا كان خاطب وهيتجوز بس متنساش يا أمير انه فضل خاطب شذى تلات سنين.
واستطردت وهي ترفع أكتافها بغرور قائلة: مع انه ما شاء الله مقتدر ويقدر يتجوزها في تلات شهور. بس محصلش لأنه من جواه مكنش عنده استعداد أنه يكمل معاها.
هنا أعجب بها زيدان وحديثها وبتلك الثقة التي تفوهت بها لتنظر نورا إلى أمير باستعلاء وتوضيح أن ريحانة لم تعد مثلما كانت ليتنحنح أمير بحرج قائلًا: فعلًا يا مدام ريحانة معاكي حق. الظاهر ان زيدان كان شايف فيها حاجة مش مؤهلة تكون زوجته.


ابتسمت ريحانة بسعادة خاصة عندما أضاف أمير قائلًا: لذلك هو مزعلش عليها هو اللي ضايقه الموقف.
واستكمل حديثه وهو يتحدث بسعادة قائلًا: ولما حب ينتقم فكر تفكير صائب ويمكن أنا اختلفت معاه بس بجد أنا مديون ليكي باعتذار وليه هو كمان.
ثم تابع بأسف قائلًا: أنا أسف وشكرًا ليكم انكم السبب في اللي وصلت ليه دلوقتي.
ابتسم زيدان وغمز لها قائلًا: باين عليها قعدة مصالحة طب بما اننا اتصافينا. ايه رأيك يا ريحانة نجوزهم ونخلص منهم.
واستطرد وهو يصفق قائلًا: وبما إن ياسمين موافقة فعلى خيرة الله .
هزت ريحانة رأسها بالموافقة وربتت على يد نورا بسعادة أما عن أمير انفرجت أساريره من السعادة وظل يهلل ويصفق حتى استوقفه زيدان قائلًا: بس بشروط النادي الليلي هيتقفل والشغل بتاعك هيبقى في الشركة ونورا وريحانة شركا في المصنع.

ثم استطرد بوعيد قائلًا: بس والله يا أمير لو شفت منك حركة نقص مع نورا مش يهمني انك صاحبي.


ابتسمت ريحانة وهي تنظر إلى نورا المسرورة بما يقوله زيدان وهتفت قائلة: عرفتي ليه قسيت عليكي يا نورا وخليتك عند ماما ياسمين علشان يبقي ليكي ضهر يوم ما يحصل حاجة ترجعي ليها.
ثم تابعت وهي تقبل زيدان في الهواء قائلة: وأهو الضهر بقي ضهرين.
من شدة سعادة نورا كانت تزج بكل الأطعمة في فم ريحانة حتى اختنقت ريحانة وهرولت إلى المرحاض استفرغت ما بمعدتها حتى أنها أثارت قلق زيدان عليها ولكن من ركضت خلفها إلى اللي المرحاض كانت نورا وأغلقت الباب خلفها لوجود أمير. ربتت نورا على ظهر ريحانة وهي تستفرغ قائلة: مالك يا ريحانة أنا محطتش حاجة غير شوية سناكس وأنتِ بتحبيه أوي جمب الأكل.
ثم قطبت جبينها تتحسس جبين ريحانة قائلة: معقول شويه السناكس يعملوا فيكي كده وايه العرق ده؟
رفعت ريحانة رأسها من المرحاض قائلة بسعادة ولكن بصوت رقيق: أنا حامل يا نورا وده اللي خلاني أعرفكم مكاني بس زيدان لسه ميعرفش.
اتسعت عيني نورا من المفاجئة لتكمل ريحانة بقلق قائلة: خايفة أوي يا نورا لما يعرف يفكر اني رجعت علشان كده.
ضحكت نورا وهي تضع يدها على فمها قائلة: أنتِ عبيطة يا بت وايه يعني لما يعرف انك راجعة علشان ولي العهد بس أنتِ طلعتي نمرة جبتيه لحد عندك بذكاء.
ثم استوقفتها قائلة: بس استني هنا.
لتتابع بذهول قائلة: مش أنت كنتي عملتي تنضيف بعد ما هربتي من القصر يا نهار أسود ومهبب دلوقتي هيشك تاني يا خرابي يا عرابي.
ثم لمعت فكرة بمخيلتها وكادت أن تطرحها ولكنها علمت أنها غير صائبة بتزفر قائلة: ولو أتأخرتي انك تقولي له برضه هيعرف ميعاده من الولادة.
واستطردت بحنق قائلة: ده ايه الورطات دي وطبعًا الست ماما ياسمين عارفة. المشكلة انه مصدق إنك عاملة تنضيف.
وتابعت وهي تضع اصبعها في فمها تفكر قائلة: دلوقتي ازاي ندرجها له انك حامل من يومها.
عبست ريحانة ما بين حاجبيها قائلة: ده اللي أنت خايفة منه يا بنتي أنا لو روحت قلتله دلوقتي اني معملتش تنضيف هيصدقني لأن زيدان اتغير.
ثم تنهدت بحزن قائلة: المشكلة إني خايفة يظن اني رجعت له علشان ده.
ردت عليها نورا قائلة: معتقدش طب ماما مش هي اللي كانت بتخطط شوفي معاها حل للموضوع ده.
وتابعت بتأكيد قائلة: وبعدين هي أكبر دليل على حملك وهو هيصدقها.
خرجتا من المرحاض حتى لا تصيبه بالقلق أكثر من طول جلستها وأعلمته أنه برداً طبيعياً من هواء المكيف ليقوم بالعض على شفتيه يتذكر ما يبدر منها في لياليهما العذبه.
في صباح اليوم التالي هاتفت وجدي والدها لتذهب إليه في مكان خارج المنزل استئذنت زيدان فعرض عليها أن يكونوا بالمصنع وتعهد إليها أنه لن يقاطعهم سيتركهم على راحتهم. ذهب إليها وجدي هي طلبت رؤيته خصيصًا بعد علمها أنه كان دائما يعلم أخبارها من ياسمين ومن المؤكد أنه علم بحملها هو الأخر جلس يربت على ركبتيها بحنان قائلًا: مبروك يا ست البنات الأولى علشان رجعتك لزيدان والتانية علشان حفيدي.

رفت ريحانة حاجبيها باندهاش مصطنع ليضحك وجدي قائلًا: وبلاش تستغربي أنتِ عرفتي اني كنت على اتصال بياسمين .
ابتسمت ريحانة لحضوره قائلة: الله يبارك فيك يا بابا. كنت حاسه انك أكثر واحد فيهم هتقلق عليا بس متوقعتش انك تعرف أخباري من ياسمين.
ثم احتضنته قائلة: انبسطت والله فرحت كتير.
ضحك وجدي قائلًا: ربنا يسعدك يا بنتي. المهم هتقولي لزيدان امتى؟
هتفت ريحانة بحيرة قائلة: دبرني يا وزير أنا خايفة يفكر اني راجعة علشان كده.
نظر إليها وجدي بخبث قائلًا: أنا هقولك ازاي.
أنصتت ريحانة إلى وجدي جيداً واستمعت لما قاله و عزمت أمرها على تنفيذ ما قاله.
لحظات الحريه والعتق من نيران المافيا لم تأت بهذه السهولة وذلك لصعوبة الطرف الأخر الذي يسمي المافيا في الماضي وفي بداية عمله معهم كان متجمدا لا يعلم ماذا يفعل كانوا كالشرنقة يريدون حبسه في قبضة يدهم وما أن ظهرت هي في محيطه حتى أعادت الحيوية لحياته كجزء مهم فيها أيضا وجوده في حياتها أثار إليها الحيوية من جديد هي أخذته في طريق مجمل بالورود لم يتوقع يومًا أن يسير فيه أنقذته من براثنهم. نعم كان يحتج عليهم ولكن هي التي دفعته للتحالف مع الطرف الحامي وعلى ما يبدو أنه الحب الذي جعله يمشي في طريقها المفروش بالشك أولا ربما ما دفعه للسير خلفها هو ذلك الشك ولكنه كان يلمح بها نجاه وصدق وما كان يزيده سوء تفكيرها به أنها كانت تستعمل قوتها تارة وتارة أخرى تخفيها أمام طغيانه وحسب ما كانت تظن به أنه من كان معهم ولكنه كان منجى منهم ومن ظلمهم هي لا تعلم كيف تم هو أيضًا لا يعلم كيف كان سيصل إلى هذا العشق.
علم أمير ببعض الأشياء عن بقايا رجال المافيا بعض الرجال الذين نجوا من الشرطه والذين لم تثبت عليهم الأدلة. قاموا بتهديد أمير بخطف نورا إذا لم يعد للعمل معهم من جديد. سرعان ما أخبر زيدان . نعم صدق اعتقادهم هم كانوا يريدون أن يهددوا زيدان ولكنهم قاموا بتهديد الأصغر ليصلوا إلى الأكبر وما أن علم زيدان حتى ثار غضبه قائلًا: الكلاب دول أنا ازاي غفيت عنهم أكيد كانوا بره في أخر مرة وأنا بسلم الكلاب الكبيرة بايدي.
ثم قطب جبينه قائلًا: بس يهددوك أنت ليه وهما عارفين انك عبد المأمور.
قطب أمير جبينه هو الأخر متسائلًا ليسخر زيدان من نفسه ويدرك قائلًا: فهمت يا أمير أنت كنت من خلالى وتقريبًا كنت من الباطن ودول بيهددوك كرسالة مبعوته ليا أنا شخصيًا والمقصود هنا ريحانة.
هتف أمير بحدة قائلًا: لا يا زيدان مش معقول وبعدين سواء ريحانة ولا نورا الاتنين في خطر.
ثم تابع بزفرة قوية قائلًا: بس لحد امتى هتفضل في القلق ده خلصنا من أمك وقصي يطلعوا هما.
زفر زيدان بتخنق قائلًا: متقلقش اللي خلاني أخلص من الكبار نخلص من دول بس متلجأش بقا للحكومة.
ثم تابع باستهزاء قائلًا: لا دول ديتهم ضرب تحت الحزام دول شوية صراصير.

واستطرد بحدة قائلًا: أنت تكمل معاهم في الطريق ده فاهم وكل حرف يتسجل عليهم. شويه ويقولوا انهم عايزني أنا وبتهديد للبنتين.
حدجه أمير بعينيه ليبتسم زيدان بشر قائلًا: ساعتها بقى يبقى حفروا قبرهم.
وبالفعل جاء أمير اتصال منهم ففتح المسجل مع فتح المكالمة واستمع إلى التهديد من جديد وتم تسجيله ليشير إليه زيدان ليجاريهم في مطلبهم فيتحدث أمير بهدوء قائلًا: أيوة طبعا معنديش أغلى منها أنا وافقت زيدان على طلبه علشان أتجوزها مش معقول بعد ده كله أسيبها علشان كده.
وتابع باصطناع قائلًا: كمان الشغل ده عشقي.
أنتهت المكالمة باتفاق له مع المافيا التي علم منهم أنها تابعة المافيا الدولية وليست المحلية ليتنحنح بصعوبة قائلًا: وأنت هتعمل ايه دلوقتي يا زيدان مهما تسلم في دول هيجوا اللي برا وهيبعتوا الأقوى منهم ومش هنخلص.
واستطرد بقلق قائلًا: أنا خايف علينا كلنا.
انفجر زيدان بغضب قائلًا: وأنا مش موقف حياتي علشان ناس زي دي. زيدان الجمال مش بيتهز المافيا الدولية ليها قانون دولي.
ثم تابع بوضوح قائلًا: احنا ما علينا إلا إن كل المكالمات تسجل.
تنهد أمير بقلق قائلًا: نفسي في مرة ترد عليا رد مقنع. أهو أنا حاسس دلوقتي أنك عارفة بالحوار ده وبتهرسني فيه وبطلعني عبيط كالعادة.
وتابع هو يضيق عينيه قائلًا: علشان برضه يصدقوني.
ابتسم زيدان له ليضيق أمير عينيه أكثر قائلًا: صح مش كده والله ما عارف دماغك دي هتوديني لفين يا خوفي كلنا نغرق بسبب أسرارك اللي ملهاش أخر وخططك.
ثم سخر قائلًا: الله يكون في عونها.
هتف زيدان بفخر قائلًا: أنا لولا دماغي دي مكنش حد فيكم وصل للي هو فيه دلوقتي بس هقول ايه أنا خسارة فيكم كلكم.
ثم فرقع أصابعه قائلًا: ما عدا ريحانة طبعًا الوحيدة اللي خسارة فيا.
يشعر دائما أنه قليل عليها لما هو لم يكترث لأمر التهديد الذي بعث لأمير هل أنه يشعر بأمان لما كل هذه الثقة الزائدة يشعر أنه سباح ماهر ولكن السباح الماهر دائماً يكون ضئيل أمام البحر الثائر الهائج لأن البحر ليس له كبير يرضخ بقوانين فهو مسخر من الله لا بد له أن يقلق ولو القليل. يقلق على درته المكنونة التي ما إن امتلكها فغيرت كل قوانينه لابد أن يتذكر أن لولا وجودها في قلبه لاعتلت قوانين طاغية فيها ماذا لو كان التهديد صحيح ويشملها ماذا لو افتقدها من جديد ولكن الافتقاد هنا سيكون أبدي لا يجديه الندم افتقاد يهز كيانه وعرشه يؤدي إلى انحطاطه من جديد.
سيخبروك أشياء كثيرة أهمها أنك لا تصلح أن تكون زوجاً أو شقيقًا أو ابنًا صالحًا أو أبًا ويجعلونك تصدق ما أخبروك به وتستشعره في نفسك لدرجة أنك سوف تحتاج إلى طبيب نفسي لإعادة تأهيلك من جديد على النحو المراد والمرضي لهم لما لا يخبروك أن الحب سيغير بك كل شئ أيعقل لتجربتك السابقة مع الحب والتي لم تغير بك شيئًا نعم لقد أحببت مرة واحدة ولكن الآن أصبحت متأكداً أنه هذا ليس حباً لو حباً كنت تغاضيت عن كل شئ في سبيله أما الشئ الجديد الذي مر عليك والذي اعتبروه نزوة عابرة أو خطأ غير مقصود لا يأمنون به أنه هو الحب بل يعتقدون أنه لتصحيح الخطأ فقط وأنه بمجرد تصحيحه ستغادر تلك الرغبة المكنونة صدرك وبأنتظار رغبة أخرى في أي امرأة أخرى وسيقنعوك بذلك خرجت من صدره أه طويلة كأنها مكتومة لسنوات عديدة نتيجة لقراءة أفكارهم وظنهم القديم به. أنك تعيش الوهم في صورته الجديدة وأن حلك الوحيد أن تبتعد عن محيطهم جميعًا حتى لا تصيبهم من جديد ولكن عليك بتحسين ظنونهم عنك بأي وسيلة.

بالفعل قام قصي بتصليح بعض
الأخطاء وكان أولهم أن عليه أن يكون شقيقًا جيدًا لسمر. علم منها أن سامر يريدها وبشدة فقام بتقديم التنازل الأكبر وهاتفه ليأتي لخطبتها وها هي الأن تتزين لرؤية حبيبها دلف إليها في غرفتها ونظر إلى انعكاس صورتها في المرآة وإلى عينيها التي تلمع من الفرحة وإلى رقتها وأنوثتها ليهتف وهو يغمز لها قائلًا: ايه الجمال ده كله يا سمورة. وأخيرًا شفتك عروسة بعد كل المرار اللي شفتيه في حياتك بتمنى لك السعادة من كل قلبي.
ثم نصحها قائلًا: واوعي تفكري غلط تاني.
التفتت إليه واحتضنته قائلًا: حاضر يا قصي عقبالك أنت كمان لما ربنا يريح قلبك أنا معاك أنت لازم ترتبط بغفران.
ابتسم إليها ليجد هالة تدلف إليهما وهي تناديه ليخرج سمر من أحضانه ويميل على يد والدته يقبلها قائلًا: نعم يا ست الكل ايه مالك يا حبيبتي ايدك متلجة كده ليه هو أنتِ العروسة ولا ايه متقلقيش بابا هيجي وكل حاجة هتبقى تمام.
ثم طمأنها قائلًا: أنا متفق مع سامر على كل حاجة.
تنهدت هالة براحة قائلة: ربنا يرضى عليك يا ابني يارب ويعوض عليك باللي نفسك فيه.
في أثناء ذلك جاء سامر ووجدي لخطبتها فتحت الخادمة ودلفا إلى الصالون ليأتي إليهم قصي حتى أنهم قاموا للترحيب به والسلام عليه ليوقفهم بيده بكل احترام قائلًا: خليكم قاعدين أنتم مقامكم كبير أولًا شرفتونا كل الشكر ليكم انكم تغاضيتم عن الماضي اللي كان بينا وقدرتم اللي كنت فيه.
ثم تابع بفخر قائلًا: واحنا مش هنلاقي أحسن منكم نسب لينا.
تنحنح وجدي قائلًا: مش كل أخطاء الماضي بتغتفر يا قصي في أخطاء بتفضل معلمة فينا لأن جرحها كبير أنا جيت علشان خاطر سامر.
ثم استطرد وهو ينظر إلى سامر بحب قائلًا: لأني مش حابب يعيش زي ما أنا عايش مع واحدة حولت حياتي وحياة أولادي لجحيم.
تضايق سامر من ذكر تلك السقطات ليحاول تغيير الموضوع قائلًا: يلا يا جماعة اللي فات مات احنا اولاد النهارده وبتمنى من بعد النهارده كل حاجة تمشي تمام.
ثم تابع بحب وبكل صدق قائلًا: أنا مقدرش أستغني عن سمر لأني بحبها بجد.
هنا دلفت سمر بكئوس العصير وهي تتنفس العشق من كلماته الأخيرة ليقف إليه ويبتسم بسعادة ويخرج من جيبه خاتم الخطبة ليهديها اياه.
الكل كان حزين وتبدلت أحزانهم إلى فرح حتى هي استوطن الحزن قلبها طيلة الثلاث سنوات ثم غادر بعدما أنتهك منها كل شئ والكل استغرب صمودها أمام هذا الحزن ليظهر هو ويخبرها أنها لن تجد للحزن مكانًا في قلبها مرة أخرى لذلك هي تريد أن تسقيه الفرح ولو مرة واحدة وتعوضه عن الاستبداد الذي تملكه والذي قد يؤدي به إلى التهلكة والموت يوماً هي لا تعلم أن حضورها في حياته كان بمثابة الإنعاش له تلاقي روحه بروحها غير موازيين عقله بالكامل تفاصيلها تثيره حتى غيبياتها التي أخفتها عنه كانت بمثابة شعوره بإختلافها عن أي امرأة أخرى. الحقيقة أنا أعتقد أنك رجل مختلف وليست هي المختلفة أي رجل أنت لتعشق غيبيات امرأه أتعتبرها تجربة مختلفة عن أي تجربة قمت بخوضها يبدو ذلك أنت جربت النساء السلسة التي تميل عليك بكل سهولة وتفتح ذراعيها لك ومؤكد تنتظر المقابل.

أما عنها فهي كانت لا يهمها الثمن فقد عاشت فترة في حياتها تغدق بمشاعرها وتتعامل بأخلاق الزوجة الكريمة وليست الفاضحة التي تفضح زوجها لأمر عجزه ولذلك أرشدك الله لها لتعوضها وتكافئها عما حدث لها من صبر وتحمل وجلد منهم ولذاتها لذلك هي أيقنت انك أنت النصيب الجيد لها.
علمت من سامر أنه قام بخطبه سمر. فرحت له بشدة ودعت له ولكن تبقى أمر حضور عرس أخيها وهل سيوافق زيدان على ذلك أم سيمنعها لضرورة وجود قصي دلف إلى القصر فوجده مظلم إلا من ضوء خفيف يظهر منه حوريته مرتدية فستانًا باللون البنفسجي يظهر مفاتنها الخلابة ليبتسم إليها ويتوجه لاحتضانها بكل شوق وشغف خرجت من أحضانه قائلة: حبيت النهارده نسهر مع بعض شويه كأننا بره.
ابتسم بخبث قائلًا: متحاوليش يا رورو نسهر تحت نسهر بره نسهر جوه مليش فيه أنتِ عارفة أخرتها ايه.
تعالت ضحكتها قائلة: هو أنا اتكلمت يا زيزو. أنا بس حابه نقعد مع بعض شويه قبل الهجمة المرتده بتاعتك. ايه مينفعش؟
نظر إليها بدقة قائلًا وهو يمط شفتيه: بالشكل ده صعب جدًا يا رورو.
تذمرت بطفولية وقالت: يوووه بقا مينفعش كده. أنا نفسي نتكلم سوا.
شرد في أفعالها الطفولية وقال: شكلك زي الطفلة أه لو يبقى عندي بنوته كده شبهك تفتكري نتعامل معاها ازاي؟
وضعت يدها على وجهه قائلة: أكيد هتبقي أب كويس سواء ليها أو لاخواتها.
وضع يده على يدها والتقطها يقبل باطن كفيها قائلًا: تيجي هي بس وبعدين يجوا اخواتها وأنت تشوفي ازاي نخليهم ملكات ماشيين على الأرض.
هنا تشجعت ريحانة للبوح بأخر الغيبيات لديها قائلة: وإذا قلتلك ان خلاص قربت تيجي الملكه أو حتى الأمير الصغنن هتعمل ايه؟
سخر منها وتعالت ضحكته قائلًا: ياااااريت مكنتش أعرف إنك مستعجلة زيي كده كله بأوان يا رورو احنا مكملناش شهر مع بعض.
اصفر وجهها وابتلعت ريقها مردفة: احنا صحيح مكملناش شهر مع بعض بس أنا حامل في شهرين وداخلة في التالت.
اتسعت عينيه وتسمر مكانه غير مستوعب ما تقوله وهي شعرت أنها على وشك السقوط من الجديد خاصة عندما تفوه قائلًا: ايه اللي بتقوليه ده وبالنسبه لعملية التنظيف ايه لعبة مثلا؟
تنهدت قائلة: مش هنكر ان كان نفسي أعملها وده من واقع الظلم إلى اتحط فوق دماغي منك وكان ممكن أعملها بالرغم من رفض مها.
ثم تابعت بصوت مبحوح قائلة: بس تراجعت في أخر لحظة.
نظر في الفراغ مطولًا والأسئلة تعصف بها عصفًا هل هو لم يصدقها أم أنه يعتقد أن هذا هو السبب في رجوعها وهي تنتظر انفجاره ولكن رد عليها بكل ثبات وهدوء قائلًا: مبروك يتربي في عزك ابقي فكريني أشوف لك دكتور تتابعي معاه.
لما كل هذا البرود هطلت الدموع من مقلتيها وتعالت شهقاتها قائلة: تحب تعمل اثبات نسب؟
أغمض عينيه قائلًا: ده اللي خوفك تقولي صح؟

هزت رأسها بحزن قائلة: أيوه وعندي ليك سؤال يوم ما شفنا بعض عند ياسمين لو كنت قلتلك كنت هتثق فيا وتصدق.
تجمد بمكانه لتسأله سؤال أخر قائلة: بلاش دي كل مرة بتقول نفسي في طفل لو كنت قلتلك كنت هتصدقني؟
هز رأسه قائلًا: لا مع الأسف لأن مكنتش أعرف ان ياسمين كويس إلا من بعد ما أمير حكى ليا كل حاجة عنها بس أنا دلوقتي مصدقك.
اعتصرت عينيها حزناً لأنه كان قلقًا من جلستها عند ياسمين أما يعلم أنه يمتلك إنسانة صادقة مهما عاشت في أي محيط ستحافظ على نفسها والذي زاد أحزانها أكثر توقعها الثاني حيث قال: اللي قهرني انك أكيد راجعة علشانه مش علشاني.
صرخت في وجهه قائلة: أكيد يا زيدان في الأول كان كده لكن خلاص كل يوم وأنا بتأكد ان حبك جوايا بيزيد.
وتابعت بقوة قائلة: كان من حقي أنتقم منك وأنت اللي قلت كده بس خلاص نفسي أعيش كزوجة وحبيبة وأم لأولادك.
لم يستطع أن يستمع أكثر منها فقام بجذبها ودفنها بين أحضانه قائلًا: وأنا كمان نفسي أعيش وأعيشك بالصورة دي سامحيني يا ريحانة على كل دقيقة مرت عليكي عذاب مني.
واعتصرها أكثر قائلًا: سامحيني أن مسحت الثقة ما بينا وفضلت أشك فيكي لأخر لحظة.
تعلقت به كما تتعلق الروح بالجسد قائلة: أنا مقدرش أشيل منك حتى لما رجعت هنا وأنانيتي وحشة مقدرتش يا زيدان أنا بحبك أوي.
واستطردت بتمني قائلة: يا ريت لو يرجع بيا الزمن وأقابلك أنت وبس يا حبيبي.
تعالت السعادة ورفرفرت في قلبه وهو يدور بها قائلًا: حبيبتي أنا يا ريحانة أنتِ قدرتي اللي قابلته علشان يغير حاجات كانت غلط.
ثم قبلها من جبينها قائلًا: أنا ممنون ليكي وأفضل طول عمري فخور بنفسي إني اتجوزت واحدة زيك.
خرجت من أحضانه وتعهدت له قائلة: وأنا كمان فخورة اني مراتك وأوعدك ان معدش في حاجة هخبيها عنك حتى لو على قطع رقبتي.
واستطردت بحب قائلة: تهون كل الأسرار ولا يهون عليا قهرة قلبك.
انهال عليها بالقبلات ثم قام بحملها ليصعد بها إلى جناحها يكفيه ما علمه في هذه الليلة وعليه الاحتفال ولكن ما إن صعد أول درجتين حتى دق جرس القصر معلناً عن مجئ أحدهما قطب جبينه قائلًا: مين هيجي دلوقتي ؟
رفعت ريحانة كتفيها بعدم معرفة وقالت: معرفش.
أنزلها بعناية ثم توجه لفتح الباب ليتفاجئ بظهور أخر شخص يتوقع أن يراه ليجحظ بعينيه قائلًا: مها ايه اللي جايبك دلوقت؟
دلفت مها وهي تنظر إليه وإلى ريحانة بقلق قائلة: الحقني يا زيدان مصيبه بجد غير متوقعة ليا وليكم.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close