اخر الروايات

رواية وسقطت الاقنعة الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سهام صادق

رواية وسقطت الاقنعة الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سهام صادق 

الـــفــصــل الــخــامــس والـعــشــرون
***************************

كانت انفاسه الدافئه تُذبذب جسدها ..الذي بدء بالفعل يرتجف
فتلك المشاعر لم تشعر بها من قبل ..فسنوات عمرها الماضيه كانت كأي فتاه تحلم بأحلام ورديه حتي يأتي من يكن من نصيبها ولكن الأن هي في عالم أخر
تذق طعمه بين يديه
فأغمضت عينيها وهي تترك لقلبها العنان بأن يسبح قليلا في ذلك الدفئ الحالك ..فشعرت بملمس شفتيه علي وجهها
ففي البدايه كان يُقبل وجنتيها ..ثم أنتقل الي شفتيها ليُطبع عليهما قبله رقيقه جعلتها تشعر بأن جسدها كله أصبح مُخدر
لتخرج أخيرا من تلك المشاعر الهائجه التي كانت ستنتهي بما يرغب به القلب
فرنين هاتفه بدء يدق ..ورغم ذلك لم يتركها
ولكنها أفاقت وأبتعدت عنه ..لتجعله يبتعد هو الاخر بعد أن ظن
بأن الجليد بينهم قد ذاب
فوقف يُحدق بها بتشتت ..ومازال صوت رنين هاتفه يتصاعد
فطالعها للحظات وهو يراها تلتف بجسدها بعيدا عنه
فهي الأن لا تُريد الابتعاد فقط ..بل تُريد أن تفر من أمامه هاربه ..كي لا يري ملامح وجهها المُرتبكه ونظرات اعينها الضعيفه
وسمعت صوته بعد أن اخيرا قرر أن يرد علي المُتصل
لتجده يُخبره: تمام ، انا جاي حالا
وبعد أنهي مُحادثته ..أقترب منها بخطي بطيئه ووضع بكلتا يديه علي كتفيها ليهمس : حنين ..
وكاد ان يُخبرها بأنه أصبح يعلم تمام بصدق مشاعره نحوها
فهو حقاً يُحبها بل يعشقها
ولكنها ألجمته بكلماتها التي خرجت من عمق وجعها :
لو سامحت أبعد عني ..
وأغمضت عيناها وهي تشعر بالضياع في حياتها
فهي زوجه ثانيه ..زوجه في النهايه مؤقته ..زوجه مشاعر زوجها نحوها مجرد رغبه ستنطفئ يوماً ليعود الي عشه الدافئ ..زوجه ستظل مركونة علي الرف دوما كما يقولون
وفي النهايه هي فتاه كانت كل أحلامها ان تتزوج شخصاً مثلما هي ملكه وحده ..يكون هو أيضا ملك لها وحدها
وتابعت وهي تُغمض عينيها أكثر وتتذكر رحمه : احنا اللي بينا مينفعش ، انا في حياتك مجرد وقت ... والأفضل انك تكون لمراتك وبس
فلم يشعر بنفسه ..سوي وهو يجذب جسدها نحوها ليجعل وجهها أمامه ..وعندما رأي دموعها هتف بتوعد :
صبري ليه حدود وبلاش تخليني أفقده معاكي .. وهتفضلي مراتي لأخر يوم في عمري
وضرب علي رأسها بيده ليُتمتم بغضب : دماغك ديه انا كفيل ان أكسرهالك ..
لتفتح عينيها فتري ملامحه الغاضبه ..
ووجدته يُتابع توعده : ولسانك ده هخرسهولك ..عشان أرتاح من غبائه
واشار سببته نحوها بقسوه : للأسف انتي اللي عايزه تشوفي الجزء السئ اللي فيا .. واختارتي تشوفي وش زين الحقيقي
وكادت ان تُتمتم ..الا انه أوقفها قائلا : انا ورحمه قررنا الأنفصال بعد فتره
لتتسع حدقتي عينيها وهي لا تُصدق ما تفوه به ..
وتسألت بصوت خافت : هتنفصلوا ، أزاي ..انتوا بتحبوا بعض
فضحك بسخريه وهو يستمع لكلماتها .. فبدء يُغلق أزرار قميصه دون ان يعطيها أي أجابه
وحمل سترته ليهتف بجمود : هاتي شنطتك ويلا عشان راجعين القاهره ..
وكانت تلك اخر كلماته التي القاها عليها ..قبل ان يُغادروا الفندق ..
...................................................................
تحركت بجسدها الذي مازال تحت تأثير المُخدر ..ونظرت أسفلها ..فشهقت بقوه وهي تري نقطة الدماء
دماء شرفها الذي أحله له .. فقبضت علي الفراش بقوه وعينيها ثاتبه علي تلك النقطه ...
فأقترب منها حاتم وقد شعر بأن خدعته قد طرأت عليها
وكيف لا تطرئ وهو قد لعب لعبته بكل القواعد المُحكمه
ونظر اليها بهدوء : قولتلك لأما نتجوز ..او تعيشي معايا في الحرام وتكوني عشيقتي
وضحك بأستهزاء : وده نهاية العند .. ابقي روحي لحبيب القلب وقوليله ان جسمي لمسه راجل غيرك
فكانت كلماته تسقط عليها وكأنها طعنات تخترق قلبها ..فظلت ثابته لا تنطق شئ ..فصوته قد انعدم ولا تشعر بشئ حولها
لتزداد ضحكات حاتم : اظن دلوقتي لو اتجوزتك ..تعيشي طول حياتك تحمدي ربنا
وتابع بقسوه : واحده ساقطه ، مين هيقبل يتجوزها
فخرج صوتها بصعوبه بعدما جعلتها كلماته كالعاجزه : عملت فيا كده ليه ، ربنا ينتقم منك .. ربنا ينتقم منك
وترنحت في ركضتها .. ليُطالعها حاتم بخبث : لانك ليا لوحدي ، وعمرك ما هتخرجي من جحيمي ياسهليه !
...................................................................
جلست ليلي علي فراشها وقد أراقتها أفكارها ...فكلما بدأت تتذكر لحظاتهم الجميله وقبلاته التي أصبحت تطوق لمذاقها
تشعر كأنها كالفراشات تطير ..ولكن تأتي كلماته اللاذعه وقسوته التي لم يرحمها من تذوق مرارتها
فتجعلها تعود لتسقط أرضاً
فنهضت من فوق فراشها لتشعر بأن الهواء الذي يدخل من شرفتها.. يُدغدغ جسدها
ويجعلها تشعر بالراحه
فقررت الهبوط لأسفل ..كي تخرج للحديقه وتتأمل خضارها الذي يبعث في الروح السكينه
...................................................................
وقف أياد أمام شرفته ..وهو يتأمل ظلام الليل الذي لا يكسر حدته سوي ضوء القمر الساطع ..وكأن هذا المشهد يُخبره بأن الحياه مهما كانت ظلمتها داخل قلوبنا الا ان يوجد نور يُضئ تلك العتمه وان لا أحد يظل حبيس الظلام
فأيام تكون السماء شديدة الظلمه لأفتقارها ضوء القمر
حتي يأتي بعد ايام ليولد صغيراً ثم يكبر الا ان يُصبح بدر مُكتمل التمام
وها هو قلبه بدء ينبض بعمق من جديد ..بدء يُخبرها بأنه يُريد ان يحيا ..فقد افتقر ضوئه
فتنهد بعمق وهو يتذكرها منذ ساعات عندما كانت بين ذراعيه في مكتبه ...
وافاق من شروده ...عندما رأها تقف في الحديقه تتنفس بعمق
ورغم انه لا يري الا ظهرها ولكن حركة جسدها كانت تجعله يتخيل ما تفعل
فشد من ربط مئزره علي بيجامته الرجوليه ..وخطي بخطوات مُتلهفه نحوها
وبعد دقيقتان كان يقف خلفها ليراها مُنسجمه في النظر الي السماء ..وكأنها تُحاكيها
حتي انها لم تشعر بصوت تنفسه ..او خطواته
فأقترب منها أكثر ..وهمس بجانب أذنها : سهرانه لحد دلوقتي ليه
فشهقت بفزع وهي تلتف نحوه وتمتمت : بسم الله الرحمن الرحيم
ليُطالعها ..ثم أنفجر ضاحكا وهو يهمس : شوفتي عفريت ولا ايه ياليلي
فوضعت بيدها علي قلبها الذي ينبض بقوه وهمست بصوت خفيض : لاء بس اتخضيت
فتأملها ببتسامه صادقه .. وبدء يتفحص ملامحها التي يبدو عليها الأرهاق والشحوب
وأقترب منها أكثر مُتسائلا : منمتيش لحد دلوقتي ليه ؟
لتنظر اليه ..ولا تعلم بما ستُجيبه ..هل ستُجيبه بأنه من يحتل كل تفكيرها ..فنطقت بهمس : بفكر شويه ؟
فحاصرها بأسألته : وبتفكري في ايه بقي
فصمتت قليلا ..لتجيبه بهروب : بفكر في مشروع التخرج ..وان خلاص مش فاضل غير شهر علي الامتحانات
ليطوق خصرها بذراعه حتي أصبحت مُلتصقه به ..فشعرت بدفئ يمتلكها ..فتمتم بحنان : متخافيش ،اعملي اللي عليكي وسيبي الباقي علي ربنا ..وانا معاكي واي حاجه محتاجاها متتردديش وأطلبيها علطول
وعندما شعر بتحركها ورغبتها في الأبتعاد ..أرخي ذراعه عنها كي لا يضغظ عليها بقربه أكثر وتابع بدعابه :
وممكن كمان اذاكرلك ..واه أرجع لمهنة التدريس الجامعي من تاني
وأبتسمت وقد شعرت ان خوفها منه بدء يقل ..وتسألت : ممكن أسألك سؤال
فضحك وهو يُطالعها حتي قال : سؤال واحد بس
فحركت رأسها وهي تهتف : اه سؤال واحد
ليضحك أكثر وتابع دُعابته : طب أسألي ياستي
فتسألت بذلك السؤال الذي يلح علي ذهنه : هو انت ليه سيبت التدريس
ليُطالعها قليلا وهو يتذكر احتياج سليم اليه بعد موت زوجته ..فقد كان بين عمله في أدار شركته وبين عمله الجامعي
ام طفله لم يكن يراه الا وهو نائم ... وعندما شعر بحاجه طفله والي وقته قرر ان يتخلي عن مهنة التدريس الجامعي ..
وعندما طال صمته قليلا ..شعرت بأنه لن يُجيبها ولكن أخلف ظنها وهتف بهدوء : عشان سليم ، شغلي في الجامعه ومتابعة الشركه كانوا وخدين كل وقتي ..وسليم كان أحق بجزء من وقتي ليه
فطالعته ببتسامه حانيه وتمتمت دون وعي : كان نفسي يكون عندي اب حنين كده
ووجدها تتابع بألم : بابا الله يرحمه كان طيب بس كان بيفضل محمود عني ..هو شايف ان الولد كل حاجه وان البنت مينفعش يبقي ليها صوت
وتذكرت أحدي كلماته القاسيه المُستمده من بعض الأمثال البغيضه وتمتمت بحسره : "أكسر للبنت ضلع يطلع لها اربع وعشرين "
فشعر بالأسي نحوها .. ليجدها تُكمل عباراتها بحنين الي والدتها : بس ماما ربنا كان معوضني بيها ..ولولاها مكنتش اتعلمت
وعندما وجدها صمتت .. وألتفت بجسدها بعيدا عنه
حاوط جسدها بذراعيه ..وأدارها نحوه ليجدها تخفض عيونها الدامعه أرضً .. فهتف بدفئ : بصيلي ياليلي ..
فرفعت وجهها اليه ..فحاوطه وهو يُتابع : من هنا ورايح أعتبريني كل حاجه في حياتك ..
فتذكرت وعده لها في الحديقه ..وقسوته بعدها فتمتمت : انت وعدتني قبل كده ....
ليبتسم قائلا : قلبك أسود مبتنسيش ..
وهمس بدفئ حقيقي : سماح بقي المرادي ..
ثم تابع بمرح : سامحي بابا بقي ياليلي
فضحكت بقوه .. وهي تستمع لمزحته
وطالعته بأعين لامعه وتأملت هيأته الأنيقه ..فيالها من محظوظه اذا كان هذا أباها وهتفت بتلقائيه : هيكون عندي بابا حلو كده
فلمعت عيناه وهو يري دفئ عينيها .. وهمس بحنان : عيونك حلوه اووي ..
فأرتبكت .. ليبتسم هو ..ثم بدء حجابها ينزلق قليلا عن خصلات شعرها ..
فكان جمالها البسيط الهادئ ..يأسره أكثر اليها
ومدّ بأطراف أنامله كي يتحسس وجهها النقي ..وتنهد : فيكي حاجه مش طبيعيه ..حاجه بتشديني ليكي ديما ..وكأن فيكي تعويذه بتسحرني
فنظرت اليه وهي لاول مره تستمع لمثل هذه الكلمات
وتذكرت كلمات والدتها دوما اليها عندما كانت تُخبرها
" عوض ربنا لما بيجي يابنتي ..بيعلمنا قد أيه الصبر حلو ..وقد ايه ربنا كريم "
..................................................................
كان طوال طريق عودتهم صامتين ..كل منهما يُفكر لما الطريق بينهم طويل ..ولكن الصراع الذي كان بداخلها
"كيف سينفصل عن زوجته الجميله "
لتجده اخيرا يخرج من صمته قائلا : هوصلك ، وروح المستشفي
فألتفت اليه بفزع .. وتسألت : ليه انت تعبان
فضحك زين بتهكم وهو يستمع لكلمات قلقها ...فهو اليوم كان سيخبرها بحبه ولكن بغبائها دوما تجعله يتراجع ليلبس قناع جموده وكبريائه ثانية ..فالمرأه الوحيده التي اراد ان يتعري بكل مافيه لها ويتخلي عن قناع قسوته ..تجعله يعود معها لنقطه الصفر بل السالب
وعندما رأت نظره تهكمه ..أبتلعت غصتها بصعوبه وشعرت بجفاف حلقها ..فهي لا تُريد قسوته ولا تُحبها
وعادت تتسأل ثانية : انت مش بترد عليا ليه
لُيتمتم بجمود : رحمه في المستشفي ..عملت حادثه
فشعرت بالذعر وخفق قلبها خوفً عليها ..فمهما حدث منها
فهي لن تكرهها ولن تتمني ان يُصيبها مكروه
وهتفت بقلق : طب هي كويسه ، طمني عليها
فأرتجف قلبه وهو لا يُصدق بأنها تخشي عليها ..أيُعقل أن تكون تُحبه ..أيعقل ان الغيره لا تكن في قلبها
فتنهد بهدوء : هي بخير متقلقيش
ثم تابع بتسأل : بس غريبه ..انك خايفه عليها
فصدمها سؤاله ..لتُطالعها بهدوء : انا عمري ما أتمنيت لحد حاجه وحشه حتي لو كان بيكرهني ..مابدالك انسانه عايشه معاها في نفس البيت
وأستقامت في جلستها وهي تُتمتم : عايزه اروح معاك أطمن عليها
وبعد ساعه ..كان يصف سيارته امام المشفي التي يملكها أحد معارفه
ليهبطوا من السياره ..وتسير بجانبه بأرهاق
حتي صعدوا الي حجرتها .. وقد علموا بأن الحادث بسيط وانها بحجره عاديه
وعندما فتح زين الباب وجد رحمه جالسه علي الفراش تُقلب قنوات التلفاز بملل ..
وأحدي ذراعيها موضوع عليها جبيره
وبوجهها كدمه ..وهتفت بأسمه : زين
وسقطت دموعها ..وهي تحمد الله ان غباء السائق الذي صدم سيارتها بصدمه بسيطه .. قد جاء بنفع
ليقترب منها زين حتي أصبح بجوار فراشها متسائلا بقلق: انتي كويسه دلوقتي
فألقت برأسها علي صدره باكيه : خوفت اوي يازين
ليربت زين علي رأسها بحنو ..وهو يُتمتم : هتبقي كويسه متقلقيش ..الدكتور طمني عليكي
وكل هذا كانت هي واقفه تتطلع اليهم بحزن عليهم وعليها
وهمست بصوت خفيض : سلامتك ... انتي كويسه
فرفعت رحمه وجهها نحوها ونظرت لها ببرود : شكرا ياحنين
وأكملت حديثها : زين خليك معايا
وقبلت يده بحنو وهي تُتمتم : اوعي تسبني
ليفهم هو مقصدها ..فشعر بالألم نحوها ..فهي لا تستحق منه ذلك .. ولكن ما الحل هو يحب من تقف خلفه ويعلم كيف تكون وقفتها الأن فبالتأكيد تُطالعهم بأعينها التي دوما يُخيم فيها الحزن ..الحزن الذي اسره يوم أن رأها في أحد شركاته
حتي أنفصاله عن رحمه ..كانت تعلم به منذ ان تزوجوا
فحياتهم كانت معروفه ..زواج من اجل ارضاء رغباتهم فقط
وفجأه سمع الباب يُغلق بهدوء ..فعرف بأنها غادرت الحجره
لتتركهم بمفردهما ..فطالع رحمه الُمتشبثه به وهمس بحنان :
نامي يارحمه ..انا معاكي متخافيش
فأتسعت أبتسامة رحمه ..وهي تشعر بالنصر لانها ستكتسب وقت أضافي في حياة زين وستجعله يعود اليها ..ويُلقي بتلك النكره التي جلبتها لحياتهم بغباء عقلها
وأبتعدت عنه براحه ..وأتكأت علي وسادتها وأغمضت عيناها لتغفو قليلا وشعرت به بعد دقائق يفتح الباب ..لتهمس بنعاس : انت رايح فين يازين
فتمتم قبل ان يُغادر : هطلع اعمل مُكالمه وراجعلك
ورغم انها تعلم بأنه ذاهب اليها .. صمتت وتركته
فهي لا تُريد أن تُشعره بشئ ..فهي وعدته ستنفصل عنه بهدوء رداً لكل مافعله معها .. ولكن في الحقيقه غيرتها أصبحت تُعميها والأن ستُفكر بكل خططها المُحكمه وستلعب علي جميع الجوانب ..ستكرها به بشده حتي تجعله بحماقتها يكرها
.................................................................
وجدها جالسه علي احد المقاعد بأنهاك ..فأقترب منها قائلا ببرود : السواق جاي عشان يوصلك
فرفعت وجهها نحوه وتسألت : هي كويسه مش كده
فتمتم عباراته بأقتضاب : تعبانه بس شويه من تأثير الخبطه
، وبكره هتخرج
فشعرت بالضيق من طريقة حديثه .. وفضلت الصمت
فتلك الليله أصبحت مليئه بالمشاحنات
ونهضت من فوق المقعد الجالسه عليه .. وأتبعته بعدما أخبرها ان السائق سيصل بعد خمس دقائق
وصارت بجانبه حتي و صلوا الي بعض الدرجات
وبسبب شرودها ألتوت قدمها اليمني ..فأتوهت بضعف
ليلتف اليها بقلق ..واقترب منها ليطوق خصرها بذراعه قائلا بلهفه : حنين مالك
فتأوهت بألم : اتكعبلت ..متقلقش انا كويسه
فتسأل : تعالي نشوف دكتور ..ليكون كسر ولا حاجه
فنظرت اليه وهي تشعر بخفقان قلبه .. فهيئته القلقه وبنبرته الخائفه جعلتها لا تُصدق بأن هذا الرجل هو " زين نصار "
الرجل المعروف بقسوة مشاعره
وعندما لم يجد منها رد ..لطم خدها بخفه : حنين انتي سمعاني
فأبتسمت بهدوء : متقلقش انا كويسه
وأزاحت ذراعه عنها لتهتف : اه وقفت وزي القرده قدامك
ليُحرك يده نحوه خُصلات شعره ..وهو يُطالعها
فبعد ان كان حانق منها .. اصبح يطوق لأمتلاكها ..
فتنهد بألم وبصوت مسموع : الرحمه يارب
وتمتم : اتحركي ياقرده هانم
فأبتسمت بحب ..وصارت امامه وهمست داخلها:
عندها حق رحمه تحبك كل الحب ده ، بالعكس تعشقك كمان
ورغم تلك الحقيقه ألمتها ..الا انها قررت أخيراً ان تترك قدرها يقودها معه
.................................................................
كانت تمد له يدها ..تُخبره بأن ينقظها مما هي فيه
يقترب منها لتبتعد هي عنه .. يُنادي بأسمها بعلو صوت فتتلاشي صورتها
ففتح عينيه بصعوبه من ذلك الحلم ..
ونظر الي زوجته النائمه علي صدره .. ومسح جبينه المُتعرق وهو يهتف بأسمها : ليه جتيلي في حلمي يافاطمه
ياتري كنتي خايفه من ايه ..
عشرات الاسئله كانت تدور برأسه ..فمنذ لقائهم الاخير وبعد ان وعدها بمساعدتها في ابعاد حاتم عنها
جائته بحلمه .. ليشعر بهبه التي بدأت تتحرك جانبه
فضمها بحنو نحوه ..
ففتحت عيونها الناعسه وهي تهمس : حبيبي مالك
فتأملها بحنان وهتف : تعرفي انك وحشتيني
فضحكت بخفوت : وحشتك وانا نايمه جانبك
ووكظته علي صدره ..ثم أقتربت من خده لتُطبع قبله رقيقه قائله : بحبك
ورغم انها لم تفهم ما مغزي كلمته.. فهو كان يقصد ان يخبرها بأن حياته القديمه كان يفتقدها ..يفتقد بداية زواجهم يفتقد نفسه القديمه التي انصاعت للطمع والشهوه
الا انه ضمها لصدره وربت علي ظهرها : ربنا يخليكي ليا
...............................................................
نظرت الي هيئة سليم بسعاده ..وبذلته الأنيقه التي يرتديها
فاليوم حفلة عيد ميلاده ..فالصغير سيتم عامه السابع
فعيد ميلاده كانت مُفاجأه بالنسبه لها ..فقد ظنت ان احتفالاتهم ستكون مثلما كانت تحتفل والدتها بها
كعكعه صغيره تفعلها ببيت الحاج ناجي ..تعود بها ليأكلوها بالشاي وتدعو لها والدتها بالسعاده
ولكن هنا كل شئ يختلف عن حياتها البسيطه ... فحمدت ربها بأنها كانت تدخر بعض الأموال لتجلب لعبه ألكترونيه غاليه الثمن لسليم
ليُحدق بها سليم وهو يعدل ببيونتة الصغيره : ليلي كده انا طالع حلو
ثم تابع بهمس : تفتكري هعجب لوجي
فطالعته ليلي بضحكه خافته وهي لا تُصدق بأن الصغير يُحب زميلته بالمدرسه .. وانه يعيش قصة حب من اول سنه من مراحل تعليمه .. فتمتمت بدعابه : ما تسيبك من لوجي وخليك معايا انا
فربت سليم علي يدها قائلا : متزعليش ياليلي انا بحبكم انتوا الاتنين
فتسألت بمرح : طب بتحب مين أكتر ..
ليُخبرها الصغير بتفكير : لوجي
وركض من أمامها وهو يضحك ...
..................................................................
نظرت الي الحفل وبساطتها ورغم ذلك كان كل شئ فيها مُنمق وراقي ..
فالحفل كانت تضم رفقاء أياد واولادهم وزوجاتهم
واصدقاء سليم في مدرسته والنادي .. فتأملت رقيهم
وضحكاتهم ..وانبساط الأطفال وركضهم خلف بعض
لتقترب منها حسنيه بعبائتها اللامعه المطرزه : قمر ياليلي
فأبتسمت وهي تحتضنها .. فتلك المرأه تجعلها تشعر دوما بالخير المُكمن في نفوس البشر ..
وتأملت فستانها الهادئ وهمست : داده هو انا طالعه قمر زيك كده
لتوكظها بخفه : يابت يابكاشه ....
فأبتسمت وهي تُقبلها علي احد خديها .. لتمسك تلك المرأه الطيبه يدها قائله : روحي أقفي جنب جوزك
ثم تابعت : شايفه كل ست وقفه أزاي جنب جوزها
فطالعتها ليلي بألم وهمست بضعف داخلها : هو حد يعرف اني مراته اصلا ياداده
وصارت بخطوات هادئه وهي تُراقب سليم بسعاده ..فكان يركض مع أصدقائه
حتي وجدته يهمس في اذن طفله صغيره بنفس عمره ..ويمسك يدها
واقترب منها ..فطالعته ليلي بغمزه وهي تعلم هوية تلك الصغيره ..فمدّت بيدها نحوه الصغيره مُرحبه
لتتسأل الصغيره : انتي مامت سليم
فطالعها الصغير بأعينه وقد ظهر عليه الحزن ...لتضمه ليلي بأحد ذراعيها قائله : اه ياحببتي
وأنحنت نحو سليم تُقبله بدفئ ..ليُبادلها الصغير قبلتها وكأنه يشكرها علي احتوائها له امام صديقته
كان يُتابع من بعيد كل ذلك .. شعر بمشاعر كثيره نحوها
حتي انه غار من قبلة طفله ..وود لو كان هو مكان صغيره
يُقبلها ويُخبرها بأنها أصبحت تسلب عقله وقلبه
ولمح معتز يُقبل صغيره ويُعطيه هديته .. ويرمقه بنظرات غامضه
فشعر بأن الوقت قد كان حان ليعرف ما به ..فهو لا يرد علي اتصالته وحتي اذا اجاب يُجيب بكلمات مُقتضبه
فكاد ان ينصرف .. فأقترب أياد سريعا منه : معتز
ليلتف اليه معتز بأقتضاب ونظر الي ساعته قائلا : معلش يا أياد أنا مش فاضي .. انا جيت بس عشان سليم اديله هديته وامشي
فضاقت عينيه وهو يتسأل : معتز فيك ايه ..انت بقيت متغير معايا كده ليه
وتابع حديثه : حتي ليلي بقيت تعاملها وحش
ليمتقع وجه معتز ..وهو يتسأل داخله
"اكيد بتحكيله اللي بعمله فيها "
وشرد في اليوم الذي رأه وهو يُقبلها ويحتضنها ..
فشعر بأن الدماء تدفق في رأسه .. ليلتف قائلا :مافيش حاجه يا أياد .. انا لازم أمشي
وبالفعل غادر من أمامه .. ليلحقه ..فاليوم لابد ان يعرف ما به صديقه
فجذبه من ذراعه وعاد يتسأل : انا لازم افهم فيك ايه يامعتز .. ايه التغير اللي حصلك
ليُطالعه معتز .. الي ان وجد ليلي تخرج راكضه خلف سليم الذي عندما لمح معتز ينصرف قرر يلحقه كي يُطفئ معه الشمع بجانب والده كما كانوا يفعلون في كل عيد ميلاد له
فحرك نظراته عليهم .. وذكري تلك الليله تقتحم عقله بقوه
وهتف بجمود : الهانم مش قادره علي بعدك أظاهر
فلم يفهم أياد كلماته ..فألتف كي يري ماذا يقصد
ليجد ليلي تقف علي درجات السلم الرُخاميه
وعندما رأي صغيره علي مقربه منهم تنهد قائلا : سليم روح لصحابك ياحبيبي ، انا هجيب عمو معتز وجاي
فأنصاع الصغير لطلبه .. وانصرف وهو حانق
ليهدأ كل منهما قليلا .. الا ان تسأل أياد مجدداً : ايه اللي غيرك من ناحية ليلي
فتنهد معتز بضيق : ليلي مين ديه اصلا ..
ثم تابع بتهكم : ديه مجرد بنت ....
وللأسف أصبحت تقف علي مقربه منهم..فأستمعت لكلمته الاخيره
فهبطت دموعها .. وهي لا تُصدق سباب معتز لها بتلك الشناعه ..
وشهقت بفزع وهي تري لكمة أياد لمعتز ....
وبعدها فقدت وعيها ..وكاد ان أن يركض معتز نحوها
الا ان أياد أوقفه بكلمه .. جعلته يقف ساكنا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close