اخر الروايات

رواية عشق القمر الفصل الثاني والعشرون 22 والاخير بقلم رولا هاني

رواية عشق القمر الفصل الثاني  والعشرون 22 بقلم رولا هاني


الفصل الثاني و عشرون (الأخير) من رواية:عشق القمر
بقلم/رولا هاني

-يعني اية هو قرر كل حاجة تتعرف دلوقت هو بمزاجه!

قالتها "هاله" بأمتعاض بعدما اخبرها "عصام" بشأن طلب "سيف" بحضور الجميع مساء اليوم فرد عليها "عصام" و هو يعدل من وضع رابطة عنقه:صدقيني فكرة أن الحقيقة لسة متعرفتش فدة عشان خاطر "قمر" و بس.

عقدت "هاله" حاجبيها بتعجب لتهتف بقلق:لية يعني هي "قمر" فيها حاجة!؟

حرك "عصام" ايديه بتوتر واضح لتصرخ وقتها "هاله" بفزع:أُختي "قمر" حصلها اية

اجابها بقلة حيلة و هو يلعن غبائه الذي جعله يرد عليها من الأساس:بصي هي حاليًا كويسة بس يعني من كام يوم "مراد" يعني في مشكلة كبيرة في الموضوع دة و ا...ا..ا

صرخت برعب:ما تخلص حصل اية!؟

اجابها بسرعة و هو يفجر تلك القنبلة التي افزعتها:ضربها بالسكينة في مكان جمب قلبها بس هي دلوقت كويسة و خرجت من المستشفي كمان..

اخذت تلهث بعنف و صدرها يعلو و يهبط من كثرة الصدمة لتقول و دموعها تهبط واحدة تلو الأخري تلو الأخري:وديني لأختي يلا يا "عصام" وديني لأختي.

اومأ لها بخوف علي حالتها ليقول و هو يمسك بكفها البارد ليقول برقة:ممكن تهدي لو مش عشاني يبقي عشان البيبي اللي في بطنك ارجوكي.

اومأت له و قالت و هي تهز رأسها ببعض من القلق:صح عندك حق هي كويسة زي ما قولت صح يا "عصام"!؟

اومأ لها بخفة قائلًا:كويسة يا قلب "عصام"

ثم تابع بتساؤل:كلمتي "نسمة" تيجي "سيف" عايزنا كلنا

اومأت له و هي تقول:ايوة كلمتها و قالت أن "فهد" هيجيبها

ابتسم برضا و هو يقول:طب يلا بينا بقي عشان هنتأخر..

اومأت له ليمد هو كفه لها فأبتسمت بخجل و اصيبت وجنتيها بحمرة الخجل فألتقط هو كفها و هو يضحك بمرح علي توترها الزائد و إرتباكها المضحك ليذهبا الي بيت "سيف الشرقاوي"
____________________________________________
قصت عليه كل شئ و لما لا فهي تثق به بشدة،اعترفت امام قلبها أنها تحبه بعدما أبي الأعجاب حتي بذلك ال"فهد" و لكن يكفي ما يفعله معها،تذكرت عندما هاتفها صديقتها "إسراء" و اخذت تعتذر لها كثيرًا عما فعلته و اخذت تقص عليها ما فعله "فهد" بالمدرسة لترتسم تلقائيًا ابتسامة علي وجهها الطفولي.

اتاها صوته من خلفها و هو يقول:بتضحي لية يا "نسمة"

ضيقت عيناها و اخذت ترمقه بخبث من خلال المرآة لتقول بمكر:"فهد" انتَ روحت المدرسة مش كدة!؟

طال الصمت لدقائق لتستدير له بتعجب ليتنهد هو بعمق قائلًا:مكنتش هستحمل اشوفك زعلانة.

لم ترد من شدة الحرج و الخجل لينقذها هو بقوله:متوترة عشان انهاردة!؟

اومأت له ليجيبها بأستنكار:انا كنت عارف أن "عفاف" مش كويسة بس مش لدرجة انها تعمل اللي انتِ قولتيه!

طأطأت رأسها بحزن ليقول بأسف:انا اسف مكنتش اقصد بس فعلًا اللي حكيتيه مكانش سهل.

حاولت التحدث عدة مرات لكن لم تستطع ليتسائل هو بترقب:في حاجة عايزة تقوليها!؟

ردت عليه بعفوية:خايفة علي "قمر" دي ممكن يحصلها حاجة لما تعرف أن بابا "جمال" مش باباها.

رد عليها ببعض من الرقة و هو يحاول أن يبث الأمان لها:متخافيش كُلنا جمبها يا "نسمة".

كاد أن يخرج من الغرفة و هو يقول:يلا عشان نروح و منتأخرش و كمان كُنت..

قاطعته بصوت عالٍ:و في كمان حاجة عايزة اقولها.

رفع حاجبيه بترقب و هو يقول ببساطة:قولي ياست البنات.

طأطأت رأسها من كثرة الخجل لتهمس بصوت يكاد يكون مسموع:انا بحبك.

امسك كفها و هو يقول:طب يلا بينا و..

توقف عندما استوعب ما قالته فأخذ نفسًا طويلًا ليخرجه ببطئ قائلًا براحة:اخيرًا..اخيرًا يا "نسمة"

اومأت له برقة ليقول بنبرة متيمة:دة انتِ كنتي هتجننيني يا ست البنات

من كثرة الحرج قالت لتغيير الموضوع:يلا عشان كدة هنتأخر بجد.

غمز لها و هو يقول بمكر لا يليق سوي به:ماشي يا ست البنات.
____________________________________________
كانت تقضم اظافرها بعدم فهم لما سيحدث بعد قليل لتجده يتقدم نحوهها و هو يقول:يابنتي،يابنتي بقي كفاية توتر بقي وترتيني

توقفت عن قضم اظافرها لتقول برجاء:حرام عليك بقي انا قلقانة و خايفة جدًا فهمني اخواتي و ماما جايين هنا لية انهاردة!

اجابها و هو يحتضن وجهها برقة بين كفيه:عشان الحقيقة يا "قمر"

اجابته بنفس حيرتها و خوفها:و اية علاقتهم بيها!

رد عليها بعدما اخذ شفتيها في قبلة سريعة:هتفهمي كمان شوية متخافيش انا جمبك و عمري ما هسيبك.

امسكت بأحدي كفيه الموضوعان علي وجهها لتقبله باطنه برقة و هي تقول:اوعي تسيبني يا "سيف" انا حاسة انها حاجة هتزعلني اوي بس ارجوك خليك جمبي

طوق خصرها و هو يقربها له ليوبخها قائلًا:انتي عبيطة انا عمري ما هسيبك ابدًا هنفضل سوا انا و انتِ و "خالد"

ثم اقترب منها ليهمس بجانب اذنيها بمكر:و بيبي كدة هيجي في السكة.

جحظت عيناها بخجل لتصرخ قائلة و هو تضربه بصدره:انتَ قليل الأدب علي فكرة.

اجابها بأستفزاز و هو يقبل وجنتها متجهًا الي باب الغرفة:انا نازل يا روحي عشان الناس جت و انتِ يلا متتأخريش.

اجابته و هي تسرع راكضة نحوه:لا استني انا جاية معاك.
____________________________________________
كلتاهما يرمقناها بعتابٍ و لومٍ شديدين لتصيح "عفاف" بأستنكار:مالك ياختي انتي و هي بتبصولي كدة لية.

ثم تابعت بأشمئزاز:حتي انتِ يا "هاله" مجيتيش تسلمي علي امك هو انا كنت معاكي طول الفترة دي و انا معرفش!

وجدت صوت "عصام" الحاد يقول:ملكيش دعوة بيها و خلينا في اللي احنا جايين عشانه.

ردت عليه "عفاف" ببعض من التعلثم:جايين!..جا..جايين لي..لية يعني!

اتاها صوت "سيف" الذي يدب الرعب بقلبها و هو يقول:عشان اللي عملتيه زمان يا "عفاف"

ارتكبت "عفاف" و بشدة حتي أنه عندما احضنتها ابنتها "قمر" بشوق و حب لم تلف زراعيها حولها و لم تحتضنها حتي هي فقط تفكر في حل لذلك المأزق الذي وقعت به بلا شك لتهمس بترقب:في اية!؟

سحب "سيف" "قمر" المصدومة من ردة فعل والدتها الباردة ليجلسها علي الأريكة و جلس بجانبها ليقول بصرامة:في انه يأما انتي تتكلمي يأما انا اتكلم.

عقدت حاجبيها بعدم فهم مصطنع لتقول:اتكلم اقول اية ما تسيبوا بناتي بقي انا عايزاهم.

نظر لها "سيف" بأحتقار ليقول:يبقي هتكلم انا..

بدأ "سيف" في سرد حقيقة "قمر" و ما فعلته والدتها و من هو والدها الحقيقي و كل ذلك و هو يتابع ملامح و تعابير وجهها الجامدة بقلق شديد من ردة فعلها بعد انتهائه حتي انتهي بالفعل من سرد الحقيقة لينظر لها بترقب ليهمس بعدم ارتياح و بعدم اطمئنان:"قمر" انتِ كويسة!؟

لم تكترث "قمر" لما قاله بل نظرت لأمها ذات التعابيرة الجامدة و الباردة لترمقها بنظرات راجية لتنفي ما قاله "سيف" فهمست ببعض من الأمل:ماما "سيف" بيكدب صح؟

خاب املها عندما اجباتها امها بقسوة:لا بيقول الحقيقة.

ابتلعت "نسمة" ريقها بحزن علي حالة اختها فأقتربت منها لتضمها اليها و هي تربت علي ظهرها برفق،دفعتها "قمر" بعنف بعيدًا حتي ترنحت و كادت أن تسقط لكن يد "فهد" هي من اسندتها و هو يرمق "قمر" بشفقةٍ شديدةٍ.

امسك "سيف" بكفها ليقول بتشجيع:اصرخي يا "قمر" عيطي اعملي اي حاجة متفضليش ساكتة كدة انتي بتقلقيني!

الصمت لم يجد جواب سوي صمتها فجذبها له لتختبئ بأحضانه و هو يمسح علي خصلاتها بحنان ليشعر فاجأة بصراخها الهيستيري و بكائها العنيف ليرمق "عفاف" الثابتة بنظرات نارية كادت أن تحرقها.

تركته "قمر" لترمق والدتها بحزن و عتاب،نهضت "عفاف" من علي كرسيها لتتوجه خارج البيت و "قمر" خلفها تقول:طب استني فهميني اي حاجة ارجوكي متسيبنيش كدة.

خرج الجميع معهم و لكن تعالت صرخات "قمر" و "هاله" و "نسمة" عندما خرجت والدتهم من البيت بأكمله لتصتدم بتلك السيارة لتقع فاقدة الوعي و خط دماء عريض يُنزف من خلال رأسها بغزارة.
___________________________________________
بعد مرور خمس سنوات..

ظلت ترمق نفسها بالمرآة بسعادة شديدة و هي تتأمل فستان الزفاف الخاص بها بفرحٍ شديدٍ لتجد شقيقتها "هاله" و اختها "قمر" يقفا خلفها بأنبهار شديد لتهمس "هاله" بدهشة:طالعة زي القمر يا "نسمة" و الميكب كمان حلو اوي

ابتسمت "قمر" بحب لتقول و هي تضع يدها علي بطنها:طب انا عندي مفاجأة ليكوا.

التفتت لها "نسمة" قائلة بتساؤل:اية!..قولي قولي!؟

اتسعت ابتسامة "قمر" لتقول:انا حامل.

قفزت "هاله" بسعادة لتضمها لها بسرور قائلة:يا قلبي مبروك.

لتقول "نسمة" ايضًا:مبروك يا روحي.

ثم تابعت بقلق:هو فين "خالد" و "كارما" و "حبيبة"

("كارما":تلك الصغيرة التي تبلغ من العمر اربع سنوات ابنة "هاله" و "عصام"وتشبه والدها كثيرًا خضروتيها و بشرتها البيضاء و لكن خصلاتها مجعدة بنية اللون كوالدتها.)

("حبيبة":تلك الصغيرة التي تبلغ من العمر ثلاثة سنوات ابنة "قمر" و "سيف" تشبه و الدتها كثيرًا بخصلاتها السوداء المموجة و بشرتها البيضاء هي فقط تشبه والدها في عيناه الرمادية الحادة الجذابة)

ردت "قمر" بتلقائية:بيلعبوا برة.

استمعن الي الطرقات التي علي الباب لتفتح "هاله" و هي تجد "عفاف" التي تجلس علي الكرسي المتحرك اثرًا لذلك الحادث الذي تعرضت له منذ خمس سنوات.

اخذتها "هاله" للداخل لتقبل "نسمة" رأسها ثم اخذت تدور بالفستان قائلة بحماس:اية رأيك يا ماما في الفستان؟

اجابتها "عفاف" و دموع الفرحة تلتمع بعينيها:حلوة اوي يا حبيبتي زي القمر.

ثم عادت "عفاف" لملامحها التي تحمل الضيق و الحزن لتسألها "هاله" بتعجب:مالك يا ماما!

اجابتها "عفاف" بأبتسامة مرتجفة:عايزاكوا متكونوش زعلانين مني يا بنات انا عارفة اني اذيتكوا كلكوا سامحوني.

عاتبتها "قمر" قائلة:لية بس يا ماما الكلام دة دلوقت ما خلاص احنا نسينا كل حاجة و بلاش نفتكر الماضي من تاني يا ماما.

قالت "نسمة" لتخفف من الكآبة التي عمت الموقف:طب يلا بقي استنوني برة و انا هخرج وراكوا عشان انا كدة اتأخرت اوي علي "فهد"

خرجن جميعهن لينتظرنها بالخارج ليجدن "خالد" يأتي بعبوسٍ شديدٍ لتسأله "هاله" بذهول:مالك زعلان لية!؟

اجابها "خالد" بحنق:ما تشوفي بنتك يا "هاله" عمالة تلعب مع واد برة كدة و مش معبراني!

ردت "قمر" بحزن مصطنع:كدة يا "خالد" ينفع نتكلم بالطريقة دي!

اجابها "خالد" و هو يومئ برأسه و هو لا يهتم:اة ينفع عشان سوري يعني حضرتك يا "هاله" مربتيش بنتك هما ميعرفوش انها خطيبتي ولا اية!

ضربه "عصام" خلف عنقه بمرح ليقول بغضب مصطنع:هي مين دي اللي خطيبتك يابني!

اجابه "خالد" بتلقائية:بنتك.

رد "عصام" بأستنكار:بنتي انا خطبيتك انتَ!

اومأ له "خالد" بثقةٍ شديدةٍ ثم حرك كتفيه بغرور و اشار ل"عصام" ليبتعد قائلًا:اوعي كدة لوسمحت اروح اشوف "كارما" تلاقيها مستنياني.

ضرب "عصام" كف علي كف ليقول:مش معقول دة يكون طفل ابدًا.

نظر ل"هاله" بدقة و هو يمعن النظر بفستانها الأزرق الرقيق الطويل ذو الأكمام الطويلة ليقول بهيام:دة اية الجمال دة!

ضربته "هاله" بخفة لتقول:بس يا "عصام" الناس حوالينا.

كاد أن يرد لكن قاطعهم صياح "فهد" المنزعج:هي بتعمل اية كل دة الناس مستنية برة!

خرجت "نسمة" من الغرفة و هي تهتف بذهول:نعم انت مش عايزني اتأخر ولا اية!؟

ابتلع جميع كلماته عندما رأها بفستان الزفاف الذي سرق قلبه ليبتلع ريقه بصعوبة بالغة و هو يقول بنبرة متيمة:لا طبعًا اتأخري زي ما انتِ عايزة يا ست البنات.

لم يستطع الخروج من سيطرة جمالها عليه فسحبها بهدوء نحوه ليقترب منها مقبلًا رأسها برقةٍ شديدةٍ اشعلت مشاعر العشق لديها،اسند رأسه علي رأسها و هو يهمس بصوت لم يسمعه سواها:استنيتك سنين يا ست البنات.

ابتسمت بخجل ليمسك هو بكفها ليتجه للخارج حيث حفل الزفاف،بحثت "قمر" ببصرها عنه لتجد صوته من خلفها يقول برقة:بتدوري عليا يا "قمر".

اومأت له قبل أن تستدير و هي ترمقه بنظرات عاشقة متيمة لتقول:اة بدور عليك.

نظر نحوهم ليجد كلا من "عصام" و هاله" و "نسمة" و "فهد" يرقصون علي تلك الأغنية الرومانسية فمد هو يده قائلًا برقته المعهودة:تسمحيلي بالرقصة دي

اومأت له ليمسك هو كفها ليتراقص كلاهما علي تلك الأغنية،اقتربت "قمر" لتزيد من ضمه لها قائلة:انا بعشقك يا عشق القمر..بحبك يا احلي حاجة حصلتلي في حياتي

شدد من احتضانه لها و هو يجيبها قائلًا:و انا كمان بحبك و مقدرش اعيش من غيرك يا "قمري"

كانت ترقص معه بسعادة و هي تنظر لأبنتهما بسعادة و هي تقول:"عصام".

اتاها صوته الحنون يقول:عيون "عصام" و قلب و روح "عصام"

همست بصدق:انا بحبك

قبل باطن كفها برقة قائلًا:و انا كمان بعشقك.

ثم ضمها له بقوةٍ شديدةٍ و كأنه يريد ادخالها الي اضلعه و قال:انتي مش متخيلة انا بعشقك ازاي..انا معرفش اعيش حياتي و لو ثانية من غيرك.

تتراقص معه و كأنها نست ذلك العالم بمن فيه فقط شاردة بملامحه الرجولية الجذابة بينما اقترب هو منها قائلًا:اول مرة يا "نسمة" اعرف اني حلو اوي كدة اية دة انتِ مش مركزة خالص.

لم تجيبه و كأنها لم تنتبه بل قالت:بحبك يا "فهد".

قبل رأسها و هو يقول:و انا كمان يا ست البنات.

تمت بحمد الله





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close