اخر الروايات

رواية دوائي الضرير الفصل العشرون 20 بقلم نرمين ابراهيم

رواية دوائي الضرير الفصل العشرون 20 بقلم نرمين ابراهيم 

الفصل العشرون...

قضت سارة فترة ليست كبيرة بالمشفى حتى استعادت عافيتها بالكامل و قد اجرت بعض الفحوصات بالأكثر على عينيها حتى يطمئنو عليها تماما.. و قد كان كل ذلك في غياب عاصم الكامل.
و أخيراً قد حدد الطبيب لها موعد الخروج بعد إجراء أخر الفحوصات المطلوب للإطمئنان عليها بشكل كامل.. و قبل ذلك الموعد بيومين كانت هدى تجلس معها بالغرفة يتحدثان عن ترتيبات كتب كتاب هدى و آسر الذي قد تأجل بسبب ما حدث لسارة....

هدى: إيه رأيك بقى يا سارة في الفستان؟؟
سارة(بدون ان تراه حتى): حلو..
هدة: حلو بس؟!! دة تحفة يا بنتي.
سارة: اه.. اه.. جميل مبروك عليكي.
هدى: مالك يا سارة.. انتي بتفكري في إيه.. في حاجة مزعلاكي؟
سارة: لا ابداً..
هدى: لا شكل في حاجة شاغلة بالك... احكيلي.. (ثم جلست القرفصاء امامها على الفراش) و ادي الأيباد قفلناه.. ها احكي يا ستي معاكي للصبح .

نظرت لها سارة بتفكير قبل أن تتخذ قرارها بالإفصاح عما يشغل بالها.. فأعتدلت هي الأخرى قبل أن سألها بصراحة...

سارة: بقولك إيه.. هو عاصم فين؟؟
هدى(بتردد): عاصم؟؟ ليه انتي عايزة منه حاجة؟؟
سارة(بخجل): لا.. بس أصل..(بتفكير) أصل من ساعة ما فوقت و هو ماجاش يشوفني خالص.. ولا بيسأل عليا.
هدى: مين قال كدة؟ عاصم طول الوقت بيسأل عليكي.
سارة(بلهفة): صحيح.. يعني بيسألك عليا و بيطمن على اخباري و كدة؟؟
هدى: يابنتي انا طول ما انا هنا يبعتلي على الواتس و احيانا يكلمني اكتر من مرة كمان عشان يطمن عليكي.
سارة: طيب مش بيجي يشوفني ليه؟ ولا حتى بيكلمني في التليفون..
ولا بيبعتلي على الواتس زي ما كان بيعمل زمان.. حتى لما ببعتله انا بيشوف الرسايل و مش بيرد ولا حتى بيرد على اتصالاتي.
هدى(بكذب لم تلاحظه سارة): اصله.. اصله مشغول اوي.. عنده شغل كتير متعطل من ساعة لما كنتي تعبانة.. و.. و كمان تجهيزات كتب الكتاب بتاعي واخد وقته كله..
سارة: طيب و انا.. ماليش حتى خمس دقايق في يومه يجي يشوفني فيهم.. دة بيبقى هايتجنن عليا لما يكون في اي حاجة تمنعني عنه ساعة واحدة بس.. يقوم يسيبني كل المدة دي من غير ما يجي يشوفني مرة واحدة حتى...
هدى(ربتت على ساقها بدعم): معلش يا سارة صدقيني مشغول.
سارة: بس وحشني اوي يا هدى..
هدى: صدقيني انتي كمان وحشاه اوي.. يعني يمكن مش بيقولي كدة بس صدقيني بيبان في عنيه لما اروح من هنا و الاقيه مستنيني على نار عشان يعرف أخبارك و يطمن عليكي.
مش بيكتفي بكل الرسايل و المكالمات اللي بتبقى بينا طول النهار..
سارة: صحيح يا هدى.
هدي(بشفقة لحيرتها): و الله صحيح(و اردفت بثقة) طيب انتي عارفة امبارح عشان اتأخرت عندك هنا ساعتين اول ما دخلت البيت اخدني من ايدي و دخلني اوضة المكتب و قفل عليا و فضل يحقق معايا يجي نص ساعة
"هي عاملة إيه"
"طيب كويسة"
"طيب الصداع اللي كان بيجلها راح ولا لسة مضايقها" لحد ما زهقت و ندهت ماما تيجي تلحقني منه.. ههههههههه.
سارة(ابتسمت بفرحة): بجد؟؟(ثم تلاشت فرحتها مع بسمتها) امال ليه مابيجيش يطمن عليا.. معقولة ماوحشتوش خالص.. مكتفي انه يسمع اخباري منك و مش عايز يشوفني؟؟
هدى( و قد يأست من حيرتها من افعاله هي الأخرى): بصراحة بقى مش عارفة.. أصلا مش عارفة إيه اللي حصله من ساعة ما فوقتي..
سارة: إيه اللي حصل؟؟
هدى: مابقاش يقعد في البيت خالص تقريباً.. يقوم من الفجر ينزل من البيت مابيرجعش الا اخر الليل... ينامله ساعتين دة لو نامهم يعني أصلا..
و لو رجع في نص اليوم يبقى عشان مستني يسمع اخبارك مني بس و يخرج تاني..
مابقاش ياكل معانا في البيت خالص.. و كل ما ماما تسأله يقولها انه اكل برة و دة مش حقيقي .
سارة: و انتي ليه متأكدة اوي من كدة.. مش يمكن بياكل برة فعلاً؟
هدى: عاصم مابيحبش اكل الشارع غير في مطعمين تلاتة بس.. و دول في البندر هنا مش عندنا في البلد خالص.. فأكيد يعني مش هاينزل البندر مخصوص عشان ياكل.. دة غير انه مابيحبش اكل الشارع عشان بيحافظ على جسمه فبياكل اكل صحي بس و قليل لو أكل برة... كذا سبب الحقيقة.
سارة: انا محتارة يا هدي بجد.. محتارة اوي.. مش عارفة هو بيعمل معايا كدة؟؟
طيب هو بيحبني زي ما كان بيقول ولا لا.. دة حتى ساعة ما صحيت و عرفت ان انا رجعت اشوف تاني ماوقفش يباركلي.. ماحستش انه فرح.. حسيته زعلان او مش مبسوط..
هدى(بسرعة و دفاع عن شقيقها): لا يا سارة.. ليه بتقولي كدة؟ عاصم بيحبك و اوي اوي صدقيني.. و اكتر حاجة بتبسطه لما يشوفك كويسة و مبسوطة.. بس بجد انا مش عارفة في إيه.. أكيد في حاجة هو مخبيها.. صدقيني مابقتش فاهمة هو فيه ايه.
سارة(تنهدت بحيرة): مش عارفة.. بس بصراحة بقى بعده دة تاعبني جدا .
هدى: معلش..(ثم فكرت لثوانٍ في طريقة حتى أساعد صديقتها) طيب بقولك إيه.. عارفة مين بقى اللي عنده الفولة بتاعة الموضوع دة؟
سارة(بإنتباه و حماس): مين؟
هدى: ماما هنية..
سارة: تفتكري؟؟
هدى: طبعا.. خالتك هنية مايغركيش انها طيبة كدة و هادية.. لا دي اللي عندها حل و اجابة لكل سؤال.
سارة: طيب و تفتكري هاترضي تقولي..
هدى: طبعا هاتقولك.. اولا هنية بتحبك جدا.. و نفسها و منى عينها انها تشوفك انتي و عاصم مع بعض.. ثانيا يهمها سعادة عاصم.. و لو سؤالك دة ليه علاقة بأحوال عاصم المتغيرة دي.. فأكيد هي اكتر حد ممكن يساعدك.
سارة(بتفكير ثم إقتناع): طيب نجرب.. اسمعي بقى انا عايزاكي تعملي ايه؟؟

ثم اتفقا معا على خطة ما حتى تحاول سارة أن تعرف ما الذي غير عاصم و احواله الي هذه الدرجة.. و بعد ان انتهيا من وضع خططهما اتت سعاد بصحبة هنية بعد ان اوصلهما عاصم إلى المشفى و لكنه رفض طلب والدته بأن يصعد معها ليطمئن على سارة بحجة العمل.

سعاد(بعد ان فتحت الباب و دخلت): مساء الخير على الحلوين..
هدى و سارة: مساء النور..
هنية: سا الخير يا بنات..
هدى: مساء الخير يا ماما.
هنية: عاملة إيه يا سارة النهاردة؟
سارة(ابتسمت بهدوء): الحمد لله يا ماما هنية.. انتي عاملة إيه..
هنية: بخير طول ما انتو بخير يا بتي.. معلش ماعرفتش اچيلك الصبح... بس انشغلت شوية مع عاصم .

اكلها فضولها حتى تعلم ما به.. و لكن هدى لحقت بها قبل ان تسأل..

هدى: ليه يا ماما ماله عاصم؟؟
هنية: اني عارفاله بجى عاد.. احواله مامطمنانيش واصل والله يا بتي.
سعاد: ليه يا ام عاصم كفالله الشر.. ماله عاصم؟
هنية: ماعرفالوش والله يا ام آسر.. لا بياكل ولا بيشرب و شكله بيجول انه حتى مابينامش زين.
سعاد: و ليه دة كله؟
هنية(نظرت لسارة بنظرة معينة): ربنا يهديله الحال و يريح جلبه و باله يارب.

نظرت سارة لهدى بنظرة لا يفهمها سواهما حتى تشرع في تنفيذ خططتهما.. ففهمتها هدى على الفور..

هدى: بقولكم إيه انا هانزل اجيب حاجة نشربها من الكافيتيريا تحت.. حد عايزني اجيبله حاجة؟؟
سارة: هاتيلنا عصير كلنا يا هدهد بقى.
هدى(بكذب): بس مش هاعرف اشيل 4 كوبايات .
سارة: خلاص انا أصلا مش عايزة.. ماتجيبيليش.
هنية: لا يا حبيبتي.. هاتدلى معاها اچيبلك اللي انتي رايداه.
هدى: لا خليكي انتي يا ماما.. انتي تعبانة بقالك كام يوم..
سعاد: طيب خلاص هاجي معاكي انا.
هدى: ايوة تعالي معايا انتي يا طنط و اهو ننم على ابنك شوية.
سعاد (ضحكت بمرح): هههههههههه.. عايزة تنمي على الواد.. من اولها كدة؟؟
هدى: و هو في أحلى من النم.. ياللا بقى يا طنط سعاد ولا اقولك.. انا هاقولك يا ماما زي ما سارة بتقول لماما هنية.. ماشي.
سعاد (ضحكت بمرح): هههههههههه.. بكاشة انتي اوي.. زي آسر بالظبط.. ما جمع الا أما وفق.. ماشي يا ستي.. ياللا ننم على الواد قصدي نجيب عصير.

ثم خرجت هدى بصحبة سعاد و نظرت هنية لسارة بتفحص.. و لاحظت نظراتها الزائغة و التي فهمت منها انها تريد شيئا ما و انها قصدت ان تنفرد بها..

هنية(نظرت لها بتفحص): مالك يا سارة يابتي؟
سارة: لا يا ماما هنية.. سلامتك مافيش حاجة..
هنية(بمكر ام محبة): بجى مافيش حاچة؟؟ اومال يعني خليتي البت هدى تاخد امك و توزعها ليه عاد؟؟
سارة(تصنعت الجدية): إيه يا هنية اللي بتقوليه دة بس.. إيه توزعها دي يا هنية.. عيب كدة..
هنية: بجولك إيه.. ماتاخدنيش في دوكة عاد... عايزة تتحدتي معايا في إيه... جولي بسرعة جبل ما يرچعو..

فركت سارة كفيها ببعضهما بتوتر و زاغت مقلتيها في انحاء الغرفة.. فبرغم من كون هنية والدة عاصم و لكنها سيدة طيبة و جميلة.. لن تعاتب سارة فيما ستقوله و لن تنتهرها او تظن فيها اي سوء.. فقررت سارة استغلال علاقتها الطيبة بها..

هنية: جولي يا سارة.. جولي و ماتخافيش.
سارة: بصراحة يا ماما هنية... انا كنت عايزة اكلمك في موضوع كدة و مش عارفة افاتحك فيه ازاي.
هنية: موضوع عاصم مش اكده؟؟

لم تتعجب سارة من توقع هنية الصحيح و لكنها لم تتحدث خجلاً.. فتحدثت هنية لتفسر لها..

هنية: شوفي يا سارة.. اني عارفة اللي بناتكم انتي و عاصم..
(نظرت لها سارة بخجل فاردفت هنية)عاصم جالي انه بيحبك لما كنتي في المستشفى ساعة ما جرصك الحنش..
ساعتها كان يا حبة عيني هايموت عليكي.. كان كل ما ياجي يطل عليكي يلجاكي نايمة يبجى هاين عليه يهد المستشفى على اللي فيها عشان حد يطمنه عليكي.
اول مرة اشوف عاصم ولدي بيبكي كان عشانك.. عاصم واد عبد الرحمن المنياوي عمدة البلد و كبيرها اللي تتهزلهم شنبات و مناصب بيبكي كيف العيل الصغير عشانك.. اول مرة اشوفه خايف كان عشان خايف عليكي..
عاصم بيحبك.
سارة(بيأس): اومال بيعمل معايا كدة ليه؟!!
هنية: عايعمل إيه... هو عاصم بيتحدت معاكي.. يعني انتي عارفة إيه اللي صايبه.. عارفة بيه ايه؟
سارة: لا يا ماما و الله ماعرفش.. المصيبة ان عاصم من ساعة ما فوقت لا بيكلمني ولا بيتصل بيا ولا حتى بيجي معاكم عشان يشوفني.
و كأنه نسي ان فيه في حياته واحدة اسمها سارة أصلا.

صمتت هنية بحيرة لما قتله سارة... فكيف لإبنها و التي هي متأكدة تمام التأكيد من عشقه الخالص لسارة ان يعامل محبوبته بهذه الطريقة التي تصفها.
فهداها تفكيرها لشيئاً ما..

هنية: سارة هو انتي شوفتي عاصم.. يعني بعد ما صحيتي و نضرك رچعلك الحمد لله.. شوفتيه؟؟
سارة(ابتسمت بسعادة لذكرى تلك الثواني القليلة): بصراحة مالحقتش.. يعني هو كان واقف بعيد عند الباب.. و اول ما جيت اتكلم معاه سابني و خرج.. و من ساعتها ماجاش ولا مرة عشان اعرف اشوفه كويس.
بس بصراحة خليت هدى توريني ليه كام صورة كدة و انا اخدت منها شوية صور ليه.
هنية: صور جديمة ولا چديدة؟
سارة: هاتفرق في ايه؟؟ بس كان في صور قديمة و هو صغير و كمان و هو في الكلية.. كان شكله حلو اوي.. و صور جديدة و هو كبير بس كان بقى راجل مش شاب صغير و شكله كان احلى كتير.
هنية: و شوفتي إيه.. شكله إيه عاصم.. اوصفيهولي كيف ما شوفتيه..
سارة(ابتسمت بحب): ابنك شكله حلو اوي بصراحة.. قورته الواسعة.. دقنه الخفيفة اللي زيداه وسامه.. مناخيره الحادة.. عنيه السودة اللي برغم شكلها الحاد اللي يبان قوي و قاسي و يخوف لكن انا متأكدة انها مخبية وراها حنية الكون كله.
هنية: و لون چلده؟؟ لونه ايه؟
سارة(و هي تحاول أن تتذكر): مش اسمر بس الشمس غمقته.. يعني اسمر من شغله في الشمس طول الوقت؟؟
هنية: بس.. ماخدتيش بالك من حاچة تانية؟
سارة(عقدت حاجبيها بتفكير): حاجة؟؟ حاجة زي ايه؟؟
هنية: طيب اهلك ماكانوش جالولك حاچة عن عاصم.
سارة: حاجة إيه مش فاهمة (ثم تذكرت و كأنها لم تلاحظ ذلك قط) ااه.. قصدك البهاق اللي عنده؟؟
هنية: ايوة.. ماحدش جال لك حاچة عنيه.
سارة: ايوة آسر كان قالي حاجة زي كدة في أول مرة جه هنا.. و ماما و بابا كمان.. بس بصراحة يعني كان موضوع عابر كدة و انا كنت تقريبا نسيته كمان.
انا أصلا كنت نسيت خالص انهم قالولي ان عاصم عنده بهاق لحد لما شوفت الصور اللي مع هدى ساعتها اخدت بالي و افتكرت..
ماما هنية انا مش فاهمة حاجة.. إيه علاقة دة بإن عاصم مابقاش يجي يشوفني ولا يكلمني حتى في التليفون.
هنية: هو انتي تعرفي عاصم طلج عبير ليه؟؟
سارة(بجهل تام): لا ماعرفش.. بس عادي يعني.. اتنين اتجوزو و مارتاحوش مع بعض فقررو ينفصلو.. ولا في سبب تاني؟
هنية(تنهدت بحزن): ايوة.. في سبب تاني.
سارة: إيه هو..؟؟
هنية(و عادت بذاكرتها للسنتين المنصرمتين): أحنا اهنه في الصعيد معروف عندينا ان البت لإبن عمها... و الحاچ حامد اخو الحاچ عبد الرحمن ماخلفش غير عبير على 4 صبيان..
و إحنا ماعندناش غير عاصم.. فلما اتولدت عبير اتجال انهم لبعض.. دي عاداتنا و تجاليدنا عاد.. بس أني عمري ما رضيت عنيها الچوازة دي.
سارة: ليه؟؟
هنية(تنهدت بحزن): بسبب صالحة.. أمها.. عمري ما ارتاحتلها.. ملاوعة و مش دغري.. دائما عينها على اللي في يد غيرها.. ماعتحمدش ربنا على حاچة واصل.. و زي ما بيقولو "اكفي الجدرة على فمها تطلع البت لأمها"..
سارة: و بعدين؟
هنية: ولا جبلين.. و هي عبير صُح طالعة لأمها صُح و في كل حاچة.. عصبية و لسانها فالت و مايعچبهاش العچب.. من اول ما دخلت الدار و كانت عايزة تعمل فيها ست الدار و كلمتها هي اللي تمشي..
سارة(بتعجب): ازاي يعني في وجودك ؟
هنية: شوفتي بجى(ثم اكملت بفخر) بس عاصم الله يحميه كان دايما يوجفها عند حدها و يعرفها مجامها.. كانت تغير من هدى غيرة نار عشان هدى كملت تعليمها و دخلت الچامعة و كمان في مصر.. يعني بعيد و هي يا دوبك معاها دبلون عشان ابوها و اخواتها مارضيوش انها تكمل علامها.. و هي كمان ماكنش ليها في العالم جوي يعني.
كانت تنچح على الحركرك.. بالضالين.
و رغم ان عاصم ولدي متعلم تعليم عالي جوي.. دخل الچامعة اللي في مصر دي بتاعة أمريكا دي..
سارة: قصدك الجامعة الامريكية؟
هنية: ايوة هي دي.
سارة: ايوة... عاصم كان قالي في مرة انه خريج الجامعة الامريكية .
هنية: ايوة اومال ايه؟ ده كمان بيعرف يرطل كيف الاچانب كمان.. و برغم كل دة الا انه ماجدرش يعارض ابوه لما جاله يتچوز بت عمه زي ماهو متفج مع اخوه.
و عاصم ولدي راچل ما يرچعش في كلمة جالها ولا يصغر ابوه ابدا.. فوافج و اتچوزو..
سارة: طيب كل دة عادي و بيحصل كتير.. اومال ليه اتطلقو؟
هنية: بعد چوازهم ياچي بين اشهر اكده.. ابتدت تظهر على چلد عاصم نجط بيضا اكده و بعد شوية النجط دي كبرت.. فضلت تكبر تكبر لحد ما بجت بجع كبيرة..
في الأول ماحدش اهتم ولا هو كمان.. بس بعد مدة اكده ابتدت هي اللي تزن عليه عشان يروح للضاكتور.. كنا فاكرين انها خايفة عليه و على صحته.
بس الحجيجة كانت غير اكده واصل.
سارة: اومال ايه؟؟ يعني هي عملت كدة ليه.
هنية: طلعت بت المحروج دورت على المدعوج اللي اسمه النت ده.. و عرفت ان ده ممكن يكون بهاج.. فحبت تتأكد.
سارة(ضيقت عينها بغيظ): السوسة.. طيب و بعدين.. و ليه ماقالتش على شكها دة من الأول.
هنية: عشان ماحدش يجول انها دورت من ورانا.. و عشان تبان انها خايفة عليه.. المهم سمعنا كلامها و كلنا فضلنا نتحايل عليه عشان يكشف و يطمن و في الأخر سمع حديتنا و راح للضاكتور.. و فعلاً طلع اللي عنده ده بهاج..
و من يومها و ابتدت المشاكل بناتهم.. كل يوم خناج و زعيج و بجيت توجف جدامه تزعج و تعلي صوتها عليه و تناطحه الكلمة بـ عشرة بكل بجاحة..
و في يوم ابتدت تعايره يا حبة عيني باللي فيه..

Flash back..

كان صوت شجارهم يعلو على صوت المعركة كالعادة.. فذهبت لهما هنية حتى تصلح بينهما..

هنية: في إيه بس يا ولاد.. ماتغزو الشيطان اومال.
عاصم: لأخر مرة يا عبير بجولهالك... حسك مايعلاش عليا فاهمة ولا لا .
عبير(بتحدي): لا مش فاهمة.
عاصم(بغضب): يبجى ماتلوميش غير نفسك.
عبير: يعني هاتعمل إيه يعني؟؟ مش كفاية عليا اني مستحملة جرفك.

نزلت الكلمة على الجميع كالصاعقة التي لم يجرؤ احدا منهم على الحديث بعدها..

عاصم: و اني مايرضينيشش انك تعيشي معايا في جرفي..
عبير: يبجي تطلجني..
عاصم: و اني موافج.. اتصلي على اهلك و اني هاطلجك..

Back...

هنية: فضلت احايل فيهم التنين و هي ماعاتديش فرصة حتى.. كان كل ما اهديه و اسكته تجوله كلمة تشعلله من تاني.. و كأنها كانت نوياها بت صالحة.. و حصل و كلمتهم و چم...
و جم ابوها و أمها حتى و ماكلفوش خاطرهم يجولولها كلمتين يعجلوها بيهم.. لا كانو مطاوعينها و عايمين على عومها.
سارة: و عاصم.. مكانش زعلان؟
هنية: عاصم ولدي ماعيجولش على اللي چواه بالساهل.. دايما مخبي اللي في جلبه على كل اللي حواليه عشان مايزعلش حد يا حبة عيني.. مكانش باين عليه حاچة.. بس لما سألته.. جالي انه عادي.. هو ماكنش عايحبها.. بس لما طلبت منه الطلاج بعد معايرتها ليه ماجدرش يتحملها على كرامته..
سارة: حرام.. أكيد زعل اوي حتى لو مش بيحبها برضة .
هنية: بتتحدتي عادي و لا كأننا بنتحدتو على الراچل اللي بتحبيه و بيحبك..
سارة: معلش بقى يا ماما هنية اللي في القلب في القلب.

قالتها بغضب دفين و غيظ مريب مما جعل هنية تضحك على تلك الحبيبة التي تداري غيرتها بصعوبة...

سارة: طيب و بعدين؟؟ انا برضه مش فاهمة.. هو بيعمل معايا كدة ليه.. بيبعد عني انا ليه.. واخدني بذنبها يعني ولا ايه.. طيب ليه.. انا مالي و مال اللي حصل بينهم؟؟

اعتدلت هنية في جلستها لتمسك بيدها و تسألها بإهتمام..

هنية: انتي عاتحبي عاصم صُح يا سارة؟؟
سارة (اطرقت رأسها بخجل): بحبه يا ماما هنية.. بس بصراحة خايفة.
هنية: من إيه بس عاد؟
سارة: احسن يكون هو اللي مش بيحبني.
هنية: لا اطمني عايحبك و عايموت فيكي كمان.. عايزة نصيحتي؟
سارة: ياريت.
هنية(بإصرار): ماتسيبيهوش.. خليكي وراه لحد ما يسلم و ياچي يتحايل عليكي كمان.
سارة: فكرك كدة.؟؟
هنية: و ابو كدة كمان..
سارة: هاتساعديني..
هنية: هاساعدك.
سارة: طيب شوفي بقى انا عايزة منك إيه..

و ظلا يتحدثان معا في خطتهما الجديدة التي ربما تلين قلب عاصم..

أما هدى و سعاد...
جلستا في مقصف المشفى يتبادلان اطراف الحديث عن آسر و عن حفل زفافها عليه و على تفاصيل أخرى في تجهيز شقتهما....

هدى: لا يا ماما بصي كدة على الانتريه دة.. احلى كتير.
سعاد: آه فعلاً.. شكله جميل و الوانه حلوة اوي.. بس فاتحة مش هاتستحمل دي.. ديتها عيل واحد بس تجيبوه يشلفطلك كل دة في شهرين.
هدى(بحرج و خجل): و بعدين معاكي بقى يا ماما سعاد.. ماتكسفينيش بقى.
سعاد: يا سلام يااختي.. ماشي مش هاكسفك..
هدى: بقولك إيه يا ماما.. ماتسيبك من العغش و الشقة و تكلميني على آسر شوية.
سعاد(ضحكت بسعادة للحب التي تكنه هدى لإبنها و تأكدها من انها ستسعده): ههههه.. ماشي يا ستي.. عايزة تعرفي ايه؟؟
هدى: اي حاجة و كل حاجة.. أحنا مالحقناش نعرف بعض كويس.. و انا عايزة اعرف عنه كل حاجة.. يعني بيحب إيه بيكره إيه.. بيحب اكل الشارع اكتر ولا اكل البيت..
بيحب الوان إيه.. يعني حاجات من دي.
سعاد: لا سيبك من الكلام دة انا هاقولك الاهم..
هدى(بإهتمام شديد): و انا سمعاكي.
سعاد: آسر ابني اطيب خلق الله.. جدع و بيحب اوي يخدم اي حد.. لما سارة حصل لها اللي حصل و فضل ملازمها 4 شهور و اكتر.. كنت اطلب منه يروح يرتاح شوية ولا ينام براحته في البيت ماكنش يرضى ابدا..
عارفة كان يقول لي إيه؟؟
هدى: ايه؟؟
سعاد: كان يقولي دي أختي ماحدش مسئول عنها غيري.. مش ملزومة من حد غيري.. و لو قولتله انا أمها و برضة ملزومة بيها.. يقولي و انا مسئول عنكم انتو الاتنين .
آسر لما بيحب بيحب بكل كيانه و النوع دة لو انجرح جرحه بيبقى صعب اوي.
عشان كدة بقولك اوعي تزعليه او تجرحيه.. حبيه اوي و هاتلاقيه يديكي عنيه و اكتر كمان..
(ربتت على كفها الموضوع على المنضدة بحنان)ربنا يسعدكم يا حبيبتي.
هدى(غيرت الموضوع بخجل): مش نقوم ناخد العصير و نروحلهم بقى ولا ايه؟؟
سعاد(إبتسمت بسعادة): ياللا..

==============================

انقضت أيام فترة النقاهة التي وجب على سارة قضائها بالمشفى و أتى يوم خروجها... كان الجميع مجتمع بالغرفة التي تقطنها في انتظار قرار الطبيب الذي سوف يحدد موعد خروجها...

الطبيب: لا.. دة أحنا بقينا عال خالص..
سعاد: صحيح يا دكتور..
الطبيب: ايوة يا مدام صحيح.. خلاص الجرح اللي كان في دماغها من ورا التأم خلاص.. و دكتور العيون كتبلها على شوية ادوية بس عشان جفاف العين و ممكن تعمل نضارة لو حبت..
جميل: طيب هي ممكن تخرج امتى؟؟
الطبيب: بكرة الصبح لو حبيتو.
آسر: تمام.. ياريت بكرة..
الطبيب: تمام.. انا هاخلص اجراءات الخروج و حد يبقى يروح الحسابات... عن اذنكم.
هدى: حمد الله على سلامتك يا قمر
سارة: الله يسلمك يا هدهود.
هدى: و اخيرا بقى هاتسيبي المستشفى و ترجعي معايا البيت... دة أحنا حانسهر سهر و ننم نم.
جميل: لا يا هدى يا بنتي.. سارة هاترجع معانا القاهرة لحد معاد كتب الكتاب..
هدى: إيه.. ليه يا اونكل كدة؟؟
جميل: معلش يا هدى كدة احسن.. عشان ابقى مطمن عليها.. كفاية اللي حصل.
عبد الرحمن: كويس يا استاذ جميل أنك فتحت الموضوع (ثم نظر لآسر) اطلع يا آسر ازعجلي على عاصم من برة..
آسر: حاضر يا عمي.
سارة(همست في آذن هدى التي كانت تجلس بجانبها على الفراش): هو عاصم برة؟
هدى(بنفس الهمس الذي لم يسمعه سوى سارة): ايوة.
سارة(نغزتها في خصرها): و ماقولتليش ليه يا زفتة انتي.
هدى(تألمت بصمت): ااه.. كنت هاقولك بس مالحقتش.. مانتيش شايفاهم كلهم واقفين على دماغنا ازاي.
سارة: و مادخلش ليه البيه البواب اخوكي.. عامليه فيها العمدة الآلي بسلامته.
هدى(كتمت ضحكتها بصعوبة): يا بت اتهدي بقى.. و اهو داخل اهو و وريني شطارتك و وريني هاتعملي فيه إيه بقى.

دخل آسر و خلفه عاصم الذي كان ينظر ارضاً بخجل من حالته التي لم تكن بيده.. و كأنه لم يريد ان تراه سارة و ترى بقعة البهاق التى تغطي جزء ليس بصغير في وجهه.
و أيضاً خشى النظر في عينيها حتى لا تضعف عزيمته و يتراجع عن قراره بالبعد..

آسر: تعالى يا عاصم.. ادخل.
عاصم: سلامو عليكم.
الجميع: و عليكم السلام.
سعاد: إيه يا عاصم يابني.. واقف برة لوحدك ليه؟ هو انت غريب؟
هنية(بود حتى لا يشعر عاصم بالحرج): لا يا ام آسر.. ما غريب الا الشيطان.
عاصم: لا يا ست ام آسر مافيش حاچة.. بس عشان تبجو براحتكم.

خرج صوته بصعوبة للحديث معها...

عاصم: حمد الله بسلامتك يا دكتورة.
سارة(بحزن لعودته التعامل برسمية): الله يسلمك يا عاصم.

ازالت هي الرسميات بإصرار و نظرة تحد لم تخفى عليه و لكنه تعمد ان يتجاهلها..
لم تفارقه نظرات سارة العاشقة.. فقد افتقدته كثيراً في الفترة الأخيرة.. أما هو فقد تمرد قلبه عليه و سأله و لو نظرة واحدة خاطفة..
و بالفعل رفع عيونه الذابلة بسبب قلة نومه و راحته و تعبه في بُعدها ليقابل عيناها التي تقطر حباً خالصاً.. أخيراً استطاع ان ينظر لها بشوق حتى يشبع نفسه من النظر إليها و كانها غابت عنه سنين و ليست بضعة أيام.. و لكن صوت والده قطع تلك اللحظة التي لم تدم سوى لثوانٍ معدودة..

عبد الرحمن: بجولك إيه يا عاصم؟؟
عاصم(تنحنح بحرج و غض بصره مرة أخرى): احمم.. تحت امرك يابوي.
عبد الرحمن: الحاچ چميل ليه عتاب عندينا و بصراحة هو حجه و ماحدش يجدر يلومه..
عاصم(بجدية و قد تحول لعاصم كبير بلدته في لحظات): عتاب إيه يابوي و اني تحت أمره في كل اللي هو عايزه.
جميل: مايؤمرش عليك ظالم يا عاصم.. كتر خيرك يابني.
عبد الرحمن: عمك چميل يا عاصم كان عايز ياخد سارة معاه و يسافر و لما هدى اعترضت و طلبت منه يسيبها معاها لحد كتب الكتاب..
قالي لا و كفاية اللي حُصل.

سقطت كلمات والده عليه كنصل السيف البتار الذي كاد ان يهشم عقله و قلبه سوياً... و قال في نفسه...
عاصم: اهي جات اللحظة اللي كنت خايف منها.. هاياخدوها مني.. هايخطفوها من قلبي بعد ما لقيها.. اااه يا رب.. ساعدني يارب اني اتحمل بُعدها.. يارب.

عبد الرحمن: ها ياولدي.. مابتردش يعني.
عاصم: اسمحلي يابوي عم چميل ماغلطش.. هو بيحافظ على بته و من حجه يجلج عليها برضيك... و إذا كان على اللي حصل..
فالكلب اللي مايتسمى اللي اسمه كريم ده اخد چزاته و اكتر شوية.. عشان بعد اكده يبجى يحترم البيت اللي جاعد فيه..
سعاد: عملت معاه ايه؟؟ اوعى تكون....
عاصم(نافياً ذلك الإتهام البشع عن نفسه): لا لا.. ماحناش جتالين جتلا يا ست سعاد.. بس كمان ماكنش ينفع عملته دي تعدي من غير عجاب.. و اني عاجبته عجاب يخليه يفكر الف مرة جبل ما يبص بس بصة عفشة لأي واحدة..
آسر: ايوة يعني عملتله إيه؟؟
عاصم: و انت اللي بتسأل يا آسر.. ايش حال ما كنت بتيجي تسلم عليه كل يوم معايا.. و يمكن مرتين في اليوم كمان..
آسر: بس أنت بقالك يومين مش راضي تخليني اروح.
عاصم: عشان خلاص.. قلت كفاية عليه اكده.. و جبت من الآخر معاه.
آسر(بإصرار): اللي هو ايه بقى اللي انت عملته و انا ماعرفوش.
عاصم(همس في أذنه): بعدين هاجولك عشان معانا بنات و حريم.. عيب.. مايصحش.
آسر(مندهشاً مما قد يكون وصل إلى ذهنه): يخرب بيت عقلك.. ماتقولش.
عاصم: الچزاء من چنس العمل يا ابن عمي.
سعاد: انا مش فاهمة حاجة.. هو عمل إيه يا آسر؟؟
آسر(متلجلجاً): هاا.. بعدين بعدين يا ماما هاقولك.
عبد الرحمن: اللي حُصل يا چميل ياخوي كبير و واعر جوي.. بالذات انه حُصل في دوار العمدة و كبير البلد..
و ماهجولش انه حُصل لضيفة فيه لأن سارة عارفة انها عمرها ما كانت ضيفة في بيتنا من يوم ما دخلته.. صُح يا سارة؟؟
سارة(ابتسمت بفرحة): صح يا حاج عبده.
عبد الرحمن: ههههههههه.. اتوحشتها الحاج عبده دي منيكي.. بجالي كتير ماسمعتهاش.
سارة: لا يا سيدي و انا مايهونش عليا احرمك منها.. هافضل اقولهالك لحد ما تزهق منها.
عبد الرحمن: و اني ماهازهجش منيها واصل.. المهم.. جولت إيه يا استاذ چميل.. هاتسيبلنا سارة تجعد مع اختها هدى يرتبو لكتب الكتاب ولا إيه عاد؟
جميل: ماتزعلش مني يا ابو عاصم.. بس احنا كمان من ساعة ما رجعنا من أمريكا ما عرفناش نقعد معاها خالص.. معلش هاناخدها معانا و وعد مني هاخليها تيجي قبل كتب الكتاب بيومين تقعد مع هدى.
هدى(بهمس): الحقي.. ابوكي بيبوظ الخطة يا فقرية.
سارة(بصوت خفيض و لكنه مغتاظاً): انا عارفة بقى.. سيبيني اشوف حل للمصيبة دي.

و لكن هنية قررت التدخل في أخر محاولة لإكمال خطة سارة بالتقرب من عاصم..

هنية: طيب و اني عندي حل يرضيكم كلياتكم.
عبد الرحمن: جولي يا ام عاصم..
هنية: ما هدى ممكن تسافر مع سارة و اهو حتى تشتري الحاچات اللي نجصاها من مصر بالمرة.

عقدت سارة حاجبيها بعدم فهم.. فحديث هنية كان غير ما هو متفق عليه.. و لكن هنية غمزت لها بطرف عينها مما جعل سارة تشاركها الحديث حتى تفهم نيتها...

سارة: ياريت يا ماما هنية.. دول هايبقو كام يوم انما إيه.. تحفة.
عبد الرحمن: لا يا سارة ماينفعش.
سارة: ليه بس؟؟
سعاد: إيه يا حاج عبد الرحمن.. خايف على هدى معانا ولا إيه..
عبد الرحمن: لا طبعا مش ده جصدي.. دة اني هاديهالكم كلها و اني مطمن عليها.
جميل(و هو الملم بعادات الصعيد جيداً): الحاج عبد الرحمن يقصد ان هدى ماينفعش تقعد مع آسر في بيت واحد قبل كتب الكتاب..
آسر (بتعجب): إيه دة ما انا بقالي شهر هنا و قاعد في البيت كتير.. فرقت في إيه بقى؟
جميل: الفرق ان دة بيتها و بيت اهلها انما هناك بيتك انت و ماينفعش تروح بيتك غير على الاقل بعد كتب الكتاب.. دي عادات الصعيد..
هنية: طيب اني عندي حل لدي برضيك.. عاصم يروح معاهم و يجعدو مع بعضيهم .
سعاد: دول يأنسو و ينورو و ان ماشالتهمش آلأرض اشيلهم في عنيا.
عاصم: بس أني مافاضيش يا ام عاصم للسفر دلوج..
هنية: ياخوي خدلك يومين اچازة ما انت ياما اشتغلت.. و بعدين ما انت عنديك شغل في مصر بجالك ياما ماروحتلوش.. فرصة تطمن عليه.
عاصم: ياما بتابعه بالتليفون و مش محتاج اسافرله مخصوص.
سارة(همست لهدى): شايفة اخوكي و عمايله.. هايشلني.
هدى(بهمس): استنى بس و انا هاكلمه.(ثم رفعت صوتها) عشان خاطري يا عاصم.. هما يومين بس.. وحياتي عشان عايزة اجيب الفستان بتاعي من هناك.
هنية: و كمان عشان اختك ماتجعدش وحديها في البيت.
سعاد: إيه دة انتو عندكم بيت في مصر.
هنية: ايوة.. فيلا يرمح فيها الخيل.. في..في... فينها يا عاصم..
عاصم: في اكتوبر يا امي.. في الشيخ زايد.
جميل: قريبة من بيتنا.. أحنا شقتنا في حدايق الاهرام.
عبد الرحمن: لو عاصم هايسافر مع هدى يبجى اني ماعنديش مانع.

وُضع عاصم في مأزق لا يحسد عليه فاضطر للموافقة حتى لا يثير الشكوك.. خاصة و هو لم يعد لديه سبب وجيه للرفض..

عاصم: حاضر يابوي.. اللي تشوفه.
جميل: تمام.. روح بقى يا آسر انت الحسابات تحت عشان نقوم نسافر بكرة بدري و مايبقاش ورانا حاجة تعطلنا..
آسر: حاضر يا بابا هانزل فورا.
عاصم: تنزل تروح فين عاد... الحسابات خلصت خلاص .
جميل: ازاي كدة.. مين اللي دفعها..
عبد الرحمن: اني اللي دفعتها.. هو في فرج بينا و بين بعضينا ولا إيه؟؟
جميل: لا بس دي بنتي و مسئولة مني انا.
عبد الرحمن: بس هي اتصابت عندي و أصلا هي ليها عندي فلوس كتير.. يعني دي فلوسها.. و ماعنتحدتوش كتير فيه الحديت دة..
(ثم هب واقفاً) هاستأذن اني دلوجت.

ثم تفرق الجمع كل في اتجاهه على وعد بالمقابلة في اليوم التالي امام المشفى للسفر الى القاهرة..

ياترى إيه اللي هايحصل في السفرية دي..
و ياترى سارة هاتقدر ترجع عاصم ليها ولا هايفضل على عنده...
استنوني بكرة و انتو تعرفو..


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close