رواية عاصفة الهوي الفصل التاسع عشر 19 بقلم الشيماء محمد
الصبح في فيلا المرشدي الكل متوتر وخايف من اللي انتشر يهز علاقة كريم وأمل وخصوصا ان الأمور كانت متوترة بينهم ، اتجمعوا على سفرة الفطار ومستنيين نزولهم ، انتبهوا على نزول كريم لوحده وده أحبط الكل بس محدش علق ، كريم انضملهم وصبح عليهم ، قعد جنب مؤمن وهمسله : في ايه ؟ الكل مركز معايا ليه ؟
مؤمن همس باهتمام : انت أخبارك ايه انت ونصك التاني ؟ اتغابيت كعادتك ولا لميت الدنيا ؟
كريم بصله باستنكار : مش هرد عليك
قبل ما يتكلم تاني نزلت أمل اللي كلهم انتبهولها وهي لاحظت نظراتهم ، صبحت زي كريم وقعدت جنبه وسألته بتعجب : هم كلهم بيبصولي ولا أنا متهيألي ؟
كريم ضحك بخفوت وبصلها : كنت لسه بسأل مؤمن نفس السؤال عليا .
الاتنين ضحكوا وده خلى الكل يبتسم لان ده معناه انهم مش زعلانين ، انتبهوا كلهم لحسن اللي قال بابتسامة : نفطر بقى طالما الكل متجمع ولا ايه ؟
كريم ابتسم : نفطر أكيد
مر الفطار بهدوء وبعدها الكل بدأ يروح شغله وطه خرج هو وأبوه يجيبوا البضاعة اللي محتاجينها في المحل وأمل قبل ما تخرج مع كريم بصت لغادة وسألتها: متأكدة اني ما أفضلش معاكي هنا يا غادة ؟
غادة ابتسمت : روحي شغلك يا بنتي أنا معايا الولاد هيسلوني ما تقلقيش ونونا ومرمر الاتنين معايا .
كريم بعد ما خرج مع مؤمن استنى أمل اللي اتأخرت فرجعلها تاني : أمل مش يلا ولا ايه ؟ لو عايزة تقعدي النهارده اوك براحتك .
أمل بصت لغادة اللي ردت بدلها : لا هي هتروح معاك يا باشمهندس .
أمل قبل ما تخرج سلمت على أمها وناهد وأمها مسكت دراعها سألتها باستفسار : أخبارك ايه انتِ وجوزك ؟
أمل ابتسمت بحرج : كويسين ما تقلقيش علينا .
اتكلموا شوية لحد ما كريم رجع تاني عندها ومسك دراعها بمرح: يعني أشيلك علشان نمشي ولا ايه ؟ بعد إذنكم ها أنا اتأخرت وهي السبب .
شدها في حضنه وأخدها وخرج والاتنين انبسطوا ان موضوع الصور ده مأثرش عليهم .
وصلوا الشركة ودخلوا ايديهم في ايدين بعض كعادتهم دايما وكريم وصلها لمكتبها بعدها راح مكتبه ، علياء دخلت وراه تبلغه مواعيده بس قبل ما تخرج سألته بتردد : تخيلت انك هتحذف الصور
كريم بصلها بهدوء: أحذفها ليه ؟
وضحت بتوتر: الكلام مش لطيف اللي عليها ويضايق
قعد مكانه وبصلها : يضايق مين بالظبط ؟ الكلام فرقعة صحافة مش أكتر .
فهمت قصده وابتسمت بعدها انسحبت تشوف شغلها وهو اندمج في شغله .
في بيت كريم، وصلت بسنت المربية واستقبلتها غادة وهي مش عارفة مين دي
بسنت عرفتها بنفسها و أم فتحي دخلتها عند الولاد ومعاهم حور بنت غادة اللي جت تاخدها بس بسنت رفضت وقالتلها تسيبها زي ما هي بتلعب .
نور راحت تزور ابنها وأم فتحي اللي دخلتها وبلغتها ان الولاد في أوضة الألعاب ، دخلت مباشرة عندهم ومافكرتش تسلم على أي حد الأول ، شافت حور وماعرفتهاش فزعقت في بسنت : انتِ جايبة بنتك تلعب مع ابني ولا ايه ؟ انتِ اتجننتي ؟
بسنت قبل ما ترد غادة اللي ردت بإحراج: دي بنتي أنا مش هي
بصتلها وبالرغم من انها عرفتها بس عملت نفسها مش عارفاها وقالت باحتقار: وتطلعي مين انتِ كمان ؟ ولا انتِ شغالة جديدة هنا ؟ شيلي بنتك وطلعيها برا واعرفي مكانتك هنا ايه ؟
غادة اتحرجت من كلامها وأسلوبها وبالفعل شالت بنتها بس أم فتحي زعقت : في ايه يا ست نور ؟ لو انتِ مش عارفة هي مين اسألي الأول، دي مرات الأستاذ طه أخو أمل وهي ضيفة هنا .
نور بصت لأم فتحي بتكبر : الزمي حدودك يا ست انتِ ، انتِ مجرد خدامة هنا فاتعاملي على الأساس ده .
أم فتحي اتصدمت من التحول الكلي في شخصية نور أما غادة شالت بنتها وخرجت برا الأوضة دموعها بتلمع وعايزة توصل لأوضتها تعيط فيها ، لمحتها ناهد فوقفتها : تعالي يا غادة اقعدي معانا طالعة ليه فوق ؟
وقفت وأخدت نفس طويل علشان ترد بشكل طبيعي : هرتاح شوية بعد إذنكم
سميرة لاحظت صوتها المهزوز فسألتها : مالك يا غادة ؟ ايه ضايقك ؟
جاوبت باقتضاب : مفيش بعد إذنكم
جت تطلع بس الاتنين وقفوها ومصممين يعرفوا مالها وهي ساكتة ، أم فتحي جت وبصت لناهد بضيق : الست نور بتغلط في الكل يا ست هانم ، بتقول لمدام غادة انتِ الشغالة الجديدة ولا ايه ؟ وتقولها بنتك ما تلعبش مع العيال، وبتقولي أنا ألزم حدودي علشان أنا حتة خدامة، لا يا هانم لا أنا لا يمكن أقبل المعاملة دي .
ناهد اتصدمت من كلامها واتنهدت بحيرة مش عارفة تعمل ايه ؟ يعني من ناحية مؤمن مش عايزة تزعله ومن ناحية تانية نور لازم يترد عليها .
قامت وقفت ولسه هتتحرك بس سميرة مسكت دراعها بسرعة : اهدي يا ناهد وسيبيها تلاقيها بس متضايقة بسبب بعدها عن جوزها بلاش تضايقيها زيادة معلش ، غادة عارفة انها ما تقصدش أكيد صح يا غادة ؟
غادة أكدت كلام حماتها بس ناهد جابت آخرها من تصرف نور ، ابتسمتلهم : ده ما يمنعش انها زودتها وحتى لو هنفترض انها بجد مش عارفة غادة كمان مش عارفة أم فتحي ومكانتها في البيت ده ؟ لحظة وراجعالكم .
دخلت ناهد عند الولاد ومسكت نور من دراعها شدتها علشان تخرج معاها برا الأوضة بعنف وسط صدمة نور اللي لسه هتعترض بس ناهد منعتها بنبرة حازمة : مش عايزة أتكلم قدام الولاد
خرجوا وقفلوا الباب وسميرة وقفت جنب مرات ابنها مش عارفة تدخل ولا تسكت ؟
نور بضيق : في ايه وبتشديني بالطريقة دي ليه ؟
ناهد بزعيق : لأول مرة في حياتي كلها أعمل اللي هعمله دلوقتي ( الكل بصلها بترقب فكملت ) اطلعي برا بيتي يا نور وما تدخليهوش تاني إلا لو اتعلمتي الأدب .
الكل اتصدم من كلامها وسميرة اتدخلت بسرعة : يا أم كريم المواضيع ما تتحلش كده أبدا دي مهما كانت مرات ابنك برضه
نور تجاوزت صدمتها وقالت بتهكم : ابنها مين ؟ هي ماعندهاش غير كريم وبس إنما التاني ده لعبة ابنها مش أكتر ولا أقل فايه يعني تطرد مراته من بيتها ؟ - قربت من ناهد وقالت بابتسامة خبيثة- بس عارفة دي أجمل حاجة عملتيها انك طردتيني من بيتك ، كان نفسي تعمليها من زمان أوي .
خرجت برا بيت المرشدي وهي أخيرا حققت مرادها ؛ وهو انهم يطردوها من البيت ده، أخيرا كده جوزها هياخد موقف وهيوافق يعيشوا برا طالما أهل البيت مش عايزينها ، الفرحة مش سايعاها ، وصلت الشركة ودخلت عند أختها اللي كانت مبسوطة وأول ما شافت نور قالت : كويس انك جيتي عندي خبر حلو عايزة أقولهولك .
تجاهلت كلامها وقالت بحماس : عندي خبر أحلى أكيد منك .
ملك حست بإحباط بس حافظت على ابتسامتها : قولي طيب انتِ الأول .
ردت بسعادة ظاهرة : ناهد المرشدي طردتني من بيتها .
ملك ابتسامتها اختفت وماعرفتش ترد؛ ازاي دي حاجة تفرح ؟ هل أختها فقدت عقلها تماما ولا ايه جرالها ؟
سألت بذهول : ازاي ده خبر كويس يا نور ؟
وضحت بمكر : ازاي بقى يا ملك ؟ دلوقتي مؤمن مش هيقدر يقولي نعيش معاهم ، غصب عنه هيجي يعيش معايا برا ، ناهد نفسها مش عايزاني في بيتها هيجبر ناهد بقى ؟
ملك ضربت كف بكف بعدم رضا : انتِ غبية ولا جرالك ايه ؟
نور بضجر : يوووه عليكي بقى هتقفليني ، أنا غلطانة اني قلتلك أصلا
جت تخرج بس ملك مسكت دراعها: يا غبية لو ناهد كرهتك مفيش قوة على الأرض هتقربك من حد من عيالها ، ناهد هي مفتاحك لجوزك مش كرهها يا غبية .
نور شدت دراعها بعنف من ايدها وقالت بحقد : مؤمن مش ابنها افهمي بقى ، ولا كان ابنها ولا عمره هيكون ، هو لازم يفوق من الوهم ده ، و بعدين أبوه سبق وطردني بس اتحجج بالشبكة الواقعة وماعرفش يكلم أبو أمل والكلام الأهبل لكن النهارده ناهد طردتني وجها لوجه وقالتلي ما أدخلش بيتها تاني فكده مابقاش في طريق قدام مؤمن يرجعني بيتها فهمتي ؟
بصتلها باستنكار: فهمت ايه ؟ انتِ عملتي ايه وصلتي ناهد انها تقول كده ؟ مافكرتيش يا ذكية ان اللي عملتيه ده ممكن يخلي رأي مؤمن زي رأي أمه ويقولك زيها برا بيتي؟ لو دوستي على طرف ناهد ده يقتلك مش يطلقك ولا يطردك ، انتِ ازاي متخيلة انك تزعلي أمه ويجي يقولك يلا على بيتي ؟ بتفكري بأي عقل ؟!
نور بصت للسقف بنفاد صبر ولما سكتت بصتلها وقالت بتهكم : خلصتي ؟ وفري نصايحك لنفسك وشوفيلك حل في حماتك اللي مش طايقاكي فبدل ما تنصحيني روحي انصحي نفسك ، بعد إذنك .
سابتها وخرجت وملك قعدت مكانها بصدمة؛ لتاني مرة نور بتعايرها وبالرغم من انها سبق وقررت ما تتدخلش في حاجة تخصها بس غصب عنها بتتكلم معاها ، اتنهدت بحزن و دعتلها ربنا يهديها لانها ما تملكش غير الدعاء ليها.
لحظات ودخل أخوها عندها وسألها بتعجب : البت دي خارجة واخدة في وشها ليه ؟ اتخانقتوا مع بعض ولا ايه ؟
جاوبته بغيظ : الغبية دي تقريبا اتخانقت مع طنط ناهد وخلتها طردتها من البيت وجاية فرحانة فاكرة ان لما ناهد تطردها مؤمن هيجي و ياخدلها بيت لوحدها .
نادر بصلها بذهول : غبية دي ولا ايه ؟ طيب هي عملت ايه خلت طنط تطردها ؟
هزت كتفها بحيرة : معرفش ما قالتش .
قعد قصادها وقال بضيق : البت دي مش هتفوق غير بعد فوات الأوان للأسف ، احنا نصحناها كتير وهي مش عايزة تسمع لحد .
ملك بحزن : بالفعل مش عايزة تسمع .
نادر لاحظ الحزن اللي في عينيها فقام وقرب منها رفع وشها وغير الموضوع بابتسامة : المهم طمنيني شقتكم أخبارها ايه ؟ ماقربتوش تخلصوها ونفرح بيكم بقى ؟
ابتسمت وردت بحماس : قربنا ونادر لسه مكلمني عايز يجي ونحدد ميعاد الفرح .
نادر حضنها بفرحة : بجد مش تقولي طيب الأخبار الحلوة دي الأول بدل ما تنكدي عليا بنور ؟
شدها من دراعها وكمل بحماس : تعالي نقول لأبوكي يلا هيفرح أكيد ( أخدها وخرج وقال وهما ماشيين ) بصي احنا نكتب كتابكم الأسبوع ده ، والأسبوع الجاي نجوزكم ايه رأيك ؟ ولا نعمل الاتنين مع بعض ؟ ولا ايه؟ ها ردي
ملك ضحكت : أقول ايه وهو انت مديني فرصة أتكلم ؟
نادر ضحك : ما تتخيليش فرحتي قد ايه هتكوني أجمل عروسة طلت .
دخلوا عند أبوهم ونادر قاله الخبر فقام بسعادة حضن بنته وباركلها وفضلوا يتناقشوا ويخططوا الأيام الجاية هيكون شكلها ايه .
أمل في مكتبها موبايلها رن فردت بسرعة : مروة حبيبتي ازيك أخبارك ايه ؟
سلموا على بعض واتكلموا في أمور عامة لحد ما سكتوا فأمل سألتها بحيرة : في ايه يا مروة ؟ عايزة تقولي ايه ومحروجة كده ؟
مروة بتردد : بصراحة كنت عايزة أطمن عليكي مش أكتر يا أمل
ردت بحيرة : تطمئني ؟ أنا كويسة يا مروة تطمئني عليا من ايه طيب ؟
مروة سكتت بحيرة؛ هل ممكن تكون أمل ما شافتش اللي اتكتب وهي بغبائها هتعرفها ؟
تراجعت بسرعة : أطمن عليكي عادي مش صاحبتي وحبيبتي وبقالنا كتير ما اتقابلناش ؟ قلت أشوف أخبارك ايه ؟
أمل ابتسمت لانها فهمت ان مروة شافت المكتوب وده قصدها وخافت تتكلم أكتر فردت بهدوء : أنا الحمدلله يا مروة بخير ، ولو كان قصدك على اللي اتكتب عن كريم وناريمان فأكيد ثقتي في جوزي أكبر من كلام في السوشيال ميديا
اتنهدت بارتياح : يعني ما اهتميتيش به ؟ برافو عليكي ، كريم أصلا شخصية محترمة جدا ، ولا يمكن حد يصدق الهبل اللي اتقال ، ده تخيلي اتكلموا عن ملك اللي شوفي فسخوا خطوبتهم من امتى، دي حتى ملك يا عيني كانت خايفة من رد فعل خطيبها وأهله
أمل انتبهت ان بالفعل ذكروا ملك وهي حاليا مرتبطة بدكتور نادر ، ازاي ما فكرتش غير في نفسها بس ؟
انتبهت على مروة بتضيف : بس الحمد لله دكتور نادر عاقل وقالها ماضيها بكل أشكاله ما يفرقش معاه
أمل بهدوء : ربنا يتمملهم على خير يارب - اتنهدت وكملت بتأنيب لنفسها- تصدقي ما فكرتش فيها خالص يا مروة! الواحد بقى وحش كده ليه ؟ مش بيفكر غير في نفسه .
مروة بتفهم: الله يكون في عونك يا قلبي ، صح قبل ما أنسى هو ليه كريم ما حذفش اللي اتكتب ده ؟ يعني ملك وأهل خطيبها لما يشوفوه يقولو ايه ؟ تخيلت كريم هيحذفه
ردت أمل بسرعة وقالتلها وجهة نظره في الموضوع ايه ومروة وأيدت ان تفكيره بالفعل صح ، قفلت معاها وأمل فضلت مكانها تفكر ومرة واحدة قامت وراحت مكتب لكريم، بصت لعلياء : حد معاه يا علياء ؟
علياء : لا تحبي أبلغه انك هنا ؟
هزت راسها برفض وهي بتفتح الباب ، بصت لكريم بمرح: ينفع أدخل ؟
كريم ابتسم : انتِ بجد بتسألي ؟
دخلت وقفلت وراها الباب
كريم بمزاح: بصي طالما مش متخانقين ادخلي على طول .
الاتنين ضحكوا وهي قعدت على طرف مكتبه قصاده وسألته بمشاكسة : ولو متخانقين ؟
رد بجدية مصطنعة : تستأذني الأول
أمل بتحدي : ده بعدك قال أستأذن قال !
كريم مسك ايدها باسها بحب: حبيبي يدخل أي مكان ، المهم عايزة حاجة ولا حبيبك وحشك وبس ؟
ابتسمت : وحشتني وبس
اقترح : تيجي نروح أنا وانتِ نشرب أي حاجة برا؟ - مرة واحدة تراجع- ولا أقولك بلاش لتقولي عامل عملة بداريها
خبطته على كتفه بغيظ : انت كل شوية هتفكرني بالجملة دي ولا ايه ؟
مسك ايدها من على صدره ورد بتأكيد: دي معاكي سنة لقدام هفكرك بها وأهرب بها من كل الالتزامات .
كشرت وقامت وقفت : تصدق أنا غلطانة اني جيتلك أصلا .
قبل ما تبعد وقف وراها وسحبها لحضنه بابتسامة: روح قلبي اللي بيغضب بسرعة البرق ده ، ما تهدي عليا شوية
حطت ايديها الاتنين على صدره بدلال : خلاص بطل رخامة وأنا أهدا .
رد بطاعة : تمام قولي بقى بجد كنتي جاية عايزة حاجة ولا ايه ؟
قعد على الكرسي وشدها قعدها قصاده وهي اتكلمت : كنت عايزاك تمسح الصور
لف وشه بعيد وقاطعها بضيق : يا ربي منك يا أمل
بصتله بهدوء وهو كمل : مش همسح حاجة
ردت بجدية : ينفع تسيبني أكمل الجملة للآخر ؟
ربع ايديه على صدره : اتفضلي
طلبت بهدوء: تمسح الصور واللي اتكتب عن ملك
بصلها باستغراب : ملك ؟ اشمعنى ؟
وضحت : يعني لسه مخطوبة من قريب لدكتور نادر أخو همس واللي عرفته ان أهله معترضين عليها وكلام زي ده عنها مش حلو ، فخلينا نمسحه .
كريم بتفكير : ولما أمسح ده وأسيب الباقي هبرره بايه ؟
جاوبت ببساطة : هو حد له عندك حاجة ؟ ولا انت هتروح تقول للكل انك مسحت جزء وسيبت جزء ؟ ايه يا كريم ؟
بصلها بحيرة : هشوف وربنا يسهل يا أمل .
ماحبتش تضغط عليه وقامت تروح مكتبها فوقفها : مش هنخرج نشرب حاجة ؟ حتى في الكافيتريا هنا
ردت بتفكير : بلاش بقالنا كتير ما خرجناش فلو خرجنا النهارده تحديدا هيظهر كأننا بنتعمد نقول للناس الصور مش هامانا واحنا قدامكم اهو ، خليه يوم تاني بلاش النهارده
كريم هز دماغه بتأييد لوجهة نظرها: فعلا مافكرتش كده بس عندك حق ، اوك يا قمري خليها وقت تاني .
خرجت من عنده وهو بعد تردد اتصل بسيف وبعد السلام سأله : بقولك يا سيف هي ايه علاقة نادر أخو مراتك بملك ؟
سيف استغرب سؤاله : مخطوبين ولا قصدك ايه ؟
وضحله : عارف بس أقصد الدنيا بينهم ايه ؟ الأمور تمام ولا ايه ؟ يعني أقصد هل اللي انتشر عن ملك وعني ممكن يأثر عليهم ؟
سيف رد بتفكير : مش عارف بس اللي أعرفه ان حماتي أصلا مش موافقة عليها فأكيد حاجة زي دي مش هتعديها ، بس بتسأل ليه ؟
كريم بحيرة : طيب رأيك أمسح اللي اتكتب عن ملك ولا عادي أسيبه ؟
سيف فكر لحظات : أعتقد يا كريم الأفضل لو تمسحه ، يعني هي في بداية حياتها مع نادر فالأفضل لو اتمسح .
قفل معاه وهو واخد قرار يمسح أي كلام اتكتب عن ملك .
همس في الجامعة قاعدة جنب هالة والاتنين اتفاجأوا بخلود قصادهم سندت على المدرج قدامهم وابتسمت ببرود: ازيكم يا اصحابي؟ عاملين ايه ؟
هالة ردت بجمود : الحمدلله يا خلود
خلود قربت أكتر وبصت لهمس بتهكم: إلا جوزك فين يا همس ولا طفشتيه من الكلية بحالها ؟
همس رفعت وشها تواجهها وقالت ببرود: شاغلة بالك به ليه يا روحي ؟ خليكي في حالك
قبل ما ترد دخل الدكتور فاضطرت تروح مكانها في المدرج اللي وراهم ، الدكتور الجديد كان أول مرة يدخل عندهم وكان وسيم والغريب انه صغير في السن زي سيف ، بدأ يتكلم ويعرفهم بنفسه : أنا دكتور حاتم نبيل الشرقاوي هدرسلكم مادة power system
خلود بإعجاب: حضرتك أول مرة نشوفك في الكلية
ابتسم و وضح : أنا أخدت الدكتوراه من برا ولسه راجع ودي بالفعل أول سنة ليا هنا .
خلود ابتسمت وعقلها نسج قصة حب طويلة انتهت بجوازها منه زي صاحبتها اللي قاعدة قدامها ، أهم حاجة تلعبها صح وتعرف توقعه زي ما همس وقعت سيف .
قبل ما يبدأ لقى طالب بيقوله: مش هتسأل مين أول الدفعة يادكتور زي باقي الدكاترة؟
حاتم ابتسم: بحب أختلف عن غيري ، بس عموما مين الأول هنا؟
خلود حست بنار ولعت في قلبها من سؤاله ، همس فكرت ما ترفعش ايدها بس هالة خبطتها على كتفها وهمست : بيسأل عن الأول
كشرت بس هالة علت صوتها وقالت بسرعة : باشمهندسة همس أولى الدفعة
حاتم بص لهالة بعدها بص لهمس اللي رفعت وشها تواجهه فابتسم : اممم ، ما رديتيش ليه انتِ على سؤالي ؟
ابتسمت ابتسامة مصطنعة: عادي يعني يا دكتور ما أخدتش بالي مش أكتر .
مط شفايفه قبل ما يرد باستخفاف: أولى الدفعة وما أخدتيش بالك ؟ أعتقد أوائل الدفعة مفيش حرف بيعدي منهم
ردت بتهكم : فعلا بس في الحاجات المهمة مش الرغي.
استغربت ردها الساخر وسكتت ومش هي بس الكل استغرب ردها وبصوا لحاتم في انتظار رده ، أما هو فابتسم باستمتاع وردد : رغي ؟ امممم ، يا ترى انتِ ردودك على أسئلة الامتحانات حادة ودقيقة كده ولا ؟ على العموم هنشوف خلونا نبدأ في الكلام المهم ( بص لهمس وكمل بابتسامة ) مش الرغي
خلود كانت متغاظة؛ لان همس بدون أدنى مجهود علمت معاه وخلقت نوع من التحدي بينهم ، ازاي بتقدر بتلقائية شديدة تلفت انتباه الكل ؟
بدأ يتكلم الأول بشكل عام عن المادة بعدها بدأ شرح أول درس .
خلود فكانت بتحاول تتحاور معاه وتتناقش كتير علشان تلفت انتباهه لحد ما بصلها بملل : على فكرة انتِ لو سمعتي أكتر وركزتي أكتر مش هتحتاجي لكمية الأسئلة اللي بتسأليها دي ( كرر بحزم ) اسمعي وافهمي وآخر المحاضرة لو حاجة مش فاهماها اسألي فيها لكن كده انتِ بتضيعي وقت الكل .
خلود اتحرجت واتمنت لو ينفع تقوم تخرج برا المحاضرة وتصرخ بأعلى صوتها ، أما همس وهالة فالاتنين ابتسموا لبعض لانهم فاهمين هي بتعمل ايه أو بتحاول توصل لايه ؟
سكتت تماما لآخر المحاضرة لانها كررت غباءها اللي سبق وعملته مع سيف وقالها نفس الرد ده ، لازم تكون ذكية لو عايزة تنجح وبلاش كلام فاضي لازم تركز أكتر .
لاحظت انه مهتم بهمس من خلال نظراته اللي اتكررت ليها ، استغربت معقول هو كمان هيقع في غرامها ؟ لا يمكن تسمحله ، لازم تمنعه مهما كان التمن .
خلصت المحاضرة وهمس وهالة خرجوا برا، همس ما لاحظتش حاتم اللي كان متابعها بعينيه لحد ما اختفت ، اعتذر من اللي حواليه وخرج؛ كان عايز يشوفها هتعمل ايه أو رايحة فين ؟ قعدت هي وصاحبتها على مقعد وفضلوا يتكلموا ويهزروا وهو عدى من جنبهم طلع المبنى اللي فيه مكتب سيف .
خلود وقفت قصادهم الاتنين وايديها على وسطها وبصت لهمس اللي رفعتلها وشها بملل: واقفة كده ليه زي خيال المآتة ؟
خلود قربت ومالت بوشها تجاهها وهي بتقول بتهديد: ابعدي عنه بحذرك اهو من البداية وبطلي حركاتك السخيفة والساذجة في لفت الانتباه .
همس ضحكت هي وهالة وما ردتش عليها بس قبل ما خلود تتكلم هالة اتكلمت : ما تروحي تشوفي وراكي ايه وتحلي عننا ؟ لو حد بيعمل حركات ساذجة فانتِ عارفة كويس مين بس خلي بالك سبق وسيف استغباكي من أسئلتك فبلاش تكرري غباءك مع دكتور حاتم بدل ما يستغباكي هو كمان ، اجري العبي بعيد عننا يلا .
فتحت بوقها تتكلم بس همس وقفتها بلامبالاة: مش مهتمين نسمع اللي عندك فحلي عننا .
سابتهم بغيظ ومشيت بس وقفتها مايا بمكر: إلا قوليلي مضايقاكي في ايه البت دي ؟
خلود بصت ناحية ما هي باصة وشافت همس لكن رجعت بصتلها بهجوم: وتطلعي مين انتِ علشان توقفيني وتسأليني ؟
ابتسمت بخبث : أنا ماما ، عارفة يعني ايه ماما ؟ يعني أي مشكلة هتلاقي حلها عندي ، بس الأول قوليلي مضايقاكي في ايه البنت دي ؟
خلود ابتسمت بتكبر : برضه مالكيش فيه
جت تمشي بس مسكت دراعها وقفتها وقالت بوضوح: سيف الصياد خسارة في واحدة زيها وعايزة أشاركها فيه تقدري تساعديني ؟ سمعت انك كنتي انتيمتها ولا دي إشاعة ؟
خلود ضحكت جامد ولسه هتمشي بس مايا ما سابتس دراعها وقالت بضيق: كلميني هنا
خلود ردت بسخرية : انتِ عايزة توقعي سيف الصياد ؟ كان غيرك أشطر .
استمر ضحكها ومايا استنتها تسكت بعدها قالت بتحدي : لا غيري مش أشطر وأنا مفيش راجل في الدينا ممكن يقف قدامي ، حطيلي بس شوية نقط على شوية حروف وهتشوفي هعمل فيه وفيها ايه.
خلود كانت هتمشي بس مرة واحدة وقفت وسألت نفسها هتخسر ايه ؟ مش يمكن دي تنجح في اللي هي فشلت فيه ؟ بصتلها باستفسار: عايزة تعرفي ايه ؟
مايا ابتسمت بانتصار : كل حاجة من طأطأ لسلام عليكم ، من أول لحظة شافها فيها لحد النهارده وسيبيني أنا أتكتك
مشيوا الاتنين مع بعض وخلود بدأت تحكيلها كل التفاصيل اللي محدش يعرفها عن سيف وهمس .
مؤمن في مكتبه قطع انتباهه دخول نور اللي استغرب وجودها، وقبل ما يتكلم لقاها بتعيط فقام وقف بسرعة وسألها بفزع : في ايه يا نور مالك ؟
بصتله بحزن وهي بتمسح دموعها : في اني تعبت من البعد عنك وعن ابني .
استغرب كلامها وتراجع خطوة ومش فاهم هي ناوية على ايه ؟
نور بصتله بعتاب : انت ازاي مش قادر تحس بيا يا مؤمن ؟ قبل كده وحسن المرشدي طردني من بيته و
قاطعها بيأس : يووووه بقى يا نور احنا مش هنخلص من الفيلم الحمضان ده ؟
زعقت بغضب : لا مش هنخلص انت خلصته لكن أنا عايشة فيه ، تعرف ان النهارده طنط ناهد طردتني من البيت ؟
بصلها بذهول وحرك راسه برفض وعدم تصديق لكلامها فابتسمت بتشفي : اه طبعا مش مصدق بس ده اللي حصل ، طردتني من بيتها وقالتلي ما أدخلهوش تاني أبدا ايه رأيك بقى ؟
مؤمن بصلها بشك و مش قادر يصدق كلامها
سألها: وايه اللي خلاها تقول كده ؟ ده في حالة إذا كانت قالت بالفعل الكلام ده ؟
نور بصتله باستنكار ومش مصدقة انه بيكدبها فقالت بهجوم : انت مش مصدقني ؟ هتبلى عليها ولا ايه ؟ لا يا مؤمن أنا ماأقبلش تكدبني
رد بتهكم : ماهي نونا لا يمكن تطرد أي حد من بيتها فما بالك انتِ ؟ فلو هي عملتها بالفعل فده معناه ان اللي انتِ عملتيه هي ماقدرتش تتقبله بأي شكل ، علشان كده بسألك عملتي ايه وصلها للمرحلة دي ؟
نور بصتله بتوتر وهي بتفتكر كلام أختها ان ده هيكون رد فعل مؤمن
حاولت تتماسك قدامه وردت بهجوم: عملت ولا ماعملتش هو أنا كان عندي حق لما قلت انك مجرد لعبة لكريم ولا أكتر ولا أقل ؟ قال كنت جاية وأنا فاكرة ان جوزي راجل مابيهمهوش وهياخد حقي .
جز على اسنانه بغضب منها ورد ببرود مفتعل: المفروض اني أتعصب يعني هنا وأحاول أثبتلك رجولتي وآخدك من البيت وأمشي ؟ اطلعي برا يا نور أنا تعبت من الكلام معاكي ويا ستي اعتبريني لعبة كريم بس كده ؟ عايزة مني ايه بقى ؟ كل واحد فينا راح لحاله مستنية مني ايه ؟ اللي انتِ مقتنعة به في دماغك اعمليه بعيد عني واللي عايزة تفكري فيه فكري براحتك تماما بس طلعيني برا حساباتك ، ولو نونا بالفعل طردتك من بيتها يبقى عمرك ما هتدخليه تاني ولا أنا هسمحلك تدخليه ، أنا مش فاهم انتِ جاية هنا متخيلة ايه ؟ تقوليلي نونا طردتني أقوم أتنحرر وأقول اه طردوها فآخدلك بيت برا؟ ده اللي عقلك المتخلف صورهولك ؟ يعني انتِ زعلتي أمي ( شدد على كلمة أمي وكمل ) وجاية تعيطيلي هاخدك في حضني مثلا ؟ هل ده اللي فكرتي فيه ؟ أنا مش قادر أفهم هل انتِ كنتي بالغباء والجحود ده من البداية وأنا ما أخدتش بالي ولا انتِ اتحولتي للتخلف ده ؟ أنا مش قادر أفهم بجد .
سابها ورجع قعد على مكتبه وشد اللاب قدامه وبصله كإعلان لإنهاء النقاش معاها
فضلت واقفة مصدومة وبتفتكر تنبيه أختها وتحذيرها لكن مؤمن بيفكر بنفس المنطق المتخلف بتاعها ، فضلت مكانها شوية مش عارفة تعمل ايه ؟
مؤمن لاحظ انها لسه واقفة فرفع دماغه بصلها باستفسار بدون ما ينطق فاتكلمت بغضب: ده آخر كلام عندك يا مؤمن ؟ للدرجة دي انتِ بايعني ؟
ضحك بتهكم و رد بوجع : أنا اللي بايعك برضه يا نور ؟ أنا لحد الآن مش فاهم فين حبك وفين العشرة اللي بينا وفين حق الولد اللي بينا ده ؟ انتِ ازاي بقيتي كده ؟ مش شايفة غير نفسك وبس ؟ ( جت تتكلم وتعترض بس منعها ) حتى لو جيتي على نفسك علشاننا كنت هحط ده فوق راسي وأقول دي اتخلت عن رفاهيتها علشاني أنا وابنها وضحت بـ …. - هز راسه بحيرة وكمل - أنا مش عارف بايه بس أكيد كنت هاخد ده في اعتباري وتفكيري وأفكر مع الوقت أنفذ أمنياتك لكن أسلوبك ولوي دراعي والطريقة دي كلها وتفكيرك خلوني مش قابل حتى مجرد الكلام معاكي ، عقلي وقلبي بيحاولوا يلاقوا أي عذر ليكي ولا يبرروا تصرفاتك لكن بصراحة مش لاقي غير مجرد شوية تخلف وأنانية وغباء غير كده مش لاقي ولا شايف .
نور بصتله باستعطاف: كل ده علشان بس طلبت منك نسيب البيت ؟ - ملامحها اتحولت للكره وكملت - نسيب كريم المبجل و
قاطعها و لأول مرة يزعق بالشكل ده : يادي كريم اللي حاطاه فوق راسك ده، ما تشيليه شوية من تفكيرك ، هو في ايه ؟ هو أي كلام نحشر كريم فيه وأي مشكلة نلبسها فيه وأي حاجة المهم نحط اسمه ؟ انتِ في ايه بالظبط ؟
زعقت بحقد: لان هو أساس مشاكلي كلها وهو السبب في كل اللي أنا فيه، هو وبس
زعق بعنف : هو وبس ؟ يعني مش غبائك ولا عنادك الأجوف اللي مالهوش أي معنى ؟ يعني مش أنانيتك وتفكيرك في نفسك وبس ؟ يعني مش كرهك لعيلتي ؟ ها؟
الصوت كان عالي ومسموع برا فالسكرتيرة ماعرفتش تعمل ايه وخصوصا ان كذا حد انتبه للصوت ، قامت راحت لعلياء بسرعة : علياء هو مستر كريم جوا ؟
علياء استغربت : اه جوا في ايه يا مي ؟
ردت بتوتر : باشمهندسة نور عند باشمهندس مؤمن وصوتهم عالي جدا والموظفين بدأوا يتلموا على صوتهم .
علياء وقفت بحيرة : طيب ايه ؟ نقوله يتدخل ؟
مي بتأكيد: أنا شايفة كده
علياء خبطت على كريم اللي بصلها وشاف مي وراها : خير في ايه ؟
الاتنين بصوا لبعض فوقف بقلق لان مي يعني مؤمن فسأل بترقب: في ايه انطقوا
مي ردت بتوتر : الباشمهندسة نور عند باشمهندس مؤمن وصوتهم عالي جدا و..
ما استناش يسمع الباقي وراح عندهم وفوجئ بأبوه رايح تجاهه لان كذا موظف واقف والصوت عالي
نور بعصبية : كل اللي قلته ده ولا له أساس من الصحة احنا مشكلتنا تتلخص في كلمة واحدة وبس وهو كريم ، انت تابع له وبس ومش شايفة غير كده ، هو بيتحرك وانت وراه
مؤمن بغضب شديد : اطلعي برا يا نور واقفلي الكلام لحد هنا وكفاية كده
نور هترد بس الباب اتفتح ودخل كريم اللي قال بنبرة حازمة: كفاية كده؛ الكلام ده لا مكانه هنا ولا وقته .
نور بصتله بكره وقالت بسخرية: اوووه باشمهندس كريم هنا ؟ المفروض نخاف بقى ولا نكش ؟ ولا نضرب تعظيم سلام ؟
كريم تجاهلها وبص لمؤمن بجدية: انهي الحوار ده الكل بيتفرج عليكم برا
نور وقفت في وشه وقالت باتهام : ليه ننهيه ؟ خايف موظفينك يعرفوا اننا اتطلقنا بسببك انت ؟ ولا خايف يعرفوا ان بسبب ضعف شخصيته قصادك ؟ ولا انه مجرد تابع لكريم المرشدي وبس ؟
كريم بصلها واتمنى لو له الحق انه يضربها بس تماسك ورد عليها بتحذير: قسما بالله لولا احترامي لوالدك وأخوكي كنت هتعامل معاكي معاملة تانية خالص وطالما ما تعرفيش مين هو مؤمن الدخيلي يبقى ما تتكلميش عنه ( بص لمؤمن وقال ) طلعها برا الشركة .
أمل جت هي كمان ومش مصدقة اللي نور بتعمله فحاولت تتدخل : نور ممكن تهدي وتعالي معايا …
قاطعتها بغضب : انتِ ما تتدخليش وكفاية بقى دور السهوكة اللي عايشاه علشان تظهري بمظهر الملاك ده الصراحة مش لايق عليكي وكفاية ابني اللي بتحاولي تخطفيه مني وتكرهيه فيا
قبل ما حد يتكلم حسن المرشدي اتدخل و وقف في وشها بحزم: كلمة زيادة يا نور وهطلب الأمن يرموكي برا الشركة، انتِ زودتيها أوي وأنا ليا كلام تاني مع والدك واتفضلي اطلعي برا الشركة كلها .
نور ضحكت بتهكم : مراتك تطردني من البيت وحضرتك تطردني من الشركة وهو يقولي نرجع بيتنا صح ؟
مؤمن ببرود: مابقاش بيتك لو سمحتي ، اتفضلي برا الشركة وبرا البيت وبرا حياتي كلها ( رفع سماعة تليفونه على مكتبه وطلب رقم وقال بحزم ) ابعتلي الأمن هنا يخرجوا الباشمهندسة نور برا الشركة وممنوع تدخل هنا تاني تحت أي ظرف .
نور بصدمة : انت بتطلبلي الأمن يطردوني ؟
مؤمن بهدوء : اه اتفضلي برا بالذوق قبل ما يطلعوا أنا سبق وطلقتك من زمان مش فاهم جاية هنا ليه ؟
نور بصتلهم كلهم واحد ورا التاني باتهام وركزت نظرها على مؤمن بتوعد : بكرا تندم يا مؤمن .
سابتهم وخرجت وكريم بص للموظفين وقال بصرامة : كل واحد يروح مكتبه اتفضلوا .
أمل قربت منه فبصلها بهدوء : روحي مكتبك يا أمل .
انسحبت بهدوء وحسن المرشدي دخل مكتب مؤمن هو وكريم وقفلوا الباب ، مؤمن قعد على مكتبه بانهيار، حسن قرب منه وقفه على رجليه وقال بقوة : نور مرحلة وانتهت من حياتك يا مؤمن ، نسيانها صعب ؟ اه صعب بس كله بيعدي ، الضربة اللي ما بتقتلش بتقوي ، ازعل عليها شوية واقفل صفحتها لان بعد كل ده وكل الفضايح دي أعتقد الصلح بقى صعب ، هي ضربت بكل الأعراف عرض الحائط ولا عندها احترام لكبير ولا صغير ومعرفش هل ناهد بالفعل طردتها ولو طردتها فأكيد عندها سبب وقهري .
مؤمن بوجع : عمي حضرتك مش محتاج تبرر تصرف عمتي أو حضرتك ، نور تخطت فعلا كل الخطوط الحمرا .
حسن بص لكريم : خده وامشوا برا الشركة خليه يغير جو أو يتكلم معاك
مؤمن برفض : عمي أنا كويس و
قاطعه بإصرار : بقول اطلعوا برا الشركة شوية ، اتغدوا ، اعملوا أي حاجة .
قبل ما حد يتكلم موبايل حسن رن ، طلعه كانت ناهد ، بصلهم الاتنين : دي ناهد ( رد عليها ) أيوة يا ناهد ؟
ناهد بعصبية : أنا طردت نور يا حسن ، مش عارفة ازاي عملتها بس طردتها هي عصبتني ونرفزتني وماحسيتش بنفسي غير وأنا بطردها .
حسن بص لمؤمن قبل ما يفتح الاسبيكر بتاع موبايله وسألها : طردتيها ليه يا ناهد ؟ عملت ايه عندك ؟
ناهد ردت بعصبية حكتله اللي حصل كله وغلطها في غادة وأم فتحي وكملت بنبرة مهمومة: أنا والله حاولت أتكلم بهدوء بس عصبتني ونرفزتني وبجحت فيا وغلطت في مؤمن فماقدرتش أتحمل وطردتها تقوم تضحك وتقولي أخيرا عملتيها! حسن أنا خايفة مؤمن يزعل مني ويسيب البيت علشان خاطرها بس والله لولا غلطت فيه هو ماكنتش طردتها لكن ما اتحملتش كلامها عنه ، مؤمن وكريم كل واحد فيهم واخد نص قلبي ماأقدرش أعيش من غيرهم الاتنين حواليا أموت من غيرهم ، تفتكر مؤمن ممكن يزعل مني ؟ أنا مستعدة أروح أصالحها و
قاطعها مؤمن اللي أخد الموبايل من ايد حسن وقال بحب: تصالحي مين بس يا ست الكل ؟ ده انتِ في كوم لوحدك والكون كله في كوم تاني
ناهد شهقت بذهول : مؤمن ؟ حبيبي والله
قاطعها باعتذار : حقك عليا انتِ لو هي غلطت فيكي أو في غادة أو أي حد عندك أنا هعتذرلهم كلهم ، نور جابت آخرها خلاص المهم انتِ ما تزعليش مش تقولي أعتذرلها! هي ما تستاهلش حتي تبصيلها مش تعتذري .
فرحت بكلامه وبعدها قفل معاها وبصلهم : أنا محتاج أكلم نادر وأفهمه اللي حصل ، صدقوني أنا كويس ، ومش محتاج أمشي من الشركة ، لو في جديد هاجي يا كريم وأقولك نخرج بس مش دلوقتي .
سابوه الاتنين وخرجوا وهو مسك موبايله اتصل بنادر وبلغه كل اللي حصل بالتفصيل سواء في البيت أو في الشركة وغلط نور في الكل ونادر ماقدرش يقول كلمة حتى يدافع بها عن أخته لان هو نفسه معترف بغلطها .
في شركة الصياد
سيف قاعد في مكتبه الباب خبط بعدها دخلت آية ومعاها ملف : سيف ده الملف اللي طلبته عن المصنع وفيه كل المعلومات اللي طلبتها .
حطته قدامه وهو شكرها بعدها بص لشغله يكمله بس آية قبل ما تخرج وقفت وبصتله بفضول: انت ليه امبارح زقيت همس في الميا؟ كان باين أوي انها متضايقة منك
بصلها بذهول ومافهمش هي عرفت منين أو بتتكلم بناء على ايه أو ليه ؟
لاحظت حيرته فوضحت : كنت في البلكونة وشوفتكم ، بس ما تقلقش دخلت بعدها علشان تبقوا براحتكم
سيف بهدوء : فكريني أقفل الحمام ده لان بالفعل أوض النوم كلها بتطل عليه لازم نعزله .
آية كشرت : يا سلام ده أجمل ڤيو من أوض النوم عليه ، ما الأسهل تتلم انت ومراتك وتهزروا في أوضتكم براحتكم بدل ما تقفل علينا احنا .
سيف ابتسم بسماجة : حاضر يا ستي هتلم في أوضتي ( برطم بغيظ) أنا هلاقيها منك ولا من أمك
آية قربت منه بابتسامة مرحة: سمعتك وهقول لماما
بصلها وضحك : قوليلها عادي
آية قعدت على طرف المكتب وسألت بفضول : قولي بقى اتخانقتوا ليه ؟ وزقيتها برخامة كده ليه ؟
سيف استغرب فضولها وضحك على منظرها : ما تروحي مكتبك ايه رأيك ؟
ردت برجاء : قولي الأول وبعدها هروح ، قول وبطل رخامة بقى يا سيف بقالنا كتير ما اتكلمناش مع بعض في أسرار
سيف ضحك جامد وقرر يشتغلها : أسرار مرة واحدة ؟ وبعدين انتِ فتانة أصلا ؛ بقى أكلمك امبارح كلمتين تروحي تنقليهم اخص عليكي .
آية برقت بذهول : أنا ؟ كلام ايه اللي نقلته ؟ ماحصلش أصلا .
سيف حاول ما يضحكش ورد بجدية : أقولك انتِ أختي وحبيبتي وما تتعوضيش لكن مراتي تتعوض تقومي تروحي لهمس تقوليلها سيف بيقول أتجوز عشره لكن انتِ آية واحدة ؟ بجد اخص عليكي ما تخيلتش الندالة دي منك .
لف وشه بعيد كأنه زعلان وهي قامت بسرعة وقعدت قصاده وهي بتنفي : والله أبدا ما حصل يا سيف لا يمكن أقول حاجة زي دي لهمس ، أبدا عمري ، يعني ده أنا لو بكرهها مش هقولها كده فما بالك وأنا بحبها ؟ لا ماحصلش أبدا .
بصلها وقال بلوم : أيوة امال هي عرفت منين ؟ بتنجم ؟ واتقمصت مني الليل كله ومخاصماني
آية بحيرة: معرفش بس أنا ما قلتش حاجة ، تحب أكلمها دلوقتي طيب أقولها ؟ مش عارفة أقولها ايه بس أنا والله ما اتكلمت معاها طيب هتكلم امتى ؟ بالعقل كده امتى؟ هي مش معاك من بعد ما سيبتني لحد الصبح ؟ يبقى هقولها امتي ؟
هنا سيف ضحك فبصتله باستغراب بعدها فهمت انه بيشتغلها راحت ضارباه على كتفه بغيظ : والله انت رخم وأنا بجد صدقت وببررلك نفسي
ضحك ومسك ايدها اللي بتضربه بها : خلاص خلاص
قالت بجدية : لا بجد هي زعلت منك ليه ؟ بجد بقى
قال بتأكيد : لنفس السبب اللي قلته ، الكلام اللي قلتهولك ، انها اعتبرت كلامي إهانة ليها ازاي هي أقدر أبدلها ؟
آية بعدم فهم: يعني ايه ؟ طيب عرفت منين ؟ أنا بجد يا سيف ماقلتلهاش أي حاجة
ابتسم و وضحلها : عارف ، هي سمعتني وأنا بكلمك ، المهم ما تشغليش بالك انتِ
آية بأسف حقيقي : طيب قولي أعمل ايه ؟ أكلمها وأقولها
قاطعها بهدوء : حبيبتي ما تعمليش حاجة الموضوع انتهى أصلا ، هي وانتِ لازم تفرقوا بين علاقة الأخ وأخته والزوج والزوجة ، كل واحد ليها مكانتها وكل واحدة ليها حبها وده مش بيجي مكان ده، خلينا في المهم همس اتصالحنا والموضوع منتهي ما تشغليش بالك به ، خلينا في الشغل
اتكلموا شوية عن الشغل وبعدها هي انسحبت لمكتبها .
شوية و دخل عنده عز قعد وسأله باستفسار : سيف انت واثق في خطوة سبيدو دي ؟ وليه هو ؟
سيف بصله : بابا احنا اتكلمنا بالليل وقلتلك أسبابي
عز بصله بمغزى : طيب ليه حاسس ان في سبب أساسي أهم من كل ده انت ماقلتهوش ؟
سيف ابتسم؛ لان أبوه بالفعل أكتر حد بيفهمه
ابتسامته وضحت لعز ان تفكيره فعلا صح فقال بتأكيد : يعني فعلا عندك سبب خفي ؟ اتكلم حالا
سيف أخد نفس طويل قبل ما يقوم من مكتبه ويقعد قصاده : سبيدو ساب الدارك ويب والسباقات وكل الليلة دي ومركز في المعرض بتاعه وبس والمفروض انه اتغير بشكل كلي وعايز يكون جاد في حياته .
عز بحيرة : طيب حلو وده ايه علاقته بالمصنع ؟ ولا بينا ؟
سيف وضحله : اني عايز أشوف التغيير ده بعيني هل هو بجد اتغير ولا تغير سطحي وهيرجع تاني لتهوره ؟
عز بعدم فهم : برضه هقولك وده علاقته بينا ايه ؟ ما تتكلم بصراحة وبدون لف ودوران .
اتردد يقول الحقيقة ولا بلاش دلوقتي يصرح بها ؟ لكن قدام إصرار أبوه قرر يحطه في الصورة فحمحم وقال بجدية: سبيدو ميال لآية والواضح انها هي كمان ميالة له ، فعايز أشوف بعيني التغير ده علشان أقدر آخد قرار لما يتطلب مني القرار ، أعتقد كده وضحت .
عز كشر لوهلة وابتسم بس رجع كشر تاني : كنت متخيل انها ميالة لباسم، باسم أعقل و
قاطعه سيف : هو بالعقل يا بابا ؟ اه باسم مناسب أكتر لكن في كيمستري وسبارك بينها وبين سبيدو ، معرفش حسيت بده ، باسم ما لفتش انتباهها ، من البداية سبيدو وبس يعني في حاجات كده بتتحس مش بتتحكي .
عز مش عارف يفكر وحاسس انه اتلخبط ، بص لابنه باستفسار : سبيدو ؟ وهو شخص كويس أصلا يا سيف ؟ أخلاقه ايه ؟ حاسه بلطجي! اينعم أعرفه من وهو طفل صغير بس معرفش بحسه دايما بلطجي كده مش ابن ناس ومحترم .
سيف وضح بهدوء: هو بلطجي ومش بلطجي في نفس الوقت ، يعني حسب ما الموقف بيتطلب وده بيعجبني فيه ، قادر يتعامل مع أي شخص ويتلون قصاده لكن أخلاقه عالية وجدع وشهم وفيه صفات كتيرة حلوة وعيوبه بيحاول يعالجها اهو فهو كشخص كويس .
عز باصص لابنه بتفكير وبيحاول يركب صورة سبيدو مع بنته الجميلة آية بس فجأة راحت ملامحه ومش عارف يفكر حتى ، قاطع تفكيره دخول مريم عندهم بلغت سيف بوصول سبيدو ، دخل ويادوب هيهزر لمح عز فاتحرج وسلم عليه بأدب: عمي ازي حضرتك
عز بصله كتير بدراسة، طوله كويس ، جسمه رياضي ، مقبول لا هو جذاب الحق يتقال ، شيك في لبسه ومظهره ، ممكن يتقبله طالما سيف قال ان أخلاقه كويسة
سبيدو لاحظ نظرات عز المتفحصة وده خلاه ارتبك، بص لصاحبه بتساؤل فسيف ابتسم واتكلم : ها أخدت قرار ولا لسه ؟
ابتسم وحاول يتكلم بجدية : هبدأ امتى ؟
سيف ابتسم و وقف : دلوقتي يلا على المصنع .
سبيدو مسك دراعه وقفه وبص لأبوه : ايه هو ده اللي دلوقتي ؟ هو سلق بيض ولا ايه ؟ مش محتاج أفهم الدنيا رايحة فين وجاية منين ولا هو من الدار للنار ؟
سيف ضحك لانه شايفه زي الطفل الصغير اللي داخل امتحان : أيوة هو كده بالظبط ، يلا يالا انت هفهمك في الطريق وفي ناس هناك هتفضل معاك وجنبك لحد ما تفهم الدنيا كلها ماشية ازاي
عز أضاف بهدوء : أكيد يعني مش هنسيبك لوحدك تخرب المصنع ولا ايه ؟
سبيدو بص لعز : لا إن شاء الله خير ربنا يسترها بإذن الله.
خرجوا الاتنين وقابلهم مروان اللي أول ما لمحهم راحلهم ، سلم على سبيدو بعدها سأله : قررت ايه ؟
سبيدو أخد نفس طويل بتوتر : أنا رايح المصنع اهو وربنا يسترها .
سيف خبط على كتفه بدعم: قدها ما تقلقش ، لو كان عندي شك ولو بسيط انك مش هتقدر ماكنتش كلمتك أصلا .
سبيدو : ربنا يسهل ويسترها علينا ( بص لفوق ) احنا غلابة يارب
مروان ضحك : انت هتشحت ولا ايه ؟ المهم
سبيدو : ايه المهم قول ؟
مروان ابتسم ببلاهة : خطوبتي الخميس ها؟ بقولك اهو من دلوقتي تفضي نفسك
سبيدو مستغرب ابتسامته وبص لسيف بتهكم: ايه الابتسامة الغبية دي ؟
سيف ضحك : لا دي الابتسامة البلهاء بتيجي في نفس الباكيدج بتاع الحب والخطوبة وكده
التلاتة ضحكوا بعدها سبيدو بص لسيف بغمزة: طيب ايه ؟
سيف اصطنع الغباء : ايه ايه ؟
سبيدو بغيظ : اشمعنى أنا يعني وقعت منكم ما تجوزوني معاكم ، قول لهمس تشوفلي واحدة كده ولا كده ( سيف هيتكلم بس وقفه بتحذير) غير خلود
سيف ضحك : ماكنتش هقول خلود في حد جديد ظهر بس محتاجة ترويض
سبيدو بمزاح : أنا أروضها وماله عرفني عليها بس و
قطع الجملة لانه شاف آية اللي سمعت آخر جملة بس تجاهلته وبصت لأخوها بجدية: سيف ينفع تمضيلي هنا قبل ما تخرج ؟
سيف لاحظ نظرات التوتر من سبيدو والتجاهل من آية بس ماعلقش ومضى الورقة وقبل ما تمشي قال: صح يا آية سبيدو هيستلم المصنع وهيبدأ من النهارده
آية من جواها قلبها دق بعنف بس حاولت تظهر عادية وبصتله بتهكم : بس خلي بالك ليصور المصنع وينشر على الدارك ويب ويبهدل الدنيا .
سبيدو رد بغيظ : ده على الأساس اني ايه ؟ عيل صغير ولا ايه ؟
آية ردت بعناد: ده على الأساس ماعملتهاش قبل كده يعني وصورته ولا نسيت ؟
سبيدو ضرب كف بكف باستنكار: هو هنفضل العمر كله نتكلم في دي ولا ايه ؟ ( بص لسيف بضجر) ما تقول حاجة لأختك ؟
سيف بص لآية وقال بلامبالاة: حاجة
سبيدو بصله بغيظ: ده ايه برطمان الخفة اللي وقعت فيه على الصبح ده ؟ أنا أروح معرضي كنت معزز مكرم ، سلام عليكم .
سابهم ومشي وكلهم ضحكوا عليه بعدها سيف لحقه ودخل الأسانسير وراه: ما تستنى يالا انت
وقف وبصله بحزم : فهم آية أختك اني مش الشخصية اللي ممكن يخون صاحبه أو يعمل حاجة تضره .
سيف باستفزاز : بس هي عندها وجهة نظر
سبيدو بصله بصدمة ورد بجدية : سيف لو عندك شك اني ممكن أخونك خلاص نفضها سيرة وبلاها خالص أنا مش محتاج الشغل عندك أنا لو وافقت فده مساعدة ليك مش أكتر
سيف ابتسم ولبس نظارته وهو خارج من الأسانسير : سبق وقلتلك لو عندي شك ولو ١٪ ماكنتش عرضت عليك الشغل يلا بينا .
خرجوا قدام الشركة وسبيدو سأله : هنروح بعربية واحدة ولا اتنين
سيف : اتنين أنا مش هفضل معاك يا إما تبقى تروح بأي عربية من المصنع
سبيدو بسرعة : لا هاخد عربيتي يلا
كل واحد ركب عربيته واتحركوا ورا بعض وكل شوية يتسابقوا الاتنين أو يعملوا حركات حوالين بعض وسيف حس من جواه انه مفتقد الجو ده .
وصلوا المصنع وسيف جمع العمال عرفهم على سبيدو اللي وقف يراقب في صمت وماحبش يتكلم غير كام كلمة ، دخلوا المكتب وسيف عرفه ان ده هيكون مكتبه وبعدها دخل واحد كبير في السن ، سيف سلم عليه وبص لسبيدو بابتسامة: بص يا سيدي ده أستاذ أمين وهو أمين بالفعل يعني اسم على مسمى هياخدك في جولة في المصنع وهيعرفك كل كبيرة وصغيرة ويفهمك الدنيا بتمشي ازاي ، عم أمين كبير العمال وشغال معانا من أكتر من عشرين سنة يعني من الآخر يعرف أكتر مني ومنك .
سبيدو سلم عليه وأمين رحب به وبعدها قاله بود : بص أنا أيوة مش مهندس بس بعلم كل المهندسين اللي بيجوا هنا جديد
سبيدو بص باستفسار لسيف اللي أكد كلامه : أيوة كلنا بنعدي من تحت ايديه الأول ولازم هو يدينا ختم الجودة ( بص لساعته وبصلهم ) أسيبكم أنا بقى ورايا مشوار مهم .
سبيدو بتهكم : المشوار المهم يتضمن الجامعة ؟
سيف ضحك ورد : خليك في حالك
انسحب بسرعة علشان يلحق همسته اللي قربت تخلص ، وصل الجامعة عندها وركن عربيته وبص لساعته لقى ان لسه قدامها خمس دقايق على نهاية المحاضرة .
نزل من عربيته وقلع چاكيت البدلة وفك الكرافت يتخلص من منظر الدكتور الجامعي ويكون سيف فقط .
مسك تليفونه بعت رسالة ( حبيبتي مستنيكي تعالي يلا بسرعة وحشتيني )
جاله الرد خلال دقيقة ( السكشن لسه ماخلصش ، انت كمان وحشتني أوي أوي أوي أوي بجد )
ابتسم وكتب ( ايه دي أعمل بها ايه أنا ؟ أصرفها منين ؟)
ابتسمت أول ما قرأت رسالته وكتبت( تصبيرة لحد ما أوصل عندك وأديهالك بنفسي )
لسه هيكتب انتبه على حد بيكلمه ، رفع وشه شاف مايا قدامه فتجاهلها وبص لموبايله
بصتله بغيظ : لو سمحت يا دكتور
بصلها بنفاد صبر : افندم ؟
قربت منه ومعاها كشكولها : ينفع أسألك سؤال سريع جدا جدا مش هياخد لحظة بس معلش وقف قدامي ؟
استغرب طلبها وفكر يرفض بس تراجع على مضض : اتفضلي
شاورت على صفحة في كشكولها قدامه: هنا حضرتك قلت كده بس بعدها قلت العكس فأنا مش فاهمة أنهي فيهم الصح ؟
سيف استغرب انها كانت مركزة في المحاضرة بتاعته للدرجة دي أو ممكن حد تاني كان مركز وهو اللي عرفها تسأل في ايه ؟ ده الاحتمال الأقرب للصح ، بصلها باقتضاب : معاكي قلم ؟
ناولته القلم بتاعها فبدأ يشرحلها : الحالتين صح بس كل واحدة بتنطبق في حالة معينة
شرحلها سريعا الفرق بينهم وهي اتمنت لو كانت خلود شرحتلها أكتر بحيث تقدر تتكلم عن المحاضرة كلها مش الجزء ده بس ، بصتله بابتسامة : كده فهمت شكرًا أوي لحضرتك .
كانت قريبة منه وحاولت ان كتفها يلمس كتفه وهي بتتكلم
مؤمن همس باهتمام : انت أخبارك ايه انت ونصك التاني ؟ اتغابيت كعادتك ولا لميت الدنيا ؟
كريم بصله باستنكار : مش هرد عليك
قبل ما يتكلم تاني نزلت أمل اللي كلهم انتبهولها وهي لاحظت نظراتهم ، صبحت زي كريم وقعدت جنبه وسألته بتعجب : هم كلهم بيبصولي ولا أنا متهيألي ؟
كريم ضحك بخفوت وبصلها : كنت لسه بسأل مؤمن نفس السؤال عليا .
الاتنين ضحكوا وده خلى الكل يبتسم لان ده معناه انهم مش زعلانين ، انتبهوا كلهم لحسن اللي قال بابتسامة : نفطر بقى طالما الكل متجمع ولا ايه ؟
كريم ابتسم : نفطر أكيد
مر الفطار بهدوء وبعدها الكل بدأ يروح شغله وطه خرج هو وأبوه يجيبوا البضاعة اللي محتاجينها في المحل وأمل قبل ما تخرج مع كريم بصت لغادة وسألتها: متأكدة اني ما أفضلش معاكي هنا يا غادة ؟
غادة ابتسمت : روحي شغلك يا بنتي أنا معايا الولاد هيسلوني ما تقلقيش ونونا ومرمر الاتنين معايا .
كريم بعد ما خرج مع مؤمن استنى أمل اللي اتأخرت فرجعلها تاني : أمل مش يلا ولا ايه ؟ لو عايزة تقعدي النهارده اوك براحتك .
أمل بصت لغادة اللي ردت بدلها : لا هي هتروح معاك يا باشمهندس .
أمل قبل ما تخرج سلمت على أمها وناهد وأمها مسكت دراعها سألتها باستفسار : أخبارك ايه انتِ وجوزك ؟
أمل ابتسمت بحرج : كويسين ما تقلقيش علينا .
اتكلموا شوية لحد ما كريم رجع تاني عندها ومسك دراعها بمرح: يعني أشيلك علشان نمشي ولا ايه ؟ بعد إذنكم ها أنا اتأخرت وهي السبب .
شدها في حضنه وأخدها وخرج والاتنين انبسطوا ان موضوع الصور ده مأثرش عليهم .
وصلوا الشركة ودخلوا ايديهم في ايدين بعض كعادتهم دايما وكريم وصلها لمكتبها بعدها راح مكتبه ، علياء دخلت وراه تبلغه مواعيده بس قبل ما تخرج سألته بتردد : تخيلت انك هتحذف الصور
كريم بصلها بهدوء: أحذفها ليه ؟
وضحت بتوتر: الكلام مش لطيف اللي عليها ويضايق
قعد مكانه وبصلها : يضايق مين بالظبط ؟ الكلام فرقعة صحافة مش أكتر .
فهمت قصده وابتسمت بعدها انسحبت تشوف شغلها وهو اندمج في شغله .
في بيت كريم، وصلت بسنت المربية واستقبلتها غادة وهي مش عارفة مين دي
بسنت عرفتها بنفسها و أم فتحي دخلتها عند الولاد ومعاهم حور بنت غادة اللي جت تاخدها بس بسنت رفضت وقالتلها تسيبها زي ما هي بتلعب .
نور راحت تزور ابنها وأم فتحي اللي دخلتها وبلغتها ان الولاد في أوضة الألعاب ، دخلت مباشرة عندهم ومافكرتش تسلم على أي حد الأول ، شافت حور وماعرفتهاش فزعقت في بسنت : انتِ جايبة بنتك تلعب مع ابني ولا ايه ؟ انتِ اتجننتي ؟
بسنت قبل ما ترد غادة اللي ردت بإحراج: دي بنتي أنا مش هي
بصتلها وبالرغم من انها عرفتها بس عملت نفسها مش عارفاها وقالت باحتقار: وتطلعي مين انتِ كمان ؟ ولا انتِ شغالة جديدة هنا ؟ شيلي بنتك وطلعيها برا واعرفي مكانتك هنا ايه ؟
غادة اتحرجت من كلامها وأسلوبها وبالفعل شالت بنتها بس أم فتحي زعقت : في ايه يا ست نور ؟ لو انتِ مش عارفة هي مين اسألي الأول، دي مرات الأستاذ طه أخو أمل وهي ضيفة هنا .
نور بصت لأم فتحي بتكبر : الزمي حدودك يا ست انتِ ، انتِ مجرد خدامة هنا فاتعاملي على الأساس ده .
أم فتحي اتصدمت من التحول الكلي في شخصية نور أما غادة شالت بنتها وخرجت برا الأوضة دموعها بتلمع وعايزة توصل لأوضتها تعيط فيها ، لمحتها ناهد فوقفتها : تعالي يا غادة اقعدي معانا طالعة ليه فوق ؟
وقفت وأخدت نفس طويل علشان ترد بشكل طبيعي : هرتاح شوية بعد إذنكم
سميرة لاحظت صوتها المهزوز فسألتها : مالك يا غادة ؟ ايه ضايقك ؟
جاوبت باقتضاب : مفيش بعد إذنكم
جت تطلع بس الاتنين وقفوها ومصممين يعرفوا مالها وهي ساكتة ، أم فتحي جت وبصت لناهد بضيق : الست نور بتغلط في الكل يا ست هانم ، بتقول لمدام غادة انتِ الشغالة الجديدة ولا ايه ؟ وتقولها بنتك ما تلعبش مع العيال، وبتقولي أنا ألزم حدودي علشان أنا حتة خدامة، لا يا هانم لا أنا لا يمكن أقبل المعاملة دي .
ناهد اتصدمت من كلامها واتنهدت بحيرة مش عارفة تعمل ايه ؟ يعني من ناحية مؤمن مش عايزة تزعله ومن ناحية تانية نور لازم يترد عليها .
قامت وقفت ولسه هتتحرك بس سميرة مسكت دراعها بسرعة : اهدي يا ناهد وسيبيها تلاقيها بس متضايقة بسبب بعدها عن جوزها بلاش تضايقيها زيادة معلش ، غادة عارفة انها ما تقصدش أكيد صح يا غادة ؟
غادة أكدت كلام حماتها بس ناهد جابت آخرها من تصرف نور ، ابتسمتلهم : ده ما يمنعش انها زودتها وحتى لو هنفترض انها بجد مش عارفة غادة كمان مش عارفة أم فتحي ومكانتها في البيت ده ؟ لحظة وراجعالكم .
دخلت ناهد عند الولاد ومسكت نور من دراعها شدتها علشان تخرج معاها برا الأوضة بعنف وسط صدمة نور اللي لسه هتعترض بس ناهد منعتها بنبرة حازمة : مش عايزة أتكلم قدام الولاد
خرجوا وقفلوا الباب وسميرة وقفت جنب مرات ابنها مش عارفة تدخل ولا تسكت ؟
نور بضيق : في ايه وبتشديني بالطريقة دي ليه ؟
ناهد بزعيق : لأول مرة في حياتي كلها أعمل اللي هعمله دلوقتي ( الكل بصلها بترقب فكملت ) اطلعي برا بيتي يا نور وما تدخليهوش تاني إلا لو اتعلمتي الأدب .
الكل اتصدم من كلامها وسميرة اتدخلت بسرعة : يا أم كريم المواضيع ما تتحلش كده أبدا دي مهما كانت مرات ابنك برضه
نور تجاوزت صدمتها وقالت بتهكم : ابنها مين ؟ هي ماعندهاش غير كريم وبس إنما التاني ده لعبة ابنها مش أكتر ولا أقل فايه يعني تطرد مراته من بيتها ؟ - قربت من ناهد وقالت بابتسامة خبيثة- بس عارفة دي أجمل حاجة عملتيها انك طردتيني من بيتك ، كان نفسي تعمليها من زمان أوي .
خرجت برا بيت المرشدي وهي أخيرا حققت مرادها ؛ وهو انهم يطردوها من البيت ده، أخيرا كده جوزها هياخد موقف وهيوافق يعيشوا برا طالما أهل البيت مش عايزينها ، الفرحة مش سايعاها ، وصلت الشركة ودخلت عند أختها اللي كانت مبسوطة وأول ما شافت نور قالت : كويس انك جيتي عندي خبر حلو عايزة أقولهولك .
تجاهلت كلامها وقالت بحماس : عندي خبر أحلى أكيد منك .
ملك حست بإحباط بس حافظت على ابتسامتها : قولي طيب انتِ الأول .
ردت بسعادة ظاهرة : ناهد المرشدي طردتني من بيتها .
ملك ابتسامتها اختفت وماعرفتش ترد؛ ازاي دي حاجة تفرح ؟ هل أختها فقدت عقلها تماما ولا ايه جرالها ؟
سألت بذهول : ازاي ده خبر كويس يا نور ؟
وضحت بمكر : ازاي بقى يا ملك ؟ دلوقتي مؤمن مش هيقدر يقولي نعيش معاهم ، غصب عنه هيجي يعيش معايا برا ، ناهد نفسها مش عايزاني في بيتها هيجبر ناهد بقى ؟
ملك ضربت كف بكف بعدم رضا : انتِ غبية ولا جرالك ايه ؟
نور بضجر : يوووه عليكي بقى هتقفليني ، أنا غلطانة اني قلتلك أصلا
جت تخرج بس ملك مسكت دراعها: يا غبية لو ناهد كرهتك مفيش قوة على الأرض هتقربك من حد من عيالها ، ناهد هي مفتاحك لجوزك مش كرهها يا غبية .
نور شدت دراعها بعنف من ايدها وقالت بحقد : مؤمن مش ابنها افهمي بقى ، ولا كان ابنها ولا عمره هيكون ، هو لازم يفوق من الوهم ده ، و بعدين أبوه سبق وطردني بس اتحجج بالشبكة الواقعة وماعرفش يكلم أبو أمل والكلام الأهبل لكن النهارده ناهد طردتني وجها لوجه وقالتلي ما أدخلش بيتها تاني فكده مابقاش في طريق قدام مؤمن يرجعني بيتها فهمتي ؟
بصتلها باستنكار: فهمت ايه ؟ انتِ عملتي ايه وصلتي ناهد انها تقول كده ؟ مافكرتيش يا ذكية ان اللي عملتيه ده ممكن يخلي رأي مؤمن زي رأي أمه ويقولك زيها برا بيتي؟ لو دوستي على طرف ناهد ده يقتلك مش يطلقك ولا يطردك ، انتِ ازاي متخيلة انك تزعلي أمه ويجي يقولك يلا على بيتي ؟ بتفكري بأي عقل ؟!
نور بصت للسقف بنفاد صبر ولما سكتت بصتلها وقالت بتهكم : خلصتي ؟ وفري نصايحك لنفسك وشوفيلك حل في حماتك اللي مش طايقاكي فبدل ما تنصحيني روحي انصحي نفسك ، بعد إذنك .
سابتها وخرجت وملك قعدت مكانها بصدمة؛ لتاني مرة نور بتعايرها وبالرغم من انها سبق وقررت ما تتدخلش في حاجة تخصها بس غصب عنها بتتكلم معاها ، اتنهدت بحزن و دعتلها ربنا يهديها لانها ما تملكش غير الدعاء ليها.
لحظات ودخل أخوها عندها وسألها بتعجب : البت دي خارجة واخدة في وشها ليه ؟ اتخانقتوا مع بعض ولا ايه ؟
جاوبته بغيظ : الغبية دي تقريبا اتخانقت مع طنط ناهد وخلتها طردتها من البيت وجاية فرحانة فاكرة ان لما ناهد تطردها مؤمن هيجي و ياخدلها بيت لوحدها .
نادر بصلها بذهول : غبية دي ولا ايه ؟ طيب هي عملت ايه خلت طنط تطردها ؟
هزت كتفها بحيرة : معرفش ما قالتش .
قعد قصادها وقال بضيق : البت دي مش هتفوق غير بعد فوات الأوان للأسف ، احنا نصحناها كتير وهي مش عايزة تسمع لحد .
ملك بحزن : بالفعل مش عايزة تسمع .
نادر لاحظ الحزن اللي في عينيها فقام وقرب منها رفع وشها وغير الموضوع بابتسامة : المهم طمنيني شقتكم أخبارها ايه ؟ ماقربتوش تخلصوها ونفرح بيكم بقى ؟
ابتسمت وردت بحماس : قربنا ونادر لسه مكلمني عايز يجي ونحدد ميعاد الفرح .
نادر حضنها بفرحة : بجد مش تقولي طيب الأخبار الحلوة دي الأول بدل ما تنكدي عليا بنور ؟
شدها من دراعها وكمل بحماس : تعالي نقول لأبوكي يلا هيفرح أكيد ( أخدها وخرج وقال وهما ماشيين ) بصي احنا نكتب كتابكم الأسبوع ده ، والأسبوع الجاي نجوزكم ايه رأيك ؟ ولا نعمل الاتنين مع بعض ؟ ولا ايه؟ ها ردي
ملك ضحكت : أقول ايه وهو انت مديني فرصة أتكلم ؟
نادر ضحك : ما تتخيليش فرحتي قد ايه هتكوني أجمل عروسة طلت .
دخلوا عند أبوهم ونادر قاله الخبر فقام بسعادة حضن بنته وباركلها وفضلوا يتناقشوا ويخططوا الأيام الجاية هيكون شكلها ايه .
أمل في مكتبها موبايلها رن فردت بسرعة : مروة حبيبتي ازيك أخبارك ايه ؟
سلموا على بعض واتكلموا في أمور عامة لحد ما سكتوا فأمل سألتها بحيرة : في ايه يا مروة ؟ عايزة تقولي ايه ومحروجة كده ؟
مروة بتردد : بصراحة كنت عايزة أطمن عليكي مش أكتر يا أمل
ردت بحيرة : تطمئني ؟ أنا كويسة يا مروة تطمئني عليا من ايه طيب ؟
مروة سكتت بحيرة؛ هل ممكن تكون أمل ما شافتش اللي اتكتب وهي بغبائها هتعرفها ؟
تراجعت بسرعة : أطمن عليكي عادي مش صاحبتي وحبيبتي وبقالنا كتير ما اتقابلناش ؟ قلت أشوف أخبارك ايه ؟
أمل ابتسمت لانها فهمت ان مروة شافت المكتوب وده قصدها وخافت تتكلم أكتر فردت بهدوء : أنا الحمدلله يا مروة بخير ، ولو كان قصدك على اللي اتكتب عن كريم وناريمان فأكيد ثقتي في جوزي أكبر من كلام في السوشيال ميديا
اتنهدت بارتياح : يعني ما اهتميتيش به ؟ برافو عليكي ، كريم أصلا شخصية محترمة جدا ، ولا يمكن حد يصدق الهبل اللي اتقال ، ده تخيلي اتكلموا عن ملك اللي شوفي فسخوا خطوبتهم من امتى، دي حتى ملك يا عيني كانت خايفة من رد فعل خطيبها وأهله
أمل انتبهت ان بالفعل ذكروا ملك وهي حاليا مرتبطة بدكتور نادر ، ازاي ما فكرتش غير في نفسها بس ؟
انتبهت على مروة بتضيف : بس الحمد لله دكتور نادر عاقل وقالها ماضيها بكل أشكاله ما يفرقش معاه
أمل بهدوء : ربنا يتمملهم على خير يارب - اتنهدت وكملت بتأنيب لنفسها- تصدقي ما فكرتش فيها خالص يا مروة! الواحد بقى وحش كده ليه ؟ مش بيفكر غير في نفسه .
مروة بتفهم: الله يكون في عونك يا قلبي ، صح قبل ما أنسى هو ليه كريم ما حذفش اللي اتكتب ده ؟ يعني ملك وأهل خطيبها لما يشوفوه يقولو ايه ؟ تخيلت كريم هيحذفه
ردت أمل بسرعة وقالتلها وجهة نظره في الموضوع ايه ومروة وأيدت ان تفكيره بالفعل صح ، قفلت معاها وأمل فضلت مكانها تفكر ومرة واحدة قامت وراحت مكتب لكريم، بصت لعلياء : حد معاه يا علياء ؟
علياء : لا تحبي أبلغه انك هنا ؟
هزت راسها برفض وهي بتفتح الباب ، بصت لكريم بمرح: ينفع أدخل ؟
كريم ابتسم : انتِ بجد بتسألي ؟
دخلت وقفلت وراها الباب
كريم بمزاح: بصي طالما مش متخانقين ادخلي على طول .
الاتنين ضحكوا وهي قعدت على طرف مكتبه قصاده وسألته بمشاكسة : ولو متخانقين ؟
رد بجدية مصطنعة : تستأذني الأول
أمل بتحدي : ده بعدك قال أستأذن قال !
كريم مسك ايدها باسها بحب: حبيبي يدخل أي مكان ، المهم عايزة حاجة ولا حبيبك وحشك وبس ؟
ابتسمت : وحشتني وبس
اقترح : تيجي نروح أنا وانتِ نشرب أي حاجة برا؟ - مرة واحدة تراجع- ولا أقولك بلاش لتقولي عامل عملة بداريها
خبطته على كتفه بغيظ : انت كل شوية هتفكرني بالجملة دي ولا ايه ؟
مسك ايدها من على صدره ورد بتأكيد: دي معاكي سنة لقدام هفكرك بها وأهرب بها من كل الالتزامات .
كشرت وقامت وقفت : تصدق أنا غلطانة اني جيتلك أصلا .
قبل ما تبعد وقف وراها وسحبها لحضنه بابتسامة: روح قلبي اللي بيغضب بسرعة البرق ده ، ما تهدي عليا شوية
حطت ايديها الاتنين على صدره بدلال : خلاص بطل رخامة وأنا أهدا .
رد بطاعة : تمام قولي بقى بجد كنتي جاية عايزة حاجة ولا ايه ؟
قعد على الكرسي وشدها قعدها قصاده وهي اتكلمت : كنت عايزاك تمسح الصور
لف وشه بعيد وقاطعها بضيق : يا ربي منك يا أمل
بصتله بهدوء وهو كمل : مش همسح حاجة
ردت بجدية : ينفع تسيبني أكمل الجملة للآخر ؟
ربع ايديه على صدره : اتفضلي
طلبت بهدوء: تمسح الصور واللي اتكتب عن ملك
بصلها باستغراب : ملك ؟ اشمعنى ؟
وضحت : يعني لسه مخطوبة من قريب لدكتور نادر أخو همس واللي عرفته ان أهله معترضين عليها وكلام زي ده عنها مش حلو ، فخلينا نمسحه .
كريم بتفكير : ولما أمسح ده وأسيب الباقي هبرره بايه ؟
جاوبت ببساطة : هو حد له عندك حاجة ؟ ولا انت هتروح تقول للكل انك مسحت جزء وسيبت جزء ؟ ايه يا كريم ؟
بصلها بحيرة : هشوف وربنا يسهل يا أمل .
ماحبتش تضغط عليه وقامت تروح مكتبها فوقفها : مش هنخرج نشرب حاجة ؟ حتى في الكافيتريا هنا
ردت بتفكير : بلاش بقالنا كتير ما خرجناش فلو خرجنا النهارده تحديدا هيظهر كأننا بنتعمد نقول للناس الصور مش هامانا واحنا قدامكم اهو ، خليه يوم تاني بلاش النهارده
كريم هز دماغه بتأييد لوجهة نظرها: فعلا مافكرتش كده بس عندك حق ، اوك يا قمري خليها وقت تاني .
خرجت من عنده وهو بعد تردد اتصل بسيف وبعد السلام سأله : بقولك يا سيف هي ايه علاقة نادر أخو مراتك بملك ؟
سيف استغرب سؤاله : مخطوبين ولا قصدك ايه ؟
وضحله : عارف بس أقصد الدنيا بينهم ايه ؟ الأمور تمام ولا ايه ؟ يعني أقصد هل اللي انتشر عن ملك وعني ممكن يأثر عليهم ؟
سيف رد بتفكير : مش عارف بس اللي أعرفه ان حماتي أصلا مش موافقة عليها فأكيد حاجة زي دي مش هتعديها ، بس بتسأل ليه ؟
كريم بحيرة : طيب رأيك أمسح اللي اتكتب عن ملك ولا عادي أسيبه ؟
سيف فكر لحظات : أعتقد يا كريم الأفضل لو تمسحه ، يعني هي في بداية حياتها مع نادر فالأفضل لو اتمسح .
قفل معاه وهو واخد قرار يمسح أي كلام اتكتب عن ملك .
همس في الجامعة قاعدة جنب هالة والاتنين اتفاجأوا بخلود قصادهم سندت على المدرج قدامهم وابتسمت ببرود: ازيكم يا اصحابي؟ عاملين ايه ؟
هالة ردت بجمود : الحمدلله يا خلود
خلود قربت أكتر وبصت لهمس بتهكم: إلا جوزك فين يا همس ولا طفشتيه من الكلية بحالها ؟
همس رفعت وشها تواجهها وقالت ببرود: شاغلة بالك به ليه يا روحي ؟ خليكي في حالك
قبل ما ترد دخل الدكتور فاضطرت تروح مكانها في المدرج اللي وراهم ، الدكتور الجديد كان أول مرة يدخل عندهم وكان وسيم والغريب انه صغير في السن زي سيف ، بدأ يتكلم ويعرفهم بنفسه : أنا دكتور حاتم نبيل الشرقاوي هدرسلكم مادة power system
خلود بإعجاب: حضرتك أول مرة نشوفك في الكلية
ابتسم و وضح : أنا أخدت الدكتوراه من برا ولسه راجع ودي بالفعل أول سنة ليا هنا .
خلود ابتسمت وعقلها نسج قصة حب طويلة انتهت بجوازها منه زي صاحبتها اللي قاعدة قدامها ، أهم حاجة تلعبها صح وتعرف توقعه زي ما همس وقعت سيف .
قبل ما يبدأ لقى طالب بيقوله: مش هتسأل مين أول الدفعة يادكتور زي باقي الدكاترة؟
حاتم ابتسم: بحب أختلف عن غيري ، بس عموما مين الأول هنا؟
خلود حست بنار ولعت في قلبها من سؤاله ، همس فكرت ما ترفعش ايدها بس هالة خبطتها على كتفها وهمست : بيسأل عن الأول
كشرت بس هالة علت صوتها وقالت بسرعة : باشمهندسة همس أولى الدفعة
حاتم بص لهالة بعدها بص لهمس اللي رفعت وشها تواجهه فابتسم : اممم ، ما رديتيش ليه انتِ على سؤالي ؟
ابتسمت ابتسامة مصطنعة: عادي يعني يا دكتور ما أخدتش بالي مش أكتر .
مط شفايفه قبل ما يرد باستخفاف: أولى الدفعة وما أخدتيش بالك ؟ أعتقد أوائل الدفعة مفيش حرف بيعدي منهم
ردت بتهكم : فعلا بس في الحاجات المهمة مش الرغي.
استغربت ردها الساخر وسكتت ومش هي بس الكل استغرب ردها وبصوا لحاتم في انتظار رده ، أما هو فابتسم باستمتاع وردد : رغي ؟ امممم ، يا ترى انتِ ردودك على أسئلة الامتحانات حادة ودقيقة كده ولا ؟ على العموم هنشوف خلونا نبدأ في الكلام المهم ( بص لهمس وكمل بابتسامة ) مش الرغي
خلود كانت متغاظة؛ لان همس بدون أدنى مجهود علمت معاه وخلقت نوع من التحدي بينهم ، ازاي بتقدر بتلقائية شديدة تلفت انتباه الكل ؟
بدأ يتكلم الأول بشكل عام عن المادة بعدها بدأ شرح أول درس .
خلود فكانت بتحاول تتحاور معاه وتتناقش كتير علشان تلفت انتباهه لحد ما بصلها بملل : على فكرة انتِ لو سمعتي أكتر وركزتي أكتر مش هتحتاجي لكمية الأسئلة اللي بتسأليها دي ( كرر بحزم ) اسمعي وافهمي وآخر المحاضرة لو حاجة مش فاهماها اسألي فيها لكن كده انتِ بتضيعي وقت الكل .
خلود اتحرجت واتمنت لو ينفع تقوم تخرج برا المحاضرة وتصرخ بأعلى صوتها ، أما همس وهالة فالاتنين ابتسموا لبعض لانهم فاهمين هي بتعمل ايه أو بتحاول توصل لايه ؟
سكتت تماما لآخر المحاضرة لانها كررت غباءها اللي سبق وعملته مع سيف وقالها نفس الرد ده ، لازم تكون ذكية لو عايزة تنجح وبلاش كلام فاضي لازم تركز أكتر .
لاحظت انه مهتم بهمس من خلال نظراته اللي اتكررت ليها ، استغربت معقول هو كمان هيقع في غرامها ؟ لا يمكن تسمحله ، لازم تمنعه مهما كان التمن .
خلصت المحاضرة وهمس وهالة خرجوا برا، همس ما لاحظتش حاتم اللي كان متابعها بعينيه لحد ما اختفت ، اعتذر من اللي حواليه وخرج؛ كان عايز يشوفها هتعمل ايه أو رايحة فين ؟ قعدت هي وصاحبتها على مقعد وفضلوا يتكلموا ويهزروا وهو عدى من جنبهم طلع المبنى اللي فيه مكتب سيف .
خلود وقفت قصادهم الاتنين وايديها على وسطها وبصت لهمس اللي رفعتلها وشها بملل: واقفة كده ليه زي خيال المآتة ؟
خلود قربت ومالت بوشها تجاهها وهي بتقول بتهديد: ابعدي عنه بحذرك اهو من البداية وبطلي حركاتك السخيفة والساذجة في لفت الانتباه .
همس ضحكت هي وهالة وما ردتش عليها بس قبل ما خلود تتكلم هالة اتكلمت : ما تروحي تشوفي وراكي ايه وتحلي عننا ؟ لو حد بيعمل حركات ساذجة فانتِ عارفة كويس مين بس خلي بالك سبق وسيف استغباكي من أسئلتك فبلاش تكرري غباءك مع دكتور حاتم بدل ما يستغباكي هو كمان ، اجري العبي بعيد عننا يلا .
فتحت بوقها تتكلم بس همس وقفتها بلامبالاة: مش مهتمين نسمع اللي عندك فحلي عننا .
سابتهم بغيظ ومشيت بس وقفتها مايا بمكر: إلا قوليلي مضايقاكي في ايه البت دي ؟
خلود بصت ناحية ما هي باصة وشافت همس لكن رجعت بصتلها بهجوم: وتطلعي مين انتِ علشان توقفيني وتسأليني ؟
ابتسمت بخبث : أنا ماما ، عارفة يعني ايه ماما ؟ يعني أي مشكلة هتلاقي حلها عندي ، بس الأول قوليلي مضايقاكي في ايه البنت دي ؟
خلود ابتسمت بتكبر : برضه مالكيش فيه
جت تمشي بس مسكت دراعها وقفتها وقالت بوضوح: سيف الصياد خسارة في واحدة زيها وعايزة أشاركها فيه تقدري تساعديني ؟ سمعت انك كنتي انتيمتها ولا دي إشاعة ؟
خلود ضحكت جامد ولسه هتمشي بس مايا ما سابتس دراعها وقالت بضيق: كلميني هنا
خلود ردت بسخرية : انتِ عايزة توقعي سيف الصياد ؟ كان غيرك أشطر .
استمر ضحكها ومايا استنتها تسكت بعدها قالت بتحدي : لا غيري مش أشطر وأنا مفيش راجل في الدينا ممكن يقف قدامي ، حطيلي بس شوية نقط على شوية حروف وهتشوفي هعمل فيه وفيها ايه.
خلود كانت هتمشي بس مرة واحدة وقفت وسألت نفسها هتخسر ايه ؟ مش يمكن دي تنجح في اللي هي فشلت فيه ؟ بصتلها باستفسار: عايزة تعرفي ايه ؟
مايا ابتسمت بانتصار : كل حاجة من طأطأ لسلام عليكم ، من أول لحظة شافها فيها لحد النهارده وسيبيني أنا أتكتك
مشيوا الاتنين مع بعض وخلود بدأت تحكيلها كل التفاصيل اللي محدش يعرفها عن سيف وهمس .
مؤمن في مكتبه قطع انتباهه دخول نور اللي استغرب وجودها، وقبل ما يتكلم لقاها بتعيط فقام وقف بسرعة وسألها بفزع : في ايه يا نور مالك ؟
بصتله بحزن وهي بتمسح دموعها : في اني تعبت من البعد عنك وعن ابني .
استغرب كلامها وتراجع خطوة ومش فاهم هي ناوية على ايه ؟
نور بصتله بعتاب : انت ازاي مش قادر تحس بيا يا مؤمن ؟ قبل كده وحسن المرشدي طردني من بيته و
قاطعها بيأس : يووووه بقى يا نور احنا مش هنخلص من الفيلم الحمضان ده ؟
زعقت بغضب : لا مش هنخلص انت خلصته لكن أنا عايشة فيه ، تعرف ان النهارده طنط ناهد طردتني من البيت ؟
بصلها بذهول وحرك راسه برفض وعدم تصديق لكلامها فابتسمت بتشفي : اه طبعا مش مصدق بس ده اللي حصل ، طردتني من بيتها وقالتلي ما أدخلهوش تاني أبدا ايه رأيك بقى ؟
مؤمن بصلها بشك و مش قادر يصدق كلامها
سألها: وايه اللي خلاها تقول كده ؟ ده في حالة إذا كانت قالت بالفعل الكلام ده ؟
نور بصتله باستنكار ومش مصدقة انه بيكدبها فقالت بهجوم : انت مش مصدقني ؟ هتبلى عليها ولا ايه ؟ لا يا مؤمن أنا ماأقبلش تكدبني
رد بتهكم : ماهي نونا لا يمكن تطرد أي حد من بيتها فما بالك انتِ ؟ فلو هي عملتها بالفعل فده معناه ان اللي انتِ عملتيه هي ماقدرتش تتقبله بأي شكل ، علشان كده بسألك عملتي ايه وصلها للمرحلة دي ؟
نور بصتله بتوتر وهي بتفتكر كلام أختها ان ده هيكون رد فعل مؤمن
حاولت تتماسك قدامه وردت بهجوم: عملت ولا ماعملتش هو أنا كان عندي حق لما قلت انك مجرد لعبة لكريم ولا أكتر ولا أقل ؟ قال كنت جاية وأنا فاكرة ان جوزي راجل مابيهمهوش وهياخد حقي .
جز على اسنانه بغضب منها ورد ببرود مفتعل: المفروض اني أتعصب يعني هنا وأحاول أثبتلك رجولتي وآخدك من البيت وأمشي ؟ اطلعي برا يا نور أنا تعبت من الكلام معاكي ويا ستي اعتبريني لعبة كريم بس كده ؟ عايزة مني ايه بقى ؟ كل واحد فينا راح لحاله مستنية مني ايه ؟ اللي انتِ مقتنعة به في دماغك اعمليه بعيد عني واللي عايزة تفكري فيه فكري براحتك تماما بس طلعيني برا حساباتك ، ولو نونا بالفعل طردتك من بيتها يبقى عمرك ما هتدخليه تاني ولا أنا هسمحلك تدخليه ، أنا مش فاهم انتِ جاية هنا متخيلة ايه ؟ تقوليلي نونا طردتني أقوم أتنحرر وأقول اه طردوها فآخدلك بيت برا؟ ده اللي عقلك المتخلف صورهولك ؟ يعني انتِ زعلتي أمي ( شدد على كلمة أمي وكمل ) وجاية تعيطيلي هاخدك في حضني مثلا ؟ هل ده اللي فكرتي فيه ؟ أنا مش قادر أفهم هل انتِ كنتي بالغباء والجحود ده من البداية وأنا ما أخدتش بالي ولا انتِ اتحولتي للتخلف ده ؟ أنا مش قادر أفهم بجد .
سابها ورجع قعد على مكتبه وشد اللاب قدامه وبصله كإعلان لإنهاء النقاش معاها
فضلت واقفة مصدومة وبتفتكر تنبيه أختها وتحذيرها لكن مؤمن بيفكر بنفس المنطق المتخلف بتاعها ، فضلت مكانها شوية مش عارفة تعمل ايه ؟
مؤمن لاحظ انها لسه واقفة فرفع دماغه بصلها باستفسار بدون ما ينطق فاتكلمت بغضب: ده آخر كلام عندك يا مؤمن ؟ للدرجة دي انتِ بايعني ؟
ضحك بتهكم و رد بوجع : أنا اللي بايعك برضه يا نور ؟ أنا لحد الآن مش فاهم فين حبك وفين العشرة اللي بينا وفين حق الولد اللي بينا ده ؟ انتِ ازاي بقيتي كده ؟ مش شايفة غير نفسك وبس ؟ ( جت تتكلم وتعترض بس منعها ) حتى لو جيتي على نفسك علشاننا كنت هحط ده فوق راسي وأقول دي اتخلت عن رفاهيتها علشاني أنا وابنها وضحت بـ …. - هز راسه بحيرة وكمل - أنا مش عارف بايه بس أكيد كنت هاخد ده في اعتباري وتفكيري وأفكر مع الوقت أنفذ أمنياتك لكن أسلوبك ولوي دراعي والطريقة دي كلها وتفكيرك خلوني مش قابل حتى مجرد الكلام معاكي ، عقلي وقلبي بيحاولوا يلاقوا أي عذر ليكي ولا يبرروا تصرفاتك لكن بصراحة مش لاقي غير مجرد شوية تخلف وأنانية وغباء غير كده مش لاقي ولا شايف .
نور بصتله باستعطاف: كل ده علشان بس طلبت منك نسيب البيت ؟ - ملامحها اتحولت للكره وكملت - نسيب كريم المبجل و
قاطعها و لأول مرة يزعق بالشكل ده : يادي كريم اللي حاطاه فوق راسك ده، ما تشيليه شوية من تفكيرك ، هو في ايه ؟ هو أي كلام نحشر كريم فيه وأي مشكلة نلبسها فيه وأي حاجة المهم نحط اسمه ؟ انتِ في ايه بالظبط ؟
زعقت بحقد: لان هو أساس مشاكلي كلها وهو السبب في كل اللي أنا فيه، هو وبس
زعق بعنف : هو وبس ؟ يعني مش غبائك ولا عنادك الأجوف اللي مالهوش أي معنى ؟ يعني مش أنانيتك وتفكيرك في نفسك وبس ؟ يعني مش كرهك لعيلتي ؟ ها؟
الصوت كان عالي ومسموع برا فالسكرتيرة ماعرفتش تعمل ايه وخصوصا ان كذا حد انتبه للصوت ، قامت راحت لعلياء بسرعة : علياء هو مستر كريم جوا ؟
علياء استغربت : اه جوا في ايه يا مي ؟
ردت بتوتر : باشمهندسة نور عند باشمهندس مؤمن وصوتهم عالي جدا والموظفين بدأوا يتلموا على صوتهم .
علياء وقفت بحيرة : طيب ايه ؟ نقوله يتدخل ؟
مي بتأكيد: أنا شايفة كده
علياء خبطت على كريم اللي بصلها وشاف مي وراها : خير في ايه ؟
الاتنين بصوا لبعض فوقف بقلق لان مي يعني مؤمن فسأل بترقب: في ايه انطقوا
مي ردت بتوتر : الباشمهندسة نور عند باشمهندس مؤمن وصوتهم عالي جدا و..
ما استناش يسمع الباقي وراح عندهم وفوجئ بأبوه رايح تجاهه لان كذا موظف واقف والصوت عالي
نور بعصبية : كل اللي قلته ده ولا له أساس من الصحة احنا مشكلتنا تتلخص في كلمة واحدة وبس وهو كريم ، انت تابع له وبس ومش شايفة غير كده ، هو بيتحرك وانت وراه
مؤمن بغضب شديد : اطلعي برا يا نور واقفلي الكلام لحد هنا وكفاية كده
نور هترد بس الباب اتفتح ودخل كريم اللي قال بنبرة حازمة: كفاية كده؛ الكلام ده لا مكانه هنا ولا وقته .
نور بصتله بكره وقالت بسخرية: اوووه باشمهندس كريم هنا ؟ المفروض نخاف بقى ولا نكش ؟ ولا نضرب تعظيم سلام ؟
كريم تجاهلها وبص لمؤمن بجدية: انهي الحوار ده الكل بيتفرج عليكم برا
نور وقفت في وشه وقالت باتهام : ليه ننهيه ؟ خايف موظفينك يعرفوا اننا اتطلقنا بسببك انت ؟ ولا خايف يعرفوا ان بسبب ضعف شخصيته قصادك ؟ ولا انه مجرد تابع لكريم المرشدي وبس ؟
كريم بصلها واتمنى لو له الحق انه يضربها بس تماسك ورد عليها بتحذير: قسما بالله لولا احترامي لوالدك وأخوكي كنت هتعامل معاكي معاملة تانية خالص وطالما ما تعرفيش مين هو مؤمن الدخيلي يبقى ما تتكلميش عنه ( بص لمؤمن وقال ) طلعها برا الشركة .
أمل جت هي كمان ومش مصدقة اللي نور بتعمله فحاولت تتدخل : نور ممكن تهدي وتعالي معايا …
قاطعتها بغضب : انتِ ما تتدخليش وكفاية بقى دور السهوكة اللي عايشاه علشان تظهري بمظهر الملاك ده الصراحة مش لايق عليكي وكفاية ابني اللي بتحاولي تخطفيه مني وتكرهيه فيا
قبل ما حد يتكلم حسن المرشدي اتدخل و وقف في وشها بحزم: كلمة زيادة يا نور وهطلب الأمن يرموكي برا الشركة، انتِ زودتيها أوي وأنا ليا كلام تاني مع والدك واتفضلي اطلعي برا الشركة كلها .
نور ضحكت بتهكم : مراتك تطردني من البيت وحضرتك تطردني من الشركة وهو يقولي نرجع بيتنا صح ؟
مؤمن ببرود: مابقاش بيتك لو سمحتي ، اتفضلي برا الشركة وبرا البيت وبرا حياتي كلها ( رفع سماعة تليفونه على مكتبه وطلب رقم وقال بحزم ) ابعتلي الأمن هنا يخرجوا الباشمهندسة نور برا الشركة وممنوع تدخل هنا تاني تحت أي ظرف .
نور بصدمة : انت بتطلبلي الأمن يطردوني ؟
مؤمن بهدوء : اه اتفضلي برا بالذوق قبل ما يطلعوا أنا سبق وطلقتك من زمان مش فاهم جاية هنا ليه ؟
نور بصتلهم كلهم واحد ورا التاني باتهام وركزت نظرها على مؤمن بتوعد : بكرا تندم يا مؤمن .
سابتهم وخرجت وكريم بص للموظفين وقال بصرامة : كل واحد يروح مكتبه اتفضلوا .
أمل قربت منه فبصلها بهدوء : روحي مكتبك يا أمل .
انسحبت بهدوء وحسن المرشدي دخل مكتب مؤمن هو وكريم وقفلوا الباب ، مؤمن قعد على مكتبه بانهيار، حسن قرب منه وقفه على رجليه وقال بقوة : نور مرحلة وانتهت من حياتك يا مؤمن ، نسيانها صعب ؟ اه صعب بس كله بيعدي ، الضربة اللي ما بتقتلش بتقوي ، ازعل عليها شوية واقفل صفحتها لان بعد كل ده وكل الفضايح دي أعتقد الصلح بقى صعب ، هي ضربت بكل الأعراف عرض الحائط ولا عندها احترام لكبير ولا صغير ومعرفش هل ناهد بالفعل طردتها ولو طردتها فأكيد عندها سبب وقهري .
مؤمن بوجع : عمي حضرتك مش محتاج تبرر تصرف عمتي أو حضرتك ، نور تخطت فعلا كل الخطوط الحمرا .
حسن بص لكريم : خده وامشوا برا الشركة خليه يغير جو أو يتكلم معاك
مؤمن برفض : عمي أنا كويس و
قاطعه بإصرار : بقول اطلعوا برا الشركة شوية ، اتغدوا ، اعملوا أي حاجة .
قبل ما حد يتكلم موبايل حسن رن ، طلعه كانت ناهد ، بصلهم الاتنين : دي ناهد ( رد عليها ) أيوة يا ناهد ؟
ناهد بعصبية : أنا طردت نور يا حسن ، مش عارفة ازاي عملتها بس طردتها هي عصبتني ونرفزتني وماحسيتش بنفسي غير وأنا بطردها .
حسن بص لمؤمن قبل ما يفتح الاسبيكر بتاع موبايله وسألها : طردتيها ليه يا ناهد ؟ عملت ايه عندك ؟
ناهد ردت بعصبية حكتله اللي حصل كله وغلطها في غادة وأم فتحي وكملت بنبرة مهمومة: أنا والله حاولت أتكلم بهدوء بس عصبتني ونرفزتني وبجحت فيا وغلطت في مؤمن فماقدرتش أتحمل وطردتها تقوم تضحك وتقولي أخيرا عملتيها! حسن أنا خايفة مؤمن يزعل مني ويسيب البيت علشان خاطرها بس والله لولا غلطت فيه هو ماكنتش طردتها لكن ما اتحملتش كلامها عنه ، مؤمن وكريم كل واحد فيهم واخد نص قلبي ماأقدرش أعيش من غيرهم الاتنين حواليا أموت من غيرهم ، تفتكر مؤمن ممكن يزعل مني ؟ أنا مستعدة أروح أصالحها و
قاطعها مؤمن اللي أخد الموبايل من ايد حسن وقال بحب: تصالحي مين بس يا ست الكل ؟ ده انتِ في كوم لوحدك والكون كله في كوم تاني
ناهد شهقت بذهول : مؤمن ؟ حبيبي والله
قاطعها باعتذار : حقك عليا انتِ لو هي غلطت فيكي أو في غادة أو أي حد عندك أنا هعتذرلهم كلهم ، نور جابت آخرها خلاص المهم انتِ ما تزعليش مش تقولي أعتذرلها! هي ما تستاهلش حتي تبصيلها مش تعتذري .
فرحت بكلامه وبعدها قفل معاها وبصلهم : أنا محتاج أكلم نادر وأفهمه اللي حصل ، صدقوني أنا كويس ، ومش محتاج أمشي من الشركة ، لو في جديد هاجي يا كريم وأقولك نخرج بس مش دلوقتي .
سابوه الاتنين وخرجوا وهو مسك موبايله اتصل بنادر وبلغه كل اللي حصل بالتفصيل سواء في البيت أو في الشركة وغلط نور في الكل ونادر ماقدرش يقول كلمة حتى يدافع بها عن أخته لان هو نفسه معترف بغلطها .
في شركة الصياد
سيف قاعد في مكتبه الباب خبط بعدها دخلت آية ومعاها ملف : سيف ده الملف اللي طلبته عن المصنع وفيه كل المعلومات اللي طلبتها .
حطته قدامه وهو شكرها بعدها بص لشغله يكمله بس آية قبل ما تخرج وقفت وبصتله بفضول: انت ليه امبارح زقيت همس في الميا؟ كان باين أوي انها متضايقة منك
بصلها بذهول ومافهمش هي عرفت منين أو بتتكلم بناء على ايه أو ليه ؟
لاحظت حيرته فوضحت : كنت في البلكونة وشوفتكم ، بس ما تقلقش دخلت بعدها علشان تبقوا براحتكم
سيف بهدوء : فكريني أقفل الحمام ده لان بالفعل أوض النوم كلها بتطل عليه لازم نعزله .
آية كشرت : يا سلام ده أجمل ڤيو من أوض النوم عليه ، ما الأسهل تتلم انت ومراتك وتهزروا في أوضتكم براحتكم بدل ما تقفل علينا احنا .
سيف ابتسم بسماجة : حاضر يا ستي هتلم في أوضتي ( برطم بغيظ) أنا هلاقيها منك ولا من أمك
آية قربت منه بابتسامة مرحة: سمعتك وهقول لماما
بصلها وضحك : قوليلها عادي
آية قعدت على طرف المكتب وسألت بفضول : قولي بقى اتخانقتوا ليه ؟ وزقيتها برخامة كده ليه ؟
سيف استغرب فضولها وضحك على منظرها : ما تروحي مكتبك ايه رأيك ؟
ردت برجاء : قولي الأول وبعدها هروح ، قول وبطل رخامة بقى يا سيف بقالنا كتير ما اتكلمناش مع بعض في أسرار
سيف ضحك جامد وقرر يشتغلها : أسرار مرة واحدة ؟ وبعدين انتِ فتانة أصلا ؛ بقى أكلمك امبارح كلمتين تروحي تنقليهم اخص عليكي .
آية برقت بذهول : أنا ؟ كلام ايه اللي نقلته ؟ ماحصلش أصلا .
سيف حاول ما يضحكش ورد بجدية : أقولك انتِ أختي وحبيبتي وما تتعوضيش لكن مراتي تتعوض تقومي تروحي لهمس تقوليلها سيف بيقول أتجوز عشره لكن انتِ آية واحدة ؟ بجد اخص عليكي ما تخيلتش الندالة دي منك .
لف وشه بعيد كأنه زعلان وهي قامت بسرعة وقعدت قصاده وهي بتنفي : والله أبدا ما حصل يا سيف لا يمكن أقول حاجة زي دي لهمس ، أبدا عمري ، يعني ده أنا لو بكرهها مش هقولها كده فما بالك وأنا بحبها ؟ لا ماحصلش أبدا .
بصلها وقال بلوم : أيوة امال هي عرفت منين ؟ بتنجم ؟ واتقمصت مني الليل كله ومخاصماني
آية بحيرة: معرفش بس أنا ما قلتش حاجة ، تحب أكلمها دلوقتي طيب أقولها ؟ مش عارفة أقولها ايه بس أنا والله ما اتكلمت معاها طيب هتكلم امتى ؟ بالعقل كده امتى؟ هي مش معاك من بعد ما سيبتني لحد الصبح ؟ يبقى هقولها امتي ؟
هنا سيف ضحك فبصتله باستغراب بعدها فهمت انه بيشتغلها راحت ضارباه على كتفه بغيظ : والله انت رخم وأنا بجد صدقت وببررلك نفسي
ضحك ومسك ايدها اللي بتضربه بها : خلاص خلاص
قالت بجدية : لا بجد هي زعلت منك ليه ؟ بجد بقى
قال بتأكيد : لنفس السبب اللي قلته ، الكلام اللي قلتهولك ، انها اعتبرت كلامي إهانة ليها ازاي هي أقدر أبدلها ؟
آية بعدم فهم: يعني ايه ؟ طيب عرفت منين ؟ أنا بجد يا سيف ماقلتلهاش أي حاجة
ابتسم و وضحلها : عارف ، هي سمعتني وأنا بكلمك ، المهم ما تشغليش بالك انتِ
آية بأسف حقيقي : طيب قولي أعمل ايه ؟ أكلمها وأقولها
قاطعها بهدوء : حبيبتي ما تعمليش حاجة الموضوع انتهى أصلا ، هي وانتِ لازم تفرقوا بين علاقة الأخ وأخته والزوج والزوجة ، كل واحد ليها مكانتها وكل واحدة ليها حبها وده مش بيجي مكان ده، خلينا في المهم همس اتصالحنا والموضوع منتهي ما تشغليش بالك به ، خلينا في الشغل
اتكلموا شوية عن الشغل وبعدها هي انسحبت لمكتبها .
شوية و دخل عنده عز قعد وسأله باستفسار : سيف انت واثق في خطوة سبيدو دي ؟ وليه هو ؟
سيف بصله : بابا احنا اتكلمنا بالليل وقلتلك أسبابي
عز بصله بمغزى : طيب ليه حاسس ان في سبب أساسي أهم من كل ده انت ماقلتهوش ؟
سيف ابتسم؛ لان أبوه بالفعل أكتر حد بيفهمه
ابتسامته وضحت لعز ان تفكيره فعلا صح فقال بتأكيد : يعني فعلا عندك سبب خفي ؟ اتكلم حالا
سيف أخد نفس طويل قبل ما يقوم من مكتبه ويقعد قصاده : سبيدو ساب الدارك ويب والسباقات وكل الليلة دي ومركز في المعرض بتاعه وبس والمفروض انه اتغير بشكل كلي وعايز يكون جاد في حياته .
عز بحيرة : طيب حلو وده ايه علاقته بالمصنع ؟ ولا بينا ؟
سيف وضحله : اني عايز أشوف التغيير ده بعيني هل هو بجد اتغير ولا تغير سطحي وهيرجع تاني لتهوره ؟
عز بعدم فهم : برضه هقولك وده علاقته بينا ايه ؟ ما تتكلم بصراحة وبدون لف ودوران .
اتردد يقول الحقيقة ولا بلاش دلوقتي يصرح بها ؟ لكن قدام إصرار أبوه قرر يحطه في الصورة فحمحم وقال بجدية: سبيدو ميال لآية والواضح انها هي كمان ميالة له ، فعايز أشوف بعيني التغير ده علشان أقدر آخد قرار لما يتطلب مني القرار ، أعتقد كده وضحت .
عز كشر لوهلة وابتسم بس رجع كشر تاني : كنت متخيل انها ميالة لباسم، باسم أعقل و
قاطعه سيف : هو بالعقل يا بابا ؟ اه باسم مناسب أكتر لكن في كيمستري وسبارك بينها وبين سبيدو ، معرفش حسيت بده ، باسم ما لفتش انتباهها ، من البداية سبيدو وبس يعني في حاجات كده بتتحس مش بتتحكي .
عز مش عارف يفكر وحاسس انه اتلخبط ، بص لابنه باستفسار : سبيدو ؟ وهو شخص كويس أصلا يا سيف ؟ أخلاقه ايه ؟ حاسه بلطجي! اينعم أعرفه من وهو طفل صغير بس معرفش بحسه دايما بلطجي كده مش ابن ناس ومحترم .
سيف وضح بهدوء: هو بلطجي ومش بلطجي في نفس الوقت ، يعني حسب ما الموقف بيتطلب وده بيعجبني فيه ، قادر يتعامل مع أي شخص ويتلون قصاده لكن أخلاقه عالية وجدع وشهم وفيه صفات كتيرة حلوة وعيوبه بيحاول يعالجها اهو فهو كشخص كويس .
عز باصص لابنه بتفكير وبيحاول يركب صورة سبيدو مع بنته الجميلة آية بس فجأة راحت ملامحه ومش عارف يفكر حتى ، قاطع تفكيره دخول مريم عندهم بلغت سيف بوصول سبيدو ، دخل ويادوب هيهزر لمح عز فاتحرج وسلم عليه بأدب: عمي ازي حضرتك
عز بصله كتير بدراسة، طوله كويس ، جسمه رياضي ، مقبول لا هو جذاب الحق يتقال ، شيك في لبسه ومظهره ، ممكن يتقبله طالما سيف قال ان أخلاقه كويسة
سبيدو لاحظ نظرات عز المتفحصة وده خلاه ارتبك، بص لصاحبه بتساؤل فسيف ابتسم واتكلم : ها أخدت قرار ولا لسه ؟
ابتسم وحاول يتكلم بجدية : هبدأ امتى ؟
سيف ابتسم و وقف : دلوقتي يلا على المصنع .
سبيدو مسك دراعه وقفه وبص لأبوه : ايه هو ده اللي دلوقتي ؟ هو سلق بيض ولا ايه ؟ مش محتاج أفهم الدنيا رايحة فين وجاية منين ولا هو من الدار للنار ؟
سيف ضحك لانه شايفه زي الطفل الصغير اللي داخل امتحان : أيوة هو كده بالظبط ، يلا يالا انت هفهمك في الطريق وفي ناس هناك هتفضل معاك وجنبك لحد ما تفهم الدنيا كلها ماشية ازاي
عز أضاف بهدوء : أكيد يعني مش هنسيبك لوحدك تخرب المصنع ولا ايه ؟
سبيدو بص لعز : لا إن شاء الله خير ربنا يسترها بإذن الله.
خرجوا الاتنين وقابلهم مروان اللي أول ما لمحهم راحلهم ، سلم على سبيدو بعدها سأله : قررت ايه ؟
سبيدو أخد نفس طويل بتوتر : أنا رايح المصنع اهو وربنا يسترها .
سيف خبط على كتفه بدعم: قدها ما تقلقش ، لو كان عندي شك ولو بسيط انك مش هتقدر ماكنتش كلمتك أصلا .
سبيدو : ربنا يسهل ويسترها علينا ( بص لفوق ) احنا غلابة يارب
مروان ضحك : انت هتشحت ولا ايه ؟ المهم
سبيدو : ايه المهم قول ؟
مروان ابتسم ببلاهة : خطوبتي الخميس ها؟ بقولك اهو من دلوقتي تفضي نفسك
سبيدو مستغرب ابتسامته وبص لسيف بتهكم: ايه الابتسامة الغبية دي ؟
سيف ضحك : لا دي الابتسامة البلهاء بتيجي في نفس الباكيدج بتاع الحب والخطوبة وكده
التلاتة ضحكوا بعدها سبيدو بص لسيف بغمزة: طيب ايه ؟
سيف اصطنع الغباء : ايه ايه ؟
سبيدو بغيظ : اشمعنى أنا يعني وقعت منكم ما تجوزوني معاكم ، قول لهمس تشوفلي واحدة كده ولا كده ( سيف هيتكلم بس وقفه بتحذير) غير خلود
سيف ضحك : ماكنتش هقول خلود في حد جديد ظهر بس محتاجة ترويض
سبيدو بمزاح : أنا أروضها وماله عرفني عليها بس و
قطع الجملة لانه شاف آية اللي سمعت آخر جملة بس تجاهلته وبصت لأخوها بجدية: سيف ينفع تمضيلي هنا قبل ما تخرج ؟
سيف لاحظ نظرات التوتر من سبيدو والتجاهل من آية بس ماعلقش ومضى الورقة وقبل ما تمشي قال: صح يا آية سبيدو هيستلم المصنع وهيبدأ من النهارده
آية من جواها قلبها دق بعنف بس حاولت تظهر عادية وبصتله بتهكم : بس خلي بالك ليصور المصنع وينشر على الدارك ويب ويبهدل الدنيا .
سبيدو رد بغيظ : ده على الأساس اني ايه ؟ عيل صغير ولا ايه ؟
آية ردت بعناد: ده على الأساس ماعملتهاش قبل كده يعني وصورته ولا نسيت ؟
سبيدو ضرب كف بكف باستنكار: هو هنفضل العمر كله نتكلم في دي ولا ايه ؟ ( بص لسيف بضجر) ما تقول حاجة لأختك ؟
سيف بص لآية وقال بلامبالاة: حاجة
سبيدو بصله بغيظ: ده ايه برطمان الخفة اللي وقعت فيه على الصبح ده ؟ أنا أروح معرضي كنت معزز مكرم ، سلام عليكم .
سابهم ومشي وكلهم ضحكوا عليه بعدها سيف لحقه ودخل الأسانسير وراه: ما تستنى يالا انت
وقف وبصله بحزم : فهم آية أختك اني مش الشخصية اللي ممكن يخون صاحبه أو يعمل حاجة تضره .
سيف باستفزاز : بس هي عندها وجهة نظر
سبيدو بصله بصدمة ورد بجدية : سيف لو عندك شك اني ممكن أخونك خلاص نفضها سيرة وبلاها خالص أنا مش محتاج الشغل عندك أنا لو وافقت فده مساعدة ليك مش أكتر
سيف ابتسم ولبس نظارته وهو خارج من الأسانسير : سبق وقلتلك لو عندي شك ولو ١٪ ماكنتش عرضت عليك الشغل يلا بينا .
خرجوا قدام الشركة وسبيدو سأله : هنروح بعربية واحدة ولا اتنين
سيف : اتنين أنا مش هفضل معاك يا إما تبقى تروح بأي عربية من المصنع
سبيدو بسرعة : لا هاخد عربيتي يلا
كل واحد ركب عربيته واتحركوا ورا بعض وكل شوية يتسابقوا الاتنين أو يعملوا حركات حوالين بعض وسيف حس من جواه انه مفتقد الجو ده .
وصلوا المصنع وسيف جمع العمال عرفهم على سبيدو اللي وقف يراقب في صمت وماحبش يتكلم غير كام كلمة ، دخلوا المكتب وسيف عرفه ان ده هيكون مكتبه وبعدها دخل واحد كبير في السن ، سيف سلم عليه وبص لسبيدو بابتسامة: بص يا سيدي ده أستاذ أمين وهو أمين بالفعل يعني اسم على مسمى هياخدك في جولة في المصنع وهيعرفك كل كبيرة وصغيرة ويفهمك الدنيا بتمشي ازاي ، عم أمين كبير العمال وشغال معانا من أكتر من عشرين سنة يعني من الآخر يعرف أكتر مني ومنك .
سبيدو سلم عليه وأمين رحب به وبعدها قاله بود : بص أنا أيوة مش مهندس بس بعلم كل المهندسين اللي بيجوا هنا جديد
سبيدو بص باستفسار لسيف اللي أكد كلامه : أيوة كلنا بنعدي من تحت ايديه الأول ولازم هو يدينا ختم الجودة ( بص لساعته وبصلهم ) أسيبكم أنا بقى ورايا مشوار مهم .
سبيدو بتهكم : المشوار المهم يتضمن الجامعة ؟
سيف ضحك ورد : خليك في حالك
انسحب بسرعة علشان يلحق همسته اللي قربت تخلص ، وصل الجامعة عندها وركن عربيته وبص لساعته لقى ان لسه قدامها خمس دقايق على نهاية المحاضرة .
نزل من عربيته وقلع چاكيت البدلة وفك الكرافت يتخلص من منظر الدكتور الجامعي ويكون سيف فقط .
مسك تليفونه بعت رسالة ( حبيبتي مستنيكي تعالي يلا بسرعة وحشتيني )
جاله الرد خلال دقيقة ( السكشن لسه ماخلصش ، انت كمان وحشتني أوي أوي أوي أوي بجد )
ابتسم وكتب ( ايه دي أعمل بها ايه أنا ؟ أصرفها منين ؟)
ابتسمت أول ما قرأت رسالته وكتبت( تصبيرة لحد ما أوصل عندك وأديهالك بنفسي )
لسه هيكتب انتبه على حد بيكلمه ، رفع وشه شاف مايا قدامه فتجاهلها وبص لموبايله
بصتله بغيظ : لو سمحت يا دكتور
بصلها بنفاد صبر : افندم ؟
قربت منه ومعاها كشكولها : ينفع أسألك سؤال سريع جدا جدا مش هياخد لحظة بس معلش وقف قدامي ؟
استغرب طلبها وفكر يرفض بس تراجع على مضض : اتفضلي
شاورت على صفحة في كشكولها قدامه: هنا حضرتك قلت كده بس بعدها قلت العكس فأنا مش فاهمة أنهي فيهم الصح ؟
سيف استغرب انها كانت مركزة في المحاضرة بتاعته للدرجة دي أو ممكن حد تاني كان مركز وهو اللي عرفها تسأل في ايه ؟ ده الاحتمال الأقرب للصح ، بصلها باقتضاب : معاكي قلم ؟
ناولته القلم بتاعها فبدأ يشرحلها : الحالتين صح بس كل واحدة بتنطبق في حالة معينة
شرحلها سريعا الفرق بينهم وهي اتمنت لو كانت خلود شرحتلها أكتر بحيث تقدر تتكلم عن المحاضرة كلها مش الجزء ده بس ، بصتله بابتسامة : كده فهمت شكرًا أوي لحضرتك .
كانت قريبة منه وحاولت ان كتفها يلمس كتفه وهي بتتكلم