اخر الروايات

رواية مسك الليل الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة طارق

رواية مسك الليل الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة طارق


17=السابع عشر ( ملكى أنا ) /
قبل الآخيـــــــــــــ17ـــــــــر =
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى على نبيك الكريم
______________القصر________________
دخل عليه وجده يجلس ويضع قدم فوق الأخرى وينظر له ويبتسم وهو يخرج دخان سجارته من فمه وأنفه وينظر له نظره تشمل بلال من رأسه لأخصمه
ورحب به بسعاده كبيره لأول مره يرى بلال من أخيه حجاج ترحيب مثل هذا
" اهلا يا اخوي يا ابن ابوي ،وحشني ياغالى فينك مش باين بجالك يومين "
رفع بلال حاجبه ونطق بسخرية" ودا اسمه ايه أن شاء الله ، من امتى وانت بترحب بيا بحراره كده ، مالك يا ابن صفيه "
أخرج حجاج السيجاره فمه وبعدها أخرج الدخان من فمه وأنفه وهو بعدها ضحك بقوة ونطق بألم داخلى
" بتحبنى يابلال " كان هذا السؤال الذى طرحه حجاج على أخيه
رغم استغراب بلال من سؤال أخيه ولكنه رد بحنان أب قبل أن يكون اخ كبير
" ولا عمرى حبيت حد زى مابحبك ، ولله ياحجاج معزتك فى قلبى كبيره اوى لدرجة أن لو ليه ولد مش هحبه وخاف عليه زيك"
احتضنه حجاج وانهمرت دموع عينيه على كتف أخيه شعر بذنب كبير أتجاه أخيه .. ضمه أكثر وهو يلقى. عليه كل كلمات الاعتذار والشكر الذى يعرفها
كلما شعر بذنب يضمه أكثر حتى كادت تتهشم ضلوع بلال بين يد أخيه
" مالك يا حجاج ... فى ايه .." وقبل أن يكمل بلال لسؤاله لأخيه سمع رنين هاتفه ، فحرر نفسه بصعوبه من بين أحضان أخيه ورد على المكالمه
رأى حجاج نظرات أخيه التى انقلبت بشكل مخيف حتى عيونه أصبحت لون الدماء مما جعله يبتلع ريقه ويتراجع للخف برعب
وكل ما نطق به بلال فى حالته المرعبه تلك هو
" هما فين دلوقتي" وبعد أن سمع الرد انطلق للخارج بسرعه رهيبه وهو ينتوى قتل أى أحد يأتي على طريقة وها هى أتت بقدمها له رغم أهميتها له سابقاً
__________________ القصر______________
أتت لمقابلتها لها رغم معرفتها أن تلك المقابله بنسبة كبيرة لن تمر على خير ولكنها أقنعت نفسها أن لتلك المقابله ستنهى كل شئ لترتاح أو كما ظنت أنها ستريح نفسها
خرجت من شرودها على صوت تلك الضيفه الثقيله على قلبها
نطقت تيا بتعجب ساخر " ايه ده مسك الليل جت تقابلنى بنفسها لا أنا كده ممكن أشك انك بتحبنى وليا دلال عليكى "
ضحكت مسك بسخريه قائلا " لا دلال ولا اعتدال ، أنا چيت أهنه عشان عاوزه أعرف ايه اللي عاوزه مني وطلبتى تشوفينى ضرووري بسببه يا تيا "
نطقت تيا بتعجب" هو أنتى ليه بتكرهينى يا مسك "
" أظن أنتى مش چيبانى هنا عشان تسألينى أنا ليه بكرهك ، بس أحب اريحك أنا لا بحبك ولا بكرهك ، أنتى كلك على بعضك كده متفرقيش معايا ، ياريت يا تيا تدخلى فى الموضوع على طول وجولي عاوزه منى ايه "
" ليه انتي يامسك " نطقتها تيا بألم ولكنها تمالكت نفسها
" ليه ايه بقا "
اقتربت منها تيا ونظرت فى عينيها ببعض الحقد
" ليه انتى دونن عن البنات كلها يقع فى حبك ، عملتى ايه ليه عشان يعشقك بشكل ده ، مع انك عاديه جدا زى اى حد وبلال اتعامل مع الأجمل منك بس محدش قدر يلفت انتباهه ولو بنسبة بسيطه حتى أنا بنت خالته اللى كنت أقرب واحدة ليه مقدرتش ألفت نظره ليا كحبيبه... وحتى أنتى بكل سهوله أختيه منى " نطقت بحقد دفين بسبب شعورها بانقص أمامها رغم أنها تفوقها جمالا
" ازاى عملتى كده ازاي خلتيه يحبك بشكل ده ، عملتيه أيه "
" عمل " نطقتها مسك بكل سهوله
" ايه ، بتقولي ايه انتى "
رفعت مسك أحد حاجبيها وردت " ايه... انتى دلوقتى بتسألينى بلال حبينى ازاى وجوبتك اهو ، عملته عمل "
ثم أكملت بسخرية " روحت لشيخه فطيما المغربيه وعملته عمل أنه يعشقنى وميشوفش غيرى "
هنا شعرت تيا بسخريتها منها " انتى بتريقى عليا ، انتى بتسخرى من كلامى "
" أسمعى يا تيا من غير رغى كتير ، أنتى عارفه كويس أن أجابت سؤالك ده مش عندى ،أجابة السؤال ده عند بلال ، بلال هو اللى حفي ورايا عشان بس أبصله بصه واحد "
هنا صرخت تيا بها قائلا بغيظ " ليه اشمعنا أنتى فيكى أيه مش عندى ، أنا حتى عندى كل حاجه عندك ايه أنتى عشان يبصلك ، على الأقل أنا تيا هانم بنت الحسب والنسب والجاه ، انتى مين وعندك ايه عشان يبصلك ويسبنى "
" قلب " نطقتها مسك بكل بساطة
" مش بتجولوها أكده بالمصرى ... عندى قلب بيحب بصدق عندى قلب ميعرفش غير الصدق وحب الشخص مش حب ماله واجهه ولا منصبه ، عندى قلب حفر جواته أسم بلال بصدق ، عشان كده بلال مش بس حبنى لا دا بجا هيمان بيا عشان لمس أنى صدقى فى كل كلمة بجولهاله ، لمس فيا صدق مشاعرى ليه عشان أكده سلملي جلبه على طبق من ذهب ، عرفتى ليه بجا ، أظن أنا أكده چاوبت على كل سؤالك وعلى الاسئله اللى لسه مجولتهاش "
بكت تيا بقهر قائلا " أنا بحب بلال يا مسك ، وأنتى السبب فى أنه ميحبنيش مع أنى كان عندى استعاد احط كل ما أملك تحت رجليه واكون زى مايحب بس هو مكانش شايف غيرك أنتى بس ، عيون بلال مش بتشوف غير مسك الليل وبس ولسانه مش بينطق غير اسم مسك كل لحظه بتعدى لازم يكون فيها ، مسك .مسك. مسك .مسك .مسك ، لحد ماكرهتك وكرهت أسمك لدرجة أنى كنت بتمنا موتك على أيدى " قالت تيا اخر جملة وشعور. الغير والحقد يتملكان منها بشكل مخيف ، ولكن لم يؤثر فى تلك الواقفه لم تشعر بالخوف بل باشفقه عليها وعلى حالها الذى لا يسر لاعدو ولا حبيب
" بص ياتيا خديها نصيحه منى ، أوعى تتنازل عن اى شئ ممكن يقلل منك او من شخصيتك عشان حد ، وأوعى تحبى حد زيادة عن اللزوم ، عشان متوجعيش جلبك على الفاضي وتزلي نفسك مع واحد مش شايفك "
قطعت تيا حديثها وهى تصرخ فى وجهها " مش شايفنى بسببك أنتى "
ضحكت مسك بسخريه ' أنتى بتضحكى على مين يا ياتيا ، أنتى كنتى عارفه كويس أنك بلال عمره ماهيبصلك بصه تانيه غير انك أخته وبنت خالته وصاحبته المقربه ، غير كده انتى متأكده أنه عمره ماهيشوفك حبيبه ابدا ، بس أنتى لما شفتى حب بلال ليا مع أنى أقل منك جمالاً ومال زى ما بتجولى ، فاهنا نار الغير بدأت تحرق فيكى وحسيتى أن أنجرحتي فى أنثتك عشان سابك وراح لغيرك ، بس أحب أقولك أن انتي اللى جليتى ( قالتي ) من نفسك بنفسك ، الحب عمره ما قل من حد دا احنا اللى بنققل منه لما بستخدمه فى الديره ، زي ماعملت مع بلال كده وبدأت أكلمه وأقابله من غير أى حاچه تربطنى. بيه عرفتى بقا أن البنى أدم هو اللى بيقلل من نفسه مش الحب اللى بيقلل منه ، بصى الحب بيتبنى ، الأساس بتاعه القبول بين الطرفين لقيتى القبول منه واثبتلك ده قدام الدنيا بحالها يبقا ياحظك ، انما لو من طرف واحد فدا ميقلش منك أبدا لاء دا يخليكى متغلطيش تانى وتعلقى نفسك بحبال ديبا من الأول مع حد مش شايفك من الأول فهمتى بقا "
" طب ما أنتى بتحبى بلال فى السر ولقيتى منه حب كبير ليكى "
هنا نطقت مسك بحزن " فى الأخر فوقت على. قلم كسرنى وكسر أمى ، وفتفت قلبى مائة حته ، بس أنا راضيه لأنى عارف أن كل اللى حصلى دا عقاب من ربنا ليا ، وأنا راضيه بعقابه ومش عايزه غير الغفران ، كفايه أنه لحد دلوقتي سترنى "
مسحت تيا دموعها ونظرت لدموع مسك ونطقت بعدم فهم
" يعنى أيه كلامك ده أنا مش فاهمه حاجه "
" يعنى أنى وبلال طريقان أستحاله يتجابله فى سكه واحده ولا يجتمعه مع بعض ، أنا خلاص نهيت اى حاچة تربطنى ببلال وخلاص بجا بنسبالي ماضى وكان ، وبدجت أتعايش من غيره "
" ودا من أمتى " قالت تيا بصدمه
" من مده " ثم نظرت لها وابتسمت بهدوء قائلا" مبروك عليكى بلال ، ولو كنتى شايفه أنى أنا اللى منعا بلال أنه يشوفك ، فخلاص احب اقولك أن مسك نهت بلال من حياتها "
" بس هو منهاش علاقته بيكى هو لسه بيحبك "
"خلاص صدقينى أنا مش هقدر بعد اللى حصل أشوف بلال حبيب ليا أو زوج "
قالت تيا باستغراب" هو ايه اللي حصل "
ردت مسك بهدوء لتنهى النقاش " مفيش حاچه حصلت ، وأنا اللى عندى جولته بلال انتها من حياتى ، بس نصيحه منى بلاش تقللى من نفسك تانى عشانه ، عشان محدش بيحس بالوجع الا صاحبه ، والله انتى من جواكى معدنك طيب ، رغم كل اللى الوحش اللى بتظهريه من بره بس أنا حاسه
أن فيكى حتى كويسه فعشان كده الحقى نفسك قبل ماتضيعى نفسك مع واحد مش شايفك اصلا ، وعمره ماهيديكى الحب اللى. انتى عاوزاه ، بلاش يا تيا بلالش بلال أشترى نفسك بدل متابعيها برخيص " قالتها مسك وتركت تيا تنظر لأثرها
وهى تفكر في كل حرف قالته ، هل سوف تشرى نفسها ام تعاود لذلك الأعمى وتحاول من جديد وتستغل عدم رجوع مسك له كل تلك الأفكار وأكثر تدور داخل عقل تيا الأن ولا تستطيع أن تأخذ قرار حتى الأن
_______________ القصر __________________
طرق الباب بقوة حتى فتح وظهرت من ورائه فهو يعلم من رجاله أنها بمفردها فى البيت فاستغل تلك الفرصه لينفرد بها ويخبرها بما لديه
" ايه اللى چابك عندينا يا ابن نجوان ، عاوز منينا ايه تانى يابلال"
دفع بلال الباب بقوة حتى جعلها تتراجع للخلف كادت تقع ولكن تمالكت نفسها على اخر لحظه واغلق الباب من خلفه
صرخت به زينات لفعلته تلك " عاوز ايه يا وش البومه ، بعد عنا بجا بكفايه وجع جلب بتى اللى كنت سبب فيه من لاول ، بكفيانا شرك"
كان ينظر لها ببرود رغم النيران التى تشتعل فى داخله تجعله يريد قتلها بين يديه لريح نفسه
ويشعر بانشوة أنه واخيرا تخلص منها لياخذ
مسك قلبه ويتزوجها دون أى مشاكل تأتى منها
لتنهى زواجهم
صرخت له زينات مره اخرى قائلا بغضب " أطلع بره ، واياك اشوفك جدام بابنا بس ، هولع في.."
قطع حديثها قائلا " ايه اللي بين راضوان ومسك يازبنات " قالها بهدوء رغم غضبه
ذ
سبته زينات وصرخت فى وجهه " اخرس جطع لسانك أنا بنتى اشرف من الشرف وملهاش أى علاقه بجنس مخلوق ، ورضوان ده أنضف من أن اسمه ينطجه واحد زيك على لسانه الزفر "
هنا صرخ فى وجهها ولم يعد يتحمل لقد انتهت كل ذرة هدوء لديه
" قسما بالله لو عرفت انك بتكلمى مع الزفت دا تانى فى موضوع جواز مسك لكون قتلك وحارق جتتك وأرمى رماضك فى الترعه ولا اخلى حتتك ترتاح فى تربه ، لو بس عرفت أنك بتكلمى معاه أصلا او جبتى سيرة مسك وياه هقتلك يا زينات هقتلك "
ردت الاخره بتبجح دون أن تخاف منه قائلا بقوة أم
" وأنا لو هيبقا أخر يوم فى عمرى مش هخلى مسك ليك ، يا أما لرضوان يابلاش ، كفايه أنه بيحبها بجد "
صرخ بها بلال وامسكها من ذراعها بقوة دون أن يعبئ لسنها ابدا
" طب ما أنا كمان بحبها وانتى عارفه دا كويس ، فاليه هو و أنا لاء ، فى. ايه زياده عنى عشان تتمنيه ليها وترفضينى .. أنطقى "
هنا ابتسمت باستهزاء قائلا " فيه ، أنه راجل تربية راجل مش تربيه مره زى نجوان " وكأنها بتلك الكلمات أشعلت فتيل غضبه حتى جعلته يمسكها من رقبتها بكلتا يدها ويضغط عليها ليقتلها ويخنقها بقوة حتى أزرق وجهها وشفتها وأصبحت على حافة. الموت وهنا أطلق بلال صرخه قوية جدا بسبب ألم قوى أصاب يده مما جعلها تنزل من على رقبة زينات
ونظر حوله وجدها مسك وتمسك بيدها سيخ حديد ضربته به على يده وقبل أن يستوعب اى شئ تلق واحدة أخرى على قدمه جعلته يصرخ أكثر ويقع على الأرض من أثر تلك الضربه القويه التى طلقاها
هرولت مسك لأمها حتى تطمئن عليها وجدتها تحاول أن تستعيد أنفسها من جديد فحمدت ربها أنها أتت فى الوقت المناسب هرولت تركتها لتأخذ أنفاسها
وذهبت لذلك الخائن كما لقبته ، وبصقت فى وجهه
صرخت فى وجهه " ليه ، ليه تعمل فيها كده ، عاوز تقتلها عشان ايه كل ده ، عاوز تخلص على أمى يارخيص"
بادلها الصراخ وهو يحمل يديه على جسدها كأنه شلت
" أمك اللى زعلانه عشانها دى ، بتبيعك لرضوان ابن جابر النمر وعاوزه تجوزك ليه ، عشان تبعدك عنى "
" وعشان عاوزه تجوزنى غيرك تقوم تموتها "
" وموت اي حد يحاول يبعدنى عنك ويملكك غير ، أنتى ملك بلال المنسى وبس ملك بلال ، ملكى أنا فاهمه ولا افهمك "
دفعته مسك بقوة أوقعته بسهوله بسبب قدمه التى أصابتها بضربه قويه
ونزلت لمستواه قائلا " دا بعينك يا بلال انك تلمس شعرايه واحد منى بعد اللى شوفته منك ده اطلع بره ومشوفش وشك تانى والا ولله لكون مخلصه عليك بإيدى دى ، وأرميك لكلاب السكك تنهش فى عضمك "
تمالك بلال آلامه وأمسكها من شعرها بقوة وجعل وجهها مقابل وجهه ونظر لعينيها بتوعد قائلا
" وأنا لو هقتلك بإديا دى هى يبقا أهون بكتير أن غيرى يملكك يا مسك ، مش بعد الحب اللى حبتهولك تكونى لغيرى ، انتى ملكى أنا وهتفضلى ملكى أنا سامعه لو مش هتبقا ليا فى الدنيا ، يبقا التربه أولا بيكى لأنها هى الحاجه الوحيده اللى هتبقا اولا بيكى منى انا " قالها وهو يلقيها على الأرض كما فعلت به
ولكن توقف عن السير للخارج على صوت صراخها قائلا
" يبقا الموت أهون عليا من انى اكون ليك "
ضحك بسخرية قائلا" ولله لخليكى تيجى تطلبى الجواز منى ، ويمكن كمان اخليكى تنزلى قدامى ومعاكى الخاتم وتطلبى الجواز منى ، ايه رأيك بقا فكره مش كده ، ولا اقولك مايصحش برده هركع انا ليكى واقدملك الخاتم ياستى يلا عشان مبقاش حارمك من حاجه "
" دا بعينك يا بلال يامنسي "
" هتشوفى يا قلب بلال المنسي ، ولله ماهتكونى لغيرى الا على موتى " قالها وهو يخرج من البيت بأكمله وهو ينوى على فعل أى شئ حتى تخضع له تلك الحبيبه التى عشقها قلبه وبسبب غبائه وأهماله أضاعها من بين يديه
وكأن الحل الذى سيجلبها له ركعا أتى. اليه دون عناء أى. مجهود ، ابتسم بمكر وهو ينظر لذلك الأسم الذى ينير شاشة هاتفه ويغمز قائلا
"كده يبقا كل حاجه مترتبه الا حاجه واحده لو اتنفذت صح يبقا مبروك عليا مسك ، وكل حاجه ، وبعدها اقدر اقول لنفسي ، مبروك يا عريس "
_______________ القصر _______________
حل الليل اخيرا بعد تعب هذا النهار الذى مر على البعض بسلام والبعض الآخر مر عليه كانقطه السوداء التى لن ينسوها بحياتهم ابدا ، ستظل ذكره لعينه لديهم
رغم ألم جسدها قامت من فرشتها تشعر أنها مازلت لاتستطيع التنفس كاسابق ولولا مسك ابنتها اخذتها على المشفى فور ذهاب بلال كانت قد ماتت ، شعرت وهى بين أيدي ابنتها أنها لو توفها الله ،. كيف ستعيش مسك بدونها من سيحميها ويبقا معها ، هى الأن تمثل لها الحامي ولكن بعد أن تموت من سيحميها ويبقا لها الحصن المنيع الذى يحميها من غدر البشر. الذين يعشقون مص دماء الفتيات الضعفاء أمثال ابنتها ، انهمرت دموع زينات
انقبض قلبها شعورها أن الموت قريب منها وفى
اى وقت تقبض روحها لخالقها وتترك مسك وحدها
فاقت من شرودها هذا بعد أن عقدت العزم على حماية ابنتها بطريقتها حتى لو كان هذا سيكون ضد رغبة ابنتها ولكن هى أم ويقتلها هذا الشعور البشع الذى يجعلها تتخيل أن ابنتها تقع بين أيدى ذئب
مثل بلال
أتكأت على نفسها حتى وصلت لغرفة ابنتها التى انتفضت من نومتها بفزع عندما وجدت والدتها تتحرك بصعوبه اتجاهها
ساندتها مسك حتى اجلستها على الفراشه وعدلت وضعيتها ببعض الوسادات حتى تكون جلستها مريحه
عاتبتها مسك وهى تنطق بحزن " ليه تعبتى. نفسك بس ياما كنتى ناديتى عليا وأنا كنت اچيلك لحد عندك و... " قاطعتها زينات وهى تخرج أنفاسها بصعوبه
" انا كويسة يابنتى بس كنت محتاجه منك طلب مهم أكده " قالتها زينات وهى تطالع وجه ابنتها وتحاول التماسك أمامها حتى لا تضعف وتنهمر دموعها
وهى تقول " عاوزه أطمن عليكى يا مسك ، جبل ماجابل وجه كريم ...، ومهما يحصل أسمعى كلامى للآخر دا لو عايزه تريحى جلبي عليكى "
شعرت مسك بالخوف وانتفض جسدها " جصدك أيه ياما وبعدين ، الأعمار بيد الله أحب على يدك متجولى أكده أن شالله انى وانتى لاه ياما " وانهارت مسك واحتضن أمها وظلت تبكى بوجع تخش فقدان أمها فاهى متعلقه بأمها بشكل كبير رغم خلافتهم الدائما معا الا أنها تحبها وستظل هى الحاميه لها فى تلك الحياة بعد الله سبحانه وتعالى
ظلت تضم ابنتها بقوة كأنها تخبرها بطريقه غير مباشره دعينى اشبع منك قبل أن أغادر ، بكت مسك أكثر بسبب ضم والدتها لها بتلك الطريقة جعلتها تشعر أن والدتها قد ترحل فعلا وتتركها وحيده
انقبض فؤادها وارتجفت أوصالها لذلك الشعور السئ
الذى شعرت به لتو ، أمن الممكن أن ترحل وتتركها
دق باب بيتهم فى تلك الساعة المتأخره
أخرجت زينات ابنتها من بين أحضانها بصعوبه لتجعلها ترى من الطارق ولكنها أبت أن تتركها
ولكن فعلتها بسبب أصرار والدتها
تحركت كالمغيبه لدرجة أنها كانت تصتدم
فى اى شئ يقابلها لاترى بسبب بكائها
وجدت بدر يقف على أعتاب بيتهم ومعه سيدة غريبه
لأول مرة تراها ، انقيض فؤادها لفكرة أن تلك المرأة لها علاقة بالعمل الذى يكون مع الاموات ، كامغسل وتكفين الميت ، أسترحل أمها فعلا ، كادت تقع ولكن لحقها رضوان الذى أتى من خلف بدر كأنه توقع انهيارها بسبب ارتجافت جسدها بشكل غير طبيعي بالمره ، وهذا كله سبب الخوف ، الخوف من الحرمان والفقد
حملها بين يديه ينظر له بشفقه وهى فاقده الوعى
وضعها على تلك الأريكه الخشبيه وطلب من بدر كوب ماء وطلب منه أن ينصرف ولكنه لم يتحرك الا بعد أن نظر له رضوان بعينيه نظرة جعلته ينصرف
كأنه أخبره الايخاف عليها
وضع يده فى الماء ونثر على وجهها قطرات المياه
حزن لشحوبها هذا ، فهذه ليست مسك تلك الفتاة
اليافعه الجميله ، ذات ضحكة يرن صداها كل مكان تذهب إليه ، الأن أصبحت تشبه العجائز وكأن الحزن حولها من فتاة فى الحادى والعشرين من عمرها إلى فتاة من يرى شكلها يقول صغيرة ولكن فى السبعين
ولكن مهما أصبح عمرها ومهما ذهب جمالها تستظل عطره الجميل الذى يفوح فى أيامه القادمه معها
ظل ينثر عليها القطرات دون أن يلمس وجهها ولكنه يجلس وينظر لها حتى اهتزت جفونها فعلك أنها ستفيق الأن ، فاقت تلك الفتاة ونظرت لهذا الجالس أمامها ، لا ترى شكله بوضح ولكن بعد أن فاقت بشكل كامل وضحت لها الرؤيه وجدته هو ومن غيره يفعل هذا ، رضوان هذا العاشق الذى اعترف بحبه لها أمام والدتها دون أى خوف أو خشى فقط قال مافى قلبه كأنه شئ. ثمين يعتذ به ولا يريد نكرانه ابدا ولا أخفائه
ولكن قطع وصلت النظرات تلك بدر وهو يدعوهم لدخول لأن زينات تريدهم الأن
نظرت زينات لتلك لأبنتها التى تجهل حتى الأن لما توجد تلك السيدة الغريبه ولم رضوان دىأيضا هنا وبدر
اخذت زينات أنفاسها بصعوبه لتجيب ابنتها على
سؤاله الذى قرأته فى عينيها ، أمسكت زينات كفت يد ابنتها وضغط عليها بقوة قائلا
" دى يا مسك الست مروة مأزونه من البلد اللى جمبينا واللى هتكتب كتابك على رضوان... وجبل ماتجولى أى حاچه دى وصيتى ليكى يابنتى
الصمت ثم الصمت لا يوجد غيره وكيف تتحدث بعد أن انلجم لسانها الأن بسبب تلك القنبله التى ألقتها والدتها فى وجهها ، أتريد تزويجها لرضوان وماذا أقالت وصية ، لم يأتى منها أى شئ غير أنها ارتمت فى أحضان والدتها تبكى وتحتضنها بشده
" خليكى معايا ياما وانا ولله هعمل كل اللى أنتى عاوزاه بس خليكى متمشيش خليكى ياما " قالتها بقلب يحترق لفكرة بعدها فما بالكم أن أصبحت تلك الفكره حقيقه وواقع تتعايش معه وهو الوجود دون أمك


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close