رواية معشوق الروح الفصل الخامس عشر 15 بقلم اية محمد
وسطعت شمس يوماً جديد سيجتمع به الروح مع القلب ...
إستيقظت الفتيات منذ الصباح الباكر وأدوا صلاة الفجر ثم جلسوا يتبادلون الحديث حتى سطوع الشمس فبدأت كلا منهم بأعداد نفسها للزفاف ....رفضت ليان بأن تضع لها فتاة التجميل مكيب حتى ولو كان بسيط معللة بأن ذاك اليوم ستزف بطبيعتها لمعشوقها لا تريد زينة مزيفة فزينة المرآة جمال خلقها ونضارة بشرتها الطبيعية ...سعدت بسمة من قرارها وفعلت مثلما فعلت ليان لتضع لنفسها كحل أسود وملمع شفاة فقط ...
شرعت الفتاة بلف الحجاب لليان وبسمة بأعجاب بما هن عليه ...على الجانب المجاور لهم أنهت الفتاة الأخرى تزين تقى وبسملة لتكوت بقمة جمالهم وخاصة بسملة بعد أرتدائها الطبقة الشفافة التى جلبها لأجلها طارق فجعلها مميزة للغاية ....دلفت منار بعدما أرتدت الفستان الوردي الذي أشتراه لها يزيد وقامت أحد الفتيات بتزينها هى وشاهندة وجاسمين فكانوا للجمال عناويين مميزة ...
****
بغرفة يزيد
أنهى أرتداء جاكيته الأسود بأناقة أعتاد عليها ..مصففاً شعره بحرافية فكان ملكٍ للوسامة ..
دلف سيف من الخارج ليطلف صفيراً قوياً كأعجاباً به ليستدير يزيد بأبتسامة هادئة :_أيه الجمال دا يا سيف
ألقى سيف نظرة أخيرة على بذلته السوداء بنظرة رضا قائلا بفرحة :_الجمال دا ليك يا غول طول عمرك برنس
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية :_بطل بكش بقا وإسمعنى
أقترب منه بجدية فجلس يزيد على المقعد قائلا بثباته المعتاد :_لما عرفت أنك هتتجوز تقى كنت حزين رغم أننا ولاد خالة وفاهمين بعض من صغرنا والكل عارف بحب تقى ليك لدرجة أنى كنت ببقا عايز أديك قلم عشان تفوق على حب البنت دي بس لما عرفت أنك عايز تتجوزها ولقيت فى عيونك الحيرة وواجب القرابة المحتوم مكنتش عايز الجوازة دي تتم لكن دلوقتى يا سيف انا شايف فى عيونك لمعة الحب لتقى ودى فى حد ذاتها إنجاز
إبتسم سيف قائلا بغرور:_حبها ليا مفضوح أوى كدا !!
جذبه وتوجه للخروج من الغرفة بغضب مصطنع :_طب يالا ياخويا ..
بالأسفل ...
طالته كانت قابضة للأنفاس فمالك يمتلك سحراً خاص يميزه بعض الشيء أقترب منه فراس قائلا بأبتسامة هادئة :_مبروك يا مالك
أحتضنه مالك بفرحة :_ الله يبارك فيك يا أبو الفوارس
تعالت ضحكة فراس قائلا بسخرية :_لا أظن اللقب دا يليق بيك أكتر
أقترب محمود منه بعدما أرتدى حلى من اللون البنى لتجعله ملمح للأنظار بعيناه التى تشبه لون بذلته الأنيقة :_مساءوا ورد
فراس بأبتسامة مرح:_الورد دا تهديه لخطيبتك ياخويا
تعالت ضحكة محمود :_طب وأنت زعلان ليه؟!
لوى فراس فمه بضيق :_أصلى بقيت الوحيد المعزوب فى تلك العائلة العريقة
تعالت ضحكاتهم بقوة على حديثه المرح فرفع شريف يده على كتفيه قائلا بغرور :_مش لوحدك معاً ضد تلك الفكرة الشنيعة
فراس بستغراب :_فكرة أيه يالا ؟!
شريف بأبتسامة واسعه :_الزواج ياعم روحت فين ؟!
فراس :_أه قولتيلي
وجذب يديه من على كتفيه قائلا بسخرية :_لا مش لدرجة الأضراب يا خفيف أول ما دا يقع هرتبط على طول
وكان يشير على موضع قلبه ،فسترسل حديثه الذي إبتلع حينما رأى فتاة البنفسج تطل عليه من الأعلى لتخرجه من التمرد بجوابها المثير ...هبطت شاهندة بفستانها الساحر الفضفاض وحجابها المتميز بلفتها المبسطة التى تحجب رؤية شعرها الطويل ..كانت تستند على جاسمين بعد أن قضت الليل بحوار طويل معاها لتتقلص المسافات بينهم كما أردت أن تفعل أمل بأن تقرب الفتيات من بعضهم البعض ..
لجوارها كانت تهبط جاسمين بأرتداها فستان رقيق يمزج بين اللون الأحمر والأبيض بتناسق خاطف للأنظار لتخطف قلب شريف الذي علم منذ قليل أن بداخله قلب !! ...
تطلع ذو العقل المذهب لشقيقه ثم أقترب منه قائلا بهمس يحمل السخرية :_أظن أنك لقيتها ؟
إستدار فراس وملامح الجدية على وجهه كأنه يسأل شقيقه برؤيته ما حدث لقلبه برؤياها !! ..فالآن الأمر صار مفضوح لمن حوله ...
أسرعت منار خلفهم قائلة بغضب :_كدا متستنونيش !
كلماتها من جعلته ينتبه لوجود فارسته الرقيقة ،هبطت سريعاً خلفهم بأبتسامتها الساحرة لتزلزل قلب محمود فأقترب منها لتخجل للغاية أمام نظرتها المتفحصة له ...
لم يخسر جزء مصغر من وسامته المعتادة له بطالته العميقة ..هكذا كانت نظرة شاهندة لفراس بتألقه بحلى سوداء اللون متعمقة التصميم ...
أسرعت إليه جاسمين قائلة بفرحة :_أيه الجماال دا يا أبيه فراس
رمقها قائلا بتعجب :_أبيه ؟!!
إبتسمت بفخر :_عرفت أن من عادات قصر نعمان أن الأخ لما بيملك مكانة أكبر من الأخوية بيكون آبيه أسم قريب من كلمة بابا .
لمعت عين فراس بالدمع والزهول :_وشايفنى بالمرتبة دي يا جاسمين ؟
دف الدمع من عيناها قائلة بحزن :_أنت حنين عليا وبتنصحنى دايما للصح على عكس مراد مش شايف غير نفسه وشغله
رفع يديه على كتفيها قائلا بمرح عن قصد :_أيه يابت هتعيطى طب والفرح دا هنعمل فيه أيه؟ داحنا هنخربها أنا وأنتِ
تعالت ضحكاتها قائلة بتأييد :_على شرط تشغل شوية أغانى مغربية جانب المصرية
فراس بتأكيد :_بس كدا عيووونى
جواره كان يقف مالك يستمع لحديثهم بسعادة لعلو مكانة أخيه فأبتسم بفخر فكان بداخله خوفاً شديد من أن تكون تربيته ليست مؤهلة بعد....
سرحت نظراته حينما رأى حوريته تزف إليه بفستانها الأبيض الذي يشبه السحاب المموج ليطوف بها حتى تصل إليه بدرجات تقطع المسافات وتقترب منه لتؤكد له بأنها تقترب لتحصل على إسمه وعشقه الروحى ..
وقفت أمامه تتأمله بأعجاب شديد يدها بيد شقيقها ، إبتسم محمود وهو يرفع يديها له قائلا بجدية :_عارف أنك هتحافظ عليها يا مالك ..
إبتسم ومازالت عيناه عليها مردداً بعشق :_روحى معاها وقلبي ساكن بين حياتها عمرى ما هسمح أنها تتأذي بأى شكل من الأشكال
إبتسم محمود براحة ثم وضع يدها بين يده ليشعر بأحساس مريب يطوف به فيحتضنهم بتمسك ، وجهها الخالى من التجميل المصنع جعلها غير مشبعة لنظرة واحدة ..... إبتسمتها الناصعة من القلب كانت كفيلة بملامسة القلوب لا يعلم البعض بأن نور وجهها ليس من جمال الوجه بل رضا من الله عز وجل ليزرع محبتها بالقلوب فالله سبحانه وتعالى أن أحب العبد جعل محبته تنبض بقلوب عباده ..
جذبها مالك ثم خرج من القصر ليصعد بسيارته المتوجهة للمكان المنشود ، وبسيارة شريف صعدت شاهندة ومنار بعدما رفضت الصعود مع محمود فمازال لا يحل لها ...
وبسيارة فراس صعدت جاسمين معه بسعادة تلتمسها لأول مرة بجو أسري محبوب .... وبسيارة محمود صعدت أمل وفاتن وسماح بعد أن أصبحوا رفقة تجمعهم الطيبة والروح الحسنة ..
....دلف يزيد للداخل لتصميمه بأنه من سيسلم بسملة لطارق ليثبت لها بأنه الأخ والأب لها عوضاً عن فقدان أبيها فدلف ليتصنم محله حينما رأى حوريته تقف لجوارها لتفتك ما به من قلبه ...لم يتمالك زمام أموره فأقترب منها طابعاً قبلة على جبينها فهى زوجة له قائلا بصوتٍ هامس :_ربي يحميكِ من العيون يا همس القلب
تلون وجهها بحمرة الخجل خاصة من وجود تقى وبسملة بالغرفة فحاولت التهرب من نظراته الفتاكة لشعورها بجمرات نارية تشع من وجهها ..إبتسم بتسلية وأقترب من بسملة قائلا بثبات مزيف :_يالا عشان أسلمك للواد دا عشان يعرف من أولها أن وراكِ رجالة
إبتسمت بفرحة ودموع تغزو وجهها قائلة بسعادة:_أكيد ورايا أخ بشهامتك يا يزيد
أقتربت تقى بغضب مصطنع :_على فكرة أخويا التانى خلع ومفضليش غيرك بعنى ضمنى للقايمة
تعالت ضحكاته الرجولية لتكسو قلب بسمة :_مالك ! أعذريه أول ما شاف ليان نسى نفسه أحمدى ربنا أنه لسه بعقله
إبتسمت بتأكيد :_فعلا يا يزيد قصتهم ولا الخيال ربنا يسعدهم يارب
رفع يديه لها قائلا بحنان :_ربنا يسعدكم جميعاً مع أزواجكم يا حبيبتي
رفعت يدها بين يديه وبسملة من الجهة الأخري فتوجه للهبوط غامزاً بعيناه الفتاكة لزوجته :_ثوانى ورجعيلك
إبتسمت بخجل وأتابعته بنظراتها العاشقة ...هبط يزيد بهم للأسفل فجن جنون سيف حينما رأى تلك الأميرة الهابطة من رواية خيالية او السندريلا المتحولة لتصبح أمام عيناه...أما طارق فحزن حينما رأى تلك الملاك الابيض تطل أمامه ليكره نفسه عما أرتكبه معها فكان يود رؤية سعادتها مكتملة ..
وقف يزيد أمام عيناهم قائلا بنبرة الغول المحفزة بالكبرياء :_أنا ومالك معندناش أختين بس أظن رسالتى وصلت ؟
سيف ببعض الخوف :_أختك فى عنيي يا غول
وضع يدها بين يديه قائلا بفرحة :_كدا تعجبنى يا سيفو ..
ثم وضع يد بسملة بيد طارق بحزن حينما شعر برجفة يدها ...تفهم طارق خوفها وسحب يديه قائلا بأبتسامة هادئة ليزيح شحن الموقف :_متقلقش يا غول بعد التصريح دا مش هتجن وأعمل حاجة وأنا عارف أن نهايتها الموت
ابتسم يزيد وتوجه للأعلى قائلا بتحذير :_أطلعوا بالعربيات ومتخلوش السواق يتحرك غير لما عددنا يكتمل
أنصاعوا له وتوجهوا بالعرائس للسيارات المخصصة لهم ..
دلف يزيد للأعلى ثم قدم يديه لها وتوجه للخروج قائلا بعد تفكير "_هو ينفع أحطلك نقاب فى الليلة دي بس
تعالت ضحكاتها قائلة بمشاكستها المعتادة :_هوافق لو حطيت مأنت مزز جداً وهتتعاكس منى نفسي أشوف جيران الحارة هيجرالهم أيه لما يشوفك ؟
اكمل طريقه معه للأسفل حتى صعدوا للسيارة قائلا بستغراب :_ليه يا بسمة ؟
أجابته ببرائتها الغير مصطنعه :_يعنى شاب وسيم وغنى ومتريش وأختار المجنونة دي الأمر محير للعقول كدا
تعالت ضحكاته الفتاكة مشيراً للسائق بالتحرك ...لتبدأ المجموعة بالتحرك بشكل حرافي مثير للنظرات كما رسمها يزيد بمساعدة مالك ....
وصلت السيارات أمام مخيم ليس له مثيل ،كل شيء منظم بحرافية عالية كأنه بأستقبال أناس من الطبقات الفرعونية ..
كان الجميع يتابع من أعلى منزلهم منذ الامس بأهتمام ليروا هذا السرح العظيم لمن ؟!
بعضهم أفتى بأن رئيس الجمهورية بزيارة سرية لحارتهم المتوسطة الحال والأخر أخبرهم بأن هناك أمراً مرتبط بالأمور التلفيزيونية ..
فأتت تلك السيارات لتجيب على فضولهم المتأكل لتهبط بسمة مع الغول وتتوجه للداخل بعد دلوف ليان مع مالك ....وكذلك هبط الجميع وعلى رأسهم من زورت القلوب بسملة التى كانت محمل للأهانات منهم يرواها تتألق بفستان يشبه الملوك مميز عن باقى فساتين الحفل ليؤكد لهم بأن ما فعلوه كان أشد درجات الخطأ ليس معها ولكن نعيش بمجتمع يلقى اللوم الدائم على المرآة حتى ولو كانت قد ظلمت بقوة وطغيان . .
شرع الحفل بالبدء على الطراز الغربي والتغطية التلفيزيونيه العابية لشخصيات الحفل العريق ليشهد الحفل ظهور خاص لرجل الأعمال الشهير ياسين الجارحي ورفيق دربه يحيى الجارحي الذي تقدم ليقف أمام مالك ويزيد قائلا بأبتسامة تسللت للوسامة عنوان :_مبروك
يزيد بفرحة لحضوره :_الله يبارك في حضرتك شرفنا حضورك أنت والأستاذ يحيى
إبتسم يحيى قائلا بفرحة:_أحنا الا يشرفنا حضور الحفل المميز دا وبجد بهنيكم على الفكرة وبراعة التنفيذ
مالك بأبتسامة هادئة:_سعادة لينا أنه نال الأعجاب
ياسين بثباته المعتاد :_يزيد نعمان ومالك نعمان أفكارهم على طول مبتكرة ومش بس كدا حتى الخلق والتعامل ودا سبب كافيل أن الا بينا مش يبقى شغل وبس مبارك مرة تانية وأتمنى أنكم تشرفونا بالقصر فى الوقت الا تحبوه
مالك بتأكيد :_أكيد طبعاً عن قريب بأذن الله
يحيى بأبتسامة هادئة :_بأنتظاركم
وتركهم ياسين ويحيى وتوجهوا لسيارتهم ....ليبتسم يحيى قائلا بهيام بالذاكريات:_مش عارف ليه لما بشوف يزيد ومالك بفتكر أيامنا وأحنا صغرين !!
آبتسم ياسين هو الأخر قائلا بثبات وعيناه على الطريق :_الأتنين فيهم من شخصية بعض مع فرق بسيط جداً
يحيى بأهتمام :_ الا هو !
أجابه بثباته المسبق بحديثه :_مالك ذكي جداً وبيقدر يوازن بين قوته العقلية وبين قوته الجسمانية على عكس يزيد فى أغلب المواقف القوة الجسمانية الا بتربح دايما ودا الا بيخليهم بيكملوا بعض مفيش مملكة من غيرهم الأتنين
إبتسم يحيى قائلا بجدية :_ومازالت بتفهمها وهى طيرة يا ياسين
إبتسم بثقة :_أحنا زي مأحنا يا صاحبي الزمن الا بيتغير ..
شاركه البسمة وأكمل طريقهم لعل اللقاء بينهم عن قريب ...
بحفل الزفاف ..
إجتمع الجميع على منصة الرقص لتتميل كلا منهم بين يد زوجها بعد أن تم عقد القران لتصبح كلامنهم ملكٍ لمعشوقها فكان للعشق مسار منعزل لكلا منهم ..
##مالك##ليان
رفعت عيناها بعد محاولات عديدة لأستجماع شجاعتها لتقابل عيناه المضيئة بعشقها هى فأبتسم قائلا بهمس :_معنديش آجابة لسؤالك لانه شغلنى أنا كمان
تطلعت له بصدمة حقيقة قائلة بصعوبة بالحديث :_عرفت أزاي الا بفكر فيه ؟!
إبتسم قائلا بعشق :_لأنك بالنسبالي كتاب مفتوح يا ليان
تركت العنان لنظراتها تنغمس بعيناه المفعمة بالحنان فكم ودت أن تذق جنة أحضانه ولكن الطريق أنتهى بفوزها به ..
####يزيد####بسمة
رفعت يدها على رقبته فأبتسم قائلا بخبث :_بثبتيلهم أنى ملكك ولا لنفسك
إبتسمت قائلة بمكر :_الأتنين
تعالت ضحكاته ليحتضنها بعشق قائلا بثبات :_ هنشوف الموضوع دا بعدين
شددت من أحتضانه غير عابئة بمن حولها فهو زوجاً لها ..
####سيف###تقى
:_مش مصدقة يا سيف
قالتها بنوع من الصدمة وهى تتأمله فأبتسم على عشقها المسبق لها مردداً بهمس :_ مش مصدقة أيه بالظبط
أجابته بسرعة :_أنك بقيت جوزي عايزة أجرى وسط الناس دي كلها وأسالهم واحد واحد يمكن أكون بحلم !!
شدد من ضغط يديه على خصرها قائلا بتحذير :_أعقلى يا مجنونة بصي للفستان الأبيض ولعيونى والحالة هتروح لوحدها
إبتسمت بهيام بعيناه بعدما صرح لها ليبادلها البسمة بتفكير بحاله بعدما أستحوذت عليه..
####طارق###بسملة
كانت تتحرك معه بسعادة مرسومة على وجهها ولكن من داخلها لا تشعر بها ..تأملها طارق بحزن ليخرج صوته بهدوء :_محدش بيختار قدره يا بسملة وجايز الا حصل دا كله عشان نتقابل .
ردد أسمها لا تنكر سعادتها به ...حديثه المؤمن بالله لا تنكر فرحتها بأيمانه ولكن ربما ينقصها شيئاً ما ..
تحركت معه بصما لتخرج الكلمات أخيراً من فمها :_أنا عمري ما كنت غير مؤمنة بالا ربنا كتبه بس المرادي الا حصل كان صعب عليا وفوق طاقتى
أسرع بالحديث :_عارف ومقدر دا
أسرع للبطانة وهى تلتف حولها ليعدها بأبتسامة مرح :_غطى الواد
تعالت ضحكاتها بسعادة بعدما نجح ببثها بقلبها ..
*****
على طاولة بالحفل كانت تجلس منار مع محمود فأستدارت قائلة بفرحة :_ليان ومالك ليقين على بعض أو
إبتلعت باقى كلماتها حينما رأته يتأملها بنظرة ترأها لأول مرة فتطلعت له بستغراب ليتحدث بغرور :_أبص براحتى بقيتى مرأتى خلاص دانا صممت على مالك أنه يكتب كتابنا معاه عشان أخد حريتى
حاولت ان تخفى خجالها ولكن لم تستطيع وبالأخص حينما رفع يديه على يدها مقبلا إياها مردداً بفرحة :_عقبال فرحنا ويكون محصلش يا حبيبتي
يحبت يدها بصدمة ممزوجة بدهشة وخجل ..
*****
على طاولة مجاورة لهم
كانت تجلس سماح وفاتن وأمل يتبادلان الحديث بسعادة وعيناهم على أولادهم ..
سماح تشعر بالراحة اخيراً بزواج تقى لمن أختاره قلبها ،أمل سعيدة بأولادها جميعاً فهى من تكفلت بتربيتهم ولم تميز بينهم قط ..
فاتن حزينة على ليان وعدم حضور والدتها ولكنها سعيدة بأنها لها نعم الأم والسند ..
لجوارهم كانت تجلس شاهندة بضيق لما حدث لقدماها بوقت زواج يزيد ومالك ..
جذبت جاسمين فراس على المنصة لترقص معه بسعادة طفولية فقال بأبتسامته الهادئة :_مش بقولك مجنونة .
تعالت ضحكاتها قائلة بغرور :_مجنونة بس عسل ورقيقة ..
رمقها بنظرة شك :_أنتِ عسل ؟!!طب بلاش دى الا بتعمليه مع شريف له علاقة بالرقة ؟!!
زمجرت وجهها بغضب :_الواد دا الا غبي ومستفز
ثم قالت بهدوء وخبث :_منكرش أنه مز وخاصة فى البدلة الرمادية الا لبسها بس ميدلوش الحق فى الغباء
تعالت ضحكات فراس قائلا بسخرية :_مز أهلا
لم تفهم ما يتفوه به فأكمل معها الرقص الي أن ولج مراد الجندي ليشير له فتوجه إليه قائلا بفرحة :_كنت متأكد أنك هتيجى
إبتسم وعيناه ممتلأة بالحزن :_مقدرش مجيش فى يوم زي دا عشان أبارك ليزيد ومالك بنفسي مهما كان بينا شغل وقرابة
إبتسم فراس لتزداد وسامته :_لا للرجولة عنوان
شاركه اليسمة وتتابعه ليجلس معه على طاولة منعزلة عن الجميع الا عن عينان شاهندة ..
*******
أنتهى الحفل وغادر كل معشوق مع معشوقته ليصعد كلا منهم لجناحه الخاص التى عملت فاتن وأمل على ترتيبهم على أكمل وجه بساعات قياسية ..
####بسمة##يزيد
دلفت للداخل قائلة بفرحة :_الله الجناح دا أحسن من أوضتك الا كلها رسومات سودة
أقترب منها قائلا بضيق :_دلوقتى أوضتى مش عاجبه حضرتك ؟!
إبتسمت بغرور :_دى الحقيقة يا غول
أقترب منها لتتراجع للخلف سريعاً والأرتباك يحتل ملامح وجهها فأبتسم قائلا بمكر :_أنا بقول نصلى أحسن
تركته وأسرعت للحمام الموجود على قرب منها تلتقط أنفاسها بصعوبة ..
أبدل ثيابه بأبتسامة تزين وجهه وظل بأنتظارها إلى أن خرجت بثيابها الفضفاضة قائلة بخجل :_يالا
إبتسم يزيد ووقف ليكون أمامها بالصلاة لينهيها بدعائه لها ودعاء الزواج لتكون زوجة صالحة له ..
ظلت يديه على حجابها حتى بعد ان أنهى دعائه فأزاحه بخفة عنها ليتدلى شعرها المتوسط الطول بجمال خاص بها .
أقترب منها قائلا بصوتٍ ساحر :_خلاص الكل عرف أنك ملكِ
حاولت التهرب من عيناه ولكن لا مفر من الوقوع ببحر عشقه الخاص لتصبح زوجة ليزيد نعمان قولا وحرفاً ..
####ليان###مالك
أنهى صلاته وجلس يتأملها بصمت قاطعه حينما جذبها لتقف أمامه بفضول لأحتضانها ليعلم شعوره بملامست يدها سيكون بأحتضان !!
ضمها لصدره ليعلو خفق القلبان بسرعة ليس لها مثيل كأنها شهادة لأجتماع الأرواح والأجساد بعالم لا يوجد بهم سواهما ..
ردد بصوت هامس :_أنا بعشقك يا ليان
رفعت يدها على ظهره كأنها تؤكد له بأنها تعشقه مثلما يعشقها ولكن لم تملك جرأءة الحديث بعد ..
أخرجها من أحضانها وضعاً يديه على وجهها قائلا بعشقٍ جارف :_الا بينا مش حب بالعكس علاقة إبتدت من قبل ما نجتمع مع بعض علاقة كتبها لنا ربنا عشان تكونى ليا وأكون ليكِ
طاف العشق بين عيناها لتتأمل نظراته بسكون ليقترب منها ويعلنها زوجة له بطريقته الخاصة .
دلفت لغرفتها بخوف فأسرع طارق لخزانته جذباً منها ملابسه ثم توجه للخروج قائلا وعيناها على باب الغرفة :_عمري ما هفرض نفسي عليكِ تأكدى من دا
وتركها وغادر لتشعر بالارتياح لما فعله جعله يرتفع مكانة لديها ..لتصبح الفرص حلا أمثل لكليهما
أنهوا صلاتهم ثم دلف سيف للمطبخ يعد الطعام لها فتأملته بستغراب :_عرفت منين أنى جعانه ؟
إبتسم وهو يضع الطعام أمامها :_مش لازم أقولك السر
إبتسمت بحب ظهر له وتناولت طعامها بصمت وهى تخطف النظرات له بستمرار..
أنهت الطعام قائلة بفرحة :_كنت جعانه
جذب منها الاطباق قائلا بحنان :_ألف هنا على قلبك يا حبيبتى
تصنمت محلها وهى تستمع لكلماته فأبتسم لعلمه ما بها فجذبها لأحضانه لعلها تصدق انها صارت زوجته ..شددت من احتضانه بعدم تصديق ودموع تغزو وجهها ليخرجها سيف بستغراب :_ليه الدموع يا تقى !
إبتسمت بجنون :_لأنى مش مصدقة أنك بقيت جوزي
زفر بضيق :_أعمل ايه تانى عشان تصدقي أطلع أنام مع شريف أخويا وأريح دماغى
جذبته بلهفة :_خلاص حقك عليا
إبتسم قائلا بمكر وهو يحملها بين ذراعيه :_عندي فكرة تانية
لم تفهم مقصده الا حينما جذبها بعالمه الخاص ليريها عشقه النابض عن جديد بقلبه الذي أنخضع لعشقها الصادق عشق هز لأجله قلوب الرجال لتعلم فنون عشق الحوريات لنرى حقائق قادمة ونلتقى بفصل قادم من
إستيقظت الفتيات منذ الصباح الباكر وأدوا صلاة الفجر ثم جلسوا يتبادلون الحديث حتى سطوع الشمس فبدأت كلا منهم بأعداد نفسها للزفاف ....رفضت ليان بأن تضع لها فتاة التجميل مكيب حتى ولو كان بسيط معللة بأن ذاك اليوم ستزف بطبيعتها لمعشوقها لا تريد زينة مزيفة فزينة المرآة جمال خلقها ونضارة بشرتها الطبيعية ...سعدت بسمة من قرارها وفعلت مثلما فعلت ليان لتضع لنفسها كحل أسود وملمع شفاة فقط ...
شرعت الفتاة بلف الحجاب لليان وبسمة بأعجاب بما هن عليه ...على الجانب المجاور لهم أنهت الفتاة الأخرى تزين تقى وبسملة لتكوت بقمة جمالهم وخاصة بسملة بعد أرتدائها الطبقة الشفافة التى جلبها لأجلها طارق فجعلها مميزة للغاية ....دلفت منار بعدما أرتدت الفستان الوردي الذي أشتراه لها يزيد وقامت أحد الفتيات بتزينها هى وشاهندة وجاسمين فكانوا للجمال عناويين مميزة ...
****
بغرفة يزيد
أنهى أرتداء جاكيته الأسود بأناقة أعتاد عليها ..مصففاً شعره بحرافية فكان ملكٍ للوسامة ..
دلف سيف من الخارج ليطلف صفيراً قوياً كأعجاباً به ليستدير يزيد بأبتسامة هادئة :_أيه الجمال دا يا سيف
ألقى سيف نظرة أخيرة على بذلته السوداء بنظرة رضا قائلا بفرحة :_الجمال دا ليك يا غول طول عمرك برنس
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية :_بطل بكش بقا وإسمعنى
أقترب منه بجدية فجلس يزيد على المقعد قائلا بثباته المعتاد :_لما عرفت أنك هتتجوز تقى كنت حزين رغم أننا ولاد خالة وفاهمين بعض من صغرنا والكل عارف بحب تقى ليك لدرجة أنى كنت ببقا عايز أديك قلم عشان تفوق على حب البنت دي بس لما عرفت أنك عايز تتجوزها ولقيت فى عيونك الحيرة وواجب القرابة المحتوم مكنتش عايز الجوازة دي تتم لكن دلوقتى يا سيف انا شايف فى عيونك لمعة الحب لتقى ودى فى حد ذاتها إنجاز
إبتسم سيف قائلا بغرور:_حبها ليا مفضوح أوى كدا !!
جذبه وتوجه للخروج من الغرفة بغضب مصطنع :_طب يالا ياخويا ..
بالأسفل ...
طالته كانت قابضة للأنفاس فمالك يمتلك سحراً خاص يميزه بعض الشيء أقترب منه فراس قائلا بأبتسامة هادئة :_مبروك يا مالك
أحتضنه مالك بفرحة :_ الله يبارك فيك يا أبو الفوارس
تعالت ضحكة فراس قائلا بسخرية :_لا أظن اللقب دا يليق بيك أكتر
أقترب محمود منه بعدما أرتدى حلى من اللون البنى لتجعله ملمح للأنظار بعيناه التى تشبه لون بذلته الأنيقة :_مساءوا ورد
فراس بأبتسامة مرح:_الورد دا تهديه لخطيبتك ياخويا
تعالت ضحكة محمود :_طب وأنت زعلان ليه؟!
لوى فراس فمه بضيق :_أصلى بقيت الوحيد المعزوب فى تلك العائلة العريقة
تعالت ضحكاتهم بقوة على حديثه المرح فرفع شريف يده على كتفيه قائلا بغرور :_مش لوحدك معاً ضد تلك الفكرة الشنيعة
فراس بستغراب :_فكرة أيه يالا ؟!
شريف بأبتسامة واسعه :_الزواج ياعم روحت فين ؟!
فراس :_أه قولتيلي
وجذب يديه من على كتفيه قائلا بسخرية :_لا مش لدرجة الأضراب يا خفيف أول ما دا يقع هرتبط على طول
وكان يشير على موضع قلبه ،فسترسل حديثه الذي إبتلع حينما رأى فتاة البنفسج تطل عليه من الأعلى لتخرجه من التمرد بجوابها المثير ...هبطت شاهندة بفستانها الساحر الفضفاض وحجابها المتميز بلفتها المبسطة التى تحجب رؤية شعرها الطويل ..كانت تستند على جاسمين بعد أن قضت الليل بحوار طويل معاها لتتقلص المسافات بينهم كما أردت أن تفعل أمل بأن تقرب الفتيات من بعضهم البعض ..
لجوارها كانت تهبط جاسمين بأرتداها فستان رقيق يمزج بين اللون الأحمر والأبيض بتناسق خاطف للأنظار لتخطف قلب شريف الذي علم منذ قليل أن بداخله قلب !! ...
تطلع ذو العقل المذهب لشقيقه ثم أقترب منه قائلا بهمس يحمل السخرية :_أظن أنك لقيتها ؟
إستدار فراس وملامح الجدية على وجهه كأنه يسأل شقيقه برؤيته ما حدث لقلبه برؤياها !! ..فالآن الأمر صار مفضوح لمن حوله ...
أسرعت منار خلفهم قائلة بغضب :_كدا متستنونيش !
كلماتها من جعلته ينتبه لوجود فارسته الرقيقة ،هبطت سريعاً خلفهم بأبتسامتها الساحرة لتزلزل قلب محمود فأقترب منها لتخجل للغاية أمام نظرتها المتفحصة له ...
لم يخسر جزء مصغر من وسامته المعتادة له بطالته العميقة ..هكذا كانت نظرة شاهندة لفراس بتألقه بحلى سوداء اللون متعمقة التصميم ...
أسرعت إليه جاسمين قائلة بفرحة :_أيه الجماال دا يا أبيه فراس
رمقها قائلا بتعجب :_أبيه ؟!!
إبتسمت بفخر :_عرفت أن من عادات قصر نعمان أن الأخ لما بيملك مكانة أكبر من الأخوية بيكون آبيه أسم قريب من كلمة بابا .
لمعت عين فراس بالدمع والزهول :_وشايفنى بالمرتبة دي يا جاسمين ؟
دف الدمع من عيناها قائلة بحزن :_أنت حنين عليا وبتنصحنى دايما للصح على عكس مراد مش شايف غير نفسه وشغله
رفع يديه على كتفيها قائلا بمرح عن قصد :_أيه يابت هتعيطى طب والفرح دا هنعمل فيه أيه؟ داحنا هنخربها أنا وأنتِ
تعالت ضحكاتها قائلة بتأييد :_على شرط تشغل شوية أغانى مغربية جانب المصرية
فراس بتأكيد :_بس كدا عيووونى
جواره كان يقف مالك يستمع لحديثهم بسعادة لعلو مكانة أخيه فأبتسم بفخر فكان بداخله خوفاً شديد من أن تكون تربيته ليست مؤهلة بعد....
سرحت نظراته حينما رأى حوريته تزف إليه بفستانها الأبيض الذي يشبه السحاب المموج ليطوف بها حتى تصل إليه بدرجات تقطع المسافات وتقترب منه لتؤكد له بأنها تقترب لتحصل على إسمه وعشقه الروحى ..
وقفت أمامه تتأمله بأعجاب شديد يدها بيد شقيقها ، إبتسم محمود وهو يرفع يديها له قائلا بجدية :_عارف أنك هتحافظ عليها يا مالك ..
إبتسم ومازالت عيناه عليها مردداً بعشق :_روحى معاها وقلبي ساكن بين حياتها عمرى ما هسمح أنها تتأذي بأى شكل من الأشكال
إبتسم محمود براحة ثم وضع يدها بين يده ليشعر بأحساس مريب يطوف به فيحتضنهم بتمسك ، وجهها الخالى من التجميل المصنع جعلها غير مشبعة لنظرة واحدة ..... إبتسمتها الناصعة من القلب كانت كفيلة بملامسة القلوب لا يعلم البعض بأن نور وجهها ليس من جمال الوجه بل رضا من الله عز وجل ليزرع محبتها بالقلوب فالله سبحانه وتعالى أن أحب العبد جعل محبته تنبض بقلوب عباده ..
جذبها مالك ثم خرج من القصر ليصعد بسيارته المتوجهة للمكان المنشود ، وبسيارة شريف صعدت شاهندة ومنار بعدما رفضت الصعود مع محمود فمازال لا يحل لها ...
وبسيارة فراس صعدت جاسمين معه بسعادة تلتمسها لأول مرة بجو أسري محبوب .... وبسيارة محمود صعدت أمل وفاتن وسماح بعد أن أصبحوا رفقة تجمعهم الطيبة والروح الحسنة ..
....دلف يزيد للداخل لتصميمه بأنه من سيسلم بسملة لطارق ليثبت لها بأنه الأخ والأب لها عوضاً عن فقدان أبيها فدلف ليتصنم محله حينما رأى حوريته تقف لجوارها لتفتك ما به من قلبه ...لم يتمالك زمام أموره فأقترب منها طابعاً قبلة على جبينها فهى زوجة له قائلا بصوتٍ هامس :_ربي يحميكِ من العيون يا همس القلب
تلون وجهها بحمرة الخجل خاصة من وجود تقى وبسملة بالغرفة فحاولت التهرب من نظراته الفتاكة لشعورها بجمرات نارية تشع من وجهها ..إبتسم بتسلية وأقترب من بسملة قائلا بثبات مزيف :_يالا عشان أسلمك للواد دا عشان يعرف من أولها أن وراكِ رجالة
إبتسمت بفرحة ودموع تغزو وجهها قائلة بسعادة:_أكيد ورايا أخ بشهامتك يا يزيد
أقتربت تقى بغضب مصطنع :_على فكرة أخويا التانى خلع ومفضليش غيرك بعنى ضمنى للقايمة
تعالت ضحكاته الرجولية لتكسو قلب بسمة :_مالك ! أعذريه أول ما شاف ليان نسى نفسه أحمدى ربنا أنه لسه بعقله
إبتسمت بتأكيد :_فعلا يا يزيد قصتهم ولا الخيال ربنا يسعدهم يارب
رفع يديه لها قائلا بحنان :_ربنا يسعدكم جميعاً مع أزواجكم يا حبيبتي
رفعت يدها بين يديه وبسملة من الجهة الأخري فتوجه للهبوط غامزاً بعيناه الفتاكة لزوجته :_ثوانى ورجعيلك
إبتسمت بخجل وأتابعته بنظراتها العاشقة ...هبط يزيد بهم للأسفل فجن جنون سيف حينما رأى تلك الأميرة الهابطة من رواية خيالية او السندريلا المتحولة لتصبح أمام عيناه...أما طارق فحزن حينما رأى تلك الملاك الابيض تطل أمامه ليكره نفسه عما أرتكبه معها فكان يود رؤية سعادتها مكتملة ..
وقف يزيد أمام عيناهم قائلا بنبرة الغول المحفزة بالكبرياء :_أنا ومالك معندناش أختين بس أظن رسالتى وصلت ؟
سيف ببعض الخوف :_أختك فى عنيي يا غول
وضع يدها بين يديه قائلا بفرحة :_كدا تعجبنى يا سيفو ..
ثم وضع يد بسملة بيد طارق بحزن حينما شعر برجفة يدها ...تفهم طارق خوفها وسحب يديه قائلا بأبتسامة هادئة ليزيح شحن الموقف :_متقلقش يا غول بعد التصريح دا مش هتجن وأعمل حاجة وأنا عارف أن نهايتها الموت
ابتسم يزيد وتوجه للأعلى قائلا بتحذير :_أطلعوا بالعربيات ومتخلوش السواق يتحرك غير لما عددنا يكتمل
أنصاعوا له وتوجهوا بالعرائس للسيارات المخصصة لهم ..
دلف يزيد للأعلى ثم قدم يديه لها وتوجه للخروج قائلا بعد تفكير "_هو ينفع أحطلك نقاب فى الليلة دي بس
تعالت ضحكاتها قائلة بمشاكستها المعتادة :_هوافق لو حطيت مأنت مزز جداً وهتتعاكس منى نفسي أشوف جيران الحارة هيجرالهم أيه لما يشوفك ؟
اكمل طريقه معه للأسفل حتى صعدوا للسيارة قائلا بستغراب :_ليه يا بسمة ؟
أجابته ببرائتها الغير مصطنعه :_يعنى شاب وسيم وغنى ومتريش وأختار المجنونة دي الأمر محير للعقول كدا
تعالت ضحكاته الفتاكة مشيراً للسائق بالتحرك ...لتبدأ المجموعة بالتحرك بشكل حرافي مثير للنظرات كما رسمها يزيد بمساعدة مالك ....
وصلت السيارات أمام مخيم ليس له مثيل ،كل شيء منظم بحرافية عالية كأنه بأستقبال أناس من الطبقات الفرعونية ..
كان الجميع يتابع من أعلى منزلهم منذ الامس بأهتمام ليروا هذا السرح العظيم لمن ؟!
بعضهم أفتى بأن رئيس الجمهورية بزيارة سرية لحارتهم المتوسطة الحال والأخر أخبرهم بأن هناك أمراً مرتبط بالأمور التلفيزيونية ..
فأتت تلك السيارات لتجيب على فضولهم المتأكل لتهبط بسمة مع الغول وتتوجه للداخل بعد دلوف ليان مع مالك ....وكذلك هبط الجميع وعلى رأسهم من زورت القلوب بسملة التى كانت محمل للأهانات منهم يرواها تتألق بفستان يشبه الملوك مميز عن باقى فساتين الحفل ليؤكد لهم بأن ما فعلوه كان أشد درجات الخطأ ليس معها ولكن نعيش بمجتمع يلقى اللوم الدائم على المرآة حتى ولو كانت قد ظلمت بقوة وطغيان . .
شرع الحفل بالبدء على الطراز الغربي والتغطية التلفيزيونيه العابية لشخصيات الحفل العريق ليشهد الحفل ظهور خاص لرجل الأعمال الشهير ياسين الجارحي ورفيق دربه يحيى الجارحي الذي تقدم ليقف أمام مالك ويزيد قائلا بأبتسامة تسللت للوسامة عنوان :_مبروك
يزيد بفرحة لحضوره :_الله يبارك في حضرتك شرفنا حضورك أنت والأستاذ يحيى
إبتسم يحيى قائلا بفرحة:_أحنا الا يشرفنا حضور الحفل المميز دا وبجد بهنيكم على الفكرة وبراعة التنفيذ
مالك بأبتسامة هادئة:_سعادة لينا أنه نال الأعجاب
ياسين بثباته المعتاد :_يزيد نعمان ومالك نعمان أفكارهم على طول مبتكرة ومش بس كدا حتى الخلق والتعامل ودا سبب كافيل أن الا بينا مش يبقى شغل وبس مبارك مرة تانية وأتمنى أنكم تشرفونا بالقصر فى الوقت الا تحبوه
مالك بتأكيد :_أكيد طبعاً عن قريب بأذن الله
يحيى بأبتسامة هادئة :_بأنتظاركم
وتركهم ياسين ويحيى وتوجهوا لسيارتهم ....ليبتسم يحيى قائلا بهيام بالذاكريات:_مش عارف ليه لما بشوف يزيد ومالك بفتكر أيامنا وأحنا صغرين !!
آبتسم ياسين هو الأخر قائلا بثبات وعيناه على الطريق :_الأتنين فيهم من شخصية بعض مع فرق بسيط جداً
يحيى بأهتمام :_ الا هو !
أجابه بثباته المسبق بحديثه :_مالك ذكي جداً وبيقدر يوازن بين قوته العقلية وبين قوته الجسمانية على عكس يزيد فى أغلب المواقف القوة الجسمانية الا بتربح دايما ودا الا بيخليهم بيكملوا بعض مفيش مملكة من غيرهم الأتنين
إبتسم يحيى قائلا بجدية :_ومازالت بتفهمها وهى طيرة يا ياسين
إبتسم بثقة :_أحنا زي مأحنا يا صاحبي الزمن الا بيتغير ..
شاركه البسمة وأكمل طريقهم لعل اللقاء بينهم عن قريب ...
بحفل الزفاف ..
إجتمع الجميع على منصة الرقص لتتميل كلا منهم بين يد زوجها بعد أن تم عقد القران لتصبح كلامنهم ملكٍ لمعشوقها فكان للعشق مسار منعزل لكلا منهم ..
##مالك##ليان
رفعت عيناها بعد محاولات عديدة لأستجماع شجاعتها لتقابل عيناه المضيئة بعشقها هى فأبتسم قائلا بهمس :_معنديش آجابة لسؤالك لانه شغلنى أنا كمان
تطلعت له بصدمة حقيقة قائلة بصعوبة بالحديث :_عرفت أزاي الا بفكر فيه ؟!
إبتسم قائلا بعشق :_لأنك بالنسبالي كتاب مفتوح يا ليان
تركت العنان لنظراتها تنغمس بعيناه المفعمة بالحنان فكم ودت أن تذق جنة أحضانه ولكن الطريق أنتهى بفوزها به ..
####يزيد####بسمة
رفعت يدها على رقبته فأبتسم قائلا بخبث :_بثبتيلهم أنى ملكك ولا لنفسك
إبتسمت قائلة بمكر :_الأتنين
تعالت ضحكاته ليحتضنها بعشق قائلا بثبات :_ هنشوف الموضوع دا بعدين
شددت من أحتضانه غير عابئة بمن حولها فهو زوجاً لها ..
####سيف###تقى
:_مش مصدقة يا سيف
قالتها بنوع من الصدمة وهى تتأمله فأبتسم على عشقها المسبق لها مردداً بهمس :_ مش مصدقة أيه بالظبط
أجابته بسرعة :_أنك بقيت جوزي عايزة أجرى وسط الناس دي كلها وأسالهم واحد واحد يمكن أكون بحلم !!
شدد من ضغط يديه على خصرها قائلا بتحذير :_أعقلى يا مجنونة بصي للفستان الأبيض ولعيونى والحالة هتروح لوحدها
إبتسمت بهيام بعيناه بعدما صرح لها ليبادلها البسمة بتفكير بحاله بعدما أستحوذت عليه..
####طارق###بسملة
كانت تتحرك معه بسعادة مرسومة على وجهها ولكن من داخلها لا تشعر بها ..تأملها طارق بحزن ليخرج صوته بهدوء :_محدش بيختار قدره يا بسملة وجايز الا حصل دا كله عشان نتقابل .
ردد أسمها لا تنكر سعادتها به ...حديثه المؤمن بالله لا تنكر فرحتها بأيمانه ولكن ربما ينقصها شيئاً ما ..
تحركت معه بصما لتخرج الكلمات أخيراً من فمها :_أنا عمري ما كنت غير مؤمنة بالا ربنا كتبه بس المرادي الا حصل كان صعب عليا وفوق طاقتى
أسرع بالحديث :_عارف ومقدر دا
أسرع للبطانة وهى تلتف حولها ليعدها بأبتسامة مرح :_غطى الواد
تعالت ضحكاتها بسعادة بعدما نجح ببثها بقلبها ..
*****
على طاولة بالحفل كانت تجلس منار مع محمود فأستدارت قائلة بفرحة :_ليان ومالك ليقين على بعض أو
إبتلعت باقى كلماتها حينما رأته يتأملها بنظرة ترأها لأول مرة فتطلعت له بستغراب ليتحدث بغرور :_أبص براحتى بقيتى مرأتى خلاص دانا صممت على مالك أنه يكتب كتابنا معاه عشان أخد حريتى
حاولت ان تخفى خجالها ولكن لم تستطيع وبالأخص حينما رفع يديه على يدها مقبلا إياها مردداً بفرحة :_عقبال فرحنا ويكون محصلش يا حبيبتي
يحبت يدها بصدمة ممزوجة بدهشة وخجل ..
*****
على طاولة مجاورة لهم
كانت تجلس سماح وفاتن وأمل يتبادلان الحديث بسعادة وعيناهم على أولادهم ..
سماح تشعر بالراحة اخيراً بزواج تقى لمن أختاره قلبها ،أمل سعيدة بأولادها جميعاً فهى من تكفلت بتربيتهم ولم تميز بينهم قط ..
فاتن حزينة على ليان وعدم حضور والدتها ولكنها سعيدة بأنها لها نعم الأم والسند ..
لجوارهم كانت تجلس شاهندة بضيق لما حدث لقدماها بوقت زواج يزيد ومالك ..
جذبت جاسمين فراس على المنصة لترقص معه بسعادة طفولية فقال بأبتسامته الهادئة :_مش بقولك مجنونة .
تعالت ضحكاتها قائلة بغرور :_مجنونة بس عسل ورقيقة ..
رمقها بنظرة شك :_أنتِ عسل ؟!!طب بلاش دى الا بتعمليه مع شريف له علاقة بالرقة ؟!!
زمجرت وجهها بغضب :_الواد دا الا غبي ومستفز
ثم قالت بهدوء وخبث :_منكرش أنه مز وخاصة فى البدلة الرمادية الا لبسها بس ميدلوش الحق فى الغباء
تعالت ضحكات فراس قائلا بسخرية :_مز أهلا
لم تفهم ما يتفوه به فأكمل معها الرقص الي أن ولج مراد الجندي ليشير له فتوجه إليه قائلا بفرحة :_كنت متأكد أنك هتيجى
إبتسم وعيناه ممتلأة بالحزن :_مقدرش مجيش فى يوم زي دا عشان أبارك ليزيد ومالك بنفسي مهما كان بينا شغل وقرابة
إبتسم فراس لتزداد وسامته :_لا للرجولة عنوان
شاركه اليسمة وتتابعه ليجلس معه على طاولة منعزلة عن الجميع الا عن عينان شاهندة ..
*******
أنتهى الحفل وغادر كل معشوق مع معشوقته ليصعد كلا منهم لجناحه الخاص التى عملت فاتن وأمل على ترتيبهم على أكمل وجه بساعات قياسية ..
####بسمة##يزيد
دلفت للداخل قائلة بفرحة :_الله الجناح دا أحسن من أوضتك الا كلها رسومات سودة
أقترب منها قائلا بضيق :_دلوقتى أوضتى مش عاجبه حضرتك ؟!
إبتسمت بغرور :_دى الحقيقة يا غول
أقترب منها لتتراجع للخلف سريعاً والأرتباك يحتل ملامح وجهها فأبتسم قائلا بمكر :_أنا بقول نصلى أحسن
تركته وأسرعت للحمام الموجود على قرب منها تلتقط أنفاسها بصعوبة ..
أبدل ثيابه بأبتسامة تزين وجهه وظل بأنتظارها إلى أن خرجت بثيابها الفضفاضة قائلة بخجل :_يالا
إبتسم يزيد ووقف ليكون أمامها بالصلاة لينهيها بدعائه لها ودعاء الزواج لتكون زوجة صالحة له ..
ظلت يديه على حجابها حتى بعد ان أنهى دعائه فأزاحه بخفة عنها ليتدلى شعرها المتوسط الطول بجمال خاص بها .
أقترب منها قائلا بصوتٍ ساحر :_خلاص الكل عرف أنك ملكِ
حاولت التهرب من عيناه ولكن لا مفر من الوقوع ببحر عشقه الخاص لتصبح زوجة ليزيد نعمان قولا وحرفاً ..
####ليان###مالك
أنهى صلاته وجلس يتأملها بصمت قاطعه حينما جذبها لتقف أمامه بفضول لأحتضانها ليعلم شعوره بملامست يدها سيكون بأحتضان !!
ضمها لصدره ليعلو خفق القلبان بسرعة ليس لها مثيل كأنها شهادة لأجتماع الأرواح والأجساد بعالم لا يوجد بهم سواهما ..
ردد بصوت هامس :_أنا بعشقك يا ليان
رفعت يدها على ظهره كأنها تؤكد له بأنها تعشقه مثلما يعشقها ولكن لم تملك جرأءة الحديث بعد ..
أخرجها من أحضانها وضعاً يديه على وجهها قائلا بعشقٍ جارف :_الا بينا مش حب بالعكس علاقة إبتدت من قبل ما نجتمع مع بعض علاقة كتبها لنا ربنا عشان تكونى ليا وأكون ليكِ
طاف العشق بين عيناها لتتأمل نظراته بسكون ليقترب منها ويعلنها زوجة له بطريقته الخاصة .
دلفت لغرفتها بخوف فأسرع طارق لخزانته جذباً منها ملابسه ثم توجه للخروج قائلا وعيناها على باب الغرفة :_عمري ما هفرض نفسي عليكِ تأكدى من دا
وتركها وغادر لتشعر بالارتياح لما فعله جعله يرتفع مكانة لديها ..لتصبح الفرص حلا أمثل لكليهما
أنهوا صلاتهم ثم دلف سيف للمطبخ يعد الطعام لها فتأملته بستغراب :_عرفت منين أنى جعانه ؟
إبتسم وهو يضع الطعام أمامها :_مش لازم أقولك السر
إبتسمت بحب ظهر له وتناولت طعامها بصمت وهى تخطف النظرات له بستمرار..
أنهت الطعام قائلة بفرحة :_كنت جعانه
جذب منها الاطباق قائلا بحنان :_ألف هنا على قلبك يا حبيبتى
تصنمت محلها وهى تستمع لكلماته فأبتسم لعلمه ما بها فجذبها لأحضانه لعلها تصدق انها صارت زوجته ..شددت من احتضانه بعدم تصديق ودموع تغزو وجهها ليخرجها سيف بستغراب :_ليه الدموع يا تقى !
إبتسمت بجنون :_لأنى مش مصدقة أنك بقيت جوزي
زفر بضيق :_أعمل ايه تانى عشان تصدقي أطلع أنام مع شريف أخويا وأريح دماغى
جذبته بلهفة :_خلاص حقك عليا
إبتسم قائلا بمكر وهو يحملها بين ذراعيه :_عندي فكرة تانية
لم تفهم مقصده الا حينما جذبها بعالمه الخاص ليريها عشقه النابض عن جديد بقلبه الذي أنخضع لعشقها الصادق عشق هز لأجله قلوب الرجال لتعلم فنون عشق الحوريات لنرى حقائق قادمة ونلتقى بفصل قادم من
قد يعجبك ايضا