رواية جويرية حقي انا الفصل الرابع عشر 14 بقلم ريحانة الجنة
في بيت حذيفة...
رجع مصعب وحذيفة وچوري، من بور سعيد...
وحذيفة وچوري تقريبا من وقت رجوعهم ساكتين، كل واحد حاسس انه في وضع صعب، مش عارف ازاي يواجهم...
مصعب هو اللي اتكلم وحكي كل اللي حصل في بور سعيد وسط زهول فريدة وبلال، مع كل كلمة، وبعد ما عرفوا انهم اتجوزوا، كانت مفاجأة وصدمة مش متوقعة...
فريده بعصبية وبرفض تمام: انا مش ممكن اوافق على اللي حصل ده، ده مش ممكن يحصل، انت!؟ انت تتجوز چوري الصغيره اللي ربتها على ايدك.؟ اكيد انت عايز تحافظ عليها صح!، لكن تكون مراتك طبيعي مستحيل...
حذيفة بص لچوري بحرج، مش عارف يرد يقول ايه، يقول انها حبيبته هو، يقول انها من حقه هو، ياتري لو عمل كدة، هي هتوافق ولا هي فعلا متخيلة جوازه منها للحماية وبس. وانه هيفضل بالنسبة ليها ابيه حذيفة وبس...
الحاج بلال بتأيد لكلام فريدة: والدتك معاها حق يا حذيفة، اكيد انت بتحميها واحنا فاهمين ده، لكن الناس والجيران وكل اللي يعرفك، كل الناس عارفة مين الشيخ حذيفة، يوم مايتعرف انك كتبت كتابك عليها، الكل هيتكلم ويقول اللي في نفسه، ثم ما تنساش ان كى الناس شافت عمامها والبوليس لما طلعوا هنا وعرفوا انهم اهلها وشافوها مشيت معاهم، لما بقي نيجي النهاردة نقول انك كتبت كتابك تفتكر اول حاجة هتتفهم ايه.!؟..
اكيد هيكون اسمك وسمعتك انت وهي في الارض هيتقال الشيخ طمع في العيلة اللي رباها.
حذيفة كان خلاص وصل لاخره، ابوه وامه مش حاسين بيه، مش حاسين ان كل كلمة بيقولوها بتدبح فيه، كل اتهام بيقتله، حتى لما بقت حلاله متحرمة عليه...
حذيفة بعصبية ووجع: فاهم، فاهم يا حاج، بس قولي كنت هعمل ايه.!؟ اسيبها ليهم،! اسيبها لأمجد الكلب ده علشان يعتدي عليها ويزلها،!؟ اسيبه يتجوزها غصب وتتزل وتتهان زي امها.!؟
قولولي انتم كنت اعمل ايه، اسيب عمري كله يضيع. چوري دي عمري، الزرعة اللي زرعتها وكبرتها، اسيبها تضيع قصاد عنيا وانا واقف اتفرج، قولولي انتم اعمل ايه...
چوري بتبكي بصمت: كل ده يسعدها انه خايف عليها. بالشكل ده، بس مش هو ده اللي بتتمناه. كانت بتتمني يكون بيحبها زي ما بتحبه، يتمسك بيها علشان هي چوري حبيبته. مش چوري الحمل والامانة وبس.
فريدة شايفة شكل حذيفة وقلبها حاسس من سنين انه فيه جواه حاجة مخبيها، وان چوري بالنسبة ليه. مش بس چوري اللي بيربيها، لا هي متأكدة انه اتجوزها علشان بيحبها، بس هي جواها رفض ومش مستوعبة الكلام ده، شايفه انه ظلم ليه وليها، هي حقها شاب في سنها. وهو حقه واحدة في سنه او قريبة منه، والاهم مش چوري ابدا...
الحاج بلال بهدوء: اهدي يا ابني طيب، انا بس بفهمك دماغ الناس ايه، مش كل الناس هتفهم وتقدر، بس انا عندي حل.
مصعب حزين على حذيفة حاسس بيه انه مالحقش يفرح بجوازه منها، : ياحاج بلال الموضوع مالوش حلول غير الحل ده، ماحدش هيحافظ على چوري زي حذيفة. وخلاص هي بقت مراته واللي حصل حصل، اما الناس فهما كدة كدة بيتكلموا، واللي مش عاجبه يخبط دماغه في الحيط، ثم معلش يعني، هي الناس هتعملنا ايه يا حاج لو چوري جرالها حاجة...
الحاج بلال: لا يا مصعب يا ابني. احنا مش عايشين لوحدنا في الدنيا، ولازم نحاسب على سمعتنا ونخاف عليها، ده زمان اهلنا قالوها. البني آدم سمعة، وحذيفة مش اي حد، وانت عارف، علشان كدة انا شايف اننا نسكت ونخبي وماحدش يعرف انهم متجوزين. يعني. اهو كدة ماحدش من اهلها يقدر يتكلم ولا ياخدها. وفي نفس الوقت يفضلوا زي ماهما. لحد ما چويرية تخلص دراستها ويجلها ابن الحلال، يبقي حذيفة يطلقها ونفهمه اللي حصل وقتها، هو ده الحل الوحيد...
حذيفة بص لمصعب بوجع ومصعب اتنهد بضيق من فريدة وبلال. وانهم مش مستوعبين اي حاجة...
حذيفة بص على چوري عايز يعرف هي موافقة على الكلام ده ولا لا، بس لاقاها ساكتة بقي في حيرة...
فريدة: ايوة انا معاك يا حاج في الكلام ده، كمان بقي حذيفة لازم يتجوز بسرعة كفاية كدة بقي، علشان كمان يوم ما چوري يجلها عريس مناسب يفهم ان حذيفة كان بيحافظ عليها. ولا ايه يا چوري، انتي عارفة طبعااا ان حذيفة عمل كدة علشانك وعلشان يحميكي مش كدة...
چوري بتخبي دموعها بحزن: ايوة يا ماما فاهمة طبعااا. عموما انا موافقة على اي حاجة تقرروها، المهم اني ما ارجعش عندهم تاني وخصوصا امجد الزفت ده...
حذيفة جواه كسرة كبيرة، هما كلهم ليه ماحدش حاسس بيه ماحدش فاهم هو ازاي بيتقطع وهما بيحكموا عليه يحافظ عليها علشان في النهاية تكون لراجل تاني، هما مستوعبين انه مستحيل يخلي راجل غيره يلمسها، وهي،! هي كمان مجبرة مافيش عندها حل، وهو بالنسبة ليها الحل الامن وبس...
حذيفة بعصبية: بس انا بقي مش موافق...
كلهم بصواا ليه بإندهاش. وحذيفة بحرج: اااانا اقصد اني مش مجبر اتجوز بسرعة علشان حد. ولا مجبر اتجوز اصلااا. وچوري هتفضل زي ماهي، المهم تبقي في آمان، عن اذنكم اانا داخل انام تعبان...
خرج حذيفة وراح شقته ومصعب راح وراه...
وچوري دخلت اوضتها وفضلت تبكي، معقول بعد ما بقت مراته هيفضل بعيد عنها، معقول ممكن يطلقها، طيب تقنعه ازاي انه يشوفها زوجة وحبببة، ازاي تخليه يتمسك بيها، وما يطلقهاش، هي مش عايزة غيره، مش بتتمني زوج وحبيب غيره.
في شقة حذيفة...
حذيفة قاعد وساند راسه بهم ومغمض عنيه، ومصعب قاعد معاه ومش عارف يعمله ايه.
مصعب بهدوء: انا عايز بس افهم، ماتقول انك مش هتطلقها. قول انها بقت مراتك وغصب عن الكل، لازم تتمسك بيها يا حذيفة.
حذيفة اتنهد بوجع ومرار: انا تعبااان يا مصعب، تعباان، نفسي اصرخ بكل صوتي واقول انها ليا، نفسي اصرخ واقول انها بقت مراتي وحبيبتي ومش هسيبها، نفسي اصرخ واقول للكل انها ملكي وحقي غصب عنهم، حتى هي نفسها.
بس. ببس مش قادر، خايف، خايف ابقي بفرض نفسي عليها.
انت نفسك شوفت شكلها ساكتة ومهمومة، زي ما تكون خايفة اني اغصبها عليا، ما تنساش انها بتعتبرني زي اخوها الكبير، عمرها ما هتتقبل بسهولة كدة، انها تبقي مراتي واني زوجها، اكيد متاخدة وخايفة...
مصعب اتنهد: طب انت هتعمل زي ما والدك قال!؟
حذيفة بتعب: مافيش قصادي حل تاني، انا مش طمعان في حاجة، المهم هي تكون معايا وقصاد عنيا وفي امان، مش مهم اي حاجة تانية.
مصعب بتساؤل وحرج: احممممم. حذيفة مممكن اسألك سؤال بس يعني هو مش تدخل ولا رخامة بس فضول افهمك. لاني بصراحة حاسس انك متعذب اوي.
حذيفة بهدوء: اسأل.
مصعب بتردد: انت يعني، يعني، اكيد بتتمني انك تاخد حقك كزوج. يعني انت بتحبها من سنين ومستني اللحظة دي، وهي حاليا مراتك وحلالك، هتقدر تفضل تبعد كدة. يعني مش عايز تاخد منها اللي يرضي رجولتك.!؟ لو مش عايز تجاوب بلاش.
حذيفة ابتسم بهدوء: مصعب چوري عمرها ماكانت، شهوة ولا طمع، ولا لما بقول انها حقي وليا اقصد اني اخد حقي منها بالشكل ده، وبحنين ابتسم اكتر، چوري دي بالنسبة ليا هي انقي وانضف حب ممكن اقابله، حبيت برائتها جنونها عفويتها، ضحكتها. صوتها، همسها، سكوتها. حبيتها هي، روحها، طبعها. ايوة جمالها واخدني، ايوة عنيها سحراني، ايوة بتمني المسها وتكون مراتي بجد. بس مش هو ده كل اللي بتمناه منها، مش هو ده هدفي من جوازنا، چوري بس كفاية تكون في حضني، وغمض عنيه بسعادة، عارف، وهي في حضني في العربية، اتمنيت الطريق يطول، اتمنيت انك تفضل ماشي بينا ايام مش ساعات. حضنها كان واحشني اوي. اوي، اخر مرة حضنتها كانت زمااان وهي لسة صغيرة، وكنت متأتب ومهموم، وحزين، ومذنب، لكن النهاردة كنت مرتاح، كنت مبسوط، قلبي بيرقص بيقلي بقت مراتك، اااااه يا مصعب، يارتها بس كل ليلة تنام في حضني بس مش عايز حاجة تانية، صدقني...
مصعب ابتسم بحب واتنهد: اسف لو تجاوزت وسألت، بس كنت هتجنن واعرف، كنت عايز اتأكد اني حالي ده انا كمان مش غريب ولا معجزة.
حذيفة عقد حاجبه. : انت تقصد ايه، انت بتتكلم عن مين.!؟
مصعب اتنهد وبتردد: بص انا كنت مخبي عنك خايف من رد فعلك. بس بما انك متعذب في الحب ومتبهدل سنين، فاأكيد هتفهمني. اااانا. ااانا.
حذيفة بقلق: ما تتكلم قلقتني. فيه ايه يا مصعب!
مصعب اخد نفس عميق وحكي لحذيفة عن عطر واحساسه بيها من اول يوم، وحذيفة اتعصب وصوته علي...
حذيفة بغضب: انت اتحننت صح! انت يا مصعب. انت تبص لست متجوزة! اانت تعمل كدة، ثم هي ازاي توافق وتتكلم معاك، وازاي تسمحوا لنفسكم بالسهر والكلام والضحك ده، انت جرتلك ايه. ازاي تعمل كدة. ازاي!؟
مصعب بضيق: اولا احنا ما غلطناش، ولا حد مننا تحاوز بشئ مشين لا بقول ولا فعل، كل الحكاية اننا بنرتاح لما بنتكلم، وانا عن نفسي بحبها بحبها اوي، وقلبي بيقولي انها كمان بتحبني، بس بتخبي علشان جوزها وابنها.
حذيفة شده من دراعه بغضب: وانت وهي لسة فاكرين جوزها وابنها دلوقتي، انت ايه يجبرك على كدة، قولي ايه يجبرك تغلط وتذنب بالشكل ده، ايه يجبرك تخون، ايه يجبرك تبص لزوجة غيرك قولي فهمني.
مصعب بوجع وتعب: اللي جبرني هو اللي جبرك، اللي جبرني احب عطر هو قلبي، قلبي اللي ماليش حكم عليه، زي ما انت مالكش حكم على ده.
وشاور مصعب على قلب حذيفة وكمل بوجع وضياع، زي ما هو اتحكم فيك وخلاك تحب عيلة اتربت في حضنك، خلاك تتحمل حرمان سنين، خلاك لحد النهاردة من غير جواز، خلال لسة حالا راضي بس انها تكون معاك وفي حضنك...
وقعد بتعب ومسك راسه: اوعي تفتكر اني مرتاح، ولا مش متأنب، بس قولي انت اعمل ايه، يمكن كنت بعدت عنها ودفنت حبي ليها واتننتلها السعادة. لو كانت متجوزة راجل بجد، راجل بيحبها ويحترمها ويديها حقها كإنسانة، لكن دي متجوزة حيوان بري، متوحش.
قلبي مش متحمل يشوفها كدة ويبعد، حذيفة انا بموووت كل ليلة لما بسمعها بتنضرب وتصرخ، بموووت وانا سامع بكاها كل ليلة، قلبي بيوجعني لما بتتكلم معايا وهي بتداري جروحها وعلامات الضرب على ايديها ووشها، انا خلاص تعبت، تعبت ومش عارف اعمل ايه، هتجننن. خايف اصارحها واقولها اني بحبها، مش عارف هتعمل ايه، بتحبني بجد زي ما انا بحبها. ولا بس بترتاح معايا...
انا في حيرة ونااار يمكن اكتر منك. احنا ليه كدة، ليه ماحدش مننا مرتاح لييه.!؟
حذيفة اتوجع من كلام مصعب، وفعلا ايده فيه، بس هو خايف عليه من الذنب والخطأ. قعد جنبه بهدوء.
حذيفة اتنهد: انا مش معني اني بعنفك او انبهك اني مش بغلط، ممكن الانسان يذنب ذنب، وينصح غيره انه ما يذنبش نفس الذنب ده، عارف ليه. لانه داق مرارة الذنب والوجع منه، انا ماكنتش اتمني انك تمر بالتجربة دي. ولا يوم تحب. تحب بالشكل ده، بس زي ما انت قولت، اللي جبرنا ورمانا في النار واحد، قلب ملعون، مالناش حكم عليه...
مصعب بحزن: قولي اعمل ايه يا حذيفة، انا محتاجالها. عايزها، مش عارف هفضل لحد امتي متحمل ايمان في حياتي. تعبت منها ومن غبائها. نبهتها كتيير نصحتها اكترر. بس مافيش فايدة، عارف هقولك حاجة مش المفروض اقولها. بس، بس اقوات لما كنت بكون مع عطر واتمناها معايا. وبحرج، ااانت فاهم طبعا قصدي. كنت بروح لايمان بتحايل عليها تهتم بيا وبنفسها واطلبها. اطلب حقي، كانت بمتهي البرود تتجاهل كلامي. وتسبني وتنام، انا خلاص. تعبت. عطر شغلت كل تفكيري وعقلي. مش قادر ابعد عنها اكتر، مش قادر.
حذيفة بهدوء: هو انا كمان ممكن اسألك زي ما سألتني.!؟
مصعب اتنهد: طبعااا. اسأل يا حذيفة.
حذيفة بغيرة: يعني انت ما كنش جواك اي رفض او حرج او ضيق. من انها حتى لو بقت ليك. انها كانت متجوزة وعاشت مع راجل تاني، اااقصد يعني هتتقبل ده. هتتحمله.!؟
مصعب ابتسم بتصميم: . برغم اني كنت اتمني انها تكون ليا لوحدي. واني ابقي اول راجل في حياتها، وان ماكنش راجل غيري يلمس شعرة واحدة منها، لكن ايوة هتقبل، وهوافق، ثم انا. اللي هفكرك ان النبي نفسه كانت كل زوجاته ثيب. مافهمش عذراء غير السيدة عائشة، الوحيدة اللي كانت بكر...
حذيفة ابتسم: عندك حق، النبي عليه الصلاة والسلام. سنته مش بس قوليه لا فعلية. يعني نقتضي بيه في قوله وحديثه وكمان فعله، زواج النبي من كل نساءه وهما ثيبات، ده كان ليه اسباب كتيير. ومنها. ان ده، تعليم لينا، ان المرأة المطلقة او الارملة. هي انسانة من حقها تتزوج وتعيش حياة كريمة مع زوج، ومش لانها تزوجت مرة. تبقي كدة خلاص تفضل وحيدة باقي حياتها، وان الرجال مهما بلغت غيرتها مش هيكونوا اغير من النبي صلي الله عليه وسلم، بس للأسف احنا في مجتمع. بيشوف مطلقات وارامل كتيير مجرد صيدة، طمع فيهم وبس، ربنا يحفظ كل النساء. ويريرح بالك ولو ليك فيها نصيب ربنا يقربه ويباركلك فيها...
مصعب برجاء: ااااه يا حذيفة بالله عليك. ادعيلي، ادعيلها هي كمان تخلص منه، انا بس هي تديني امل والله اخلصها منه الصبح...
حذيفة ابتسم: انا قولتلك. هدعيلك بالصالح. واللي ربنا يرده ليك وفيه خير، المهم انه يبقي خير ليك وليها. وربنا يقويها على زوجها ده ويهديه.
مصعب بعصبية: انت بتدعيله ليه، ادعي عليه الله يحرقه دنيا واخره. ربنا ياخده. عبارة عن كتلة تناحة وغباوة، بني ادم بمخ حمار...
حذيفة: ههههههههههه، لا اله الا الله. يا اخي مادامت طالعة منك دعوة. خاليها ليه. اهو تاخد ثوابها. وفي نفس الوقت ما تخدش سيئة على الاساءة...
مصعب بضيق: لا مش هدعيله، خسارة فيه. ده راجل زبالة. ده انا عارف عنه بلاوي سودة، ده كمان بيعرف ستات. وو.
حذيفة قاطعه: كفاية يا مصعب، ماتكشفش ستر حد ربنا ستره، هو اذنب وغلط. عقابه وجزائه عند ربه، مش عندنا، احنا مش هتستفاد حاجة لما نعرف. واتعلم لما تعرف مصيبة او فضيحة او ذنب عن حد ووصلك. خاليه يوصل عندك وبس. وما تبقاش سبب في انه يتفضح اكتر على ايدك، فاهم...
مصعب بتأفف: والله ما موديك في داهية غير مثاليتك دي، انت ايه. كل اللي بتشوفه من الدنيا والناس ده. ولسة قلبك وطبعك كدة، عارف انا لو منك، ادخل اجيب چوري وتنام في حضني الليلة ولا يهمني حد.
حذيفة: يا ابني افهم، ربك مطلع علينا ويعلم السر واخفي، مش غايب عنه حد، وكل حاجة بتحصلنا بحكمة وقدر، وانا عندي حسن ظن بربي، وهو قال، انا عند ظن عبدي بي. فاليظن بي ما شاء. ان خيرااا. فهو خير. وان شرااا فهو له، وانا ظني بربي خير. وعندي امل ينصفني وچوري تبقي من نصيبه وربنا يحببها فيا، وانا عمري ما اخد چوري غصب. ولا قوة. دي نسمة حياتي، ولا يمكن اهنها ولا اذي مشاعرها.
وهما بيتكلموا الباب خبط. وحذيفة فتح لقي والده.
حذيفة: اتفضل يا حاج.
دخل بلال وقعد ومصعب فهم انه اكيد جايله يكمل معاه كلام. فضل يمشي ويسبهم.
مصعب: احمممم طيب يا جماعة انا همشي بقي علشان لسة هروح المكتب عندي معاد هناك. لو احتاجتوني في اي حاجة كلموني. سلام عليكم.
حذيفة ووالده: وعليكم السلام ورحمة الله.
خرج مصعب وحذيفة قفل الباب وقعد قصاد ابوه، هو فاهم انه جاي يتكلم في موضوع چوري. بس هينصدم من كلام والده...
حذيفة بتأنيب: اولا انا اسف يا حاج لو كان صوتي على شوية وانا بكلمك. بس غصب عني الموقف كله من امبارح، وهو موترني.
بلال بتردد: ااانا يا ابني. فيه موضوع كدة شاغلني انا وامك من زمان، وبخاف اكلمك فيه، لتزعل. او يكون محرج بالنسبة ليك، بس انت كل يوم بتشككنا وتخلي دماغنا ترتح وتيجي...
حذيفة عقد حاجبه: من امتي يا حاج بتقلق مني! ده انا ابنك ومهما كبرت هفضل ابنك، قول يا حاج خير ايه اللي شاغلك انت وامي.
الحاج بلال بحرج: بببصراحة كدة، احنا شاكين انك بترفض تتجوز علشان. علشان، يعني...
حذيفة بشك: علشان ايه يا حاج قول.
بلال اتنهد بتعب: انك يعني عندك اللي يمنعك تكون زوج، وانك عندك علة كبيرة.
حذيفة بصدمة ودهشة قام من مكانه بعصبية: انا! انا ياحاج، وايه اللي خلاكم تفكروا كدة؟!
بلال: الله. اقنعني انت طيب. شاب زيك وطول السنين دي بيرفض يتجوز. وكل عروسة يطفشها، وكل يوم بحجة، يبقي اكيد السبب اللي منعه كبير.
حذيفة بجنون: بس مش للدرجة دي ياحاج، ابنك زي الفل ماتقلقش، ثم الجواز ده نصيب وقسمة. مش بيجي على هوي حد.
بلال ابتسم: يعني انت يا ابني كويس مافكش حاجة، انا بصدقك انت مش بكدب.
حذيفة بغيظ من شك والده: ياحاج، ياوحاج عيب كدة. والله انا تمام. وتمام اوي كمان ماتقلقش انت بس...
بلال ابتسم براحة. : الله يطمن قلبك يا ابني. هروح اطمن الحاجة بقي.
حذيفة بضيق: طيب يا حاج روح...
الباب خبط وكانت فريدة.
بلال: اهي امك جات اهي. مش متحملة لما ارجعلها.
حذيفة شاف امه دخلت وقعدت بصمت وواضح عليها الغضب...
حذيفة: مالك يا امي!؟
فريدة: معلش يا حاج انا عايزة حذيفة في كلمتين...
بلال بصلهم: طيب اطلع انا منها. بس لعلمك ابنك راجل وزي الفل. اتطمني. عن اذنكم.
خرج بلال وحذيفة قعد قصاد امه. : مالك يا ست الكل. شكلك زعلان ليه!؟
فريدة بعتاب: انا قلبي حاسس بكل حاجة، فاهمة من سنين وساكتة. بس قولت بكرة البت تتجوز وانت تعقل. بس اللي حصل ده كتيير. كتير اوي.
حذيفة بلع ريقه بحرج: تقصدي ايه!
فريدة بصتله بلوم: اقصد ان الشيخ حب عيلة بضفاير، وفضل مانع نفسه من الجواز علشانها. ورافض يجوزها علشانه. انا عمري ما تخيلت انك اناني كدة. انت يا حذيفة تستغل حوجتها وضعفها. علشان تاخدها لنفسك. انت.!؟
حذيفة بوجع من اتهامها: انا! انا يا امي استغل چوري. طب ما انتي لسة قايلة اني بحبها، ازاي استغلها بس. ده ماحدش اتعذب وداق المرار زيي، ازاي يا امي تظلميني كدة...
فريد بدموع: ايوة، انت عارف انت عندك كام سنة وهي كام سنة، لما تتجوزها وهي مالهاش حولة ولا قوة. علشان ضعيفة ووحيدة، انت هتحميها من الناس بس هي مين يحميها منك. انت ضيعت شبابك بإيدك واختيارك، بس هي ذنبها ايه تاخد شبابها ثمن جميلك معاها.
حذيفة اتوجع وقلبه انكسر من اتهام امه وكلامه اللي زي.
الخناجر بتقطع فيه. ودمع غصب عنه بنااار: كفاااية يا امي. كفاااية، انا عمري ما استغلتها عمري ما طمعت فيها. عمري ما فكرت اني اخد منها ثمن تربيتي ليها. وحمايتي واماني وحناني. عارفة ليه، علشان دي حتة مني، حبيبتي انا. وليا انا، انا حبيتها يا امي افهمي. حبيتها، انا عمري ما كنت اناني. طول عمري بفكر فيكم انتم، في اللي يريحكم انتم، طول عمري لاغي نفسي. بتوجع الف مرة وهي بعيد عني، بتوجع كل ما اسمع منها كلمة ابيه اللي زي الصور بيني وبينها، وانتي جاية تقوليلي اناني واستغلالي. حرررام يا امي عليكي. حرررام بجد، انا بشر يا جماعة، بشر، والله تعبت. تعبت.
فريدة قربت منه بدموع: طب وايه الحل. انك تتجوزها حقيقي. وبعد كام سنة انت تكبر وتعجز وهي تفوق وتتمني انها تتجوز واحد من سنها، هتتحمل انها في يوم تتهمك الاتهام ده وتوجعك، يا حبيبي انا انك انت وخايفة عليك، خايفة عليك تتنجرح بعد ما تتجوزها، خايفة تلومك وتكرهك، اسمع مني، خاليك زي ما انت في نظرها، وابعد عنها شوف حياتك انت واتجوز غيرها.
حذيفة بنااار ومراار: ااااه يا امي، انا مدبوح قصادك وبنزف وانتي بتقطعي فيا، كفياكي ابوس ايدك كفاية، حاضر. حاضر يا امي، هعمل اللي يريحكم، وههحميها بس. وبعدها هخيرها واللي هي عيزاه انا هعمله، حتى لو، غمض عنيه بوجع، حتى لو كان راحتها وساعدتها اني اطلقها هطلقها...
فريدة ابتسمت: ايوة كدة، ربنا يهديك، انا هروح اشوفها بقي. وانت ادخل خد حمام وانا هجهز الاكل.
حذيفة بتعب: لا يا امي انا تعبان وعايز ارتاح...
فريدة بحزن علشانه: ربنا يريح قلبك. ويعملك اللي فيه الخير.
في بيت عطر...
عطر راجعة من برا هي وابنها مازن بعد يوم طويل ومتعب في الملاهي.
عطر ابتسمت: هاه حبيب ماما. مبسوط، اظن النهاردة لعبنا كتييير كتيييير، صح.
مازن بسعادة: صح يا ماما، انا بحبك اوي، انتي جميلة اوي يا ماما. ومش بتزعليني...
عطر ابتسمت بحنان: وانا هزعلك ليه يا قلبي، مش كفاية الدنيا مزعلانا...
مازن بحزن: بس كان نفسي بابا يكون معانا، هو اصلا مش بيحبني ليه، ودايما لوحده ومش بيكلمني، ولا بيفسحني، هو انا وحش اوي كدة...
عطر بدموع: لا لا يا حبيبي انت احسن ابن في الدنيا، بس. ببس هو بابا كدة ده طبعه، كمان هو مشغول، ومش فاضي. انا بخرجك وافسحك، والعب معاك، ولا ماما مش كفاية.!؟
مازن حضنها ببرائة: لا كفاية، انا كمان بحبك اوي، ولما اكبر هشتغل وافسحك واعملك كل حاجة حلوة زي ما انتي بتفسحيني، ومش هخلي بابا يضربك تاني، هبقي راجل وقوي.
عطر ابتسمت بدموع وحضنته: حبيبي انا، ربنا يخليك ليا، انا ربنا يعلم متحملة كل ده ليه، علشانك انت. والله علشانك...
وخرجته من حضنها بحنان: ياللا بقي ندخل ناخد حمام ونغير هدومنا وننام احنا تعبنا اوي النهاردة.
دخلت عطر مع مازن على اوضته. بس لما قربت اوضة رامز. سمعت صوت حد معاه، وفهمت هو بيعمل ايه، اتوجعت وحست بزل وحسرة، وكسرة كبييرة، وبكت، ودخلت مازن اوضته.
عطر: حبيبي خاليك هنا شوية. هروح اعمل حاجة وارجعلك. ماشي. اوعي تخرج...
قفلت عطر الباب على مازن وخرجت خبطت على رامز، : رامز، رامز، افتح وخرج الزبالة دي، انت ايه ما عندكش دم، حرام عليك، افتح...
رامز مافتحش غير بعد وقت كبيير. وخرج ببرود وبجاحة، ووراه واحدة من اللي بيعرفهم...
رامز: ايه، ايييه صوتك عالي ليه، عايزة ايه!
عطر بوجع بصت للي كانت معاه، : قولي فيها ايه زيادة عني، قولي لييه بتعمل كدة، ليه، حرامني انا حقي وبتديه لستات الشارع ليييه، انت بتعمل فيا كدة لييه لييه، انت بسببك انا كان ممكن اضيع، لولا ربنا بيسترها معايا، انت مش بني ادم والله مابني ادم.
رامز اتعصب وبدأ يضربها بعنف: انتي كل شوية الاسطوانة دي، قرفتيني. ايييه. متجوز ابلة الناظرة، انا حر، وقزلتهالك الف مرة، انا كدة ومش هتغير. وغصب عنك ورجلك فوق رقبتك تسكتي...
عطر بوجع من ضربه واهانته، الاوجاع كتيير، وجع جسم وضرب. ووجع روح وكرامة مهانة ومداسة بكل جبروت...
عطر: . لا حقي اتكلم واقول، لما كل شوية والتانية نسيب بيتنا بسببك وبسبب وساختك دي يبقي حقي، لما تلوث بيتي وسريري، كل يوم والتاني بالاشكل دي. يبقي حقي...
البنت اللي كانت معاه بغيظ: بقولك ايه بقي انا ساكتالك من الصبح. واقول هتتهد وتسكت. بس شكلك بتحبي الفضايح، ولو كلمة كمان عليا وحياة امي لجيبك من شعرك...
عطر جريت على الباب وفتحته و بغيظ وصوت عالي: . طيب انا هريكي الفضايح يا رباية الشوراع، خالي الناس تشوف قرفك انتي والبيه المحترم...
رامز بغضب منها جري عليها هو البنت دي وشدوها وقفلوا الباب. وفضلوا يضربوا فيها علشان تسكت، كانت بين ايديهم زي المدبوحة، بتنضرب وتنزف ومش قادرة تعمل حاجة، هما الاتنين اقوي منها، ومازن خرج من الصوت الصريخ. وواقف يبكي بضعف وهو شايف امه وسنده وامانه الوحيد بتتنضرب وتتهان قصاده. وهو مش قادر يعملها حاجة...
عطر بضعف وبكل الصوت اللي قادرة تخرجه بتبكي: ااااااه. حرام عليكم، اااااه كفاية انا مراتك يا شيخ حرام عليك، الحقوني، ااااااه حد يلحقني.
مصعب كان راجع من برا. وسمع الصريخ وصوت عطر، اتجنن وبقي متردد الف مرة يخبط، بس الصوت والا ستغاثة فوق احتماله، فضل يخبط ويخبط. وماحدش بيفتح وماكنش قصاده غير انه يكسر الباب. وكسره فعلا. والجيران اتلمت وشافوا عطر وهي في الارض ورامز والبنت اللي معاه بيضربوها...
مصعب اتجنن وجري عليها وشدهم وضرب رامز بغل وغضب.
مصعب: انت ايه. ايببه، هي عملت فيك ايه علشان كل ده، انت حيوان.
البنت جريت لما لقت مصعب والجيران، ومصعب بيضرب في رامز بغل وغضب...
رامز بعصبية: انت مالك مراتي وبربيها. دخلك ايه، اطلع بره...
مصعب زقه بقوة وغضب منه. وقرب من عطر لاقها جنبها مازن بيعيط وماسك ايديها. وهي بتنزف ومش قادرة
تقوم وبتبكي، شدها وسندها بخوف.
مصعب بحزن: عطر، عطر ردي عليا، الحيوان ده عمل فيكي ايه...
عطر بدموع ونحيب: كان هيقتلني، انا شكل دراعي انكسر منه لله هو و اللي معاه، بيضربني علشان بنات الشوارع. اللي بيلوث بيهم بيتي، يترتهم كانوا موتوني علشان ارتاح، ياريت، انا عايزة اموووت. عايزة اموووت.
مصعب بص لرامز بغضب وساب عطر وقرب منه بجنون وتوعد: اسمع بقي. انا جبت اخري معاك، وقسما عظما بربي. لو ما طلقتها دلوقتي حالا لهكون ساجنك. وانت عارف ان مصايبك كتيير. وانا عندي ورق وحياة اهلك يقعدك في السجن مرتاح بتاع 20سنة.
رامز بخوف وكبر: انت بتهددني يا جدع انت، انت مالك بمراتي اطلقها اقتلها انا حر، ولا علشان محامي. لا على نفسك. الحقوا يا ناس البيه عايزني اطلق مراتي غصب.
واحد من الجيران: والله عنده حق انت راجل ما تتعاشرش. حد يعمل في مراته كدة.
واحدة تانية: ايوة يا استاذ مصعب. يطلقها او انت ارفعلها قضية، رجالة واطية.
مصعب بغيظ: اهو سمعت. الناس مش طايقتك، وسيبك منهم بقي انا اللي بقولك لو ما طلقتش وحالا انا من الصبح هخلعها منك. بس وانت في الحبس. ايه رئيك بقي.
رامز بغيظ منه. خاف من تهديده هو عارف انه ملتوي ومرتشي وواضح ان مصعب بيتكلم بقلب قوي وعارف عنه كتييير...
رامز بص لعطر: انتي طالق. يالا غوري في داهية بقي، مالكيش قعاد هنا...
عطر بتبكي بضعف هي عايزة تخلص منه بس هتروح فين. قبل ما حتى تفكر، كان مصعب بيشلها قصاد الناس ودهشتهم. ونده لمازن.
مصعب. : مازن حبيبي تعالي معايا هنودي ماما المستشفي ياللا.
واحد من الجيران: ربنا يخليك يا استاذ مصعب. انت راجل ابن حلال. واضح ان مالهاش حد.
مصعب بصلها بحنان وبصله: لا ليها. وليها اللي يحميها. خرج مصعب وهو شايل عطر ومازن جنبه، وايمان راجعة من برا وانصدمت لما شافته.
ايمان: ايه ده. انت شتيلها كدة ليه. ومين عمل فيها كدة.
عطر بخجل مش عارفة تدراي فين وهي بين ايدين مصعب.
مصعب بسخرية: حمد لله على السلامة. ادخلي يا ايمان. ونامي انا لما ارجع هفهمك كل حاجة...
نزل بسرعة وايمان مش فاهمة. بس الجيران شرحولها كل حاجة. اتعصبت من مصعب وانه اتدخل ودخلت شقتها...
مصعب اخد عطر المستشفي وكشف عليها. ودراعها اتجبس وجروحها اتداوت، اخدها وراح بيها بيت والدته. وفهما حكاية عطر. وهي رحبت بيها جدااا. واخدت مازن ابنها تأكله وتنيمه. ومصعب قاعد مع عطر.
مصعب بحنان: الف سلامة عليكي، وحياتك عندي لكون مندمه ندم عمره على كل مرة مد ايده عليكي فيها.
عطر بحزن: لا ابعد عنه، انا كفاية خلصت منه. بس كل تفكيري انا هروح فين، هعيش ازاي انا ومازن، انا ماليش حد يا مصعب ماليش حد، وفضلت تبكي.
مصعب بحب قرب ومس ايديها وباسها بحنان: ليكي، ليكي واحد بيحبك ودايب فيكي وخلاص مابقاش فيه اللي بمنعه عنك، انا يا عطر، انا جنبك، ومعاكي، عطر انا بحبك، بحبك...
عطر مش مصدقة نفسها، ماتخيلتش انه هيعترف. وفي الظروف دي...
عطر بمدموع: وانا بحبك، بحبك اوي، اوي...
مصعب ابتسم ومسح دموعها: اخيرااا، يااااه، قلبي كان هيموووت ويسمعها منك، من النهاردة مافيش دموع، مافيش حزن، عدتك تخلص وهنتجوز، وهعوضك عن كل دمعة ولحظة الم. انتي هتفضلي هنا مع امي لحد ماتخلص عدتك، وانا هجهزلك شقة علشان تتجوز فيها...
عطر ابتسمت براحة: هو انا حقيقي صاحية، ولا ده حلم من احلام كل يوم...
مصعب بمشاكسة: تحبي اثبتلك انه حقيقة. امممم. بس للأسف مجبر استني نتجوز، علشان هيبقي تصرف يعاقب عليه الشرع والقانون.
عطر ابتسمت بخجل: ههههه. لا خلاص صدقت انه حقيقة.
مصعب اتنهد بهيام: اااااه، بحبك...
عطر بهمس: بحبك.
عدت ايام قليلة. وحذيفة على وعده وزي ماهو مع چوري مافيش حاجة اتغيرت. بس كان قلقان من هدوء اهلها. خايف يكونوا بيدبروا لمصيبة، وفي يوم كان واخد والده ووالدته للدكتور وهي في البيت بتذاكر، لوحدها...
رجع هو وامه وابوه، ودخله الشقة. بس اول ما دخله سمعه صوت چوري مكتوم، حذيفة قلق ومش متطمن.
حذيفة: مش ده صوت چوري.
فريدة: مش واخدة بالي هدخل اشوفها.
دخلت فريدة وصرخت بصوت عالي. دخل بلال وحذيفة. وحذيفة انصدم. لما لقي أمجد. وخالد بيكفوا چوري ونفسها مكتوم وبتبكي
وهي بصتله بإستنجاد، حذيفة شد امجد. وفضل يضربه بغل، وخالد ضرب حذيفة وفضل حذيفة بيعافر مع الاتنين.
حذيفة: انتم كلااااب، كلاااب، وانا مش هسيبكم...
أمجد بغيظ: انت فاكر انك تتجوزها وتختمنا على قفانا ونسكت. لا، انا هحرق قلبك.
حذيفة برغم انهم اتنين بس غضبه وغيرته عليها. خالته يبقي زي الاسد الجارح، بيقاوم بكل شراسة...
خالد: هناخدها ونرجعهالك جثة زي امها. وابقي افرح بيها...
بلال كان نزل بسرعة واستنجد بأصحاب حذيفة وطلعوا معاه. ودخل ليهم وهما لسة بيضربوا حذيفة وهو بيضربهم...
بلال: اسمع انت وهو برا الشقة مرشقة رجالة تقطعكم وتقرقش عضمكم. اطلعوا برا بقي وسبيونا في حالنا.
وقفوا ضرب، وخالد بص لأمجد، بخوف...
امجد: واحنا نصمن منين ان لو هرجنا ماحدش يتعرضلنا.
بلال: مالكش عندي ضمان. يا تخرج. يا هغطي چوري وادخلهم يقتلوكم مكانكم هنا...
حذيفة جري على چوري وفكها وفك ايديها وبوقها. وضم وشها برعب وهي دموعها بتجري.
حذيفة بحنان: حبيبتي عملوا فيكي ايه، انتي كويسة.
چوري اتعلقت في حضنه وحضنته بقوة وبكت: كانوا عايزين، عايزين، مش قادرة اقول مش قادرة، ابيه وحياتي ماتسبنيش تاني. خاليك جنبي، ماتبعدنيش عنك...
حذيفة ضمها بقوة وجنون وبص لخالد وأمجد بغضب: مش هسيبك تاني، انتي بقيتي مراتي غصب عن الكل. غصب عن اي حد، اهدي. اهدي.
بعدها عن حضنه بهدوء.
حذيفة بص لخالد وأمجد بغل: انتم بقي لازم تتربوا علشان كشفتوا مراتي وحيائها وكل كلب فيكم لمسها ولا حط ايده عليها، هندمه. حاج. انده للرجالة اللي برا.
وغطي چوري بالغطاء، وفعلا دخلوا واخدواهم برا وفضلوا كلهم يضربوا فيهم وحذيفة اولهم، وطلب ليهم البوليس، واتهمهم بالاعتداء عليهم ومحاولة خطف چوري اللي هي مراته، وفعلا اخدوهم ومشيوا، وحذيفة رجع لچوري اللي كانت لسة منهارة في حضن فريدة، واول ما شافته جريت على حضنه.
چوري: كنت خايفة عليك، اوي.
حذيفه حضنها براحة وابتسم: انا كويس، طول ما انتي في حضني، وخرجها من حضنه بحنان. وبص لامه. يوم الخميس اللي جاي فرحي انا وچوري والكل لازم يعرف انها بقت مراتي. وبص لچوري. بتساؤل، موافقة
چوري هزت راسها وابسمت بسعادة: ممموافقة، موافقة طبعااا.
حذيفة الامل صحي جواه. فرحتها بشرته باسها من جبينها بحنان: هعملك فرح ما اتعملش لحد قبلك...
فريدة قربت منه بحيرة: بس يا ابني..
رجع مصعب وحذيفة وچوري، من بور سعيد...
وحذيفة وچوري تقريبا من وقت رجوعهم ساكتين، كل واحد حاسس انه في وضع صعب، مش عارف ازاي يواجهم...
مصعب هو اللي اتكلم وحكي كل اللي حصل في بور سعيد وسط زهول فريدة وبلال، مع كل كلمة، وبعد ما عرفوا انهم اتجوزوا، كانت مفاجأة وصدمة مش متوقعة...
فريده بعصبية وبرفض تمام: انا مش ممكن اوافق على اللي حصل ده، ده مش ممكن يحصل، انت!؟ انت تتجوز چوري الصغيره اللي ربتها على ايدك.؟ اكيد انت عايز تحافظ عليها صح!، لكن تكون مراتك طبيعي مستحيل...
حذيفة بص لچوري بحرج، مش عارف يرد يقول ايه، يقول انها حبيبته هو، يقول انها من حقه هو، ياتري لو عمل كدة، هي هتوافق ولا هي فعلا متخيلة جوازه منها للحماية وبس. وانه هيفضل بالنسبة ليها ابيه حذيفة وبس...
الحاج بلال بتأيد لكلام فريدة: والدتك معاها حق يا حذيفة، اكيد انت بتحميها واحنا فاهمين ده، لكن الناس والجيران وكل اللي يعرفك، كل الناس عارفة مين الشيخ حذيفة، يوم مايتعرف انك كتبت كتابك عليها، الكل هيتكلم ويقول اللي في نفسه، ثم ما تنساش ان كى الناس شافت عمامها والبوليس لما طلعوا هنا وعرفوا انهم اهلها وشافوها مشيت معاهم، لما بقي نيجي النهاردة نقول انك كتبت كتابك تفتكر اول حاجة هتتفهم ايه.!؟..
اكيد هيكون اسمك وسمعتك انت وهي في الارض هيتقال الشيخ طمع في العيلة اللي رباها.
حذيفة كان خلاص وصل لاخره، ابوه وامه مش حاسين بيه، مش حاسين ان كل كلمة بيقولوها بتدبح فيه، كل اتهام بيقتله، حتى لما بقت حلاله متحرمة عليه...
حذيفة بعصبية ووجع: فاهم، فاهم يا حاج، بس قولي كنت هعمل ايه.!؟ اسيبها ليهم،! اسيبها لأمجد الكلب ده علشان يعتدي عليها ويزلها،!؟ اسيبه يتجوزها غصب وتتزل وتتهان زي امها.!؟
قولولي انتم كنت اعمل ايه، اسيب عمري كله يضيع. چوري دي عمري، الزرعة اللي زرعتها وكبرتها، اسيبها تضيع قصاد عنيا وانا واقف اتفرج، قولولي انتم اعمل ايه...
چوري بتبكي بصمت: كل ده يسعدها انه خايف عليها. بالشكل ده، بس مش هو ده اللي بتتمناه. كانت بتتمني يكون بيحبها زي ما بتحبه، يتمسك بيها علشان هي چوري حبيبته. مش چوري الحمل والامانة وبس.
فريدة شايفة شكل حذيفة وقلبها حاسس من سنين انه فيه جواه حاجة مخبيها، وان چوري بالنسبة ليه. مش بس چوري اللي بيربيها، لا هي متأكدة انه اتجوزها علشان بيحبها، بس هي جواها رفض ومش مستوعبة الكلام ده، شايفه انه ظلم ليه وليها، هي حقها شاب في سنها. وهو حقه واحدة في سنه او قريبة منه، والاهم مش چوري ابدا...
الحاج بلال بهدوء: اهدي يا ابني طيب، انا بس بفهمك دماغ الناس ايه، مش كل الناس هتفهم وتقدر، بس انا عندي حل.
مصعب حزين على حذيفة حاسس بيه انه مالحقش يفرح بجوازه منها، : ياحاج بلال الموضوع مالوش حلول غير الحل ده، ماحدش هيحافظ على چوري زي حذيفة. وخلاص هي بقت مراته واللي حصل حصل، اما الناس فهما كدة كدة بيتكلموا، واللي مش عاجبه يخبط دماغه في الحيط، ثم معلش يعني، هي الناس هتعملنا ايه يا حاج لو چوري جرالها حاجة...
الحاج بلال: لا يا مصعب يا ابني. احنا مش عايشين لوحدنا في الدنيا، ولازم نحاسب على سمعتنا ونخاف عليها، ده زمان اهلنا قالوها. البني آدم سمعة، وحذيفة مش اي حد، وانت عارف، علشان كدة انا شايف اننا نسكت ونخبي وماحدش يعرف انهم متجوزين. يعني. اهو كدة ماحدش من اهلها يقدر يتكلم ولا ياخدها. وفي نفس الوقت يفضلوا زي ماهما. لحد ما چويرية تخلص دراستها ويجلها ابن الحلال، يبقي حذيفة يطلقها ونفهمه اللي حصل وقتها، هو ده الحل الوحيد...
حذيفة بص لمصعب بوجع ومصعب اتنهد بضيق من فريدة وبلال. وانهم مش مستوعبين اي حاجة...
حذيفة بص على چوري عايز يعرف هي موافقة على الكلام ده ولا لا، بس لاقاها ساكتة بقي في حيرة...
فريدة: ايوة انا معاك يا حاج في الكلام ده، كمان بقي حذيفة لازم يتجوز بسرعة كفاية كدة بقي، علشان كمان يوم ما چوري يجلها عريس مناسب يفهم ان حذيفة كان بيحافظ عليها. ولا ايه يا چوري، انتي عارفة طبعااا ان حذيفة عمل كدة علشانك وعلشان يحميكي مش كدة...
چوري بتخبي دموعها بحزن: ايوة يا ماما فاهمة طبعااا. عموما انا موافقة على اي حاجة تقرروها، المهم اني ما ارجعش عندهم تاني وخصوصا امجد الزفت ده...
حذيفة جواه كسرة كبيرة، هما كلهم ليه ماحدش حاسس بيه ماحدش فاهم هو ازاي بيتقطع وهما بيحكموا عليه يحافظ عليها علشان في النهاية تكون لراجل تاني، هما مستوعبين انه مستحيل يخلي راجل غيره يلمسها، وهي،! هي كمان مجبرة مافيش عندها حل، وهو بالنسبة ليها الحل الامن وبس...
حذيفة بعصبية: بس انا بقي مش موافق...
كلهم بصواا ليه بإندهاش. وحذيفة بحرج: اااانا اقصد اني مش مجبر اتجوز بسرعة علشان حد. ولا مجبر اتجوز اصلااا. وچوري هتفضل زي ماهي، المهم تبقي في آمان، عن اذنكم اانا داخل انام تعبان...
خرج حذيفة وراح شقته ومصعب راح وراه...
وچوري دخلت اوضتها وفضلت تبكي، معقول بعد ما بقت مراته هيفضل بعيد عنها، معقول ممكن يطلقها، طيب تقنعه ازاي انه يشوفها زوجة وحبببة، ازاي تخليه يتمسك بيها، وما يطلقهاش، هي مش عايزة غيره، مش بتتمني زوج وحبيب غيره.
في شقة حذيفة...
حذيفة قاعد وساند راسه بهم ومغمض عنيه، ومصعب قاعد معاه ومش عارف يعمله ايه.
مصعب بهدوء: انا عايز بس افهم، ماتقول انك مش هتطلقها. قول انها بقت مراتك وغصب عن الكل، لازم تتمسك بيها يا حذيفة.
حذيفة اتنهد بوجع ومرار: انا تعبااان يا مصعب، تعباان، نفسي اصرخ بكل صوتي واقول انها ليا، نفسي اصرخ واقول انها بقت مراتي وحبيبتي ومش هسيبها، نفسي اصرخ واقول للكل انها ملكي وحقي غصب عنهم، حتى هي نفسها.
بس. ببس مش قادر، خايف، خايف ابقي بفرض نفسي عليها.
انت نفسك شوفت شكلها ساكتة ومهمومة، زي ما تكون خايفة اني اغصبها عليا، ما تنساش انها بتعتبرني زي اخوها الكبير، عمرها ما هتتقبل بسهولة كدة، انها تبقي مراتي واني زوجها، اكيد متاخدة وخايفة...
مصعب اتنهد: طب انت هتعمل زي ما والدك قال!؟
حذيفة بتعب: مافيش قصادي حل تاني، انا مش طمعان في حاجة، المهم هي تكون معايا وقصاد عنيا وفي امان، مش مهم اي حاجة تانية.
مصعب بتساؤل وحرج: احممممم. حذيفة مممكن اسألك سؤال بس يعني هو مش تدخل ولا رخامة بس فضول افهمك. لاني بصراحة حاسس انك متعذب اوي.
حذيفة بهدوء: اسأل.
مصعب بتردد: انت يعني، يعني، اكيد بتتمني انك تاخد حقك كزوج. يعني انت بتحبها من سنين ومستني اللحظة دي، وهي حاليا مراتك وحلالك، هتقدر تفضل تبعد كدة. يعني مش عايز تاخد منها اللي يرضي رجولتك.!؟ لو مش عايز تجاوب بلاش.
حذيفة ابتسم بهدوء: مصعب چوري عمرها ماكانت، شهوة ولا طمع، ولا لما بقول انها حقي وليا اقصد اني اخد حقي منها بالشكل ده، وبحنين ابتسم اكتر، چوري دي بالنسبة ليا هي انقي وانضف حب ممكن اقابله، حبيت برائتها جنونها عفويتها، ضحكتها. صوتها، همسها، سكوتها. حبيتها هي، روحها، طبعها. ايوة جمالها واخدني، ايوة عنيها سحراني، ايوة بتمني المسها وتكون مراتي بجد. بس مش هو ده كل اللي بتمناه منها، مش هو ده هدفي من جوازنا، چوري بس كفاية تكون في حضني، وغمض عنيه بسعادة، عارف، وهي في حضني في العربية، اتمنيت الطريق يطول، اتمنيت انك تفضل ماشي بينا ايام مش ساعات. حضنها كان واحشني اوي. اوي، اخر مرة حضنتها كانت زمااان وهي لسة صغيرة، وكنت متأتب ومهموم، وحزين، ومذنب، لكن النهاردة كنت مرتاح، كنت مبسوط، قلبي بيرقص بيقلي بقت مراتك، اااااه يا مصعب، يارتها بس كل ليلة تنام في حضني بس مش عايز حاجة تانية، صدقني...
مصعب ابتسم بحب واتنهد: اسف لو تجاوزت وسألت، بس كنت هتجنن واعرف، كنت عايز اتأكد اني حالي ده انا كمان مش غريب ولا معجزة.
حذيفة عقد حاجبه. : انت تقصد ايه، انت بتتكلم عن مين.!؟
مصعب اتنهد وبتردد: بص انا كنت مخبي عنك خايف من رد فعلك. بس بما انك متعذب في الحب ومتبهدل سنين، فاأكيد هتفهمني. اااانا. ااانا.
حذيفة بقلق: ما تتكلم قلقتني. فيه ايه يا مصعب!
مصعب اخد نفس عميق وحكي لحذيفة عن عطر واحساسه بيها من اول يوم، وحذيفة اتعصب وصوته علي...
حذيفة بغضب: انت اتحننت صح! انت يا مصعب. انت تبص لست متجوزة! اانت تعمل كدة، ثم هي ازاي توافق وتتكلم معاك، وازاي تسمحوا لنفسكم بالسهر والكلام والضحك ده، انت جرتلك ايه. ازاي تعمل كدة. ازاي!؟
مصعب بضيق: اولا احنا ما غلطناش، ولا حد مننا تحاوز بشئ مشين لا بقول ولا فعل، كل الحكاية اننا بنرتاح لما بنتكلم، وانا عن نفسي بحبها بحبها اوي، وقلبي بيقولي انها كمان بتحبني، بس بتخبي علشان جوزها وابنها.
حذيفة شده من دراعه بغضب: وانت وهي لسة فاكرين جوزها وابنها دلوقتي، انت ايه يجبرك على كدة، قولي ايه يجبرك تغلط وتذنب بالشكل ده، ايه يجبرك تخون، ايه يجبرك تبص لزوجة غيرك قولي فهمني.
مصعب بوجع وتعب: اللي جبرني هو اللي جبرك، اللي جبرني احب عطر هو قلبي، قلبي اللي ماليش حكم عليه، زي ما انت مالكش حكم على ده.
وشاور مصعب على قلب حذيفة وكمل بوجع وضياع، زي ما هو اتحكم فيك وخلاك تحب عيلة اتربت في حضنك، خلاك تتحمل حرمان سنين، خلاك لحد النهاردة من غير جواز، خلال لسة حالا راضي بس انها تكون معاك وفي حضنك...
وقعد بتعب ومسك راسه: اوعي تفتكر اني مرتاح، ولا مش متأنب، بس قولي انت اعمل ايه، يمكن كنت بعدت عنها ودفنت حبي ليها واتننتلها السعادة. لو كانت متجوزة راجل بجد، راجل بيحبها ويحترمها ويديها حقها كإنسانة، لكن دي متجوزة حيوان بري، متوحش.
قلبي مش متحمل يشوفها كدة ويبعد، حذيفة انا بموووت كل ليلة لما بسمعها بتنضرب وتصرخ، بموووت وانا سامع بكاها كل ليلة، قلبي بيوجعني لما بتتكلم معايا وهي بتداري جروحها وعلامات الضرب على ايديها ووشها، انا خلاص تعبت، تعبت ومش عارف اعمل ايه، هتجننن. خايف اصارحها واقولها اني بحبها، مش عارف هتعمل ايه، بتحبني بجد زي ما انا بحبها. ولا بس بترتاح معايا...
انا في حيرة ونااار يمكن اكتر منك. احنا ليه كدة، ليه ماحدش مننا مرتاح لييه.!؟
حذيفة اتوجع من كلام مصعب، وفعلا ايده فيه، بس هو خايف عليه من الذنب والخطأ. قعد جنبه بهدوء.
حذيفة اتنهد: انا مش معني اني بعنفك او انبهك اني مش بغلط، ممكن الانسان يذنب ذنب، وينصح غيره انه ما يذنبش نفس الذنب ده، عارف ليه. لانه داق مرارة الذنب والوجع منه، انا ماكنتش اتمني انك تمر بالتجربة دي. ولا يوم تحب. تحب بالشكل ده، بس زي ما انت قولت، اللي جبرنا ورمانا في النار واحد، قلب ملعون، مالناش حكم عليه...
مصعب بحزن: قولي اعمل ايه يا حذيفة، انا محتاجالها. عايزها، مش عارف هفضل لحد امتي متحمل ايمان في حياتي. تعبت منها ومن غبائها. نبهتها كتيير نصحتها اكترر. بس مافيش فايدة، عارف هقولك حاجة مش المفروض اقولها. بس، بس اقوات لما كنت بكون مع عطر واتمناها معايا. وبحرج، ااانت فاهم طبعا قصدي. كنت بروح لايمان بتحايل عليها تهتم بيا وبنفسها واطلبها. اطلب حقي، كانت بمتهي البرود تتجاهل كلامي. وتسبني وتنام، انا خلاص. تعبت. عطر شغلت كل تفكيري وعقلي. مش قادر ابعد عنها اكتر، مش قادر.
حذيفة بهدوء: هو انا كمان ممكن اسألك زي ما سألتني.!؟
مصعب اتنهد: طبعااا. اسأل يا حذيفة.
حذيفة بغيرة: يعني انت ما كنش جواك اي رفض او حرج او ضيق. من انها حتى لو بقت ليك. انها كانت متجوزة وعاشت مع راجل تاني، اااقصد يعني هتتقبل ده. هتتحمله.!؟
مصعب ابتسم بتصميم: . برغم اني كنت اتمني انها تكون ليا لوحدي. واني ابقي اول راجل في حياتها، وان ماكنش راجل غيري يلمس شعرة واحدة منها، لكن ايوة هتقبل، وهوافق، ثم انا. اللي هفكرك ان النبي نفسه كانت كل زوجاته ثيب. مافهمش عذراء غير السيدة عائشة، الوحيدة اللي كانت بكر...
حذيفة ابتسم: عندك حق، النبي عليه الصلاة والسلام. سنته مش بس قوليه لا فعلية. يعني نقتضي بيه في قوله وحديثه وكمان فعله، زواج النبي من كل نساءه وهما ثيبات، ده كان ليه اسباب كتيير. ومنها. ان ده، تعليم لينا، ان المرأة المطلقة او الارملة. هي انسانة من حقها تتزوج وتعيش حياة كريمة مع زوج، ومش لانها تزوجت مرة. تبقي كدة خلاص تفضل وحيدة باقي حياتها، وان الرجال مهما بلغت غيرتها مش هيكونوا اغير من النبي صلي الله عليه وسلم، بس للأسف احنا في مجتمع. بيشوف مطلقات وارامل كتيير مجرد صيدة، طمع فيهم وبس، ربنا يحفظ كل النساء. ويريرح بالك ولو ليك فيها نصيب ربنا يقربه ويباركلك فيها...
مصعب برجاء: ااااه يا حذيفة بالله عليك. ادعيلي، ادعيلها هي كمان تخلص منه، انا بس هي تديني امل والله اخلصها منه الصبح...
حذيفة ابتسم: انا قولتلك. هدعيلك بالصالح. واللي ربنا يرده ليك وفيه خير، المهم انه يبقي خير ليك وليها. وربنا يقويها على زوجها ده ويهديه.
مصعب بعصبية: انت بتدعيله ليه، ادعي عليه الله يحرقه دنيا واخره. ربنا ياخده. عبارة عن كتلة تناحة وغباوة، بني ادم بمخ حمار...
حذيفة: ههههههههههه، لا اله الا الله. يا اخي مادامت طالعة منك دعوة. خاليها ليه. اهو تاخد ثوابها. وفي نفس الوقت ما تخدش سيئة على الاساءة...
مصعب بضيق: لا مش هدعيله، خسارة فيه. ده راجل زبالة. ده انا عارف عنه بلاوي سودة، ده كمان بيعرف ستات. وو.
حذيفة قاطعه: كفاية يا مصعب، ماتكشفش ستر حد ربنا ستره، هو اذنب وغلط. عقابه وجزائه عند ربه، مش عندنا، احنا مش هتستفاد حاجة لما نعرف. واتعلم لما تعرف مصيبة او فضيحة او ذنب عن حد ووصلك. خاليه يوصل عندك وبس. وما تبقاش سبب في انه يتفضح اكتر على ايدك، فاهم...
مصعب بتأفف: والله ما موديك في داهية غير مثاليتك دي، انت ايه. كل اللي بتشوفه من الدنيا والناس ده. ولسة قلبك وطبعك كدة، عارف انا لو منك، ادخل اجيب چوري وتنام في حضني الليلة ولا يهمني حد.
حذيفة: يا ابني افهم، ربك مطلع علينا ويعلم السر واخفي، مش غايب عنه حد، وكل حاجة بتحصلنا بحكمة وقدر، وانا عندي حسن ظن بربي، وهو قال، انا عند ظن عبدي بي. فاليظن بي ما شاء. ان خيرااا. فهو خير. وان شرااا فهو له، وانا ظني بربي خير. وعندي امل ينصفني وچوري تبقي من نصيبه وربنا يحببها فيا، وانا عمري ما اخد چوري غصب. ولا قوة. دي نسمة حياتي، ولا يمكن اهنها ولا اذي مشاعرها.
وهما بيتكلموا الباب خبط. وحذيفة فتح لقي والده.
حذيفة: اتفضل يا حاج.
دخل بلال وقعد ومصعب فهم انه اكيد جايله يكمل معاه كلام. فضل يمشي ويسبهم.
مصعب: احمممم طيب يا جماعة انا همشي بقي علشان لسة هروح المكتب عندي معاد هناك. لو احتاجتوني في اي حاجة كلموني. سلام عليكم.
حذيفة ووالده: وعليكم السلام ورحمة الله.
خرج مصعب وحذيفة قفل الباب وقعد قصاد ابوه، هو فاهم انه جاي يتكلم في موضوع چوري. بس هينصدم من كلام والده...
حذيفة بتأنيب: اولا انا اسف يا حاج لو كان صوتي على شوية وانا بكلمك. بس غصب عني الموقف كله من امبارح، وهو موترني.
بلال بتردد: ااانا يا ابني. فيه موضوع كدة شاغلني انا وامك من زمان، وبخاف اكلمك فيه، لتزعل. او يكون محرج بالنسبة ليك، بس انت كل يوم بتشككنا وتخلي دماغنا ترتح وتيجي...
حذيفة عقد حاجبه: من امتي يا حاج بتقلق مني! ده انا ابنك ومهما كبرت هفضل ابنك، قول يا حاج خير ايه اللي شاغلك انت وامي.
الحاج بلال بحرج: بببصراحة كدة، احنا شاكين انك بترفض تتجوز علشان. علشان، يعني...
حذيفة بشك: علشان ايه يا حاج قول.
بلال اتنهد بتعب: انك يعني عندك اللي يمنعك تكون زوج، وانك عندك علة كبيرة.
حذيفة بصدمة ودهشة قام من مكانه بعصبية: انا! انا ياحاج، وايه اللي خلاكم تفكروا كدة؟!
بلال: الله. اقنعني انت طيب. شاب زيك وطول السنين دي بيرفض يتجوز. وكل عروسة يطفشها، وكل يوم بحجة، يبقي اكيد السبب اللي منعه كبير.
حذيفة بجنون: بس مش للدرجة دي ياحاج، ابنك زي الفل ماتقلقش، ثم الجواز ده نصيب وقسمة. مش بيجي على هوي حد.
بلال ابتسم: يعني انت يا ابني كويس مافكش حاجة، انا بصدقك انت مش بكدب.
حذيفة بغيظ من شك والده: ياحاج، ياوحاج عيب كدة. والله انا تمام. وتمام اوي كمان ماتقلقش انت بس...
بلال ابتسم براحة. : الله يطمن قلبك يا ابني. هروح اطمن الحاجة بقي.
حذيفة بضيق: طيب يا حاج روح...
الباب خبط وكانت فريدة.
بلال: اهي امك جات اهي. مش متحملة لما ارجعلها.
حذيفة شاف امه دخلت وقعدت بصمت وواضح عليها الغضب...
حذيفة: مالك يا امي!؟
فريدة: معلش يا حاج انا عايزة حذيفة في كلمتين...
بلال بصلهم: طيب اطلع انا منها. بس لعلمك ابنك راجل وزي الفل. اتطمني. عن اذنكم.
خرج بلال وحذيفة قعد قصاد امه. : مالك يا ست الكل. شكلك زعلان ليه!؟
فريدة بعتاب: انا قلبي حاسس بكل حاجة، فاهمة من سنين وساكتة. بس قولت بكرة البت تتجوز وانت تعقل. بس اللي حصل ده كتيير. كتير اوي.
حذيفة بلع ريقه بحرج: تقصدي ايه!
فريدة بصتله بلوم: اقصد ان الشيخ حب عيلة بضفاير، وفضل مانع نفسه من الجواز علشانها. ورافض يجوزها علشانه. انا عمري ما تخيلت انك اناني كدة. انت يا حذيفة تستغل حوجتها وضعفها. علشان تاخدها لنفسك. انت.!؟
حذيفة بوجع من اتهامها: انا! انا يا امي استغل چوري. طب ما انتي لسة قايلة اني بحبها، ازاي استغلها بس. ده ماحدش اتعذب وداق المرار زيي، ازاي يا امي تظلميني كدة...
فريد بدموع: ايوة، انت عارف انت عندك كام سنة وهي كام سنة، لما تتجوزها وهي مالهاش حولة ولا قوة. علشان ضعيفة ووحيدة، انت هتحميها من الناس بس هي مين يحميها منك. انت ضيعت شبابك بإيدك واختيارك، بس هي ذنبها ايه تاخد شبابها ثمن جميلك معاها.
حذيفة اتوجع وقلبه انكسر من اتهام امه وكلامه اللي زي.
الخناجر بتقطع فيه. ودمع غصب عنه بنااار: كفاااية يا امي. كفاااية، انا عمري ما استغلتها عمري ما طمعت فيها. عمري ما فكرت اني اخد منها ثمن تربيتي ليها. وحمايتي واماني وحناني. عارفة ليه، علشان دي حتة مني، حبيبتي انا. وليا انا، انا حبيتها يا امي افهمي. حبيتها، انا عمري ما كنت اناني. طول عمري بفكر فيكم انتم، في اللي يريحكم انتم، طول عمري لاغي نفسي. بتوجع الف مرة وهي بعيد عني، بتوجع كل ما اسمع منها كلمة ابيه اللي زي الصور بيني وبينها، وانتي جاية تقوليلي اناني واستغلالي. حرررام يا امي عليكي. حرررام بجد، انا بشر يا جماعة، بشر، والله تعبت. تعبت.
فريدة قربت منه بدموع: طب وايه الحل. انك تتجوزها حقيقي. وبعد كام سنة انت تكبر وتعجز وهي تفوق وتتمني انها تتجوز واحد من سنها، هتتحمل انها في يوم تتهمك الاتهام ده وتوجعك، يا حبيبي انا انك انت وخايفة عليك، خايفة عليك تتنجرح بعد ما تتجوزها، خايفة تلومك وتكرهك، اسمع مني، خاليك زي ما انت في نظرها، وابعد عنها شوف حياتك انت واتجوز غيرها.
حذيفة بنااار ومراار: ااااه يا امي، انا مدبوح قصادك وبنزف وانتي بتقطعي فيا، كفياكي ابوس ايدك كفاية، حاضر. حاضر يا امي، هعمل اللي يريحكم، وههحميها بس. وبعدها هخيرها واللي هي عيزاه انا هعمله، حتى لو، غمض عنيه بوجع، حتى لو كان راحتها وساعدتها اني اطلقها هطلقها...
فريدة ابتسمت: ايوة كدة، ربنا يهديك، انا هروح اشوفها بقي. وانت ادخل خد حمام وانا هجهز الاكل.
حذيفة بتعب: لا يا امي انا تعبان وعايز ارتاح...
فريدة بحزن علشانه: ربنا يريح قلبك. ويعملك اللي فيه الخير.
في بيت عطر...
عطر راجعة من برا هي وابنها مازن بعد يوم طويل ومتعب في الملاهي.
عطر ابتسمت: هاه حبيب ماما. مبسوط، اظن النهاردة لعبنا كتييير كتيييير، صح.
مازن بسعادة: صح يا ماما، انا بحبك اوي، انتي جميلة اوي يا ماما. ومش بتزعليني...
عطر ابتسمت بحنان: وانا هزعلك ليه يا قلبي، مش كفاية الدنيا مزعلانا...
مازن بحزن: بس كان نفسي بابا يكون معانا، هو اصلا مش بيحبني ليه، ودايما لوحده ومش بيكلمني، ولا بيفسحني، هو انا وحش اوي كدة...
عطر بدموع: لا لا يا حبيبي انت احسن ابن في الدنيا، بس. ببس هو بابا كدة ده طبعه، كمان هو مشغول، ومش فاضي. انا بخرجك وافسحك، والعب معاك، ولا ماما مش كفاية.!؟
مازن حضنها ببرائة: لا كفاية، انا كمان بحبك اوي، ولما اكبر هشتغل وافسحك واعملك كل حاجة حلوة زي ما انتي بتفسحيني، ومش هخلي بابا يضربك تاني، هبقي راجل وقوي.
عطر ابتسمت بدموع وحضنته: حبيبي انا، ربنا يخليك ليا، انا ربنا يعلم متحملة كل ده ليه، علشانك انت. والله علشانك...
وخرجته من حضنها بحنان: ياللا بقي ندخل ناخد حمام ونغير هدومنا وننام احنا تعبنا اوي النهاردة.
دخلت عطر مع مازن على اوضته. بس لما قربت اوضة رامز. سمعت صوت حد معاه، وفهمت هو بيعمل ايه، اتوجعت وحست بزل وحسرة، وكسرة كبييرة، وبكت، ودخلت مازن اوضته.
عطر: حبيبي خاليك هنا شوية. هروح اعمل حاجة وارجعلك. ماشي. اوعي تخرج...
قفلت عطر الباب على مازن وخرجت خبطت على رامز، : رامز، رامز، افتح وخرج الزبالة دي، انت ايه ما عندكش دم، حرام عليك، افتح...
رامز مافتحش غير بعد وقت كبيير. وخرج ببرود وبجاحة، ووراه واحدة من اللي بيعرفهم...
رامز: ايه، ايييه صوتك عالي ليه، عايزة ايه!
عطر بوجع بصت للي كانت معاه، : قولي فيها ايه زيادة عني، قولي لييه بتعمل كدة، ليه، حرامني انا حقي وبتديه لستات الشارع ليييه، انت بتعمل فيا كدة لييه لييه، انت بسببك انا كان ممكن اضيع، لولا ربنا بيسترها معايا، انت مش بني ادم والله مابني ادم.
رامز اتعصب وبدأ يضربها بعنف: انتي كل شوية الاسطوانة دي، قرفتيني. ايييه. متجوز ابلة الناظرة، انا حر، وقزلتهالك الف مرة، انا كدة ومش هتغير. وغصب عنك ورجلك فوق رقبتك تسكتي...
عطر بوجع من ضربه واهانته، الاوجاع كتيير، وجع جسم وضرب. ووجع روح وكرامة مهانة ومداسة بكل جبروت...
عطر: . لا حقي اتكلم واقول، لما كل شوية والتانية نسيب بيتنا بسببك وبسبب وساختك دي يبقي حقي، لما تلوث بيتي وسريري، كل يوم والتاني بالاشكل دي. يبقي حقي...
البنت اللي كانت معاه بغيظ: بقولك ايه بقي انا ساكتالك من الصبح. واقول هتتهد وتسكت. بس شكلك بتحبي الفضايح، ولو كلمة كمان عليا وحياة امي لجيبك من شعرك...
عطر جريت على الباب وفتحته و بغيظ وصوت عالي: . طيب انا هريكي الفضايح يا رباية الشوراع، خالي الناس تشوف قرفك انتي والبيه المحترم...
رامز بغضب منها جري عليها هو البنت دي وشدوها وقفلوا الباب. وفضلوا يضربوا فيها علشان تسكت، كانت بين ايديهم زي المدبوحة، بتنضرب وتنزف ومش قادرة تعمل حاجة، هما الاتنين اقوي منها، ومازن خرج من الصوت الصريخ. وواقف يبكي بضعف وهو شايف امه وسنده وامانه الوحيد بتتنضرب وتتهان قصاده. وهو مش قادر يعملها حاجة...
عطر بضعف وبكل الصوت اللي قادرة تخرجه بتبكي: ااااااه. حرام عليكم، اااااه كفاية انا مراتك يا شيخ حرام عليك، الحقوني، ااااااه حد يلحقني.
مصعب كان راجع من برا. وسمع الصريخ وصوت عطر، اتجنن وبقي متردد الف مرة يخبط، بس الصوت والا ستغاثة فوق احتماله، فضل يخبط ويخبط. وماحدش بيفتح وماكنش قصاده غير انه يكسر الباب. وكسره فعلا. والجيران اتلمت وشافوا عطر وهي في الارض ورامز والبنت اللي معاه بيضربوها...
مصعب اتجنن وجري عليها وشدهم وضرب رامز بغل وغضب.
مصعب: انت ايه. ايببه، هي عملت فيك ايه علشان كل ده، انت حيوان.
البنت جريت لما لقت مصعب والجيران، ومصعب بيضرب في رامز بغل وغضب...
رامز بعصبية: انت مالك مراتي وبربيها. دخلك ايه، اطلع بره...
مصعب زقه بقوة وغضب منه. وقرب من عطر لاقها جنبها مازن بيعيط وماسك ايديها. وهي بتنزف ومش قادرة
تقوم وبتبكي، شدها وسندها بخوف.
مصعب بحزن: عطر، عطر ردي عليا، الحيوان ده عمل فيكي ايه...
عطر بدموع ونحيب: كان هيقتلني، انا شكل دراعي انكسر منه لله هو و اللي معاه، بيضربني علشان بنات الشوارع. اللي بيلوث بيهم بيتي، يترتهم كانوا موتوني علشان ارتاح، ياريت، انا عايزة اموووت. عايزة اموووت.
مصعب بص لرامز بغضب وساب عطر وقرب منه بجنون وتوعد: اسمع بقي. انا جبت اخري معاك، وقسما عظما بربي. لو ما طلقتها دلوقتي حالا لهكون ساجنك. وانت عارف ان مصايبك كتيير. وانا عندي ورق وحياة اهلك يقعدك في السجن مرتاح بتاع 20سنة.
رامز بخوف وكبر: انت بتهددني يا جدع انت، انت مالك بمراتي اطلقها اقتلها انا حر، ولا علشان محامي. لا على نفسك. الحقوا يا ناس البيه عايزني اطلق مراتي غصب.
واحد من الجيران: والله عنده حق انت راجل ما تتعاشرش. حد يعمل في مراته كدة.
واحدة تانية: ايوة يا استاذ مصعب. يطلقها او انت ارفعلها قضية، رجالة واطية.
مصعب بغيظ: اهو سمعت. الناس مش طايقتك، وسيبك منهم بقي انا اللي بقولك لو ما طلقتش وحالا انا من الصبح هخلعها منك. بس وانت في الحبس. ايه رئيك بقي.
رامز بغيظ منه. خاف من تهديده هو عارف انه ملتوي ومرتشي وواضح ان مصعب بيتكلم بقلب قوي وعارف عنه كتييير...
رامز بص لعطر: انتي طالق. يالا غوري في داهية بقي، مالكيش قعاد هنا...
عطر بتبكي بضعف هي عايزة تخلص منه بس هتروح فين. قبل ما حتى تفكر، كان مصعب بيشلها قصاد الناس ودهشتهم. ونده لمازن.
مصعب. : مازن حبيبي تعالي معايا هنودي ماما المستشفي ياللا.
واحد من الجيران: ربنا يخليك يا استاذ مصعب. انت راجل ابن حلال. واضح ان مالهاش حد.
مصعب بصلها بحنان وبصله: لا ليها. وليها اللي يحميها. خرج مصعب وهو شايل عطر ومازن جنبه، وايمان راجعة من برا وانصدمت لما شافته.
ايمان: ايه ده. انت شتيلها كدة ليه. ومين عمل فيها كدة.
عطر بخجل مش عارفة تدراي فين وهي بين ايدين مصعب.
مصعب بسخرية: حمد لله على السلامة. ادخلي يا ايمان. ونامي انا لما ارجع هفهمك كل حاجة...
نزل بسرعة وايمان مش فاهمة. بس الجيران شرحولها كل حاجة. اتعصبت من مصعب وانه اتدخل ودخلت شقتها...
مصعب اخد عطر المستشفي وكشف عليها. ودراعها اتجبس وجروحها اتداوت، اخدها وراح بيها بيت والدته. وفهما حكاية عطر. وهي رحبت بيها جدااا. واخدت مازن ابنها تأكله وتنيمه. ومصعب قاعد مع عطر.
مصعب بحنان: الف سلامة عليكي، وحياتك عندي لكون مندمه ندم عمره على كل مرة مد ايده عليكي فيها.
عطر بحزن: لا ابعد عنه، انا كفاية خلصت منه. بس كل تفكيري انا هروح فين، هعيش ازاي انا ومازن، انا ماليش حد يا مصعب ماليش حد، وفضلت تبكي.
مصعب بحب قرب ومس ايديها وباسها بحنان: ليكي، ليكي واحد بيحبك ودايب فيكي وخلاص مابقاش فيه اللي بمنعه عنك، انا يا عطر، انا جنبك، ومعاكي، عطر انا بحبك، بحبك...
عطر مش مصدقة نفسها، ماتخيلتش انه هيعترف. وفي الظروف دي...
عطر بمدموع: وانا بحبك، بحبك اوي، اوي...
مصعب ابتسم ومسح دموعها: اخيرااا، يااااه، قلبي كان هيموووت ويسمعها منك، من النهاردة مافيش دموع، مافيش حزن، عدتك تخلص وهنتجوز، وهعوضك عن كل دمعة ولحظة الم. انتي هتفضلي هنا مع امي لحد ماتخلص عدتك، وانا هجهزلك شقة علشان تتجوز فيها...
عطر ابتسمت براحة: هو انا حقيقي صاحية، ولا ده حلم من احلام كل يوم...
مصعب بمشاكسة: تحبي اثبتلك انه حقيقة. امممم. بس للأسف مجبر استني نتجوز، علشان هيبقي تصرف يعاقب عليه الشرع والقانون.
عطر ابتسمت بخجل: ههههه. لا خلاص صدقت انه حقيقة.
مصعب اتنهد بهيام: اااااه، بحبك...
عطر بهمس: بحبك.
عدت ايام قليلة. وحذيفة على وعده وزي ماهو مع چوري مافيش حاجة اتغيرت. بس كان قلقان من هدوء اهلها. خايف يكونوا بيدبروا لمصيبة، وفي يوم كان واخد والده ووالدته للدكتور وهي في البيت بتذاكر، لوحدها...
رجع هو وامه وابوه، ودخله الشقة. بس اول ما دخله سمعه صوت چوري مكتوم، حذيفة قلق ومش متطمن.
حذيفة: مش ده صوت چوري.
فريدة: مش واخدة بالي هدخل اشوفها.
دخلت فريدة وصرخت بصوت عالي. دخل بلال وحذيفة. وحذيفة انصدم. لما لقي أمجد. وخالد بيكفوا چوري ونفسها مكتوم وبتبكي
وهي بصتله بإستنجاد، حذيفة شد امجد. وفضل يضربه بغل، وخالد ضرب حذيفة وفضل حذيفة بيعافر مع الاتنين.
حذيفة: انتم كلااااب، كلاااب، وانا مش هسيبكم...
أمجد بغيظ: انت فاكر انك تتجوزها وتختمنا على قفانا ونسكت. لا، انا هحرق قلبك.
حذيفة برغم انهم اتنين بس غضبه وغيرته عليها. خالته يبقي زي الاسد الجارح، بيقاوم بكل شراسة...
خالد: هناخدها ونرجعهالك جثة زي امها. وابقي افرح بيها...
بلال كان نزل بسرعة واستنجد بأصحاب حذيفة وطلعوا معاه. ودخل ليهم وهما لسة بيضربوا حذيفة وهو بيضربهم...
بلال: اسمع انت وهو برا الشقة مرشقة رجالة تقطعكم وتقرقش عضمكم. اطلعوا برا بقي وسبيونا في حالنا.
وقفوا ضرب، وخالد بص لأمجد، بخوف...
امجد: واحنا نصمن منين ان لو هرجنا ماحدش يتعرضلنا.
بلال: مالكش عندي ضمان. يا تخرج. يا هغطي چوري وادخلهم يقتلوكم مكانكم هنا...
حذيفة جري على چوري وفكها وفك ايديها وبوقها. وضم وشها برعب وهي دموعها بتجري.
حذيفة بحنان: حبيبتي عملوا فيكي ايه، انتي كويسة.
چوري اتعلقت في حضنه وحضنته بقوة وبكت: كانوا عايزين، عايزين، مش قادرة اقول مش قادرة، ابيه وحياتي ماتسبنيش تاني. خاليك جنبي، ماتبعدنيش عنك...
حذيفة ضمها بقوة وجنون وبص لخالد وأمجد بغضب: مش هسيبك تاني، انتي بقيتي مراتي غصب عن الكل. غصب عن اي حد، اهدي. اهدي.
بعدها عن حضنه بهدوء.
حذيفة بص لخالد وأمجد بغل: انتم بقي لازم تتربوا علشان كشفتوا مراتي وحيائها وكل كلب فيكم لمسها ولا حط ايده عليها، هندمه. حاج. انده للرجالة اللي برا.
وغطي چوري بالغطاء، وفعلا دخلوا واخدواهم برا وفضلوا كلهم يضربوا فيهم وحذيفة اولهم، وطلب ليهم البوليس، واتهمهم بالاعتداء عليهم ومحاولة خطف چوري اللي هي مراته، وفعلا اخدوهم ومشيوا، وحذيفة رجع لچوري اللي كانت لسة منهارة في حضن فريدة، واول ما شافته جريت على حضنه.
چوري: كنت خايفة عليك، اوي.
حذيفه حضنها براحة وابتسم: انا كويس، طول ما انتي في حضني، وخرجها من حضنه بحنان. وبص لامه. يوم الخميس اللي جاي فرحي انا وچوري والكل لازم يعرف انها بقت مراتي. وبص لچوري. بتساؤل، موافقة
چوري هزت راسها وابسمت بسعادة: ممموافقة، موافقة طبعااا.
حذيفة الامل صحي جواه. فرحتها بشرته باسها من جبينها بحنان: هعملك فرح ما اتعملش لحد قبلك...
فريدة قربت منه بحيرة: بس يا ابني..