رواية بغرامها متيم الفصل الرابع عشر 14 بقلم فاطيما يوسف
اليوم أعترف بأني احبك ولكني امرأة شرقية خدشت قلبها وانت الدواء والجرح وانت الصديق والحبيب الذي لطالما أخبرته مالا يقال وها أنا اعترف مرتين اني احبك، مرة امامك ومرة امام عيناك دون أن يتحدث فمي وتنطقها شفتاي .
+
رأى خجلها والاحمرار غزى وجهها ببراعة فأكمل بهمسه الأجش بما قضى عليها وجعلها تود أن تطير من أمامه :
+
ــ معقولة لسه في بنات بتخجل ووشها بيحمر زيك كدة لما حبيبها يعترف لها إنه بيحبها ، بجد اللي زيك خلصوا من زمان .
+
تفوهت بلسان يرجف من خجلها متسائلة إياه:
+
ــ ليه يعني ؟
طبيعة البنت الخجل وانها تتكسف لما حبيبها يعبر لها عن إعجابه بيها .
+
حرك رأسه نافياً ماتفوهت به معللاً نفيه بما عايشه مع أصدقائه وما رآه بأم عينيه :
+
ــ مين قال لك كدة ! اصلك مخرجتيش برة قوقعة حياتك المغلقة وشفتي اللي انا شفته دلوقتي البنات هي اللي بتكراش على الشباب وممكن كمان تبعت له وتقول له بص بقي من الاخر أنا معجبة بيك وبكراش وهموت عليك فتيجي سكة ودوغري معايا يابني انت علشان مش هتلاقي واحدة تحبك قدي ولا زيي .
+
شهقت بشدة مما قاله ولم يستوعبه عقلها ثم هتفت بعدم تصديق:
+
ــ هاااااا ايه الكلام دي لا يمكن البنت تعمل اكده واصل مستحيل البنت طبعها الاستحياء؟
+
اهتز فكه بسخرية من برائتها ثم أكد لها :
+
ــ الاستحياء ده كان على ايام بنات سيدنا شعيب اما دلوقتي إنتي في القرن الرابع والعشرين يا دكتورة البنت حاليا بقت متفتحة قووي واسبور وشايفة ان من حقها تختار شريك حياتها وتحب وتتحب ،
+
وأكمل بنفس سخريته :
+
ــ تصوري البنت بقت بتحب الشاب اللي مسقط البنطلون وعامل شعره بطريقة غريبة واللي ممكن يستشوره ويكويه وميصليش باليومين علشان ميجيش عليه ماية وتضيع التسريحة اللي قعد ساعات يظبط فيها ، البنت بقت بتحب اللي يقولها سوري في اللفظ اللي هتسمعيه ؛ بحبك يابنت الجزمة ، وألفاظ شنيعة عن دي وهطلع مش عارف ايه ابوكي وأمك ويشتم أهلها كله وهي تضحك وتحبه أكتر قال ده بقي الواد الشبح اللي مفيش منه اللي اختارها من وسط البنات كلهم علشان هي جميلة الجميلات اللي مفيش زيها .
+
كانت تنظر إليها بمقلتين تتسع ذهولا مما يحكيه فلأول مرة تسمع تلك الكلمات فهي قليلة الاختلاط بالبنات ولم تهتم في حياتها غير بتعليمها وعملها وأهلها ولذلك ذهلت عندما سمعت منه تلك الحوارات لتقول باستعاذة :
+
ــ أعوذ بالله معقول الحالة وصلت بالبنات لحد اكده اللهم عافينا.
+
أمن على كلامها ثم أكمل وهو يتعمق تارة في مقلتيها وتارة تجول عيناه لشفتيها وتارة أخرى لوجنتيها ، مختلفة هي عن كل بنات حواء الذي قابلهن ، يسير الحياء في تعبيراتها ، ونظراتها ، ووجهها المستنير بحمرة الخجل البدائى الذي لم يراه قط في مجتمعه الذي عاش فيه طيلة عمره :
+
ــ بس انتي غيرهم كلهم ياست البنات ، إنتي تخطفي القلوب من هدوئك ورقتك ، تركيبة جديدة مقابلتهاش في المحيط اللي عايش فيه طول عمري ، علشان كدة قلبي مال وابتدى الحب معاكي وبإذن الله هينهيه وياكي ومش بس كدة يافيري ده عمري الحقيقي ابتدا وياكي ،
+
ثم شبك كلتا يديه في الأخرى متسائلاً إياها برجاء وهو يريد أن يسمعها :
+
ــ انتي ايه رأيك في كلامي ومقلتليش بردوا رأيك في عرض حبي ليكي أستاهل أتحب ولا لا ؟
+
خفضت رأسها للأسفل بخجل وداخلها يرد عن لسانها بما لايستطيع قوله من شدة خجلها ولم تعرف بما تجيب ولكنها ألحَّ عليها ولم يتركها إلا حينما يسمعها بالرغم من أنه قرأها بامتياز في حمرة وجهها وصمتها ودقات قلبها ثم أكمل بنبرة هائمة :
+
ــ بصي مش هسيبك إلا لما أعرف احساسك بيا ايه وتنطقيها علشان أنا لحوح جداً ومعنديش صبر اني أقعد أسهر وأعد النجوم علشان أفكر بتحبني ولا لا زي مانا بحبك ،بتفكري فيا زي ما انا بفكر فيكي ولا لا ،
+
شاغل كل تفكيرك زي مانتي شاغلة كل تفكيري أصلك متعرفنيش اني في حبي بخاف على حبي قوووي انه ميكونش مطمن علشان أهم حاجة في العلاقة الاطمئنان .
+
عند ذكر كلمة الاطمئنان خفق قلبها ألماً فكيف تطمئن معه وهو في حالته تلك ؟!
كيف تشعر بالارتياح وهي معه تخطوا خطوات إلى مجهول لم تعرفه ولم تعلم أيضاً هل ستستطيع المقدرة على مجابهته أم لا ؟!
غموض لن تقدر إلى الآن كشفه ورغم كل ذلك إلا أنها عشقـــــته بشدة ، ما إن ترى طيفه أو تشم رائحته أو تعلم تواجده في نفس المكان الموجودة به تلقائياً تنهال الدقات التي تخفق بين أضلعها على قلبها المسكين فتهلك جسدها غراماً به ،
+
رأى تغيرات وجهها مابين لحظة وضحاها من النظرة الحالمة الهائمة به وباعترافه الموثق بغرامها إلى النظرة الخائفة التي يمسها الفقدان وعدم الاطمئنان ولكنه انتظرها وسينتظرها مهما طالت حيرتها حتى تهدأ ومهما طال خوفها حتى تطمئن ثم شعرت بلهفته عليها وعلى أن تريح قلبه وكعادتها قررت أن تسلم أمرها بيد الله الذي وضع محبته في قلبها بتلك الدرجة ثم رفعت أنظارها الخجلة إليه:
+