اخر الروايات

رواية تناديه سيدي الفصل الثالث عشر 13 بقلم صابرين شعبان

رواية تناديه سيدي الفصل الثالث عشر 13 بقلم صابرين شعبان 

الفصل الثالث عشر

قالت بقلق و هى تنظر إلى ساعة الحائط أمامها ..” لا أعلم لما تأخر في الهبوط إلى الآن هذا ليس من عادته “
كان الجميع جالس على طاولة الطعام في إنتظار طِراد ليهبط ..كان الأولاد قد بدأ بالفعل في تناول الطعام ،شعرت نجمة بالقلق هى الأخرى فهو دوماً ما يكون جالس على الإفطار قبل هذا الوقت بكثير فالساعة قاربت التاسعة و النصف و هو دوماً ما كان يتناول فطوره في الثامنة
قال ياسين و هو يلاحظ قلق فريدة قائلاً ..” جدتي هل أصعد إليه لأخبره أنك تريدينه “
قالت فريدة باسمة ..” نعم حبيبي أذهب إليه “
نهض تامر قائلاً ..” لا ياسين أجلس أنت تناول فطورك و سأذهب أنا إليه“
هزت فريدة رأسها بصمت فأنصرف تحت نظرات نجمة المضطربة كانت عيناها معلقة بالدرج تنتظر هبوطه شاردة الذهن عن الحديث الدائر حولها بين والدتها و فريدة وصبا ..

طرق تامر الباب بهدوء بعد أن صعد الدرج مسرعا و عندما لم يجب قال بصوت عال قليلاً ..” طِراد هل أنت بالداخل “ و لما لم يأتيه الجواب قال تامر بصوت عال ..” سأدخل طِراد “ دلف إلى الغرفة بهدوء ليضيئ المصباح فالستائر كانت مازالت مسدله على النافذة وتمنع أشعة الشمس من الدخول للغرفة ، وجده مازال في فراشه مضجا على جانبه يعطيه ظهره أبتسم تامر فهو مازال نائما ، دنا منه يهزه من كتفه قائلاً ..” طِراد أنهض لقد تخطت الساعة التاسعة يا رجل و لدينا رحلة عودة “
تململ طِراد في نومه متمتما بتثاقل ...” نجمة .. لا ..تتركيني أنا لست بشعا لهذا الحد نجمة أنه مجرد جرح لا تجعليه يقف بيننا تجاهلي وجوده نجمة “
عقد تامر حاجبيه بقلق ثم أمسك بكتفه ليديره تجاهه ليستلقي على ظهره كان وجهه محمر قليلاً و أنفاسه متثاقلة وضع يده على جبينه يتلمسه وجد حرارته مرتفعة ذاد قلقه ماذا يفعل هل يخبر جدته لتحضر له الطبيب أم يحاول هو إفاقته حزم أمره و دنا منه قائلاً بقوة
” طِراد أنهض “ فهو يخشى على جدته أن علمت أنه مريض فتح عينيه بوهن ثم عاد و أغلقها مرة أخرى فهزه تامر بقوة هذه المرة فيبدو أنه أصيب بالبرد فهذا ما يحدث معه إرتفاع حرارة و بعض الضعف يحتاج إلى تناول بعض المسكنات و السوائل الدافئة كما يفعل هو لعله يكون مثله في ذلك و لا يحتاج لإقلاق جدته حاول أن يساعده على النهوض قائلاً بحزم ..” طِراد أنهض لتذهب إلى المرحاض حرارتك مرتفعة أم أذهب لأخبر جدتي لتأتي لك بالطبيب “
رفع طِراد يده بوهن قائلاً بتعب ..” بل ساعدني للذهاب إلى المرحاض و لا تخبر جدتي شيئاً “
أجابه تامر بصلابة ..” إذن أنهض لأساعدك هل هذا هو المرحاض “
أشار لباب في جانب الغرفة فهز طِراد رأسه مؤكداً فقال يكمل ..” إذن تعال لتغتسل ربما تنخفض حرارتك “
نهض طِراد يستند على يد تامر الذي ساعده ليتجه إلى المرحاض و الأخير يسأله ..” هل لديك أي أنواع المسكنات هنا و خافض للحرارة “
أجاب طِراد بألم و هو يشعر بثقل في قدميه ..” لا أعرف سنرى في المرحاض هناك خزانة صغيرة فيها بعض الأدوية “
أدخله تامر إلى المرحاض و اتجه به لحوض الغسيل و قال بحزم و هو يمسك برأسه ..” أخفض رأسك طِراد أسفل الصنبور “
أحنى طِراد رأسه تحت الصنبور ليفتح تامر الماء على رأسه ليشهق طِراد بقوة و ينتفض جسده أمسك به تامر يثبت رأسه قائلاً ..” أبق قليلاً بعد لتنخفض حرارتك “
أمسك طِراد بحوض الغسل يثبت جسده حتى لا يسقط فقدميه لا تحمله فتح تامر باب الخزانة ليبحث بها عندما تنهد براحة و قد وجد ضالته أمسك بالشريط يخرجه ليغلق باب الخزانة و أحضر منشفة وضعها على رأس طِراد قائلاً ..” أرفع رأسك طِراد ما بك تبدو كالطفل الصغير و أنت مريض “ أبتسم تامر لحديثه متذكرا نفسه أوقات مرضه و إعتناء صبا به و هى تخبره بنفس الشئ أعاد طِراد إلى الغرفة ليجلسه على الفراش و هو يجفف رأسه بالمنشفة أزال المنشفة و أحضر كوب ماء و مد لطراد قرصين من الدواء و قال أمرا ..” تناول هذا طِراد “
أجاب هذا الأخير ..” لا داعي لقد أصبحت بخير الآن “
قال تامر بثقة ..” هذا ما يهيئ لك فقط دقائق و تعود حرارتك مرتفعة إذا لم تأخذ الدواء هيا تناولهم أنا أعرف ما تشعر به لقد حدث لي مرارا من قبل هيا تناوله حتى تستطيع الجلوس معنا في الأسفل فجدتك قلقه للغاية إلا إذا أردتني أن أخبرها أنك مريض “
تذمر طِراد قائلاً ..” لما كل ذلك لقد أصبحت بخير صدقني “
قال تامر ..” حسنا سأخبر جدتي أنك مريض و ستظل هنا اليوم بينما نعود إلى المدينة “
أجابه بحزم و جسده بدأ يرتجف ..” لا لدي عمل أنا أيضاً سنعود جميعاً “
مد تامر يده مرة أخرى بالأقراص ..” إذن تناول هذا لقد بدأت ترتجف لا تكابر أنت لست صغيرا لتعاند يا رجل و حتى تستطيع التحمل عند العودة “
أخذ طِراد الأقراص و تناولها بصمت فقال له تامر ..” و الآن أرتدي ملابسك و أهبط للأسفل لتناول الفطور فستحتاج إليه ليعطيك بعض الطاقة للتحمل هيا و أنا سأخبر جدتي أنك كنت نائم فهى قلقة عليك“
هز طِراد رأسه بهدوء فأنصرف تامر تاركا له المجال ليبدل ملابسه هبط الدرج مسرعا ، تعلقت عيناها بلهفة بتامر منتظرة منه أن يجيب تخجل من سؤاله تاركة الأمر للجدة التي سألته بلهفة ..” أين هو وجدته في الأعلى أم هو في الخارج و لم أعلم بذلك “
طمئنها تامر و هو يلقي نظرة جانبية على نجمة لاحظتها صبا فتعجبت للأمر فزوجها ليس من عادته إختلاس النظر للنساء شعرت بالغيظ منه عندما سمعته يتمتم قائلاً ..” هو بخير فقط كان غارق في النوم سيهبط بعد قليل تركته يرتدي ملابسه “
تنهدت فريدة و نجمة براحة فأبتسم تامر بمرح قائلاً لوسيم و الأولاد ..
” هل أنهيتم طعامكم “
أجاب وسيم ..” أجل أبي و سنذهب للعب قليلاً قبل الرحيل “
هز تامر رأسه موافقا و قال ..” حسنا بني أذهبوا و تمتعوا بوقتكم قبل أن نرحل “
خرج الأولاد تاركين وراءهم الصمت سائد بين الجالسين ، كانت عيناها معلقة بالدرج تراه يهبط ببطء يمسك بالحاجز فعقدت حاجبيها بقلق من مظهره الهادئ ما به يبدو هادئا هكذا ، ألقى تامر نظرة خبيثة تجاه نجمة فوكزته صبا في جانبه قائلة بغيظ و صوت خافت ..
” لما هذه النظرات الخبيثة لنجمة سيد تامر “
أبتسم تامر و أجاب بمكر قرب أذنها ..” هل تغارين سيدة تامر “
قالت بثقة و غرور مدعي و هى تضغط على قدمه بحذائها أسفل الطاولة ..” لا ..لا أغار لأنك تحبني أنا لا أحد غيري “
زم تامر شفتيه ثم قال بمرح ..” مغرورة حقاً “
ضحكت صبا بخفوت عندما قاطعهم صوت طِراد قائلاً بهدوء ..
” صباح الخير للجميع “
أجابت سناء و محمود و هزت صبا رأسها و نظرت إليه نجمة بصمت و جدته تسأله بلهفة ..” حبيبي لما تأخرت هكذا في النوم هل أنت بخير هل مرضت هذا ليس من عادتك “
أبتسم طِراد ليطمئن جدته و هو يقول بمرح .. ” جدتي ما هذا تحقيق عند الصباح ها أنا أمامك و بخير و جائع جائع للغاية و لن أنتظر أكثر و أضيع الوقت في الحديث “
ضحكت فريدة و أبتسم محمود و سناء و تامر يقول بمزاح ..
” و نحن أيضاً جائعون و بسببك تأخر إفطارنا هل نستطيع أن نأكل الآن سيد طِراد “؟؟
أجابه طِراد ساخرا ..” و هل أنا أمسك بيدك تفضل تناول طعامك أم تريدني أن أطعمك بيدي “ ؟
أنشرح قلب فريدة فهى منذ زمن طويل لم ترى حفيدها يمازح أحدا هكذا و يضحك و يتحدث بأريحيه فقالت تقاطعهم ..
” حسنا فليتناول الجميع طعامه لتذهب نجمة و جميلة ليرو الحيوانات مرة أخرى قبل أن نرحل “
قالت نجمة بلهفة ..” هل نستطيع رؤية كريم ثانياً قبل أن نرحل سيدي “
أبتسم طِراد فهى تبدو كطفلة صغيرة تريد اللعب للمرة الأخيرة قال بهدوء ..” نعم تستطيعين و جميلة ستذهب لتراه أيضاً فهى لم تره أمس “
أتسعت عينى جميلة حماسة و قالت و هى تلتهم طعامها بسرعة ..
” إذن لنتناول الطعام بسرعة حتى لا نضيع مذيدا من الوقت “
بدأ الجميع تناول الطعام و هم ينظرون إليها بمرح لإسراعها في تناول الطعام متحدثين بينهم في هدوء ..

***********

كانا جالسين على الأرجوحة يحركها تامر بهدوء و ذراعه ممتده خلف ظهر صبا يحتويها فبعد أن تناول الجميع الإفطار ..ذهبت نجمة و جميلة مع طِراد ليرو كريم و ذهبت الأولاد مع العامل لرؤية البقرات و الخراف مرة أخرى ، كان قد طلب من صبا أن يسيرا قليلاً في الحديقة فوافقت على الذهاب معه ليجدا الأرجوحة كما أخبرهم وسيم عن مكانها بعد جلوسهم لبعض الوقت يمتعان عينيهما إلى الأشجار حولهم يستنشقان الهواء المنعش النظيف .. دنا منها تامر و هو يضع يده على كتفها يضمها إليه فالتفتت إليه رافعة حاجبها بإستنكار لما يفعل أبتسم بمكر ثم خطف قبلة سريعة ثم أبتعد عنها ضاحكا نهرته غاضبة ..” تامر تحشم نحن في الخارج سيرانا الأولاد أي وقت حين عودتهم “
قال بلامبالاة و هو يعود و يحرك الأرجوحة ..” أمس أيضاً كنا في الخارج و كان يمكن للأولاد رؤيتنا و مع ذلك قبلتك “
وكزته بحنق قائلة ..” غصبا قبلتني غصبا لا تنس ذلك “
قال يدعي الحزن ..” هل تقولين أنها لم تعجبك “
قالت ببرود ..” لا لم تعجبني و لا أحب ما هو غصبا و هذا تحذير لك حتى لا تفعل “
أبتسم بخبث و هو يدنو منها يلتصق بها قائلاً بإغواء ..” حسنا و ليلا لم يعجبك أيضاً هل كان غصبا “
أرتعش جسدها بجانبه متذكرة الليلة الماضية و ما حدث بينهما فقالت بخجل ..” تامر كف عن وقاحتك معي خاصةً في ..“
قاطعها و هو يستدير بجسده إليها يمسك بوجهها بين يديه يقبلها بشوق و هو يضغط جسده عليها جعلها تستسلم لملامسته و قبلاته بشغف متناسية المكان و الأولاد و خجلها أيضاً ، بعد وقت تركها مبتعدا ليتركها تتنفس و هو يستند بجبينه على جبينها متمتما برقة ..
” أحبك صبا بل أعشقك يا إمرأة “
غمغمت بخفوت و هى تأخذ أنفاسها بسرعة ..” و أنا أيضاً أحبك تامر “
أمسكت بوجهه و قالت و هى تنظر إلى عينيه بألم قائلة ..
” أريد أن أخبرك بما حدث منذ سنوات تامر حتى نستطيع غلق هذه الصفحة و للأبد “
قال يجيبها برجاء ..” حبيبتي ليس الآن أعدك أن أعلم كل شئ و لكن ليس اليوم ، اليوم فقط أريد أن أشعر بقربك مني مثلما كنا من قبل أي شيء سيؤلمك الحديث عنه دعيه لوقت آخر فقط أشعري بحبي لك و ثقي بي أن كل شئ سيكون بخير و كما تريدين أنت أتفقنا “
هزت رأسها بصمت فعاد لضمها وهو يقبل رأسها بحنان ..

***********************

كانت تستند على السياج فاغرة فاه و هى تقول بذهول ..” أنا لا أصدق أنك لم ترينى إياه أمس عمي طِراد أنه .. أنه جميل جداً لم أرى مثله في حياتي “
أبتسمت نجمة و قالت ساخرة ..” و أين كنت سترين مثله في المدينة جميلة الجميلات “
تذمرت جميلة قائلة ..” أخبرتك مرارا لا تقولي لي ..“
قاطعتها نجمة مازحة ..” جميلة الجميلات فهمنا “
أبتسم طِراد على مناوشتهم مفتقدا شعوره بجو عائلة كبيرة مثلهم لم يحظى بها يوماً قال بهدوء ..” نادي ب إسمه جميلة لنرى هل سيستمع إليك و يأتي “
تذمرت نجمة بطفولية ..” و أنا سيدي لمَ لم تخبرني أن أفعل مثلها أمس “
نظر إليها طِراد بتركيز فأحمر وجهها خجلا فقال باسما ..” هكذا لم يأتي في بالي ذلك الوقت “ ثم التفت إلى جميلة قائلاً ..” هل نجرب “
هزت رأسها و دنت من السياج واضعة يديها حول فمها هاتفة بصوت عال ..” كريم “
رفع الحِصان رأسه ناظرا تجاههم و تجاهل ندائها مشيحا بوجهه مرة أخرى و هو يرعى في الأرض فضحك طِراد ملئ فاه ذهولا من غرور حِصانه و ملامح جميلة المتذمر فعادت مرة أخرى لتهتف بإسمه و لكنه لم يستجب كتفت يدها متذمرة فأطلق طِراد صفرة عالية فتشنفت أذنه و أستدار ليأتي راكضا إليه أقترب منه كريم متجاهلا نجمة و جميلة الواقفتين قربه و دنا من طِراد مادا رأسه عبر السياج ليداعب طِراد في وجهه و صدره ضحك طِراد و أمسك بوجهه قائلاً ..
” كيف حالك اليوم كريم أريد أن أعرفك على أحدهم “
بدى الحِصان و كأنه يتجاهل حديثه مستمرا في مداعبته يطالبه بالإهتمام فضحك طِراد و قال بصوت معاتب ..” كريم يالك من شقي “
قالت نجمة ساخرة ..” يالك من غيور كريم “
دنت منه جميلة لتحاول ملامسته فأشاح وجهه عنها فقال طِراد بحنان و هو يضم رأسه ..” هذه جميلة و تحبك كريم و هى صديقة كنجمة دعها ترحب بك يا صديقي “
وقف الحِصان ثابتاً بإستسلام لتلامسه جميلة برقة و شغف قائلة ..
” أنت جميل جداً كريم أنت أجمل حصان رأيته في حياتي “
غمغمت نجمة ساخرة ..” ذيديه غروراً جميلة و كأنه يحتاج لذلك فهو يعلم قدر نفسه جيداً لا تقلقي ، لو رأيت ما فعله أمس ما صدقتي أنه تصرف حصان و ليس بشري “
دنا كريم من جميلة يداعبها كما فعل مع طِراد منذ قليل فزمت نجمة شفتيها بضيق و قالت بدهشة ..” أنظر سيدي أنه يتقرب من جميلة و لم يقبل بملامستي له “
تعجب طِراد من أمر حصانه و كأنه يفعل ذلك ليضايق نجمة هل فهم من نبرة صوتها أنها كانت تسخر منه أقتربت منه نجمة و حاولت ملامسته فزفر رافعا رأسه إحتجاجا لتقول بغيظ ..” أنت حقاً مغرور يا سيد “
أنفجر طِراد ضاحكا بقوة على تذمرها الطفولي أنها تحدثه كطفل صغير و ليس حصاناً أبتعد بعيداً عنهم قليلاً و لكنه ظل قرب السياج فذهبت جميلة خلفه لتقف بجانبه تداعبه و هو يقف متقبلا مداعبتها بهدوء ..
أقترب طِراد من نجمة يستند على السياج واضعا يده في جيب سرواله قال يسألها بجدية ..” غاضبة منه نجمة “
نظرت إليه بهدوء كانت بشرته شاحبة قليلاً و بها بعض الاحمرار شعرت بالقلق فهو يبدو كما لو كان متعب ..” لا سيدي ليس شرطا أن يحبني الحيوانات لا تعرف تزيف مشاعرها كالبشر هو لم يتقبلني و لكن تقبل جميلة حتماً شعر نحوها بالأولفة و لم يشعر بها نحوي يسعدني أنه تقبل جميلة لا تقلق سيدي أنا سعيدة برؤيته و أحببته و هذا يكفي “
هز رأسه صامتا و وقف يراقب كريم و جميلة و هما يتلامسان بثقة عقد حاجبيه بتفكير متعجبا لم يشعر أن حصانه شعر أنه مهدد من نجمة و لم يشعر بذلك مع جميلة مط طِراد شفتيه و تمتم بخفوت ..
” غريب “
سألته نجمة ..” هل قلت شئ سيدي “؟؟
التفت إليها باسما ..” لا نجمة لا شئ هل نذهب الآن للمنزل “
قالت تجيبه ..” نعم سيدي لا مانع “ ثم هتفت بجميلة قائلة ..
” هيا بنا جميلة تأخر الوقت “
ودعت جميلة كريم ثم أقتربت منهم فجاء كريم خلفها يوكز طِراد في كتفه برأسه ليستدير هذا الأخير باسما ..” إلى اللقاء صديق لحين ألقاك“
مسد رأس الحِصان يضمه بحنان جعل البسمة ترتسم على شفتي نجمة و جميلة لمرآه هكذا مع حصانه متسأله كيف سيكون مع البشر يا ترى هل ستفهم هذا الرجل يوماً ..
عاد الجميع إلى المنزل و كان يجر قدميه جرا فقالت فريدة قلقة من رؤيته هكذا منهك ..” ما بك حبيبي وجهك محتقن هل بك شئ “؟؟
أجابها يطمئنها ..” لا شئ جدتي أنا بخير هل أنتم جاهزون للعودة بعد الغداء “
أجابه محمود بالنيابة عن الجميع ..” نعم بني نحن جاهزون “
فقال تامر مقترحا الذي دلف و صبا للمنزل للتو و وجه هذه الأخيرة مشتعل إحمرارا مما جعل فريدة و سناء يبتسمان براحة كأنهما علما بأن الأمور أصبحت بخير بينهم أخيرا ..” لما لا تبقى أنت و الجدة فريدة طِراد و نعود نحن للمدينة مؤكد الجدة إشتاقت إلى المنزل هنا و لا تخشى علينا سنعود و السائق كما أتينا “
فهم طِراد ما يلمح إليه تامر فقال بهدوء حتى لا يثير قلق جدته ..
” إن أرادت جدتي المكوث هنا فلا مانع لدي “
أجابت فريدة بحزم ..” لا أريد العودة مع الجميع و سأتي وقتا آخر حبيبي ليس لديك مانع صحيح “ فهى تريد العودة لتمكث هنا مع نجمة حين يتزوجان و هذا ما تسعى لتحقيقه و لا وقت لديها تضيعه بعيداً عن كلاهما ..هز طِراد رأسه ..” حسنا جدتي سأصعد قليلاً لغرفتي لأبدل ملابسي لحين وقت الغداء “
تركهم و صعد دون أن ينتظر أجابه من جدته على سؤاله فهو يشعر بجسده منهك كمن سقط من علو و كل عظمة في جسده تأن ألما كان يحاول التماسك أمام الجميع حتى لا يفسد عليهم اليوم و لا يقلقهم ..ما به أصبح ضعيفا هكذا من لفحة برد خفيفه أصابته لنومه في الخارج دلف لغرفته و نزع ملابسه بتعب ذاهبا للمرحاض ليأخذ حمام بارد لعل حرارته تنخفض بعد أن أنهى حمامه و تناول قرصين آخرين من ذلك الدواء الذي أعطاه له تامر منذ بعض الوقت فلم يمر خمس ساعات منذ تناوله و قد فقد مفعوله ، أستلقى على الفراش بتعب لحين يبدأ مفعول الدواء و يعطيه بعض الطاقة ليكمل اليوم بدون تعكيره عليهم بعد نصف ساعة نهض من سريره ليرتدي ملابسه ليهبط و يجلس مع الجميع و هو يشعر بنظرات تامر المتسأله و كأنه يسأله هل هو بخير ..طمئنه و هو يهز رأسه أشارة إليه أنه بخير 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close